رواية معدن فضة الفصل الخامس 5 - بقلم لولي سامي
حياتنا كأمواج البحر بين مدٍ وجزر بين فرحٍ وحزن فأمسك بقارب الصبر.
بعد أن انهي جواد صلاته خرج من الجامع وهو يرتجف من البرد ولا يعلم هل هذا من برودة الطقس ام من برودة قلبه فتوجه الي المنزل وفتح الباب ببطئ حتي لا يوقظ والدته ولكن هل سيهنأ لها بال وفلذة كبدها بالخارج وفي هذه الحالة!
عندما دخل وجد الانوار مضاءة ووالدته تجلس على الأريكة وعند غلق الباب هبت واقفة للاطمئنان عليه.
اخلاص بنبرة يملؤها القلق/جواد حمدالله على السلامه يا ابني كدة تقلقني عليك؟
جواد وهو يقبل يدها وبصوت خافت مهتز مما به من حمول /بعد الشر عليكي من القلق يا حبيبتي مش انا قولتلك متقلقيش عليا واني هتأخر؟
اخلاص ودموعها تترقرق في عيونها وتضع يدها حول وجهه /وانا هيجيلي نوم ازاي وابني حبيبي مش مرتاح البال.
ذهب چواد ليجلس على الأريكة واضعا رأسه بين راحتيه وبصوت يملأه الحزن /تعبان يا ماما تعبان ومش عارف اعمل ايه؟ او انا ذنبي ايه ؟ ايه المشكلة اني سوري وهي مصرية هو السوري مبيحسش ومبيحبش ،ذنبي اني سيبت بلدي غصب عني ولا ذنبي اني حبيت بنت مش من بلدي ، مش يمكن اكون جيت لحد هنا علشان اشوفها وأحبها ليه يعملوا كده ليبييه؟
جلست اخلاص بجواره وأخذت رأسه على صدرها وأخذت تمسح على شعره /بس يا حبيبي بس متعملش في نفسك كدة انت مغلطتش في حاجة ولا ذنبك حاجه، واهلها كمان مغلطوش ،هما أهلها وحقهم يقلقوا عليها ويدورولها على اللي من وجة نظرهم له عيلة ،يوم ما يغلط يعرفوا يجيبوا كبيره يردوا عليه ناس كتير بتفكر كدة وده ميعيبهمش.
معدن فضة
لولي سامي
ده غير المشاكل اللي اولادكوا هتواجهها أنهم مش مصريين. انت عملت كل اللي عليك يا حبيبي والباقي ده بتاع ربنا هو اللي بيقسم النصيب .
وربتت على ظهره واكملت/ أستعين بالصبر يا حبيبي وان شاء الله هيعوضك بس سلم امورك لله فهو نعم المولي ونعم النصير.
وكأنه وجد ضالته في صدر والدته فأغلق عينيه وراح في سبات عميق لعله يهدئ من ما في قلبه.
ووالدته وجدته قد هدأت انفاسه فعرفت أنه غفى فلم تريد أن تزعجه ووضعت رأسه على الوسادة وذهبت لجلب غطاء لعل قلبه يدفأ قبل جسده ودخلت غرفتها لتصلي وتدعوا له براحة القلب وراحة البال.
&__________________________________&
استيقظت ميار على أيدي خشنة تتجول على جسدها فانفزعت واطلقت صرخة فنهرها حسن وضغط على ذراعها وشدها نحوه وبصوت أجش خالي من التعبير/ايه في ايه مالك؟ شفتي عف.ريت؟
فتنهدت ميار وهي تضع يدها على صدرها/ خضتني يا حسن.
حسن وهو ينظر بجوع لها قائلا بابتسامته السمجة /حلوة الخضة، حلوة برضه ومطلوبة يخ.رب بيت جمالك دانتي طلعتي حلوة اوي.
ميار بصوت باكي تحاول التخلص من يداه /والنبي يا حسن استنا انا تعبانة اوى.
حاولت الابتعاد عنه ولكنه أطبق على ذراعها وقربها منه ثم ثبتها بجزعه قائلا /وماله....... ده حلاوته ....... ده مطلوب برضه، كل ما تتعبي ص.رخي.
وضحك ضحكة مجلجلة وأكمل ما بدا به فلم يسمع لشكواها واقترب منها بهجوم يغلب عليه الطابع الحيواني ولا يوجد بها أي استحضار للمشاعر أو تهيأه لها وهي تغلق أعينها ودموعها تسيل على وجنتيها وعندما فرغ منها انقلب للجهة الأخري وأخذت هي تستر نفسها وترتدي ملابسها وما زالت دموعها تنساب على وجنتيها.
ليستمعوا معا لرنين جرس الباب فسمعته ميار يقول لها/قومي افتحي شوفي مين؟ ولو حد سأل عليا قوليله نايم تعبان.
ارتدت ميار الروب الخاص بها على قميصها وتوجهت إلى الباب لتسأل عن طارقه/مين؟
ام محمد بلهفة /انا امك يا ميار افتحي يا حبيبتي جيبالك الصباحية.
اسرعت ميار في فتح الباب فدخلت امها ووضعت الصينية على المنضده والتفتت الي ابنتها لتلقي عليها المباركة/صباحيه مباركة يا عرو......... وضربت علي صدرها/يا مص.يبتي ايه ده مالك يا بت فيكي ايه؟
انطلقت ميار في حضن والدتها وأخذت تبكي وتنتحب ووالدتها تأخذها الي أريكة الصالون وتربت على ظهرها لعلها تهدأ.
ام محمد بمحاولة لتهدأة ابنتها ومعرفة سبب بكاءها فقالت /بس بس اهدي يا حبيبتي وقوليلي مالك كفاالله الشر.
هدأت ميار قليلا و اخذت تحكي لوالدتها عن قسوة حسن وسوء المعاملة حزنت والدتها لا محالة ولكن حاولت اخفاء حزنها لابنتها فاليوم الصباحية فما لها غير أن تنصحها بالصبر فابتسمت ابتسامة باهته تخفي خلفها حزنها عليها وقالت بلامبالاه /خضتيني يا ميار يخ.رب عقلك ،
بقي ده اللي مزعلك يابت؟
يابت اصبري عليه كل عريس كدة في البداية وبعدين هيهدا ويكون زي الفل.
أخذت ميار تجفف دموعها بكفيها وتهدأ قليلا لعل كلام والدتها على صواب ،
ولكن هل يختلف الطبع من وقت لآخر لم تعلق ميار وإرادت تغير الحوار فسألت عن اختها/ماجدة مجتش ليه يا ماما؟
ام محمد بابتسامة طفيفة تحاول اخفاء ما بها من حزن /كلنا هنجيلك يا قمر بس انا قولت اجبلك الصباحية علشان لو جوعتوا وانا وأخواتك وصاحبتك وابوكي هنجيلك على بعد المغرب كدة تكونوا فوقتوا واجبلك الغدا خلصوا انتوا بس الفطار اللي انا جايباه.
ميار باماءة /ربنا يخليكي يا ماما.
تلتفت ام محمد يمينا ويسارا سألة/امال فين حسن اباركله؟
ميار بوجه عابس/نايم وقالي مصحهوش دلوقتي.
ابتسمت ام محمد وادعت عدم الاهتمام واستقامت استعدادا للمغادرة قائلة / وماله يا حبيبتي خليه مرتاح ،طيب يا حبيبتي ربنا يسعدكوا ويهدوا سركوا مش عايزة حاجة؟
معدن فضة
لولي سامي
ميار بنبرة صوت حزينة تكاد تقطع بانياط والدتها قالت/ سلميلي على اخواتي وبابا لحد ما يجوا .
ثم اخفضت صوتها وقالت /وسلميلي على طنط اخلاص.
ام محمد وهي تربت على كتفها وتحاول أن ترسل لها رسالة مبطنة كسؤالها /ميار انتي دلوقتي يا حبيبتي واحدة متجوزة متفكريش حتي التفكير في غيره علشان ربنا يباركلك يا حبيبتي.
اومأت ميار برأسها وأخذت تودع امها عند الباب ثم دخلت لتأخذ حماما لعله يهدأ من الم جسدها ومرت الايام والحال نفس الحال لم يتغير حسن ولم يسألها في مرة واحدة إذا كانت سعيدة ام لا حتى اعتقدت ميار أن هذا هو حال كل الرجال كما تخبرها والدتها أن كل الرجال سواء في هذه النقطة ومن أين لها أن تعلم ميار فهي عديمة الخبرة ولا تتحدث عن هذه الأشياء مع أحد فسلمت بهذه الحقيقة الباطلة حتى أتموا اسبوعهم الثاني فاستيقظت ميار على جرس الباب وذهبت لتفتحه فهي تعودت أنها هي من تفتح الباب دائما غير بيت والدها التي كان أخيها يعنفها لو وجدها تفتح الباب هي أو اختها فتذكرت كلمته عندما يراها تذهب للباب قائلا (/لما يكون في راجل في البيت يبقي متفتحيش الباب افرضي في حد غريب ولو مفيش راجل يبقي تردي من ورا الباب وبرضه متفتحوش) فاقت على صوت الباب العالي فأجابت بصوت عالي وهي ذاهبه له /أيوة جاية مين على الباب؟
نطقت حماتها ام حسن بسخرية من سؤالها قائلة /ما تفتحي يا عروسة كل مرة تسألي مين على الباب؟
فتحت ميار الباب ودخلت حماتها وجلست بالصابون ثم قدمت لها ميار عصير كواجب للضيافة ولكن كان لحمايتها رأي آخر اخذت تلوح بشفتيها وهي تشرب العصير وتقول//هتفضلي كتير كدة في الشقة! وعصير ايه اللي بتقدميه هو انا ضيفة!؟
تحاول ميار أن تبتسم لتبتلع سخرية حماتها قائلة /العفو يا طنط ده بيتك طبعا.
ام حسن بنبرة أمره /أيوة يا اختي بيتي المهم تنزلي من النهارده هتقعدي معانا تحت حسن هيروح شغله وانتي معانا.
حاولت ميار إقناع ام زوجها برؤيتها /أيوة يا طنط ما حسن هيروح شغله وانا كمان اجازتي هتخلص بكرة وهرجع الشغل تاني ويادوب هرجع اعمل الاكل عقبال ما حسن يجي.
ام حسن برفض تام لوحت بيدها قائلة /لا يا ختي انتي تروحي الشغل وترجعي علينا تعملي الاكل برضه، وتستني حسن عندنا وبعدين تطلعوا على اخر النهار.
ميار وقد تفاجأت بالوضع وكعادتها لم تستطيع الرد فأرادت أن ترجع الأمر لزوجها لعله يكن لها السند فقالت/هشوف حسن ونتفق مع بعض يا طنط حاضر.
ام حسن وقد سدت كل الطرق أمامها /لا مانا وحسن متفقين وهو موافق.
وكأن حسن يقف ويستمع لهم فدخل عليهم الصالون وقال لها/ أيوة يا ميار انزلي مع امي يالا وانا هروح الشغل وهرجع عليكم.
ظلت ميار تنظر له ولوالدته ولسان حالها لماذا لم تخبرني؟ ولكنها سلمت امرها واومأت برأسها ولم تستطيع النطق كعادتها رغم اعتراضها داخليا منتظرة منه أن يسألها إذا كانت ترضي بذلك ام لها رأي آخر ولكن كعادته فهو لم ولن يسألها عن رأيها واتخذ صمتها موافقه لكل شي.
#لولي_سامي &_______________________________&
أما عند جواد أخذ يعمل بجهد مضاعف وعدد ساعات عمل اكثر لعله ينسي ما مضى أو يتناسى ما يشعر به ويجهد ذاته ليطغى تعب جسده علي تعب روحه وقلبه.
فكان يرجع يوميا من العمل متأخرا حتى يوم إجازته كان يقضيه مع أصدقاءه فكان لا يترك لنفسه الوقت أو الفرصه في التفكير بها، ولكن مع كل هذا لم يستطيع أن ينساها أو يذهبها عن عقله فأخذ يتطلع كل يوم لشباك غرفتها بعد أن يأتي من عمله لعله يراها ولو صدفه ، ظل يعافر حنينه حتى ساقته قدماه في ذات يوم وذهب الي مكان عملها، فتذكر حين ذهب لها ذات مرة ليخبرها عن افتتاح المحل الثاني له ولاصدقاءه ويتشارك معها فرحته.
Flashback
انتظرها حتي خرجت من المدرسة فهي تعمل مدرسة ابتدائي وتوجه لها فرأته ميار /جواد!
ايه اللي جابك مقولتليش انك جاي؟
جواد بعيون فرحه لرؤيتها قائلا /علشان تتهربي مني ومنتقابلش قولت اعملهالك مفاجأة ايه رايك!؟
ميار ووجها يكسوه حمرة الخجل حاولت التهرب من نظراته فنظرت الجهه المقابلة وهي تقول /طب امشي بقي علشان اروح.
امسك يدها جواد بغتتا وسحبها خلفه الي سيارته ثم التفت اليها قائلا /لا انتي هتيجي معايا في حاجة مهمة اوي لازم اقولك عليها.
ميار وهي في قمة كسوفها من مسكة يده حاولت سحب يدها من يده ثم تسائلت /حاجة ايه يا جواد سيب ايدي مينفعش كدة.
ترك جواد يدها ثم فتح لها باب السيارة وأشار لها بيده الأخري /طب سيبت ايدك اهو بس اتفضلي دلوقتي لازم اقولك على اللي جايلك عشانه.
استقلت ميار السيارة واتجه جواد للناحية الأخري وركب خلف عجلة القيادة وأدار محرك السيارة ثم توجه في طريقه لمكان ما.
بعد برهه من انطلاقها تساءلت ميار قائلة /ها يا سيدي ادينا مشينا كنت عايزني في ايه بقي؟
امسك جواد يدها وقربها لفمه ليطبع قبله حانيه بث بها مشاعر المتدفقة ثم قال وبصوت دافئ/وحشتيني.
اضطربت ميار وتسارعت دقات قلبها حتى تكاد تجزم أنه يسمع دقات قلبها من مكانه فأخذت تسحب يدها من يده وتكلمت بتلعثم وارتباك/جواد مش معقولة كدة كل شوية اقولك مينفعش تمسك ايدي وانت مش بتسمع الكلام خالص.
جواد وهو يشدد على يدها ويتبادل النظرات بينها وبين الطريق قال مبتسما /متحاوليش يا ميرو تسحبي ايدك من ايدي تاني علشان مش هسيبها خليها في أيدي علشان خاطري.
ميار وهي تتنهد بصوت عالي ثم قالت بصوت منخفض/ طب انت جاي تاخدني علشان كدة ولا ايه؟ وكمان احنا رايحين فين مقولتليش يعني؟
طبع جواد قبلة أخري على كفها ثم قال وهو مبتسم / اولا انا جايلك علشان فعلا وحشتيني، ثانيا مكنش ينفع احس بالفرحه غير وانا معاكي.
#معدن_فضة
وثالثا بقي رايحين فين هقولك دلوقتي، بصي يا ستي انا وأصحابي الحمد لله اشترينا محل جديد وهنعمل فرع تاني أن شاء الله للمحل وهأكلك احلي حلويات شاميه يا احلي حاجه حلوه في حياتي ورايحين فين احنا وصلنا اهو.
ميار وهي تنظر إليه بفرحة عارمة لفرحته وحديثه الذي يجعلها تشعر وكأنها تحلق بالسماء من فرحتها فقالت له وملامحها تشع سعادة /مبروك مبروك بجد، احلى خبر سمعته والاحلي الفرحة اللي شايفاها في عيونك بجد فرحنالك اوي.
چواد وقد توقف بالسيارة واستدارت ينظر بداخل عيونها ويسافر بعيونه على ملامحها الجميلة ثم قال /طب يالا انزلي علشان انا قولت لازم افرحك معايا.
ميار وهي تنظر حولها لتري محل ذهب /انزل فين يا جواد انت عايز تعمل ايه؟
جواد وهو ينظر بداخل عيونها /هتنقي اي حاجه تعجبك هدية المحل الجديد.
ميار بعدم تصديق وبعفوية قالت/ يا جواد يا حبيبي هدية المحل الجديد ده عليا انا انت فاهم غلط.
جواد وهو ينظر بداخل عينيها وبفرحة يسألها/ انتي قولتي ايه؟ انتي نطقتيها صح ! انا سمعتها منك! انتي قولتي حبيبي صح؟
ميار وقد ارتبكت وزاغت حدقتيها هي حقا قالتها ولكن كانت في ضمن سياق الجملة لم تستوعب أنه سيتوقف عندها ويحرجها هكذا فتلعثمت في الكلام
/لا .......اقصد مقولتش ......انت كنت بتقول ايه؟
جواد وعيونه كلها خبث /يعني انتي مقولتيش يا حبيبي.
اومأت ميار بالنفي بينما كانت ايدي چواد تضغط على زر اغلاق ابواب السيارة اوتوماتيكيا ثم اقترب منها فشهقت ميار وتوسعت حدقتيها وأخذت تنظر لبابها ثم له متسائلة /جواد مالك بتقفل الابواب ليه؟جواد افتح لو سمحت وارجع متقربش.
جواد بمساومة واضحه وقد اقترب منها بطريقة ارهبتها /قولتي ولا مقولتيش؟
وأخذ يقترب أكثر ببطئ ارهبها.
فاغلقت عينيها ورجعت للخلف واستنشقت عطره الذي اخذها لعالم اخر قائلة /خلاص يا جواد قولتها قولتها ارجع بقي.
جواد وطمع الحبيب تمالك منه فأخذ ينظر على ملامحها عن قرب وهي مغمضة العين والأفكار تثور بعقله بأن يقطف بكرة قبلتها ولكنه اتخذ وضع ضبط النفس فهي لا تستحق هذا وأثر بنفسه أن يحافظ عليها من نفسه.
ارجع خصلة من شعرها خلف أذنها وبصوت خافت أثرها اكثر وجعلها اكثر ارتباكاً قائلا بجانب اذنها /مش هرجع غير لما تقوليها تاني، قوليها يا ميرو علشان خاطري.
فتحت ميار عيونها ونظرت اليه وكأنها مغيبه أو مسحورة فقالت بصوت خافت وببطئ هز ثباته/ حبيبي حبيبي
نطقتها ليس كأول مرة، نطقتها وهي مليئة بمعاني الحب كله.
ابتسم جواد فرحا وأخذ يتنهد تنهيده طويلة ورجع الي مكانه واغلق عينيه/ياااااه يا ميار لو تعرفي بحلم من قد ايه أن اسمعها منك، ياااااه يا ميار بجد مش مصدق نفسي النهارده اسعد يوم في حياتي.
ميار ولم تكن في حالة أقل من حاله ولكن حاولت الرجوع لطبيعتها فقالت/ طب يالا يا جواد انا كدة هتأخر.
جواد مسك يدها وطبع قبلة طويلة بباطن يدها ارهقتها ثم نظر لها قائلا /يالا يا قلبي هتنزلي وتنقي اللي انتي عايزاه الاول.
ميار باقتراح /لا لو عايز تجبلي هدية بجد هاتهالي فضة انا بحب الفضه أكثر مبحبش الدهب .
جواد وهو ينظر لها بإعجاب /ازاي مفهمتش ده اللي زيك نقية ومبتحبش البهرجه يبقي لازم تكون بتحب الفضة.
ميار باستغراب/ ازاي يعني؟ مش فاهمه قصدك.
جواد وهو يشغل محرك السيارة استعدادا للانطلاق بالسيارة/يعني يا حبيبتي الفضة معدن نقي اوي ومبيخطلتش باللي أقل منه بيختلط بالمعادن اللي زيه أو الاعلي منه ده غير انه مرن ومبيصديش مهما عدي عليه الزمن ده غير أن اللي بيعشقه هما الناس الانقياء من جوة اللي مش بيهتموا بالبهرجه ولا المظاهر الخداعة غير الدهب والماس خالص اه هما برضه معدن نقي برضه بس اللي بيحبوه اكتر الناس اللي بتحب تظهر وتبان تلمع يعني زيهم وانتي مش كدة انتي نقية من جوة وبرغم نقاءك الا انك مبتحبيش تباني أو تلمعي الا لو حد قرب منك هيعرف قد ايه انتي من جوة جميلة جدا، فلازم اللي زيك يكون بيحب الفضة فعلا.
ميار ووجهها يشع بالسعادة وانفرجت اساريرها قائلة /يااااااه ياجواد انت بتفصل كل حاجه فيا بطريقة تحببني في نفسي اوي وانا نفسي مكنتش اعرف كدة.
جواد وهو يختطف النظره بينها وبين الطريق /لازم تحبي نفسك كتير علشان نفسك ده جميلة اوي جميلة اوي من جوة وبره يا ميرو.
وصلا لمحل الفضة ودخلوا واختارت ميار سلسلة رقيقة جدا يتدلي منها زهرة باللون القرمزي فكانت غاية في الجمال.
back
فاق جواد علي صوت خروج التلاميذ من المدرسة ووجد ميار وصديقتها يخرجا معا فتواري عن الأنظار بالجهة المقابلة حتى لا يسبب لها أي مشكلة أو سمعة سيئة وخاصة أن زميلتها تعرفه ولكن فجأة وجد من يربت على كتفة من الخلف فاستدار ليجد من لم يتوقعه !!!!
ياتري جواد شاف مين ؟؟؟؟
يا تري حسن هيتغير ولا لا؟؟؟
ويا تري ميار هتعرف بزيارة جواد لها ولا لا؟؟؟؟
•تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية