رواية فراشه في جزيرة الذهب الفصل الثلاثون 30 - بقلم سوما العربي
كانت تتهيأ وتتأنق بغرفتها وهي على علم بوصوله اليوم، بل كانت على علم كذلك بوفود أنجا إلى مصر.
قرأت الكثير من الكتب والمقالات خلال الفترة المنصرمة كي يتثنى لها وتقدر على مواجه ما جرى لها.
هي بانتظار ذلك اللقاء كي تعلم وتحسم أمور كثيرة……..
نظرت للمرآة بعمق تتفقد هيئتها بعدما أرتدت فستان أخضر يشع بهاء عليها وهي على علم بحبه للون الأخضر حين ترتديه.
وضعت أحمر شفاه جريء ناري في محاولة منها للعودة لشخصيتها الناريه التي قد كسرت وتحطمت بمملكته.
سمعت أصوات متداخله من الخارج لتفطن بإحتمالية وصوله لذا هذبت شعراتها الشقراء بعدما وقفت ثم هندمت فستانها على قدها الممشوق ومن ثم خرجت تسحب نفس عميق.
تستمد قوتها من حالتها معه في الأيام السابقه…حديثهما المتواصل في الهاتف مثل أي شخصين عاديين في حلاوة البدايات أشعرتها انه لما لا.
وهو كذلك قد ارتاح فقد أتت تلك النصيحة بثمارها…حديثهما معاً على الهاتف أذاب الجليد من ناحيتها رغم أن ذلك قد كلفه جهداً وقتاً لكن حبيبته تستحق كل الوقت…هو غير نادم..لا بأس.
هو كذلك يجلس الآن بإنتظارها يلاحظ أنجا المحشورة على نفس الاريكه بين فوزيه و فوقيه كأنها مصدومة من شيء ما تحاول إستيعابه ليوليها إهتمامه وينتبه على صوت ال(تيك تاك) القادم من كعب أنثوي رقيق يحمل معه طيف قبطيته الشرسة.
دق قلبه دقات متتالية وهو سعيد كونه يختبر مشاعر الرجال حين تعشق فقد سأم من صلاحيات الملك وهيمنته.
هو الآن يجلس منتظر حبيبته التي طلب خطبتها، سعيد بسير الأمور كما احب ورغب.
أما رنا فتقدمت بخطى متمهلة كأنها تختبر كل خطوة، كما ترغب في اختبار شخصيتها الآن وحالتها أمامه.
ترغب في ان تسير الأمور…من تلك الفتاة التي قد ترفض ان تصبح ملكة؟!
لتقف وتتيبس قدمها بالأرض حين رأته أمامها وليس بمكالمة صوتيه…رؤيته أمامها جسدت كل أيامها السوداء بالحرملك من جديد.
لتفطن ان حديث الهاتف شيء والواقع شيء ثاني…وما زاد الأمر سوءا هو وجود أنجا معه الآن لتكتمل الصورة وتعود بها لتلك الأيام التي أستُعبدت فيها.
ورن بعقلها جملة حفرت في عقلها وقد ذكرتها للتو (أي فتاه تلك التي قد ترفض أن تصبح ملكة)
لتعلم أنها كانت تدفع الأمور دفعاً حتى يتم الأمر لأنها فرصه ذهبية بغض النظر ان كانت تلك الفرصة والتي هي ذهبيه بالفعل ستجعل منها فتاة سعيدة أم مجرد ملكة تحكم.
وهل ستحكم بالفعل أم ان الأمر بوجود أنجا ومثيلاتها سيمرر عيشتها ويجعلها طوال يومها تحارب من اجل البقاء وكل صباح تستيقظ فيه حيه على قيد الحياه وبفراش الملك يعتبر فرصه جديدة وقد أُهدت يوماً آخر تعيشه لتظل طوال يومها ذاك تحمل هم الغد وهل ستحياه أم لا.
تجلس تفرك يديها وقولونها العصبي يتلوى مع معدتها بينما تتسآل عن أي مؤامرة تُحاك لها في الخفاء.
فيغرف القصور الملكية لا توجد تلك الوشوش الباسمه والفساتين البراقة المصحوبه بتاج رفيع الشأن فحسب بل هناك خبايا يشيب لها رأس الوليد.
طالعها راموس بابتسامة سعيدة وهو يطالع طلتها الساحرة وهي تهل عليه بها من غرفتها….فقد خرجت عليه بحله ذكرته بأيامه معها في فراشه بالمملكة حينما كانت ملكه أو ظن هو ذلك.
لكن…….تلاشت بسمته وتبخرت الفرحه تنسحب من على شفتيه كما تنسحب الروح من الجسد وهو يلاحظ تسمر قدميها بالأرض وبهوت وجهها ونظراتها الهلعه من عيناها الدامعه التي تقلبها بينه وبين أنجا.
هوى قلبه وعلم أنه على حافة الهاويه وخلفه طريق مسدود وهو يلاحظ تشبث يدها بالكرسي المذهب بجوارها ثم تراجع قدميها خطوة للوارء تفكر بل ترغب في اللوذ بالفرار الآن تحت نظرات أنجا التي بدأت تنصرف عن ما تفعله هاتان العقربتان من جوراها لتركز بصرها على فريستها التي على مايبدو مرعوبه منها تلاحظ نظراتها الموزعه عليها وعلى الملك لتدرك أنها تضعهما الأن بصوره واحده داخل نفس الإطار بعقلها…
أنجا تعلم الكثير عن علم النفس والفراسه وهو ما يمكنها من التلاعب بالبشر بسهوله دون الحاجة لمجهود كثير..
هنا ابتسمت من جديد وغضت الطرف عن تصرفات فوزيه وفوقيه….ستتحملهم…لا بأس فالقصة محسومه.
لذا انصاعت لتصرفاتهما و وقفت تقول بلغتها عن عمد رغم كونها تعلم العربيه:
-اهلاً بملكتنا المستقبلية.
وأعطتها نظرة………نظرة سامه خبيثة أربكتها بعدما تعمدت التحدث بلغتها لتعيد ذاكرتها لتلك الأيام التي قضتها عندهم جاريه فتزيد من ضغطها النفسي.
لتبتسم بجانب فيهها وهي تلاحظ تجمد جسد تلك القبطية وشحوب وجهها،تكويرها يدها على شكل قبضه كأنها تحاول تمالك نفسها.
تحت أنظار الملك الذي جلس يترقب أي ردة فعل جيدة تنبأ بأن القادم سيسير كما أراد.
كذلك فوقية كانت تتابع ابنتها وقد انصرفت عن ما تفعله شقيقتها بتلك الحرباء تركز بالنظر على رنا مفكرة أنها لم تبالي بسؤال ابنتها عن رغبتها بتلك الزيجة بسبب برمجة عقلها على أن تلك الزيجة لا ترفض لكونه ملك.
الملك يتطلع لها بلهفة ينتظر أي ردة فعل جيده في صالحه..حالته مثيرة للشفقة…يبتسم لها يحسها على التفاؤل كأنه يشجعها ويخبرها ان القادم مختلف.
تلاشت ابتسامته شيئاً فشيئاً حتى إنمحت وهو يلاحظ تلك الخطوة المتراجعة والتي كان سيعقبها خطوات اكثر للخلف باتجاه غرفتها لولا خالتها التي لاحظت ما يجري وبسرعة بديهه منها وقفت تقول:
-تعالي يا حبيبة خالتك سلمي على خطيبك.
توترت نظراتها وهي توزعها بينهم فاستقر أحياناً على من دُعى "بخطيبك" الذي طالعها بتأهب وتوتر يسأل هل يسمح للأمل بالتدفق داخله من جديد أم لا لكنه كان بالفعل منتظر.
وأنجا تتطالعها بنظرة واحده مفادها "قربي لو تقدري"
توقفت فوقيه عن مسايرة شقيقتها والمشى تبع رؤيتها…فابنتها بها خطب ما.
من يقل ان رنا الذكيه الطالعه المتطلعه الشغوفه قد ترفض زيجه مثل تلك.
ان بالقصه قصه بالتأكيد……
جذبتهم فوزيه في حديث سريع عن التحضيرات و الأوراق المطلوبه و راموس عينه لم تنزاح عن رنا يراقبها بقلب مفتور فحبيبته تخاف منه…ربما لولا انه ملك لكانت رفضته.
شرح بعقله يتذكر ذات ليلة حين أخبرته انه رجل وسيم وياليته لم يكن ملكاً.
ليتوه بعقله مجدداً يسأل هل ترغبه كما سيجن عليها ام أنها ستوافق لتصبح ملكة…. لو لم يكن ملكاً هل كانت ستتزوج أو ربما لو لم يكن كذلك لأحبته كرجل وتزوجته عادي وأغرمت به كذلك ولم تخشى حياته الملكية وما حولها أو لكانت قصتهم لها مسار آخر أيسر وأفضل حالياً.
لينتهي اللقاء قسراً بوقوف رنا فجأة بهلع حين ذهب الحديث عن موعد سفرهم للمملكة…….
هنا العودة…..لم تستطع ولم تتحمل وقفت مرعوبه وهرولت بخطى سريعه تجاه غرفتها توصد الباب عليها جيداً بالمفتاح
ليبهت وجه كل منها راموس وعقله يستوعب كلمة واحده (أهلاً بك في نقطة الصفر من جديد)
__________سوما العربي__________
كان طريق العودة لمستقرهم في القاهرة صامت تماماً…الملك يجلس مهموم وأنجا بجواره عقلها يعمل ويدور كمكينة ألمانية
إلى أن قطعت الصمت وسألت الملك:
-ما رأي ملكنا فيما حدث
تنهد بوجع ثم أغلق عيناه وهو:
-ماذا حدث؟! أنا لم أر شيئاً
رفعت أنجا عيناها له وسألت:
-ألم تر….
قاطعها يقول بكبرياء مجروح:
-لم أرى.
رفع رأسه يسندها على الكرسي من خلفه وقال:
-أنا أريدها أنجا …أريدها…تحت أي ظرف وأي مسمى.
سحب نفس عميق ثم نظر لها وأمرها كأنه يعطيها أمر مباشر في احد الأمور العامه:
-تممي هذه الزيجه أنجا…هذا أمر من الملك.
هزت أنجا رأسها تحاول السيطرة على استدارة عينيها من الصدمه تستوعب الوضع وأنها لن تقدر على عرقلة أو إيقاف تلك الزيجه تقول:
-امرك مولاي.
وبداخلها يصرخ(ياويلتي)
___________سوما العربي__________
دلفت فوقية لغرفة وحيدتها بعدما دقة الباب دقة واحدة لترى رنا مازالت بملابسها كما كانت لم تبدلها تجلس وعيناها مسلطة على الضوء المنبعث من شرفة غرفتها كأنها تطالع إلا شئ لكنها منعزله عن الواقع.
لتتقدم فوقيه وتجلس بجوارها فتشعر بها رنا وتنتبه لها ثم تعتدل لتصبح في مواجهتها.
فتمد فوقيه يدها على شعر رنا تمسح عليه وتسألها:
-مالك يا رنا؟
فتنظر لها رنا تسألها بعيناها سؤال واحد مستغربه بالأساس سؤال والدتها فقالت:
-مالي؟!! مالكم انتم؟!! بتتعاملوا مع كل حاجه حاصله كأنه عادي..قاعدين قدام ملك وكأنه واحد من ع الناصية متقدم لي ولا الست الي معاه الي تعتبر تاني كلمة من بعده في بلدهم بتعاملوها ولا اماً تكونوا بتعاملوا أم إحسان جارتنا.
لتدخل فوزيه بتلك اللحظه متدخله تقول بحسم:
-امال هنعمل لها ايه يعني…دي وليه منفوخه على الفاضي عايزه بس الي يشكمها قال يا فرعون أيه الي فرعنك قال مالقتش حد يلمني..دي وليه عايزه السك فوق نفوخها.
فرمقتها كل من رنا و فوقيه بصمت وعدم رضا لتقول فوزيه:
-مالكم كده عاملين زي الي واكل سد الحنك….في ايه..ماتهيصوا كده احنا عندنا فرح يا عدوين الفرح.
لتقول فوقيه:
-فرح ايه يا فوزيه أنتي مش شايفه شكل البت عامل ازاي ولا وشها انحطف ازاي لما شافتهم.
-الله…امال يأختي الكلام في المحمول لوش الصبح والكركر مرمر دي كانت لإيه ولا لمين
نكست رنا رأسها تقول بينما تهزها وتهزي مقره:
-الكلام في التليفون حاجه ولما شوفته قدامي حاجه تانيه.
-جينا بقا للكلام الي مايأكلش عيش
لتسأل فوقيه:
-أنتي مش عايزة تتجوزيه يا رنا؟؟
طالعتها رنا وهي تسأل نفسها بصدق…واستغرقت في التفكير والتمحيص والتدقيق لكنها لم تصل لنتيجه بعد ثم همست بتعب:
-مش عارفة.
تنهدت فوقيه بينما تقول:
-فكري تاني وخدي قرار نهائي مش هينفع شويه موافقين وشويه لأ دي؟
فقالت فوزيه وهي لا يعجبها ما يقال:
-هو ايه اللي لا يا فوقيه ما تعقلي وتعقلي بنتك.
-اعقلي أنتي يا فوزيه …الاه…أنتي ايه الي جوالك ده أنتي مخك يوزن بلد.
-ماهو علشان يوزن بلد بقولك دي جوازة العمر بنتك انفتح لها باب السعد والهنا حد يرفس النعمه ويقول للخير لأ ده الي يجيه دلع ولا يتدلعش ربنا يحاسبه.
-مالي ايده في المايه مش زي الي ايده في النار وأنتي واحده مجرزة بنتها في الشارع الي قصادها مش على قلبك شر…أنا كمان مش عايزة بنتي تتجوز بعيد عني و تتغرب…وهتروح بعيد ليه فاكره الجدع ده الصعيدي التاجر اليوم كان جاي يخبطها لابنه ألسنه الي فاتت وأنتي اول واحدة قولتي لازم بنتنا ما تتجوزش بعيد كده واهو كان شاب وابن عيله وغني رفضنا عشان في الصعيد رغم انه جوة مصر أقوم أنا اروح تجوزها بره مصر خالص…لا لا…أنا كان عقلي فين لما مشيت وراكي.
فتقدمت فوزيه تجلس بجوارهما على السرير تقول:
-استهدي بالله يا فوقيه وصلي على النبي
-عليه الصلاة والسلام
-بقا أنتي عايزه تقارني واحد عادي بملك بقولك بنتك هتبقى ملكه هو احنا بنجوزها غريبه والسلام …دي جوازة العمر الي مالهاش حسابات…دي مليون بنت يحلموا يبقوا مكان بنتك وبيعملوا تنازلات وخطط كمان وإنتي جايه لبنتك على الطبطاب واحنا نتبطر.
-ده ما اسموش بطر اسمه عقل وقناعه أنا عايزة أجوز بنتي لواحد مصري زينا كده فاهمنا وفاهمينه وبعدين ده ملك هنروح فيه ده ولا نيجي..لو حصلت مشكله هتعرفي تقفي تردحي له وتشوحي له بعزم ما فيكي زي ما عملتي ما زيدان وابوه شداد؟
-لأ بس حاجة بتشيل حاجة بقولك ده ملك ..ملك افهمي.
لتتدخل رنا لأول مره معترضه وتقول:
-حتة ملك الي مخلياكي تتغاضي عن أي حاجه تانيه دي هي أسوء حاجه…أنتي ماتعرفيش حياة الملوك والقصور عامله ازاي كل اوضه بيتعمل فيها مؤامرة…بيبتسم في وشك ويحضنك و ورا ضهره مخبي سكينه…معظم الأميرات والملكات بتعيش في ضغوط وصراع بين البرتوكول والأوامر وإنها تحت الضوء والتفس محسوب وغالبيتهم بيصابوا بسرطان القولون أو المعدة من كتر الضغط النفسي والعصبي وصراع البقاء الي عايشينه يومياً.
لتقف فوزيه وتقول:
-والله؟؟! خلاص يعني يا بنت فوقيه اختارتي الطريق السهل؟
نكست رنا رأسها ارضاً فيما قالت فوقيه:
-سيبكم دلوقتي من الموضوع ده وتعالوا نروح لحوريه نطمن عليها من ساعه ما مشيت مع جوزها ماحدش كملها ولا هي كلمتنا.
ليخرج بعد دقائق ثلاثتهن فيتقابلن مع وفاء بالشارع التي استوقفتهن مهللة:
-يادي النور يادي النور ده ايه الصباح النادي ده …ده أنا محظوظة بقا عشان قابلتكم وأنا أصلا جايه لكم..ازيك يا رنا عامله إيه ازيك ياحبيبتى.
ابتسمت رنا وقالت:
-الحمدالله يا وفاء عامله ايه؟ حوريه كلمتني عنك كتير من ساعة ما رجعت وعرفت انك جبتي لها شغل و واخده بالك منها هناك.
-حبيبتي يا رنا …يعلم ربنا حبيبتك حبيتك..أنا حتى بشتغل في نفس الشركة الي كنتي بتستغلي فيها وكنت جايه اسأل عليكي واقعد معاكي شويه وبالمره اسألك واخد رأيك في كام حاجه كده.
لتقول فوزيه:
-طب تعالي معانا اهو احنا رايحين لحوريه وبالمره تسلمي عليها وتقعدوا بنات في بعض .
فوافقت وفاء وذهبت معهن لشقه حوريه وزيدان.
________سوما العربي________
بمنزل زيدان
كان يضمها له في الفراش بمجون لا يصدق للأن ..لقد تمّ زواجهما ومرت أيام وهي معه بأحضانه لا يبرحان الفراش.
لقد جن تماما ….الأن فقط أدرك ان بالحياه لذات كثيرة ممتعه لم يكن يعلم عنها شيء ولم يجرّبها.
ومتعته بحوريه لا يمكن وصفها…هي بالفعل حوريه من حوريات الجنه وقد سقطت له من السماء وهو تلقفها وحده.
مرر يداه على طول جيدها ثم هبط لظهرها المكشوف وهي لا يسترها سوى ملائة السرير لتنتفض مقشعره وتهتف بإسمه:
-زيدان
-يا روح زيدان.
-بس وبطل عشان يقشعر
-حد يقشعر من جوزوا بردو
كادت أن تجيب عليه ليرن جرس فيغمض عينيه بتأفف يسأل:
-مين جاي لنا دلوقتي بس
-هروح أشوف مين
كادت ان تتحرك ليوقفها قائلاً:
-تروحي فين وأنتي كده
-مانا أكيد كنت هلبس
-لا تلبسي ايه مافيش عندنا ستات بتلبس الرجاله بس هما الي بيلبسوا …أوعي كده قال تلبسي قال.
ضحكت عليه تقول:
-أنت بتقول إيه؟
-زي ماقولت لك والله هو أنا كنت متجوزك عشان تلبسي؟! تلبسي؟!!! دي كلمه غريبة جداً بصراحة
-زيدااان…إنت اتحولت يا حرام.
انتهى من إرتداء كنزه قطنيه بنصف أكمام وبنطال بيتي ثم مال عليها هامساً:
-محروووم يابا
ضحكت بخفه على طريقته فضحك ايضاً وقال بينما يغمزها بعبث:
-هشوف مين على الباب و أوزعه وأرجع لك…خليكي على وضعك أوعي تلبسي.
-حاضر
ألقى لها قبله في الهواء وغادر الغرفه ليعود بعد دقيقه بوجه متجهم يضع يديه في خصره بعدم رضا وتذمر لتسأله:
-مالك يا زيزو؟
-أنا عايز افهم اخدك واروح بيكي فين هااا!! قومي شوفي الموكب اللي برا…أمك وخالتك وبنت خالتك و واحده جارتكم في الشارع لحقتي توحشيهم اروح منهم فين؟؟
ضحكت على تذمره الواضح لتقول:
-عيب كده يا زيزو..اوعى يالا عشان اخرج لهم
نفخ بضيق و وقف رغماً عنه ينظر عليها وهي تستعد لتخرج عليهم فقالت مشاكسه:
-أوبس نسيت ولبست وأنا قايلي ومالبسش.
-والله…لمي نفسك والبسي حاجة وتعالي بسرعه خليهم يمشوا بسرعه.
لم يعجبها حديثه وهتفت معترضه:
-طب ما تطردهم احسن
-لا ياستي الطيب احسن هو أنا أد أمك ولا أد زعلها خلينا ماشيين جنب الحيط احسن
-مش مصدقه بقا المعلم زيدان اللي عليه فتحة مطوة مش على حد خايف ومن أمي وكمان هيمشي جنب الحيط؟؟!
تنهد يطالعها بعشق ثم ضمها له يقول:
-ده عشانك المعلم زيدان مستعد يخرم الحيطة ويمشي جواها ألا تغضب عليا وتاخدك مني دي وليه قادره وتعملها وأنا ماصدقت عرفت أرجعك.
ابتسمت تضمه لها تقول:
-ماحدش يقدر يأخذني منك…أنا الي مش هرضى أروح يا زيزو.
لمعت عيناه يقول:
-الله..بقولك ايه ماتطلعي تمشيهم أو خليهم يفوتوا علينا بكره.
قرصت خده كالأطفال وقالت منبهه:
-وبعدين يا زيزواحنا قولنا اييبه؟ خلينا ماشيين جنب الحيط .
-صح.
ضحكت على طاعته الجديدة فقبلت وجنته وخرجت بسرعه ليقبض على ذراعها ويعيدها اليه يقبلها أعمق ثم يحررها لتخرج عليهم.
________سوما العربي_________
في منزل راقي بأحد التجمعات السكنيه غالية الكلفة نزلت السيده عصمت الدرج بتأنق شديد تتفقد حولها فلم ترى عزيزها .
انتهت من درجات السلم وتقدمت باتجاه مكتبه تفتحه لتراه يجلس خلفه يحاول التركيز على بعض الأوراق وتطالعه بعدم رضا وصمت.
انتبه على وجودها معه فرفع عينه فيها يبتسم لها بهدوء قائلاً:
-صباح الخير
-صباح النور…ممكن افهم أنت بتعمل ايه هو مش أنت اخدت أجازه
-ايوه بس في شغل مهم لازم يخلص السكرتيره قالت لي ان العيون عليا مفتحه بسبب آخر سفريه مانجحتش بعد ما أتصرف عليها كتير وأنا مش عارف التقصير منين ومش قادر أحقق في الموضوع.
-يابني يا حبيبي صحتك اهم شغل ايه بس دلوقتي وبعدين الدكتور قال كتر الضغط عليك عشان تحاول تفتكر ممكن يسبب نتايج عكسيه سيئه…حرام عليك ماتوجعش قلبي عليك.
-تقدم منها يقبل يدها على غير عادته مما جعل عينيها تتسع بصدمه من تصرفات ابنها الذي تعرفه من يوم ولادته لم يفعلها بينما هو يكمل:
-ما تقلقيش عليا يا أمي..أنا هبقى كويس.
لاحظ تيبسها فسأل بإستنكار:
-مالك في ايه
-هااا.. لأ بس…أنت حالك متبدل وبقيت محترم وبتبوس إيدي…أنا أمك من ٣٢ سنه عمرك ما بوست أيدي …لا أنا كده هقلق عليك زياده…ده انت بتقولي يا أمي .
-ثانيه….هو مش أنتي أمي..انتو قولتوا لي كده في المستشفى
-أمك بس انت كنت بتتصرف بطريقه يعني….
زم شفتيه يتذكر حديث وفاء ثم تبسم قائلاً:
-يظهر ان في إجماع على أني كنت شخصيه زباله.
-مين الحيوان الي اتجرأ يقولك كده
-أنتي و وفاء
-السافله …أنا هعرف شغلي معاها…أنا أصلا مش مرتاحة لها ولا داخل دماغي الفيلم الهندي الي قالته ده.
-يا أمي دي بنت غلبانه وبتشقى عشان تعيش بشرف بلاش نقسى عليها.
جن جنون عصمت وصرخت:
-انت ايه يا واد الطيبة دي…ماتخلنيش اقلق عليك.
-هي الطيبه بقت تخوف
-طبعا الطيب بيتاكل..أنا عايزه عاصم ابني الي بيلعب بالناس لعب.
-يا ماما…
قاطعته تنظر في ساعة يدها ثم قالت:
-ولا ماما ولا بابا أنا ماشيه خلي بالك من نفسك وبلاش شغل كتير
كادت ان تتحرك لولا كلماته التي جعلتها تستدير له من جديد حيث قال:
-ما تقلقيش وفاء هتيجي دلوقتي وتساعدني
-هت ايه يا حبيبي؟!! تيجي وتساعدك؟! انت هتدخل البتاعه دي بيتي؟!
-اه وفيها ايه؟! اعتبريها المساعده بتاعتي أنا مرتاح لها اكتر من الي فاضلين في الشركه عشان كده طلبت منها تساعدني
-مرتاااااح لها ….أاااااه….لا ده أنا هخلص المؤتمر بتاعي في ساعتين وارجع لكم أشوف موضوع مرتاح لها ده.
ثم غادرت سريعاً بقلب مشوش وتركته يجلس في انتظار وفاء.
________سوما العربي_________
غادروا من عند حورية بحرج بعدما شعروا بعدم توفيق في توقيت الزيارة ولا يعرفوا لما لكن قد انتقل لهم ذلك الشعور من ملامح زيدان وإحراج ابنتهم.
فلم تأخذ وفاء راحتها في الحديث مع رنا لذا أخبرتها أنها ستأتيها في المساء لتتحدث معها و فرت هي سريعاً كي تذهب لعملها والذي
ومهمتها اليوم كانت في اتجاه منزل عاصم.
دلفت تتلفت حولها منبهرة من جمال الطبيعه في ذلك الكومبوند، دلفت للداخل بعد س و ج من اكثر من عامل امن على اكثر من بوابه حتى بيته يقف عليه حارس معه قائمه بالأسامي وعلى حسب مسموح لك بالدخول ام لا
فدافع للداخل وهي تهوي بيدها على صدرها من الحرارة تردد:
-قطيعه الكومبوندات والي عايشين فيها س وج ورايحه وفين ولازم إذن اكونش داخله البيت الأبيض.
جاء من خلفها يتمتم بعبث:
-مش عاجبك الكومبوند؟
التفت تنظر له لتراه يرتدي منامه بيتيه مريحه لكنها فخمه جداً هيئته مختلفه عن ما يبدو عليها في الشركه هي وكأنها انتبهت لكونه وسيم….بل وسيم جداً….تباً له.
يقف بهيئته الجميله تلك وابتسامته الساحره وشعره المنهدم المرتب تسأل لما يبدو دوما وكأنه قد أنهى إستحمامه في الحال؟
لم تنتبه لكونها تنظر عليه هكذا….بنظره مختلفه إلا بعدما انتبهت على نظراته العابثه وقد التقطها…..التقط تطلعها وحملقتها في تفاصيله.
فارتبكت تحت أنظاره تقول:
-هاااه؟
-بقولك مش عاجبك الكومبوند ولا ايه؟
-لا حلو
-فكرتك هتقاوحي زي عادتك.
نظرت له بعمق ثم قالت:
-في حاجات مابيختلفش عليها اتنين واحنا ولاد بلد وع الدوغري يعني الحلو نقوله يا حلو في عيونه.
فباغتها يسأل:
-طب وأنا؟
-أاانت ايه؟!
-حلو؟؟
-بصراحة ؟
-بصراحه
-اه….قوي.
ضحك بخفه على عفويتها لتنتبه برعب وتسأل:
-انت قولت هتقاوحي زي عادتك؟ هو انت رجعت لك الذاكرة؟؟؟؟
-لأ لسه مالك كده في ايه؟
-امال عرفت منين أني بقاوح
-عرفت منين؟؟؟ هههه يابنتي أنتي سمعتك مسمعه في الشركه كلها بلسانك الطويل ده فرد الأمن الي على بوابة الكومبوند لسه قافل معايا بيشتكي منك ومن لسانك ودي اول مره يشوفك.
-ربنا مايقطع لي عاده…الحمدلله
ضحك مجدداً يهز رأسه ثم سأل:
-فطرتي؟
-هاااه؟؟ لا…اه..هفطربعدين.
-لأ تعالي نعمل فطار الأول ونفطر سوى
-لا شكرا يالا خلينا نبدأ شغل عشان الحق أروح
-وفاء أنا مافطرتش ومستنيكي نفطر سوى وأنا عندي علاج ولازم أخده هااا هتسيبيني كده؟
-لا خلاص
-ورايا على المطبخ.
مر عليهم اليوم جميل بل لذيذ جداً وكلما طالعها تدق بأذنه كلمتها حينما وصفته بأنه(حلو…قوي) فكان يتعامل معها بود وشعور غريب رائع يتسلل له ويسيطر عليه.
____________سوما العربي_________
في حين وقف راموس أمام أحد موظفي السفاره يسأل بضيق:
-ماذا؟! ماذا يعني حدثك؟!! رفضت؟! كيف رفضت
حمحم الرجل يجلي صوته وقال:
-هذا ما حدث سيدي السيده وافق والدة الأنسه رنا رفضت التوقيع على الأوراق لإتمام باقي الأجراءات بل ورفضت المجئ للسفارة وأعتذرت من سائق السيارة التي بعثناها لعندهم .
وقف بتأهب وغضب ينظر لأنجا ويسأل بغضب:
-ماذا يعني هذا؟! ما معنى هذا الحديث
-معناه أنها ترفض مولاي
-ماذا؟ كيف وقد سبق ورحبت و وافقت؟
-هذا خطأ مضاعف مولاي ولابد من تأديبهم
التفّ ينظر لها بغضب فيما أكملت أنجا:
-كان حري بها ان تقبل أو ترفض من البدايه لكن بعدما قالت نعم لا يصح ان تقل لا.
-ماذا تقولين أنجا وبما تفكري؟ كيف ترفض من الأساس؟؟؟؟ لن أمررها…لن أمررها.
يتبع💖💖💖
@متابعين
•تابع الفصل التالي "رواية فراشه في جزيرة الذهب" اضغط على اسم الرواية