رواية كهرمان الفصل الرابع 4 - بقلم رحاب محمد
البارت الرابع
في صباح اليوم التالي اتئ ريان ليباشر عمله كعادته ولكن اليوم مختلف فهو ياتي وكله حماس ليشاهد نتيجه ما فعله بها بالامس ينتظر ان يراها هزيله ومنكسره تترجاه ليطلق سراحها ولكن هذا الشيء لن يكون سوى في خياله فقط وصل مكتبه والعسكري بالخارج يفتح له الباب كالعاده ولكن بمجرد فتح الباب ودخوله المكتب تجول بنظره في الغرفه يبحث عنها ولكن لا اثر لها ليصيح بغضب: يوسف يا يوسف فين البنت اللي كانت هنا وقبل ان يجاوبه سمع صوتها ياتي من الخلف وهي تدخل بطولها الفارع وهيبتها المعتاده وخطوتها الواثقه: انه انا كلمتها بابتسامه انتصار ونظره غرور قاتله اشار الريان للعسكري بيده بمعنى الانصراف للخارج
خرجتي من هنا ازاي
تفوه بها ريان بتساؤل تنهده اهداء براحه وهي تدور حوله وهي تتحدث: مشكلتك انك مستقل بيا وما تعرفنيش فعلا عارف كان نفسي تسال عليا بجد
وقفت في مقابله لتكمل: يوسف ملهوش ذنب الموضوع كان اكبر منه وفي لحظه تغيرت نظرتها الى جديه بحته: انا لغايه دلوقتي ابقى اتعامل مع حضرتك بشكل رسمي فلو سمحت هات الكارنيه بتاعي
وضع يده في جيبي بنطال وبهدوء يجاهد في رسمه على ملامحه وداخله يحترق غضبا: لغايه دلوقتي طيب وبعد دلوقتي بقى هتتعاملي معايا ازاي
حكت جبهتها بكفها وهي تتافقف بملل لتهتف بفارغ صبر؛ انا زهقت من الموضوع ده وعايز اخلص بقى وعلى فكره يعني لو كنت بتعمل كده علشان اللي حصل في المول فانت اللي كنت غلطان من
انا مش مستني اسمع منك اي كلام في الموضوع ده وقلت لك قبل كده ما تتكلميش في حاجه خارج نطاق في الشغل والمكان اللي احنا فيه
بطل ريان جملتها بكلامه لتبتلع اهداء ريقها باحراج وضيق دقيقه كامله مرت في صمت من الطرفين وكل منهم يفكر كيف ينهي ذلك الوضع فريال لم يحب ابدا ما يفعله معها وطريقه استخدامه لسلطته بطريقه خسيسه ويدخلها في اموره الشخصيه معها ولكنه
يتمنى ان يتغير موقفها عن ما يفعله وفي نفس الوقت اهداء كانت تحدث نفسها وبضع عقلها في استجماع الافكار وهي تتطلع في عينيه بثبات وكانها تقرا افكاره وكعادتهاعقلها الشيطاني اخرجها من ورطتها بدون خسائر
تحولت نظرتها من نظره التحدي الى نظره دافئه مستعطفه تريد تمثيلها ببراعه وبدات تتحدث بنبره مبحوحه حزينه : على فكره باللي انت بتعمله ده انت مش بتاذيني لوحدي ما تنساش ان محاميه وعندي قضايا وناس مظلومه بدافع عنها وناس حتى مش هتعرف توكل حد غيري علشان مش معاها فلوس قال اتعاب لو سمحت انهي اي خلاف حصل بيني وبينك بعيدا عن شغلي انا محتاجه الكارنيه دلوقتي قوي علشان عندي جلسه مهمه ممكن
وبدون اي نقاش اخر من ريان اخرج محفظه جايبه واخرج لها الكارنيه التعريفي الخاص بها وداخله يلعن نفسه على فعلته مع مع كتله البراءه الماثله امامه
فهو كان في بادئ الامر يؤنب نفسه على فعلته التي هي بالاصل عكس طبعه ومبادئه والان اصبح يحتقرها ايضا وهذا ما سهل اقناعه بكلام اهداء بسهوله وبالطبع هي لا تعلم شيء عن صراع داخلي وكل ما يجول بخاطرها الان انها انتصرت باسلوبها هي وترقص فرحا على ذلك الانتصار ماده يدها تلتقط الكارنيه سريعا ويعلو ثغرها ابتسامه لتغمم: شكرا يا ريت ما يكونش في تعامل بنا بعد كده انهت جملتها وهي تغادر الغرفه سريعا دون انتظار سماع رده اندهرش ريان من اسلوبها وضرب كفا بكف على افعلها الغريبه ذهبت اهداء مباشره الى الخارج متجهه الى سيارتها وهي تلوح بما في يدها الى صديقتها امل بفخر وحين اقتربت منها هتفت : عيب عليك قلت لك هجيبه النهارده وجبته
فتحت الاخرى عينيها على اخرهما بذهول: عملتيها ازاي دي ده لكل قال عليه انه مش بيرجع في كلامه ابدا
اكيد فيها بزهو وتهتف بثقه: الكلام ده مع اي حد مش اهداء الامير يا بنتي
هزت نور راسها موافقه وهي تفتح باب السياره تحسها على الانصراف: ماشي ماشي يلا يا فنانه علشان ورانا شغل كتير في المكتب
اجابت اهداء وهي تفتح الباب الاخر وتجلس على كرسي السائق:, يلا الواد ده اخذ وقت اكبر من حجمه اصلا وبكره عندي جلسه مهمه لازم نجهز لها كويس
........................................................
في احدى المقاهي الحديثه على النيل( كافيه) تجلس نور الاخت الصغرى لاهداء مع خطيبها ياسين يتناقشوا حول بعض منزلهم جديد لاقتراب موعد زفافهم
الله بصي يا ياسين اوضه النوم دي شكلها يجنن ازاي عجباني قوي
تفوهت بها نور بحماس وهي تقترب منه ليطلع معها على الصوره في هاتفها المحمول وتطلب رايه
ولكن اتى جوابه ليخيب املها ويقتل حماسها: شكلها وحش وذوقها بشع وبعدين يا نور قلت لك مليون مره انا اللي هختار كل حاجه في البيت على ذوقي فمش كل شويه تيجي تعملي شويتين دول
هتفت باستهجان: شويتين ايه يا ياسين انا شفت الصوره وانا بقلب وعجبتني عادي يعني قلت اوريها لك يمكن تعجبك انت كمان ونعملها
ياسين: نعملها لا والله يعني اهداء هانم اللي قالت لك تعملي كده فانا طبعا هبقى مضطر اني اوافق واتحط في الامر الواقع صح
لا مش صح
صحت بها معترضه واكملت بنبره حزينه: هو انت كل حاجه ما تعجبكش تقول لي اهداء مع انك عارف كويس قوي اني مش بسمع كلامها في اي حاجه اصلا وكل حاجه انت عايزها هي اللي بتحصل في ايه بقى ما كانتش صوره دي يا سيدي انا غلطانه حقك عليا خلاص كده ارتحت
ده انا هدى براحه حين سامع جملتها الاخيره ولوي جاني بفهمه ابتسامه ذاتها مخزي : اه تحت انا كده اطمنت على نور حبيبتي
تحدث مشاكسا وهو يمسك يدها محاولا تخفيف التوتر بينهم: على فكره يعني عيد ميلادي بكره الحوار ده هيخليني ادخل السنه الجديده حزين خدي بالك ولو ده حصل هفركش الخطوبه
لتخرج منه اه خفيفه متالمه فورا انتهاء جملته اثر لك*مه وجهتها نور لكتفه بغل : ما تهزرش في الحوار ده وبعدين ما تقلقش ده انا هظبطك
ضحك ياسين بقوه وهو يرفع يديه للدعاء: استر يا رب انا كده قلقت واندم واندمجوا في الضحك سويا
.....................................................
يجلس على الاريكه في منزل صديقه المقرب وعلى وجهه علامات الحيره والاستهجان وهو يقص ما حدث بانفعال: وبس يا سيدي وانا بقى مطلع لها الكارنيه بحركه شيك وفاكر نفسي جنتل مان قوي في نفسي فجاه لقيت نفسي واقف مبلول في نص الاوضه لوحدي
اللي يضحك امير بقوه وهو يحثه على الاجمال وبعدين
البنت عليها برود مش عادي قال مش عايزه نتعامل مع بعض تاني قال يعني انا اللي هموت واتعامل معاكي ده انا ما صدقت الحوار ده خلص بس انت مش متخيل انا دم*ي اتح*رق منها بعد الحركه ازاي وعايزه اعمل معاها اي حاجه ثانيه تضايقها
ليصيح امير محذرا : يا ابني وليه الحوارات دي كلها خلاص موضوع وانتهى خد بالك علشان البنت دي باين عليها مش سهله خالص
ريان: هذه الفكره عندي فضول كده اعرفها واعرف كمان هي ازاي مشيت من المكتب
ليغمغم امير وهو يتجه ناحيه المطبخ: رويان بقى سيبك منها مش مهم المهم اعمل نسكافيه اعمل لك معايا
لا
جابوا ريان وهو عقله مستمر في التفكير في امرها
اعملي قهوه
امير:ماشي
امال سهيله مش في البيت ولا ايه مش سامع صوتها هي والولاد
تفوق بها ريان ليغير مسار الحديث ويبرهن على عدم تفكيره فيه
ليتنهد الاخر براحه ويصيح بسعاده تقطر من كلماته: طبعا مش في البيت مش واخد بالك من الهدوء اللي في المكان
رفع ريان حاجبهم واحتجا على ما يقول؛ تصدق ان ما عندكش دم دول هم اللي بيعملوا بهجه في البيت لو اعرف انك لوحدك اصلا ما كنتش جيت
امير: لا يا راجل بهجه اه دي سهيله لوحدها صداع و..
رفع ريان يده في وجهه ليوقفه عن الاسترسال في الحديث: بس بس يا امير مش ناقصه عقدك الحكايه
وهم باخراج هاتفه لمحمول: تليفون شويه ارحم منك
ضحك امير بسخريه: ماشي يا اخويا خليك كده على طول كل ما اكلمك في حاجه مش عاجبك تهرب منها
هز الاخر راسه مؤيدا وهو يعبث في الهاتف لتتشخص عينيه فجاه بذهول وهو يقرا احد المنشورات (البوستات) المنشوره حديثا على احدى صفحات الانترنت الخاصه باخبار الحوادث وبطريقتهم المفجعه كتب الخبر ( مصرع محاميه شابه في ظروف غامضه)
•تابع الفصل التالي "رواية كهرمان" اضغط على اسم الرواية