رواية سجينتي الحسناء الفصل الخامس و الثلاثون 35 - بقلم أسماء عادل
بجلسه ترفيهيه لفتيات الجامعه بمنزل احداهن ظللن يمرحن بعد انتهاء الفصل الدراسى الاول و نجاحهن فاحتفلن بذلك النجاح و لكن على طربقتهن الخاصه ، حيث احضرت احداهن قارئه للطالع لتضيف على الجلسه احداث مشوقه
بدءت السيده بقراءه طالع الفتيات باكثر من طريقه بدءا من قراءه الكف و الودع و انتهاءا بقراءه النجوم من خلال اﻻبراج و قراءه الفنجان
حان دورها فامسكت السيده كفها الممدود امامها و نظرت بداخله بتفحص و رددت باسلوب استعراضى
_ ﻻاااا … ده انتى واقعه لشوشتك فيه و هو و لا دريان !!
تعجبت هايدى من استهلالها الحديث بذلك الشكل و لكنها ابت ان تصدق فرددت بسخريه
_ نفس الكلام اللى بيتقال لكل البنات ، قولى حاجه جديده
ابتسمت السيده بغل و هتفت تؤكد بصوت قوى
_ متستعجليش على رزقك
عادت تمسك راحتها و رددت بعد ان امعنت النظر بداخه
_ خط عمرك و عمره بالرغم من انهم قريبين من بعض لكن مش هيتقابلو
تجعدت ملامحها و رددت بحيره
_ يعنى ايه الكلام ده ؟
اجابت و هى ترمقها بنظرات جامده
_ يعنى عمرك ما هتطولى مرادك لو فضلتى ساكته ، بصريح العباره كده الشاب اللى عينك عليه مش هيجيلك الا بالاعمال و اﻻسحار
اخرجت ضحكه مستهزئه و رددت ساخره
_ يا سلام … بقولك انا كل اللى عايزه اعرفه منك هو مشاعره ايه من ناحيتى ؟
ظلت تنظر براحتها و رددت بتأكيد
_ مش باين ، اشربى قهوتك يمكن يبان فى الفنجان ؟
اماءت و ارتشفت قهوتها و اعطتها اياها لتقوم بقلب الفنجان رأسا على عقب و اعدلته من جديد و بدءت بقراءته هاتفه
_ ده الشاب باين هنا اوى اوى ما شاء الله ، طول بعرض و هيبه
ابتسمت هايدى و سألتها بحيره
_ قوليلى اماره فيه عشان اتأكد
رددت بوصف
_ طيب بلى طرف صباعك و ابصمى فى الفنجان عشان اوصفهولك
فعلت و وضعت خنصرها الصغير بداخل كوب الماء و طبعت بصمتها داخل حبر القهوه فعادت السيده تنظر بداخله و رددت بحيره
_ باين قدامى اهو زى عين الشمس ،بس انا مش عارفه ايه اللى على كتافه ده ؟
تعجبت هايدى و رفيقاتها من حديثها و لكنها آثرت التكتم حتى تتأكد من احترافيتها و سألتها
_ انتى شايفه ايه واقف على كتفه مش فاهمه ؟
اجابتها بتأكيد و هى تميل بالفنجان قريبا و اشارت لها بداخله
_ فى حاجه واقفه اهى على كتافه اﻻتنين و شبهها كمان على راسه
صرخت احداهن بدهشه حقيقه
_ دى اكيد الرتب بتاعته يا هايدى
بالطبع جميعهن يعلمن بحبها المرضى تجاهه فهى لا تكف عن الحديث بخصوصه فسألت السيده
_ هو ظابط ؟
اماءت مؤكده فابتسمت لها هاتفه
_ ايوه طبعا ، يبقا اللى انا شيفاه ده الرتب بتاعته
سألتها باطناب
_ و انتى شايفه ايه ؟ فى امل اننا نبقا لبعض ؟
تنحنحت لتجلى صوتها و رددت
_ بصى يا حبيبتى … زى ما قلتلك ، الشاب ده مش شايفك اصلا و لا حاسس بيكى و مش هتطوليه اﻻ بالاعمال و اﻻسحار
تركت ما بيدها و امسكت بلفه بها بعض الاصداف و الرمل و امسكت احدها و ناولتها اياها مردده
_ خدى وشوشى الودع خلينا نشوف ايه اخرتها فى الطالع المعقرب بتاعك ده !!
ابتلعت هايدى لعابها بعد ان استطاعت قارئه الطالع استرعاء انتابها بتلك الكلمات فسألت بتوجس
_ هو فى مشكله ؟ انتى شايفه مشكله ؟
اجابتها و كأنها ملمه بالماضى و الحاضر والمستقبل
_ اهو الماضى فى حاجات مش مظبوطه و الحاضر كله ملعبك و دلوقتى نشوف المستقبل و اقولك
( استغفرك ربى و اتوب اليك )
لمعت عينها بالخوف و همست بداخل تلك الصّدفه التى لا تسمن و لا تغنى من جوع بدجل صرف حرمه الله و رسوله لتنقاد خلفه مغيبه و ناولتها اياها فامسكت السيده الاصداف بيدها و رجتهم معا و القتهم امامها على الرمل و اخذت تخط باصابعها بعض النقوش الغير مفهومه و رددت باثاره
_ زى ما توقعت … هو ﻻ شايفك و ﻻ هيشوفك و باله مشغول بواحده تانيه بيجرى وراها زى العيل اللى شبطان فى لعبه
تجهم وجهها و رددت بغصه الم
_ مين دى ؟ و عرفها منين ؟ و اسمها ايه ؟
تسارعت انفاسها و هى تستعد للدخول بنوبه بكاء فاجابتها
_ اصبرى عليا بس ، انا هعرفلك كل حاجه بس واحده واحده
ظلت تنظر امامها و كأنها تقرأ مخطوطه باللغه الهيروغليفيه و تقوم بترجمتها للحضور و رددت
_ بصى يا اختى … زى ما قلتلك انه مهبول عليها و لو متصرفتيش بسرعه هتاخده منك و انا حذرتك اهو
قوست حاجبيها و رددت بحيره تسألها
_ ايوه يعنى اعمل ايه ؟
اجابت بسلاسه
_ تربطيه
لم تفهم ما تعنيه و سألت من جديد
_ يعنى اعمل ايه مش فاهمه ؟ اربطه ازاى و ليه ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استغل صِلاته و علاقاته بالداخليه حتى استطاع تجميع اكبر قدر من المعلومات عنها هى و عائلتها فقط من رقم هاتف والدتها و علم انه احسن اﻻختيار بعد ان تأكد من اخلاقها العاليه فهى وحيدة والديها و لم يقصرا بشيئ تجاهها فالبرغم من وجود اخوات من الذكور مما جعلها هى المدلله من الجميع و لكنها لم تستقبل ذلك الدلال بالانحراف عن المسلك الطبيعى و الجيد بل احسنا تربيتها كثيرا على عكس هايدى التى علم من تحرياته عنها هى اﻻخرى انها ترافق الشباب منذ سن الثانيه عشر ليتعجب كثيرا من ترك زوجه خاله لزمامها الى هذ الحد ؟
ذهب لمقر عمل والده و دلف مكتبه باحترام و القى عليه التحيه العسكريه هاتفا باحترام
_ فاضى شويه ؟
اماء له مشيرا على المقعد امامه و ردد
_ خير ؟
ابتلع لعابه و لكنه لا يزال يشعر بداخله بغبطه من السعاده ربما لم يشعر بها من قبل كلما تذكر موقف المقهى و صرامتها فى التعامل معه و ادبها و اخلاقها العاليه فردد بحرج
_ بابا انا عايز اتجوز
ابتسم له بحبور و سأله
_ واحده نعرفها ؟
اماء رافضا برأسه و مجيبا فى نفس الوقت
_ لا … دى واحده اتعرفت عليها قريب
سأله اباه
_ و سألت عليها و على اهلها يا سيف و لا …
قاطعه اﻻخر بيد ممدوده تحمل ملفا كاملا عنها و عن عائلتها فامسكه منه طلعت و رددت بابتسامه عابثه
_ ده انت جاهز بقا و شكل كده الموضوع منتهى و رأيى تحصيل حاصل ؟
اجابه سيف بتوقير
_ العفو يا بابا ، حضرتك الخير و البركه … انا طبعا لازم اخد رأي حضرتك و اللى تقول عليه ماشى .
حرك رأسه قليلا و كأنه يقول له سنرى ، امسك الملف و بدء بقرائته حتى انتهى منه و ردد بتأكيد
_ شكلهم ناس كويسه و البنت متربيه
ردد سيف بلهفه و تلقائيه
_ اه و الله يا بابا ، ده حتى لما عاكستها بهدلتنى و ….
قاطعه والده بحده مزيفه
_ ايه بتقول ايه ؟ عاكستها !! انت بتعاكس بنات الناس يا سيف ؟
ابتلع لعابه و زم شفتيه بحرج و ردد بخجل
_ اصل يا بابا انااا……
عاد طلعت لمقاطعته و ردد بفضول مستتر
_ ايوه بقا عملت ايه معاك لما عاكستها ؟
ابتسم بحب و ردد بفخر
_ بهدلتنى بصراحه و مهماش البدله الميرى و ﻻ اى حاجه
اماء باقتضاب و ردد بضيق
_ كمان كنت بتعاكسها و انت فى الخدمه !! انت اتجننت يا ابنى ؟ البدله دى ليها احترامها و اللى انت عملته ده غلط
تحشرج صوته خجلا و ردد
_ طيب يا بابا حضرتك موافق و ﻻ ايه ؟
ابتسم له و حرك رأسه موافقا و ردد بمزاح
_ انا عن نفسى موافق .. بس المشكله كلها فى سياده المستشاره والدتك
رمقه بنظره مشاكسه فتجهم وجه سيف بالضيق و سأله بحيره
_ هى ممكن تعترض ؟
اماء مؤكدا
_ طبعا … امك مش شايفه اى عروسه مناسبه ليك غير هايدى بنت خالك
امتقع وجهه و والده يضيف
_ ما هو اللى ميعرفش يقول عدس و امك و امها نايمين فى العسل عن تصرفات البنت
تنهد بضيق و زفر انفاسه بحده و ردد
_ انا كان نفسى اعمل حاجه عشانها بس هى مش بتخلينى اعرف اكلمها ، طول الوقت بتفضل تفتح فى موضوعنا سوا و مش بتدينى فرصه اتكلم معاها خالص فى تصرفاتها لدرجه انى بقيت اهرب منها
ربت طلعت على كفه المسند امامه و ردد
_ سيب مهمه اقناع مامتك عليا انا ، و خد لنا ميعاد من اهلها عشان نتعرف على عيلتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تصدق نفسها فهى منذ ذلك اليوم و هو لم يختفى من خيالها و ذلك الموقف الصادم الذى فعله معها امام الجميع لتعود للضحك الهستيرى فكلما تذكرت شكله و هو يحاول اقناع الجميع بمعرفته اياها بل و اقتناع جميع رواد المقهى بانه ربما خطيبها جعلها تشرد به و بطريقته الفريده فى المشاكسه
دلفت والدتها تحدثها بدلال
_ حبيبه ماما … مش هتتغدى معانا ؟
اماءت موافقه و لكنها شارده قليلا و عيونها غير مرتكزه بمكانها فجلست والدتها بجوارها تردد بحيره
_ مالك يا نسرين ؟
اجابتها بخجل
_ ابدا يا ماما … يمكن زهقانه ، انتى عارفه اجازه بقا و الملل قاتل
ابتسمت لها بود هاتفه
_ الولد الظابط ده لسه شاغل تفكيرك ؟
ضحكت برقه و رددت
_ بجد صحابى مش مصدقين انى معرفوش ، و كل ما احكى لحد الكل يموت من الضحك على تصرفه
رددت والدتها مبتسمه
_ افكار Creative للمعاكسه
عادت ضحكاتهما حتى اتاهما صوت والدها المنادى
_ يلا يا جماعه انا هموت من الجوع
و اثناء جلوس الجميع على مائده الطعام ابتلع والدها طعامه و مسح ثغره بمحرمه قطنيه من آثار الطعام العالق به و تنحنح بعد ان ارتشف كوبا من المياه و ردد بجديه موجها حديثه لابنته
_ تعرفى حد اسمه سيف المهدى ؟
نظرت له ببله و هى تمضغ طعامها و رددت بتأكيد
_ﻻ … مين ده يا بابا ؟
امال رأسه للجانب بشكل مسرحى و هو يقوس فمه ببسمه ساخره
_ ده عريس يا ستى متقدم لك … و قالى انه يعرفك و انتى متعرفيهوش
لم تحبذ مطلقا فكره الزواج بتلك الطريقه العقيمه و حتى و ان كانت ليس لها اى علاقات او ارتباطات بالجنس اﻻخر ، ليس هى فقط بل هى و كل رفيقاتها الا انها لا تزال تحلم بالزواج عن حب ، و فى نفس اللحظه جاءت صورته امامها ببدلته الميرى البيضاء اللون و بسمته اللطيفه و مزاحه و مشاكسته السخيفه ربما لتردد بداخل نفسها
_ يا ريتنى عطيته رقم بابا
استمرار صمتها جعل والدها يسألها باهتمام
_ مردتيش عليا ؟
ابتلعت لعابها و رددت
_ ارد اقول ايه ؟
اجابها ببساطه
_ تقولى يا موافقه اشوفه و نديله ميعاد عشان تشوفيه و تتعرفى عليه و لو في قبول يبقا على بركه الله ، ولو مش موافقه من اﻻساسا اقوله مفيش نصيب …. ها قلتى ايه ؟
فكرت و فكرت و عادت تنظر لوالدها و سألته بحيره
_ ايوه بس يعرفنى منين ؟ انا معرفش حد بالاسم ده خالص و ….
قاطعها والدها هاتفا
_ يا بنتى ما هو قال انك متعرفيهوش و …
قاطعتها بدورها مستنكره
_ و هو اى حد يتقدم من غير ما نعرف عنه اى حاجه كده يبقا عادى و ندخله بيتنا يا بابا ؟ الكلام ده غلط
ردد والدها بحيره
_ بصى يا بنتى ، هو شكله ابن ناس من لبسه حتى لما سألته على شغله طلع ظابط و ….
لمعت عينها بالدهشه و رددت بلهفه
_ ظابط !! شكله ايه يا بابا ؟
ابتسم و ردد بمزاح
_ هتوافقى عشان ظابط ؟
اماءت بلا ثم بنعم لتتردد و تتلعثم هاتفه
_ اا اصل .. يا باا
نظرت لوالدتها تطلب الدعم منها فهتف اﻻخرى هاتفه
_ طيب و لو وافقت يعنى هتوصله ازاى ؟
اجاب ببساطه
_ ما هو ادانى الكارت بتاعه
رددها و هو يخرج بطاقه التعريف الخاصه بسيف من جيب قميصه فسحبته نسرين بلهفه و رددت
_ هات يا بابا ثوانى
امسكت الكارت بيد و هاتفها _ الحديث الطراز بذلك الوقت_ باليد اﻻخرى و ادخلت رقمه و دخلت على تطبيق المراسلات ( واتس اب ) و نظرت لصورته لتجده هو فتأكدت انه لم يخبر والدها بكيفيه معرفته اياها ربما لخجله فابتسمت بفرحه مستتره و عاد والدها يسألها بحيره
_ ها يا بنتى ؟ رايك ايه ؟
ابتلعت لعابها بحرج و رددت و هى تطرق رأسها لاسفل هاتفه بصوت خافت
_ موافقه يا بابا
شاكسها قليلا و سألها
_ موافقه على ايه ؟
اجابته بتلعثم
_ عللل على قاعده التعارف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذهبا للتقدم لخطبتها برفقه منار الواجمه و لكن بعد اصرار زوجها عليها و اجباره لها ، تحركت معهما على مضض لتدلف و هى تنظر للجميع بعيون فاحصه و كأنها تبحث عن اى خطأ حتى تتخذه ذريعه لرفض تلك الزيجه و لكن على العكس من امنتيها تمم اﻻمر بسلاسه و ترحيب كبير من قبل عائله نسرين لتتم الخطبه سريعا و لكن فى حدود ضيقه لاستعجال سيف على الزواج فحددوا موعد بحد اقصاه اتمامها لامتحانات سنتها اﻻخيره بالجامعه و التى تبعد بضعه اشهر فقط
جلسا و لاول مره بمفرديهما منذ يوم التعارف حتى اتمام الخطبه فابتسم لها عندما وجد وجهها قد اكتسحه حمره الخجل فردد ببسمه
_ مالك مكسوفه كده ليه ؟ ده انا خطيبك يعنى مش حد غريب
ابتسمت له و رفعت وجهها تنظر له باستمتاع لملامحه الرجوليه التى شغلت تفكيرها و رددت برقه
_ اول مره اتحط فى الموقف ده و اقعد لوحدى مع راجل غير بابا و اخواتى
اخرج سيجارته و اشعلها زافرا دخانها و مرددا بمداعبه
_ طيب اتعودى بقا انك تقعدى معايا عشان ناخد على بعض شويه
احتدت تعابيرها و رددت بجمود
_ خلى بالك انا مش بحب الطريقه دى و اى كلام بينا يبقا فى حدود اﻻدب و اﻻصول
حرك رأسه موافقا و ردد بجديه مصطنعه
_ بس كده ؟ لو عايزه منشفش بعض لحد الجواز كمان انا معنديش مانع
ابتلعت بحرج و رددت نافيه
_ لا مش للدرجه دى
ابتسم بانتصار فشاكيها يسأل
_ يعنى عايزه تشوفينى ؟
بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر و حاولت ان تخرج من ذلك الحوار فرفعت بصرها تجاهه تسأله بحيره
_ فى سؤال شاغل بالى اوى من وقت ما كلمت بابا
ارهف سمعه لها و ركز حواسه معها و انتظرها تكمل
_ كنت هتعمل ايه لو رفضتك ؟ بما انك روحت لبابا من غير ما تعرفنى انت مين ؟ و انا كنت على وشك انى ارفض على فكره
اسند ظهره على المقعد امامه و ردد بجديه و ثقه و ربما غرور
_ كنت متأكد انك هتوافقى
رفعت حاجبها تنظر له بضيق و رددت
_ ايه الغرورو ده ؟ ايه اللى خلاك متأكد كده ؟ كنت اعرفك مثلا و واقعه فى غرامك ؟
اماء بلا بمشاكسه و حركات مسرحيه مداعبه و ردد و هو يرسم بسمه رقيقه على ثغره
_ اولا انا عرفت انك ذكيه و هتاخدى رقمى من باباكى و تدخلى تشوفى صورتى على الواتس اب
لمعت عينها فكيف علم ذلك فرددت بتساؤل
_ انت مراقب تليفونى ؟
ضحك عاليا لدرجه انه لم يتمالك نفسه فارجع رأسه للوراء من قوة ضحكاته و ردد من بين لهاثه الضاحك
_ انتى فكرانى وزير الداخليه ؟ ده انا حته ظابط صغير لسه بعافر عشان اثبت نفسى فى مكانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بكاءها جعل رفيقتها ترأف بحالها و تربت على ظهرها هاتفه باستنكار
_ندل اوى بجد … و انتى اللى موافقتيش تعمليله عمل ، بس شوفتى ان كلام الست بتاعه البخت طلع حقيقى ازاى ؟ اهو معداش كام شهر و راح خطب بعد كل اللى عمله معاكى
ظلت تفرك رأسها باظافرها بحركه عصبيه و صديقتها تردف
_ قلتلك ميت مره الرجاله لما بتلاقى حاجه قدامهم ببلاش بياخدوها و لو جيتى طالبتى بالتمن بعد كده بيهربو زى صاحبنا ده
رددت و الحزن يخيم على ملامحها
_ ده انا بنت خاله …. ازاى يعمل فيا كده ؟
اقتربت صديقتها منها اكثر و احتضنتها و رددت بحزن على حال رفيقتها
_ انسيه يا هايدى و اقبلى العريس اللى جايلك يمكن يسعدك اكتر منه ، و سيف مبيحبكيش و….
قاطعتها صارخه بحده اجفلت تلك المسكينه التى تواسيها
_ متقوليش كده …. سيف بيحبنى ، و لو مش بيحبنى انا هخليه يحبنى حتى لو بالعافيه
قوست اﻻخرى حاجبيها و رددت بخوف ظاهر على ملامحها
_ اوعى تكونى ناويه تعملى اللى فى بالى ؟ الحكايه دى خطر اوى و زى ما قالتلك مش سهل ان الربط يتفك بعد كده … يعنى لو هتربطيه عشان ميتجوزش يبقا لا انتى و لا غيرك
اجابت بشر
_ ما هو لو مبقاش ليا يبقا مش هيكون لغيرى
زفرت بانفاسها و حاولت نصحها و رددت
_ اعقلى يا هايدى ، انتى خلصتى جامعتك حاولى تِشغلى نفسك باى شغلانه و وافقى على العريس و سيبها على ربنا و لو ربنا كاتبكم لبعض ساعتها مفيش حاجه هتقف قدامكم مهما كانت لو انتو اﻻتنين متجوزين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عامين و زيجه كل من سيف و نسرين و حملها بطفلتهما الوحيده ترقى سيف بمنصبه بسهوله و يسر و ذلك لتفانيه بالعمل مما جعل رؤساءه فخورين به حتى اصبح من امهر المحققين بقسم مكافحه تهريب و حيازه المخدرات
استيقظ على لمسات رقيقه من زوجته الحامل بشهرها الثامن ففتح عينه بتكاسل لتردد هى
_ قوم بقا عشان تلحق الشغل
تثائب بكسل و ردد و هو يحاول استعاده نشاطه
_ معلش يا حبيبتى اصلى معرفتش انام بعد ما صليت الفجر و على ما عينى راحت فى النوم كان النهار طلع
ربتت على كتفه بسخريه
_ طيب قوم يا حضره المفتش الكبير عشان الفطار هيبرد
لتخرج و هى تتذمر بصوت مسموع
_ انا اللى عملت كده فى نفسى … فى واحده عاقله ترضى تتجوز ظابط ؟
رفع صوته عاليا من خلفها و ردد بمشاكسه
_ سمعتك على فكره
تصنعت القوة و رددت
_ و ايه يعنى لما تسمعنى كنت قلت حاجه غلط ؟
سحبها داخل احضانه و لكن كان هناك حائلا بينهما يمنعه من ضمها اليه بقوه و ردد بعبث
_ يعنى الجواز من ظابط حاجه وحشه ؟
اماءت بتوتر و هى تبتلع لعابها باثاره من مداعبته لجسدها و رددت مؤكده
_ يعنى غير القلق عليك طول الوقت و انت فى اى مهمه ممكن يحصلك حاجه بعد الشر ، انك طول الوقت كمان مش موجود و انا لوحدى كأنى متجوزه هوا
عض على شفته السفلى باثاره و ردد بحب
_ يعنى بتحبينى اهو و بتخافى عليا !!
أجابت بضيق مصطنع
_ لا مش بحبك و لا بتوحشنى و لا عايزه اشوفك و لا تلمسنى خالص ايه رأيك بقا ؟ و ابعد بقولك
رفع حاحبه بدهشه و ردد غامزا بعينيه بوقاحه
_ ده بجد ؟ امال لما هى الحكايه كده بتشاركينى حلبه المصارعه الحره ليه ؟
ضربته بتوبيخ على صدره فابتسم و ردد يثيرها اكثر بحديثه
_ لا و ساعات كتيره كمان بتكونى افرس منى فيها
صرخت بخجل تسُبه بصوت عالى
_ قليل اﻻدب و الله و صايع و متعرفش الربايه ، انا بجد زهقت من قله ادبك
اقتنص شفتيها بقبله متمهله و ردد بعد ان ابتعد عنها و هى ﻻ تزال تحاول تدارك نفسها من اثر قبلته و هتف بحب
_ لما ارجع بالليل ابقا اشوف زهقتى بجد و لا دى جرعه النكد المعتاده بتاعه الصبح
قوست فمها بضيق و رددت بحزن
_ بقا انا بديك جرعه نكد يا سيف ، الله يسامحك
اجاب بتلقائيه
_ اه طبعا ، جرعه الصبح بتاعه انا زهقت منك و من شغلك و مش عيزاك و جرعه بالليل بتاعه العياط و انا وحيده و بكلم الحيطه و انت وحشتنى اوى
زمت شفتيها بطفوله فابتسم لها و عاد لاحتضانها و لكنه زفر تلك المره و ردد بحده طفيفه
_ انا مبقتش عارف احضنك من الكرش ده
دفعته بعيدا عنها و رددت تجيبه
_ ده مش كرش ، دى ميرا بنتنا
امتعض وجهه و ردد
_ انتى لسه مصره على اﻻسم العجيب ده ؟
اماءت بنعم فاستسلم لها و اتجه للخارج فتأوهت بالم صارخه
_ آاااه … الحقنى يا سيف
بلهفه و ذعر اتجه صوبها و ردد
_ ايه ؟ مالك ؟
اجابته و هى لا تزال تتألم
_ مش عارفه وجع جامد اوى جه فجأه
سألها بجهل
_ انتى فى التامن ، هو فى حد ممكن يولد فى التامن ؟
ضربته على كتفه مردده
_ فال الله و لا فالك يا اخى ….. بس انا تعبانه بجد يا سيف دى شكلها ولاده و لا ايه ؟
بعد لحظات كانا قد خرجا من عياده الطوارئ بعد الكشف عليها و تأكيد الطبيبه لهما انها مجرد غازات و ليس هناك اى داعى للقلق
لتتكرر تلك التقلصات التى تضربها حتى ظن سيف بالنهايه انها وسيلتها لجعله يأخذ عطله من عمله او ان يمكث معها بضع ساعات اضافيه و لكن تقاعسه عن اداره اعماله جعلت صديقه ينبه عليه لخطوره القضيه التى يعمل عليها
تحرك بقواته باحدى المداهمات لوكر ما اوكار تصنيع المخدرات و تعبئتها فرن هاتفه بذلك الوقت الحرج و هو قيد التخفى فقوس وائل فمه و ردد بصوت خافت
_ ايه يا بنى اطفى البتاع ده
قام باطفاءه و تابع عمليه المداهمه حتى نجح بها ، و لكن و على الجانب اﻻخر كانت هى تتألم بشكل كبير لا تقوى على الحركه و ظلت تهاتفه و لكن دون جدوى فهاتفت كل من والدتها و حماتها فاقلاها للمشفى و هناك بعد توقيع الكشف عليها ردد الطبيب
_ انا شايف ان معدل ضربات القلب للجنين عالى جدا و مش طبيعى و ده اكيد سبب التقلصات المبكره اللى هى حاسه بيها
سألت والدتها بخوف
_ فى قلق على البيبى يا دكتور ؟
اجابها بعمليه
_ احنا هنحطها تحت الملاحظه اربعه و عشرين ساعه و بعدها هنقرر اذا نعملها ولاده قيصريه و ﻻ لا ؟
نظرتا لبعضهما البعض فاحداهما خائفه على ابنتها و وحيدتها و اﻻخرى جل ما تهتم به هو جنينها الذى يحمل دماء وليدها فرددت منار
_ اهم حاجه ميكونش فى خطوره على الجنين
اجابها بحيره
_ لحد دلوقتى الخطوره موجوده للام و الجنين
سألته والده نسرين
_ طيب الخطوره فى ايه بالظبط ؟
اجابها على الفور
_ ضربات القلب العاليه مؤشر لكذا حاجه و حقيقى مش هقدر احدد اى حاجه دلوقتى ، احنا هنحطها تحت الملاحظه و هنستغل الوقت ده اننا نديها الحقنه بتاعه الرئه عشان لو حصل ولاده مبكره تنزل البنوته سليمه من غير مشاكل تنفس
ارتعبت والدتها قليلا فربتت عليها منار تواسيها باهتمام زائف فهى لم و لن تقبلهما قلبا و قالبا ككنه لابنها و لكنها تصنعت الاهتمام و رددت
_ متقلقيش ….. ربنا معاها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى سيف من مداهمته و لكن اﻻمر لم ينتهى فقد بدء للتو فتح سلسله من التحقيقات برفقه زميله و رفيقه الذى ساعده كثيرا بتلك المهمه فجلسا اﻻثنين يفتحا التحقيقات و يقوما بالضغط على المتهمين حتى يقوموا بالاعتراف على الرأس المدبره لتلك الاوكار ليظل بموقعه حتى الخيوط الاولى من صباح اليوم التالى
دلفت طبيبتها بعد ان مر اكثر من اثنا عشر ساعه و هى موضوعه تحت الملاحظه لتوقع عليها الكشف فلمعت عينها بالضيق و الرهبه و رأت ملامحها تلك النائمه على سريرها الطبى فرددت بخوف
_ فى ايه يا دكتوره ؟
ابتلعت اﻻخيره بوجل و حاولت رسم بسمه مصطنعه و رددت
_ مفيش اى مشاكل ، انتى زى الفل بس انا شايفه انك تولدى دلوقتى افضل
اماءت بصمت دون محاوله منها فتح اى احاديث او استفسارات لاجهادها الشديد و شعورها بالالم و اﻻرهاق
خرجت الطبيبه تنظر لهما و رددت بضيق ظاهر عليها
_ فين جوزها ؟
اجابت والدته بالنيابه عنه
_ ابنى فى شغله و …
قاطعتها الطبيبه هاتفه بحده
_ انا عيزاه لان الحاله خطر و اﻻكيد انها بقالها فتره حاسه بالوجع ده و مش عارفه ازاى سكتو لحد دلوقتى ؟
رددت والدتها تردد بحده
_ ما احنا هنا من امبارح و الدكتور بتاع الطوارئ…
هدرت بحده
_ و ليه محدش اتصل بيا ، دكتور الطوارئ ميعرفش حالتها ، انا اللى متبعاها و عارفه حالتها كويس
تكلمت منار بهدوء مردده
_ براحه بس و فهمينا ايه الحكايه ؟
اجابتها تشرح باستفاضه
_ للاسف المشيمه غارزه فى جدار الرحم و ده مؤشر مش كويس و لو اتعرضت لانقباضات كتيره زى انقباضات الطلق فكده ممكن تتعرض لمصاعفات كتيره اثناء الولاده
تجهمت ملامح منار و صرخت والدتها
_ بنتى …. انتى بتقولى ايه يا دكتوره ؟
رددت منار سؤالها الذى حفز تلك الواقفه معها
_ و ده فى خطوره على الجنين ؟
لمعت عينها بالغضب و قبل ان تجيبها الطبيبه صرخت بوجهها بحده هادره
_ انتى ايه يا شيخه ؟ طيب حتى اعملى حساب انى واقفه !! الاهم عندك الجنين و بنتى مش مهم تروح فى داهيه مش كده ؟
نظرت لها بهدوء واجابتها
_ انا مش هرد عليكى عشان مقدره الحاله اللى انتى فيها
تدخلت الطبيبه عندما وجدت ان الحوار بينهما احتد و من الممكن ان يتطور الى شجار فرددت
_ سيبونا دلوقتى من الكلام ده انا عايزه جوزها دلوقتى عشان يمضى لنا على اﻻقرار عشان ادخلها ولاده قيصريه حالا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هاتفته مرارا و تكرارا حتى يأست من ان تصل اليه فهاتفه مغلق منذ امس فقررت بالنهايه مهاتفه زوجها عله يستطيع اﻻتصال به ففعل و اخبره بضروره توجهه للمشفى فترك اعماله و هرع بسرعه للمشفى و فور ان دلف قابل حده و عصبيه اهل زوجته الهادره
_ كده برده يا سيف ، سايبها و هى على وش ولاده و كمان قافل موبايلك !!
ردد بتفسير
_ كان عندى مهمه طيب كنت اعمل ايه ؟ و بعدين دى لسه فى التامن ؟
خرجت الطبيبه فور ان علمت بوجوده و اعطته لمحه عن الحاله و لكن لم تخبر احدا اخر بالامر فرددت بجديه
_ للاسف احنا قدام حاله انفجار للرحم ؟
اطرق رأسه بخزى و ردد بحزن
_ يعنى فى خطوره عليها ؟
اماءت مجيبه
_ طبعا و لو الخطوره راحت للاسف هيكون صعب جدا انها تحمل قريب و هتحتاج لوقت كبير و علاج طويل اﻻمد عشان ده يحصل
ردد بخوف و حزن
مش مهم اى حاجه دلوقتى غير صحتها هى
ليعود و يؤكد عليها بحسم
_ هى و بس يا دكتوره ، انا ميهمنيش غيرها فى الوقت الحالى
فهمت ما يرمى اليه فاماءت بصمت و اخرجت اﻻقرار و ناولته اياه و رددت بجديه
_ طيب امضى اﻻقرار عشان اقدر ادخلها العمليات بسرعه قبل ما تحصل مضاعفات
اماء و لم يجادل حتى و وقع على اﻻقرار على الفور فتوجهت الطبيبه لغرفه العمليات و خرجت بعد فتره انتظار كانت بالنسبه له امد الدهر لتبشره بصغيرته فردد فور ان حملها
_ ميرا
نعم هو نفس اﻻسم الذى لم يكن موافقا عليه و لكنه ابتلعه لاجل خاطرها هى وحدها و عاد ينظر للطبيبه و ردد بقلق
_ و مراتى ؟
ابتسمت و رددت بحب
_ زى الفل و فى الافاقه
تحفزت بجلستها امامها و زغرتها بعيون جاحظه مردده بحده
_ انتى بقالك سنه و نص عماله بس تسحبى منى فى فلوس و مشوفتش اى نتيجه
اجابتها العرافه
_ انا بعمل اللى عليا و اظن انتى شوفتى بنفسك ايه اللى حصل لها فى الحمل و الولاده !!
ضحكت بحنق و قوست فمها بضيق هاتفه بغل
_ و انا استفدت ايه انها تعبت شويه فى الولاده ؟ النهايه واحده انها اتجوزت سيف و حملت منه و دلوقتى كمان خلفت و عايشين مبسوطين مع بعض
لتنتفض صارخه بحده
_ دى عمتى مكلمانى عشان احضر السبوع !! شوفتى قهره اكبر من كده ؟
امالت رأسها تواسها هاتفه
_ معلش …. انتى اتأخرتى فى اﻻول على ما عرفتى تجيبى قطرها و دى النتيجه بس برده العمل هيشتغل فى النهايه و هيتطلقو
انتحبت بتذمر و حزن
_ امتى بس ؟ امتى ؟ لما تخلف منه عشر عيال ؟؟
هدئتها هاتفه باستعراض
_ اصبرى بس و هتلاقى احلى شغل بس انتى راضى اﻻسياد
زمت شفتيها غاضبه و هى تمسك حقيبتها النسائيه تخرج منها حفنه من الاموال تعطيا لها و رددت بتذمر
_ ما اخدناش حاجه من اﻻسياد بتوعك دول يا ختى غير سحب فلوس و بس
دفعت النقود بقوه داخل راحتها و رددت بضيق
_ خدى … بس دى اخر مره هديكى فيها فلوس و لو متطلقوش خلال شهر بالكتير تنسينى خالص ، فاهمه ؟
ابتسمت العرافه و هى تحصى النقود بيدها هاتفه بلهفه
_ من يد منعدمعاش
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف غرفته ممسكا بصنيه الطعام و اغلق وارءه الباب بقدمه ففزعت تلك النائمه باجهاد على الفراش موبخه اياه
_ حرام عليك يا سيف خضتنى
اقترب منها واضعا الطعام امامها و ردد بحب و غزل
_ انتى احلويتى كده ليه ؟
ابتسمت هى اﻻخرى خجلا و اطرقت عيونها لاسفل فردد بضيق طفولى
_ حرام عليكى الكسوف اللى انتى فيه ده … يا بنتى انا جوزك و ربنا
ضحكا معا و نظرت امامها للطعام و سألته بحيره رافعه حاجبها اﻻيمن بتعجب
_ انت اللى عملت اﻻكل ده ؟
اماء و هو يمسك قطعه من الدجاج و يطعمها اياها و ردد
_ انا شاطر جدا فى المطبخ على فكره
ابتلعت ما دسه بفمها و رددت تعاتبه
_ كنت خليت ماما تفضل معايا عشان تخدمنى بدل ما انت سايب شغلك
انحنى و قبل راحتها و ردد باطراء
_ وانا عندى اغلى منك ؟
التفت ينظر لفراش الرضيعه و ردد بعبث
_ بصراحه بقا عندى اﻻغلى منك دلوقتى
عبست ملامحها و قوست حاجبها و رددت بحزن
_ مين دى ان شاء الله ؟
قبلها من جبينها و ردد بتأكيد
_ اﻻغلى منك هى حته منك يا روحى … ميرا
توجه لفراشها الصغير و نظر لملامحها البريئه و ردد يسأل بفضول
_ هى بتنام كتير ليه كده ؟ عايز العب معاها
ضحكت ساخره و هتفت تتوعد له
_ اصبر على رزقك … السهر كله جاى قدام ، و قريب اوى اوى كمان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
احتفل الجميع بمراسم مرور اسبوع على ميلاد الرضيعه وسط اجواء من الفرحه و اﻻلفه و لكن لم يسلم اﻻمر من بعض مناكشات هايدى لنسرين التى لم تهتم بما تفعله او تعير له اى انتباه
دلف سيف للمطبخ حتى يضع الكؤوس الفارغه التى جمعها من الخارج فتبعته هايدى لداخل المطبخ و وقفت خلفه و هو يضعها على اللوح الرخامى المثبت بالداخل و هتفت بصوت انثوى ناعم
_ مبروك يا سيف
التفت متفاجئ من حضورها المباغت و ردد بتوتر
_ الله يبارك فيكى يا هايدى عقبالك
رفعت راحتها للسماء هاتفه بتضرع
_ يااا رب
ضحك بعفويه و ردد يسألها
_ يااه … للدرجه دى نفسك تتجوزى ؟ امال بترفضى العرسان اللى بتتقدملك ليه ؟
اقتربت منه اكثر حتى اصبحت قريبه منه حد اﻻلتصاق و رددت بصوت هامس
_ اصل اللى بحبه و عيزاه سابنى عشان خاطر واحده تانيه
حك طرف انفه بتوتر و ردد بحزم
_ و بعدين يا هايدى ؟ الحكايه دى مش خلصنا منها ؟
اجابت بحزن
_ لو خلصت بالنسبه لك فهى لسه مخلصتش بالنسبه لى
زفر بحده بعد ان تعمدت ان تتلمس صدره بكفيها و امسكها بقبضته بقوه ضاغطا على اسنانه بحنق و ردد بعيون تطلق شرر
_ اتلمى بقا عشان انا جبت اخرى منك …. و ده آخر تحذير ليكى يا هايدى و صدقينى بعدها مش هيهمنى صله القرابه اللى بينا و هقول لابوكى على كل عمايلك دى
بكت بحزن و رددت تتوسله
_ كل ده عشان بحبك ؟
اجاب بصوت خشن و غاضب
_ و انا بحب مراتى … فابعدى عنى احسنلك
لم يعلما بمتابعه نسرين للحوار منذ بدايته فقد اتبعت زوجها حتى تأخذ منه ما يحمله و لكن استوقفها الحديث الدائر حتى استمعت لتحذير سيف لها الصريح فدلفت بخطاً واثقه لينتبها لدخولها فعادت اﻻخرى للوراء تبتعد عنه قليلا لتردد نسرين بدهاء
_ ايه يا حبيبى واقف عندك ليه كده ؟
اجابها بتلعثم
_ ابدا يا روحى
ابتسمت له بسمه رقيقه و رددت
_ ماشى يا حبيبى روح انت شوف الضيوف
خرج فورا و عندما حاولت هايدى الخروج وقفت لها نسرين تسُد عليها الطريق فتعجبت و قوست حاجبيها و رددت
_ عايزه اخرج
اماءت اﻻخرى بقوه و هتفت باسلوب تحذيرى قوى
_ هسيبك تخرجى بس بعد ما تسمعى الكلام اللى عايزه اقوله
امتعض وجهها بالضيق لتبتسم نسرين بسمه صفراء و رددت بحده
_ ابعدى عن جوزى احسنلك ، لانى مش هعمل زيه و احافظ على صله القرابه اللى بينكم و هوريكى مقامك كويس
اندهشت هايدى من طريقتها و هدرت بسوقيه
_ نعم ؟؟ انتى مين انتى عشان تقوليلى الكلام ده ؟
اجابتها بثقه
_ انا ابقا مرات سيف المهدى و ام بنته ، و لحد دلوقتى بكلمك بالذوق لكن كلمه زياده هطردك بره و ساعتها ابقى قولى للناس سبب طردى ليكى ، و اوعى تفتكرى ان سيف هييجى فى صفك فى يوم من اﻻيام !!
حاولت زعزعه ثقتها بنفسها قليلا فهتفت
_ و يا ترى سيف قالك على اللى بينا ؟
ضحكت باستهزاء و رددت
_ قصدك اللى كان بينكم ، و حتى لو مقالش انا مش عايزه اكتر من الكلمه اللى سمعتها منه ، انه بيحبنى و مش عايزك فى حياته فابعدى عننا احسنلك
فى تلك الليله تفاقم كره هايدى لتلك الدخيله التى سرقت قلب من تحب و تعشق فتوعدت بداخلها انها لن تكف عن ايذاءها حتى تنفصل عنه او لتهلك لن يفرق اﻻمر معها
انتهت مراسم اﻻحتفال بالصغيره الوارده حديثا لتلك العائله و غادر الجميع بما فيهم هايدى التى جلست تنظر لهما بغل و هما يقبلان رضيعتهما بحب و غادر الجميع و هى معهم تحمل اطنان من الكره و الحقد عليهما حتى قررت نسرين انهاء تلك المهزله عندما سألت سيف عن طبيعه اﻻمر فقص عليها احداث الماضى بما فيه فذهبت لرشاد بمقر عمله خصيصا و اخبرته بمقتطفات بسيطه عن مضايقات هايدى لاسرتها و تطفلها على سيف بشكل سافر فاحتدت ملامحه و قرر تزويجها حتى و ان كان رغما عنها و تطوى تلك الصفحه من حياته و لا تعود من جديد اﻻ بعد وفاه غاليتيه و طلاقها من زوجها خصيصا و عودتها لمطاردته مره اخرى
~~~
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سجينتي الحسناء) اسم الرواية