رواية ممرضة دمرت حياتي الفصل السابع 7 - بقلم شيماء سعيد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
لا يحمل الحقد إلا من به ألمُ وما يحسد الناس الأمن به سقمُ فالحقد يرهق بالخسران صاحبة وما به من صفات النبل والشيمُ الحاقدينا ومافي الحقد من مرضً والمرجفين في قول الله أختصم والحاسدون لمن يعطي آلالهِ لهم من جود فضلهِ من الخيرات والنعمُ قلي بربك هل في الحسد مكرمةٍ فلا وربك يا إنسان منتقم لاتحسدون وأدعوا الله في وجلاً
……..
استغلت علا غياب حلا، لتحاول مرة أخرى فى إلقاء شباكها إلى الحاج غنيم لعله يضعف أمامها، وتنعم بأمواله .
فسئلتها عزة…هتعملى ايه تانى يا مجنونة ؟
علا …هحاول تانى معاه وأهى فرصة انها مش موجودة .
عقدت عزة حاجبيها وقالت …مفيش فايدة منك ، أنتِ حرة بقا .
بس لو كسفك تانى ،متلويش وشك .
وتنكدى عليا باقى اليوم .
انا حذرتك اهو .
علا …..لا متخفيش يا ستى .
أخذ قلب غنيم يخفق لغياب حلا فحدث نفسه …هو فيه ايه؟
معقول مجتش لغاية دلوقتى ؟ ليه ؟
انا خايف يكون حصل لها حاجة فى السكة ؟
طيب اعمل ايه ؟
اتصل بيها ؟
بس لسه احنا فى أول اليوم .
انتظر شوية ،مينفعش كده .
وتقول عليه ايه ؟
مفيش غيرها فى المحل يعنى ؟
بس وبعدين ، دى اول مرة تعملها .
لا انا قلبى حاسس إن فيه حاجة .
يا ترى ايه اللى أخرك يا حلا .
ربنا يطمن قلبى عليكى .
نظرت له علا ولاحظت توتره ، فحدثت نفسها …لا انا جيالك وهنسيك البتاعة دى اللى شغلاك يا حاج شوية .
فسارت إليه بتغنج كعادتها .
وكان فى ذلك الوقت يتلاعب الحاج غنيم بهاتفه مترددا فى الاتصال بـ حلا .
فقطعت عليه انشغاله بقولها وهى تقترب منه بشدة ، لا يكاد يفصل بينه وبينها إلا بضع سنتيمترات بسيطة ، جعلته يشعر بحرارة أنفاسها …
انا هنا يا حاج فى الخدمة لو عايز اى حاجة ، تحت امرك .
فابتعد الحاج غنيم سريعا عنها بعد أن شعر بالحرج متمتما …استغفر الله العظيم .
ثم قال بلهجة حادة …بت أنتِ احترمى نفسك ، واوعى تعملى كده تانى .
علا بدلال …انا عملت ايه يا حاج ، ده ولا حاجة لو بس عطتنى ريق حلو .
ثم طالعته بعيون تشع حب مصطنع مستطردة:
اصلى بعزك اوى يا حاج .
وحرام عليك تصدنى اوى كده ، ارحم قلبى الضعيف ده.
ابتلع غنيم ريقه بصعوبة وقد أثرت كلماتها فى رجولته ،فحدث نفسه قائلا ..هو فى ايه ؟
وشايفنى ازاى بالظبط ؟
مش شايفين انى راجل كبير ولا هما عايزين منى ايه بالظبط
ثم رد على نفسه قائلا .. لا فوق يا حاج .
انت عارف اكيد أن ورا البت دى مش طبيعى ، واكيد طمعانة فيا أو غيرانة من حلا .
ثم تذوق على لسانه حلاوة نطق اسمها فابتسم .
وظنت علا أنها تبسم لها فرددت …ياه اخيرا شوفت ضحكتك الحلوة دى يا حاج ، لو اعرف انى هشوف ضحكتك دى ، كنت حكتلك اللى فى قلبى من زمان .
غنيم وقد تبدلت ملامحه قائلا …بت أنتِ انا مش فايق لحركاتك المفقوسة دى وعرفها كويس .
ومش هتجيب معايا سكة ، لانى فاهمك كويس اوى .
وفاهم الدور ومش عيلة زيك اللى هتعلب عليا وانا فى السن ده .
عيب عيب والله .
شعرت علا بالحرج من كلماته وكأنه صب عليها دلوا من البارد ولم تنطق.
علا محدثة نفسها …يخربيته ، ده طلع هارش الموضوع .
يادى الكسفة السودة ، اعمل معاه ايه ده اكتر من كده ؟
انا بحسب عشان راجل كبير وما هيصدق وحدة فى سنى تهتم بيه ، فيقع فيها على طول .
لكن هو غير الرجالة كلهم ، طيب ده مفتاحه ايه ؟
انا غلبت فيه صراحة ومش عارفة اعمل معاه ايه ؟
فقطع تفكيرها حديثه الحاد بقوله …بصى يا علا يا بنتى .
لو عايزة تاكلى عيش معايا هنا وتستمرى فى الشغل .
يبقا تبطلى حركاتك دى ، وتهتمى بشغلك وبس .
ولو صممتى على اللى فى دماغك وبرده مش ناوية تعقلى، فروحى ربنا يسهلك الحال مع واحد غيرى ، تقدرى تضحكى عليه ، وهتلاقى فعلا ، لأن المغفلين كتير .
لكن انا لأ.
وجدت نفسها علا بعد كلمات الحاج غنيم تتراجع للوراء بدون أن تنطق بكلمة وكأنها تقول …يا ارض انشقى وابلعينى .
ولاحظت حركات وجهها عزة فابتسمت بمكر قائلة …الجواب باين من عنوانه .
والراجل ده طلع مش سهل فعلا ، واحنا اللى كنا فاكرينه سهل ويضحك عليه .
لكن طلع مية من تحت تبن ، وعلا شكلها هتنفجر .
لما اروح اروق دمها بكلمتين .
فأسرعت إليها ، فوجدت عينيها تنبعث بشرار يكاد يحرق المكان كله .
علا بانفعال عندما رأتها ..ارجوكى يا عزة سبينى لوحدى دلوقتى عشان مش طايقة نفسى وممكن اعمل جريمة .
فربتت عزة على ظهرها بحنو قائلة …يا بت يا خايبة هتحرقى دمك على راجل ميستهلكيش برده .
سبيه يا اختى ومتعبرهوش تانى ، والرجالة مالية السوق ، والف مين يتمنى ضفرك .
علا …بس صعب عليا يا بت يا عزة ، كل شوية يكسفنى كده .
وياريت يعنى ملهوش فى الصنف الا ده هيموت على البت المقشفة دى حلا ،الهى ما تسمى ويكون جالنا خبرها ، عشان كده مجتش النهاردة .
عزة …يبقى بيحبها بجد يا علا ، فسيبك منها وخليها تشربه .
علا بغل….وتتهنى على العز ده كله لوحدها ، لا طبعا .
يستحيل ده يحصل ،وبدال مش عايزنى ، يبقى برده ميخدهاش المسهوكة دى .
عزة …يعنى هتقدرى تقوليه لا متخدهاش ، هتحكمى عليه يعنى .
علا بغدر …مش كده، بس مش هسيبه يتهنى بيها .
عزة …لما نشوف آخرة أفعالك اللى هتوديكى فى داهية دى .
لم يستطع غنيم تحمل بعد حلا أكثر من ذلك ، وتحرج من الاتصال بها فى المحل .
فآثر أن يخرج قليلا ، ليتصل بها .
كانت حلا فى تلك الوقت فى شرفة منزلها ،تمسك بهاتفها ،وتتفقده كل لحظة ، لعلها ترى ربما تأتى رسالة منه فى أى لحظة .
حلا بتنهيدة حارة …كده يا غنيم ، متسئلش فيه !
يعنى مش همك انى مجتش النهاردة .
ولا اصلا مش ملاحظ كمان انى مش موجودة.
يااااه ، معقول أكون بنيت جسور من الوهم ، وانا ولا على باله خالص ويستحيل يكون بيفكر بيه .
فلمعت عيناها بالدموع ،ودلفت للداخل وارتمت بجسدها على الفراش ولملمت قدميها بيديها إلى صدرها فى وضع الجنين ،وهبطت دموعها إلى وجنتيها .
حتى جاءها فرج الله ، ورن هاتفها فأسرعت تلتقطه ، وعندما رأت الشاشة تلمع باسم غنيم ،دق قلبها بشدة .
وأسرعت بالإجابة عليه بدون تردد .
حتى تناست قول الحاج وقالت بلهفة …غنيم ، اخيرا افتكرتنى .
لمس قلبه غنيم نطقها لاسمه دون حاج فابتسم قائلا …قوليها تانى كده .
تعجبت حلا من كلماته قائلة …هى ايه اللى قولها تانى ؟
غنيم ..أسمى من غير حاج.
ابتسمت حلا بخجل ثم قالت …هو انا قولت كده ، معلش اسفة على الغلطة دى يا حاج .
غنيم …برده حاج .
طيب يا ست حلا ، أنتِ مجتيش ليه النهاردة ؟
أنتِ تعبانة ولا حاجة ،طمنينى عليكى .
اجى اوديكى لدكتور ؟
حلا بتنهيدة…اه تعبانة بالقلب .
غنيم وقد ألهبته كلمتها…الف سلامة عليكى .
مسافة السكة اكون عندك واكشف ليكى عند احسن دكتور فيكى يا مصر .
حلا …الدكتور هو انت يا غنيم .
….
أُحبّك ليس لما أنت عليه، ولكن لِما أكون عليه عندما أكون معك. للحبّ رائحة لا تُشمّ بالأنوف، ولكن تُحسّ في القلوب. الحب مثل الرزق، مثل المطر مثل المال، فمثلما المطر والمال رزق من الله؛ فالحب رزق من الله كذلك. الحب هو عنوان الحياة، وهو أسمى ما في الوجود، فيه نحيا ونعيش
…….
ألجمت غنيم كلماتها تلك ولم يستطع الرد ، فشعرت حلا بالحرج وابتلعت ريقها بمرارة .
وشعرت أنها تجاوزت معه فى الحديث وهذا لا يصح . .
فقالت ….اسفة شكلى تجاوزت حدودى ، اسفة ، اسفة يا حاج .
على العموم سامحنى النهاردة هرتاح شوية ، وبكرة هاجى الشغل ان شاءالله .
ولو عايز تخصم اليوم ده من مرتبى ، مفيش مشكلة وهيكون عندك حق .
نفى غنيم بقوله …خصم ايه بس !!
اللى بتكلمى فيه .
ولو كان فيه حاجة هتتخصم هيكون هو يوم من عمرى ، عشان مشوفتكيش فيه يا حلا .
دق قلب حلا بشدة لسماعها تلك الكلمات العذبة منه .
وشعرت لأول مرة أنه ممكن أن يكن لها بعضا من الحب ، ولكنها تحمل له كل الحب .
حلا …بجد يا حاج ، يعنى زعلان انى مجتش !
غنيم …طبعا ، ويلا مستنيكى دلوقتى .
ولا اقولك أنتِ جهزى حالك وانا جاى بالعربية على نفس الشارع اللى سبتك فيه امبارح .
حلا برفض…لا يا حاج ، متزعلش منى ، مينفعش موضوع العربية ده يتكرر كتير .
انا هلبس وجاية ومش هغيب .
فابتسم غنيم لخجلها وانتهت المكالمة ودلف للداخل ، ينتظر مجيئها على شوق .
…….
ولجت حنين الى غرفتها ، فوجدت اختها حلا تبدل ملابسها على عچل .
حنين بمداعبة…يا عينى على الحلو لما تبهدله الايام .
مش قولتى يا سكر ، هتريحى النهاردة ومش رايحة المحل .
ولا هو الشوق غلى النار واستوى .
فقذفتها حلا بالوسادة وأخرجت لها لسانها قائلة ….اه يا ستى ، استريحتى بقا .
حنين بضحك …الله يسهلوو يا عمنا .
ونفرح بيكى قريب ، عشان نفسى اكل جاتو .
حلا بضحك ..قولى بس يارب ، وليكى دستة يا اختى .
حنين …يارب .
بس بدال نزلة ، استنينى انا كمان انزل معاكى ،اروح الشغل الجديد .
ودعواتك يكون كويس ومريح .
حلا …يا مسهل الحال يارب يا اختى .
حنين ..طيب عشان الدعوة الحلوة دى ، سلفينى كمان الطقم النبيتى بتاعك ، عشان اتمنظر كده فى الشغل الجديد .
حلا بمكر …بصى يا اختى ، انا فهماكى كويس اوى ، أنتِ مش بتاعة منظرة ، قولى ان حكيم هيشوفك النهاردة وعشان كده عايزة تلبسى الطقم .
فاومئت حنين برأسها خجلا ..اى نعم .
فاقتربت منها حلا وطبعت قبلة حانية على وجنتيها قائلة…اموت انا اللى العسل المكسوف ده .
وماشى يا قمرى ،يلا خديه وظبطى حالك بسرعة ، عقبال ما اشوف ماما ، عملت الفطار ولا لسه ؟
عشان حسيت فجأة انى جعانة اوى .
حنين …هو إظهار يا أختاه كده ، إن الحب بيجوع فضحكت حلا …هو ده .
يلا اجهزى ومتتاخريش .
حنين …فوريرة ، واوعى تخلصى على الفطار ، قبلى.
خرجت حلا إلى والدتها فقبلتها قائلة …الحلو عملنا ايه على الفطار .
والدة حنين …عملتلك احلى بليلة ، تغذيكى يا ضى عيونى .
حلا …احلى بليلة من ايد ست الكل .
يلا اغرفيلى طبق سخن مولع ، بس الطبق الكبير ها .
فضحكت والدتها …بس كده عيونى .
فجاءت حنين قائلة بضحك ..ايوه ايوه يا ست الكل ، ناس ليها عيونى وناس ليها كلى وانتِ ساكتة .
حظوظ الدنيا حتى مع الأمهات .
والدة حنين بضحك ..عيونى أنتِ كمان يا قلب امك ..
ثم سمعوا طرق على الباب ، فدق قلب حنين .
ولاحظت حلا تلون وجهها بالحمرة فرددت بمكر ….اغرفى يا امى طبق تالت لسى حكيم .
فابتسمت حنين وأسرعت لفتح الباب ، فوجدته كما شعر قلبها حكيم .
حنين ….حكيم .
حكيم ….حنين .
وقفت الإثنان يتحدثون بلغة الأعين طويلا ،حتى جاءت حلا وافزعتهم بصوتها الذى أفاقهم من شرودهم .
حلا….إصباح الخير عليك يا ابن خالتى .
ادخل ادخل شرفت ونورت ، وانا مبسوطة كتير ، انكم اتعرفتم على بعض ،الحمد لله .
حنين ، حكيم ، حاجة كده على وزن محن .
فضربتها حنين على ظهرها ، بعد أن شعر حكيم بالخجل وافترش بنظره الأرض .
حنين ..بقولك ايه يا حلا ، انتِ شكلك مستعجلة صح .
روحى طيب أنتِ يا قلب اختك عشان متتأخريش .
حلا بضحك …احلى توزيعة دى ولا ايه ؟
بس لولا انها جاية على الطبطاب وفعلا عايزة الحق الشغل ،كنت قعدت والله أسليكم .
فدفعتها حنين قائلة بضحك …حبيبتى هتوحشينى مع الف سلامة يا قلب اختك .
فغمزتها حلا قائلة …الله يسهلووو ، سلام يا حنون .
حنين …ايه يا حكيم ، هتفضل واقف على الباب كده كتير ، ادخل يلا .
حكيم ..لا مفيش وقت للضيافة يا حنين .
يدوبك واصلك الشغل واروح الحق محاضراتى.
فجاءت والدة حنين على صوته قائلة …طيب حتى ادخل سلم على خالتك .
فعناقها حكيم بحنو قائلا …حبيبتى يا خالتو والله .
وآسف غصب عنى عشان متفوتنيش المحاضرة بس .
والدة حنين …لا يا ابنى مقدرة طبعا .
روحوا يلا عشان منتاخروش ، وربنا يخليك يا ابنى ، وينجح مقاصدك ويجعلك سبب على طول فى الخير .
حكيم ..امين يارب .
ثم أشار الى حنين ….يلا بينا .
حنين بابتسامة عذبة خطفت قلبه ….يلا يا باشمهندس .
ثم غادروا إلى مستشفى والد زميل حكيم .
……
وبالفعل وصلوا الى المستشفى ، واستقبله زميل حكيم ( مؤمن بحفاوة ).
مؤمن …اهلا يا حكيم ، اتأخرت كده يا باشمهندس .
انا كنت قربت امشى ، عشان المحاضرة .
حكيم …معلش المواصلات بقا انت عارف .
ثم نظر مؤمن الى حنين ، فغمز حكيم وسوسوس له فى أذنه ….صراحة يعنى اختيارك فى محله .
فقام حكيم بقرصه فى إحدى جانبيه بغضب قائلا …احترم نفسك .
فضحك مؤمن قائلا …مش قصدى يا عمنا ، دى مرات اخويا المستقبلية يعنى .
ثم ردد …تعال يلا ، اعرفك على بابا دكتور توفيق واخويا كمان الكبير دكتور طلعت .
حكيم …ماشى ، يلا بينا يا حنين .
فتقدمت حنين معه إلى مكتب دكتور توفيق وكان معه دكتور طلعت ابنه الأكبر
حمحم مؤمن قائلا …السلام عليكم ، انا جيت نورت المستشفى .
طلعت بتجهم …مش هتبطل تصرفات الاطفال دى ،وتكبر شوية .
فاقتطب مؤمن وشعر بالحرج امام حكيم وحنين .
ولكن والده دكتور توفيق بادر بقوله ….طلعت وبعدين معاك .
انت عارف ان اخوك دمه خفيف .
ثم اتبع …نورت يا باشمهندس ، ومش تعرفنا على الضيوف اللى معاك .
ابتسم مؤمن بعد جبر والداه له قائلا ….حبيبى يا دكترة.
فنظر له طلعت بازدراء ، ثم دارت عينيه على تلك الفتاة التى تتألق فى اللون النبيتى ، ونظر لها بإعجاب من أعلى رأسها إلى مخمص قدميها .
طلعت محدثا نفسه …ده ايه الجمال الهادى ده بزيادة .
مؤمن ….اعرفك ده الباشمهندس حكيم زميلى ،ودى بنت خالته الانسة حنين ، وهى نيرس شاطرة اوى .
وعشان كده عرضت عليها تيجى تشتغل هنا ، ده بعد موافقتك طبعا يا بابا .
فباغت طلعت قائلا …اول مرة تجيب حاجة عدلة يا مؤمن ،موافق طبعا .
فتمعض وجه حكيم ، بعد أن شعر بنظرات طلعت المعجبة بـ حنين .
ولاحظ ذلك مؤمن فقال هامسا له …متخفش عليها ، طلعت كلمنجى بس ، لكن من جواه محترم .
فهمس حكيم …ربنا يستر .
دكتور توفيق …اهلا بيكى يا بنتى ، وطبعا مش عايز اقولك اعتبرى المستشفى بتاعتك .
ودلوقتى هتصل بكبيرة الممرضات ميس سما ، عشان تعرفك على المكان المناسب لتخصصك .
فاومئت حنين برأسها خجلا …اى نعم .
اتصل دكتور توفيق بميس سما .
سما ..تمام يا دكتور خليها تطلعى انا فى الدور التانى .
توفيق ….تمام .
فقال توفيق …هى فى انتظارك دلوقتى .
طلعت …تعالى معايا اوصلك ليها يا آنسة حنين .
فحدقها حكيم بغضب ، ففهمت أنه لا يريد ذلك .
فقالت بحرج …لا شكرا ، متتعبش نفسك ، يا دكتور .
انا هعرف اتعامل .
ثم نظرت إلى. دكتور توفيق قائلة …شكرا لحضرتك .
ثم خرجت مع حكيم ومؤمن وقد سبقه مؤمن كى يتيح له الحديث معها قبل أن يرافقه .
فحدثها حكيم بقوله …..حنين انا مش مستريح للى اسمه طلعت ده ، فخلى بالك منه كويس .
ولو صدر منه اى تصرف مش كويس ، بلغينى على طول ،وانا هعرف اتصرف .
حنين بنظرة حب …متقلقش عليا ، لا هو ولا عشرة زيه ، يقدروا عليا .
طول ما انا قلبى مقفول على واحد بس ، هو عندى بالدنيا كلها .
ابتسم حكيم بمكر قائلا…ويا ترى مين هو ده ؟ اقدر اعرف !
حنين بضحك…لا ده سر ، مقدرش أقوله .
حكيم ..كده عليا انا برده .
حنين …اه ، لغاية مربنا يفرجها وتتخرج يا حكيم .
حكيم …يارب .
وتصورى الود ودى اخبيكى عن العالم كله ، ومتشتغليش .
عشان محدش يشوفك غيرى.
بس للأسف انا عارف الشغل ضرورى عشان الظروف .
وياريت انا كنت اقدر والله دلوقتى ، اتكفل بيكى ، مكنتش خليتك إشتغلتى ابدا ، بس اعمل غصب عنى.
حنين بحنو…متحملش نفسك فوق طاقتها يا حكيم .
وانت مش محتاج تقولى كده ، لإنى متأكدة كويس انك فعلا لو معاك مكنتش اتأخرت عنى .
وان شاء الله ربنا هيكرمك ويفتحها فى وشك .
ابتسم حكيم قائلا …يارب يا قلب حكيم .
افترشت حنين بنظرها الأرض خجلا .
ثم جاء مؤمن قائلا …يا نهارى ، مش هتخلص الوصلة الرومانسية دى ولا ايه ؟
فيه فاصل اعلانى لازم ينزل دلوقتى .
قصدى فيه محاضرات ضرورى والا هنكرش بدرى بدرى .
فضحك حكيم وحنين .
حكيم ..ماشى يا باشمهندس ، ربك يسترها .
ثم ودع حنين بنظرة حب حانية قائلا …هطمن عليكى بالليل ، يلا سلام .
وخلى بالك من نفسك وزى مقولتلك ، لو فى اى حاجة كلمينى .
حنين ..حاضر ماشى .
وانت كمان خلى بالك من نفسك.
لا اله الا الله
حكيم ..محمد رسول الله .
ثم اتجهت حنين الى ميس سما فى الدور الثاني .
ولكن كانت هناك عيون تراقبها بشدة واعجاب متناهى.
دكتور طلعت …اه يعنى القمر دى ، معجبة بحتة العيل ده لسه الطالب .
لااااا دى مينفعش تكون غير ليا انا ، انا دكتور وناضج .
فما سيفعل دكتور طلعت ليفوز بحنين ؟
وما خطة علا لتفسد علاقة الحاج غنيم بحلا ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ممرضة دمرت حياتي ) اسم الرواية