رواية عشق اسر الفصل السابع 7 - بقلم سيليا البحيري
**في كلية الهندسة…. كانت ماسة تجلس رفقة حور و علا و تالا و رانيا في الكافتيريا…. و كانت حور غاضبة بشدة من كلام ليلى المستفز…. **
حور(باشمئزاز): أنتو متحملين الحرباية دي ازاي ؟؟
ماسة (بضحك): إنها الحياة يا ختي…مش كل الناس كويسة…ومش كل الناس وحشة بردو….
**فجأة تقدم نحوهم طارق…الذي كان يتفحص حور بنظرات جريئة…. أردف قائلا بخبث**
طارق: أهلا يا حبيبتي….
ماسة (بعبوس): أهلاً يا طارق…جاي ليه ؟
طارق (بحزن مصطنع): دي طريقة كلام مع حبيبك ؟؟؟
حور (بإستغراب و صدمة): حبيبك ؟؟
ماسة (بحزم): لا…. احنا رفقات وبس…مش زي ما أنتي فاكرة يا حور…..
**شعر طارق بالغضب من طريقة كلام ماسة…و أردف قائلا**
طارق: ممكن تعرفينا مين دول…..
ماسة (ببرود): دول حور و علا بنات عمي…
طارق (بغرابة): بس أنا بعرف أنه عمك عنده ليان و بس…. بنات عمك ازاي ؟
حور (بنفاذ صبر): علا… يلا…عشان العميد مستنينا عشان تقديم الأوراق…
علا (بقلق على ماسة): بس….
حور (بغضب): مفيش بس…يلا…و ماسة و تالا و رانيا هيلحقونا بعدين….
علا (بإستسلام): حاضر….
**لتذهب الفتاتين لمكتب العميد…و تبقى ماسة و تالا و رانيا …. و ليان**
طارق (بغضب): ممكن أعرف سبب غضبك مني؟؟
ماسة (ببرود): أنا مش زعلانة منك يا طارق …بس يا ريت تتعود على طريقتي دي… لأني بعد كام يوم هصير ست مخطوبة…و لازم تحترم حالك و تراعي حدودك….
طارق (بصدمة): انتي هتتخطبي؟
تالا (بسخرية): اه… أصل اتقدملها عريس و هي مبدئيا موافقة….
**نظر إليها طارق بصدمة…في حين أن ماسة لم تتمكن من التحمل أكثر…فإستأذنت و غادرت**
*********************
**في شركة الراوي
في مكتب واسع، حيث تصطف المكاتب الحديثة ويملأ المكان ضجيج الموظفين الذين يتنقلون بين الأوراق والشاشات. يجلس سليم وسيف على رأس الطاولة، يستعرضون البيانات والوثائق أمام آسر ومروان وزياد، الذين يبدو عليهم الحماس والفضول.
سليم: “أهلاً بيكم في أول يوم ليكم في شركتنا. زي ما أنتوا شايفين، كل حاجة منظمة هنا وبتمشي بدقة. اللي هنتعلمه النهاردة هو كيفية إدارة العمل بشكل فعال.”
آسر (ينظر حوله): “فيه فرق كبير بين الشغل هنا وفي لبنان، حتى طريقة التعامل مع الموظفين مختلفة.”
سيف (مبتسماً): “طبيعي. كل بلد ليها نظامها، بس إحنا هنا بنتعامل بأعلى مستوى من الاحترافية. وإن شاء الله نتعاون كلنا علشان ننجح.”
مروان (ضاحكاً): “إحنا جايين على قد الشغل ولا على قد الجوازات؟ لأن واضح إن النص التاني من العيلة عندهم مخططات ثانية.”
زياد (مازحاً): “بالراحة يا مروان، لسه مشينا من لبنان وجايين نشتغل، الجوازات لسه في الطريق.”
سيف: “أيوة بقى، ده اللي كنت عايز أتكلم فيه. زفاف حور وزياد قرب، وسمعنا إن آسر وماسة خلاص قريبين جداً من الخطوبة.”
آسر (يبتسم بخجل): “آه، الأمور ماشية في الاتجاه ده. وأنتوا مروان وليان، الموضوع مش بعيد بردو.”
مروان (بمرح): “لو كان على الخطوبة، يبقى اتفقنا. المهم إن العيلة كلها تبقى مع بعض.”
في تلك اللحظة، تدخل نهى، السكرتيرة المثيرة للجدل، تحمل أوراقاً في يدها، بملابس ضيقة لا تتناسب مع بيئة العمل. تحاول لفت انتباه الجميع، خاصة آسر.
نهى (بصوت ناعم): “صباح الخير يا جماعة، جبت لكم الملفات اللي طلبتوها.”
آسر (يلاحظ محاولاتها المتكررة): “شكراً، ممكن تسيبيهم على المكتب.”
سليم (بنبرة حادة): “نهى، المكتب ده مش مكان لاستعراضاتك. ممكن تخرجي دلوقتي؟”
نهى (متظاهرة بالبراءة): “آسفة، ما كنتش أقصد.”
بعد خروجها، تتبادل الأحفاد النظرات.
سليم (ضاحكاً): “دي لازم تتعلم الأدب. مش أول مرة تحاول تلعب بالناس هنا.”
سيف: “أنا كنت حاسس إنها هتحاول حاجة مع آسر.”
مروان (بمرح): “ياريت كنا اتفرجنا على العرض كامل!”
آسر (مازحاً): “مفيش حاجة تستحق تتفرج عليها، المهم إن إحنا نكون بالمرصاد لأي حد يحاول يدخل في حياتنا بالشكل ده.”
زياد (ضاحكاً): “يبقى متفقين، الشغل أولاً والناس دي مكانها برة.”
**لتمتزج ضحكاتهم و مزاحاتهم، وهم يستعدون للتعاون في إدارة الشركة، فيما يستمرون في الحديث عن العمل والزفافات المقبلة**
**************************
**
**في ملعب التدريب الخاص بالنادي، إياد وأيهم قاعدين بيتفرجوا على تدريبات الفريق من بعيد، وهما بيتسلوا وبيعلقوا على اللاعبين والمباريات بطريقة مضحكة. فجأة، بيلاحظوا دخول ماريا، بنت جميلة وأنيقة لابسة زي النادي الرسمي. باين عليها الثقة وهي ماشية ناحيتهم**
إياد (يضيق عينيه بابتسامة مرحة): “إنت شايف اللي أنا شايفه يا أيهم؟”
أيهم (يميل ناحيته، يبتسم بمرح): “أكيد شايف! شكلها مش جاية تهزر، دي باين عليها لسه جديدة في النادي.”
ماريا وصلت لهم وبتتكلم بجدية: “صباح الخير. أنا ماريا، المسؤولة الجديدة عن تنظيم جدول التدريبات والماتشات. لو عندكم أي اقتراحات أو ملاحظات قولولي.”
إياد (مبتسماً بسخرية خفيفة): “آه، جدية من أول لحظة؟ شكلك مش جاية تهزري فعلاً.”
ماريا (بنظرة حادة وواثقة): “بالظبط. أنا هنا علشان الشغل، مش اللعب.”
أيهم (يضرب كتف إياد مازحاً): “ها، يا إياد، واضح إن اللي بتتعامل معاهم قبل كده أقل جدية منها.”
إياد (يضحك): “أكيد. بس بصراحة عاجبني أسلوبك يا ماريا. طبعاً مش هنعترض طالما الجدول مضبوط، بس إنتي عارفة إن إحنا كمان أصحاب النادي. لازم تتعودي على شوية هزار.”
ماريا (ترفع حاجبيها بابتسامة صغيرة): “أنا متعودة على الشغل في أماكن كتير، ومعنديش مشكلة في الهزار طالما في حدود.”
أيهم (يغمز لإياد): “آه يعني الحدود هنا؟ خلاص، نلتزم بالحدود، ما تقلقيش.”
إياد (يمد يده علشان يصافحها): “أهلاً بيكي في النادي يا ماريا. إحنا هنا فريق واحد، وبنحب الشغل يكون مريح وفيه شوية بهجة.”
ماريا (تصافحه بحزم): “شكرًا، وأنا متأكدة إننا هنشتغل كفريق ناجح.”
أيهم (بمكر): “طب وإحنا برة الملعب، نقدر نخلي الشغل ممتع أكتر؟”
ماريا (بنبرة قوية وحازمة): “طالما في إطار الشغل والاحترام المتبادل، مفيش مشكلة.”
إياد (يضحك): “واضح إننا هنتعلم منك الالتزام شوية.”
ماريا (بابتسامة واثقة): “وأنا هتعلم منكم الهزار لو كان مفيد للشغل.”
أيهم (يغمز): “ده وعد؟”
ماريا (تبتسم برقة): “طالما في مصلحة الفريق والنادي، أكيد.”
**ماريا حاسة إنها قادرة تتعامل مع شخصية إياد وأيهم القوية والمتلاعبة، وهما كمان بدأوا يفهموا إنها مش زي أي بنت تعاملوا معاها قبل كده**
***********************
**
**في المساء، عادت العائلة إلى القصر بعد يوم طويل، ماسة جالسة في غرفتها شاردة الذهن، تفكر في طارق وتصرفاته المخادعة، وكيف بدأت تتجاهله وتعامله ببرود. لكن داخلها ما زالت مشتتة بين مشاعرها نحوه وبين معرفتها بحقيقته. فجأة، يدخل سليم الغرفة دون استئذان، ويبدو عليه الجدية**
سليم (بصوت حازم): “ماسة، لازم نتكلم.”
ماسة (ترفع رأسها وتتنهد): “عايز تقول إيه دلوقتي يا سليم؟ مش وقته.”
سليم (يجلس على الكرسي أمامها بجدية): “بالعكس، ده وقته وزيادة. عارف إنك لسه بتفكري في طارق، بس لازم تفهمي إنه مش ليكي… هو عاوز ينتقم مننا يا ماسة.”
ماسة (تنظر بعيدًا بتوتر): “أنا مش غبية، عارفة إنه مش كويس. بس مشاعري متلخبطة… ومش سهلة أنهي كل حاجة فجأة.”
سليم (يصدم الطاولة بيده بحدة): “متلخبطة؟! هو عاوز يدمرك، مش بس إنتِ، هو عاوز يضيعنا كلنا! إنتِ لازم تكوني أذكى من كده.”
ماسة (تنظر له بحدة): “ما تفتكرش إني مش عارفة! أنا بدأت أتجاهله وأعامل معه ببرود… بس مش سهل أنسى كل حاجة.”
سليم (يهدأ قليلًا ويأخذ نفسًا عميقًا): “طيب، أنا مش جايلك علشان أزعق أو ألومك. جايلك علشان أخاف عليكي. إنتي أختي، وعمري ما هاسمح لحد يأذيكي. فاكرة لما كنا صغيرين وكنتِ تيجي تستخبي ورايا لو حد ضايقك؟”
ماسة (بابتسامة خفيفة): “فاكرة…”
سليم (بنبرة هادئة): “أنا لسه هنا يا ماسة. وطول ما أنا موجود، مش هخلي حد يأذيكي. آسر إنسان محترم وبيحبك بجد. مش زي طارق اللي بيخطط يستغلك. آسر عايزك تكوني سعيدة.”
ماسة (ترد بتردد): “بس… سليم، أنا محتاجة وقت.”
سليم (ينظر لها بحنان): “وأنا مش هضغط عليكي. بس فكري، فكري في مستقبلك… مع حد يستحقك. مش مع واحد زي طارق اللي عايز يوقعك في الفخ. آسر مش بيحبك بس، هو كمان هيحميكي ويخاف عليكي زي ما أنا بخاف عليكي.”
ماسة (تنظر له بعمق): “بس إنت عارف إني مش مستعدة دلوقتي للخطوبة.”
سليم (يبتسم بلطف): “مفيش استعجال. أنا عايزك تكوني مقتنعة من قلبك. بس مش عايزك تضايعي حياتك في طريق غلط… وطارق هو الطريق الغلط.”
ماسة (تفكر للحظة، ثم تقول): “يمكن عندك حق، سليم. أنا فعلاً محتاجة أعيد التفكير.”
سليم (يمسك يدها): “أنا معاكِ في أي قرار تاخديه، بس لازم تكوني واثقة إن اللي قدامك يستاهلك. وصدقيني، آسر هو اللي يستاهلك.”
ماسة (بتنهيدة خفيفة): “هفكر في الموضوع… وهحاول أقتنع.”
سليم (يبتسم): “ده كل اللي بطلبه منكِ. وفكري في نفسك، وفي اللي بجد هيقدرك.”
**لينهض سليم ويغادر الغرفة، تاركًا ماسة تفكر بعمق في كلامه، وهي تشعر بشيء من الاطمئنان والحيرة في آن واحد**
**********************
**في زاوية هادئة من المنزل، ليان تجلس على الأريكة، تشعر ببعض التوتر والخجل، فهي لم تتعود بعد على التحدث بشكل مريح مع مروان، الشاب الذي أحبها من أول نظرة. مروان يدخل الغرفة، ويلاحظ توترها. يقترب ببطء ويجلس بجانبها، محاولاً كسر حاجز الصمت**
مروان (بابتسامة دافئة): “مساء الخير يا ليان. إزايك؟”
ليان (تخفض عينيها وتتمتم بخجل): “مساء النور… الحمد لله.”
مروان (يلمح توترها ويبتسم بحنان): “مش محتاجة تقلقي أو تكوني متوترة. إحنا مجرد بنتكلم، وأنا موجود علشان أتعرف عليكي أكتر.”
ليان (بخجل شديد): “أنا… آسفة، أنا مش متعودة أتكلم كتير.”
مروان (يضحك بلطف): “ولا يهمك، أنا اللي هتكلم لحد ما تلاقي نفسك مرتاحة. على فكرة، أنا كنت شايفك من بعيد من فترة طويلة، و… بصراحة، وقعت في حبك من أول مرة شوفتك فيها.”
ليان (ترفع عينيها بسرعة ثم تعود للنظر إلى الأسفل): “من… أول نظرة؟”
مروان (بصوت هادئ وصادق): “أيوه، أول نظرة. خجلك وجمالك لفتوا نظري، ومش بس كده… فيه حاجة فيكِ بتشدني، حاجات ما بتتقالش بالكلام.”
ليان (تحمر خدودها وتشعر بالخجل الشديد): “أنا… مش عارفة أقول إيه.”
مروان (يميل قليلاً للأمام، يحاول أن يجعلها تشعر بالراحة): “إنتِ مش محتاجة تقولي حاجة، بس كوني على طبيعتك. وأنا هكون هنا علشان نتعرف على بعض أكتر.”
ليان (بتردد): “أنا… مش بعرف أتعامل مع الناس بسهولة. دايماً بحس بالتوتر.”
مروان (يبتسم): “وده اللي أنا حبيته فيكِ. خجلك ده جميل، وبيعكس شخصيتك الرقيقة. وأنا هنا مش علشان أضغط عليكي أو أطلب منك تغييري. أنا حاببك زي ما إنتِ.”
ليان (تنظر له أخيرًا بابتسامة خفيفة): “شكرًا… ده كتير عليا.”
مروان (يضحك): “مش كتير ولا حاجة. أنا عايزك تريحي وتكوني على طبيعتك. وصدقيني، أنا مش هكون غير شخص بيحترمك وبيحبك بكل تفاصيلك.”
ليان (تشعر ببعض الارتياح): “هحاول أكون على طبيعتي… قدامك.”
مروان (بابتسامة عريضة): “وده كل اللي أنا محتاجه. وأوعدك إني هكون هنا علشانك، مهما كان.”
ليان (بصوت خافت): “شكرًا يا مروان.”
مروان (ينظر لها بحب): “العفو يا ليان… أنا اللي محظوظ إني عرفتك.”
**تستمر اللحظة بينهما في هدوء وراحة، حيث يبدأ الجليد بينهما في الذوبان تدريجيًا، وتشعر ليان بالاطمئنان تجاه مروان، الذي يتعامل معها برفق وصبر**
****************************
**في الحديقة، علا قاعدة على كرسي تحت شجرة كبيرة، مركزة في كتاب بتقرأه. فجأة، أيهم بيظهر في الأفق، ماشي ناحية علا بابتسامة ساخرة. بيقف قدامها وعامل نفسه واثق، وهي بترفع عينيها وتبصله ببرود**
أيهم (بابتسامة تحدي): “إنتِ دايمًا مركزة كده؟ ولا وجودي هو اللي بيخليكي تفقدي تركيزك شوية؟”
علا (ترفع حاجبها وتقفل الكتاب بهدوء): “وجودك؟ بصراحة، كنت فاكرة إن فيه نموسة بتزن حواليَّ، لكن طلع الصوت جاي منك.”
أيهم (يضحك): “الله، لسانك أسرع من عقلك؟ دي بداية قوية.”
علا (بابتسامة ساخرة): “وأنت لسانك أسرع من رجلك؟ المفروض تكون بتجري من المشاكل اللي بتدخل فيها.”
أيهم (بمرح): “أنا مش بجري من المشاكل يا علا، أنا بجري ليها، خصوصًا لو هي بتتحداني.”
علا (ببرود): “يا ترى بتتحداني أنا ولا بتتحدى نفسك؟”
أيهم (يقرب ويقعد قدامها): “أنا ما بتحدى غير البنات اللي بيلفتوا نظري. وصدقيني، إنتِ لفتتي نظري جامد.”
علا (بثقة): “آه، وأنا عارفة إن البنات بيلفوا حواليك زي النحل، بس بقولك من الأول، لو ناوي تجرب معايا نفس الحركات الرخيصة دي، هتفشل.”
أيهم (يضحك بصوت عالي): “إنتِ أول واحدة تقوليلي إني فاشل قبل ما أجرب حاجة. بس اللي مش فاهمه، إزاي واحدة بجمالك ولسانك الحاد ده لسه محدش قدر يقنعها؟”
علا (بابتسامة مليانة ثقة): “عشان مفيش حد عنده الجرأة أو الذكاء الكافي… أو يمكن الاتنين مع بعض.”
أيهم (يقرب أكتر): “آه، يعني إنتِ محتاجة حد ذكي وجريء؟ أنا الشخص ده!”
علا (تضحك بسخرية): “آه، واضح. بس لو فاكر إنك هتلعب عليّ زي الباقي، خليك فاكر… أنا اللي بلعب اللعبة هنا.”
أيهم (يبتسم بمكر): “لعبة؟ أنا بعشق اللعب، بس على شرط… ما نخسرش بعض.”
علا (تنظر له بثقة): “ما تقلقش، أنا ما بخسرش. إنت اللي لازم تقلق.”
أيهم (بنبرة وقحة): “معاكي حق، لسانك حاد، بس عجبني. وشوفي، أنا مش زي أي حد، وعجبني إنك مختلفة. فممكن نتفق… ولازم نحط قواعد للعبة دي.”
علا (بصوت ساخر): “قواعد؟ وأنا كنت فاكرة إنك بتلعب من غير قواعد.”
أيهم (يضحك): “أنا دايمًا خارج القواعد، بس مع واحدة زيك… لازم أحترم الحدود، صح؟”
علا (بابتسامة تحدي): “مش محتاج تحترم أي حدود، عشان مش هتعرف تعديها أصلاً.”
أيهم (يغمز لها): “أنا بحب التحديات. وصدقيني، أنا هنا عشان أكسب.”
علا (بابتسامة صغيرة): “هنشوف مين اللي هيكسب في الآخر.”
أيهم (يضحك): “أتمنى النهاية تعجبني.”
علا (تضحك): “أتمنى تكون مستعد ليها.”
**ليكملا حديثهما، والكلام بينهم مليان ردود سريعة مليانة مكر وذكاء**
**********************
**في غرفة فسيحة ومريحة، يجلس الجد حسن على كرسيه المفضل بجانب طاولة صغيرة، وبيده فنجان من الشاي. بجانبه يجلس شقيقه الأصغر عبد الله، يملأ الجو بينهما دفء العائلة والذكريات الجميلة**
حسن (بابتسامة دافئة وهو ينظر إلى شقيقه): “يا عبد الله، تفتكر أيامنا وإحنا صغار؟ كنا نلعب في الحقول ونرجع دايمًا مطينين، وأمي الله يرحمها تفضل تضحك وتقول: ‘دول ما يرجعوش إلا لو كل هدومهم بقت طين’.”
عبد الله (يضحك برفق): “آه يا حسن، تفتكر؟ كانت تحط لنا طبق الأكل الكبير ونقعد ناكل منه إحنا الاتنين، وأنت دايمًا كنت تسرق مني اللحمة وتقول ‘دي حصتي’.”
حسن (يضحك): “ما كنتش بسرق، كنت بأخد اللي ليّ! أنت اللي كنت بتاكل أكتر مني.”
عبد الله (بنبرة محبة): “دايمًا كنت بتعرف تاخد حقك يا حسن، حتى وإحنا عيال. لكن دلوقتي، بعد كل السنين دي، أنا مش زعلان ولا حاجة… الحمد لله كل واحد فينا طلع عيلة يفتخر بيها.”
حسن (يهز رأسه برضا): “الحمد لله يا عبد الله. أولادنا وأحفادنا كبروا، وكل واحد فيهم ليه حياته ومسؤوليته. بس اللي بيفرحني إنهم دايمًا حواليّ، ما بنحسش بالغربة.”
عبد الله (ينظر إلى النافذة بابتسامة صغيرة): “عارف يا حسن، كنت دايمًا بفكر… إزاي أمي قدرت تربيّنا وإحنا كنا عيال شقية؟ كانت تقول ‘ربنا يهديكم’. والحمد لله، ربنا هدانا فعلاً.”
حسن (بتأمل): “أمي كانت مثال للصبر والحب. علمتنا نكون عائلة مترابطة، وده اللي بشوفه في أولادنا وأحفادنا النهارده. بيفتكروني بأمي، بشوف فيها تربيتها.”
عبد الله (ينظر إلى شقيقه بتأثر): “أنا فخور بكل واحد فيهم. وأكتر حاجة بتريحني إننا فضلنا مع بعض يا حسن، طول العمر. بعد كل السنين دي، ولسه أحسن أخ معايا.”
حسن (يضع يده على كتف عبد الله بمحبة): “إحنا أخوات، والعمر مرّ سريع، بس الحمد لله إننا جنب بعض دايمًا. ومهما كبرنا، هيفضل دمنا واحد.”
عبد الله (بابتسامة دافئة): “صح… وهتفضل أنت دايمًا الأخ الأكبر اللي بيتسند عليه.”
حسن (بنبرة ودية): “والله يا عبد الله، إنت السند الحقيقي. ومن غيرك كانت حياتي هتبقى ناقصة.”
يقاطع الحديث صوت ضحكات أحفادهم تأتي من بعيد، فيبتسم الاثنان بنظرة مليئة بالحنان والرضا.
عبد الله (ينظر للنافذة حيث يسمع صوت الأحفاد): “أحفادنا دول زي ما كنا إحنا زمان. الفرق بس إن إحنا كبرنا، لكن حبنا للعيلة عمره ما كبر.”
حسن (بابتسامة): “صح. وده اللي مهم، إننا نفضل دايمًا عيلة مترابطة، زي ما أمي علمتنا.”
**ليتبادلا نظرات المحبة و الأخوة ويعودان لاحتساء الشاي ومواصلة حديثهما بهدوء، وهما ممتنان لحياتهما وما أحرزاه معًا في هذه الرحلة الطويلة**
*********************
**يجلس الجد حسن وشقيقه عبد الله كما كانا يتحدثان، يحيط بهما جو من الدفء العائلي. بعد طرق خفيف على الباب، تدخل منى، زوجة وائل ابن حسن الأكبر، بابتسامة هادئة وملامح تحمل التقدير والاحترام**
منى (بتواضع وهي تقترب): “السلام عليكم، عذراً على الإزعاج يا عمي، يا عم عبد الله. كنت عايزة أطمن عليكم وأشوف لو محتاجين أي حاجة؟”
حسن (بابتسامة دافئة): “وعليكم السلام يا منى، إزايك يا بنتي؟ تعالي، اقعدي معانا شوية، انتي عمرِك ما بتزعجي. إزاي الأحوال؟”
منى (تجلس بلطف على طرف الكرسي): “الحمد لله، كله تمام. بس كنت شايفة الجو هادي هنا، قلت أدخل أرحب بكم وأشوف لو في حاجة ناقصة.”
عبد الله (يبتسم برقة): “لا يا بنتي، انتي دايمًا بتفكري في راحتنا. الله يرضى عليكي، وائل محظوظ بيكي.”
منى (بخجل): “ده من ذوق حضرتك يا عم عبد الله. إنتو الخير والبركة، اللي بنعمله ده ولا حاجة مقارنة بتعبكم وتضحياتكم.”
حسن (بنبرة مليئة بالفخر): “أنا دايمًا بقول لوائل إنه كسب لما اختارك شريكة حياته. البيت ما شاء الله مستقر وهادئ، وده فضل ربنا ثم شطارتك.”
منى (بابتسامة متواضعة): “ده كله بفضل الله وبتوجيهاتكم، أنا بتعلم منكم كل يوم. وجودكم حوالينا هو اللي بيدينا القوة والإلهام.”
عبد الله (بنبرة ودية): “الحمد لله على نعمة العيلة يا منى. وإنتم الشباب اللي شايلين الحمل دلوقتي. إحنا مطمئنين إنكم على الطريق الصح.”
حسن (بمزاح لطيف): “إحنا خلاص كبرنا، مش فاضل غير إننا نتفرج عليكم وأنتم تكملوا المشوار. لكن لسه فينا البركة الحمد لله.”
منى (تضحك بخفة): “البركة فيكم دايماً، أنتم القدوة لينا. وجودكم معانا هو اللي بيعطي البيت حياته وروحه.”
عبد الله (يضحك): “لو سامعينا الأحفاد هيقولوا إن إحنا اللي بنحتاج نسيب لهم الجو! بس مش هنسيب الدنيا ليهم بالسهولة دي.”
حسن (يضحك): “آه، الشباب بيحبوا الحرية، بس طول ما احنا هنا، هنفضل نديهم توجيهاتنا.”
منى (بابتسامة): “طبعاً، دي نصايح لا تقدر بثمن. إحنا محظوظين إننا بنتعلم من خبراتكم.”
حسن (بنبرة أبوية): “ربنا يوفقك يا بنتي ويجعل حياتك كلها خير وبركة. وإحنا فخورين بكل اللي بتعمليه.”
منى (بتواضع): “الله يخليكم يا عمي، ده واجب علينا. أنا تحت أمركم في أي حاجة.”
عبد الله (بابتسامة محبة): “ربنا يحفظك يا بنتي. وانتي فعلاً نعمة في البيت.”
**ثم يستمر كلامهم في جو من الاحترام والمودة، حيث تشعر منى بالدعم والتقدير من الجدين، وهما يشعران بالامتنان لوجودها في حياتهم وحياة ابنهم وائل**
**********************
**في وكر الثعالب….يجلس طارق في زاوية مظلمة من الغرفة، يُمسك بكأس في يده ويحدّق في الظلال المحيطة به. عينيه تمتلئان بالغضب والغدر، وابتسامة خبيثة ترتسم على شفتيه بينما يتحدث مع نفسه، متوعداً لماسة وعائلتها**
طارق (بنبرة ساخرة، يكلم نفسه): “ماسة… فكرتِ إنك تقدري تلعبي معايا؟ كنتِ زمان بتحبيني، وكنت حاسس إن كل حاجة ماشية تمام. بس دلوقتي… باردة زي الجليد، إيه اللي حصل؟ إيه اللي خلاكي تبعدي كده فجأة؟”
(يأخذ رشفة من كأسه، ويمسك رأسه بتفكير عميق)
طارق (بنبرة مظلمة): “أهو، مش مهم. اللعبة لسه ما خلصتش يا ماسة. كنت فاكر إنك أسهل، بس واضح إنك مش زي أي بنت… لكن أنا مش سهل برضه. هتدفعي ثمن برودك ده، وانتي وعيلتك الكذابة اللي خربت حياتي.”
(ينهض من مكانه ويتجول في الغرفة بخطوات بطيئة)
طارق (بصوت مليء بالغضب المكبوت): “أبوك وأمك فكروا إنهم لما يدمروا أبويا، هيقفلوا الموضوع؟ لا… الموضوع لسه مفتوح، وهيوصل ليهم كلهم. وهتبقي انتي المفتاح.”
(يحدق في ظله على الحائط ويتحدث وكأنه يخاطب ماسة)
طارق (بصوت مليء بالحقد): “يا ماسة، انتي زي قطعة الشطرنج في اللعبة دي. بس الفرق إني أنا اللي بحرك القطع. وأنا مش هسيب حد من عيلتك من غير ما يذوق طعم الخسارة… طعم الإهانة. وهبدأ بيكي.”
(يضحك بسخرية وهو يتخيل ردة فعلها)
طارق (بتوعد): “هخليكي تندمي على اللحظة اللي فكرتِ فيها إنك تتجاهليني. هتشوفي ازاي الانتقام بيكون لما يتعلق بأهلي. أبوكي وأمك كانوا السبب في دخولهم السجن… وهاجيبيكي لحد باب جهنم.”
(يقف ويتنفس بعمق، نبرة صوته تصبح أكثر هدوءًا لكن مشبعة بالشر)
طارق (بهدوء غادر): “مش مهم انك بعدتي دلوقتي، المهم إني أنا قريب. أقرب مما تتخيلي. وهتشوفي قريب… مين اللي هيضحك في النهاية.”
(يأخذ نفساً عميقاً ويجلس مرة أخرى، مبتسماً بثقة خبيثة)
طارق (بهمس): “الانتقام هيكون لذيذ، لذيذ جداً… وأنتي هتكوني أول واحدة تحسي طعمه.”
(يغلق عينيه ويميل برأسه إلى الخلف، مستمتعاً بأفكار الانتقام التي تدور في رأسه)
هل سينجح في خططه أم لا؟؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عشق اسر) اسم الرواية