رواية عراك التماسيح الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم منه عماره
الحلقه (29)
ظلت الأيام تدور بملل دون جديد يُذكر..
أنكب إياس بعمله سواء بالمشى أو بالشركه ، لاجاً اليه لينسيه ما حدث ..
بينما حازم لا يزال محتجزاً شاهى
تحسنت حالة كنان وتعافى كتفه ، بينما سرين تتحاشاه بقدر استطاعتها
الى أن جاء هذا اليوم التى كُشفت به الحقائق
(صباحاً)
كان يقف ببهو القصر يراها وهى تتسابق عباراتها بحزن ، من قرار والدها الصارم
فهو ببساطه قرر أنها لن تعمل بمجال الشرطه مجدداً ، وستذهب مع جدها الى الشرقيه للإقامه معه فتره كبيره
إياس بضيق :
- لازمتها ايه بس السفريه دي يا والدى
عاصم بغضب : عاوزنى أقعد أتفرج على بنتى وهيا بتتقتل وماعملش حاجه يا أستاذ
تنهد اياس بتعب ليقول بهدوء :
- اكيد مش قصدى يا بابا ، حياة سرين وسلامتها عندي بالدنيا .. بس دا مش معناه انها تسيب شغلها وتهرب زى الأطفال
أومأت برئسها سريعاً مؤكده على كلمات أخيها ، وهى تتمتم بخفوت :
- ايوا صح ..
أكملت ببكاء وهى تتشبث بزراعه مثل الأطفال :
- انا قدامى هدف وعاوزه أحققو يا بابا ، أرجوك ماتحرمنيش انى اكمل
مسحت عباراتها بعنف وهى تكمل بشراسه :
- مش معقول هانسيب الراجل دا يدخل سمومو البلد والبلاد العريبه ونقف نتفرج ، انا دلوقتى بقا حلمى انى أوصلو
حك لطفى ذقنه وأردف وهو يطالع عاصم بجديه :
- سرين بتتكلم صح يا عاصم ، مهو مش معقول يسيبو مجرم زى دا هربان وتسافر الشرقيه
صاح بهم بألم :
- أسكتواا كلكوااا ، محدش فاهم حاجه .. ولا حد يعرف حاجه
امتلأت مقلتيه بالعبارات الساخنه التى تحمل الكثير ، وهو يكمل صراخه بحرقه :
- محدش شاف اللى أنا شوفتو ، نفس القضيه من أزيد من خمسه وعشرين سنه انا كنت بحقق فيها كان ناتيجتها ايه .. دبحوهم
بدأت عباراته تتساقط وهو يصيح بألم يكفى العالم :
- دبحوا لينا قدام عينى .. ودبحوا معاها أختك .. تـوئـمـــك .. أنتهكوا روحهم بدون وجهه حق ولا رحمه
بدأت عباراتها تنساب بقهر ليكمل هو :
- نفس الراجل
صمت برهه ليكمل بمراره :
- نفس الراجل اللى كان السبب أن لينا وسادين يموتوا ، بيحاول يموتك دلوقتى ، علشان بتعملى نفس اللى أنا كنت بعمله زمان
صاح بحده : عــرفـتـوااا بقاا اناا سـبـت الـشـغـل لـيـه؟! ماكنش عندى أى أستعداد انى اخسر اياس وسرين كمان بعد لينا وسادين
صاح بها بحده : حياتك مش ملكگ يا سرين ، مش من حقك تغامرى وتخاطرى بيها
أقتربت من والدها بخطوات واهيه وضمته مردده ببكاء :
- أنا أسفه يا بابا ، أسفه يا حبيبى على كل الهموم اللى جواك دى ، حاضر هاسيب القضيه بس بلاش دموع ... دموعك غاليه اوى يا بابا
ضمته اليها مردده بنحيب :
- دموعك دى بتحرقنى
ضمها اليه بشده خوفاً من فقدانها
بينما ضمته هى الأخرى ، تحولت عينيها لأشد درجات الأزرق الداكن
أبتعدت عن والدها ممسكه يده وأردفت :
- تعالى معايا يا حبيبى علشان ترتاح
وبالفعل صعد معها الى غرفته ، وتصتح على فراشه بينما دسته هى جيداً ، وظلت جواره الى أن ذهب بثبات عميق
قبلت رئسه بحنان ، ورددت بخفوت لا يُسمع ، بعد ان تحولت عينيها لكتلة جمر :
- وحياتك عندى ووحياة دموعك الغاليه ، لأجيبو راكع تحت رجليك ، وأجيب حق امى اللى قتلها وحرمنى منها وانا بنت شهور بس وحق اختى اللى لسه عارفه بأمرها من دقايق
عاودت تقبيل رئسه مره أخرى وخرجت من الغرفه متجهه للأسفل
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
بالأسفل،،
نزلت بخطى هادئه لتجد الصمت يسود المكان ،،
أخرجت تنهيده حاره من صدرها تحمل بين طياتها الكثير والكثير
رددت بصوت هادئ :
- نام
أقترب منها جدها رابتاً على ظهرها بحنان وهو يردد :
- ماتزعليش من ابوكى يا سرين يا بنتى .. هو زى أى أب خايف على ولاده
قبلت هى يد جدها واردفت :
- مش زعلانه يا جدو ، أنا مقدره الحاله النفسيه بتاعة بابا
ربت جدها على رئسها مردداً :
- ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى .. المهم احنا لازم نمشى دلوقتى ، خلى بالك من نفسك ومن أبوكى
أردف اياس بمرح :
- واياس لأ
الشرقاوى مبتسماً :
- ومن سى الدكتور اياس
وبعد العديد من السلامات والتوديعات ، انصرف الشرقاوى بصحبة ابنه وزوجته ، وذهب لطفى ومليكه الي بيتهم ولم يبق سوا مهاب والتمساح يقفان بصحبة اياس
مهاب بجديه :
- أنتِ هاتسيبى القضيه فعلاً يا سرين؟؟
نظرت له برهه ، ثم أجابت بجديه :
- أكيد لأ يا انكل ، مش معقول بعد اللى سمعته من بابا أتراجع .. لازم اكمل علشان أرجع حق امى وأختى
اياس بتعب وهو يمسح صفحه وجهه بيده :
- بس دا خطر عليكى يا سرين
اخيراً أردف هو ، ولكن بجمود :
- اياس معاه حق ، انتِ ممكن تسيبى القضيه وانا وعلاء نكملها
نظرت له شذراً واردفت بسخريه :
- لا كتر خيرك ، مستغنين عن خدمات سعادتك
نظر لها نظره ابلعتها لسانها ، ليخرج بعدها صوته يقول بجديه :
- سرين والدك عنده حق ، هو خايف عليكى ودا حقه
صرخت بوجهه : انا عارفه ان دا حقه ، بس اللى مش من حقگ بقا انك تتكلم معايا اصلاً
استطاعت كلماتها البسيطه اشعال فتيل غضبه ، فزمجر بوجهها بحده :
- اتكلمى كويس والا وربى يا سرين آآآ
قاطع كلماته صوت اياس مردداً بمرح لتخفيف حدة الاجواء :
- ايه يا تمساح هاتبلع اختى ولا ايه
وجهه حديثه لها وهو يضربها على مؤخرة عنقها :
- اهدى على نفسك شويه ، ايه بتوجاز...!!!!
وجهه حديثه لمهاب مردداً :
- عاوز اتكلم معاك شويه
أومأ مهاب برئسه ، واتجهه معه للمكتب ، لرؤية ماذا يريد
بينما يقف الأثنين أمام بعضهما .. نظراتهم فقط هى من تتحدث
ألم ، حب ، ندم والعديد من المشاعر الأخرى التى تكن فقط بالقلوب
خرج صوتها مبحوح متسائل بألم :
- ليه؟؟.... ليه ماقولتليش؟؟... انت ماتعرفش انى كنت بنام كل ليله امنيتى ان امير يرجعلى ، حب الطفوله ، ولا دى اوهام عندى ، وانا بالنسبه ليك مجرد طفله ، أخت صاحبك وخلاص
نظر لها برهه وأردف :
- كنتِ مستنيه ايه ، ارجع اقولك بحبك علشان اياس يبعدنا نهائى ويقول انى خاين ولا أُئتمن ، على الأقل كنت بشوفك بشوف أميرتى
تسابقت دمعاتها بصمت ، ليقول هو :
- انا عرفتك من اول نظره يا سرين عرفت ان دى أميرتى واتأكدت لما تعبتى بعد الملاكمه واياس جهه يشوفك ، بس انتِ ماعرفتنيش
رددت بنحيب :
- انا ماعرفتكش بس انت عرفتنى ، المفروض انت كنت قولت
اردف بغضب :
- تانى هاتقولى كنت قُولت
نكست رئسها بأسى وأردفت :
- انت عاوز ايه دلوقتى؟؟!.
صمت تماماً هو نفسه لا يعلم ماذا يريد .. كل ما يعلمه انه يحبها ، لا بل يعشقها فهو قد تخطى مرحلة الحب بمراحل
رددت بضيق من صمته :
- انا بحب أمير ، مش كنان ..والأتنين استحاله يجتمعوا فى شخص واحد
اردفت أخر كلماتها وخرجت من المنزل
صعدت سيارتها وبدات عباراتها بالأنسياب مع بداية قيادتها
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
- يعنى أنت ماتقدرش تحدد مكنها
اردف اياس بهذه الكلمات بتسائل وهو يحدث مهاب الجالس أمامه
أجابه : ايوا بس لما تتصل بيك تانى ، ماقدرش احدد مكانها من خلال الشبكه غير لو هيا مُتصله بيك والا الموضوع هايكون صعب او شبه مستحيل
مسح على خصلاته بعنف مردداً :
- انا لازم اوصلها ، أنا عارف انها مش بتحب حازم زي ما قالت ، لانها قبلت تكمل معايا لمجرد انى هاحميها منه
مهاب : ومدام انت بتحبها وقلقان عليها كدا ، سيبتها تضيع منك ليه؟؟
رد : عشان غبى .. أرجوك يا عمى ساعدنى ألاقيها
ربت مهاب على كتفه وأردف بصدق :
- ماتقلقش ، ان شاء الله هانلاقيها...
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
- انت اتجننت ، انت بتقوووول ايييييه؟؟؟!!!..
زمجر على بهذه الكلمات الغاضبه بوجهه ياسر الذى يجلس ببرود وكأنه لم يلقى كلمات حمقاء استطاع بها اشعال فتيل غضب الأخر
ياسر ببرود :
- اتجننت ليه يعنى ، هو الواحد لما يحب يتجوز يبقا اتجنن
على بفظاظه : لا دا انت بتستهبل بقا!!
ياسر بحده : الزم حدودك يا على أنا ماسمحلكش
- ماتسمحليش بـ ايه ، اعمل حسابك يا ياسر انا اول واحد هايقف فى وشك لو عملت الجنان اللى بتقول عليه دا
ياسر بصياح :
- انا مش عارف انت متضايق ليه ، واحد وهايتجوز ، أنت مالگ؟؟؟؟؟
على بصياح : انت عايز تجننى يا ابنى ، ما انت متنيل متجوز ومخلف كمان
رد الأخر ببرود :
- عادى الشرع محلل ليا أربعه
- ماشى يا ياسر اكلم بقا ريماس أقولها البوقين دول
أردف على هذه الكلمات وهو يأخذ هاتفه على وشك مهاتفة زوجة ياسر
جذب منه الأخر الهاتف بحده وهو يزمجر بغضب :
- انت الظاهر اتهبلت!!!! بس عمتاً يا على انا عارف انت متضايق ليه .. انت متضايق لانى قولت انى عاوز ارتبط بدينا ، لو كنت قولت على اى بنت تانيه ماكنتش انت عملت اللى أنت عملته دا
صمت على تماماً ، فربما كلمات صديقه صحيحه ، شعر بالنيران تتأجج داخله لمجرد التفكير انها قد تكون ملك لغيره
لن يكابر بعد ذالك
قام من جلسته واردف بحده :
- ايوا يا ياسر علشان دينا ، وعلشان بحبها ولو انت حاولت تقرب منها هانسى أنك صاحبى
بتر اخر كلماته وخرج وتركه محله سرعان ما ارتسمت ابتسامه ماكره على ثغر ياسر وهو يردد :
- وأخيراً
¤¤•¤¤•¤¤•¤•¤¤•¤•¤¤•
بعد غياب يومين ،،
دلف أدهم غرفة شذا ليجدها تجلس على الفراش تنظر أمامها بشرود
تنهد تنهيده طويله وأردف فجأه :
- حُريتك بين ايدك
نظرت له سريعاً لتسمعه يردد :
- انا فعلاً كنت زى ما قولتى ، بس فوقت أخيراً ،
أكمل بمراره : كان صعب أوى ، صدمتى فيهم ماكنتش هينه ، صدمه نسلت روحى
ردت بألم : أنا عشت طول عمرى فى الصدمه دى .. بتألم وبتوجع على امى والشخص اللى ياريته كان ابويا بجد مش مجرد جوز ام
اقترب منها وجلس امامها ، واردف :
- تعالى ننساهم وننسى هما عملوا فينا ايه ونبدأ من جديد ، كأنهم مش موجودين فى حياتنا
أبتلعت ريقها بصعوبه ، وأردفت :
- صعب .. حاولت كتير ، صدقنى صعب!
رد بأمل : هانحاول تانى وتالت وهانقدر صدقينى
نظرت له تستشف النظرات الصادقه المملوئه بالأمل بأعينه ، لتبتسم بهدوء مردده :
- هاحاول
أبتسم هو الأخر ، وأردف بجديه :
- تتجوزينى؟
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤•¤¤
- غبيه ، غبيه يا سرين .. انتِ لسه بتعاتبيه .. بتعاتبيه على ايه ، على خوفه ولا ايه بظبط .. انتِ اصلاً ماعرفتهوش اشتغلتى معاه شهور يا غبيه وماعرفتهوش
اردفت سرين هذه الكلمات الغاضبه لنفسها وهى تقود السياره
لاحظت هذه السياره التى تسيل خلفها منذ فتره
فتوجهت ناحية اليمين لتجدها خلفها ، لفت مره أخرى لجهة اليسار لتجدها كما هى تسير خلفها
لتتأكد حينها ان هذه السياره ليست عاديه وانما تتبعها لهدف ما
وبالتأكيد سؤال اجابته واضحه كوضوح الشمس
فــــالـ "بوص" لا يريد سوى حياتها
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤•¤¤•
ظلت متسمره موضعها فور ان استمعت الى كلمته ،
هل طلب حقاً الزواج منها
اردفت بتقطع :
- اا انت قـ قولت ايه
اردف مبتسماً : تتجوزينى؟
ابتسامه سعيده شقت وجهها فالشاب الوحيد ، من استطاع نول قلبها يطلبها الأن لتكمل معه دربه
لم تجبه وانما القت نفسها بين ذراعيه تضمه بقوه
بالدلها هو العناق بقلب يرقص طرباً ، يعاهد نفسه امام الله ان يحبها ويعوضها عن ايام الشقاء
لتغلق الستار عن هاذان العاشقان ، ليبدآ حياه جديده مليئه بالحب والتفاهم❤
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤•¤
ظلت تركد بالسياره ، ولكن لسوء حظها ، وشك الوقود على النفاذ
أخرجت هاتفها واتصلت به دون تردد .. ليجيب هو سريعاً فور ان رأى
أسمها ينير هاتفه
ردت بصوت شبه باكى :
- الحقنى يا أمير
سألها سريعاً بقلق : انتِ فين وايه اللى حصل؟؟
- انا فى العربيه وفى عربيه بتجرى ورايا والبنزين قرب يخـ آآآآآآ
صرخت بقوه عندما ارتطمت السياره بلسياره التى تطاردها
لتسقط فاقده وعيها....!!!
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤•
بعد ساعتين ،،
فتحت عيونها بتثاقل لتجد نفسها جالسه فوق مقعد خشبي هزيل مربوطة الأيدى والأرجل
دلف أخر من كانت تتوقعه الى هذا المكان المهجور ووقف قبالتها
فقالت بصدمه : أنت
أرتسمت إبتسامه ساخره على وجهه وهو يجاوبها :
- ايه رئيك في المفجأه دى ، أظن محدش فيكم توقع إنى أنا البوص.......!!!!
...................!!!!
................................!!!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية