رواية سجينتي الحسناء الفصل الثالث و الاربعون 43 - بقلم أسماء عادل
إذا كان إحتمال الفشل قد يشل إرادة الرجل الضعيف لانه ينشد دائما الامان التام و الضمان المطلق ، فإن الرجل القوى يقذف بنفسه الى المعركه واثقا من ان من لا يخاطر بشئ لا يمكن ان يكسب شيئاً بل و لا يمكن ان يكون هو نفسه شيئا .
زكريا ابراهيم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا تزال تتوتر و تشعر بالالم من اى لمحه لذكرياتها بذلك المكان الملعون فحتى تقبلها رؤيه زوجها يومياً بزيه العسكرى و الذى يُذكرها بأيامها السيئه التى قضتها بالسجن إلا ان كل تفاصيل مكوثها هناك تزعزع كيانها .
وقفت و تلعثمت و هى تنظر له بزيه الميرى و هو يبتسم لها هاتفا بموده لم تعتدها باى ممن عملوا بالسجن الا بعد ان تزوجت واحداً منهم
_ ازيك يا بنتى ؟ سيف موجود ؟
ابتلعت بحرج و هى تجد سيف من خلفها يسحبها للوراء للترحيب بريئسه بالعمل هاتفا
_ اهلا يا فندم اتفضل .
دلف المأمور و هو مطرقا لرأسه هاتفا باحترام
_ السلام عليكم يا اهل الدار .
رحب به سيف و اجلسه بغرفه الصالون و نظر لزوجته هاتفا بهدوء مصطنع
_ ممكن تعمليلنا اتنين شاى ؟
اماءت بصمت و توجهت للمطبخ و هى تزرف الدموع فالتفت هو ينظر لرئيسه بالعمل مبتسما و ردد بحيره
_ خير يا فندم ؟ فى حاجه فى الشغل ؟
اماء رافضا و ردد بجديه
_ انا جايلك انهارده بتوصيات من وزير الداخليه .
لمعت عينه بدهشه و تعجب و هتف بحيره
_ وزير الداخليه حته واحده !! ايه الحكايه ؟
ابتلع المأمور لعابه بتوتر و ردد يخبره بتفسير
_ وائل بلغ اﻻداره بفشل المهمه و سياده الوزير بعد ما إطلع على اﻻوراق اللى مع سعد الدين عرف ان الحكايه مش سهله و اﻻسامى اللى موجوده صعب انها تقع ، عشان كده جه و كلمنى عشان اكلمك .
قوس حاجبيه فهو لا يعلم ما يريده بالضبط فسأله
_ ايوه يعنى ايه المطلوب ؟
ردد بتلعثم
_ تسيبها تكمل الخطه .
دلفت دارين فى نفس اللحظه لتستمع لكلام المأمور و ترى الرفض القاطع لسيف الذى صاح بحده
_ لأ … للأ و الف لأ ، على جثتى و لو التمن حياتى .
حاول المامور تهدئته و اقناعه بالامر فهتف
_ انا عارف انك مش مقتنع بالخطه بتاعه وائل ، بس مين يقدر يخطط و يعمل شغل مباحث اشطر منك يا سيف ؟ و انا و الوزير متأكدين انك هتعمل شغل كويس جدا .
صاح مههلا باعتراض
_ شغل جامد عشان مراتى هتكون تحت الميكرسكوب و الندل ده بيتحرش بيها مش كده ؟ هو انتو فاكرينى ايه ؟
حاول التحدث معه بعلاقنيه و لكن امام ثورته لم يستطع التوصل معه لاى حل فخرج خالى الوفاض و هو يحمل خفى حنين ، و فور خروجه نظر لها سيف بحده و غضب و هدر صارخا
_ كل ده بسبب غباءك و تصرفاتك الغلط اللى مش هخلص من توابعها ابدا .
صمتت و لم تعقب عليه مما دفعه للاستمرار بتوبيخها
_ كل حاجه فيكى غلط ، و كل اختياراتك غلط و المفروض انى اوافق و اقبل بكل ده عشان بحبك ، يا شيخه ملعون الحب اللى يخلى الراجل ملوش كرامه بالشكل ده .
بكت و انتحبت و لم ترد عليه فظل على هياجه هاتفاً
_ فى راجل يقبل على نفسه الوضع اللى انتى حطانى فيه ده ؟ و فى اﻻخر بتقوليلى بتتحول لواحد لا يعاشر !! عايزه ايه من راجل عمل كل حاجه عشانك و مش طالب منك اكتر من انك تديله الاحترام اللى يستحقه و بس .
ابتلع لعابه بغصه مؤلمه و اكمل
_ قد كده احترامك ليا صعب ؟ قد كده مش شيفانى راجل اقدر احميكى ؟
اجابته بصوتها الباكى
_ عارفه انك تقدر تحمينى بانك تضحى بنفسك عشانى ، و انا عايزاك مش عايزه اخسرك .
زفر انفاسه عده مرات متتاليه و جلس يُشعل السيجاره العاشره بهذا اليوم و نفخ دخانها ليعبأ بها صدره المتقد بنار حارقه و ظلت هى واقفه امامه لا تتحدث و لا تُبدى اى رده فعل حتى قطع الصمت هاتفا
_ انتى بره الليله دى و انا هتصرف ، و دى اخر مره تتصرفى من دماغك او تلغينى و كأنى مش موجود ، فاهمه ؟
اماءت دون تعقيب فهدر بغضب
_ عايز اسمع ردك ! فاهمه ؟
اجابت بوهن
_ حاضر .
ادار وجهه عنها فاقتربت منه و استندت على عجزتيها امامه و نظرت له برجاء هاتفه بصوت رقيق متوسل
_ سامحنى … انا غلطت بس غصب عنى .
رمقها بنظره جاده و لكن عيونها المتجمع بها عبرات كثيفه جعلته يشعر بالحزن من شكلها الحزين فزفر بضيق هاتفا
_ مبحبش ابقا ضعيف ، بس معاكى مش بقدر اكون غير كده .
امسكها من ذراعها و اجلسها على قدمه و ردد بأسف
_ انا كمان اسف انى مديت ايدى عليكى ، اول و آخر مره اعملها .. سامحينى .
ارتمت باحضانه تبكى بحرقه فربت على ظهرها يواسيها و يؤازرها هاتفا بتأكيد
_ مش هسمح لحاجه تضايقك بعد كده و لا لاى حد يقرب منك .
ابتعدت عنه تتفرس ملامحه التى تعشقها و رددت
_ اوعدنى انك متتهورش و تفضل معايا ، اوعدنى انك هتفضل جنبى و مش هتضحى بنفسك باى شكل .
ابتسم و سحبها يقبلها قبله حب ، قبله اسف و اعتذار ، قبله حنين و عشق موثق بالتحام اجسادهما فى دوامه الحب اﻻبدى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ابتسم فور ان دلف و وجدها تتناول طعامها بمساعده والدتها فردد بعد ان تنحنح بحرج
_ لا سلام على طعام يا جماعه .
ابتسمت والدتها و دعته بموده
_ اتفضل يا بنى ، منورنا .
اطرق راسه هاتفا
_ ده نورك يا امى .
سحب مقعدا بجوار فراشها و جلس ينظر لها بغزل و اشتياق و ردد يسألها
_ احسن انهارده ؟
اماءت بعد ان توردت وجنتيها من نظراته التى فضحته و رددت
_ الحمد لله .
تدخلت والدتها هاتفه
_ ده انت كتر خيرك لولاك مكانوش سابونى افضل معاها هنا .
نظر لوالدتها و ردد باحترام
_ فى اﻻول و اﻵخر حضرتك مرات المرحوم اللوا علاء البرهومى و دى بنته و محدش كان يقدر يقول كلمه واحده .
ابتسمت والدة نور بحبور و تنحنحت لتخرج حتى تعطيهما مجال للتحدث بانفراد فابتسم فورا بعد ان وجدها تتحجج هاتفه
_ كويس انك هنا بقا اما اروح البيت اغير هدومى و اجيب لها هدوم معايا .
اماء موافقا و مؤكدا
_ هفضل معاها لحد ما ترجعى .
فور خروجها وقف مكانه و استند بطرف جسده على الفراش و امسك راحتها هاتفا بغزل
_ وحشتينى .
قوست حاجبها و رددت
_ كده على طول ؟
ردد بتاكيد
_ ضيعت وقت طويل .
تنهدت عميقا و حاولت اخفاء بسمتها و رددت بجديه حاولت استدعاءها
_ التحقيقات وصلت لفين ؟
زم شفتيه بامتعاض و ردد بحزن
_ بتتهربى ؟ ماشى يا نور .
اجابته برجاء
_ معلش حقك عليا ، بس انا فعلا مش هقدر اركز فى اى حاجه غير فى القضايا اللى انا فيها و بعدين ابقا افكر فى الحب و المشاعر .
ردد بمشاكسه
_ يا بخت اللى فى بالى .
اعقدت حاجبيها ففسر لها
_ سيف و دارين ، فى وسط مشاكل و قضايا و هم ما بعده هم و ده ممنعهمش من انهم يحبو بعض و يتجوزو كمان .
اعتدلت بجسدها و رمقته بنظره حزينه فتمهل قليلا و لكنه عاد يسألها
_ ليه دايما بحس انك بتتضايقى من سيره سيف و مراته ؟
اجابت بخفوت
_ مش عارفه .
غصه آلمته و ردد بتوتر
_ سألتك قبل كده لو فى حاجه جواكى ناحيته و وقتها زعلتى منى !!
تنهدت بهدوء و هتفت بتأكيد
_ لان فعلا مفيش جوايا المشاعر دى ، بس لحد ما اتقابلت معاها كنت مفكره انه هيفضل اﻻخ و السند و العيله اللى فقدتها .. لكن بعد ما اتقابلت معاها و شفتها قد ايه متحكمه و غيوره عرفت انها هتبعده عنى ، يمكن عشان كده بضايق من سيرتها .
تعجب و ردد بحيره
_ بس دارين انسانه كويسه و لو عرفتيها كويس هتحبيها .
ابتسمت بسخريه و هتفت
_ مظنش ، هى اخدت منى موقف و ما اعتقدتش انها ممكن تقبلنى فى حياتهم بأى شكل !
ابتسم و سألها بحيره
_ ليه يعنى ؟ ده اللى يسمع كلامك يقول شافتكم فى وضع مخل و لا حاجه .
رأى توترها فاعقد حاجبيه و سألها بوجل
_ مش فاهم .
اجابت و هى مطئطئه رأسها لاسفل
_ من كتر خوفى عليه اول ما شفته حضنته و هى طبعا مقبلتش ده .
شعر بنيران تحرقه حياً و رمقها بنظرات حاده و رأت غضبه الوشيك و هو متحفز بجسده و مردد
_ و كنتى عايزاها تعمل ايه تاخدك هى كمان بالحضن ؟ انتى ازاى تتصرفى كده ؟ و لا واخده على سيف للدرجه دى ؟
حاولت تبرير اﻻمر له حتى يهدأ قليلا فرددت مفسره
_ سيف زى اخويا و انا اتصرفت كده بدافع خوفى عليه …
صاح يقاطعها
_ و تصرفك مش مقبول ابداً يا نور ، و لو ربنا اراد ان يكون فى بينا اى حاجه قدام مش هقبل ابدا بنوع العلاقه اللى بينك و بين سيف ، فيا ريت تقررى دلوقتى عشان لو مش موافقه يبقا اخدها من قاصرها و اقفل الباب على قلبى اللى بيتحرك عشانك ده .
تعجبت من طريقته و رددت بمهادنه
_ سيف ده اخويا و اعز اصحابك …
عاد لمقاطعتها هاتفا بغضب
_ و هو مسموح لاعز اصحابى انه يحضن مراتى ؟
تفاجأت من تشبيهه للامر و ابتسمت بمكر و سألته بدهاء
_ مراتك ؟ مراتك ازاى يعنى ؟
ابتسم لبسمتها التى انارت وجهها و ردد بحزم
_ اومال انتى فاكره ايه ؟ هتسلى و اهرب ؟ طبعا النهايه الحتميه للى حاسه ناحيتك هى الجواز .. بس ده طبعا بعد ما انتى تبادلينى نفس المشاعر .
ابتلعت بحرج و شعرت بانتشاء و فرحه من طريقته فى التعبير عن مشاعره فاطرقت رأسها بخجل ليقترب منها اكثر هاتفا بتساؤل
_ ها ؟ اطمن ؟
بللت طرفى شفتاها و ابتسمت بخجل و اماءت برأسها مؤكده عليه بصوت هامس
_ اطمن .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استلت نفسها من بين احضانه و اعتدلت بجسدها تنظر له بولع و اشتياق و كيف و اللعنه تشعر بالاشتياق و هى معه و بين احضانه لتبتسم بحب على ذلك الشعور الغريب الذى غلف كيانها و جعلها تهيم به عشقا .
دلفت للمرحاض لتغتسل و خرجت على اثر صوت قرع جرس الباب لتجده و قد ارتدى سرواله المنزلى و خرج ليفتح فوجده حارس العقار الذى احنى رأسه احتراما و ردد
_ الطرد ده جه لحضرتك يا باشا .
اخذه منه و اغلق الباب و توجه للداخل فتعجبت دارين و سألته
_ ايه ده يا سيف ؟
اجابها و هو يزيل اﻻغلفه من على الطرد
_ مش عارف .
فتح تلك العلبه الكرتونيه فوجد بداخلها بعض الصور الفوتغرافيه لاخته و ابنها الصغير باوضاع مختلفه ما بين اصطحابها الصغير من المدرسه او دخولها البنايه التى تقطن بها او شراءها لمستلزمات المنزل و لم يجد اى رساله برفقه الصور او ما يوضح المغزى من هذا و لكن نزعته البوليسيه جعلته يبتسم بمرار فى قراره نفسه و هو يعيد اغلاق الصندوق و يتنفس بحده حتى تسائلت بحيره
_ ايه ده ؟
رفع بصره ناحيتها و ردد بغضب
_ ده تحذير …. البيه بيخيرنى ما بينك و ما بين اختى و ابنها .
شهقت بخضه من تفسيره للامر فحاولت اثناءه عن هذا التفكير هاتفه
_ اكيد انت فاهم غلط ، و بعدين مفيش اى حاجه تثبت استنتاجك ده !!
مسح بيده على وجهه و ردد من بين اسطكاك اسنانه بحده الغيظ
_ هو مش غبى و فاهم كويس ان لو بعت لى رساله هتكون دليل عليه ، و الخطه الهبله بتاعه وائل مدخلتش عليه من اﻻساس .. و قال ايه المأمور جاى يطلب منى يكملو الخطه .
ابتلعت برهبه فهل تخبره ان شهاب البدراوى قد اخبرها بكشف خطه وائل من البدايه و تجازف بثوره غضبه و ربما تهوره ام تصمت و تعرض حياه ساره و صغيرها للخطر ؟
اقتربت منه و احتضنته بقوه و هتفت و هى على هذا الحال
_ اوعدنى انك مش هتتهور ، عشان خاطرى يا سيف انا مقدرش اعيش من غيرك .
لمعت عينه بالعبرات المكتومه و ردد بحزن دفين
_ الدنيا كلها واقفه ضدى ، انا تعبت .
شهقات بكاءها خرجت منها و هى تنظر لحاله الوهن و الضعف الذى اصابه و تردده و هو يردد بحيره
_ اعمل ايه ؟ اعّرض حياه اختى للخطر ؟ و لا اروح اقدمك ليه بايديا ؟
ابتلعت لعابها بغصه الم و هتفت بحسم
_ لا ده و لا ده .
نظر لها يستمع لما تقوله فاكملت
_ تطلقنى .
ادار وجهه عنها و ابتسم بمرار و ردد
_ اتخلى عنك يعنى و اسيبك لمصيرك مش كده ؟
ليحتد قليلا هاتفاً بصوت اجش
_ انتى امتى هتشوفينى راجل اقدر احميكى ؟ كل ما اسامحك على اخطاءك ترجعى تغلطى اكتر !! ليه كده ؟
احتضنت وجهه هاتفه
_ عشان بحبك و مش عيزاك تحتار و …
قاطعها بغضب اهوج
_ عيزانى اطلقك و اسيبك لمصيرك ؟ لا يا دارين مش هيحصل و لو فيها موتى .
دلف كالصاعقه و اغلق وراءه الباب ليغتسل و خرج مرتدياً ملابسه و امسك سلاحه و وضعه بخصره و استعد للخروج فاسرعت باللحاق به تتوسله
_ عشان خاطرى يا سيف استنى لما يتصرفو بالمستندات اللى معاهم يمكن يخاف و يرتجع ؟
ابتعد عن حصار يديها و خرج كالطلقه التى تركت فوهه المسدس لا يمكن ان تعود مجدداً فصرخت بحرقه
_ يااا رب ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استقبل مكالمتها ببسمه فرحه و ردد بترحيب
_ حبيبتى … وحشتينى .
صرخت به هادره
_ انت عايز ايه مننا ؟ مش اتفقت معاك تبعد عن سيف و انا هعملك اللى انت عاوزه ؟
اجابها شهاب ببرود و هدوء قاتل
_ انتى فاكره انى مش عارف كل تحركاتكم و الخطط اللى بتخططوها ؟
صرخت به بغضب اهوج
_ انا هتصرف بعيد عن كل ده … بس انت مش مدينى فرصه اعمل حاجه و مصر تأذينى فيه ، و انا قلتلك لو سيف اتأذى مش هتطول منى شعره .
ابتسم و جلس على مقعده باريحيه و ردد بهدوء
_ صبرى نفذ من ساعه ما اتقابلنا و عايزك باسرع وقت .
حاولت كتم بكاءها فمسحت على وجهها بقوه و هتفت بصوت مختنق
_ حاضر ، بس ابعد عنه و عن اهله ارجوك .
هتف بجمود
_ المستندات اللى اتسلمت للداخليه من سعد فيها ايه ؟
اختنقت بلعابها من دهشتها لمعرفته هذا اﻻمر فرددت بتردد
_ معرفش .
ردد بنبره ساخره
_ كده هزعل منك يا مولاتى ، مش بيقولك يا مولاتى برده !
لم تتصور ان تكره سماع تلك الكلمه التى تعشقها من حبيبها عندما تخرج من فم وغد مثله فرددت بحزن
_ ممكن متقوليش كده ، و ادينى فرصه اعرفلك اﻻوراق فيها ايه و بعدها …
قاطعها بحزم
_ لا يا قطه .
صمتت و لم تعى مقصده فهتف موضحاً
_ اﻻوراق هتجيلى لحد عندى متشغليش عقلك القمر ده بيها .
قضمت شفتاها بحنق بعد ان تأكدت انها وقعت بشباك من لا يرحم و ان القانون لن يستطيع مساعدتها فى معضلتها لتستمع له يُكمل
_ اسمعينى عشان مش هكرر كلامى مرتين .
ارتمت على اﻻريكه بوهن و هى تستمع له يخبرها بما يريد
_ انا عايزك …. هتجيلى بكره بنفسك و بموافقتك لقصرى المتواضع نقضى سوا وقت لطيف .
ابتلعت لعابها بغصه و هو يردد
_ الساعه عشره صباحا هيكون البيه بتاعك فى الشغل و تقدرى تيجى من غير مشكله .
ظلت صامته تذدرد لعابها بتوتر و هو يكمل
_ عشره و ربع لو مجتيش هدى اوامرى …
صمت ليزيد اثارتها و خوفها فهتفت تسأل
_ مش هتأذيه ارجوك .
اجابها و هو يزيل الغلاف البلاستيكى عن سيجاره الكوبى الضخم و يشعله بهدوء و رويه
_ يبقا هأذى اقرب الناس ليه لحد ما هو اللى يجيبك عندى بنفسه .
بكت و انتحبت و ترجته
_ ارجوك لا … هعمل اللى انت عايزه بس ادينى وقتى ارجوك انا مقدرش اعمل حاجه غلط و الله انا طلبت منه الطلاق بس انت بالصور اللى بعتها دى بوظت كل حاجه و فهم انها منك .
لم يعقب عليها و تركها تكمل
_ هخليه يطلقنى بس اصبر عليا شويه …
قاطعها رافضاً
_ لا .. مفيش صبر ، طلاق و جواز يعنى وقت و عده و انا خلاص مبقتش عارف اركز فى شغلى من ساعه ما شوفتك فى مكتبى و ده الحل الوحيد اللى عندى و بعدين …
صمت من جديد و اكمل بعد ان اخذ انفاسه
_ مش يمكن ازهق منك بسرعه و متضطريش تطلقى منه ؟ انا عارف نفسى بمل بسرعه ، جربى مش هتخسرى حاجه .
ابتلعت حديثه المهين و تسائلت بحيره
_ و لو محصلش ؟
ابتسم و ردد بتأكيد
_ ساعتها يا تطلقى منه و تبقى ليا يا هقتلهولك يا دارين و هسيب ده لاختيارك وقتها .
تنحنح قليلا ليجلى صوته اﻻجش من اثر تدخينه الشره و ردد بتأكيد
_ و بعدين متسبقيش اﻻحداث خلينا بس نتبسط سوا بكره و بعدها ….
قاطعته هاتفه بتضرع
_ بس بلاش بيتك ارجوك !!
سألها باهتمام
_ عايزه فين يا قمر ؟
ابتلعت لعابها و هى حقا لا تعلم ماذا تفعل بنفسها و رددت بحيره
_ مش عارفه ، اى مكان اﻻ بيتك .
هتف يسألها
_ ايه رأيك فى جناح فى فندق خمس نجوم ؟
اماءت و كأنه يراها و هتفت باستسلام
_ ماشى ، موافقه .
اتسعت بسمته على وجهه و ردد بحماس
_ هبعتلك لوكيشن الفندق و رقم الغرفه فى رساله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اندفع كالبرق الغاضب المستعد لاحراق اﻻرض و ما عليها متوجهاً لمنزل والديه و دلف بخطاً متعجله ينادى والده بذعر
_ بابا … انت فين ؟
خرج والده من غرفته و نظر لابنه بحالته الرثه فاشار للخادمه باﻻنصراف و ردد بقلق بالغ
_ فى ايه يا سيف ؟
اقترب منه و نظر حوله يسأله
_ ماما فين ؟
اجابه اﻻول
_ عند اختك ، ابنها تعبان شويه و راحت تقعد معاها ، فى ايه الحكايه ؟
جلس على اﻻريكه التى تنتصف الصاله و ردد بضعف لم يسبق لوالده ان رآه به اﻻ مرات تعد على اصابع اليد الواحده اولها عندما فقد زوجته و ابنته الوحيده و ثانيها عندما كاد ان يفقد عشقه الوحيد و حبيبته فردد يسأله باهتمام
_ مالك يا سيف ؟ ايه اللى حصل ؟
ابتلع لعابه بغصه الم و معها شعر بالحرج من اخبار والده ما هو آتىٍ و لكنه حسم امره فوالديه يعلما بتهديد شهاب له بسبب طمعه بزوجته منذ زفافهما و اﻻن هو مضطر ان يخبره بما آل اليه اﻻمر حتى اﻵن .
قص عليه ملابسات الموضوه انتهاءاً بتهديده الخفى لاخته الوحيده فلمعت عين طلعت بالضيق و الغضب فى أنٍ واحد و ردد بحده غاضبه
_ لاااا … ده شكله خلاص عايز حد يقف له ، هو عامل كده عشان فاكر انه فوق القانون بس …
قاطعه سيف و رددد بضيق
_ بالرغم من المستندات اللى سلمها سعد الدين ، اﻻ انى مش متفائل و عارف ان الناس دى فوق القانون يا بابا .
امتعض وجهه بالغضب و هدر بنجله هاتفا
_ اجمد كده و متبقاش ضعيف ، لانه لو لقاك ضعيف هياكلك .
سأله بحيره
_ طيب اعمل ايه ؟
اجاب طلعت بعد تفكير
_ اختك هخليها تسافر لعمك فى لندن تقعد هناك لحد ما نلاقى حل .
ابتسم سيف مستنكرا و ردد
_ و هى فى لندن هتبقا صعبه عليه يوصلها يعنى ؟
اجابه والده بتأكيد
_ اه لانى هعرف ازاى اخفى اثرها و هى مسافره ، متقلقش من النقطه دى .
سأله بتهدل اكتافه
_ و دارين ؟
اجاب طلعت بعد ان اطال التفكير و ردد بحيره
_ اكيد ليها حل يا بنى ، متخافش مش هنسيبك تقف قصاده لوحدك … كلنا معاك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد بعد يوم شاق و طويل لمنزله بعد ان ظل يدور بدوائر مغلقه فى محاوله يائسه منه ان يتوصل لحل اﻻزمه التى هو بصددها و محاولته حمايه احباءه ، و لكنه تفاجئ بنهايه اليوم بتبليغه اسوء خبر يمكن ان يتلقاه الا و هو سرقه الملفات من مكتب اللواء حامد اﻻسيوطى المتولى القضيه و الرئيس المباشر لوائل مندور و مساعديه ، ليشعر بتهدم عالمه و شعوره بالهزيمه فها هى الورقه الرابحه الوحيده التى كانت بحوزتهم ضده قد ضاعت بمجرد ان تسلموها بالداخليه و مما اكد له وجود رجال بقلب الداخليه تابعين لشهاب البدراوى و يعملون لحسابه .
دلف المنزل فوجد جميع اﻻضواء مطفأه اﻻ من شمعه صغيره موضوعه على منطده صغيره تتوسط الصاله فتعجب و دلف يتحسس مكان اﻻناره حتى وجده ، اضاء اﻻنوار فوجدها تقف امامه بهيئة مهلكه لرجولته ترتدى لباس ليلي جذاب و تضع مساحيق التجميل و تتعطر باجمل العطور و تبتسم له بحب و هى تردد برقه
_ حمد الله على السلامه يا حبيبى .
تعجب من طريقتها فهل الوقت مناسب لتلك الرومانسيه ؟ و لكنه عاد موبخا نفسه فهما بأحلك اوقاتهما ازالا حزنهما بوجودهما معا و برومانسيتهما و عشقهما المتقد لذلك اقترب منها و سحبها بقوه من خصرها حتى اصطدمت بجسده فاسندت كفيها على صدره العريض بحركه لا اراديه منها حتى تدعم جسدها من قوته المهلكه لجسدها الغض و المتقد دائما بعشقه .
انحنى بجسده مقربا وجهه من اذنها و هتف بنبره مثيره دافعاً انفاسه الساخنه ليوزعها على طول عنقها
_ ايه يا وحش .. مش قلتلك انا مش قدك .
ضحكت ضحكه رقيعه و ارتمت باحضانه تتعلق برقبته هاتفه باثاره
_ انهارده انت ليا انا و بس … مش عايزه افكر فى اى حاجه و لا اى حد يعكر علينا حياتنا يا سيفو .
انهت كلماتها و اخذت هى الخطوه اﻻولى بتقبيله قبله اشتياق و حب _ من وجهه نظره _ و لكنها كانت بالنسبه لها قبله اسف و وداع بعد ان اتخذت قرارها المصيرى .
حملها و هو يفكر عميقا ، نعم يريد ان ينسى و يتناسى ما مر به و ما سيمر به بلحظات مسروقه مع من عشقها قلبه حتى و ان كانت لوقت قليل فهو قد اتخذ قراره هو اﻵخر و لن ينحيه عنه احد بعد تأكده ان امثال ذلك الذئب لن يرتجعوا عن افعالهم اﻻ عندما يجدوا من هم اقوى و اشرس منهم .
وضعها على الفراش و بدء بمساعدتها على ازاحه تلك القطعه التى لا تسترها من اﻻساس و ساعدته هى اﻻخرى بالتخلص من ملابسه ليهيما شغفا بالتحام اجسادهما معا بلهفه و كأنها ستكون آخر مره لكيهما ان يتحدا معا بهذا الشكل فتفننا فى اظهار مشاعرهما الجياشه و المتلهفه للطرف اﻻخر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ كعادته مع صوت اذان الفجر فدلف ليغتسل استعدادا لتنفيذ ما شعر انه ضرورى و هام و تصنعت هى النوم باجهاد و كسل و انتظرت بالفراش حتى غادر لتنتفض هى اﻻخرى تستعد للمغادره بعد اغتسالها و ارتداءها لملابسها .
نظرت لخزانه ملابسه فرأت سلاحه اﻻحتياطى بجارور الخزانه و بجانبه مخزن الطلقات فاستلته من مكانه و وضعت الخزانه بتجويف السلاح و نظرت امامها بالمرآه و هى حامله اياه تردد لنفسها
_ ربنا اكيد هيسامحنى ، بس سيف ﻷ ، عمره ما هيسامحنى .
بكت و ترقرقت عيناها بالعبرات الحارقه و هى تردد بتضرع
_ ساعدنى يا رب !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية سجينتي الحسناء) اسم الرواية