رواية عراك التماسيح الفصل الثلاثون 30 - بقلم منه عماره
الحلقه (30)
ظل يجوب المكان ذهاباً وإياباً يشعر بالنيران تتأجج بداخل صدره تحرقه كلياً
منذ ان سمع صوت صراخها عبر الهاتف وهو كتله من النيران تشتعل بقلبه
دام البحث لساعات قاطعها دلوف علاء المفاجأ ، أردف وهو يلتقط أنفاسها بصعوبه :
- كنان ، عرفت مكان سرين فين!
¤¤•¤¤•¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
فتحت عيونها بتثاقل لتجد نفسها جالسه فوق مقعد خشبي هزيل مربوطة الأيدى والأرجل
دلف أخر من كانت تتوقعه الى هذا المكان المهجور ووقف قبالتها
فقالت بصدمه : أنت
أرتسمت إبتسامه ساخره على وجهه وهو يجاوبها :
- ايه رئيك في المفجأه دى ، أظن محدش فيكم توقع إنى أنا البوص
شعرت بدلو ماء بارد ينسكب على رئسها وهى ترى " طارق" يقف امامها يفصح عن هويته وانه هو البوص ، لم تتوقع بتاتاً أن يكون هو من يبحثون عنه ، ليخرج صوتها متحشرجاً من الصدمه :
- مش معقول .. أنت الـبـوص
لم يرد ولكنه أكتفى بإبتسامه تصل من الأذن الى الأخرى
فقالت هى متصنعه الثبات والشجاعه :
- ومش خايف بعد ما عرفت إن انت اللى كنا بندور عليه أقول لـ اللوا
رد بفحيح أظهر رائحة فمه الكريهه :
- دا لو خرجتى من هنا عايشه
كانت جمتله كفيله بدب الرعب بأوصالها .. أبتلعت ريقها بتوتر ،،
وبعدها بثوانى ولج هذا الشاب الي الداخل قائلاً بتسائل :
- هيا دى يا باشا ؟؟
أجابه : ايوا هيا
نظر لها الأخر متفحصها قائلاً :
- خسارتك في الموت يا مزه
رمقتهم بإحتقار وخوف ، فأردف طارق :
- عجبتك يا حازم ؟؟
رد وهو يتفحصها بنظرات شهوانيه جعلتها ترتعش وهى جالسه محلها :
- جــــداً يا باشا
- وأنا مش هاستخسرها ف أوفى رجالتى ودراعى اليمين وهاجوزهالك
أتسعت مقلتيها بخوف فقال حازم :
- جد يا طارق
رد طارق : جد
ثم وجهه حديثه لرجاله قائلاً بخبث :
- يالا علشان نسيب العرسان مع بعض
خرج الجميع من المكان بينما اقترب منها الأخر
تعالا خفقان قلبها واتسعت مقلتيها بزعر قائله :
- أنت هاتعمل ايه إياك تقربلى وإلا آآآآ
نظر هو الى رباط يديها وساقيها ، وأردف بسخريه مقاطعاً إياها :
- وإلا ايه .. هاتعملى ايه يعنى؟!
نظرت هى الى نفسها بعجز ، وردد قلبها أسمه بطريقته الخاصه هذا الذى تكبرت عليه مؤخراً
وقالت بنفسها مستنجده به ودمعاتها قد أخذت مجراها على وجهها :
- أنت فين تعالى بسرعه ارجوك ..
اقترب منها الأخر مناظراً اياها برغبه جليه على محياه .. وقام بجذبها لتسقط أرضاً بين زراعيه
أغمضت عينها تعتصرها بقوه منتظره خطوته التاليه ، ولكنه لم يقترب منها ..
ظلت ثوانى هكذا وسرعان ما فتحت أعينها لترأه ، من يأثر قلبها
أعينه جمرتين من نار وجهه يصرخ غضباً وإحمراراً ، يمسك هذا الحازم من رقبته بقوه يود قتله
أزرق وجهه الأخر دلاله على أختناقه فأردفت هى ببكاء :
- كنان هايموت فى ايدك
أكملت بصراخ : ماتضيعش نفسك على واحد زى دا
أفاق من دوامته السوداويه على صوتها وأيدى العساكر الذى يحاولون تخليص حازم من بين يديه
ليلقيه اليهم كأنه وباء وهو يزمجر بغضبٍ جم :
- خدووووه واوعووا يهرب منكم
وبالفعل أخذه العساكر ليهرول لها كنان سريعاً
حل وثاقها لتلقى نفسها بين أحضانه مردده ببكاء مرير :
- اتأخرت ليه؟.. انا كنت هاموت
زاد من ضمها بقوه بين ذراعيه وهو يردد بحب :
- بعد الشر عنك يا حبيبتى
أكمل بشر وغضب :
- والله لا اخليهم يندموا على اليوم اللى أتولدوا فيه
أبتلعت ريقها ورددت بنبره يملأها الخذلان :
- عرفت مين البوص
نظر لها بلهفه لتردد :
- طارق
صعقه قويه تلقاها فور ان افصحت عن اسم احد اصدقائه
نظر لها برهه بتوهان ، وأردف بتسائل ذاهل ، مصدوم :
- طـ طارق .. طارق
أومأت رئسها بحزن ، ليقول كنان :
- اياس لو عرف هايتصدم
أغمضت هى أعينها بحزن على أخيها ، فـ طارق لم يكن مجرد صديق له .. بل كان أكثر من أخ...
ساعدها كنان على الوقوف للخروج من هذا المكان
وبالفعل امسكت يده بأيدى مرتعشه وتوجهت للخارج وهي متشبثه به
خرجت لتجد العساكر وعلاء ألقوا القبض على حازم وطارق
التفتت على صوت أخيها الذى يقترب منها بلهفه
أمسك وجهها بين يديه وهو يقول بقلق :
- حصلك حاجه؟. أنتِ كويسه؟...
أومأت برئسها مردده :
- أنا كويسه يا حبيبى ماتقلقش
لمح إياس طارق يقف ويحتجزه العديد من العساكر ، ليعقد حاجبيه بعدم فهم واستعجاب وهو يردد لسرين :
- هو فى ايه يا سرين؟ هما ماسكين طارق كدا ليه؟
استأنف موجهاً حديثه لطارق ، بحده :
- عملت ايه يا زفت😡
أقتربت سرين من أخيها ، واضعه يدها على كتفه ورددت بحذر :
- اياس ..
نظر لها بإستفهام ، لتكمل بنفس النبره :
- طارق .. هو آآ البوص
تيبس جسد اياس موضعه ، شعر بدلو ماء بارد بنكب على رئسه
لا يصدق ما تفوهت به أخته للتو ، فكيف لصديقه أفتعال كل هذه الجرائم
صداقه دامت لسنوات ، يكتشف لتوه انها لم تكن سوى خدعه
اقترب منه وهو لا يزال تحت تأثير الصدمه ، وأردف بصوت يحمل من الخذلان :
- ليه... ليه يا صاحبى؟؟؟؟؟!!..
كشر طارق عن انيابه وهو يرد بشراهه :
- ليه ؟؟
نقل أنظاره بينه وبين التمساح وهو يكمل :
- طول عمركم احسن منى فى كل حاجه من واحنا عيال اهاليكم بيحبوكم غير ابويا ، كان دايماً يقولى شوف أصحابك .. كنان وإياس واحد دكتور والتانى ظابط ..
نظر الى سرين ليكمل :
- دا حتى البنت اللى حبيتها بجد
وجهه انظاره التى التمساح مردداً بشراسه :
- حبتك انت .. واختارتك انت .. وفضلتك انت
نظر اليها موجهاً حديثه لها ، وأكمل بشراهه :
- من ساعتها وانا كرهتك اضعاف حبى .. حلفت لأكسرك زى ما كسرتى قلبى وأكسر قلبه معاكى دا غير طبعاً شغلكم اللى هاتخسروه
أكمل لإياس بسخريه :
- دورك انت بقا يا صديقى يا حبيبى .. انا اللى ألفت قصة حازم وبغبائك صدقت وروحت خطفت شاهى وخبيتها فى شقتك وكنت بتضربها وبتأسى عليها علشان ماتهربش وحازم يعرف يوصلها ويأذيها .. انت بتحبها من وهيا عيله بطفاير ، وأنا كنت عارف دا .. بس عرفت ازاى تكرهها فيك بغبائك ووفرت عليا مشوار كبير .. يااااا غـــبـــى .. وأقولك كمان .. أنا اللى خطفتها وخليت حازم يهددها لو ماكلمتكش وقالتلك تطلقها وانها بتكرهك هايموتها ويموتك
كانوا يقفوا جميعاً بصدمه جليه على وجوههم ، طارق ، صديق العائله من أحبوه من قلوبهم .. يتضح انه بهذه النداله والخسه
ااااااه يكاد اياس يقسم بأنه يستمع الآن الى تأوهات قلبه الحاده
أقتربت منه سرين بخطوات هادئه ورددت بتسائل :
- ازاى انت البوص؟؟ والبوص دا راجل كبير فى السن من ساعة ما بابا هو اللى كان بيحقق فى القضيه
رد بلا مبالاه : عادى .. انا بس بكمل مسيرة ابويا وعمى
أقترب منه اياس واردف بنبره عدائيه وهو يلكمه ويقبض عليه من تلابيب ثيابه :
- ورحمة أمى ما انا سايبك يا*** *** *****
وبصعوبه شديده استطاعوا جميعاً تخليص طارق من بين يدى هذا الليث الهائج المجروح.......!!!
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
توجهوا جميعاً صوب القوات الخاصه لإنهاء هذه القضيه التى أستنذفت من قواهم وقدرتهم
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•
دلفت مكتبها لتجد علاء يجلس بإنتظارها
هرولت اليه بلهفه متسائله :
- ها يا علاء عملت ايه؟؟..
أجابها : ما تقلقيش جيبتلك كل المعلومات اللى أنتِ عاوزاها
سألته بلهفه : أهم حاجه نتايج تحاليل الـDNA
نظر لها برهه ليجيبها :
- غير متطابقه .. سادين فعلاً ماتت
أخذت نفس عميق وهى تتذكر ما حدث معها منذ ساعات
Flash Back
صعدت سيارتها وبدات عباراتها بالأنسياب مع بداية قيادتها
نظرت أمامها برهه ليبدأ عقلها بالذهاب الى البعيد
انتفضت من جلستها كمن لسعه عقرب وسرعان ما امسكت هاتفها مُتصله بعلاء
جائها صوته لترد عليه مطالبه بلقائه ، وبالفعل التقا بأحد المطاعم ... لتردد سريعاً :
- علاء عوزاك تسمعنى كويس وتنفذ اللى هاقولك عليه بالحرف
عقد ما بين حاجبيه وأردف بقلق :
- خير!!!
ردت : بابا قالى أن ليا أخت توئم اتقتلت من زمان مع امى بسبب تحقيقه فى القضيه دى
رد بتفكير : وبعدين.....!!!
أردفت بجديه بحته :
- أنا شاكه أن مليكه تكون اختى
أتسعت مقلتيه بصدمه ، وأردف ذاهلاً :
- اختك ازاى يعنى؟؟!!!!!!
أغمضت عينيها مستائه منه ، وأردفت :
- يا ابنى أفهم انت بنفسك مش لما شوفتها افتكرتها انا
أجابها : حصل
أردفت بتفكير : طب تفسر بإيه أختفاء لطفى بعد موت ماما وسادين بأيام .. وراجع دلوقتى ليه ..
أتسعت مقلتيه فور أن توصل الى تفكيرها الثعلبى ، وأردف بصدمه :
- أنتِ قصدك تقولى أن مليكه دى ممكن تكون سادين اختك ، ولطفى واحد من رجالة البوص
ردت : دا لو ماكنش البوص نفسه
هز رئسه نفياً .. دلاله على أعتراضه وهو يقول :
- لا يا سرين ماعتقدش ، طيب لو هو فعلاً زى ما بتقولى ايه اللى رجعه؟ وجايبها معاه ليه؟ يعنى عاوز يثبت ايه؟؟؟!..
هزت رئسها بحيره ، وقالت :
- أنا مش هاحير نفسى كتير
أنهت كلماتها ، وبعدها أخرجت منديلاً قماشياً
فتحته ليظهر به عدة خصلات شقراء فأعطتها له
عقد هو ما بين حاجبيه بعدم فهم وهو يتسائل :
- ايه دا يا سرين؟؟!
أجابته : دول خصلتين من شعر مليكه
رفع عاجبه الأيسر دلاله على أستغرابه ، ليسألها بإستعجاب :
- انتِ جبتى الخصلتين دول ازاى؟؟
ردت : من مشطها ، المهم
قامت بإمساك طرفى خصلتى من شعرها ، وشدتهم بعنف
فكانت النيجه ، أنقطاعهم وأنفصالهم عن باقى خصلاتها
مدت يدها بهم له وأردفت :
- ودول من شعرى .. روح المعمل دلوقتى .. واعمل DNA عشان نتأكد
بتسائل : ولو طلعت أختك يا سرين؟؟
نظرت له برهه وأردفت بعدها :
- يبقا لطفى ليه علاقه بالبوص .. وشكوكى كانت فى محلها
Back
افاقت من شرودها على صوته مردداً بقلق :
- روحتي فين؟!
ردت : معاك
استأنفت بأستغراب :
- انا بس عاوزه افهم .. ادام هيا مش أختى ، ازاى شبهى كدا
أخذ هو نفساً عميقاً وأردف :
- من أربع سنين تقريباً ، مليكه عملت حادثه بالعربيه .. أزاز العربيه كلوا أتكسر وطار عليها وعلى وشها .. فـ .... تقريباً كدا أتشوهت
شهقت بصدمه وهي تسمعه ليكمل :
- فإطروا يلجؤ لعمليات التجميل المستمره ، ولأن فيها شبهه كبير منك وخصوصاً عينيها طلعت نسخه طبق الأصل عنك .. سبحان الله حكايه يتعجب لها العجب
ظلت تنظر له ولم تتحدث بكلمه ، بينما شرد عقلها بالبعيد
¤¤•¤¤•¤•¤•¤¤•¤¤
ومن جهه أخرى تم القبض على كل من جيسيكا وسمير بواسطة التمساح
لتنتهى هذه السلسله الأجراميه أخيراً
ويسقط جميع التماسيح تحت أنياب تمساح واحد فقط
¤¤•¤¤•¤¤•¤¤•¤¤
لا يعلم لماذا قال لصديقه هذا
ولكن ما يعلمه انه يعتبرها ملكيه خاصه به
فلم يتحمل ولو ثانيه كلمات صديقه التي تعبر عن رغبته بها
يشعر بشعور جديد يتولد بداخله
شعور يخاف منه ويهابه ..
فهو لا يريد الدخول بعلاقه جديد ومع امرأه جديده .. فهم بالنسبة له يتلخصون بكلمه واحده الا وهى "الخيانه"
تناقض شديد بينه وبين نفسه .. فهو يُريدها ولا يُريدها .. يحبها ولا يحبها
ولكن ... مهلاً لحظه ، فهو قد اعترف بداخله الآن انه يحبها حتى ولو كان مُتردد
دار حوار بين عقله وقلبه
ليستمع لصوت عقله يردد بقسوه :
- ايه يا على ماحرمتش من مره ، عاوز تتلدغ تانى من جنس حوا
ليرد قلبه بهدوء :
- جنس حوا كله مش زى بعضه ، ما فى رجاله كتير خاينين ، ومع ذالك مش كل الرجاله زى بعضها .. ودينا مختلفه
ليرد عقله بصرامه :
- أنت تخرس .. يا كلب يا جزمه ياللى مودينا فى داهيه .. جنس حوا كله زى بعضه ، تعابين وتعالب!!
ليردد قلبه له بصياح :
- لأ أنت غلطان مش كلهم زى بعض ، حوا أتخلقت لآدم .. مش علشان واحده وحشه يبقا الكل وحش
العقل بغضب : هاتندم
رد القلب بتزمر : ماشى أنا عاوز اندم ، ابعد انت عنى .. دينا مش زى رانيا .. دينا مش رانيا
هب على من جلسته سريعاً وهو يردد مستمعاً لكلمات قلبه :
- دينا مش رانيا .. دينا مش رانيا
توجهه صوب مكتبها ، ليقتحمه فجأه
فُزعت هى عندما وجدت من يقتحم مكتبها بدون أذن
أستشاطت غضباً عندما وجدته هو من دلف بهذه الطريقه الوقحه ، فصرخت بوجهه بغضب :
- مش تستأذن يا بنى آدم ، حد يدخل كدا
أردف فجأه ، ليصدمها ، جاعلاً إياها تبتلع لسانها :
- تتجوزينى؟؟؟؟!!!!.......
- يتبع الفصل التالي اضغط على (عراك التماسيح) اسم الرواية