Ads by Google X

رواية اسمنجون الفصل السابع 7 - بقلم مريم محمد

الصفحة الرئيسية

 رواية اسمنجون الفصل السابع 7 - بقلم مريم محمد

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 
بقلم/ مريم محمد عبد القادر

(وظيفة جديدة)

نهضت زمرد وصلت الفجر ركعتين وأطالت السجود كعادتها تدعوا الله أن ينجيها مما هي فيه الآن فهي حائرة تائة لا تعرف ماذا تفعل 

بعد إنتهائها نهضت زمرد تتفقد أيلا فوجدتها قد تحسنت بفضل الله .. كان من عادتهم الإستيقاظ من الفجر ليتوجهوا الي العمل نهضت أيلا أخيراً بعد نوم طويل ثم توجهت الفتاتان الي المقصف لتناول الإفطار القاسي غير المشبع الذي إعتادتا عليه فلا يوجد غيره على أي حال ثم توجهتا كالعادة الي العمل 

أنتصف النهار وقسمت الشمس صفحة السماء بجرأتها والصمت كان يعم أركان الغرفة التي تعمل بها زمرد .. فلا تجرأ أي أنثى على التكلم بكلمة واحدة وإلا فسيتم معاقبتها 

شق هذا الصمت صوت السيدة جومرا وهي تنادي على زمرد : زمرد تعالي الي هنا فوراً 

نهضت زمرد وسارت متجهة نحو السيدة جومرا التي كانت تقف عند باب الغرفة : ما الأمر يا سيدتي ؟ 

قالت السيدة جومرا وهي تغلق باب الغرفة: لنتحدث في الغرفة المجاورة فهناك من يريد رؤيتك 

زمرد : ومن يكون ؟ 

فتحت جومرا باب الغرفة المجاورة فإذا بالصائغ هيرمان يجلس على أحد المقاعد 

زمرد : سيد هيرمان !!! 

نهض السيد هيرمان وسار نحو زمرد وأمسك بكتفيها وقال بحبور: عزيزتي زمرد تبدين جميلة كأخر مرة رأيتك بها 

ابتسمت زمرد ابتسامة مصطنعة ثم قالت: شكراً لك سيد هيرمان .. ولكن لماذا قمت باستدعائي ؟ 

هيرمان : جئت لأسألك عن شئ ما 

زمرد : وما هو ؟ 

هيرمان : ما رأيك أن تأتي للعمل معي في الحانوت ؟ 

زمرد : أحقاً يمكنني هذا ؟ 

هيرمان : إذا رغبت 

قالت زمرد بانفعال وبدون تردد : موافقة 

انفرجت أسارير وجه زمرد عندما أخبرها السيد هيرمان برغبته بجعلها تعمل معه فهي كانت تكره المكان الذي تعمل فيه وكانت تريد تركه بأي طريقة ممكنه .. كما أنها رأتها فرصة جيدة للتجول في المدينة بحرية 

ودعت زمرد أيلا فهي لا تعرف إن كانت ستراها ثانيةً أم لا .. ثم ذهبت مع السيد هيرمان الي حانوته 

هيرمان : إذا يا زمرد ماذا تعرفين عن الأحجار الكريمة ؟

زمرد : أعرف بعض أنواعها المميزة فقط ولكن معلوماتي سطحية للغاية 

هيرمان : لا بأس .. مع الوقت ستتعلمين كل شئ 

زمرد : ولكن يا سيدي لماذا تريدني أن أعمل معك ؟ أعني لا تبدوا بحاجة للمساعدة كما أنني لا أعرف شيئا في مجال عملك .. فلماذا أنا ؟ 

هيرمان: عندما رأيتك المرة السابقة شعرت أنه ظلم في حقك أن تعملي في المصنع .. أشعر أنه تحيط بك هالة مختلفة عن الآخرين .. إنها هالة شخص مثقف ورزين .. كنت واقفة مكانك تدرسين كل ما يوجد حولك بعين ثاقبة وعقل متفتح .. لذا قررت تعليمك 

قالت زمرد بصوت خفيض غير مسموع:هذه أول مرة أشعر فيها بالامتنان لشخص هنا 

هيرمان : ماذا تقولين ؟ 

زمرد : لا شئ .. شكراً لك 

هيرمان: لست وحدي من شعر بشئ غريب تجاهك فأعتقد أن ليڤون أيضا قد شعر بهذا 

زمرد : القائد!! 

هيرمان : أجل .. كان يتحدث عنك مع صديقه الجندي في المرة السابقة بعد خروجك من حانوتي 

زمرد : ماذا قال ؟ 

هيرمان : ههههه يال فضول الفتيات لا بأس فالجميع اعتاد على هذا إذا ظهر ليڤون في أي مكان تلاحقه عيون الفتيات الهائمة على الفور 

زمرد : لست هائمة 

هيرمان : ههههه أنتِ لطيفة حقا 

زمرد : لم تخبرني ماذا قال عني ؟ 

هيىمان : لا شئ جديد .. فقط أن ملامحك مختلف عنا وعيونك ملفتة للنظر 

ابتسم ثم أردف: ولطيفة 

أحمر وجه زمرد خجلا فقد كانت فتاة حيية للغاية .. ثم سألت السيد هيرمان سؤال غيرت به مجرى الحوار: كنت أريد أن أعرف شيئا يا سيد هيرمان هل تقومون بالنحت على الصخور في أسمنجون 

هيرمان : أجل .. لدينا الكثير من المنحوتات هنا يقوم بصنعها متخصصون في ذلك 

ارتفع صوت زمرد قليلا وقالت بتشوق: وهل يوجد عندكم تمثال لآدميّ ؟ 

هيرمان : بالطبع .. إن الجميع يعرف عن هذا التمثال 

زمرد : وأين هو هذا التمثال ؟ 

هيرمان : في ساحة قصر الملكة سيرا ألم تشاهديه في حفل عيد مولدها ؟ 

زمرد : كلا لم انتبه له .. على كلا شكراً لك يا سيد هيرمان لقد ساعدتني كثيراً 

هيرمان : على الرحب والسعة .. والآن هل نبدأ بعملنا بعد كل هذا الحديث المطول ؟ 

زمرد : أجل .. أنا متشوقة جدا لبدأ هذا العمل الجديد .. 
أشعر أنه سيكون ممتع للغاية 

هيرمان : وهو كذلك 

*****
مرت الأيام تتتابع لكنها لا تتشابه وفي يوم بدى شروق شمسه كنهر من ذهب قد تفجر في قلب السماء -بقلم/مريم_عبدالقادر- أتى السيد هيرمان يحدث زمرد الواقفة خلف النافذة تتأمل جمال السماء : ياله من منظر بديع 

زمرد : معك حق 

صمتت هنيهة ثم تابعت: بالحديث عن لون السماء لماذا سميت أسمنجون بهذا الاسم ؟ 

هيرمان : هذا لان أول حجر اكتشف هنا كان حجر أسمنجوني اللون بديع .. فسميت المدينة نسبة للونه

زمرد : توقعت شيئا كهذا بالفعل فقد رأيت الكثير من الأحجار الكريمة الزرقاء قد زيّنَ بها سور المدينة والكثير من أبواب المنازل والملابس أيضا .. اذا ماذا يعني هيرمان

ضحك السيد هيرمان : اعتقد انه يعني الرجل النيل

عم الصمت المكان قليلا حتى قطعه هيرمان قائلا: زمرد .. ما رأيك بأن تأخذي اليوم راحة من العمل ؟ 

زمرد : لماذا ؟ 

هيرمان: أرى فضولك تجاه المدينة يقتلك.. لذا لا بأس بأخذ يوم إجازة وتذهبي للتجول في المدينة 

زمرد : أشكرك حقا على هذا يا سيد هيرمان 

وبالفعل خرجت زمرد تتجول في أرجاء المدينة تتأمل الشوارع والبيوت التي عكست جواهرها أشعة الشمس بألوان مختلفة على الأرض .. كانت المدينة ساحرة حقا .. ولكن ما قاسته زمرد منذ وصولها الي هنا حجب عنها هذا الجمال 

وصلت زمرد الي القصر الذي وجدت في ساحته التمثال الذي تحدث عنه السيد هيرمان .. تمثال عملاق لامرأة جالسة وسط نافورة .. تحمل بين كفيها جرة على كتفها الأيمن .. يخرج منها الماء منهمرا الي الدائرة الرخامية التي تحيط بها مزينة بالياقوت الأسمنجوني وهو ياقوت أزرق مشوب بحمرة 

زمرد : يالها من نافورة عملاقة 

صعدت زمرد على أطراف الدائرة الرخامية وألقت نظرة الى الجرة بين يدي المرأة وقالت: كيف يمكن أن يوجد باب هنا ؟ 

كانت زمرد تعتقد أن ما قصده برسين بقوله « بين اليدين الحجريتين يكمن باب الخروج » .. أن هناك تمثال حجري لشخص يوجد بين يديه باب للعودة الي عالمها أو باب يخرجها من المدينة 

وبينما كانت زمرد واقفة تنظر الي التمثال فاجأها صوت لجندي من خلف ظهرها يصرخ عليها: أنت .. ماذا تفعلين عندك ؟ 

_____يتبع

  •تابع الفصل التالي "رواية اسمنجون" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent