رواية عراك التماسيح الفصل الثاني 2 - بقلم منه عماره
الحلقه (2)
إرتشف كنان من القهوه سريعاً وقام قائلاً :
- طب دا أنا يادوبك ألحق أحصله
~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلت الإسعاف وقامت بنقل عاصم الى مستشفى والده وبعده بدقائق قليله وصل إياس الى المشفى
هرول الى عمته قائلاً بلهفه وقلق :
- دينا ايه اللى حصل.
إرتمت هى بين أحضان ابن أخيها والتى تعتبره أباً لها لا أخ وقالت من وسط شهقاتها :
- عاوزينه يموت ، عاوزين يموتو أبويا يا إياس الدكتور بيقول حالته خطيره.
ضمها إياس اليه قائلاً بحنان وهدوء رغم خوفه لا بل ذعره الداخلى على والده :
- إهدى يا حبيبتى ان شاء الله هيكون كويس .. بس إحكيلى ايه اللى حصل
قامت هى بقص له ما حدث معهم من بين شهقاتها ،،
وقف هو يستمع اليها وهو يجز على أسنانه ويده ويكاد ينفجر من شدة الغضب ، وبعدها أردف بغموض وغضب : هما مش مكفيهم اللى عملوه زمان .. بس ورحمة أمى ما انا سايبهم.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
على الجهه الآخرى ،،
أخذت تفتح عيونها بتثاقل وتغلقها وهكذا حتى اعتادت على اضائة الغرفه.
وضعت يدها على رئسها موضع الضربه، وتمتمت بألم : آآآآهـ'ه دماغى.
نظرت حولها بتركيز لتكتشف أنها بغرفة مكتب، ولكن قبل أن تعطى أى ردة فعل.. دلف هذا الرجل الى المكان بهيبته المعتاده قائلاً : حمدلله على السلامه يا سيادة النقيب.
إعتدلت سرين من نومتها على الأريكه سريعاً متمتمه : سيادة اللوا.
ابتسم وهو يجلس مشيراً لها على الكرسى المواجه للمكتب امامه، بينما تحركت هى اليه وجلست قائله بتسائل : هو ايه اللى حصل؟ وحضرتك ليه جبتنى بالطريقه دى؟
أجابها : للأسف مكنش قدامنا حل غير ان نجيبك كدا لأن وصلنا خبر إن حياتك فى خطر.
إبتلعت ريقها بتوتر وهى تقول : حياتى أنا؟
أجابها : أيوا يا سرين ودا يدل على حاجتين إما حد عرف انك شغاله معانا هنا ف السر أو كمال الشناوى اتغاشم.
أخذت كلماته تتردد فى عقلها علم احد انها تعمل فى القوات الخاصه بسريه لتردد بعقلانيه : معتقدش ان كمال الشناوى اتغاشم لأنو مش ماشى بدماغو .. هو ماشى بدماغ اللى أعلى منه.
اللواء (مهاب) : علشان كدا إنتِ لازم تختفى الفتره دى
ردت : أيوا يا فندم بس إختفائى الفتره دى لو هما عندهم شك إنى بشتغل هنا هيأكدهلهم
اللواء : مفيش حل تانى يا سرين، إنتِ ممكن تسافرى تقعدى مع جدك فى الشرقيه فتره وبعد القضيه دى ماتنتهى أنا هعلن انك بتشتغلى هنا يا سيادة اليوزباشى.
أخذت سرين تفكر بكلماته وردت بعمليه : تمام يا فندم علم وينفز.
سألها بتردد خارج نطاقع العمل: آآ أخبار عاصم ايه يا بنتى ؟؟
نظرت هى اليه قائله : والله يا عـ آآآ
قاطعها رنين هاتفها، نظرت الى هوية المتصل لتجده إياس فقالت بحرج : بعد إزنك لحظه واحده بس.
- إتفضلى يا بنتى
ردت ليأتيها صوت أخيها الخائف والمشحون بالغضب والقلق : سرين إنتِ فين؟ إنتِ كويسه؟ حد عملك حاجه؟ طمنينى.
ردت بإستغراب : بس بس ايه يا ابنى مالك أنا كويسه جداً.
تنفس هو الصعداء مرددًا : طب ماتتحركيش من مكانك أنا هاجى أخدك، إنتِ فين؟
أجابته : أنا مع سيادة اللوا يا إياس.. ايه اللى حصل لكل دا؟
إياس : سرين بابا فى المستشفى.
انتفضت من جلستها مردده بخوف : ليه؟ ايه اللى حصل لبابا؟
قص لها ما حدث، بينما إستمعت هى له وعيناها تكاد تنفجر من جحوظها.
سرين : خليك مع بابا ودينا يا إياس ماتسيبهوش وأنا هاجيلك ماتقلقش عليا.
وافق على مضض شديد، وبعد أن أغلقت سألها اللواء بقلق :فى ايه يا سرين ؟؟
أجابته : بابا فى المستشفى وأنا لازم أرحلوا
قال بتردد : آ أنا هاجى معاكى يا بنتى
وقاموا سريعاً متجهين الى المشفى.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس هذا الرجل البغيض على مكتبه ويقف أمامه رجاله الذى تولوا مهمة ضرب عاصم، فبادرهم بسؤاله : عملتوا ايه؟
أجابه أحدهم : تمام يا باشا زى ما أمرتنا وعاصم الشرقاوى دلوقتى فى المستشفى والداكتره بيقولوا حالته خطيره.
إبتسم بشر مرددًا : طب روحوا انتوا وابقوا عدوا على الحسابات.
أنصاعوا لأوامره وخرجوا فرحين
بينما تمتم هو : المره دى كانت قرصة ودن بس يا عاصم يا شرقاوى، أما نشوف بقا الدكتوره هاتعمل ايه.
دلف أخاه الى المكتب قائلاً : أكرم شوفت اللى حصل لعاصم الشرقاوى.
إبتسم " أكرم " بخبث ، قائلًا : طبعًا شوفت.
سأله أخاه بتوجس : أوعى تكون ليك يد فى اللى حصل؟
لم يرد عليه أخيه بل إزدادت إبتسامته الخبيثه إتساعاً ، فصاح الأخر : إسمع بقا إنت متدارى وقدام الناس والحكومه ماشى فى السليم أنا اللى أسمى معاهم والبت المحاميه دى بتنخور ورايا وأنا مش ناقص.
رد أكرم بفحيح وبرود : غلط ، غلط يا كمال .. مش معقول خايف من حتت بت لو شاورت بس ألاقيها هنا قدامى وأفعصها تحت رجليا
رد كمال : تقصد ايه ؟؟
أكرم بهدوء تـام : ركز .... ركز يا كمال أنا مش ماشى بدماغى ، بلاش تعمل حاجه غبيه تلفت الأنظار ليك، جايلنا أوامر إننا نهدى اللعب اليومين دول علشان بعد كدا ورانا شغل كتير اوووى فركز لأن أى غلطه البوص مش هيرحمنا.
إبتلع الأخر ريقه بتوجس مفضلا
الصمت .....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل كل من سرين ومهاب الى المستشفى هرولت سرين الى أخيها قائله : إياس، ايه اللى حصل لبابا؟
أخذ إياس نفس وزفره براحه وهو يجيبها : الحمدلله بابا كويس ماتقلقيش.
توجهت هى بأنظارها الى دينا لترى شبه إبتسامه على وجهها فتأكدت من سلامة والدها.
صافح إياس اللواء مهاب والذى بدوره أخبره عن ضرورة إبتعاد سرين هذا الفتره لسلامتها وإتفق معه إياس على هذا أمراً سرين بالسفر الى جدهم ومعها دينا التى قبلت على مضض بعد إصرار عليها مؤكده عليهم أخبارهم لها بحالة عاصم لكى تطمأن عليه.. وها هما الآن بالسياره متجهين الى الشرقيه.
~~~~~~~~~~~~~
فتح عاصم عيونه بتثاقل وهو يردد اسم ابنته ليقترب منه ابنه مرددًا : حمدلله على سلامتك يا بابا.
عاصم بإعياء : إيـ اس .. سر ين.
إياس : ماتقلقش يا بابا سرين عند جدى دلوقتى وعليها حراسه محدش هيقدر يقربلها متتعبش انت نفسك بالكلام.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى الشرقيه
وقف حامد الشرقاوى بهيبته منتظرًا بلهفه قدوم ابنته وابنة أخيه.. حتى رأى سيارتهم قادمه من الخارج فإعتلت إبتسامه سعيده وجهه.
أوقفت سرين السياره أمام الباب الداخلى للقصر وترجلت منها سريعاً تلقى نفسها بين أحضان جدها الحبيب.
بالدلها هو العناق بسعاده مردد : إزيك يا غاليه يا بنت الغالى؟
أجابته وهى مازالت متعلقه به : كويسه طول ما أنت كويس يا جدى.
رفع أنظاره الى إبنته الواقفه ببرود وأردف بحزن : ازيك يا بنتى ؟؟
ردت بجفاء : الحمدلله كويسه.
ظل هو يناظر ابنته بحزن وهى تبادله ببرود جاف.
نظرت سرين اليهم بحزن وسرعان ما قالت لتغير الوضع : ايه يا جدو هتسبنا كدا على الباب وبعدين أنا ميته من الجوع ونفسى ف الأكل اللى مرات عمى بتعمله.
زاد من ضمها وقال لسرين بحنان وهو يأخذهم الى الداخل : لا طبعاً دا بيتكم ومرات عملك عملالك كل الأكل اللى بتحبيه.
قالت بمشاكسه : أنا بحب العيون الزرقا دى.
رد بضحك : ياسلام على البكش.
دلفوا الى الداخل وبعد العديده من الترحاب بين سرين ودينا وعمهم وزوجته.
صعدت دينا الى غرفتها بحجه أنها تود الراحه بعد هذا الرحله الطويله.
دلفت الى غرفتها لتجدها مثل ما تركتها منذ ثمانية أعوام جلست على فراشها تتحسسه بحزن ودمعاتها تتسابق على وجنتيها.. كم تشتاق الى والدها تشتاق الى ضمه لها بحنانه والشعور بحبه الا متناهى.
شعرت بمن يضع يده على كتفها من الخلف التفتت لتجد والدها يقف يناظرها بأسى.. لم تتردد لحظه بأن تلقى نفسها بين أحضان والدها الدافئه وهى تشهج ببكاء مرير بينما ضمها هو الى صدره بلهفه وإشتياق فهو لم يرها منذ سنوات.
جلس على الفراش وهى مازالت متعلقه به تدفن رائسها بصدره، تأبى تركه.
أردف بحزن على حال إبنته الصغيره : ليه كل دا بس يا حبيبتى؟ ليه الحزن دا!
ردت من بين شهقاتها : أنا محتجالك اوى بابا.
رد : وأنا جنبك علطول ومستحيل أسيبك تانى.
ظلت على هذا الوضع وهو يلقى على مسامعها كلمات جعلتها تهدأ وملئت قلبها راحه وطمئنينه الى أن غفت بين أحضان والدها الحنونه الدافئه.
نظرت عليهم سرين بسعاده وخرجت سريعاً لكى لا تقطع عليهم هذه اللحظه.
دسها والدها فى الفراش جيداً مقبلاً جبينها ، ومحى أثر الدمعات من وجهها وخرج، تاركًا إياها تنعم بنوم هنيئ افتقدته لسنوات.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس كنان أمام والده اللواء(مهاب).. يستمع الى ما يقوله بدقه وتركيز شديدين.
اللواء(مهاب) : اسمع يا كنان، إذا كنت هديلك القضيه دى فمش علشان انت ابنى لأ علشان عارف انك ظابط شاطر وهتخلصنا من المشكله دى بسرعه ودا مش رأي لوحدى دا كمان رأي اللوا مجدى واللوا محمد.
القى كنان نظرات قلقه الى والده وهو يتسائل : خير يا سيادة اللوا قولى المشكله وتأكد إنها انتهت.
رد اللواء مهاب بفخر : جميل يا سيادة البكباشى هو دا اللى كنت منتظرو منك بس لازم تعرف ان القضيه دى مش زى اى قضيه، وانها حساسه جدا وخصوصا إنها بتتعلق بعصابات دوليه وانك مش هاتشتغل فيها لوحدك.
كنان : تمام يا فندم ايه هيا القضيه بظبط آآ..
طرقات على الباب قاطعتهم، ودلف بعدها العسكرى قائلاً : سيادة المقدم علاء وصل يا فندم.
- خليه يدخل!!
دلف شاب طويل القامه عريض المنكبين بشرته بيضاء وعينيه رمادية اللون حاده.
وقف أمام اللواء مهاب مرددًا بإحترام : حضرتك طلبتنى يا فندم.
أشار له مهاب ان يجلس قائلاً : اتفضل أقعد يا حضرة البكباشى.
جلس المدعو علاء وهو ينظر الى صديقه، قائلًا بتسأل : خير يا فندم؟
اللواء: أنا كنت اديتك فكره قبل كدا على قضيه تخص عصابه خطيره.
علاء : فعلاً يا فندم بس حضرتك مادتنيش باقى التفاصيل.
اللواء(مهاب) برسميه : القضيه دى تخص عصابه كبيره متفرعه فى أكتر من بلد ومن خلال مصادرنا عرفناه ان مصر واحده من البلاد دى.
نظروا له بمعنى ان يكمل فأكمل بدقه : الراجل الكبير بتاع العصابه دى مجهول مفيش اى معلومه حتى عنه لا جنسيه ولا دين ولا حتى شكل ولا سن، فى بعض الأقاويل بتقول إنو إحتمال كبير يكون مصرى الجنسيه وإحتمال أكبر إنو إسرائيلى.
نظروا له بتركيز أشد ليكمل : وكمان مصادرنا تأكدت أنه ليه رجاله هنا فى البلد، زى ما يكونوا عنيه فى مصر.
سأله علاء : طيب وهو بيتاجر فى إيه بظبط يا باشا؟.
أجابه : ليه فى كله سلاح على مخدرات ، أثاار ، أدويه متهربه ، ماسبش حاجه الا لما تاجر فيها مجرم درجه أولى ، راجل جبار ومدوخ الحكومه اللبنانيه والإماراتيه وراه بقاله سنين .. ومن خلال مصادرنا إتأكدنا أن رجل الأعمال المعروف كمال الشناوى وهو أحد رجال الراجل دا فى مصر.
رددوا بذهول : كمال الشناوى!
اللواء مهاب: ايوا، وفى كمان شكوك بتحوم حوالين أخوه أكرم الشناوى بس لسه ماتأكدتش وكمان مصادرنا بتأكد آآآ
قاطعه علاء بسخريه : ما هى مصادر حضارتكوا شغاله الله ينور اهيه يا باشا، ماعرفتش بقا بالمره مين هو الراجل دا ؟؟
إبتسم اللواء(مهاب) قائلاً :
- لا معرفتش... لأن دى مهمتكم إنتوا ، إنتوا اللى هاتعرفوا مين هو الراجل دا.
كنان : بس حضرتك مدتناش اى معلومات تساعدنا اننا نعرفوا.
أرتجع اللواء(مهاب) بظهره على المقعد بأريحيه وهو يقول بإبتسامه : لأن دا مجرد تمهيد يا سيادة المقدم أما المعلومات اللى هتحتاجوها فدى كلها عند زميلكم الثالث.
علاء بإستفسار : ليه؟ هو فى حد تانى هايشتغل معانا على القضيه دى.
أومأ اللواء(مهاب) برائسه وهو يقول :
- ايوا ...
أكمل ليصدمهم : سيادة النقيب سرين الشرقاوى
أتسعت أعينهم وهم يرددو بصدمه :
- إاااايــــــــــــــه'ه
\
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية