Ads by Google X

رواية نصف الجمال الفصل الرابع 4 - بقلم ولاء عمر

الصفحة الرئيسية

  

 رواية نصف الجمال الفصل الرابع 4 - بقلم ولاء عمر


طبطبت عليها طبطبة هي فاهمة معاناها ومشيت من جنبها بإبتسامة.
كلامهم يوجع آه، بس أنا مش هسكت، اللي تفكر تدوس لي على طرف أدوس عليها.
زهقت من فكرة إن اسكت، أصل إنتوا مش محترميني وعايزين تقلوا مني، ومستنييني أسكت؟
بس أنا معدتش العيلة اللي هتسكت، طالما أبويا هيقف في صفي علشان أنا مش غلط.
– تعالي إدخلي لجوزك.
جوزك، كلمة مكونة من أربعة حروف لسة عقلي بيستوعب معناها، إفتكرت الأحلام وكلام أبوي اللي خلوني أوافق أو بالأحرى لو بعد ما صليت استخارة مكنتش ارتاحت أكيد مكنتش هوافق.

دخلت المندرة اللي مكانش فيها غيره، قعدت على الكنبة اللي في وشه بتوتر.
إتكلم وهو في نبرة أسى في صوته:- إحنا هنسافر على بكرا بعد الفجر.
هزيت رأسي بتمام فكمل:- وهبدأ الجلسات من بعد بكرا.
سألته بإستفهام:- هو مش المفروض إن أنت بدأت الجلسات من كام يوم إزاي هتسافر؟
– محبتش أخد الجلسات هنا، حابب أسافر.
– اللي تشوفه.
– يعني مش معترضة ؟
– طيب وليه مسألتنيش السؤال دا من أول ما عرفت إننا هنقعد هناك؟
– لأني مكنتش مقرر أسافر، لكن دلوقتي حابب.
– تمام عادي .
قولتها بلا مبالاة.
ـــــــــــــــــــــ
عايز أقولها إني مش حابب فكرة إني رابطها معايا، بس حابب فكرة وجودها، مش عايز حد جنبي؛ بس عايزها.
إتكلمنا وخلصنا وروحت مع وائل وأبويا وأنا هادي، مش مسلم للأمر قد ما أنا معنديش طاقة أحاول.
“خدت جلستين، بس الصراحة مفيش حاجة اتغيرت. كنت حاسس إني مش قادر أواجه الناس اللي حواليا، وكان كل شيء بيزيدني إحباط أكتر. كل ما كنت بروح الجلسات، كنت بشوف نفس الوجوه، نفس النظرات، وكأنهم بيحسوا بشفقه عليّ.
الأماكن كلها كانت مملة بالنسبة لي، وكل مكان في بلدي كان بيذكرني بحالتي، باللي أنا فيه. حسيت إني محاصر، مش قادر أتنفس، وكل خطوة بحاول أعملها كانت بتخليني أكتر مكبّل. فقررت إني أهرب… قررت أسافر للقاهرة. يمكن هناك أقدر أبدأ من جديد، بعيد عن الناس اللي تعرفني، بعيد عن نظرات الشفقة دي. يمكن في القاهرة هقدر أكون نفسي، أو على الأقل أبدأ أتعامل مع اللي أنا فيه بعيد عن الأماكن والوجوه اللي دايمًا بتفكرني بكل حاجة سلبية.
مفيش حاجة واضحة في دماغي دلوقتي، بس يمكن دي تكون فرصتي للهرب، للبحث عن فرصة جديدة لبدء حياة تانية.
– ألف مبروك يا عريس.
– الله يبارك فيك يا وائل.
– مالك بتقولها من غير نِفس كدا؟

– المرة الجاية هبقى اتنطط.
– دمك خفيف قوي بجد
– دمك يلطش يا وائل.
– تخيل إنك هتضطر تتحملني بقى طول فترة الطريق بكرا!
– يارب صبرني.
ما أنكرش إني بحب هزاره، لكن أنا مشتت.
– أنا داخل أنام تصبح على خير.
سيبته ودخلت ولقيت أمي قاعدة مستنياني في أوضتي.
كانت قاعدة على طرف السرير وماسكة الصورة اللي بتجمعني أنا ونادر اللي أنا محتفظ بيها، كان باصة ليها والدموع بتلمع في عنيها، بس أنا جف بكايا مبقتش قادر، لو عيني معيطيتش فأنا قلبي بينزف.
رفعت عينها عن البرواز لما حست بوجودي، قامت وحضنتني وهي بتعيط.
– ألف مبروك يا نن عيني.
طبطبت عليها وأنا برد بصوت بيقاوم علشان يطلع وكأن في شوك في زوري:- الله يبارك فيكي يا حبيبتي، ويخليكي.
كنت واخد بالي إنها بتحاول تتوه من الموضوع الأساسي بس معدي.
صليت وقعدت عند كيس البوكس بتاعي وبدأت اضربه
وأنا بضرب كيس البوكس، كانت كل ضربة بتطلع جزء من الألم اللي جوايا. فكرت في كل حاجة في حياتي… حزني على نادر، وفقداني ليه، لسه مأثر فيا بشكل مش قادر أتحمله. كنت بحاول أخرج كل ده في الضربات دي، بس لسه مش قادر أهرب من الوجع.
وفكرت في سارة، هي بقت على اسمي بسبب وصية أبوها. ما كانش فيه غضب جوايا، بس كان فيه خوف. خوف من إنّي مش هقدر أكون الشخص اللي هي تستحقه. هأعيش معاها ولا هفضل مش قادر أواجه نفسي؟ ده كان سؤالي اللي مش قادر ألقى ليه جواب.
وفي الآخر، قررت أسافر القاهرة وأبدأ من جديد بعيد عن كل حاجة. في البلد كانت حياتي واقفة، وكل شيء حواليا كان بيذكرني بحالتي. يمكن لو بدأت من جديد في القاهرة، أقدر أغير حياتي وأواجه نفسي.
نمت وصحيت لما حسيت بأمي وه بترص الشنطة بتاعتي اللي المفروض هسافر بيها.
– ساعة ووائل واد عمك هيّجي يأخدك، وبعدها هتطلعوا على السفر على طول.


– إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــ
أرق طول الليل ملاحقني ومسايبنيش، مش عارفه أنام ومقضية الليل بتقلب على السرير من الجنب دا للجنب دا.
صحيت جهزت الشطنة وأنا قاعدة بعيط علشان هسافر وأبعد عن امي وأبوي، الموضوع صعب، إزاي يعني أسيبهم.
خلصت تجهيزها وأمي كانت دخلت، جريت عليها وقعدت اعيط.
– بس أنا إتعودت على إني أصحى أصبح عليكم ونفضل قاعدين مع بعض.
– هي الحياة كدا يا بتي، يلا ربنا يهدي سرك ويسعدك أنتِ وجوزك.
دخل أبوي وهو بيقول:- خبر إيه عاد؟ هنقضيها بُكىٰ؟! تعالي يا سارة يا قلب أبوي اعملي الفطار لينا قبل ما جوزك يعدي علينا.
دخلت أجهز الفطار وانا بحاول أتمالك نفسي. فطرنا وخلصنا وكانوا هما جم، سلمت على أمي وأبوي وأنا عمالة أعيط . وآه محدش من اخواتي جه يسلم عليا غير أخويا عزيز ومراته وابنهم قبل ما امشي.
قعدت أوصي مرات اخويا على أمي، وأخويا على أبويا وبعدها ركبت العربية جنب نوح من روا، و وائل ابن خالي التاني هو اللي كان سايق العربية، وهو بيبقى لنوح ابن عمه وجوز أخته.
قاعدة بفكر في المستقبل اللي معرفاش شكله ولا ملامحه بس مسلمة أموري لله، وبعد ساعات السفر الطويلة المتعبة وصلنا لشقتنا، أو لحظة إيه كلمة شقتنا دي؟! يا الله الإنسان مشتت وحاسس إنه ضايع.
شقة في دور أرضي في عمارة قيّمة ومكان متوسط، وائل وصلنا ودخل الشنط ومرضيش يستنى ومشي على طول.
اتنهد هو وقال:- السفر متعب، أنا آخر مرة سافرت كانت من سنتين ونص ساعة..
وقف لوهلة بيستوعب اللي بيقوله، ساعتها أنا فهمت هو كان يقصد إيه، آخر مرة كان مسافر فيها كانت قبل وفاة نادر بيوم.
– ءأنا داخل الأوضة.
– مش هتأكل؟
– شكراً.
دخل وسابني قاعدة مع نفسي، اتعصبت من ردة فعله لكن رجعت هديت نفسي وأنا بفتكر إني المفروض أعذره، واقدره، وافتكرت إن لما أحسن الظن هأهدأ ومش هتعصب أنا كمان وهرتاح على الأقل شوية.
لما أحسن الظن في الناس، هرتاح نفسيًا لأن مش هقعد أشك أو أقلق طول الوقت. هقدر أعمل علاقات كويسة مع اللي حواليا وهبني ثقة بيني وبينهم. ده هيخليني أتجنب مشاكل كتير وسوء الفهم اللي بيحصل لما أحكم على حد بسرعة. كمان هبقى أهدى في تفكيري وهعرف أتصرف بعقلانية. والناس هتحترمني أكتر لأنهم هيشوفوا إني بتعامل بنية طيبة وبدّيهم فرصة.
ويارب أقدر أقعد على القدر دا من الإحسان بالظن، علشان هو لو إستمر في طريقته دي أنا هطلع له الشخصية التانية اللي بتظهر مع الناس التانية .
 

google-playkhamsatmostaqltradent