رواية سجينتي الحسناء الفصل الاربعون 40 - بقلم أسماء عادل
معظم الناس حقاً لا يريدون الحرية ..
لأن الحرية ينطوي عليها المسئولية ..
و معظم الناس خائفون من المسئولية ..
سيجموند فرويد .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه مفزوعاً على غير عادته بعد ان حلم بطيفها و هى غارقه بدماءها فلهث بانفاس عنيفه و نظر الى جواره لتلك المسجاه عاريه لا يسترها شيئ فانحنى ليسحب دورق المياه و ارتشف منه حتى ارتوى و اعاده مكانه و دفعها بغلظه لتستيقظ هاتفا
_ داارين ، اصحى .
اعتدلت بكسل و نظرت له بنظرات مغريه و رددت باثاره
_ فى ايه ؟
امتعض وجهه و هو ينظر لها و لملامحها و ردد بصوت غاضب
_ قومى البسى و امشى .
تعجبت من طلبه و نظرت لساعة الحائط و قبيل ان تتحدث هدر بها
_ اخلصى يا روح امك انتى لسه هتسرحى ؟
ابتلعت لعابها برهبه و تلعثمت هاتفه برجاء
_ طيب استحمى و البس بس يا باشا .
قوس حاجبيه بضيق و ترك الفراش متجها للخارج و ردد بحده
– عشر دقايق و تكونى بره .
نزل الدرج بخطوات متعجله و هاتف مساعده فأجاب اﻻخر بنعاس
_ شهاب بيه مالك فى حاجه ؟
صاح به بحده اجفلته
_ مش عايز الهبابه دى تيجى تانى هنا … فاهم و ﻻ لا ؟
زم شفتيه من تحكماته التى اصبحت تُثقل كاهله فى اﻻونه اﻻخيره و ردد بتأفف خفى
_ حاضر معاليك تؤمرنى بحاجه تانيه ؟
اجابه بغضب
_ عايز واحده تشبه لها … عايز واحده فيها روحها ، فاهم يا بنى ادم مش عايز مومس تيجبهالى تقرفنى و تدلع عليا عشان القرشين اللى بتاخدهم .
اغلق بوجهه فردد المساعد بتذمر
_ اللى ناقص تقولى اجيبهالك من تربتها … دى ربنا نجاها انها ماتت يا اخى و ارتاحت من اللى كنت ناويلها عليه .
ارتمى شهاب على الاريكه بحزن و امسك هاتفه اللوحى و اخذ ينظر لصورها التى تملئ شاشته و ردد بضيق
_ مش عارف مالى ؟ لا شوفتك فى الحقيقه و ﻻ كلمتك و عامل كده ليه ؟
تنهد زافرا انفاسه بحرقه و ردد لنفسه
_ معقول !! معقول اكون حبيتها كده من غير اول نظره حتى ؟ ولا الحكايه كلها انى معرفتش اطولها و الموت اخدها منى ؟
امسك بكأسه الكريستالى و وضع به قطرات من الخمر و ارتشفه دفعه واحده فشعر بحريق داخل صدره من قوه المشروب فابتلع بصعوبه و عاد لحزنه الذى سيطر عليه و ردد
_ انا لازم افوق … لو حد حس باللى انا فيه ده مش هيكون فى مصلحتى ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ايام على مقتل الحرش بين تحريات و تحقيقات و نور لا تزال تحت التحفظ حتى تم إحالتها لسجن النساء لحين البت فى قضيتها لتعود مره اخرى من حيث اتت و لكن تلك المره بشخصيتها الحقيقه و التى اصبحت معروفه لجميع من بالسجن بعد ان عادت له لواحظ منذ محاوله هروبها الفاشل الذى لم يتعدى اربع و عشرين ساعه .
دلفت مكتب رئيس المباحث فاستقبلها عماد بحفاوه مرددا باعجاب
_ منوره يا حضره الظابط .
ابتسمت له بسمه هادئه و اطرقت رأسها لاسفل فاقترب منها و ردد بتحفظ
_ مالك ؟
لم تجب فردد بقلق
_ لو قلقانه من لواحظ او …
قاطعته بقوه
_ انا مش قلقانه من حاجه ، بس يمكن اكون مضايقه انى اضطريت ارجع هنا تانى .
صرف الحارسه التى ترافقها و اجلسها امامه على المقعد و ردد بجديه
_ انتى هنا هتتشالى على كفوف الراحه و كل السجن و انا اولهم هنكون رهن اشارتك لحد ما تاخدى حكم البراءه .
ابتسمت بمرار و رددت مؤكده
_ معتقدش فيها براءه يا عماد بيه ، ربنا يستر .
ربت على كتفها فانتفضت بخضه ليشعر هو باﻻحراج من فعلته فابتسم مرددا
_ انا هنا معاكى كأنى سيف و اكتر و لحد ما يرجع اى حاجه تعوزيها بلغينى بيها على طول و هسكنك فى الرعايه عشان محدش يضايقك و فى اوضه لوحدك كمان .
ابتسمت ممتنه له على اهتمامه بها و براحتها فرددت تسأله بحيره
_ و اخبار لواحظ ايه ؟
اجابها ببسمه فرحه
_ بقت لوحدها …. مفيش حواليها الخايله الكدابه زى اﻻول و ﻻ حد بيساعدها … الظاهر كده ان ايامها ولت !!
اطرقت رأسها باستحسان و هتفت تسأل
_ و سيف باشا ؟
ردد ببسمه ساخره
_ الباشا بتاعنا زى الفل ، فاكر نفسه بيقضى شهر عسل من اول و جديد .
ضحك و اكمل
_ كل يوم و التانى يطلب فاكهه و حلويات و كوتشينه و دومينو و خلى وائل يجيب له شاشه تليفزيون و يدخل نت كأنه فى منتجع سياحى .
ابتسمت باقتضاب و ردت
_ يمكن بيسلى نفسه .
اماء ضاحكا و ردد
_ اه طبعا بوجود حبيبه القلب .
ازداد تجهمها فشعر بالضيق من ملامحها و سألها بتوتر
_ انتى اتضايقتى من ايه ؟
حركت رأسها بمعنى ﻻ شيئ و لكنه لم يصدقها فشعر بغصه تؤلمه لمجرد التفكير انها تكن مشاعر لرفيقه المتزوج فابتلع لعابه و سألها بجرأه اكبر
_ ممكن اسألك سؤال ؟
اماءت بصمت فسأل
_ سيف بالنسبه لك ايه ؟
اجابت بثقه و بدون تفكير
_ كل حاجه … الاخ و اﻻب و السند و العيله و اﻻمان و انا من غيره يتيمه و وحيده .
ابتلع لعابه مره اخرى بمرار و اكمل
_ يعنى بتفكرى فيه انه زى اخوكى و ﻻ حاجه تانيه ؟
تضايقت من تلميحه و رددت بحده
_ حاجه تانيه زى ايه ؟ انت فهمت ايه من كلامى ؟
اجاب غير عابئ بغضبها
_ شفت مضايقتك و غيرتك عليه من مراته و …
قاطعته صائحه
_ ﻻ طبعا انت فهمت غلط ، انا اتضايقت بس لانها قابلتنى وحش جدا و حسيت انها معندهاش ذوق و فعلا استغربت ازاى سيف باشا يحب واحده بشخصيتها دى ؟
ابتسم و ردد يوضح
_ هى اتعاملت معاكى وحش انتى كمان ؟
اماءت بصمت فردد
_ معلش اعذريها ، اللى شافته مش قليل و برده هى بنت عاديه مش واخده على اﻻكشن اللى احنا متعودين عليه ده .
قوست فمها و اماءت برأسها تحركها عده مرات بحركات متتاليه كدلاله على تفهمها للامر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت الباب ففتحت لها الخادمه لتندفع فدوى بلهفه هاتفه
_ انتى فين يا منار ؟
خرجت لها اﻻخيره تردد بفزع
_ فى ايه ؟
اجابتها بضيق
_ انا عايزه اشوف بنتى … هنفضل على الحال ده لامتى بس ؟
اجابتها اﻻخرى بضيق
_ يا ريتنى اعرف ما انا حالى زى حالك … اعمل ايه بس ؟ لحد ما يخلصو القضيه يمكن ؟
لم تستطيع تمالك نفسها فبكت و جلست باجهاد و رددت بتضرع
_ يا رب هونها عليهم انا مبقتش قادره و خايفه اوى … مفيش واحده تستحمل تاخد عزا بنتها و هى عايشه !! اللى بيحصل ده حرام ، الناس بتتصل بيا تعزينى لحد انهارده .
جلست منار الى جوارها و ربتت على ظهرها تواسيها و هتفت بنفسير
_ عشان يعيشو حياتهم مرتاحين بعد كده لازم كلنا نتعب شويه فى اﻻول ، احسن ما يفضلو طول الوقت مهددين بالخطر .
حركت ساعديها اعلى فخذيها و رددت بحرقه
_ حظها قليل فى الدنيا ، العالم كله جاى عليها و هى واقفه تحارب هنا و هنا .
لم يعجب منار حديثها فرددت تدافع
_ حظها القليل اللى بتقولى عليه خلاها تتجوز ابنى ، و اظن ان جوازتها كل الناس بتتمناها !
قوست فدوى فمها و رددت فى نفسها متذمره
_ هو ده وقت فشخره انتى كمان ؟ احنا فى ايه و ﻻ فى ايه ؟
نفضت حديثها من رأسها و رددت بحزم
_ طيب انا عايزه اشوف بنتى و انتى اكيد عايزه تشوفى ابنك ، فا انا بقول تعالى نطب عليهم من غير ما ندى حد خبر و اهى تبقا مفاجأه .
ابتسمت منار هاتفه
_ ماشى … على الله بس طلعت ميطلقنيش فيها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلسا يلعبا باوراق الكوتشينه و الفائز يقوم بالحكم على الخاسر بما لذ و طاب من افكاره الوقحه بعد ان اعتادا ملئ فراغهما بتلك النوعيه من اﻻلعاب .
سحب ورقه و وضعها امامها مرددا بانتصار
_ و الكومى يقش … كده انا معايا الورق و انا اللى هحكم عليكى .
قوست فهمها و نظرت لنفسها هاتفه بتحذير
_ لو طلبت اقلع حاجه تانى هحط صوابعى فى عينك انا مبقتش لابسه حاجه .
ابتسم بانتصار و ردد بخبث
_ لا لسه فى قطعه .
قضمت شفتاها بحرج و وقفت لتخلع آخر قطعه ملابس ترتديها و ناولتها له بغيظ و عادت تجلس هاتفه بتوعد
_ ورينى بقا لو كسبت هتقلعنى ايه تانى ؟
غمز لها بطرف عينه و ردد بوقاحه
_ لا خلاص اﻻحكام هتتغير من القلع لحاجات تانيه اكبر .
تحرجت منه فقزفته بمسند الاريكه ليضرب وجهه فضحك عاليا و ردد بمشاكسه
_ خلاص هتيعيطى بقا و ﻻ ايه ؟ مش انتى لما كسبتى اول دور انتى اللى اخترتى ؟
جزت على اسنانها بغيظ و هتفت متذمره
_ و اهو من ساعتها ما كسبتش غير دور و انت ضحكت عليا و قلعت التى شيرت بس و انا بص
اشارت لجسدها العارى تماما امام عينه فردد بمداعبه
_ ده اللعب احلو اوى كده و بقا على المكشوف .
خجلت و احمرت وجنتاها فاقترب منها يحتضنها هاتفا بمشاكسه
_ خلاص لو كسبتى الدور الجاى هسمحلك تلبسى قطه بدل ما تحكمى عليا … ايه رأيك ؟
اماءت وهى تزم شفتيها بطفوله فاقتنص شفتاها بقبله جامحه و عاد للوراء يلهث هاتفا
_ طيب يلا نكمل احسن ما اخدك على جوه و انا خلاص صحتى راحت فى الكام يوم دول .
تذمرت بضيق
_ هو حد كان ضربك على ايدك ؟ انت اللى عامل شبه العيل اللى مصدق لقا لعبه و شبطان فيها .
غمز لها بطرف عينه مرددا
_ قصدك لقا حته مارون جلاسيه و الحشو شيكولاته .
تمايلت عاريه مردده بتغنى
_ شيكلاته الناته كوناته .
هلل بتصفيق عالٍ ضاحكا
_ الله اكبر ..
قضم باقى تهليلاته من اثر طرق الباب فشعر بالحرج فربما احدا من الجيران او اﻻسوء لربما وائل او عماد و قد استمعا لهما بالتأكيد ليردد بخفوت
_ لمى الليله دى بسرعه و ادخلى جوه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس بزهو ينتظر الدخول فلم يتأخر عليه الاخر بالسماح له و وقف باحترام مرحبا
_ اهلا و سهلا يا شهاب بيه ، اتفضل .
جلس امامه على المكتب و ابتسم ابتسامه صفراء و اخرج سيجاره السميك و اشعله بغطرسه واضعاً قدم فوق الاخرى و استنشق انفاسه المعبئه بالدخان و زفرها بتمهل فردد سعد الدين يسأله
_ تحب تشرب ايه ؟
ردد بتعالي
_ و لا حاجه ، انا جاى فى شغل مش جاى اتضايف .
اماء سعد الدين بعمليه و انتظره ان يدخل بالموضوع مباشره فردد الاول
_ انت عرفت ان المحامى بتاعى مات !
رد عليه بوجوم
_ قصدك اتقتل .
رفع طرف شفته العليا بشكل ممتعض و ردد ببرود
_ النتيجه واحده ، انى بقيت محتاج لمحامى يباشر اعمالى .
تمعن تلنظر به و هو يستطرد بكل ثقه
_ و بما انك كنت المنافس اﻻول لناصر الصواف يبقا اكيد انت اكتر واحد مؤهل للمنصب ده .
ظل صامتا ينظر له بتفكير فسأله شهاب بنهايه اﻻمر
_ عايز اسمع ردك .
اجابه اﻻول برفض قاطع
_ مش موافق .
رمقه شهاب بنظره ناريه و ردد بغضب
_ مش موافق !! انت عارف نفسك بترفض ايه ؟ انت بترفض فلوس تغطيك و بترفض نفوذ هيخليك اكبر محامى فى البلد و ….
قاطعه سعد الدين مؤكدا
_ انا بحب اشتغل لنفسى و مش حابب اكون تحت امر حد ، القضيه اللى تعجبنى اخدها و اللى متعجبنيش ارفضها .. لكن الشغل معاك هيجبرنى على حاجات انا مش عايزاها .
نظر له بحده و ردد
_ اهمها انى احط ايدى فى ايدك ، دى لوحدها كارثه بالنسبه لى .
وقف شهاب غاضبا و ردد بحده هوجاء
_ انت اتجننت ؟ انت عارف انت بتكلم مين ؟ ازاى تسمح لنفسك تتكلم معايا كده ؟
قوس سعد الدين فمه و ردد بهدوء غريب
_ انا طول عمرى شريف ، و مش هاجى على اخر الزمن و اشتغل فى المشبوه يا شهاب بيه .
صمت و التف بمقعده الدوار يوليه ظهره و ردد بصوت قوى و واثق
_ اعتقد ان المقابله انتهت .
لم يتقبل اﻻهانه فردد بتوعد
_ انت بدل ما تكسبنى صديق ، خلتنى عدو ليك و يا ويله اللى يعادى شهاب البدراوى .
التف بمقعده مره اخرى و امسك سماعه هاتفه و تحدث مع مساعدته هاتفا
_ شوفى مواعيدى ايه انهارده عشان متأخرش عليها ؟ و وصلى شهاب بيه لباب المكتب .
خرج منطلقا كالسهم الذى ترك قوسه و لن يستطيع احد ان يوقفه و هو يتوعد له بداخل نفسه و فور خروجه زم سعد الدين شفيته و ردد بضيق
_ لو عليا كنت اخد تار سيف منك يا اخى بس مش بايدى .
امسك هاتفه و تحدث لرفيقه وائل و قص عليه اللقاء فهدر به اﻻخر
_ انت غبى يا بنى ؟ ايه اللى خلاك رفضت ؟
اجابه سعد بلامبالاه
_ عشان مش عايز اشتغل معاه .
تذمر وائل مرددا بغضب
_ دى كانت فرصه تخلينا نقدر نمسك عليه مستندات يا اخى الله يسامحك .
تنهد سعد الدين ببطئ و ردد بتأكيد
_ انا قلت لك ميت مره انى مش عايز اشتغل مرشد للبوليس و اﻻهم من كده انه لو بقا موكلى عمرى ما هطلع اسراره ، لانى لو عملت كده حتشطب من النقابه و مهنتى هتتدمر لكن انت مش بتفكر غير فى شغلك .
تضايق وائل فهتف محتدا
_ يا بنى اكيد كنت هخليك شاهد ملك و بعدين انت عندك الشغل اهم من تحقيق العداله ؟
اجابه سعد الدين بضيق
_ و العداله كانت عملت ايه لسيف ؟ انا قلتلك قبل كده ميت مره انى بقا عندى اللى اخاف عليه و معنديش استعداد اخسر حياتى عشان خاطر اى حاجه .
ابتسم وائل بزاويه فمه و ردد
_ و انت متخيل ان شهاب هيسيبك بعد اللى عملته معاه ؟ ما خلاص انت بقيت بلاك ليست و مش هيسكت الا لما يأدبك على طريقته .
تخوف سعد قليلا من تلميحه فهدر به
_ انت ايه يا اخى ؟ بتقلقلنى ليه كده ؟ اقفل يا وائل انا مشغول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحرك صوب الباب و فتحه فتفاجئ بوالدته برفقه حماته فلم يجد الوقت الكافى ليرحب بهما فتعلقت منار برقبته و رددت بلهفه ام حقيقيه
_ حبيبى يا بنى … الحمد لله ان ربنا طمنى عليك .
ربت على ظهرها و نظر بجوارها فلم يجد فدوى التى دلفت دون استئذان تبحث عن ابنتها و تبعتها لداخل غرفه النوم فتفاجئت بها دارين و هى ﻻ تزال ترتدى ملابسها فتحرجت فدوى قليلا و لكنها هرعت تجاهها و احتضنتها عاريه بقوه و ادخلتها داخل اضلعها و رددت بحب
_ حبيبتى يا بنتى الحمد لله انه طول فى عمرى لحد ما شفتك ، انا كنت خايفه اوى اموت من كتر القهر عليكى .
ربتت دارين على ظهرها تدعمها هاتفه
_ متقليقيش يا ماما انا كويسه الحمد لله .
جلسوا جميعا بعد ان ازالوا نار اشتياقهم و بدءت منار تردد بفضول
_ الموضوع ده هيتحل ازاى يا سيف ؟ حكايه شهاب البدراوى و المشاكل دى ؟
ردت فدوى
_ لازم يسافرو و يسيبو البلد ، هو ده الحل الوحيد .
ابتسم سيف و ردد بهدوء
_ متقلقوش … نهايته قربت اوى و انا مستحيل اسيب شغلى و بلدى عشان خاطر واحد زيه و اكيد ربنا هيحلها من عنده .
تسائلت فدوى بحيره
_ طيب هترجعو ازاى لحياتكم الطبيعيه و لشقتهم ؟ و اﻻهم من ازاى هو امتى ؟
ابتسم لها و رد
_ قريب جدا بامر الله ، ادعولنا انتم بس ربنا هيحلها من عنده .
استئذنتا لتغادرا بعد ان مكثتا وقتا لا بأس به مع غاليتيهما و اطمئنتا على حالهما ، فور خروجهما امسك سيف هاتفه و تحدث مع رفيقه يسأله باهتمام
_ ازيك يا عماد ؟ ايه اﻻخبار عندك ؟
اجابه اﻻخر بتوضيح
_ متقلقش يا سيف .. كله ماشى زى الساعه و نور تحت حمايتى .
رددد بضيق و حده
_ خلى بالك عليها ، البنت دى متهوره و ممكن توقع نفسها فى مصايب خصوصا فى وجود لواحظ .
اجابه اﻻخر بتوضيح
_ لا مقتقلش … لواحظ اصلا مش باين لها حس ، و نور كمان بعيد عنها خالص اطمن .
اغلق معه فوجدها تنظر له بغضب فابتسم و داعب ذقنها هاتفا
_ بطلى غيره .
رفعت كتفاها برفض و هتفت
_ البنت دى بتحبك ، و انا متأكده من ده .
قوس فمه باستنكار و هتف موضحا
_ يا حبيبتى يمكن كلامك صح ، بس اﻻكيد انها مش بتحبنى الحب بتاعك … ده غير انى مش شايف غيرك و هى كانت قدامى من قبلك و لو كان فى مجال او احتمال لاى حاجه مكنتش قاعد معاكى دلوقتى .
اماءت بصمت و عادت تسأله
_ طيب احنا هنفضل هنا لامتى ؟ الموضوع شكله هيطول و انا زهقت و عايزه ارجع بيتى .
ربت على كتفها و ردد باهتمام
_ طيب انا هكلم وائل و اشوف اخرتها ايه ؟
هاتفه على الفور فاجابه اﻻخير بجديه
_ افندم يا باشا ؟
قوس سيف حاجبيه بدهشه من طريقته الرسميه فردد يسأله بحيره
_ مالك يا بنى ؟
اجابه اﻻخير موضحا
_ شفت سعد ؟ ضيع من ايدينا فرصه مش هتتعوض ابدا .
لم يعى ما وراء حديثه فسأله
__ مش فاهم … ايه الحكايه ؟
قص عليه اﻻخر ما علمه من سعد فضحك سيف على سذاجه رفيقه فردد بحسم
_ ده انت ضايع ، و الله اللى شغلك فى المباحث ظلمك .
سأله بحده و غضب
_ ايه يا بنى ؟
اجاب سيف بعد ان جلس و امسك سجائره و اشعل واحده و ردد
_ اولا شهاب البدراوى مش اهبل عشان يروح برجله لسعد الدين و هو عارف كويس اوى مين سعد ! و كمان عارف انه صاحبنا ، يعنى من اﻻخر كده هو بيحاول يوقعنا .
قوس فمه بغرابه هاتفا
_ ازاى ؟ و ليه ؟
اجابه بذكاء
_ هو مش متأكد اذا كان معانا اى مستندات تدينه و لا لا ، فتلاقيه قال اشوف صاحبهم يا يوافق يشتغل معايا عشان يبقا عين ليهم و بكده يبقا لسه مش معاهم اى ادله ضدتى او لو موافقش يبقا ممكن يشك فى اننا معانا مستندات تدينه .
صمت وائل قليلا فردد سيف بثقه
_ هو دلوقتى قلقان اكتر من لو كان سعد وافق على الشغل معاه ، عشان كده ﻻزم نستغل الموضوع ده لصالحنا ؟
سأله من جديد
_ ازاى ؟
ردد سيف يتوضيح و مكر
_ اولا هتروح لحد عنده و تهدده بالمستندات اللى مش معانا و تساومه .
رفع حاجبه بدهشه و ردد
_ اساومه ؟ اساومه بايه ؟
ابتسم سيف و ردد
_ تساومه على حياتى و على فلوس ، يعنى تلعب دور الظابط المرتشى و بدل ما ندخل سعد فى الموضوع و يا عالم يعرف يوصل للى احنا عايزينه و ﻻ ﻻ ؟ فالافضل ان انت اللى تدخل بنفسك .
تنهد وائل و ردد بتفكير
_ طيب و لو سألنى على اللى موجود فى المستندات ؟
اجاب ببساطه
_ فاكر المستندات اللى قدمها اكرم ؟ دى اكيد ليها اصول عند ناصر و مش بعيد كمان يكون ليها ارتباط مباشر مع شهاب .
ضحك وائل و ردد
_ يعنى اهبد و زى ما تيجى تيجى .
اعقب سيف عليه مؤكدا
_ ايوه و تبقا يا صابت يا خابت .
تجهم وجهه و ردد بفضول
_ بس انت كده عايزنى اعرفه انك لسه عايش ؟
اجابه بتأكيد
_ ايوه .. ما هو كفايه كده ، و مسكنا كل اﻻطراف و خلاص مفيش داعى ابدا افضل انا و مراتى هربانين كده ، لواحظ و اتمسكت و خسرت كل حاجه ، و عتريس و عطوه و خلصنا منهم … حتى الحرش خلاص بح ، ما يفضلش غير شهاب و ده امره خلاص مسأله وقت مش اكتر .
وافق وائل و ردد يسأله
_ يعنى هترجع بيتك و شغلك خلاص ؟
رد عليه مولفقا
_ ايوه … كفايه كده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثقه بالنفس احيانا تكون سلاح ذو حدين ، فالثقه مع القوه و الذكاء يمكن ان تصل اﻻنسان لاعلى المناصب و لكن ان اختل توازن اﻻمور فقد مكانته على الفور اذا ما اقترن مع تلك الثقه بعض الغرور و القليل من التباهى فأسفرت عن تهور .
وثقت بمكانتها بالسجن و التى كانت تستمدها قديماً من اموالها التى تغدقها على المسجونات و ازواجهن الذين ربما يعملون لديها فى الخفاء و لكن بعد ان فقدت العصا التى تحرك الجميع للامام الا و هى اﻻموال فقدت معها نفوذها و هيبتها .
جلست باحد اﻻركان بعيدا عن الجميع فلا يوجد احد إلا و له عداوه معها بشكل من اﻻشكال ، فظلت على حالتها حتى اقتربت منها سيده تردد بتشفى
_ مالك يا معلمه قاعده زى الكتكوت المبلول ليه كده ؟
زغرتها بنظرات حارقه و غاضبه و هدرت بحده
_ انتى هتنسى نفسك معايا و لا ايه يا مّره انتى ؟ انا المعلمه لواحظ المر و لا نسيتو يا شويه حوش !
لم تستطع نساء العنبر بلع اﻻهانه من فمها من جديد فاقتربت احداهن و كانت قديما تُعد ذراعها اليمنى و لكنها تخلت عنها بحضور نور فاصرت اﻻمر فى نفسها و رددت بضيق
_ اسمعى يا لواحظ … الشغل القديم ده عدى وقته ، دلوقتى الكلمه هنا كلمتى انا و انا هنا المعلمه و انتى تقعدى تحت رجلى .. فاهمه و ﻻ ﻻ ؟
نظرت لها مدهوشه منها فاقتربت منها تنظر لها بنظرات مغلوله و رددت بحده
_ مبقاش اﻻ انتى يا …
قاطعتها السجينه بضربه خفيفه من شفره حلاقه اعلى صدغها جعلتها تنزف بغزاره على الفور فصرخت تطلب النجده فهرعت السجانه سماح اليها و اخذتها الرعايه .
ضمد الطبيب جرحها فرددت بتوسل
_ ابوس ايدك يا دكتور خلينى يوم و ﻻ اتنين فى الرعايه ، احسن الحوش دول ناويين على موتى .
اجابها الطبيب بعمليه
_ حالتك مستدعيش انك تقعدى فى الرعايه و …
قاطعته متوسله
_ طيب يوم واحد بس .
زفر بضيق و ردد
_ طيب ، بكره الصبح ترجعى العنبر بتاعك انا مش عايز وجع دماغ .
بالفعل مكثت بالرعايه فتفاجئت بها نور و هى تدلف بخطوات واثقه و متباهيه و رددت بصوت غاضب
_ حضره الظابط نور … يا اهلا يا اهلا .
لم تعيرها اهتماماً فظلت على حالتها تستثيرها بحديثها هاتفه
_ سمعت انك قتلتى المعلم الحرش ؟ تفتكرى رجالته و ﻻ مراته هيسيبوكى ؟ حتى لو استخبيتى فين ؟ ده ولاده رجاله كبار و ياكلو الزلط و تاره هياخدوه منك باى شكل .
لم تهتم و ادارت وجهها للجانب اﻻخر فاقتربت منها و انحنت تهمس لها باذنها
_ و زى ما عرفت اخد حقى من المعاون و مراته هاخد حقى منك و بكره تشوفى .
لاحت ابتسامه ساخره اعلى شفتها و رددت بسخريه
_ و انا مستنياكى تجيبى اخر ما عندك يا لواحظ .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف وائل بعد ان استأذن السكرتيره بالدخول فسمحت له و ردد باحترام
_ شهاب بيه ، ازيك ؟
نظر له بامتعاض و اشار له بالجلوس و امسك علبه سيجاره الكوبى و اشار بها لوئل هاتفا بغرور
_ تدخن ؟
اماء موافقا و ردد
_ و ماله ميضرش .
سأله بحيره
_ خير يا حضره الظابط ؟
ردد وائل بجديه
_ بص يا شهاب بيه ، انا مش هلف و ادور … انا عايز اتفق معاك على ديل كويس هنستفاد منه كلنا .
نظراته المتعجبه و الغير مصدقه وصلت لوائل فابتسم بتصنع و حاول ان يتحدث بعمليه و جديه اكبر فردد
_ الواحد مننا بيفضل شغال طول عمره و ممكن يموت و هو فى الخدمه و فى اﻻخر معاشه ممكن ميقضيش عياله .
ردد شهاب بحزم
_ ادخل فى الموضوع على طول .
اماء مرددا
_ طيب اولا لو عايزنى احرق كل المستندات اللى معايا و بتدينك انا مستعد بس كله بتمنه .
اراح ظهره على المقعد و وضع قدم فوق اﻻخرى و ردد بثقه
_ مستندات ايه و ادانه ايه اللى بتتكلم عنها ؟
اجابه ببسمه ساخره
_ لااا … خلينا نلعب على المكشوف عشان نوصل لحل يرضينا احنا اﻻتنين .
وقف مكانه و خلع سترته و اخرج هاتفه و قام بغلقه و ردد و هو يدور حول نفسه
_ متخافش … مش بسجلك و ﻻ دى خطه عشان اوقعك بيها ، بس كل الحكايه انى عايز أامن مستقبل ولادى .
نظر له شهاب بحيره و انتظره يُكمل حديثه هاتفا
_ و عايز اﻻمان لسيف و مراته .
انتفض من مكانه و ردد يسأله
_ ايه ؟
تدارك نفسه فصمت ليبتسم وائل هاتفا بتوضيح
_ ايوه يا شهاب بيه … عايشين و دى كانت خطه من البوليس ، بس الراجل عايز يعيش من غير خوف و انا عايز أامن مستقبلى فجيتلك و جبتهالك على بلاطه .
قاده غروره بنفسه ان يتحدث باريحيه هاتفا
_ يعنى المعاون و دارين عايشين ؟
تعجب من نطقه اسمها بكل ذلك الشجن الذى غلف نبرته فردد ببسمه مقتضبه
_ ايوه و زى ما قلتلك ، عايزين اﻻمان .
سأله شهاب
_ انا هستفاد ايه من الديل ده ؟
اجابه وائل بحرفيه
_ المستندات اللى معايا من ناصر اعتبرها بح … و انا لو كنت عايز استخدمها كنت استخدمتها من ساعتها بس انا شايف اننا نتفق افضل .
سأله بخبث
_ و المستندات دى فيها ايه ؟ مش يمكن اللى فيها ميهمنيش فى حاجه ؟
اجابه بعد ان جمد نظراته ليوحى له انه يتحدث بثقه
_ لو مفيهاش حاجه مكنتش جيتلك بكل ثقه بطلب منك اللى بطلبه ده .
تمعن النظر بلامحه الواثقه و زم شفتيه هاتفا بضيق
_ موافق بس بشرط !
تعجب وائل فتجهمت ملامحه و ردد بحده
_ احنا بنتفق على ديل ما بينا يا شهاب بيه ، مفيش مجال لحد يحط شروطه … الموضوع خد و هات .
اماء معقبا
_ ده بالنسبه لك ، خد الفلوس و هات المستندات ، انما بالنسبه للمعاون !!
صمت ليزيد اﻻمر اثاره فاندهش وائل و لم يفهم مقصده فردد اﻻخر بوقاحه
_ انتو اكيد عارفين انا عايز منه ايه ؟
لم يعقب و انعقد جبينه و ابتلع لعابه بغصه مؤلمه و هو يستمع للاول يردد
_ حياته قصاد تنفيذ اللى انا عايزه و غير كده مفيش .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ايام حتى استطاع سيف ان ينهى جميع اﻻوراق العالقه حتى يعود لمنزله و لعمله و فور ان دلف منزله برفقه زوجته و عائلتيهما احتضنهما الجميع بلهفه حقيقيه و شوق جارف فربت سيف على ظهر اخته التى بكت فرحا بالرغم من علمها انه على قيد الحياه و لكن رؤيته امامها بشحمه و لحمه جعلت عواطفها تثار فبكت بحرقه .
ردد يواسيها
_ خلاص يا ساره عدت على خير .
سأل طلعت باهتمام
_راجع الشغل امتى ؟
اجابه سيف
_ بكره هعدى على المأمور و اشوف هيرجعنى امتى ؟
ردد طلعت بحب
_ على خير يا بنى .
لم يعلم ان كل تلك المده كان وائل يحاول جاهداً ان يثنيه عن الظهور لما سمعه من تصميم شهاب على امتلاك زوجته و لكنه علم إن ما اخبره فقد يتهور و يتوعد له بالقتل ربما ، و لكن اصرار اﻻخير على العوده لمنزله و لعمله جعله يتخذ قراره بالتحدث مع زوجته بالخفاء و محاوله تجنيدها لصفه فانتهز فرصه تجمع العائلتين بمنزل الزوجيه و احضر زوجته بحجه الترحيب بعودتهما .
تحين الفرصه حتى وجدها تقف بمفردها تضع اﻻكواب الفارغه بجلايه اﻻطباق فدلف للمطبخ بعد ان تنحنح و ردد بصوت حرج
_ اسف … ممكن كوبايه ميه ؟
ابتسمت له برقه و ناولته الكوب فاقترب منها و همس لها محذرا
_ ﻻزم اقابلك بعيد عن سيف ، الموضوع يخص حياته .
لمعت عينها فور ان استمعت لتلك الكلمات تخرج من فمه فنظرت له بوجل فردد و هو يمد ساعده بكارته الخاص هاتفا
_ اول ما ينزل كلمينى عشان نتفق هقابلك ازاى !
ترددت هل تأخذ منه الكارت الخاص به ام لا و لكنه اصر عليها هاتفا بتحفيز
_ خدى الكارت و كلمينى عشان حياه سيف فى خطر .
لم تتردد لحظه بعد ان استمعت لحديثه و خبأته بجيب سروالها و عادت ترحب بضيوفها تحاول رسم بسمه مزيفه على محياها بعد ان تملك منها الخوف و الرهبه .
استمع سيف لجمال و هو يخبره بما دار اثناء غيابهما و ما حدث من ابنه خاله فصر على اسنانه بالغيظ و ردد
_ ازاى الوضع وصل بيها لحد هنا ؟
ردد جمال بحده
_ دى بنى ادمه مش سويه ، و كان باين عليها من وقت السبوع بتاعكم … لكن محدش كان ممكن يصدق الجنان اللى عملته وقت العزا .
اطرق رأسه لاسفل بخزى و ردد بحزن
_ خالى راجل محترم و ميستاهلش انه يتبهدل على ايديها البهدله دى و الغلط كله على امها اللى عارفه كل بلاويها و مش بتحاول تقوم سلوكها .
ربت جمال على كتفه هاتفا
_ المهم تاخد بالك من شرها عشان متنجحش انها تأذيكم زى ما عملت زمان مع مراتك و بنتك اللى يرحمهم .
ابتسم سيف بمرار و ردد بتأكيد
_ اﻻكيد ان لو هيا عملت عمل بالفراق فمستحيل حد يقدر يجيب اجل بنى ادم اﻻ باذن ربنا ، و مستحيل اصدق انهم ماتو عشان العمل و الكلام الفارغ ده … ده كان قضاء و قدر و اجلهم و انا انسان مؤمن بربنا و بقضاءه .
ردد جمال بهدوء
_ و نعم بالله ، بس الواحد بيقول حرس و لا تخون .
اماء مؤيدا حديثه و ردد بينه و بين نفسه
_ احرص من مين و ﻻ مين بس ؟ ده الدنيا كله واقفه ضدى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ صباحا على قبله حنون من عشقه و غرامه المتيمه به فابتسم لها و هو يسمعها تردد
_ مش هتقوم تروح الشغل ؟ مش قلتلى عايز تصحى بدرى ؟
اجابها و هى يفرك عينه بخمول
_ الواحد بقا كسلان كده ليه ؟
اجابته متصنعه الابتسام
_ عشان اتعودت على السهر و مبقتش تنام كل يوم قبل الفجر ، بس لما ترجع الشغل نومك هيرجع يتظبط .
اعتدل بجسلته و ردد بعبث
_ و انا يعنى سهران كل يوم لوش الفجر بلعب مثلا ؟
ضحكت برقه و رددت
_ لا ابدا … ده انت بتفضل تشتغل لوش الفجر .
سحبها بقوه و القى بها على الفراش و قبلها قبله شغوفه و ردد يلهث باثاره
_ و هو اللى انا بعمله ده شغل و لا مش شغل يا متعلمين يا بتوع المدارس ؟
دفعته بصدره و رددت بحده طفيفه
_ طيب قوم بقا .
ارادت منه ان ينزل حتى تستطيع ان تخرج لمقابله وائل و التحدث معه بشأن امانه و لكنه فاجئها بطلبه
_ البسى انتى كمان عشان تيجى معايا .
نظرت له بحيره و تسائلت
_ اجى معاك فين ؟
اجابها على الفور كمن يقرر
_ السجن … هخلص مع المأمور و اخدك نتغدا بره .
تلبكت و تلعثمت فظن انها لا تريد الذهاب لذلك المكان الكريهه فردد بدعم
_ متخافيش ، انا معاكى و عايز احول كل ذكرى وحشه ليكى فى المكان ده لذكرى تانيه حلوه متنسيهاش عمرك كله .
ضحكت بسخريه و رددت بسخافه
_ يا سلام … و هتعملها ازاى بقا ان شاء الله ؟
غمز لها بطرف عينه و ردد بالفاظ موحيه
_ هسيب بصمه لينا على جدارن السجن و اكتب عليها … هنا بث سيف عشقه لحبيبته دارين غير عابئا بالجميع .
ضحكت و ضحكت و حاولت التحجج و لكنه اصر قائلا
_ يلا بقا يا ديدو بطلى غلاسه ، و الله نفسى اغير جو و بدل ما ابوسك هنا ابوسك هناك فى مكتبى .
تحركت من امامه متذمره و هى تهز رأسها على افعاله مردده
_ مش ممكن ، مفيش راجل حياته كلها بوس و بس .
قاطعها بمزاح صائحا
_ بوس بس؟ و الباقى ده ايه ؟
اغلقت الباب بوجهه هاتفه بتذمر
_ قليل اﻻدب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحركت معه بخطوات ثقيله لداخل اسوار السجن و الجميع يرحب بهما متمنيين لهما الصحه و السلامه و لكنها كلما نظرت هنا او هناك تذكرت مأساتها بذلك المكان فاحكمت قبضتها على ذراعه ليخلل اصابعه بخاصتها ليدعمها و دلف مكتبه و ردد بجديه
_ استنينى هنا على ما اروح اكلم المأمور و ارجعلك .
تمسكت به اكثر و هتفت برجاء
_ لا انا خايفه ، متسبنيش لوحدى .
ابتسم لها و ربت على كتفها هاتفا بتأكيد
_ مش هتأخر … خمس دقايق .
تركها و خرج لتسلم مهام عمله و عاد ليجد عماد واقفا معها يرحب بها فاقترب منه و احتضنه و ردد
_ حمد الله على السلامه يا سيف .
اجابه بحب
_ الله يسلمك يا عماد .
لم يستمع لباقى حديثه حيث دلفت فتحيه تردد بذعر
_ الحقنى يا عماد بيه !
رفع حاجبه و ردد بضيق
_ فى ايه يا فتحيه ؟
اجابته و هى تنظر لسيف و دارين بتركيز
_ لواحظ مكتفه نور و حاطه المشرط على رقبتها و بتهدد بقتلها .
لمعت عين سيف و بدء بالتحرك للخارج و هو يستمع لفتحيه تكمل
_ و عايزه سيف باشا و الست دارين يروحو لحد عندها عشان تسيبها و الا هتموتها .
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سجينتي الحسناء) اسم الرواية