رواية عشقها الاسد الفصل السابع 7 - بقلم رباب عبد الصمد
البارت السابع
هنا لم تفهم ما يرنو اليه ولكنها فى ذات الوقت كانت كالمنصهره من كلماته وقبلته فلم تقوى على السؤال
ابتسم على توترها وقال الن تحلقى لى وترحمى وجهى
هنا لم تقوى على التنفس ولكن ما انقذها هو قيامه من امامها واذا هى تفاجا يفتح درج مكتبه ويخرج ادوات حلاقته ويقدمها لها فمدت يدها واخذتها وهى ترتعد خوفا وخجلا ولم ترفع عينها الى وجهه
جلس مقابلا لها وداعبها قائلا / وهل ستحلقين لحيتى وانتى ناظرة ارضا
مدت يدها ولكنه كان اعلى منها حتى وهو جالس فابتسم لها وجثى على ركبتيه امامها فارتعدت اكثر من قربه هكذا منها وبدات تحلقها له اما هو فقد كان فى عالم اخر من لمساتها لوجهه
واخيرا انتهت وبدا ترش عطره وهو منسجم ومسلم لها نفسه
وما ان انتهت الا وقالت اصبحت كما تركتك
ونظر لها وسرح فى عينيها وقال هل لازلت وسيما كما كنتى ترينى
اخذت تاخذ نفسها بصعوبه من توترها وسالته بتلعثم وكانها تغير الموضوع / منذ متى قد عدت لحياتك
ابتسم يحيى واراد مراوغا لها وهو على نفس وضعه امامها وقال اجعلى قلبك يشعر بى كما كان سابق وهو سيخبرك منذ متى عدت ثم امسك يدها ومررها على وجهه لعله يتنعم بلمساتها
اعطيته كفى ليقرا طالعى
ما همنى ما قد يقال لمسمعى
ولكن احببت كفى ان تلامس كفه
فيكون حظى ان يحس اصابعى
قال وقال وما وعيت لقوله
اصغى لبوح انامل تحكى معى
يا رعشة تسرى بجلدى وقعها
لمعت كبريق فى مكامن اضلعى
دور على حسى وبين مشاعرى
كن شفيعى عند صحو مواجعى
انى اذوق بلمسة طعم الهوى
يا نفس من هذا الهوى لا تشبعى
فدخل عليهم فجاة زياد فانتفضت هى من مكانها
زياد بخبث / يبدو اننى جات فى وقت غير مناسبا
هنا وقد اغرورقت عيناها من الخجل وبدت ان تبرر موقفها الا ان يحيى رماه بالمنشفة التى فى يده وقال ومنذ متى وانت تاتى فى اوقات مناسبة
زياد وهو يطلق صفيرا اممم لقد تبدل شكلك واحوالك منذ قدوم هنا
هنا لازالت لا تقوى على الكلام والخجل تمكن منها وهذا ما شعر به يحيى فقال مغيرا للجو لنبدا من الان خطتنا فى العمل وقام من مكانه ونادى على مدام صفاء
استمر اجتماع الاربعة حوالى ساعة شرح فيها يحيى ان هنا ستباشر عملها بالمصنع والمستشفى كما كانت وستنقل ليحيى اى معلومات او طلبات يطلبها منها وستنفذ كل مايقوله لها وستظهر لهم انها حزينه على يحيى وستذهب معها مدام صفاء من حين لاخر لتثبت وجودها ولترهيبهم فجميعهم يخشون المراة الحديدية
اما يحيى وزياد فسيبداون فى انشاء شركة جديدة لمحاربتهم فى السوق وسيكتبها باسم يوسف يحيى
خرج زياد وخلفه مدام صفاء من حجرة المكتب بعد انتهاء الاجتماع وكادت هنا ان تخرج خلفهم الا انه جذبها من يدها وسالها / الى اين ؟
هنا / ساذهب الى الشركة
يحيى بخبث ولكنى لم اقل لكى انكى ستبداين من اليوم فاليوم كله لى انا
هنا بتوتر / ماذا تقصد
يحيى / ان لم تشتاقى للحديث معى فانا اشتقت واشتقت لكتبك التى كنتى تقرايها لى
حملقت هنا فيه وفى نفسها / اه منك منذ متى عدت وماذا رايت انت ترهبنى
يحيى سحبها بهدوء واغلق عليهم الباب واجلسها بجواره وقال / اريد ان اقترب منكى اكثر وان اتعرف عليكى اكثر
هنا بتلقائية / ولكن حسام يعلم الان اننى فى المصنع وانا لا اكذب عليه
يحيى بضيق / ما لكى كلما تحدثت اليكى تذكريه
هنا بتوتر / انه زوجى
يحيى / انه ليس بزوجك فهو زوجك اسما فقط
توترت هنا فمن اين عرف ولكنها لم تنفى وقالت / ايا كان وضعه فهو زوجى وانا لن اكذب عليه
لم يغضب يحيى من كلامها بقدر ما اسعدته اجابتها فهى اعترفت ضمنيا انه لم يمسسها ثم انها حافظت عليه حتى وان لم تحمل له اى مشاعر وهذا اكبر دليل انها خير من يحمل اسمه
عاد وسالها بسرعه / لم تزوجتيه ولما اجبرتى نفسك على الموافقة
هنا بحزن / انا تزوجته لاجل ان اجد امان حتى يبتعد عنى اشقاؤك ولا يستهينوا باننى وحيدة امامهم فيفعلوا بى كما فعلوا من قبل . ثم دمعت عينها وقالت كنت فى اشد الحاجة الى وجودك لاستمد منك قوتى حتى وان كنت ميت فكنت ساحارب من اجل بقائى لاجلك وعندما اختفيت شعرت ان الدنيا كلها عندى سواء فان كان حسام او غيره كنت ساوافق مادمت ساجد كتفا استند عليه او ظهرا اختفى وراءه وقت خوفى ففجاة قد وجدت الدنيا اظلمت على ولا يوجد حتى مجرد بصيص امل فلا اهل ولا عمل ولا زوج ولكن لى ابن اردت ان اعيش لاحميه ابن قطعة منك فهل هذا لا يستحق ان اجبر نفسى على اى شىء
حزن لاجلها يحيى فاقترب منها ومد يده ومسح اول دمعة بادرت بالسقوط وقال لها / ولكنى عدت ولا اعرف من منا يحتاج ان يحتمى بالاخر فعدت اشعر بالعجز وانا امامك واصبحت استمد قوتى من انفاسك فعندما بعدتى عنى شعرت ان الموت يهوانى
مد يده لخلف راسها واسند بجبينه على جبينها فاختلطت انفاسهم وحرارة قلوبهم ولكنها استعادة قوتها وابتعدت عنه بهدوء حتى لا تخون حسام
اما يحيى فقال مادمت استمد حياتى من وجودك وتستمدى وجودك من امانى لكى فلما البعد ؟
هنا / وكيف لنا القرب
يحيى / اطلبى الطلاق
تذكرت هنا كلام حسام ونظرت اليه وقالت فى نفسها ولما لا تطلب بنفسك انت الزواج منى ؟ ولكنها قالت / ليس هذا وقت الكلام فى اى شىء الا استرجاع اموالك واهليتك
ضيق يحيى عينيه وسرح فى كلامها ثم ابتعد عنها ببطء وتوجه ناحية مكتبه وجلس خلفه مشتتا فهو يعجز عن التفكير فى اى شىء وهى امامه
قام مرة اخرى ووقف خلف نافذه مكتبه شاردا ومشتتا ووضع يده فى جيب بنطاله وبدا يفكر فى تلك التى بجواره واقرب واحدة اليه ولكنها فى ذات الوقت محرمة عليه وقطع شروده عندما شاهد سيارة حسام تقف اما الفيلا فقال بضيق وهو لا يزال ناظرا للنافذه ومولى ظهره اليها لقد وصل زوجك قومى اذهبى له
تعجبت هنا من لهجته فهل هذا غيره ام حقد ام انه مشتت بالفعل ام ماذا فهى لا تعرف كيف يفكر وكيف يستنتج افكاره فقامت ببطء وخرجت لحسام وهولم يلتفت اليها فضيقه من موقفها وهو يراها تتركه وتذهب لغيره وضع لا يتحمله مطلقا
خرجت هنا واخذت يوسف معها ووقف هو من شرفته يراها وحسام يمسك يدها ويفتح لها باب سيارته والادهى انه قبلها من جبينها فجز على اسنانه وقال الابله يلمس ما لا يخصه
اما حسام فكان مدرك تمام الادراك ان يحيى يراقبهم فقد راى ظله من خلف نافذته ولهذا تعمد تقبيل هنا
قصت هنا لحسام ما حدث فى يومها ولكنها لم تحاول ان تجرح شعوره باى كلمة حدثها بها يحيى تخصهم هم فقط وبالطبع هذا لم يخفى على حسام الا انه كان يتالم داخليا فهو ايضا عاشق ولكن للعشق سعادة عذاب وهولم يرق الا العذاب منه فحبيبته بجواره وقلبها يعشق غيره يا لها من دنيا
فى اليوم التالى ذهبت هنا للمصنه بعد ان اوصلت يوسف لابيه
دخلت هنا وهى مترتره من لقاء هؤلاء الاوغاد الغدارين فدخلت للمصنع وهى تكاد تاخذ انفاسها بصعوبه من الخوف واخيرا جاءهم نبا انها وصلت
علي دخل على هشام وابراهيم المجتمعين على حين غرة وقال وهو مخضوض / لقد عادت من تسمى بهنامرة اخرى فما العمل الان فهل ترونها ستبلغ عننا ام جاءت لتهددنا
هشام وهو يضحك ضحكته الخفيه / الم اقل لك قبل ذلك انك احمق ؟
على بغيظ / ولما هذا التهكم الم تخف انت ايضا ؟
هشام / ايها الاحمق بل الواجب ان تسعد من وجودها
ابراهيم هو الاخر لم يفهم مغزى كلام هشام فسال مستفهما
هشام / ان كانت فى نيتها ان تبلغ عنا فمن جعلها تصمت حتى الان وبالطبع هى لا تجروء على تهديدنا فقد رات منا ما يجعلها تختبىء فى جحر
ابراهيم / ولكنها لم تختبىء وجاءت بنفسها لنا
اطلق هشام ضحكة عاليه وقال / اهلا بها فى عش الدبابير
انتظروا الى ان تاتى اليهم ولكنها لم تاتى فتسائل كلا من ابراهيم وعلى فاجابهم هشام / الم اقل لكم انها اصبح تهابنا بالقدر الكافى لاخراسها
هنا فى مكتبها تمثل انها تتابع عملها بكل هدوء وفى الحقيقة هى مرعوبة داخليا
دخل عليها الثلاثة وفى مقدمتهم هشام
لم تتحرك هنا منمكانها ورسمت الهدوء الذى ينافى الرعب المتملك منها
جلس هشام امامها بينما وقف كلا من على وابراهيم جواره
نظرت لهم هنا ولم تنطق حرفا ولم ترحب حتى بهم
هشام بخبث / ارى انك لا زلتى متاثرة بحادثة شديدة قد حدثت لكى ثم ابتسم ابتسامة خبيثة ومال الى الامام وسند على المكتب امامها وقال ارجوا ان تكونى قد استوعبتى الدرس جيداةهذا سيقصر علينا طريق التفاهم ومن الان وجب عليكى ان تعرفى انكى شريكتنا ووجب علينا ان نشركك فى كل قرارتنا وانتى كذلك فلا يخرج اى قرار او اى امضاء من مكتبك الا بعد العرض علينا
هنا بتوتر / بالتاكيد فما دمنا شركاء فهذا امر طبيعى
هشام / ولكن هناك نقطة مهما فكرى بها جيدا والا فستكونين انتى الخاسرة ماديا ومعنويا وجسديا
توترت هنا اكثر مما هى متوترة ولم ترد عليه باى سؤال للاستفهام
بينما اكمل هو قائلا / بالطبع المراة الحديدية لن تتركك هكذا تتصرفين عشوائيا فى ممتلكاتها ولكنها ستتابع كل اعمالك وفى هذاالوقت فستكونين مجرد سكرتيرة تنفذ لها ما تطلبه ولكن ان اردتى ان تستفادى ماديا فاعلمى ان هناك بعض الصفقات نتمها بعيد عن عيون هذه المراة
ابراهيم بسرعة / واياكى ان تتفوهين لها باى حرف
هشام بضيق من ابراهيم نظر له نظره لجمته واوقفت الكلام فى حلقه ثم عاد ونظر بهنا وهو مضيق العينين وقال / اعتقد ان دكتورتنا الصغيرة تعرف ما سيحدث لها ان تفوهت حرف ثم ضيق عينيه لها وقال كان من الممكن ان نمرر صفقاتنا دون علمك كما السابق ولكن اردت اشراكك معنا لتستفيدى انتى ليس اكثر ولكن ان اردتى غير ذلك سترى مننا ايضا غير ذلك ثم استقام واقفا وخرج من المكتب بكل هدوء دون ان يسمع من هنا اى اجابة وخرج خلفه اخويه
•تابع الفصل التالي "رواية عشقها الاسد" اضغط على اسم الرواية