رواية عتاب الفصل الرابع 4 - بقلم علا السعدني
الفصل الرابع
بعد مرور أسبوعان ٠٠
كانت (عتاب) جالسة طوال تلك الأيام فى منزل (ريان) معه ومع والداته لم تكن تتذكر أى شئ عن ماضيها مما جعل الموقف صعب عليه فهى لا تعلم عن نفسها أى شئ فكر أن يسئل فى المتجر الذى كانت تعمل به ولكنه شعر بالخوف من أن يعلم أحد مكانها فى الوقت الحالى قبل أن تعود لها ذاكرتها ٠٠
فى المساء دلف (ريان) فى الغرفة التى تقيم بها (عتاب) بعد أن قرع باب الغرفة وسمع أذنها له فابتسم لها بود ثم قال
-أخبارك أيه النهاردة ؟!
أجابته بنبرة صوتها الرقيق لتقول
-الحمد لله احسن
-أنا كمان شايف أنك الحمد لله اتحسنتى عن ما جيتى
-الحمد لله
-لسه مش فاكرة أى حاجة يا (عتاب) عن أى حاجة قديمة تخصك ؟
هزت رأسها نافية دون أن تتفوه بحرف شعر (ريان) بضيق شديد فقالت هى
-بس فى حاجة غريبة ؟!
نظر لها (ريان) بإهتمام ليحثها على الحديث
-خير ؟!
-حلمت أنى بدور ع حد مش فاكرة ملامحه ولا شكله ٠٠ بس فاكرة انى كنت بنده عليه اسمه (فضل)
-(فضل) !!
-اه
-ومتعرفيش ده مين ؟!
هزت رأسها بالنفى بأسف فأبتسم هو وقال
-بس ده شئ كويس جداً جداً ٠٠ فى تقدم إن شاء الله تفتكرى كل شئ قريب
-يااارب
فى تلك اللحظة دلفت والدة (ريان) التى كانت تغمر (عتاب) بحنان كثير وتعتبرها الأبنة التى لم تحصل عليها يوماً ما وقالت بابتسامتها البشوشة تلك
-مش يلا يا أولاد عشان تتعشوا معايا بقى
نظر (ريان) ل (عتاب) ثم قال
-يلا بينا نقوم ناكل بكرامتنا بدل ما تزغطنا زى البط
ضحكت (عتاب) ضحكة رقيقة ولكنها ملفتة للغاية كانت تلك المرة الأولى التى يراها تضحك أو يسمع صوت ضحكتها المميز ذاك أخذ نفس عميق ثم ابتلع ريقه وسبقهم نحو الخارج دون أن يتفوه بكلمة بينما سارت (عتاب) مع والدة (ريان) ثم جلسوا مع (ريان) على مائدة الطعام وبدئوا فى تناول طعامهم ٠٠
****************
دلفت (هانيا) على المكتب الخاص بزوجها وجدته يعمل ويمسك كتاب ولكنه يبدو شارداً ولا يقرأ ما ينظر إليه لذا اقتربت من المكتب الخاص به ووقفت أمامه لتقول بنبرة هادئة
-ياااه للدرجة مش شايفنى ولا حاسس بيا وأنا بدخل حتى ؟!
انتبه (طلال) لصوت زوجته فأبتلع ريقه ثم قال
-خير يا (هانيا) ؟!
زفرت (هانيا) بضيق ثم قالت
-أنت مش قولتلى أنك هتحاول تهتم بيا أنا والبنت شوية ٠٠ أنت حتى مبتحاولش يا (طلال)
زفر (طلال) بضيق ثم قال
-مشكلتك يا (هانيا) أن مخك مبيكبرش مع سنك لسه شايفانا الاتنين الحبيبة بتوع زمان
عضت (هانيا) شفتاها بغيظ شديد ثم قالت
-وأنت عاوزنى أكبر واعجز ليه ؟! ٠٠ أنا عاوزة أعيش حياتى يا (طلال) أحس بالحب والحنان منك أنا مش بطلب منك شئ صعب ولا بطلب منك فلوس حتى أنا بس كل اللى عاوزه شوية اهتمام منك .. أيه بطلب كتير
أشاح (طلال) وجهه للأتجاه الآخر ثم قال
-مشكلتك أنك بتيجى فى الوقت الغلط ٠٠ أنا مش طايق نفسى دلوقتى يا (هانيا)
نظرت له بإهتمام وامسكا كف يده بحنان فهى تستطيع تحمل أى شئ حاى أسلوبه الجاف معها إلا أنها لا تستطيع تحمل فكرة أن يصيبه مكروه لذا قالت
-خير يا (طلال) ؟! شكلك مضايق فى حاجة ؟!
شعر هو بحنانها الذى يغمره دوماً حينما يكون فى أشد الحاجة إليه لذا أجابها بهدوء
-حصلت مشكلة عندى فى الشغل
-مشكلة ايه ؟!
-مريضة عندى اختفت ٠٠ ودى سمعة وحشة للمصحة بتاعتى ومش قادر أعرف ده حصل ازاى ؟!
-يمكن حد قريبها خدها
نظر لها بعدم اقتناع ثم قال
-واللى هياخدها من قرايبها مش يبلغ المستشفى مش يدفع حتى أخر حساب ليها فى المستشفى
-هو الموضوع اتعرف
هز رأسه نافياً ثم قال
-لا أنا متكتم جداً ع الموضوع
-سيبها ع الله ٠٠ مش مسئوليتك خالص يا (طلال)
-ازاى يعنى يا (هانيا) وأنا صاحب المصحة ٠٠ مش بقولك عقلك مش بيكبر مع سنك
زمت شفتاها بضيق من حديثه ذلك لذا قالت
-تصبح ع خير
لم تنتظر رده وتوجهت نحو خارج غرفة مكتبه فهز رأسه بآسى فهو من فعل ذلك بنفسه هو من اختارها رغم أنها تصغره بعشر أعوام يعرف أن بداخلها طفلة مجنونة ولكنه أحبها كامرآة ناضجة يعلم أن تفكيرها لن يتغير منذ أن كانت طفلة ولكن يعلم أيضاً أنه لن يجد امرآة سواها تغمره بحبها وحنانها مثلما تفعل هى اسمها على مسمى حقاً هى (هانيا) وهى من تجلب له السعادة الحقيقية لكن هل هو يجلب لها السعادة أيضاً ؟!
محال ٠٠
******************
دلف والد (أشرف) إلى غرفته حيث أنه منذ فترة أصبحت أحواله لا تعجبه وغير طبيعية حتى أنه لا يتناول طعامه بإنتظام وأن تناول فيتناول القليل من حصته وجده يقف فى شرفة غرفته شارداً وييدو أنه لم ينتبه حتى لدخول والده لذا تنحنح والداه ثم قال
-مالك يا (أشرف) احوالك مش عجبانى ؟!
استمع (أشرف) لصوت والده فإلتف له ولم يستطع أن يتحدث فتابع والداه
-ياريت تقولى يمكن اساعدك
أخذ (أشرف) نفس عميق ولكنه ذهب ليجلس على الاريكة وطلب من والده الجلوس بجواره فلبى والده طلبه بعدها ظل (أشرف) يقص كل شئ على والداه عنه وعن (روفيدا) وما أن انتهى من حديثه حتى تحدث والده
-متزعلش منى يا (أشرف) بس البنت معها حق ٠٠ علاقتكوا دلوقتى مش صح ومتنفعش وواضح أنها محترمة ومؤدبة ومبتخبيش ع اخوها شئ ودى حاجة كويسة جداً أنت المفروض تبقى مبسوط منها وتبقى مبسوط أنك نقيت صح
-بس يا بابا ٠٠
قاطعه والده قائلاً
-بص يا بنى هى لو من نصيبك لو حصل بينكوا أيه وبعدتوا عن بعض سنين هتبقوا لبعض لكن لو مش نصيبك برده مش هيحصل ولو فضلتوا جنب بعض سنين فيبقى الأحسن والأفضل أنكوا تبعدوا لحد ما تبقى قادر تدخل بيتها
-دى تكون اتجوزت كده
-قولتلك النصيب اللى بيحكم ٠٠ سيبها ع ربنا ٠٠ وانزل دور ع شغل كتير زيك وفى سنك وأصغر منك كمان بيشتغلوا ويدرسوا ولما تحس أنك قادر روح لبيت اخوها وأنا هساعدك بكل اللى اقدر عليه لكن متقعدش حاطط ايديك ع خدك زى الستات كده
رفع (أشرف) أحدى حاجبيه ورمق والده نظرة طويلة الذى قال
-تعالى اضربنى قلمين يا ولد أحسن
هز (أشرف) رأسه بآسى ثم امسك يد والداه وقبلها وقال
-ربنا يخليك ليا يا بابا ٠٠
*****************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
جلس (ريان) فى مكتبه داخل المشفى نظر للساعة فى يده ووجد أن موعد الاستراحة الخاص به هو و (أسما) قد حان قرر أن يذهب إلى مكتبها ليأخذها ويتناولوا الطعام سوياً فى المطعم الذى بقرب المشفى ذهب إلى مكتبها وطرق باب المكتب عدة مرات ولكن دون جدوى لم يأتيه رد ففتح باب المكتب الخاص بها بحذر وجدها جالسة على المكتب وتقرأ بكتاب ما ويبدو أنها ليست منتبهة لما حولها هز رأسه بآسى ثم اقترب من مكتبها وطرق يده على سطح المكتب الخاص بها بقوة وهو يقول
-أيه يا دكتورة (أسما) ؟! مش واخدة بالك أن ده وقت الاستراحة
انتفضت (أسما) من على مقعدها ورفعت نظرها لتتقابل بأعين (ريان) فتنفست الصعداء ثم قالت
-حد يخض حد كده يا (ريان) ؟!
نظر (ريان) لوجهها ولتلك النظارة التى تخفى جمال عينيها البنية
-ممكن تقلعى النظارة دى لما ابقى موجود معاكى ع الاقل ؟!
عقدت (أسما) حاجبيها بعدم فهم ثم قالت
-فى أيه يا (ريان) لكل ده ؟!
-مفيش ٠٠ عموماً ده وقت البريك تعالى نتغدا سوا فى المطعم اللى جنب المصحة هنا
-معلش يا (ريان) مش هقدر ٠٠ أنت عارف أن المصحة هنا بتاخد وقت كبير من يومى وأنا بحاول استغل أى فرصة هنا عشان أكمل الرسالة و ٠٠
قاطعها قائلاً
-مفهوم مفهوم يا (أسما) ٠٠ أنا خارج
شعرت (أسما) بحزنه فقالت
-أنت زعلت ؟!
ابتسم ابتسامة جانبية ساخرة ثم قال
-أزعل !! ٠٠ أزعل من أيه يا (أسما) ٠٠ بالعكس أنا فخور بيكى جداً
تحدثت (أسما) بفخر عن نفسها
-أنت عارف أنا لو خلصت كل الجوانب اللى نفسى اتكلم فيها هتبقى رسالة مهمة جداً (عن الطب النفسى والأدمان) حتى استفادت من الحالات اللى هنا فى المستشفى ومدمنين وبكتب عنهم فى الرسالة ٠٠ كمان بتكلم عن الأدمان ممكن يخلى أى حد يرتكب أى جريمة تحت صغط نفسى أنت عارف نسبة المدمنين فى مصر كم ؟٠٠
قاطعها قائلاً
-أنا جعان هروح أكل وبعدين اروح أكمل شغلى عن أذنك
لم ينتظر ردها وخرج خارج مكتبها فهزت كتفاها بلا مبالاة ثم عادت تكمل رسالتها الخاصة ٠٠
******************
خرج (أدهم) من مكتبه الخاص وجد (جميلة) تعمل فوقف أمام مكتبها وتنحنح قليلاً فرفعت (جميلة) بصرها له بأبتسامتها المعهودة وقالت
-خير يا فندم
ثم نظرت للساعة التى فى يدها وقالت وهى تضع كف يدها على فمها
-يا خبر ده ميعاد القهوة بتاع حضرتك ٠٠ أنا آسفة يا فندم هروح أقول لعم (توفيق) حالاً يجيبها لحضرتك
وقبل أن تقف عن مقعدها اوقفها (أدهم) بحديثه
-لا لا ٠٠ ملوش لزوم ٠٠ أنا رايح اجيب (رائد) من المطار بس كنت هطلب منك طلب
-اتفضل يا فندم
-أنا احتمال مرجعش تانى الشركة فعاوزك تخلصى الشغل اللى موجود وتراجعى الملفات كلها ٠٠ معلش هتعبك
-لا خالص يا فندم ٠٠ حضرتك ممكن تعتمد عليا
ابتسم لها ابتسامة دبلوماسية كعادته ثم تحدث قائلاً
-عن أذنك
هزت رأسها بالإيجاب ووضعت يدها على وجنته ونظرت له بهيام ثم حدثت نفسها بصوت خافت
-مؤدب بشكل ٠٠
استقل (أدهم) سيارته وذهب للمطار عندما وصل إلى هناك نظر فى ساعته ليتأكد أن كان مازال (رائد) فى الداخل أم لا ولكنه وجد شخص يضع يده على كتفه فعلم أنه (رائد) إلتف له ليحتضنه فبادله (رائد) الأحتضان وحدثه (آدهم) قائلاً وهو يبتعد عنه
-حمد الله ع السلامة
-الله يسلمك ٠٠ أخبارك أيه ؟!
-الحمد لله
ثم تفحصه (أدهم) قائلاً
-شكلك متغير عن ما سافرت بس ٠٠
-بس أيه ؟!
هز رأسه نافياً ثم قال
-مش عارف ٠٠ فى حاجة فيك ناقصة ؟! فى حاجة مخبيها عليا مثلاً !!
-أنت دايماً كده بتحب تكبر المواضيع يا (أدهم)
-طب يلا نخرج عشان اوصلك البيت
-ياااريت ٠٠ (روفيدا) وحشتنى جداً ٠٠ متتخيليش ظهورها فى حياتى من اليوم اللى جبتها تعيش فيه معايا فرق معايا فى حاجات كتييير
-ياريت تحس ببنات الناس اللى مرمطهم معاك دول
ابتسم (رائد) بهدوء ثم قال
-بس أنا معرفش بنات ناس ٠٠ كلهم من بتوع ليلة وخلاص
هز (أدهم) رأسه بآسى ثم قال
-طب تعالى نروح لأختك من الصبح مستنياك حتى مراحتش جامعتها
-ماشى يلا
أتجهوا سوياً نحو الخارج ثم استقلوا سيارة (أدهم) الذى قاد السيارة بعد ساعة تقريباً وصلوا إلى المنزل ٠٠
فى ذلك الوقت كانت (روفيدا) لا تستطيع الأنتظار فى الداخل لذا قررت الخروج لحديقة المنزل حتى تراه عندما يصل وجدت بوابة المنزل تفتح فركضت نحوه واحتضنته فبادلها (رائد) الاحتضان وقال
-وحشتينى يا روفى
-أنت كمان اووووى يا أبيه ٠٠ وع فكرة عملتلك النهاردة الاكل بإيدى
-كمان !! ٠٠
ابتسمت له ثم وقفت على اطراف أصابعها لتقبله فى وجنته بينما ابتسم (أدهم) وهو يراها بتلك السعادة ثم أعاد عوينته للخلف قليلاً فحدثتهم هى
-يلا عشان احضرلكوا السفرة ٠٠
*******************
جلس (وليد) مع صديقه (سيف) وهم يشربون سجائر ملفوفة كعادتهم فى المنزل الخاص ب (وليد) ابتسم (سيف) بدون أى سبب ثم قال
-اعذرنى مكنتش اعرف الحقيقة لحد ما (محمد) قالى
نفث (وليد) دخان سجائره غير عابئ بذلك الحديث فرمقه (سيف) نظرة جانبية ثم قال
-بس شكلك لسه بتحبها ٠٠ نظرتك ليها فيها حب وعتاب
ابتسم (وليد) بسخرية ثم قال
-وأنت بقى قدرت تعرف كل ده فى الكم ثانية اللى شوفتها فيهم
-بص يا (وليد) أنا معرفش أنت طلقتها ليه ٠٠ بس أكيد فيه سبب قوى لأنى شفت حبك ليها فى عينك
ابتلع (وليد) ريقه ثم قال
-مكنتش بتحبنى ٠٠ مكنتش شايفانى اصلاً يا (سيف) الانفصال حصل من شهر ٠٠ دى كانت أول مرة اشوفها بعد الشهر يمكن اتهيئلك أو ٠٠
قاطعه (سيف) بجدية
-مكنش بيتهيئ ليا أنا واثق ٠٠ وبعدين أنت غبى لما أنت بتحبها كده سبتها ليه ؟!
نظر (وليد) للسيجارة التى فى يده ثم نظر مرة آخرى إلى صديقه
-أنت طيرت النفسين من دماغى ع فكرة
-طب جاوب
-أنت مجنون اجاوب ع أيه ؟! ٠٠ كنت هسيبها عايشة معايا يعنى وهى مبتحبنيش ؟!
كان يعلم جيداً أنه يقول فقط نصف الحقيقة فهو قد علم حبها ل (رائد) وأنها لم تكن تكن له أى مشاعر فى البداية كان يظن أنها تخجل منه وأنها شخصية خجولة كما عرفها فتحمر وجنتها فقط أن مر شخص بجوارها ورغم أن زواجهم لم يدم إلا سنة واحدة إلا أنه ظل يظن هكذا هى فقط تخجل منه حتى ذلك اليوم
(وقفت (شجن) تطهو الطعام فى المطبخ دخل عليها (وليد) واحتضنها من الخلف وهو يضع رأسه عند كتفاها ويقول
-وحشتينى اووووى
كانت ملامحها جامدة ولكنها أجبرت نفسها على الأبتسام مجاملة له فأبتعد هو عنها وقال وهو يستند على الخزانة الخاصة بالمطبخ عاقداً يده نحو صدره
-مالك يا حبيبتى ؟
-م٠٠ مفيش ادخل غير هدومك مجهزة ليك اللبس ٠٠ اكون حضرت الغدا
-ماشى يا حبيبتى
ذهب هو لغرفة نومهم وقام بأبدال ملابسه ولكنه وجد على الفراش الخاص بهما مذكرة دوماً يرى زوجته تمسكها وعندما سئلها عنها أخبرته أنها تكتب خواطر خاصة بها وضع يده أسفل ذقنه بتفكير فقد أصابه الفضول نحو تلك المذكرة وقرر أن يتجه نحو الفراش وبالفعل فعلها وإلتقط المذكرة بين يديه ثم قام بفتحها ليجد
(نعم أحببته بكل جوارحى لكنى لا أستطيع مصارحته
هو وحده سيد قلبى
هو وحده من استطاع أن يستكشف خبايا الحب فى قلبى
لن يستطيع أحدهم غزو قلبى مثلما فعل (رائد) )
ابتلع (وليد) ريقه ثم ظل يتفحص المزيد من صفحات تلك المذكرة وهو يشعر بغضب شديد ووجه يزداد احمراراً وغضباً كلما قرأ حتى قرأ
(لقد رأيته اليوم فى أحضان امرأة ليتنى لم أذهب له ليتنى لم افعل
لو لم أذهب لم أجبر لسانى على الأعتراف بحبه لقد رفضنى ورفض حبى وحطم قلبى وهو غير عابئ غير مهتم بحجم الأذى الذى سببه لى )
ضغط (وليد) أكثر على شفتاه ثم فر المزيد من الصفح ليرى
(كانت ليلة زفافى مجرد ليلة عادية
لم أكن فرحة مثل أى عروس تزف لعريسها
ف (وليد) شخصية مختلفة عن ما كنت أرسمه بخيالى
للأسف لا أشعر تجاهه بأى مشاعر ولكنى قد وافقت على الزواج منه تلك هى حياتى
وذلك هو اختيارى يجب على المضى فيه )
لم يستطع (وليد) تكملة المزيد من تلك السخافات التى يقرأها فهو الذى عرف نساء بعدد خصلات شعر رأسه لم يستطع أن يميز أنها لا تحبه ونسب كل شئ للخجل وجد نفسه يصرخ بأسمها بكل الغضب الذى فى قلبه
-(شججججججن)
شعرت (شجن) بغضب (وليد) فركضت تجاهه لتقول
-فى أيه يا (وليد) ؟ صوتك عالى
القى (وليد) بالمذكرة فى وجهها فأبتلعت هى ريقها ولم تتحدث فأتجه نحوها وأمسك رسغها بعنف وهو يقول
-اتجوزتينى ليه ؟!
لم تتحدث (شجن) لبعض الوقت ثم قالت بهدوء
-ده شئ ماضى و ٠٠
كرر (وليد) بسخرية
-ماضى !! وشعورك ناحيتى ماضى برده يا ست الزوجة المخلصة
لم تقل شئ مما زاد غضبه وأمسك رسغها مرة أخرى بعنف
-ردى عليا ؟! ٠٠ بلاش برووود
-ا٠٠ أيوة مش بحبك بس ٠٠
لم يستطع تحمل كلامها لذا ضغط على رسغها كى تتألم وتمتنع عن الحديث ولم يدرى بنفسه كيف صفعها على وجهها بكل تلك القوة وضعت (شجن) يدها على وجهها وهى لا تصدق أنه ضربها حقاً فنظرت له بذهول وهو لم يستطع النظر فى عينيها فإلتف وهو يركل قدمه فى الأرض)
-روحت فين ؟
قاطع (سيف) أفكار (وليد) بجملته تلك ثم قال
-عاوز أيه يعنى ؟!
-أنا شايف مادام لسه بتحبها ومادام هى مفيش حد تانى فى حياتها يبقى تحاول
نظر له (وليد) بعدم اقتناع ولكن شئ ما فى قلبه اخبره لما لا هو لن يخسر شئ ابداً ٠٠
**********************
وجدته يقف فى الشرفة ويبدو شارداً ربما شئ ما يشغله لذا اقتربت منه بهدوء ووقفت جواره كى تتحدث معه
-واقف لوحدك ليه كده ؟!
انتبه لوجودها بجواره فأعطى لها ابتسامة بسيطة ثم قال
-أنتى اكيييد لسه صاحية ٠٠ لما جيت سئلت ماما عليكى قالتلى نايمة
-اه كنت نايمة ٠٠ أنت عامل أيه فى شغلك ؟
-الحمد لله
-اومال خطيبتك العسولة دى فين مشوفتهاش غير مرة واحدة هنا معاك
تمتم (ريان) بصوت غير مسموع
-اذا كنت اأنا مش بشوفها عاوزة أنتى تشوفيها
لكنه نظر لها ليقول
-مشغولة فى شغلها شوية ٠٠ بتحضر رسالة ماچيستر
-وااااو ٠٠ اكيد فخور بيها طبعا
ضرب (ريان) كف يده بالأخرى وهو يقول
-هو أيه موضوع الفخر اللى ماشى اليومين دول
عقدت (عتاب) حاجبيها بعدم فهم فنظر هو لعينيها الرمادية وابتسم فهى ردود أفعالها دوماً تمثيلية ضحكتها وانعقاد حاجبيها فهى تبدو كدمية جميلة لم يرى مثلها قط ابداً فهز رأسه ثم قال
-تعرفى اأن شكلك وردود افعالك حكاية
احمرت وجنتيها خجلاً وإلتفت لتقول
-ه٠٠ هروح اساعد مامتك فى تحضير العشا
شعر (ريان) أنه قال شئ لم يكن عليه انه يقوله
لذا تنحنح ثم أذن لها بالأنصراف وهو يقول
-اه اتفضلى
ذهبت هى من أمامه متوجهة للمطبخ بينما عاد هو لينظر للشرفة مرة آخرى ٠٠
*******************
اتجه (رائد) نحو غرفة شقيقته كى يتحدث معها فى أمر (أدهم) وقف أمام باب غرفتها ثم طرق باب الغرفة وعندما سمع أذنها بالدخول قام بفتح الباب ليجدها جالسة أمام الحاسب المحمول تتصفح صفحتها الخاصة بموقع التواصل الأجتماعى (الفيس بوك) ابتسم لها ثم جلس بجوارها على الفراش وتحدث
-أخبارك أيه ؟! بقالى شهريين معرفش عنك أى حاجة ٠٠ عارف أنى غبت وأتأخرت عليكى بس غصب عنى ظروف اضطرتنى لكده وبعدين كان فى شغل هناك لازم اخلصه
هزت رأسها بإعتراض ثم قالت
-أنا عمرى ما بزعل منك يا أبيه
وضع يده على رأسها وفرك مقدمة شعرها بلطف ثم قال
-سمعت من (أدهم) أنك كنتى خايفة تمشى لوحدك فى حد بيضايقك ؟
شعرت (روفيدا) بتوتر كبير ثم هزت رأسها نافية وقالت ممازحة إياه
-هو (أدهم) ده مبيعرفش يخبى عنك حاجة
-زيك مثلاً ولا أنتى كبرتى وبقيتى تخبى عن أبيه ؟!
شعرت هى بأن كلماته تلك سهم يصيب هدفه فى قلبها فبالفعل هى تخفى عنه أمرها مع (أشرف) فتبدلت معالم وجهها لاحظ (رائد) شحوبها ذلك لذا اخرج من جيب بنطاله علبة سجائره ليشعل واحدة ثم قال
-فى حاجة يا (روفيدا) ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا لا طبعاً
لم يشعر بصدقها فى تلك اللحظة لكنه نفث دخان سيجارته ثم قال
-أيه رأيك فى (أدهم) ؟!
-من ناحية ؟!
-كراجل يعنى ؟! ٠٠ هو بصراحة اتقدم ليا من زمان لأنه بيحبك من زمان جداً وأنا موافق أنا مش هلاقى شخص يحافظ عليكى أحسن من (أدهم)
ابتلعت (روفيدا) ريقها ونظرت فى عينان (رائد) فيبدو أنه قد قرر وحسم الأمر ولا يفعل شئ سوى أخبارها بما ينوى فعله ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية