رواية على القلب سلطان الفصل الثلاثون 30 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
البارت الثلاثون والآخير من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
وآخيراً تحققت اقصى امنياتى ...
آخيراً انتصرتُ وحصلت على اغلى مكافئاتى
انتِ وقطعة رائعة منكِ يا كل حياتى
&&&&&&&
قالها الطبيب الخبير بسعادة وترقب فلتفت سلطان بانظاره ببطء الى سيلين التى تبخرت آلامها وقد لمعت عيناه ببريق الفرحة يردف بتعجب وكأنه يتأكد مردفاً _ حامل ؟
اومأت سيلين بسعادة وعيون ملأتها الدموع بينما اردف الطبيب وهو يقف ويجمع اغراضه _ ايوة حامل ... مبروك يا شعنونة ... هتبقى ماما زى القمر .
كان سلطان يقف مكانه متجمداً يستوعب عقله الخبر بينما نظر الطبيب لها واردف _ طبعا لازم تيجي المستشفى وانا هحولك على طبيبة نسائية ممتازة هتابع معاكى وممنوع اى مجهود ومش لازم اقول كدة اصلا انا عارف ان الجدع ده بعد اللحظة دى مش هيقومك من مكانك ... وطبعا التعذية السليمة .
اومأت سيلين وهى تتطلع على سلطان الذى ما زال مكانه بينما ضحك الطبيب علي هيأته مردفاً بمرح _ ايه يابنى مالك ... اتصنمت ولا ايه ؟
اقترب منه سلطان وعانقه بشدة يردف بسعادة وتخبط من شدة فرحته _ متشكر جداا ... متشكر جدااا يا دكتور ... انت قولتلي اجمل خبر فى حياتى كلها .
ربت الطبيب على ظهره بتفهم ثم ابتعد ينظر الى سيلين ويردف _ هستناكى ... وعلى فكرة ... ادم حالته بتتحسن ... وقريب هيقدر يتخطى المرض ..
اومأت سيلين براحة وسعادة وخرج الطبيب وتبعه سلطان يوصله حتى غادر مع رأفت فأسرع سلطان يأخد درجات السُلم بسرعة وكأنه يحاول اللحاق بقطار رحلته الي السعادة قبل ان يذهب .
وصل آخيراً بعد وقت احسه طويل ودلف الغرفة يتطلع عليها وكأنه يراها للمرة الأولي ... دلف ببطء يقترب منها بحذر ويتسائل بترقب للمرة الثانية _ حامل !
اومأت له وهى تشير بيدها الاثنين فأسرع اليها يضمها بعشق وقوة حنونة وعيناه تذرف دموع السعادة وهو يدفن رأسه بين خصلاتها وعنقها يقبله قبلاً متعددة وهى تربت بكفيها الرقيقتين على ظهره بحنو بينما هو مازال يحتفظ بها بين ذراعيه .... لا يريد ان يخرجها ... بل لا يريد ان يخرجهما من عناقه ...احساسه لا يوصف ... عاش حياته وحيد وآخيرا سيرزق بطفل من صلبه .... قطعة من روحه ... قطعة جميلة ورائعة كحوريته التى يعشقها ... زهرة حبهما وعشقهما ... هل يمكن ان يحصل المرء على سعادة اكثر من هذه ..
ابتعد عنها قليلاً ثم حاوط وجهها بكفيه يتطلع على عيونها بعشق وسحر ثم مال على شفتيها يسرق منهما قبلة شغوفة حنونة متملكة يبارك بها ويهنئها عن هذا الخبر .
ابتعد يلهث بعمق مردفاً وجبينهما متساندان على بعضهما وعيونهما مغلقة _ مبروووك يا عمرى وهنايا وراحة قلبي ... مبرووك يا حظى الحلو من الدنيا .
ابتسمت من كلماته واردفت بحب _ مبروك علينا احنا الاتنين يا سلطانى ..
تنهد بعمق وابتعد قليلاً ثم قام ينظر لها بحب مردفاً _ بصي بقى ... انا هنزل صنية الآكل دي ... واخلى دادا علية تسخنه ... وهاجى أأكلك بنفسي ... اوعى تتحركى من هنا ... تمام ؟
اومأت له مبتسمة فغادر هو بعدما آخذ الطعام اما هى فنظرت حيث معدتها وتحسستها بكفيها تردف بحب وسعادة _ نورت دنيتنا يا حبيبي ... جيت فى وقتك .
&&&&&&&&&&&
فى المصحة النفسية
حيث ذهبتا بهية وفاطمة كي يرى والدتهما .
دخلتا بعد ان سمح لهما الطبيب حيث تجلس والدتهما فى غرفة مخصصة تنظر من النافذة التى تطل على حديقة مزدهرة .
نظرت فاطمة الى بهية بحذر واردفت بترقب _ كيفك ياما ؟
لم تلتفت روايح بل ظلت صامتة وكأنها لا تسمع شيئاً فتقدمت بهية منها قليلاً ومدت يدها الى كتفيها تردف بقلق _ اما ! .
انتفضت روايح من مكانها كذلك هما انتفضتا على أثرها وعادتا للخلف تتطلعان عليها بعيون متسعة وهى تنظر اليهما بغضب وتردف بقوة _ جايين ليه ! ... ها ايه جابكوا ؟ .... مش رميتونى إهنة كيف المجانين ! ... جلبكوا عليا جوى ؟ ... اخرجوا من إهنة مش عايزة اشوف واحدة منكم ... يالا أمشوا .
ابتلعت فاطمة لعابها واردفت بهدوء _ اهدى ياما ... انتى إهنة علشان تتعالجى ... واحنا جايين نشوفك .
ضحكت روايح ساخرة تردف بهستيرية _ هههههه تشوفونى ! ... فيكم الخير يا بنات ابراهيم ... هو اللى جالكم صوح ؟ ... هو اللى جالكم روحوا شوفوها وهى مرمية فى المصحة ..
ثم فجأة نظرت خلفهما بعيون متسعة تردف بغضب وحدة وتعنيف _ انت جاي معاهم ليه !... انى مش عايزة اشوفك إهنة ... خدهم واخرج ... ااااااخرج .
وضعت كفيها على اذنها تردف بجنون وهى تدنو ببصرها ارضاً _ جولتلك مش عايزة اسمع صوتك .... اخرج من إهنة .
نظرتا فاطمة وبهية خلفهما لتتأكدا فلم تجدا احداً فنظر لوالدتها بزهول وحزن بينما هى ظلت تصرخ بجنون واضعة كفها على اذنها بقوة وعيناها مغمضة _ اااخرج ... خدووووه من إهنة ... هجتله تانى .
أسرع الطبيب ومعه المساعد الى الغرفة وامسكوها وحقنوها بإبرة مهدأة والتفت ينظر الي البنات مردفاً بلغة آمرة _ ياريت تمشوا دلوقتى .
خرجتا من الغرفة معاً احداهما تبكى والآخرى تنظر للامام بزهول على ما وصلت اليه والدتها بينما فى الخلف هدأت روايح قليلاً بفعل المهدأ وتم وضعها فى الفراش من قبل المساعدة التى اتت ايضاً .
خرج الطبيب اليهما واردف محدثاً فاطمة التى كانت متماسكة قليلاً على عكس بهية المنهارة _ للاسف حالتها بتسوء ... وده لانها رافضة العلاج ... ولقينا اقراص كتير مرمية تحت شباك اوضتها ... برغم انها بتاخدهم قدام الممرضة ... بعدها حاولنا معاها بالقوة بس بقت ترجعهم ... وده للاسف وصلها لحالة التهيؤات دى ... وطبعا كدة الوضع بيسوء .
اردفت فاطمة بتساؤل _ طب والحل ايه يا دكتور ... امى هتفضل كدة ؟
تنهد الطبيب يتابع _ احنا بنحاول على اد ما نقدر نخليها هادية علشان نعرف نقنعها بالعلاج ... انا كنت مفكر انها لما تشوفكوا ممكن تتسحن بس للاسف كنت غلطان .... يستحسن تبعدوا الفترة دى او ممكن تتابعوا من بعيد ... واول ما الاحظ تحسن فى حالتها هبلغكم فوراً
نظرت فاطمة الى شقيقتها التى بدأت تهدأ وربتت على كتفيها تحسها على المغادرة مردفة _ حاضر يا دكتور ... عن اذنك .
&&&&&&&&&&&
عاد سلطان الى الغرفة حاملاً صنية الطعام الشهية ينظر لحبيبته وهو يغمز عدة مرات مما جعلها تبتسم على هيأته التى تعشقها .
وصل لعندها ووضع الصنية ذو الارجل حول قدميها وجلس امامها يردف بتصميم _ الاكل ده لو اتبقى منه فتفوتة هتتعاقبي .
نظرت له باستنكار وتسائلت _ هتعاقبنى ازاي بقى ؟
ضيق عيناه واردف _ هتعرفي لو ما اكلتيش .
بدأ باطعامها بحنو وهدوء وكلما رغبت فى الاكتفاء ارغمها بنظراته المهددة التى كانت تضحك عليها .
انتهى من اطعامها ومد لها المنديل فتناولته تمسح فمها بهدوء مردفة بترقب _ وانت مش هتاكل يا سلطان ! .
اومأ يقف ويحمل الصنية مردفاً بهدوء _ هاكل يا حبيبتى متشغليش بالك بيا ... هنزل دي واجيب اكلي وآجى .
نظرت له بعتاب واردفت _ ومأكلتش معايا ليه يا سلطان ؟
اردف بتنهد _ اصل بصراحة انا هاكل ملوخية بالارانب علية عملاها حلوة اوى وريحتها ايه بقى مقولكيش ... بس خوفت نفسك تغم عليكي لو شوفتيها .
ابتسمت تومئ له وتردف بمرح _ معاك حق يا سلطانى ... دي كانت أكلة بابا المفضلة بس انا نوووو .
هز رأسه يبتسم وغادر للخارج بينما هى وقفت تتجه للمرحاض .
&&&&&&&&&&&
بعد مرور يومين من دلال السلطان لملكته تركها مضطراً متجهاً الى سوهاج ليرى عائلته ووالدته .
وصل امام منزل عائلته ... ترجل من سيارته واتجه للباب حيث فتحته سهيلة تستقبله بالاحضان وتردف بسعادة _ اتوحشتك جوى يا سلطان
ربت على ظهرها بحنو واردف _ وانتى كمان يا سهيلة وحشتيني اوى ... وحقك عليا اتأخرت عليكي .
ابتعدت قليلاً تتطلع عليه مردفة بقلق _ مالها سيلين يا خوي ... جولت انها تعبانة ..ان شاءالله خير ؟
ابتسم بسعادة واردف وهو يسحبها من كفها _ تعالي بس اما اشوف امى وجدى وهقولكوا .
دلف للداخل ليجد منيرة تخرج من غرفتها بعدما اتمت فرضها مسرعة اليه تعانقه بشدة وقد التمعت عيناها بدموع الاشتياق الى روحها بينما هو اردف وهو يشدد على ظهرها بقوة وبصوت متحشرج قال _ وحشتيني اوى يا ست الناس ... عاملة ايه ياما .
ابتعدت منيرة تقبل وجنته بحنو كطفل صغير مردفة وهى تتطلع على وجهه _ بخير يا نور عيني طول مانت بخير ..
خرجت بدرية من المطبخ ايضاً تبتسم مرحبة وتردف _ كيفك يا ولدى ... وكيف مرتك ؟
اومأ سلطان يبتسم بود ويجيب _ الحمد لله بخير يا حاجة بدرية ... عاملة ايه ؟
اومأت له فنظر حوله فلم يجد جده فأردف متسائلاً بتعجب _ اومال جدى فين ؟
اردفت سهيلة بهدوء _ جاعد مع عيالي فى المضيفة ياخوي .
اومأ سلطان واتجه الى غرفة الضيافة ودلف يردف بصوت قوى صعيدي ممازح _ كيفك يا جح توفيج ؟
تهللت اسارير توفيق واردف بسعادة _ حمدالله ع السلامة يا ولد الغالي ... نورت دارك .
عانقه سلطان وقبل يده ثم ابتعد يقبل اطفال شقيقته وجلس مع جده يسأله عن احواله واحوال عمه و العمل
دلفت سهيلة تتبعها منيرة تحملان كل مالذ وطاب لاستقبال الغالي .
وضعتا الضيافة وجلستا تتسائلان كل منهما عن احواله وعن اخبار سيلين ...
نظر سلطان للجميع ثم ارتكز ببصره على امه مردفاً بسعادة _ سيلين حامل .
اتسعت الاعين من حوله وبارك له الجد توفيق يردف بفرحة _ الف الف مبروووك يا ولد الغالي ... اخيرا هينور السوهاجى الصغير .
ابتسم سلطان بسعادة بعدما انهالت الزغاريط والمباركات من قبل منيرة وسهيلة وبدرية ايضاً التى اتت على الاصوات .
اردف سلطان بهدوء وترقب _ علشان كدة معلش مش هطول هنا ... هرجع لانى سايب سيلين لوحدها ... انا جيت ابشركم واطمن عليكم وكمان علشان اخد سهيلة اروحها واتكلم مع جوزها .
ربت الجد على كتفه بحنو مردفاً بتعقل _ زين العجل يا ولدى ... هو ده الصوح .
اومأ واردف وهو يتطلع على سهيلة _ يالا يا سهيلة البسي ولبسي العيال ... علشان هاخدك على قنا .
اومأت سهيلة ووقفت تنفذ ما قاله بينما اردفت منيرة بفرحة _ ينفع ابقى اجى معاك مصر يا سلطان ... اخد بالي من سيلين واطمن عليها وارجع تانى .
نظر لها سلطان بحنو ثم نظر لجده الذى اومأ له بصمت فأردف بفرحة _ طبعا يا ست الناس دانتى تنورى ..
نظرت منيرة للجد واردفت باحترام _ ده بعد اذنك طبعا يا عمي .
اومأ توفيق يردف بتعقل _ ومالو يابتى ... حجك .
بعد نصف ساعة يقف سلطان يستعد للرحيل هو وشقيقته بينما اتى محمود من عمله يتطلع عليه مردفاً بعتاب _ إكدة يا ولدى ... هتمشي من غير ماتسلم علي عمك ! .
عانقه سلطان بقوة مردفاً _ لا طبعا يا عمى ... انا كنت هعدى عليك فى الارض دلوقتى ... بس انت سبقتنى ... عامل ايه ؟ ... وحشتنى يا عمى
اومأ محمود مردفاً بحنو _ زين يا ولدى زين ... وانت كمان يا غالي .
اثناء حديثهما توقفت سيارة ونزل منها محروس زوج سهيلة فتطلع عليه الجميع بتعجب بينما هو خطى ناحية باب السيارة الخلفى وفتحه يخرج منه كرسى خاص بالمرضى او المعاقين وفتحه واضعاً اياه على الارض يجره ثم اتجه للباب الآخر الخلفي وفتحه ومد يده يحمل والدته بصعوبة وانزلها ثم وضعها على ذلك الكرسي امام اعين الجميع المتسائلة بتعجب .
اسرعت اليها سهيلة تتسائل بقلق وحنو _ مرات عمى ! ... خير فيكي حاجة ؟ ... مالها يا محروس ؟
اردف محروس بعيون نادمة وهو يتطلع على سهيلة بأسف _ امى لجيتك غيبتى عنها فجالت تيجي بنفسها تشوف مالك و تعتذر منك وتجولك تعاودى معانا .
تطلعت سهيلة على دليلة بتعجب بينما الآخرى التقطت يدها وكادت ان تقبلها لولا انتزاع سهيلة لها بصدمة مردفة _ وه وه وه بتعملي ايه بس يا مرت عمى ... ده واجب عليا .
ثم دنت من يد دليلة تقبلها بحنو احترام فبكت دليلة بندم تردف بقهر امام اعين الجميع _ حجك عليا يابتى ... انى ظلمتك كتير ... انتى كنتى وست البنات ... وللاسف عرفت ده متأخر ... انى غلطانة فى حجك وحج ابنى ... هو اتعذب معايا وحرمته من بيته وعياله بسبب انانيتى ... ارجعى معانا يا سهيلة ... ارجعى معانا وانا ومحروس هنشيلك فى حبابي عنينا .
تطلعت سهيلة التى لمعت عيناها بالدموع الى سلطان الذى اومأ لها كذلك جدها الذى اردف بحكمة _ اللى فات مات يا ام محروس ... ومحروس راجل طيب واكيد هو هيراعي بنتنا زى ما راعى امه واتجى الله فيها ... ارجعى مع جوزك يابنتى .
اومأت سهيلة لجدها ثم اتجهت تحضر حقائبها من سيارة شقيقها فأوقفها سلطان وحمل عنها الحقائب يتجه بها لسيارة محروس ويردف وهو يطالعه بثبات _ وفرت عليا الطريق ... خد بالك منها .
اومأ له محروس بسعادة ثم اتجه سلطان الى دليلة يردف بنبرة ذات مغزى _ سلامتك يا حجة ... ان شاء الله هتقومى بالسلامة ... وسهيلة بنتك الثالثة ... وانا متأكد انها مش هتقصر مع حد .
اومأت دليلة بهدوء بينما اتجه سلطان يحتضن شقيقته بحنو ويودعها ويردف اليها بعض النصائح والدعم .
بعد ساعة غادرت سهيلة هى واولادها مع زوجها ووالدته عائدين الى قنا بعد عناء وعقاب وحكمة .
بينما تجهزت منيرة لتغادر مع سلطان وبالفعل غادرا عائدين الى القاهرة فى اسرع وقت بسبب قلقه على حبيبة قلبه التى تركها بمفردها .
بعد ساعات عدة وصلت سيارة سلطان امام الباب الداخلى للقصر .
ترجل سلطان بلهفة واشتياق لرؤية حبيبة فؤاده بينما ترجلت منيرة ايضاً تتطلع على القصر برهبة ثم خطى الاثنان للداخل حيث استقبلتهما علية بترحاب وود بعدما علمت هوية منيرة .
اردف سلطان متسائلاً _ هي سيلين نايمة يا دادا ؟
تنهدت علية واردفت بتوتر _ بصراحة بابنى سيلين مكلتش حاجة من وقت انت مامشيت وكمان حصل حاجة كدة .
ضيق عيناه ونظر لوالدته بقلق ثم اعاد النظر لعلية وتسائل _ حاجة ايه يا دادا خير !
نظرت له علية بتردد واردفت _ اطلعلها يابنى .
نظر سلطان لوالدته مردفاً بحنو _ بعد اذنك ياما ثوانى وراجعلك .
صعد الدرج مسرعاً حتى انه كاد ان يقع ولكنه تمالك نفسه الى ان وصل الى غرفتها فتحها بلهفة ودلف يراقب بعينه .
وجدها تجلس على الفراش تحتمى بقدماها وتضع رأسها بينهما فحجبت عيناها عنه وهو الذى اشتاق لرؤيتهما .
خطى اليها ثم جلس على طرف الفراش وقدماه ارضاً واردف بصوت قلق متوتر _ سيلين ! ... مالك يا حبيبتى ؟ فيه حاجة حصلت ؟
رفعت رأسها وياليتها لم تفعل فقد رآى احمرار عيناها الملفت ونظرتها الحزينة ودموعها قطعت قلبه الى اشلاء صغيرة لم يستطع العثور عليها ..
تزحزح ناحيتها حتى التصق بها ووضع ابهامه وسبابته على فكها يردف بألم وصدمة _ فيه ايه يا سيلين متقلقنيش عليكي ؟ .
ثم استرسل بصوت مرعوب وهو يتطلع على ملامحها بقلق _ البيبي كويس ؟
اومأت له تطمأنه ولكنها اردفت بصوت واهن حزين _ عمى هو اللى قتل بابا وماما يا سلطان الاستاذ ممدوح بلغنى من شوية .
اتسعت عينه بشدة وفرغ فاهه ثم وجد نفسه يعناقها بقوة وهى ايضاً وكأنها وجدت مأمنها حيث لفت ذراعيها حول ظهره الصلب وشددت من عناقها اليه تبكى داخل صدره بقوة وهى يلقى على سمعها كلمات يحاول تهدأتها بها .
ظلا على وضعهما لبعض الوقت ... ابتعدت سيلين قليلاً تنظر لوجهه بحب وتردف بعد فترة استطاعت فيها ان تهدأ _ كنت حاسة بكدة ... كان عندى احساس دايما ان هو اللى حرمنى منهم ... بس كنت بكدب احساسى دايما لانى لو صدقته كان مستحيل اتحمل وجودى معاه تحت سقف واحد ... كنت بقول مستحيل يوصل للدناءة دى ... بس طلع كدة ... انا موجوعة اوى يا سلطان ... كأن موت بابا وماما كان امبارح ... مفتقداهم جداا .
عانقها مجددا بعد كلامها هذا وربت على ظهرها بحنو يردف بحزن _ انا وانتى مصيرنا زى بعض ... فيه حاجات كتير مشتركة بينا ... وانا اكتر واحد فاهم احساسك وعارف اللى بتمرى بيه لانى مريت بيه قبلك ... علشان كدة هوعدك انى هعمل اي حاجة تسعدك ... وان عمك هياخد جزاؤه على عمايله السودة ... اوعدك ان حزنك هخففه ولو اقدر امحيه همحيه ... دموعك همسحها ... ومش هسمح اصلا انها تنزل ... اوعى تزعلي لان زعلك بيموتنى بالبطئ يا سيلين .
اومأت وهى داخل صدره ثم قبلت موضع قلبه بحب .... ابتعد قليلاً ينظر لها مردفاً بترقب _ عندى ليكي مفاجأة .
مالت برأسها بتساؤل فتابع هو _ الحاجة منيرة بنفسها اول ما عرفت انك حامل فى حفيدها قررت تيجي تشوفك وتراعيكي ... وانا بصراحة ما صدقت ... مكنتش هقدر ابعد لا عنك ولا عنها ... هتفضل معاكى هنا وهكون مطمن عليكي اكتر وانا ف الشركة لحد ما نضبط امورنا ونرجع الصعيد .
انفرجت ملامحها وسعدت كثيراً ثم اردفت بحماس وهى تمسح دموعها بكفها _ طيب يالا ننزلها حالا ... دى وحشتنى اوى .... وجاية فى وقتها جداا .
&&&&&&&&&
بعد شهر فى الشركة
حيث تابع سلطان سيرالعمل وغابت سيلين عن العمل بأمر من سلطان حتى لا تجهد .
وبرغم انخفاض مستوى المبيعات والعمل خصوصاً بعد رفض الصفقة الفرنسية الا انه كان يحاول جاهداً ان يثبت مكانته ولاحظت وداد هذا لكن بعد الموظفين رأوا العكس حيث انتشر الحديث السام بينهم وهو ان سلطان لا يصلح للعمل حيث لا مؤهل ولا علم لديه ليستطيع بهما التحكم فى مجموعة شركات كبرى مثل هذه المجموعة .
وبرغم مساعدة ممدوح ووداد له وصد هذا الحديث الا انه وصل الى مسامع سلطان الذى استاء وشعر بالغضب والحزن ولكنه قرر التصرف وكأن شيئاً لم يكن .
مرت الاشهر الاولي من حمل سيلين على خير وهذا بفضل الله ثم مراعاة سلطان ومنيرة وعلية لها وللحق هى ايضا لم تعترض على عدم ذهابها للشركة فهى ارادت ان تهتم بحملها خصوصا فى شهوره الاولي ...
حاولت سلطان جاهداً تعويض الخسائر بحصوله على صفقات نزيهة مع بعض الشركات الكبرى الخاصة بالاغذية حول العالم العربي ونجح فى ذلك واستعادت الشركة بعضٍ من قوتها وليس كاملها .
فى القصر
لاحظت سيلين انشغال سلطان عنها مؤخراً .
تجلس هى على الفراش تأكل الفواكه الذى احضرها هو لها وتتطلع عليه فى المرآة وهو يهندم حاله ويستعد للخروج تردف بشك _ هو انت متأكد انك رايح شغل فعلا !
نظر لها من خلال المرآة نظرة متفحصة وابتسم يردف بخبث _ ايه ! .. حبيبتى بتغير ولا ايه ؟
اعادت رأسها الى الامام تردف بتذمر طفولي _ لاء .
التفت يتطلع عليها بتعجب ثم اقترب منها يردف باستنكار وخبث _ لاء ! ... تمام .
اتجه اليها ثم دنى يضع قبلة حانية على جبهتها ثم اعتدل فى وقفته واردف بتساؤل _ انتى هتنزلي ولا هتعملي ايه ؟
تململت بتثاوب ثم اردفت بخمول ماكر _ لاء انا نعسانة خالص وهنام .
اومأ لها ثم التقط منها طبق الفواكة ودثرها فى الفراش بحنو وخطى ليغادر بعدما نظر عليها نظرة اخيرة .
اغلق الباب خلفه فانتفضت هى تجلس على الفراش وتتناول هاتفها ثم قامت بالاتصال على وداد التى اجابت على الفور مردفة بترقب _ ها .... مشي !.
اردفت سيلين بتوتر وغضب _ ايوة مشى ... يالا بسرعة انا هنزل حالا ... وهاخد ماما منيرة معايا علشان تكون شاهدة على عملة ابنها .
اغلقت مع وداد التى اخبرتها مسبقاً ان سلطان انهى اعماله ولم يعد لديه عمل اليوم مما جعلها تستشيط غضباً وقد قررت ملاحقته لتعلم اين يذهب كل يوم .
وقفت مسرعة تخلع عنها الروب الذى اظهر ان اسفله ملابس خروج وارتدته كتمويه
ارتدت حجابها سريعاً وحملت حقيبتها ثم تسحبت للخارج تنظر حولها بحذر ثم اتجهت لغرفة منيرة فوجدت منيرة ايضاً تجهزت وتقف امامها مردفة بقلق _ افرضي زعقلنا يا سيلين ... هنمشي وراه معقول ! .
اردفت سيلين بغضب وتذمر كالاطفال _ كمان يا ماما هو اللي يزعق ! ... مش كفاية بيخونى ؟! .
اردفت منيرة بهدوء _ يابنتى استهدى بالله بيخونك ايه بس ... هو انتى تايهة عن سلطان ! ... ده بيموت فيكي .
بكت سيلين واردفت بحزن _ عارفة يا ماما ... بس تقدرى تقوليلي بيروح فين كل يوم فى الوقت ده وكل ما اسأله يقول شغل شغل ... انا عارفة ان شكلي اتغير وبقيت بنام كتير بس اعمل ايه ! ... هو لازم يقدر .
احتضنتها منيرة تربت على ظهرها واردفت بتوتر _ خلاص اهدى يا حبيبتى ... انا هريحك ونمشي علشان تعرفي انك ظلماه ... لان مستحيل سلطان يعمل كدة واصلا انتى زى القمر والنوم الكتير ده طبيعي فى الحمل .
اومأت سيلين وهى تردف باستعداد _ طيب يالا ياماما علشان منتأخرش .
غادرتا سوياً وركبت سيلين سيارتها وركبت بجانبها منيرة وبدأت تقود مسرعة حتى تلحق به فهى علمت من الحرس في اي جهة غادر هو .
بعد دقائق استطاعت رؤية سيارته فهدأت من سرعتها وبدأت تتبعه بحذر حتى لا يراها وهو يدخل من شارع ويخرج من آخر وهى خلفه ينتابها شعور الخوف والغضب فى آنٍ واخد بينما منيرة تجلس جوارها صامتة فقط تشاهد .
توقفت سيارة سلطان امام احدى المنازل ونزل منها سلطان ثم دلف المنزل دون ان يراها مما جعل عيناها تتسع واردفت بتوعد وغضب وهى تخلع حزام الامان الخاص بها _ ماشي يا سلطان ... بتخونى ! ... انا هعرفك .
ترجلت من السيارة ولحقتها منيرة تحاول تهدأتها ولكن سيلين كانت كالاعصار المدمر حيث اندفعت الى ذلك المنزل ودلفت .
وجدت شقة واحدة فى الدور الارضي تعجبت واتجهت لعندها تطرق الباب بعنف وتردف بصراخ وغضب _ افتح يا سلطااااان .... افتح انا عارفة انك جوة ... افتح بقوووولك .
فتح سلطان الباب ونظر لها بتعجب يردف _ سيلين ! ... ايه اللى جابك هنا ؟
تفحصته بعيون ردارية ومدت يدها تتفحص ملابسه ثم ضيقت عيناها واردفت بتهكم _ لسة بهدومك طبعا يا بيه ! ... ايوة مانا قفشتك قبل ما تقلع ... هي فييييين ... اوعى من سكتى .
دفعته بقوة وهو يقف مصدوم وخلفها منيرة تنظر له بتعجب وتساؤل ...
دلفت تبحث فلم تجد الا صالة واسعة عبارة عن حاسوب كبير وعدة رجال يجلسون على مقاعد متجاورة يحمل كل منهما دفتر ويدون شيئاً .
تطلعت عليهم بتعجب واردفت باستنكار _ هو ايه اللى بيحصل هنا ؟
انتفضت على آثر صوته الذى اتى من خلفها يردف بصلابة وعيون شرارية _ انتى ايه اللى جابك هنا ! ... ايه كنتى مفكرانى بخونك ؟ .... معقول معندكيش اي ثقة فيا ؟ ... تراقبيني يا سيلين ! ... وتجيبي امى معاكى كمان !
التفتت ببطء توارب عيناها وتنظر له بحزن مردفة بتلعثم _ ان ..ان ... انا بس استغربت يا سلطان ... انت كل يوم بتخرج فى نفس المعاد ولما بسألك تقولي شغل ... واصلا وداد قالتلي ان مافيش اي شغل خاص بالشركة فى الوقت ده ... فأنا بصراحة الفار لعب فى عبي .
اردف باستنكار يميل برأسه عليها _ نعم !... الفار لعب فين ياختى ؟ .
اقتربت من اذنه وهتفت بصوت منخفض لا يسمعه سواه _ فى عبي يا سلطان .
توتر قليلاً من قربها وهمسها الذى يعشقه ثم حاول ان يستعيد ثباته واتجه الى حيث الحاسوب ووقف يتحدث الي الطرف الآخر مردفاً باعتذار _ انأ آسف يا دكتور مش هقدر اكمل معاكم المحاضرة ... عن اذنكم يا رجالة .
اومأ الرجال واردفوا سويا بصوت موحد وهم يكتمون ضحكاتهم _ ولا يهمك يا سلطان ربنا ينصرك .
غادر هو يسحبها بحنو للخارج حيث تنتظرهما منيرة .
تطلعت على سلطان الذى يظهر على ملامحه الغضب واردفت محاولة استعطافه _ متزعلش يابنى منها دى من حبها فيك ... اوعى تزعلها دى حامل وتعبانة .
اردف بصوت ثابت وهو يسحبها بهدوء وهى تنقاد معه بصمت وتوتر _ اركبي ياما عربيتى .
ركبت منيرة فى الخلف بطاعة بينما هو فتح الباب المجاور له وادخل تلك الفأرة بهدوء الا ان جلست ثم قام باخراج حزام الامان ولفها به واغلق الباب بقوة جعلها تنتفض بينما هو لف لجهة القيادة وركب يردف بصلابة _ لفي حزامك يا ام سلطان .
انطلق بعدها حتى ان سيلين اردفت بصوت مرتعش متسائلة _ وعربيتى يا سلطان ! .
لم يجيبها بل اخرج هاتفه وضغط يتصل على رأفت مردفاً _ ايوة يا رأفت ... عربية سيلين هانم فى شارع ****** ياريت تيجي تاخدها ... سلام .
اغلق معه واكمل قيادة بصمتٍ تام حاولت هى الحديث ولكن دون جدوى .
وصل سلطان الى القصر وترجل من سيارته ثم التفت اليها يفتح بابها فنظرت له بزعر فأردف دون النظر اليها _ انزلي .
ترجلت ببطء فتناول كفها يسحبها خلفه بهدوء بينما اسرعت منيرة خلفه تردف بقلق _ سلطان ! ... علشان خاطرى متزعلهاش ... هى عملت كدة لانها بتحبك .
اردف ينهى الحوار بعد ان دلفوا القصر _ تصبحى على خير يا ام سلطان .
صعد الدرج وهى خلفه وتعمد ان يصعد ببطء وتمهل حتى لا يجهدها الى ان وصل لغرفتهما .
دلف وادخلها واغلق الباب ثم ترك يدها ووقف امامها يتطلع عليها بترقب ثم اردف _ قولي سامعك ... وريني هتبررى اللى عملتيه ازاي ! .
نظرت له بتردد ثم استعادت قوتها واردفت بنبرة معارضة تستغل اسلحتها _ مش هبرر يا سلطان ... انا حامل على فكرة ومعروف عن الحوامل ان هرموناتهم متقلبة ... يعنى ده عادى .
اتعست عينه واقترب منها وقرب عيناه من عيناها واردف بتهكم _ عااادى ! ... انك تكدبي عليا وتقولي لا مش بغير وبعدين اسألك هتنزلي تقولي لاء هنام وتقومى تنزلي انتى وامى وتراقبونى وتتهميني انى بخونك وكل ده وفى الآخر تقولي عادى ؟
مسح على وجهه يستغفر ثم اردف بقوة متسائلاً _ هسألك سؤال واحد بس يا سيلين ... انتى فعلاً مفكرة انى كنت بخونك ؟
هزت رأسها ب لا واردفت بصدق _ لاء طبعا يا سلطان ... انا بس كنت بعمل زى ما وداد قالتلي ... انا عارفة انك مستحيل تعمل كدة .
تطلع عليها بصدمة واردف باستنكار _ وداد ! ... وانتى فين عقلك ! ... بقى معقول سيلين الحلوانى تتصرف تصرفات الاطفال دى ؟
اردفت معترضة _ لاء يا سلطان دى مش تصرفات اطفال ... انت بردو كدبت عليا وقولت ان عندك شغل ... وكل يوم كنت بتخرج فى نفس التوقيت وانا مكنتش بكدبك وقولت اكيد عندك اسبابك واستنيتك تقولي بس انت مقولتش ... انت كمان غلطان .
تنهد بضيق يردف بترقب _ عيزانى اقولك ايه يعنى يا سيلين ... انى قدمت فى كلية تجارة انجلش وكنت بحضر محاضرات اون لاين مع الدكاترة انا وبعض الزملا فى المكان ده .... كنتى هتتقبلي ان جوزك لسة طالب بيدرس ؟
انصدمت من تصريحه ثم اقتربت منه حتى الالتصاق واردفت وهى تنظر لعيناه _ ايه اللى انت بتقوله ده يا سلطان ! ... معقول شايفنى كدة ! ... انا فخورة جدااا بيك وبشخصيتك واسلوبك وحنانك لوالدتك وحكمتك مع اخواتك واحترامك لجدك وعمك وقيادتك فى الشغل ... انت مش محتاج تضيف لنفسك اي حاجة تانية انت في عيونى كامل من كل شئ .
نسى غضبه ونسى عبءه ونظر لها بحب يردف بتأكد _ بجد يا سيلين ؟ ... يعنى انتى شيفانى بالوصف ده !
اومأت تبتسم وتردف بثقة _ طبعاً ... واكتر كمان ... بس ده ما يمنعش انى اشجعك على الخطوة العلمية اللى اخدتها ... واللى اكيد هيكون ليها دور ايجابي فى حياتك العملية .
احتضنها بحنو وراحة يردف بصوت هادئ _ وده اللى ناوى اعمله .
ثم ابتعد ينظر لها ويردف بعبوس _ بس بردو ده ميمنعش انك غلطتى لما مشيتي ورايا وعرضتى نفسك وامى وعيالي للخطر .
نظرت له بملامح بريئة واردفت بنعومة _ خلاص انا أسفة .
ابتسم لها بحنو واردف _ وانا كمان آسف .
اسرعت اليه تتعلق برقبته وتردف بدلال ونعومة _ هتيجي معايا بكرة للدكتورة علشان نعرف نوع التوأم ؟
تأفأف يلف ذراعيه حول خصرها بتملك ويردف بحنق _ الست دى انا بكرهها من يوم قالتلي ( ابعد عن المدام شوية يا استاذ سلطان ) .
قالها بنبرة تقليدية مضحكة فاصدرت سيلين ضحكة انثوية مجلجلة ترجع بها رأسها للخلف مما جعله يبتسم ويميل يقبل رقبتها مردفاً بمشاكسة _ طب بالذمة ينفع ابعد بعد الضحكة دى ! ... انتى اللى بتجريني للرزيلة .
ضحكت بنعومة تغمز له بحركته مردفة بحب ودلال _ بحبك يا سلطانى .
تمت بحمد الله
يتبع الفصل كاملا اضغط هنا ملحوظه اكتب في جوجل "رواية على القلب سلطان دليل الروايات" لكي تظهر لك كاملة
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية