رواية عشقها الاسد الفصل الثالث 3 - بقلم رباب عبد الصمد
الفصل الثالث
هنا فى غرفتها وببكاء ترد على مكالمة واردة من والدتها
هنا / حرام عليكى يا امى انا لم اعد اتحمل ولم يعد لدى اى مال لارسله لكى فزوجك لم يتركنى انعم باى مال معى وجعلنى اتحمل الذل والمهانه لاجل توفير المال لاجل مزاجه . وبشهقة اكملت لولا وجودك انتى و اخوتى ما تحملت كل هذا
الام ببكاء / اعرف كل ما تعانيه بسببنا يا بنيتى ولكنى مضطرة ان اتحمل حتى يتعلم اخوتك ويحصلون على شهادات عليا مثلك
هنا / هم اخوتى قا ولكنهم اولاده ايضا فهل ينجب هو واربى انا
الام / حقك على يا بنيتى تحملينى حتى ينهى اخوتك تعليمهم فهم مثلك لا يحترمونه وانا عندى امل ان الله سيعوضنى خيرا فيكم انتم
هنا / ولانهم اخوى ولانى اعلم انهم لا يحترمونه انا لم اضنى جهدا فى ان ارسل لكى كل ما احصل عليه ولولا دنائته لعشت معكم بدلا من بهدلتى تلك
الام باسف / انا اشعر بما تقوليه يا بنيتى ولكن ما يتعاطاه يسلب عقله ويجعله لا يدرك ما يفعله
هنا باسف هى الاخرى / لا تقلقى يا امى سارسل لكى المال
لم تكن تعلم هنا ان مدام صفاء كانت فى طريقها لغرفتها للاعتذار لها لما سببته لها وسمعت الحوار كاملا
مدام صفاء / احممم
هنا انتبهت لها وبهدوء مسحت دموعها وقالت / اهلا بحضرتك واشارت لها بالدخول
مدام صفاء باسف على حالها / اعتذر اليكى يا بنيتى فيما سببته لكى من اذى
هنا / لا داعى للاعتذار هذا قضاء ربنا وحتما كنت ساراه اجلا ام عاجلا
مدام صفاء اقتربت منها وحنان ام قالت / لقد ساعدتينى فى علاج ابنى بدون اى مقابل ويكفى ان تعبك قد كلله الله ببداية الشفاء له ويكفى مجرد الامل الذى عشت عليه ويكفى ايضا سعادتى التى استرديتها وانا احكى مع ابنى فكل هذا يعنى عندى الكثير وجئت الان اليكى واتمنى الا ترفضى طلبى
هنا باستغراب من كلامها وبسرعة ردت وقالت / ولما كل هذا الاطراء على فهذا واجبى وان كانت حالة ابنك هذه مع شخص اخر لفعلت معه نفس الشىء
مدام صفاء قربت منها ووضعت يديها على كتف هنا وقالتلها / انصتى الى يا هنا واسمحيلى انى اقول لكى يا هنا من غير دكتورة لانى بالفعل اشعر انك بنتى وافتخر بهذا وساتكلم معكى بصراحة
هنا مقاطعة / طبعا حضرتك تنادينى هنا من غير اى القاب وانتى لستى فى حاجة للاستئذان فانتى مثل والدتى
مدام صفاء بابتسامة / اذن فقد سهلتى علي ما ساقوله
هنا بدات تنتبه لما ستقوله مدام صفاء
مدام صفاء مكملة / لقد لاحظت ان علاج ابنى اعتمد على ما تعطيه له واصبح ليس فى حاجة لوجوده بالمستشفى ولهذا قررت اننى ساخرجه من هنا وسيكمل علاجه فى بيته تحت رعايتك
هنا بصدمة / كيف يكون هذا انا لا اوافقك الراى ابدا فهو دائما فى حاجة لاجراء اشعه وفحوصات عالمخ لمتابعة الاشارت واستجابه اعضاءه لها وهذا لا يتسنى له وهو فى البيت والا سيكلفك ماديا وبدنيا لكونه سيحتاج للنقل بالاسعاف فى كل مرة وبحزن قالت ثم انى قد رفدت من هنا وسيعود الدكتور حسام لمتابعته لانه هو حالته من الاساس فلابد اذن من تواجده هنا لا محالة
مدام صفاء باصرار / لقد اخذت قرارى وانتهى انا لن اترك ابنى فى هذه المستشفى التى اساسها الاستغلال وسآخذك معى لتعيشى معى وتتابعينه واى اشعة او فحوصات ساتى به لهنا لاتمامها والرجوع مرة اخرى وقبل ان ترفضى احب ان اخبرك انى اعيش بمفردى فى الفيلا ولا يوجد معى اى شخص وقرارى غير قابل للنقاش يا بنيتى ولا تقلقى انا قادرة على ان اجبرهم الا يستغنوا عنكى وستظلى بمكانك الا انكى ستنتقلى للعيش معى حتى لا تهانى مرة اخرى
وتركتها وخرجت بسرعة قبل ان تسمع منها اى رد
خرجت وتركتها تتخبط فى افكارها ويجدر بالذكر ان هنا وجدتها فرصة عظيمة لها لن تتكرر وبالتالى قررت بينها وبين نفسها الموافقة
ولكن فى ذات الوقت لم تعرف مغزى كلام مدام صفاء فى ان بمقدورها ان تجبرهم على عدم الاستغناء عنها
............
فى مكتب الدكتور امجد مدير المستشفى ومعه الدكتور مروان والدكتور حسام الذى كان فى قمة عصبيته
الدكتور امجد / لا داعى لعصبيتك يا بنى فنحن كنا نتابع طريقة علاجها واسلوبها وكان من الاولى ان تفرح لان المستشفى ستحقق انجاز كبير لم يسبق له مثيل فهذه حالات نادر شفائها وكنا نعتبر المصاب بها ميت
قاطعه حسام بعصبية / من فضلك يا والدى لا تقل علاجها واسلوبها بعد اذنك فانا اكثر دراية بحالة يحيى وكون ان هناك تقدم فى حالته حتى لو كان تقدم طفيف فهذا من قدرة ربنا وليس من اسلوب علاج المدعوة هنا وانا لازلت على موقفى يا انا يا هى وعموما انا لن اتنازل عن حقى فى انها تعدت على حالاتى ولن اسمح بتكراره مرة ثانية فبتصرفك هذا جعلتنى محض همسات الموظفين الذين اصبح كل حديثهم الشاغل انك فضلتها على انا ابنك الوحيد ودون قصد منك صنعت لها دعايا ما كانت تحلم بها وتسببت فى ضررى انا
الدكتور امجد مهدءا لابنه / لم ابديها عليك مطلقا ولكن تعلمنا انه ان وجد اى باب قد يات منه مجرد الامل فى الشفاء فلابد ان نطرقه فحياة المريض امانه بين ايدينا وبعدها تاتى اى اعتبارات شخصية اخرى
قاطعه الدكتور مروان بهدوء قائلا / انصت لى جيدا يا حسام انت ابنى والدكتورة هنا ايضا كذلك ووالدك هذا اخى قبل ان يكون صديقى وقد بنينا هذه المستشفى معا ولن اسمح لاسمها ان يهتز ابدا بل على العكس نحن نفرح كل يوم بتقدمنا والجميع يشهد بانها من افضل المستشفيات فى الشرق الاوسط وفى مهنتنا لابد ان ننسى كلمة اسمها كبرياء او كرامة ما دام ان هذا سيصب حتما فى مصلحة المرضى ولهذا فليس من العيب فى شىء ان اسمح لاى دكتور حتى وان كان فى سن اولادى ان يطرح فكرة جديدة او علاج جديد ما دام فى الصالح العام
وانت تعلم ان هنا اساس دراستها على هذا الموضوع وهى ملمة اكتر منى انا شخصيا بالطرق الحديثة لعلاج الغيبوبه وعندما تناقشت معى فى فكرتها انا اقتنعت جدا كما انها بدات فى اعطاؤه مذيبات التجلطات الدموية بنسب بسيطة جدا لعل اى تجمع دموى غير ظاهر فى الاشعة يذاب فهى حقا تسير فى الطريق الصحيح وليس من العيب اننا نعترف بذلك ونتعلم منها ان امكننا ذلك
حسام بعصبية / ما الذى تهزى به يا دكتور اتريد ان اتعلم انا منها بدل ان تتعلم هى منى
الدكتور امجد / يا بنى البنت من الاساس ظروفها سيئة ولن اتركها هكذا فسؤسأل عليها امام الله
الدكتور مروان مكملا / ويجب الا ننسى ان مجرد وجود يحيى فؤاد فى المستشفى عندنا بمثابة اكبر دعايا غير مدفوعة الاجر لنا فالصحافة والتليفزيون لا يفتاون يوميا بذكر اسمه واخبار حالته الصحية وبالطبع ذكر اسم مستشفتنا
قطع كلامهم دخول مدام صفاء
الدكتور امجد قام من خلف مكتبه مرحبا بها / اهلا اهلا يا مدام صفاء واشار لها بالجلوس
مدت مدام صفاء يدها وسلمت على الدكتور امجد والدكتور مروان الا انها لم تسلم على الدكتور حسام بل على العكس نظرت اليه شزرا وبغضب واضح على ملامحها بدات الكلام / لقد جئت لتكتب لى امر خروج لابنى فقد قررت انه سيكمل علاجه من منزله
الدكتور مروان بسرعة من هول المفاجاة / كيف تقولين هذا يا مدام صفاء وكيف يتسنى لنا قبول طلبك وانتى ترين حالته وانه فى حاجة لرعاية خاصة و ......
قاطعته مدام صفاء وبكل تحدى واصرار وهى تنظر للدكتور حسام قالت / انا بالفعل ارى حالته وارى انه مكث فى العناية لمدة سنتين بدون اى تحسن او تقدم فى حالته وكل يوم انتظر فقط خبر وفاته لينجيه الله من هذا البلاء ولم استطع رؤيته الا ساعة يوميا فقط ولكنى رايت ايضا انه فى خلال ثلاث شهور فقط بفضل الدكتورة هنا انه بدا يحرك يده ولو حركة بسيطة كما رايت اننا استطعنا ان نستغنى عن العناية المركزة واستطعت ان ارى فلذة كبدى طوال اليوم واتحدث اليه وقد رايت ان اسلوب علاجها قد حسن من حالة ابنى ولهذا ساخذها للعيش معى فى الفيلا على ان تباشر علاجه بنفسها ثم نظرت مرة اخرى للدكتور حسام الذى يقف متذمرا من اطرائها فى الدكتورة هنا وقالت على الاقل تجد مكان تعيش فيه بدلا من ان تهدد كل يوم بطردها من غرفتها وكل هذا لاجل حبها لعملها فلاول مرة اجد ان المرء يهان ويطرد من عمله لاتقانه فيه اليس هذا بمبدا شاذ
ثم اكملت قائلة بتحذير / انا ساتكفل باقامتها معى ولكنى لا اريد ان ترفدوها من عملها والا ساقيم حمله دعاية كاملة ضد مستشفاكم وانتوا على علم بان القنوات الفضائية ليس لها سيرة سوى اسم ابنى وذكر اسمكم وانه يتلقى كل الرعاية وانا سانفى كل هذا وساقول انكم اهملتوا فى شفائه لاجل المكسب المادى من خلفه كما ساذكر اسم الدكتورة هنا وساقول انها اول من ساعدته وبدا بالفعل يتماثل بالشفاء على يدها وستكون هذه خير دعاية لها وستجرى خلفها اكبر المستشفيات وللعلم انا لم اقل اى كلام انا سانفذ بالفعل ان طردتوها ولكنى رجعت اليكم اولا لثقتى فيكما وهى تقصد الدكتور امجد والدكتور مروان نافيه الدكتور حسام وكان هذا اعتراف ضمنى منها بسوء اخلاقه
الدكتو مروان / اهداى يا مدام صفاء الدكتور امجد بالفعل رافض من الاساس فكرة ان الدكتورة هنا ترحل لانه يعلم انها نشيطة فى عملها وعندها طموح ولولا ظروفها انا عن نفسى اتوقع انها كانت ستحقق انجازات اخرى
مدام صفاء وهى تنظر للدكتور حسام بجانب عينيها وقالت / لكن من الواضح ان مجهودها هذا لم يعجب الدكتور حسام ولهذا قرر ان يرفدها
هنا كاد الدكتور حسام ان يتحدث وكالمعتاد وهو عصبى يقول كلام لا يحسب له اى رد فعل ولهذا اسرع الدكتور امجد فى الرد وقال / لا يا مدام صفاء انا سافعل ما يطيب لك نفسك ولكن ليس بسبب تهديدك ولكنى على تمام الثقة انه مادام تحت رعاية الدكتورة هنا فهو فى امان
عاد الهدوء لملامح مدام صفاء وقامت واعتدلت فى وقفتها وقالت / اشكرك يا دكتور امجد وانا بدورى ساقيم حملة دعاية خاصة اشيد فيها بمجهودكم وتقديم الرعاية الكاملة لابنى ثم خرجت بخطى ثابته تحت اعين الدكتور حسام الذى كاد ينفجر من غيظه
ما ان خرجت مدام صفاء الا وتكلم الدكتور حسام بكل عصبية وقال لوالده / لما اعطيتها الفرصة لكى تتجرأ وتتهددنا هكذا والادهى انك وافقت على طلبها بكل ترحاب وبررت هذا بانك تريد راحتها وليس بسبب تهديدها فكيف هذا ؟
الدكتور مروان بنفس هدوءه وثقته فى قرار الدكتور امجد قال / يا بنى انت لا تعرف مدام صفاء هذه وما كنيتها فى سوق رجال الاعمال فاسمها المراة الحديدية وكل مجموعة مصانع ابنها كانت فى الاساس مصنع واحد ورثته عن ابيها وهى التى كبرته وجعلته مجموعة مصانع بمساعدة زوجها المهندس فؤاد رحمه الله والد يحيى وكتبوا كل شىء باسم يحيى ما عدا جزء بسيط فقط هو الذى لا يزال باسمها وكانها كانت تشعر بما سيصيب ابنها ولولا انها سيدة قوية ما بقيت حية حتى الان وهى ترى كل شىء يضيع منها بكل سهوله اولهم زوجها وثانيهم ابنها الذى يعيش بلا حياه واخرهم مجموعة المصانع التى تعبت فى تكوينها بعدما استولوا عليها اخوة يحيى من والده
الدكتور حسام / وما شانى انا ان كانت المراة الحديدية او حتى الرجل الاخضر انا ما يعنينى هو سمعة المستشفى التى تهددنا بها
فى حين ان مدام صفاء اتسعت ابتسامتها بعدما خرجت وسمعت كلام الدكتور حسام نظرا لعلو صوته وتاكدت انها قد انتصرت عليه
.........
اخيرا رجع يحيى فؤاد لبيته مرة اخرى ولكن اتى معه شخص جديد اسمه الدكتورة هنا
اول ما لفت انتباه هنا هى تلك اللافته الموجوده على بوابة الفيلا ومدون عليها اسم يحيى فؤاد فشعرت بشموخ صاحبها حتى وان كان ميت وما ان دخلت الا وانبهرت من المكان واخذت تتامله وتقول لنفسها من الواضح ذوق اهل الفيلا الراقى فكل ركن يتمتع بذوق ورقى مختلف عن باقى الاركان واصابها التوتر لكونها لا ترتقى ابدا لهذا المستوى الذى نقلت اليه فى غمضة عين
مدام صفاء شعرت بما يدور فى خلد هنا فقالت لها مخففة توترها / ممكن تساعدينى يا هنون فى نوم يحيى عى سريرة فانا كما قلت لكى اعيش بمفردى فقد استغنيت عن جميع الشغالين لعدم حاجتى اليهم ولكن من الغد ساطلبهم مرة اخرى
ردت عليها هنا وهى تساعدها فى حمل يحيى من على كرسيه المتحرك / لا داعى لطلبهم فنحن لسنا فى حاجة اليهم كما انى اخاف ان وجودهم قد يؤثر عليه فى علاجه نتيجة وجود اكثر من شخص فقد يحدث لديه تداخل فى سماع الكلمات كما لا اريد ان تسمعى انتى او هو اى كلمة احباط فتتاثر عزيمتك وتؤثرى بدورك عليه
اخيرا نجح الاتنين فى نقل يحيى لسريره ثم اردفت هنا قائلة من فضلك يا ماما من التو انا المسئوله عنه فى كل شىء وعليكى ان ترتاحى ولا تشغلى بالك الا بالكلام معه ولكن بمواضيع مرتبه
ابتسمت مدام صفاء على كلمة ماما وقالت لا اريد سماع غيرها من الان ثم نظرت الى ابنها الساكن امامها بلا حراك فانهمرت دموعها وقالت بصوت مخنوق كم كنت اتمنى ان اراك فى بيتك ولو لمرة قبل ان اموت ولكنى لم اتمنى ابدا ان اراك هكذا ميت ثم نظرت الى هنا الواقفة بجوارها والمتاثرة على حالها وقالت لها ان كنتى رايتيه فى اخر يوم خرج فيها من هنا ما كنتى استطعتى ان ترينه الان
فلاش باك
دخلت مدام على يحيى فوجدته يكمل ارتداء ملابسه ويرش برفانه المميز وهو فى غاية السعادة ويطلق صفيرا بنغمات اغانيه المفضلة
ابتسمت له والدته وسالته / الى اين يا يحيى فاراك فى قمة انبساطك فهل هى صفقة جديدة
يحيى اقترب منها وقبل راسها ورد بصوته الرخيم / اى صفقة تلك يا امى العزيزة وانا ارتدى الكاجوال
مدام صفاء / اممم حقا لم انتبه ولكنى لا اراك هكذا سعيدا الا عندما تفوز بصفقة جديدة و...
قاطعها يحيى قائلا / او عندما اكون مع شهندة
تبدلت ملامح مدام صفاء عند سماعها لاسم شهندة ومع ذلك قاومت ضيقها وابتسمت وقالت / ربى يديم عليك السعادة طول حياتك ولكنى قلقة عليك
يحيى بابتسامته الجذابة / انا .. تخشين على انا .. هل تخشين على قلب الاسد ؟
مدام صفاء / ولانك قلب الاسد يظل قلبى قلق عليك حتى تعود لسريرك سالم مرة اخرى ثم اردفت قائلة وصوتها يحمل خوف ام على فلذة كبدها الوحيد / يا بنى انت الان اصبحت من اقوى رجال الاعمال فى الشرق الاوسط وبالطبع لك اعداءك
يحيى باستغراب / اعداء ؟ ولما يكون لى اعداء انا لم اظلم احد يوما ولم اتجنى على احد او اسرق مجهود احد
مدام صفاء / اعلم كل ما تعنيه ولكنك تحمل عقل رجل ذو خبرة عاليه على الرغم انك لازلت صغيرا وهذا فى حد ذاته يخلق لك الاعداء اما سالت نفسك يوما لما اطلقوا عليك قلب الاسد
اطلق يحيى ضحكة عالية وقال / حقا لم اسال نفسى وان سالت لا اجد اجابة ان من بين يوما وليلة وجدت الصحف والقنوات الفضائية قد الصقوا بى هذا الاسم
مدام صفاء / لكنهم كانوا دقيقين فى اختيارهم لذاك الاسم
اطلق يحيى ضحكة اخرى وبخبث اقترب من امه وقال / اخشى ان تكونى انتى اول من اطلقه على
مدام صفاء بجديه / لقد اطلقوه عليك لانك لا تدخل صفقة او مشروع الا وفزت به فذكاءك دائما ما يخون من حولك ولا يتوقعون لك اى رد فعل او اى تصرف ابدا فكنت انت بالنسبة لهم الملك الذى لا يهزم ولكن ما يهمنى الان هو ان لكل ناجح اعداء
يحيى / اطمئنى يا امى انا واثق فى الله فهو لن يضيرنى ابدا على الرغم اننى كثيرا ما افعل ما لا يرضيه عنى ولكن عندى ثقة به وكونى افوز باى صفقة فهذا لاننى لست بطماع فانا دائما افضل ان اكسب القليل ولكنى اعمل اكثر وهذا ما جعلنى اتوسع فى كل شىء
مدام صفاء ولكن لك اعداء سياسيين ايضا
اقترب يحيى من امه وقبل راسها مرة اخرى وقال / انا لم ابحث يوما عن السياسة ولكنها هى من تدخل فى كل شىء ولكن ما يهمنى الان ان يطمئن قلبك على ولا تخافى واقترب من اذنها وهمس لها وهو يبتسم وقال / والان اتركينى لاذهب لحبيبة القلب
مدام صفاء / اخاف عليك ايضا وانت معها فانت تكون فى حالة غير الحالة ولا تسيطر على عقلك
يحيى / انا اعشق جنونى معها
لم يكن امام مدام صفاء الا ودعت له وودعته
باك
لم اتوقع ابدا ان يخرج بهذه الحيوية ليعود ميت
اقتربت هنا منها وحضنتها وقالت / لا تبكى من قضاء الله فرحمته وسعت كل شىء والان انا التى اطلب منكى الا تخافى عليه وثقى فى الله ولا تياسى فمشوار علاجنا طويل وليس بهين ويحتاج لارادة
ان الماء ينحت الصخر ليس لقوته وانما لتواصله واستمراره
مدام صفاء اعجبت بكلام هنا وقالت لها انتى كلامك بلسم يا بنيتى واشعر بان ربنا سيكتب لابنى الشفاء على يديكى
..................
مر اسبوع وهنا بدات تتعود عالمكان واصبحت هى من تقوم بكل شى فيه من العناية بيحيى عناية كامله من طعام عبر المحاليل او ادوية او حتى استحمام له وكانت تذهب لعملها فى المستشفى بعد ان تقوم بعمل كل شىء وتعود له بعد نهاية دوامها لتكمل العنايه به
اما مدام صفاء فكان كل شغلها انها تحكى له عن حياته السابقة وخطيبته وعمله
وفى يوم لفت نظر هنا مجموعة سيديهات وفلاشات مكتوب عليها انا وحبيبتى فاخدها الفضول انها تسال مدام صفاء
مدام صفاء بحزن / هذه سيديهات وفلاشات يحيى فكانت هوايته هى تصوير رحلاته ومناسباته مع خطيبته ثم يعاود مشاهدتها يوميا قبل ان ينام كما انه كان يصور اى اجتماعات هامة او مؤتمرات ويعاود مشاهدتها ليركز فيما اخطا فيه او فيما نسى قوله ليتعلم وبكت قائله من يوم ان دخل فى غيبوبته لم اعيد تشغيلها فمن الصعب على ان اراه امامى بصوته المجلجل فى المكان او بابتسامته العذبة وانا اراه فى نفس الوقت ميت امامى
هنا / اسفة انى ذكرتك ولكنها كنز بالنسبة لنا فاريد ان اعيد تشغيلها له لعلها تزيد من قوة تركيزه وقوة الاشارات الصادرة لعينه وكافة اعضاءه فكونها تحكى على اشخاص معروفين بالنسبة له ومواقف اكيد لها ذكريات وخاصة خطيبته سيجعل عقله واعضاء فى حالة لقبول الاستجابة والتجاوب مع المواقف خاصة انه سيسمع اصوات مختلفة ومالوفه له
...............
مرت فترة اخرى وفى يوم وهنا فى المستشفى جاءها اتصال من مدام صفاء
ما ان رات هنا اسم مدام صفاء الا وفزعت وردت بسرعه بخضة واضحة فى صوتها
مدام صفاء بصرخة فرحة / الحقينى يا هنا يحيى حرك جسمه كاملا حركة خفيفة وعاد مرة اخرى لما كان عليه وبعد دقائق كرر نفس الحركة وعاد مرة اخرى للسكون
هنا بصرخة فرحة هى الاخرى وبسرعة قفلت التليفون وعادت للفيلا
وما ان دخلت للفيلا الا واستقبلتها مدام صفاء بالاحضان والقبلات
هنا ركضت نحو يحيى بفرحة وبدموع اخذت تقبله وتحكى له وكانه يسمعها / كان عندى ثقة ان هناك امل كبير لعودتك ارجوك اتحرك مرة اخرى قر عينى برؤيتك انا فرحتى بك الان لا تقل عن والدتك ولا اكذب ان قلت اننى اشعر انى انا والدتك
مدام صفاء شعرت بصدق كلامها وصدق فرحتها فربتت عليها وقالت شعورك هذا لم ياتى من فراغ يا بنيتى فانتى فى الفترة الماضية تكفلتى بالعناية به وابسط اشياءه فاصبحتى انتى المسئوله عنه وهذه غريزة فى كل فتاه منذ نعومة اظافرها فنحن مخلوقين برحم المشتق بدوره من رحمه الله
هنا قبلتها مرة اخرى وهى تبتسم وقالت / لقد وصفتى شعورى الداخلى حقا فقد اصبحت احفظ كل تفاصيله فشعرت كاننى امه
مدام صفاء بهدوء مدت يدها وسحبت هنا واجلستها امامها وقالت اريدك فى موضوع مهم
ثم جلست بجوار يحيى الذى عاد لسكونه مرة اخرى وقالت / لقد عشت معكى عن قرب وعرفتك وتاكدت من امانتك كما تاكدت من صدق ايمانك بالله وصدق عزيمتك فى شفاء ابنى واصبح عندى امل كبير انه سيشفى على يديكى ولهذا فانتى الوحيدة التى استامنها على ابنى اثناء غيابى
هنا باستفهام / غيابك ؟
مدام صفاء / نعم يا بنيتى لقد نويت ان اسافر لقضاء عمرة بهدف شفاء يحيى وفى الحقيقة كنت اود ان اقضيها منذ زمن ولكن لانى كنت لا ائتمن اى شخص على ابنى اما الان فساذهب وانا مرتاحة البال ولكن قبل سفرى هناك خطوات لابد ان اتمها
هنا لم تناقشها فيما هية الخطوات ظنا منها انها مجرد استخراج لجواز سفر والتاشيرة
مدام صفاء موضحه / اولا لقد اتصلت باعز اصدقاء يحيى وهو زياد وهو الصديق الصدوق ليحيى وكان دائم الزيارة له فى المستشفى ولكنه لم يعرف بامر خروجه لانه فى رحله عمل الا بعدما اتصلت به وكانت فرحته لا تسعها الدنيا وسبب اتصالى به لاننى ساطلب منه ان يقف معكى ويسال عن يحيى وعنكى لعلكى تحتاجين لمساعدة
اما الخطوة الثانية فهى انى ساذهب من الغد بصحبة زياد للشهر العقارى وساحرر لكى عقد بيع نصيبى فى المصنع حتى اعود وساكتب لكى ايضا هذه الفيلا حتى تضمنى بقاءك فيها ان حدث لى اى شىء لان ضمان بقاءك فيها سيكون ضمان لبقاء يحيى ايضا حتى لا يستغل اخوته ظروف عدم اهليته ويتصرفون فى الفيلا ويتركوه فى اى مستشفى وبالطبع لن يسالون عنه وسينسونه ولعدم تشكيك احد منهم فى هذه القرارات ساذهب الى المحامى وساسجل هذا صوت وصورة ليتاكدوا انه بمعرفتى وبمحض ارادتى حتى لا تتعرضين لاذيتهم
اما الخطوة الثالثة فسوف اخذك معى للمصنع واعرفك كيفية ادارة الشغل وكيفيه اتخاذ القرارات لحين عودتى ولكن ما يهمنى هو انكى لا بد ان تتمتعى بثقة زائده بنفسك وتفكرين جيدا قبل اتخاذ اى قرارات ولا تسمحين لاى احد بهزك او التقليل من شانك واستعينى بزياد فى اتخاذ اى قرارات فعقله يشبه عقل يحيى كثيرا فهو ايضا رجل اعمال يدير اعمال والده
وبالطبع اعرف اننى بهذا اثقلك باعباء انتى فى غنى عنها ولكنى كما قلت لكى انفا لن ائتمن غيرك على ابنى
اما اخر شىء فهو وصيتى على يحيى فارجوا الا تهمليه ولو لدقيقة وان شفى ولم يمتعنى الله برؤيته احكى له عنى وكم كنت اتمنى ان يكون هو من يمشى فى جنازتى
كل هذا وهنا جالسة امامها جاحظة العينين لا تصدق ما تسمعه وكانها تعيش حلم طويل بدا باتصال مدام صفاء تخبرها بحركة يحيى واستجابته للعلاج وانتهاء بكونها اصبحت صاحبة مصنع وفيلا فى غمضة عين
مدام صفاء لاحظت شرود هنا وكونها لم تعلق باى حرف فشعرت بما يدور بخلدها فنادت عليها لعلها تفيق من شرودها / هنا .. هناااا
هنا انتبهت اخيرا / ها ...وبدات تبتلع ريقها وقامت من مكانها وجسدها كله ينتفض من شدة التوتر وبتلعثم قالت لا .. لا .وبدا صوتها يخرج بعصبية مخلوطة بتوتر . انا لا اوافقك على هذا فان كنتى تامنين على ابنك معى فكيف تامنى الاعيب الشيطان فقد يوسوس لى باختلاس حقوقك الم تخشين من هذا . اين ذهب عقلك
ابتسمت مدام صفاء على برائتها وقالت / لقد ساعدتينى من قبل دون ان تطلبى منى شىء وجئتى معى بناء على طلبى وايضا لم تطلبى شىء كما اننى لا اخشى من عدم امانتك فالامانه والمبادىء لا تتجزا فمن تعمل بوظيفتها بكل امانه دون انتظار اى مقابل فستكون امينة فى كل شىء كما ان الانسان الذى يثق بالله ويجعل كله اموره متوكله عليه لا يخون فحب الله لا يجتمع ابدا مع الخيانة ثم انى اكثر منكى حنكة وعندى مقدرة فولاذيه فى فهم من امامى ولا يغرنكى طيبتى هذه فهى لم تاتى الا بعدما فقدت زوجى وابنى ولكنى كنت كما يسموننى المراة الحديدية املك عقل يكافىء عشرات الرجال وقوة تحمل تفوق الوصف ثم ابتسمت واكملت قائلة ولعلمك يحيى ابنى تكونت شخصيته بالدمج بين شخصيتى انا ووالده ولهذا اصبح اكثر منا نجاحا ويكفى انه لا يزال حتى الان مركز احاديث البرامج الفضائية ولا زالت هيبته تخيف اعدائه على الرغم انهم متاكدين انه ميت ولا حول ولا قوة له ولكن قلب الاسد يظل قلب الاسد حتى وان مات داخل عرينه . استطردت مدام صفاء قائلة / تذكرت نوقفك السابق مع ابنى ولكن ما لم تعرفينه ان ابنى يحيى بحث عنكى كثيرا ليعتذر لكى على تهكمه وسخريته منكى واراد تعيينك باى طريقة ولكنكى لم تكتبى عنوانك فى السى فى واتصل على هاتفك مرارا وتكرارا ولكنك لم تستجيبى وظل هاتفك مغلق دائما
هنا ضحكت بحزن وقالت / لقد فقدت هاتفى فى هذا اليوم المشئوم
مدام صفاء / صدقينى يا هنا يحيى ابنى ظل يؤنب نفسه بسبب سخريته منك بدليل انه حكى لى فانتى اول شخص يفعل معه هذا فليس من عادته السخرية من احد بل كان دائم المساعدة لكل شخص سواء احتاجه او لم يحتاجه مادام شعر هو بحاجة من امامه للمساعدة وظل مستغربا نفسه عما فعله معكى ولهذا بحث عنكى كثيرا ولم يعين بعدها دكتور من الاساس
ابتسمت هنا بنفس الحزن الذى يكسو وجهها وقالت / هذا قدرى وانا اقبل الاقدار ولا احزن على ما لم يكن من نصيبى
ابتسمت مدام صفاء وقالت / ولكنك الان اثبتى لى ان رايى فيكى كان صائبا فبالرغم عما بدر منه تجاهك الا انك لم تعامليه بنفس معاملته بل بالعكس لم تتوانى فى بذل اى مجهود لشفائه
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية