رواية فراشه في جزيرة الذهب الفصل التاسع والعشرون 29 - بقلم سوما العربي
فراشة_في_جزيرة_الذهب_الحلقة_ال29
دلف للبيت يحمل حقيبتها بيد ويسحبها باليد الأخرى يشعر وكأنه يمتلك الدنيا بحذافيرها الآن.
يقسم إلا يفلتها من يده، صعد الدرج بسرعه يحثها على أن تجاري خطواته وهي تردد:
-براحه يا زيدان هنقع
-بعد الشر عليكي من الوقعه يا قلب زيدان
لكنها تعثرت بالفعل وتعرقلت قدمها فتأخرت خلفه في الوقت الذي خرجت فيه رشا من شقة عمها تهم بالمغادرة بعدما يئست من عودة زيدان وقد طال انتظارها.
ليتهلل وجهها ما ان رأته فقالت بلهفه بائنة:
-زيدان...اتأخرت كده ليه النهارده
لتنحشر باقي الكلمات في حلقها ما ان أبصرت وجود حورية معه فقالت:
-حورية؟
بقت حوريه تنظر لها بصمت وصدمه غير قادرة على مواجهة أو حتى إستيعاب تغير رشا، لا تريد أو تحبذ ابداً ان تتناوش مع إحداهن من اجل رجل حتى لو كان زيدان.
ورشا كانت صديقتها متى ولما تغيرت هكذا؟ وكيف لم تلاحظها وتلاحظ نواياها.
لترد حوريه بوجه يحمل ملامح الخزلان:
-اه حوريه...ازيك يا رشا.
تلبكت رشا في الرد سؤال حوريه كان واضح وكأنها تسألها لما لم تهتمي بشأني وتسألي عن غيايبي فجاوبت دون سؤال:
-الحمدلله...ماعلش لو ماكنتش سألت عنك الفترة الي فاتت بس أصل ماما كانت تعبانه و...
قاطعتها حوريه تقول بأعين حاده:
-لا ألف سلامه أنتي بردو الله يكون في عونك بتراعي مامتك وتراعي مرات عمك ...تخيل يا زيدان رشا الي ماكنتش بترضا تشتري ولو كيس ملح من البقال بقت تنزل وتروح تبضع وتشتري الخضار لمامتك من السوق أنا شوفتها كذا مره من البلكونه وهي راجعه ماصدقتش نفسي والله قولت الدنيا جرى فيها حاجة.
رفعت رشا حاجبها الأيسر بنزق ....وصلها مغزى الحديث...حورية تخبرها بأنها تعلم مابداخلها حتى لو ظنت أنها بارعه في إخفاءه
اذاً اللعب بات على المكشوف...حسناً....ليكن.....
إبتسمت رشا بليونه ثم قالت:
-وأنا ليا بركة إلا مرات عمي و ولاد عمي دول سندنا بعد ربنا ربنا يخليهم ليا يارب.
ابتسمت حورية ضمت زيدان لها كأنها تكشر عن أنيابها مرددة:
-وليا يا رب.
جملتها الأخيرة كانت تصريح ....إعلان ملكية.
كل ما قيل وكل ما حدث لا يعنيه ولم يبالي به كثيراً لكن إعلان ملكيتها الأخير هز أوتاره ونظر لها بأعين لامعه أصابت رشا بمقتل خصوصاً وهي تراه يرد الضمه بضمه ويميل يقبل رأسها متمنياً:
-ويخليكي ليا يا حبيبتي
-حبيبتك؟؟
كان هذا صوت رشا المصدوم من نسخة زيدان الجديدة التي بات فيها يعبر عن حبه عادي دون مواراة
لترد عليها حوريه وهي ترفع حاجبها:
-طبعاً حبيبته عندك اعتراض ولا حاجة يا صاحبتي؟!
حمحمت رشا تحاول إجلاء صوتها ثم قالت:
-لأ طبعا.
صمتت تراقب تطلعه العاشق لها ثم أكملت دون مراعاة لأحساس أحد:
-بس اصل غريبه لان كلنا عارفين ظروف جوازكم وان لولا هروب محمود وفضيحته ليكي ماكنش زمانكم دلوقتى مع بعض أصلا أنتي وزيدان زي الشرق والغرب.
إرتبكت بعدما لاحظت تجهم وجه زيدان من كلامها لكنها لم تكن تبالي سوى بما تريد وبالنتيجة.
بينما أسبلت حوريه عيناها تسحب نفس عميق وقد أيقنت ان تلك الماثلة أمامها لا تستحق أي رحمة أو شفقه بل تستحق رد حاسم يسحقها.
هي من البدايه لم ترغب بجرح مشاعرها رغم كل ما فعلته ورغم تخليها الواضح عنها، كانت تتحسس الكلمات حتى وهي تناظرها الآن لكن بجملتها ألأخيرة والتي ألقتها في وجههما دون أي حساب لمشاعرهم كانت القشة التي قسمت ظهر البعير لتقرر الرد عليها بحسم بل وأزيد لتقول:
-مين قالك يا رشا ….أنا وزيدان بينا حاجات كتير مشتركة وهو الراجل الي أنا كنت بدور عليه.
ضمها زيدان له اكثر وكأنه يستمد قوة لنفسه منها بعدما قالته رشا فقد ذكرته بشعور الرفض الذي عاشه طوال حياته في حين تمسحت حوريه به وهي تكمل:
-سبحان الله..كأن ربنا ساق على محمود عقله عشان يتصرف كده ويبقى زيدان في الآخر من نصيبي أنا وهو فعلاً يا رشا ستر عليا أنا مش هنكر اصل هو راجل قوي ونادر تلاقي زيه دلوقتي...يالا الحمدلله اهو ربنا فضل محوشهولي عشان أخده ليا لوحدي..ماعلش يا رشا كان نفسنا نقف معاكي شويه كمان نسلي وحدتك بس آحنا لسه عرسان جداد بقا أنتي فأهمه...ابقي تعالي زوريني ماتتكسفيش هتنوري بيتي.
أسود وجه رشا حينما واجهت وجه أخر جديد من حوريه وبقت متيبسه في مكانها تردد:
-بيتك؟؟!!
بينما تقدمت حوريه تسحب هي يد زيدان كأنها أمه وهو يتبعها بأعين مذهوله وداخله يصرخ كطفل صغير (هااااااايه)
تخبط بكتفها رشا كأنها تزيحها وتفسح لنفسها المجال وتجر خلفها زوجها فتبدو كمن فازت به .
ليتوقفا عن دباب شقة شداد وقد فتح الباب وخرج منه لاهثاً بعد ضربه لمحمود يقول:
-زيدان أنا رجعت مراتك؟
اتسعت عينا زيدان وهو يلاحظ أحمرار وجه والده وبروز عروقه وأنفاسه الغير منتظمه دليل على مجهود شاق فقال:
-في ايه يابا مالك...هو محمود هنا؟؟
لكن الأب رد بصرامه:
-مالكش دعوة أنت...تطلع فوق دلوقتي ومش عايز أشوف وشك غير بعيل على إيدك....فاهم... يالا اتحركوا.
صوت شداد كان جدي وصارم جداً دفعهما لتنفيذ ما قال وصعدا للدور التالي دون نقاش تحت أنظار رشا التي وقفت تطالع لهفته عليها ولذة انتصار حورية مجدداً وهي تتميز غيظاً.
_________سوما العربي________
جلست فوق فراش حوريه تقلب يميناً ويساراً كان من الأفضل ان تعود اليوم خصيصاً إلى منزلها بعد كل ما حدث جرى لها طوال اليوم.
أبتسمت ضاحكة وهي تتذكر منظر حوريه وهي تخرج من الغرفه محروجه تجر حقيبة ملابسها ولا تقوى على رفع عيناها بعينهم.
وزيدان صاحب اعلى حس بحارتهم ومحطم الرقم القياسي في المشاجارات وفتح "المطوية"يقف والغرام يقطر من عيناه وقد نجح في إلانة دماغ حوريه بعدما كانت ترفض رفضاً قاطعاً وقد شاهدت ذلك بعيناها وتفاجئت من تلك الحوريه التي باتت تقبل وترفض لا بل وخرجت للعمل.
لتفطن انه الحب ببساطة…على ما يبدو أن حوريه قد أحبت زيدان ….كيف ومتى لا تعلم لكنه حدث فتمتمت (ربنا يهنيهم)
وقد تطرق عقلها تسأل( وانتي هتتهني أمتى يا حزينة على عينك).
تنهدت بحزن واغمضت عيناها تحاول النوم بأي طريقه لكن رنين هاتفها قطع عليها ذلك.
رفعت يدها تجلب الهاتف وتطلع فيه لتبصر رقم مميز…ماكانت تحتاح القطنه لتعلم انه بالتأكيد هو.
وبمحض إرادتها فتحت المكالمة:
-ألو
والجواب كان في صورة نفس سخين عالي وكأنه التقط أنفاسه ما ان إستمع لصوتها يقول بالمصرية :
-وحشتيني.
-إيه؟!!!!
ضحكت….رغما عنها…لقد فاجئها حقاً…هو لم يتحدث العربيه فحسب بل تعمق لمرادفات المصرية.
صوت ضحكتها انعشه وأنبئه بإمكانية إذابة الجليد ليبتسم قائلاً:
-تعلمتها خصيصاً لأجلك…كنت أعلم أن ذلك سيسعدك.
صمتت تستوعب ماقاله وهو قد صمت كذلك قبلنا يناديها قائلاً:
-رنا.
هفى قلبها ورق …هو يفعل ذلك كلما إستمعت لإسمها منه وصدرت عنها تنهيده رائعه شجعته لأنه يكمل:
-أنا اعرف ان طريقي معكِ طويل جداً …لكن لتعلمي رنا أنني لن آكل ولن أمل ولن أيأس أبداً من إستمالة قلبك لي…حتى أنني مستعد لتحمل لسان خالتك ونظرات والدتك القاتله…اااه…إنهما جبارات.
ضحكت رنا بصوت عالي ليزهر قلبه ويكمل:
-لقد أمرت بإجراء إستفتاء وإستفسار عن نساء بلدتك وكانت النتيجة مبهرة…مبهرة حقاً… حتى أني بت اعلم من أين أتيتي بشراكتك تلك .
ضحكت وضحك معها لكنه قال :
-لكنك تصلحين لأن تصبحي ملكة…تاريخ جداتك هو من قال…فالمصريات سليلات دماء ملكية وشاركن في حروب كثيرة.
أخذهما الحديث عن تاريخ جداتها وعظمتهم بدايه من حرب إياح حتب للهكسوس وصولا لنساء المنصوره حينما أسروا لويس التاسع وخروج النساء للثورات.
___________سوما العربي _________
عند زيدان اغلق باب الشقه بقدمه يركله وقد دفعها أمامه للداخل ثم ألقى حقيبة ملابسه على طول زراعه يقول:
-تعاليلي بقا يا حلوة
اتسعت عيناها وهي ترى الحكاية تدخل بالجد فقالت مرتجفه:
-أجي فين؟
-أنا نعرفك دلوقتي
ابتعد عنه تحاول الفرار وهو يتتبعها كمن يكمش فروج لتقول:
-طب…لا…اه…مش لما تعمل الإجراءات بتاعت الرجوع ولا بيسموها ايه دي.
قيض على ذراعها ثم قربها لحضنه يقول:
-عملتها كلها.
مد يده يخلع عنها حجابها ثم قال:
-كان قلبي حاسس انك هترضي عني وتحني عليا.
واقترب يقبلها بذوبان أذاب مفاصلها ثم فصل قبلته يقول:
-اخيراً روحي رجعت لي والدنيا شكلها هتضحك لي.
ضحكت بخجل فقال بينما يمد يده يدلك وجنتها المحمرة بحرارة:
-طبعاً أنتي سمعتي أوامر الحاج بنفسك …عايز حفيد بأقصى سرعة..وأنا إبن بار بوالديه ودائماً بحب انفذ الكلام فأنا مش هينفع اخرج من الشقه غير بعيل زي ما قال.
أغمضت عينها وعضت لسانها من شدة الكسوف فرفع وجهها له يطالع جمالها ثم أبتسم قائلاً:
-موافقة؟
ضحكت ترفع حاجبها بمكر ثم جاوبت وبتلكئ:
-مش قوي.
-مش مهم.
وفاجئها بنفسه وهو يحملها لتطير في الهواء بينما يردد:
-يانا يا أنتي النهاردة.
هزت ساقيها وهي بين ذراعيه تضحك مجيبة :
-أنت طبعاً يا زيرو.
دلف بها يحملها كعروس لغرفة نومهما وهو يردد:
-زيزو…ده باين ليلتنا دي عسل…مربي يا مربى أنتي.
وضعها على الفراش برقه ثم بدأ يمارس أحلى وأجدد هواياته التي أكتشفها مؤخرة وهي تفكيك وإزالة أي ملابس على جسد حوريه قد تمنعه من ملامستها والشعور بجسدها الغض على جسده القاسي ليشعر بالمعنى الحرفي لكلمة نعيم وهو يضمها الآن بين يديه دون قيود…دون حسابات…دون ملابس………. بل تلك المرة هي أجمل و أحلى مرة فقد جائته حوريه موافقة عليه…على زيدان الرجل وليس المخلص والمنقذ لها من الفضيحة.
معها شعر بالكمال وأنه رجل ومرغوب….ان النشوة الآن تكتنفه من كل الجوانب …أهاتهما تملأ أركان الغرفه وسريره يقطر شبقاً من شدة وحرارة اللذة التي أغرق فيها كل منهما الآخر حتى ساعات الصباح الأولى.
_________سوما العربي_________
صباح يوم جديد أشرقت فيه شمس بدايات جديدة بحياة مختلفه عن سابقتها لتعلم أن شمس كل يوم هو أعلان عن بدأ حياة جديدة ستكن أفضل من السابق بأمر الله.
فقد وقفت وفاء في فناء الشركه تنظر على نتيجة التقويم ترى أنه قد تبقى ثلاثة أيام على ميعاد صرف الرواتب…..اااه وبعدها ستترك العمل بتلك الشركه….تدعو ان تمرّ الثلات أيام على خير وتتلقى راتبها.
-أنتي واقفه عندك كده تهببي أيه؟
كان ذلك صوت أنثوي حاد ومتعجرف جعلها تلتف بسرعه لترى من هذه، لترفع حاجبها وهي ترى نفس الفتاة التي وقفت تصرخ بحوريه.
دمت شفتيها بهدوء وقالت:
-أنتي بتكلميني أنا؟!!
ليكن الرد من منه هو:
-أنتي؟!!! ده أنتي اتجننتي بقا…أنتي ازاي تكلميني كده….جرى لمخك حاجة ولا ايه يا بتاعه أنتي….انتي نسيتي نفسك…اه ما انتي جارة الزفته رنا وبنت خالتها الشمال الي مش عارفين قدمت ايه للمدير عشان يرضى يشغل واحده من غير شهادة زيها….هستنى منك ايه يعني.
رفعت وفاء احدى حاجبيها وقالت:
-شمال؟! بقا هي الي شمال؟
-قصدك ايه يا بت انتي؟
لاحظت وفاء تجمهر الموظفين وتوافدهم لمشاهدة ما يحدث لتفطن انه قد سبق السيف العزل لتتجرأ قائله:
-لمي نفسك يا منه وبلاش أنا.
اتسعت عينا الجميع واولهم منه التي أشارت على نفسها بذهول ثم قالت:
-آنتي بتكلميني أنا كده يا حيوانه يا بيئة.
لتردد وفاء من جديد بأعين قويه متبجحه:
-هقولك تاني ولمصلحتك…لمي نفسك عمي يا منه وبلاش أنا عشان تاريخك كله عندي .
ابتسمت بظفر وهي تلمح إهتزاز أعين منه وتعالي همهمات الموظفين مع لجوء منه لأخر سلاح قد تملكه وهي تهدد مهتزه:
-أأأنا هوريكي…أأأنا ليا كلام تاني مع أستاذ عاصم.
ثم غادرت لتذهب لعاصم…غادرت لأنها ماعادت تعلم كيف تتصرف مع تلك الفتاة التي تهددها وكانّها تملك فيديوهات ضدها.
لتقف وفاء وحدها في بهو الشركه وترفع رأسها لترى الجميع يصطفون في كل الطوابق بينظرون عليها متفاجئين ومنبهرين في آن.
لتسحب نفس عميق وتبتسم بزهو وسرعان مااستوعبت وتحركت وهي تردد:
-يالهوي… رايحه لعاصم…الأ يقص حته من المرتب…كله إلا المرتب..عض قلبي ولا تعض رغيفي.
ثم ذهبت مسرعه تجاه غرفه مكتب عاصم ودلفت تفتح الباب وتقتحم الغرفه مستغله غياب السكرتيره لتتفاجأ بأنه في مكتبه وحده ولم تأتيه منه بعد.
رفع عيناه فيها لتبصر تهلل وجهه وإبتسامته وشعرت بالقلق لأنها إستحست بصيص من السعاده إجتاحها حينما لاحظت نظرته الجديدة كلياً لها .
لكنها نفضت عن تفكيرها كل ذلك واقتربت منه بتوتر فسأل:
-مالك يا وفاء في حاجة
-هاااه؟! حاجة ايه؟!
-ماعرفش اصل طريقة دخولك كده بتقول ان في حاجة حاصله
إرتبكت وهي تحاول خلق أي سباب دون الإفضاح عن ما حدث طالما ان منه لم تخبره بعد فقالت:
-لأ..مافيش…لا في..أنت…قصدي حضرتك…اقصد …أحمم.
أجلت صوتها واقتربت من تقول بصوت رقيق مراعي تناسب أكثر مع ملامحها الجميلة بخلاف صوتها الذكوري الغير لائق بخلقتها:
-حضرتك تعبان ومريض ومصمم تيجي تشتغل وده ضغط كبير عليك…اااانت نفسك ليها حق عليك وحرام ده حتى ربنا هيحاسبك …أنت لازم تاخد أجازة…أوف كورس لازم تاخد أجازه أربع أيام.
ضحك وقد لانت ملامحه بزيادة وهو يرى ويستشعر خوفها عليه ليسأل:
-أشمعنى أربع أيام ؟
ردت بهيام
-يادوب يكون القبض نزل
-هااا؟!
سأل بجهل حقيقي لتستدرك نفسها وتقول:
-الدكتور قال كده ده أقل حاجة ولو أسبوع يكون افضل …لازم تبعد عن إسترس الشغل مش أنت سلمت الميزانية خلاص…أنا مش كنت خلصتها لك.
-صح بس لسه في حاجات محتاجة متابعه مني.. وأنا بحاول ألمها عشان موضوع النسيان ده.
اقتنصت الفرصه مقتربه تقول:
-ماهو عشان كده مش عايزين حد ياخد باله ويلاحظ ربكتك ….أنا رأيي تأخد أجازه وتتابع الشغل من البيت والسكرتيره بتاعتك تبقى تجيلك من وقت للتأني تتابع معاك.
ابتسم يقول:
-موافق بس مش عايز السكرتيرة…عايزك انتي.
-هااااه؟!!
ابتسم على فمها المفتوح ببلاهه وقال:
-اقفلي بوقك شكلك يضحك…قولت انتي الي هتيجي تساعديني أنا مش عارف أمن لحد وشايف انتي ستر وغطا عليا …قولتي إيه.
لتردّد مجددا ببلاهه أزيد:
-هاااااااه!!!!!!!؟
___________سوما العربي_________
كان يضمها في الفراش يغرق عنقها بسيل من القبلات الحاره على جسدها الذي يقطر عرقاً في أحضانه…لا يكل ولا يمل منها يرفض إبتعادها عنه تماماً يتجاهل تصاعد هاتفه المتواصل غارق فى العسل لا يرغب في الانفصال.
لكنها حاولت حثه على الرد لتقول:
-زيدان
-هممممم
قالها مهمها بشفتيه على جلد جيدها المرمر لتقول:
-رد بقا عيب كده
رفع وجهه لها يمسح حبات على عن جبينها وتلاحظ هي تعرقه ايضاً فتمسح عرقه ثم يقول:
-العيب على قليل الزوق الي بيتصل بينا في الوقت ده
-لا رد لايكون حاجة مهمه
فاعتدل بها على الفراش ومد يده يلتقط الهاتف ليبصر رقم والده
__________سوما العربي____________
استيقظت رنا بساعه متأخرة وقد أصبحت الشمس في وسط السماء لتنتفض من على الفراش وهي تبصر خالتها و والدتها تجلسان أمامها مباشرة:
-بسم الله الرحمن الرحيم…ايه يا خالتو قاعدة كده ليه على الصبح
-صبح؟! صبح ايه يا عيون خالتك ده الضهر أذن أديله ييجي ساعه…ايه الي مكحل نموسيتك يا غندورة.
-ايه الي بتقوليه ده بس يا خالتو
-طب بلاااااش…عايزين نعرف سافرتي في ايه ورجعتي في ايه والراجل اللي يقول للفحمة قوم وأنا اقعد مطرحك ده عرفتيه منين لأ ويعرفك ويطلع أبصر ايه ملك ماعرفش فين كده على الخريطة…مآلنا احنا بيه ولا بناسه وعرفتيه فين انطقي…بصي أنا مش هتكلم أنا مش حمل مناهدة أنطقي.
-مافيش ده…ده أنا عرفته في الرحله الأخيره بتاعت الشركه اصلها كانت في بلده وسبحان الله اتقابلنا هناك.
تهلل وجه خالتها تقول:
-سبحان الله…الحمدلله اخيراً سمعتي كلامي ورجعتي بعريس..شوفتي لما بتسمعي كلام خالتك وشك بينور أزاي؟
-فين ده؟وبعدين عريس ايه؟ هو انتو موافقين؟!!
-طبعاً ده ملك وهتبقى ملكه يا موكوسه حد يقول لملك لأ ولأ انتي عايزاه يقطع العلاقات مع مصر بسببنا.
لتقول فوقيه:
-لأ كله إلا مصر
-يا حبيبتي يا مصر….لولولولولولولي….مبروك يا حبيبة خالتو…بس المهم نسأل عنه ونسأل عن مملكته.
لتضيف فوقية:
-والأهم نسأل جرام الدهب وصل لكام دلوقتي
-ال٢١ ولا ال١٨
-لأ ال٢٤ بقا ده احنا هنناسب ملك.
فجلست تتابعهم بذهول لا تصدق كل ما يحدث وبتلك السرعه.
________سوما العربي________
عاد لبلاده مضطراً فقد تأخر في جولته ألأخيرة التي أختتمها بأم الدنيا موطن حبيبته.
في نفس اليوم الذي وصل فيه الخبر الكئيب على مسامع أنجا لتعلم أنها بداية النهاية وكانت الطامة الأفجع حين فوجئت بطلب الملك الشخصي ان تذهب وتطلب يدها بأعتبارها أهم أفراد أسرته بخلاف شقيته التي سيستحيل مقابلتها مع رنا بعدما صار.
وها هي أنجا تهبط لأرض الحضارة بقدميها وهي تبتسم وكلها عظم بل تقسم ان تفسد هذه الزيجه….ستخرج لهم مكر أنجا الخام الذي لم تخرجه لأحد من قبل.
__________سوما العربي________
بينما كان زيدان مشغولاً في مكالمته صدر إتصال من وفاء لحوريه تخبرها عن ما جرى لتسألها حوريه:
-يانهارك أبيضّ…جبتي القوه والثقه دي منين؟! ماسكه عليها ايه يخليكي تكلميها كده
-ولا حاجه
_نعم؟!!!
-زي مابقولك كده
-امال ازاي اتكلمتي بالثقه دي
-اصل واحده بالشخصيه دي والقدر ده أكيد وراها بلاوي بس الي يدور والي حسبته لاقيته اول ما قولت لها كده وشها جاب ألوان فعرفت ان على رأسها باطحه ولازم أعرفها ومافيش غيرك ممكن أسأله.
-لأ أنا ماعرفش عنها أي حاجه بس اعتقد ان رنا تعرف عنها كتير…. روحي لها….وابقي عرفيني وصلتوا لإيه متحمسه جداً اعرف.
-قشطة سلام…
ثم اغلقت الهاتف لتتفاجأ بدخول زيدان عليها ثم ارتمى بجوارها على الفراش فسألته:
-مالك؟
-محمود…هرب من البيت وساب مصر وسافر وبعت رساله يقولنا انه مش راجع.
زفرت بلا اهتمام ثم ضمته لحضنها تقول:
-مالناش دعوه
-ازاي بس ده اخويا
-زيدان…أنت مستكتر على نفسه تفرح…هو حر…خلينا في نفسنا.
فكر في كلامها لثواني ومالبث أن ابتسم واقترب يدثر نفسه في أحضانها وهو يحكي لها عن طفولته وبعض من أيام صباه.
__________سوما العربي_________
مر يومان تعمدت فيه أنجا التأخير للذهاب لهم تحدد موعد ثم تلغيه بأخر لحظه وتحدد أخر وتلغيه دون إبلاغهم.
بتلك الفترة زادت فترات مكالمات راموس لرنا وعرف الكثير من لهجتها كان يحاول إذابه خوفها منه لكن مشاغله كانت تعرقه كثيراً
إلى أن جاء اليوم الموعود الذي سيصل فيه الملك لمصر من جديد فتعمدت أنجا الذهاب لبيت رنا بذلك اليوم تحديداً قبل ذهاب الملك لعندهم بقليل .
لن تكن أنجا أن سمحت لهذه الزيجه بالأستمرار.
دلفت لعندهم متأخرة رغم تحديدها الميعاد بنفسها تتبختر بزهو وتنظر على المنزل بإشمئزاز وعلو واضح.
دقت الجرس لتفتح لها فوزيه وهي تحاول رسم إبتسامة واسعه على محياها لإتمام تلك الزيجه وقالت مرحبه:
-يا مرحب يامرحب
لتتفاجأ بوجه أنجا المشمئز تمد يدها بتأنف لتقول فوقيه بنظرة ثاقبه وقد فطنت ما يجري:
-أهلااااااً
بادلتها فوزيه النظرة ثم تجهم وجهها لتقول:
-شرفتي
حدثتهم أنجا بالفصحى تقول:
-هل سأجد لديكم مكان يناسب للجلوس أم لا
-الصالون عندنا يساعي من الحبايب ألف…اتفضلي ياحلوة؟
-حلوة؟!
-شايفه نفسك وحشه دي حاجة ترجع لك.
ضيقت أنجا عيناها بنظرة حادهً ثم قالت:
-طلب مني الملك ان أتي لعندكم كي أتحدث معكم في أمر ابنتكم تلك المسمااااا…
-فقدتي الذاكرة ولا حاجة اسمها رنا ياختي
-رنا اه…. تلك الفتاة سنأخذها نجربها ولنرى ان كانت تصلح ملكه أم لا …ان كانت جيداً حسناً لكن ان لم تكن..
فعقبت فوزيه:
-إيه هترجعوا الفارغ؟!
-هذه هي شروطنا
-وطبعاً مافيش دليل على كلامك
-ماذا تقصدي
أبتسمت لها فوقيه تعلم القادم من شقيقتها التي وقفت من مكانها تردد براحه:
-بقا انتي يا وليه يام كعب محني يالي عرقوبك يدبح الطير جايه تتأمري علينا يا سوده يا كوده يا حُق الهباب يالي التلاته منك بقرش أبيضّ…ده انتي الي زيك بيحطوه في الغيطان يخوفوا بيه الطير من على الدرة…بقا جايه تتأمزي وتتلمزي وتتأمري علينا؟! هههه علينا؟!!!! ده احنا أستوينا.
أبتسمت أنجا فكما توقعت لقد وصلت معهم للحافه بنفس اللحظة التي لاحظت فيها دخول راموس متخفي بنظاره شمسيه…لقد أفسدت و أوقفت الزيجه بحمدالله.
لتبهت وهي ترى نفس السيده ذات اللسان السليط وشقيقتها صاحبة النظرات القاتله كل منهما تقفها وتحضنها بنفس اللحظة تقول:
-يا حبيبتي…أد كده بتحبي رنا وبتعتبريها زي بنتك.
فقالت فوقيه:
-أنا أصلا من أول ما شوفتك ارتحت لك وحبيتك…لأ حقيقي حبيتك حبيتك
-آحنا كده أطمنا على بنتنا خلاص.
تنهد راموس اخيراً بارتياح بعدما جاء وهو على على بتأجيلهم ميعاد المقابله مع أنجا لأكثر من مره.
ليبتسم أخيراً بينما أنجا متخشبه بأحضانهما تشعر أنها وسط عصابه خطيرة لتتسع عيناها برعب وهي تسمع همس كل واحدة منهما في أذن وهما يقبلانها:
-بقا جايه تبوظي الجوازه يا حربوقه.
لتزيد فوزيه من إحتضان أنجا المرعوبه بين يديهما وقالت:
-ههههيي…احنا مصريين ياحبيبتي يعني وأنتم ذاهبون كنا نحن راجعون.
يتبع💖💖💖
@متابعين
•تابع الفصل التالي "رواية فراشه في جزيرة الذهب" اضغط على اسم الرواية