رواية الخلود او الآس الفصل السادس 6 - بقلم آيلا
_لازم تفهمي إننا لما بنعوز حاجة بناخدها.
بدأ يفك زرار بنطلونه و أنا مكنتش قادرة أقوم من على الأرض من كتر الألم.
شاور للراجلين اللي وراه عشان يكسروا الشقة و هو بدأ يقرب مني.
الراجل اللي على يمينه كان ماسك شومة كبيرة و أول ما جه ينزل بيها على إزاز البوفيه في اللحظة الأخيرة وقفتها يد مغطيها جوانتي أسود، يد مأخدناش بالنا صاحبها جه امتى.
_آسف يا صاحبي، بس معنديش نية أجدد الشقة للمرة التانية.
اتكلم الشخص المجهول و سحب الشومة من يد المرابي و ضربه بيها على دماغه فأغمى عليه في ساعتها.
رئيسهم رفع بنطلونه اللي كان نزله و لف يشوف بيحصل ايه ، و في اللحظة اللي لف فيها وشه جاله بوكس من يد الغريب طيره آخر الصالة و خلاه ينزف دم من مناخيره.
كنت باصة على الغريب و هو عمال يضرب في المرابي و فجأة حسيت السواد بدأ ينتشر من هدومه و يغطي الدنيا كلها و في الآخر....مبقتش حاسة بحاجة.
**********
_آه دماغي.
لما صحيت كنت في الأوضة على سريري.
_صحيتي؟ خدي اشربي دا.
بصيت ليده الممدودة بالكوباية و بعدين بصيت ليه.
_ انت رجعت تاني ليه؟
_أكيد مكنتش هسيبك تدفعيلهم و أنا عارف إن الدَّين مش حقيقي!
_و انت ليه مقولتليش من الأول بدل ما تقعد تقول قاعدة و مش قاعدة؟
رجع بالكرسي لورا و حط الكوباية على الكومودينو.
_لو قولتلك علطول مكانش هيبقى ممتع.
بصيتله بغيظ.
_انت....! على العموم عرفت منين إن الدِّين مش حقيقي؟
_آه رجعنا للأسئلة اللي ملهاش لزوم تاني، بعتي نفسك لعمر و لا لسه؟
_جاوب على سؤالي الأول!
قرب مني و رفع الكاب من على راسه ، شعره كان بني و ناعم و طويل، بصيتله بانبهار و مقدرتش أرفع عيني من عليه و هو ضحك، بص في عيني مباشرة و اتكلم:
_بتتصرفي و كأن معندكيش شعر أجمل منه.
أول ما قال كدا وعيت على نفسي و لفيت وشي بعيد عنه.
_مين..مين قال إني شايفاه جميل أصلاً؟
_يعني هو مش جميل؟ عموماً يا ستي أنا شايف شعرك جميل...
مد يده و لمَّس على شعري و كمل كلام:
_شعرك فحمي و ناعم مفرود على ضهرك زي الشلال، و عيونك واسعة و زرقا....شبه المحيط، بيغرق فيه ناس كتير و هو ثابت مبيتأثرش.
حسيت بقلبي بدأ يدق بسرعة، سمعت آلاف الكلمات من الغزل الرخيص قبل كدا بحكم شغلي لكن دي أول مرة أتأثر بيه.
_الك..الكلام دا مش بياكل معايا.
رديت عليه من غير ما أبصله.
_بس أنا مش بقول كدا عشان أجذبك ليا ولا حاجة، كدا كدا معنديش نية أرتبط بيكِ من الأساس....
ليه؟ ليه حسيت بغصة في حلقي و نفسي بقى بيخرج بصعوبة؟
_اومال ليه بتقول كدا ها؟
سألته بزعاق معرفش ليه انفعلت للدرجادي.
_أنا بقول كدا عشان تفتكري انتِ مين كويس.
**********
عدا أسبوع على آخر مرة شفت فيها الشخص المجهول، مجاش تاني يوم زي ما قال عشان يقولي القاعدة التانية و مع ذالك مبطلش يبعتلي أكل، في الحقيقة كان من السهل أميز إنه مش من طبخه و دا خلاني و لسببٍ مجهول أحس بالإحباط، و بعد ما عرفت إن الدِّين مش حقيقي و إن مفيش حاجة ورايا حسيت...حسيت بفراغ كبير!
فكرت كذا مرة منزلش الشغل بس في النهاية كنت بفتكر إن الشخص المجهول مش هيفضل يبعتلي الأكل طول عمره و الساعة تسعة و نص الصبح كل يوم كنت ببقى جاهزة و نازلة الشغل، و أنا طالعة من باب الشقة فكرة إن مفيش حد هيبقى مستنيني لما أروح كانت وحشة و مخيفة، ماما مبقتش موجودة، و ما دام هي في الحقيقة مستلفتش من حد و لا حاجة الفضول كان بياكلني عشان أعرف مين عمل فيها كدا و ليه.
الذكريات بدأت تحاصرني في كل حتة، الكوابيس رجعت تاني أقوى من الأول و الهالات السودة تحت عيني بتحكي عن صراع كان الأرق هو الطرف الكسبان فيه.
_مريم!
كنت واقفة بغسل البوتاجاز في آخر الشيفت بتاعي قبل ما أسمع صوت رندا بتناديني.
_رندا أرجوكِ ، أنا بجد مفياش حيل ل....
_أنا آسفة.
_ايه؟
_بقولك أنا آس...آسفة.
_رندا ليه بتعتذري؟ انتِ تعبانة و لا حاجة؟ قربي أما أشوف حرارتك...
زاحت يدي و خبت وشها و هي بتتكلم.
_أنا مش تعبانة و لا حاجة، كل الحكاية إن مجدي اعترفلي بمشاعره و أنا في الأول كنت فاكراه معجب بيكِ انتِ عشان..عشان كدا كنت بتصرف معاكِ كدا.
شالت يدها من على وشها و في اللحظة اللي لمحته فيها فطست ضحك، كان كله من أوله لآخره أحمر.
_ايه بتضحكِ ليه؟ دا جزاتي عشان بعتذرلك.
_رندا، متفهمنيش غلط أنا بس..أنا بس متفاجئة مش أكتر.
مكنتش أعرف إن عندها جانب لطيف.
_طيب ها...قولتي اي؟ مسمحاني؟
عملت نفسي بفكر.
_اممم ، لأ.
اتخضت و رفعت وشها ناحيتي بسرعة.
_لأ ليه؟
_لما أحضر خطوبتك انتِ و مجدي الأول هبقى أفكر.
_اه بتستغليني يعني...ماشي يا ستي موافقة، عموماً هي قريب جداً احتمال الأسبوع دا.
_أيوا بستغلك، و لو الأكل معجبنيش مش هسامحك.
_مين قالك إني هأكلك أصلا؟ انتِ الوحيدة اللي مش هتاكلي.
_كدا؟طيب بقى تعاليلي هنا...
_لاااا ابعدي عني بيدك اللي كلها صابون دي، مجدي الحقني.
قعدت تجري و أنا جريت وراها و في الآخر برضو بوظت وشها بالصابون.
**********
روحت من الشغل بمعنويات مرفوعة شوية بعد ما اتصالحنا أنا و رندا.
أول ما وقفت قدام باب الشقة حسيت برعشة في جسمي كله بعد ما شفت النور منور، أخيراً رجع! بصراحة...بصراحة وحشني صوته.
فتحت باب الشقة و دخلت بسرعة.
_كنت مختفي فين يا أستاذ؟ متعلمتش ت....
الكلام وقف في زوري لما شفت الشخص اللي كان قاعد على الكرسي.
_ياااه، مكنتش أعرف إني كنت واحشك للدرجادي.
_عمر!
_أيوا عمر، ايه كنتي فاكراني حد تاني؟
بدأت أرجع لورا براحة عشان لو حاول يهجم عليا أهرب بسرعة من الشقة.
_عمر مبقاش في حاجة تانية نتكلم فيها لو سمحت اطلع برا.
_مريم، أنا كام مرة قولتلك....ها؟
وقف كلامه فجأة و بص في وشي جامد.
_ها؟! مالك؟
_مريم، مين اللي عمل في وشك كدا؟
بصيت ناحية المرايا اللي كانت متعلقة في الصالة و فهمت قصده، دماغي كانت لسه مورمة مكان الخبطة.
رجعت عشان أبص ناحيته تاني و اتكلمت:
_ملكش دعوة اطلع ب....
في اللحظة اللي بصيت فيها ناحية المراية كان هو قرب ناحيتي بسرعة و مسك وشي جامد.
لمس بصباعه على شفتي اللي كانت متعورة.
_حتى شفايفك...قوليلي يا مريم مين عمل فيكِ كدا.
بصيت لعينه، مكانتش بصة خوف عادية، كانت كأنه شخص مهووس بيعاملني أكني جوهرة من جواهره و حد خدشها.
_و..وقعت من على السلم.
شد يده على وشي.
_متكدبيش! أنا هعرف مين عمل فيكِ كدا و هقتله.
مشي و رزع الباب وراه، على الأقل الجروح كانت السبب في إنقاذي منه، لازم أغير قفل الشقة ، أنا غلطانة إني سبته يمكن...يمكن كنت في يوم أروح و ألاقيه تاني قاعد مستنيني عشان ناكل سوى.
**********
في مكان آخر:
_أ..أرجوك، أبوس يدك يا بيه، تعدمني ما كنت أقصد ألمسها أنا بس عملت كدا عشان.....
قام بصفعه بقسوة مخرساً إياه، كان الأخير جالساً على كرسيٍّ من المعدن و الذي كان بدوره موصلاً بقطبين من أقطاب الكهرباء، لا يستر جسده سوى سروالٍ قصير تحول لونه للأحمر من كثرة تشربه للدماء.
_يدك دي كانت تتقطع قبل ما تلمس حاجة بتاعة عمر العامري، أنا قولتلكم بس تهددوها بحكاية الديون دي مش أكتر...لكن انت عملت ايه؟ كنت هتعتدي عليها؟ اتجننت؟
أمسك بسكينه المرصعة يده بالجواهر و الذهب و هوى بها على يد الرجل لتنفصل عن ذراعه في أقل من ثانية.
أخذ الرجل يصرخ من الألم و يستجدي سماحه برعب...
_أنا آسف...أنا آسف....آآآآه..أنا آسف، مش هعمل كدا تاني.
_طب ما انت بالفعل مش هتقدر تعمل كدا تاني.
سحب ذراع مولد الكهرباء و ما هي إلا لحظات حتى انهار جسد الرجل و لم يعد يغادره أيُّ نفس.
_أستاذ عمر، المراقب وص....
تحدثت سكرتيرته بينما تفتح الباب و ما إن فعلت حتى سدت أنفها من رائحة الدماء الشنيعة المختلطة برائحة الأمونيا من بول الرجل.
_ش..شكلك مشغول دلوقتي أبقى أرجع بعدين.
قام بمسح سكينه في ملابس الرجل الملقاة دون مبالاة قبل أن يتحدث:
_انطقي في ايه و خلصيني.
_سيف....سيف وصل.
_حلو في وقته، دخليه.
نظرت إليه بذعر.
_قصدك أدخله هنا؟ انت متأكد؟
_اه متأكد كدا كدا بعد ما أخلص منه هموته هو كمان.
ابتلعت السكرتيرة ريقها بقلق.
_ت..تمام، اللي تشوفه.
همت بالمغادرة قبل أن يوقفها فجأة.
_لبنى...
ارتعدت ما إن سمعت اسمها، هو لا ينطق به إلا في حالة واحدة فقط..
_اجهزي، عايزك النهاردا.
**********
الساعة عدت عشرة بالليل و لسه عم سيد مخبطش عليا عشان يديني الأكل اللي بيبعته الشخص الغريب زي كل يوم، يكون نسي النهاردا؟ و لا خلاص زهق مني، بصراحة مكنتش مستنية الأكل نفسه، كنت مستنية الجواب اللي بيبقى معاه.
قعدت قدام الباب على الأرض، بصيت لتليفوني، أقدر أرن عليه بس أنا مش عايزة.
فجأة سمعت صوت مفتاح بيتحط في القفل ، جريت على المطبخ بسرعة أجيب سكينة عشان لو طلع عمر رجع تاني.
لما طلعت في الصالة تاني كان الباب مقفول و مكانش في حد.
غريبة، بس أنا متأكدة إني سمعت الباب بيتفتح.
ركنت السكينة على جمب و دخلت الأوضة عشان أنام ، و أول ما ولعت النور شفته، كان واقف عند سريري، هو بنفس هدومه السودة و الماسك الأسود واقف هناك و بيبصلي.
بصيت بعيد عنه.
_بتعمل ايه عندك؟ اطلع برا خليني أنام.
"وحشتني، ليه غبت كل دا؟" دا الل كان نفسي أقوله أول ما أشوفه تاني في الحقيقة بس عمري ما هنطقها.
_فكرتك نايمة عشان كدا دخلت هنا بس طلعتي صاحية، كويس.
_كويس إني صاحية؟ ليه؟
_عشان أقولك القاعدة التانية...
يتبع.....
الفصل السادس من اسكريبت
الخلود_أو_الآس
مع إن التفاعل كان قليل بس البارت دا نزلته مخصوص عشان البنوتة اللي قالت إن قصتي الوحيدة اللي شدتها مؤخراً و حاسة بحماس تعرف باقيها و كمان كل الناس اللي قالوا رأيهم و فرحوني❤️🥹
البارت اللي بالليل احتمال يبقى الأخير لإما يبقى البارت قبل الأخير ، خلاص قربنا نعرف مين المجهول و عايز مساعدة مريم في ايه👀🫶
تفاعلوا فضلاً و قولوا رأيكم.❤️🙈
•تابع الفصل التالي "رواية الخلود او الآس" اضغط على اسم الرواية