رواية عتاب الفصل الثامن 8 - بقلم علا السعدني
الفصل الثامن
استمع (ريان) إلى صوت هاتفه وهو يسير فى نهاية الممر بعد أن أكمل طريقه وترك (أسما) لا تفهم ما الذى حدث فنظر للمتصل ليتفاجئ برقم والداته فأجاب على الفور
-أيوة يا ماما
-إلحقنى يا بنى (عتاب) واقعة من طولها وبحاول افوقها مبتفوقش
أتسعت أعين (ريان) وهو لا يفهم ما الذى حدث لها لذا قال
-أنا جاى حالاً يا ماما
ذهب مسرعا إلى مكتبه لكى يبدل ملابسه ثم قام بالأستأذن للأنصراف واستقل سيارته مسرعاً وذهب ليرى ما الذى قد حدث لتلك المسكينة قاد السيارة بسرعة جنونية ثم صعد الدرج مسرعاً وفتح باب الشقة ودلف إلى غرفة (عتاب) حاول إيفاقتها بكل الطرق الممكن حتى أستفاقت وجدها تتشنج كثيراً وتصرخ بصوت عالى لذا أعطاها على الفور حقنة مهدئ وحملها ووضعها على الفراش ثم نظر إلى والداته وجدها تنظر تجاه (عتاب) وهى نائمة واشعر بخوف أمومى عليها فسئلها
-ايه اللى حصل يا ماما ؟!
تحدثت بنبرة صادقة
-معرفش يا بنى احنا كنا قاعدين بنشوف التلفزيون لاقتها قالتلى انها حاسة بصداع وهتدخل تنام سيبتها على راحتها وبعد يجى ربع ساعة سمعت صوتها بتصرخ وهبدة ع الأرض دخلت لاقتها واقعة من طولها
أخذ (ريان) نفس عميق ثم نظر تجاه (عتاب) وقال بصوت خافت
-يااارب خير ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
كانت (شجن) كالعادة تركض فى الصباح فى النادى كعادتها اليومية ركض (وليد) بجانبها وقال
-صباح الخير
نظرت له نظرة جانبية ولم تجيب فزم شفتاه وهو يركض بجوارها فتحدث مرة آخرى
-شكلك حلو اوى النهاردة
لم تجيب عليه فتحدث مرة آخرى
-ردى بأى حاجة طيب ؟!
تحدثت وهى تركض دون أن تنظر له
-اسكت يا (وليد)
تمتم (وليد) قائلاً
-هو ده اللى قدرتى تقوليه !!
استمعت إلى صوته وأخفت بسمتها عنه جيداً وتابعت الركض فى نصف المسافة شعر (وليد) بالتعب وأنه لا يستطيع تكملة الطريق لذا خفت سرعته وسبقته هى بينما صمم هو أن يتبعها حتى لو كان متأخراً عنها بقليل ظل يسعل عدة مرات استمعت (شجن) لصوت سعاله فهزت رأسها بآسى هى تعلم جيداً أنه ليس رياضى بالمرة ولا يستطيع أن يركض كل تلك المسافة شعرت بالآسف تجاهه ولكن ماذا عليها أن تفعل هى لم تطلب منه ملاحقتها انتهت من الركض حول النادى للمرة الأولى وأخذت تأخذ أنفاسها وترتاح قليلاً وبعد دقيقتان كان قد وصل لها (وليد) وأخذ يأخذ انفاسه بصعوبة شديدة نظرت له (شجن) وقالت
-أنت مش اد الجرى بتجرى ليه ؟! صحتك بقت فستك خالص
أرتفع أحدى حاجبى (وليد) وامسك رسغها ليقول
-هو مين ده اللى فستك ؟!
نظرت فى عينيه لتقول
-أنت
عض شفتاه بغيظ شديد فتابعت وهى تبعد يده عنه
-عشان انت حريقة سجاير ليل ونهار بتشربها
غمز لها بعنينه اليسرى ثم قال
-خايفة عليا يا قمر ؟
نظرت له بشدة ثم قالت
-أنت مجنون اصلاً ٠٠ ومش طبيعى هنتظر منك ايه !!
وهمت لكى تبتعد فأمسك يدها مرة آخرى وقال
-وبحبك اوووى
شعرت بخجل شديد منه لذا قالت
-أنا هجرى المرة التانية بتاعتى عن اذنك
ثم ركضت بالفعل من أمامه فأخذ يتمتم هو
-مرة تانية !! ٠٠ اجرى اجرى ٠٠ أنا صحتى فستك فعلاً أنتى مبتكدبيش قال مرة تانية قال
واخذ يسعل مرة آخرى ثم قال
-يهدك يا شيخة ٠٠ هبطلك سجاير و من أول يناير خلاص هشيل حديد
ثم أخذ ينظر حوله خوفاً من أن يكون أحد قد سمعه ٠٠
******************
داخل مكتب (أدهم) وقفت (جميلة) لتضع عدة حقائب بلاستيكية على أريكة بجوار المكتب وهى تنتظره فقد ابتاعت له الملابس التى وعدته أن تأتى بها دلف (أدهم) مكتبه وجدها بالداخل فابتسم ليقول
-صباح الخير
-صباح النور يا فندم ٠٠ ا٠٠ أنا جبت لحضرتك اللبس ثم أخرجت باقى النقود التى اعطها لها لكى تبتاع ملابسه الجديدة وقالت
-ده باقى الفلوس يا فندم
ثم آشارت على الأريكة وتابعت
-وده اللبس ٠٠ حضرتك ممكن تشوفه ؟
-واثق فى زوقك يا (جميلة)
فاقتربت منه ومدت يدها بالنقود وقالت مرة آخرى
-الباقى يا فندم
تحدث (أدهم) بعدم اكتراث
-مش مهم يا (جميلة) ٠٠ خليهم معاكى
عضت شفتاها بإحراج شديد ثم وضعت النقود على المنضدة وقالت
-أنا مش شحاتة ٠٠ دى فلوس حضرتك ومن حقك
شعر (أدهم) بالضيق من نفسه وقال
-مكنش قصدى يا (جميلة) ٠٠ أنتى بس تعبتى معايا و ٠٠
لم يستطع تكملة الحديث فقالت هى
-ارجوك متكملش أى كلمة هتقولها هتجرحنى زيادة ٠٠ دى فلوس حضرتك
هز رأسه بالإيجاب فتابعت هى
-لو سمحت يا فندم ليا عند حضرتك رجاء اتمنى
-خير
أخرجت ورقة من حقيبتها وقدمتها لتقول
-أنا عاوزة استقيل من هنا
اتسعت عينان (أدهم) بعدم تصديق ثم قال
-(جميلة) لو عشان موضوع الفلوس فانا آسف مش قصدى اللى فهمتيه خالص و ٠٠
قاطعته (جميلة) قائلة
-ارجوك يا فندم
-م٠٠ مش معقول يكون ده السبب ٠٠ فى سبب تانى مش كده ؟! وبعدين انتى محضرة الورقة يبقى يستحيل بسبب الموقف ده ٠٠ حصل ايه يا (جميلة) ؟!
ابتلعت ريقها وشعرت بمرارة فى حلقها ولم تعرف بماذا تجيب فاقترب منها وقال
-أنا ضايقتك ؟!
هزت رأسها نافية فتابع
-حد هنا ضايقك ؟!
هزت أيضاً رأسها نافية فجعله هذا فى حيرة فتابع
-اومال ؟!
-اسباب خاصة يا فندم
-وأنا مش قابل الاستقالة إلا لما اعرف السبب ٠٠ اتفضلى ع مكتبك
ابتلعت ريقها وكتمت الدموع بعينها ثم خرجت مسرعة نحو الخارج واطلقت لدموعها السراح بينما نظر هو تجاه خروجها وشعر بريبة فى أمرها ٠٠
**************
شعر (ريان) بقلق كبير على (عتاب) وحالتها التى تملكتها بالأمس لذا لم يذهب اليوم للمصحة منتظراً استفاقة (عتاب) جعل والدته تسهر معها طوال الليل واخبرها حين تستيقظ تجعله يدخل لكى يطمئن عليها وبالفعل فى صباح اليوم اخبرته والداته بأنها قد استفاقت لكنها لا تريد التحدث فأسرع (ريان) نحو غرفة (عتاب) وطرق باب الغرفة فلم يسمع منها رد فقال
-أنا (ريان) عاوز اطمن عليكى
ترددت (عتاب) قليلاً ولكنها فى النهاية لم تجيب مما جعله يشعر بالقلق ففتح باب الغرفة وهو ينظر لأسفل ورفع رأسه بهدوء حتى يتأكد انها ترتدى كامل ملابسها وحين رأها اعلى الفراش ممدة بكامل ملابسها تنهد براحة ثم قال
-مش عاوزنى اطمن عليكى
-أنا تعبانة يا دكتور ارجوك سبنى لوحدى
-مينفعش ٠٠ قولتلك أنا بالذات مينفعش تخبى عليا
نظرت له وجدت عيناه محمرتان ويبدو أنه لم ينم طوال الليل رمشت بعينيها قليلاً ثم قالت
-ا٠٠ أنا مجرد حالة عندك متكبرش الموضوع
-(عتاااااب)
نظرت له بتوجس وشعرت بخوف من نبرة صوته تلك فنظرت أمامها وتحدثت مغيرة مجرى الحديث
-فين (أسما) ؟! ليه مش بتعزمها هى وعيلتها هنا ٠٠ ولا مكسوف من وجودى ؟!
عض (ريان) شفتاه بغيظ شديد ثم قال
-خطوبتى ب (أسما) اتفسخت خلاص
اتسعت عينان (عتاب) بعدم تصديق وعضت على شفتاها بغيظ وضيق شديدان فأقترب (ريان) من فراشها ووضع مقعد خشبى أمام الفراش وجلس عليه ليقول
-متتهربيش منى ٠٠ أنتى افتكرتى حاجة مش كده ؟
وكأنه بسؤاله ذلك فجر البركان الذى بداخلها
(تذكرت حين كانت تقف أمام الدكتور (مروان) وهى تقول
-أنا مش مجنونة ٠٠ اللى بقوله ده حصل مش تهيئات ٠٠ أنا مش مجنونة يا دكتور)
تذكرت تلك الذكرى وانهمرت دموعها فشعر (ريان) وقتها بعجزه أمام تلك الدموع وقال
-فى أيه متقلقنيش ؟!
-ارجوك ٠٠ ارجوك يا (ريان) مش عاوزة اتكلم
صمت (ريان) قليلاً ولكنه شعر من صوتها بالألم التى تحمله بداخلها لذا اكتفى بقول
-بس اوعدينى تقوليلى الحقيقة أول ما تحسى بأنك عاوزة تتكلمى
هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-اوعدك ٠٠
********************
جلس على مائدة يتناول طعام الأفطار فى مطعم دوماً يرتاد عليه ثم نظر إلى ساعة يده ليجدها متأخرة كعادتها لم يهتم كثيراً وجلس يتناول الطعام حتى وجدها تدلف من باب المطعم بطلتها المعهودة تلك الآسرة لقلب أى رجل أقتربت من المائدة الخاصة به بأناقتها التى تجعل من يراها يظن أنها عارضة أزياء ابتسمت بود وجلست أمامه على المائدة وهى تزم شفتاها بطفولة
-عمرك ما استنتنى ع أكل ابداً يا (رائد)
ابتسم ابتسامة واسعة ثم قال
-وأنتى دايماً متأخرة ٠٠ وأنا جعان
-ماشى يا سيدى
-هترجعى شرم الشيخ امتى ؟
أخذت تفس عميق ثم قالت
-كلمت بابا وقولتله أنى هقعد شوية مع ولاد خالتى تعبت من الشغل بقالى سنة كاملة مجتش القاهرة وأنتوا وحشتونى
ابتسم لها (رائد) ابتسامة ودودة
-غيابك فرق معايا جداً
-شايفة ده جداً ٠٠ علمك قلة الزوق
رمقها بنظرة صارمة فتابعت
-أنت مطلبتش ليا فطار لحد دلوقتى
هز رأسه بآسى ثم استدعى النادل كى يطلب لها الأفطار شعرت بعدها (ريما) بإرتباك شديد وقد بدى هذا واضحاً ل (رائد) وعلم أنها تريد سؤاله عن شئ ما لكن يمنعها ترددها وخوفها لذا سئلها
-عاوزة تقولى أيه ؟!
-بصراحة كده يا (رائد) وش (روفيدا) معجبنيش فى الخطوبة واضح أنها مش حابة (أدهم)
أجاب (رائد) بإختصار
-هى لسه بس متعرفوش
صدمت حين سمعت رده ذلك
-يعنى أنت عارف ؟
-متكبريش الموضوع يا (ريما) ٠٠ هى هتلاقى شاب احسن من (أدهم) فين ؟!
-مش ممكن بجد !! ٠٠ أكيد بتهزر ٠٠ (رائد) أنت عارف أن الحب مينفعش يبقى بالعافية ٠٠ سيبها ع راحتها
-وأنا يعنى علقت ليها كرباج !! ٠٠ ماهى إللى وافقت
صمتت (ريما) قليلاً ثم سئلته
-ومعرفتش هى وافقت ليه ؟! ٠٠ أنا واثقة أن فى شئ كبير خلاها توافق
-فى النهاية وافقت وبرضاها
-بس دى أختك اتمنى تشوف السبب
-ماشى يا (ريما)
حينها آتى النادل بطعامها ليضعه أعلى المنضدة فأبتسمت هى بود ل (رائد) وبعدها بدئت فى تناول الطعام ٠٠
*********************
خرجت (روفيدا) من قاعة المحاضرات وهى تسير بجانب صديقتها التى لم تتوقف لحظة واحدة عن الحديث ولكن يبدو أن (روفيدا) شاردة فى مستقبلها ذاك فيجب أن تعلم أن (أشرف) قد رحل وقد أصبح ماضى لما لا تفتح قلبها من جديد ولكن قاطع تفكيرها ذاك صوت صديقتها وهى تطلق صافرة
-يا خرااابى ٠٠ أنا كنت بقول أنتى بعيتى (أشرف) بسهولة ليه كده ؟! اتارى أن (أدهم) بقى حاجة تانية خالص
نظرت (روفيدا) إلى حيث تنظر صديقتها فوجدت أن (أدهم) يقف فى مقابلتهم وهو يرتدى قميص أزرق فاتح وتحت بنطال قماش أسود مع تمشيط شعره للخلف ليس كما يضع خصلات شعره نحو اليمين وعينيه بهما بريق قد زادهم وسامة لذا ابتلعت ريقها وصمتت لم تكن تعلم بما يجب عليها أن تجيبها لذا ودعت صديقتها ببسمة بسيطة ثم أقتربت من (أدهم) وسئلته
-أنا كنت مروحة
-جيت اروحك ٠٠ تحبى نتغدا بارة
صمتت قليلاً ثم هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-أحب
شعر وقتها (أدهم) بسعادة كبيرة جداً ثم سارا سوياً تجاه السيارة لينطلقوا نحو أول مطعم يقابلهم ثم جلسوا على أول مائدة قابلتهم فى المطعم فنظر لها بهيام ثم قال
-تحبى تاكلى حاجة معينة ؟
-بيتزا بحبها اوووى
- عارف
شعرت بتوتر كبير بعد أن قالها ثم طلب هو من النادل الطعام فنظرت له ثم قالت
-هو أنا ممكن اسئلك سؤال ؟!
-طبعاً
-أنت ليه اختارتنى يعنى ؟! يعنى خطبتنى ليه ؟! مع أن كلامنا طول عمرنا كان قليل ومنعرفش بعض كويس
-مين قالك أنى معرفكيش ؟! ٠٠ أنا مهتم بيكى من وأنتى فى ثانوى كده ٠٠ حسيت ساعتها أنى بحبك وكلمت (رائد) بس كنت عارف أنك لسه صغيرة طبعاً بس قولتله عشان محسش أنى كسرت ثقته
شعرت (روفيدا) وقتها بشعور غريب كم تمنت لو كان (أشرف) من يتحدث ولكن إليست هذه نقطة جيدة فى علاقتها مع (أدهم) اصبحت تتمنى أن يكون (أشرف) مثله لما لا ترتضى ب (أدهم) اذاً وقتها جاء النادل لوضع الطعام أمامهم فنظرت له برضا ثم تحدثت
-أنا عاوزة اعرفك أكتر يا (أدهم) ٠٠ أنا حقيقى معرفكش
ابتسم لها ثم قال
-أنتى تسئلى وانا اجاوب
اتسع ثغرها بابتسامة رقيقة ممزوجة بخجل فوضع يده اسفل وجنته وهو يتأملها تتناول طعامها ٠٠
*********************
بينما كانت (أسما) فى المشفى لا تستطيع التركيز منذ البارحة فى عملها منذ أن تركها (ريان) لما فعل كل هذا فقد أرادت أن يفتخر بها أمام الجميع فعلى الرغم من إنها حديثة التخرج إلا أنها تعمل على تحضير الرسالة الخاصة بها وأرادت أن تعلم الجميع أنها طبيبة مجتهدة ومتفوقة كما أنها تحبه وتقدره وتكن له كل الأحترام ولكن أن يتركها بتلك الطريقة المهينة ودون ذكر أى سبب كان عقلها مشتت قلبها مكسور روحها انطفئت أنوثتها تبعثرت كرامتها فى حيرة اتسئله لما تركها أم تحفظ كرامتها ولا تسئله عن شئ أمسكت ورقة وقلم وظلت تخطط على الورقة بعنف وهى لا تفهم ما الذى يجرى لها ٠٠
*******************
مر يومان لم يحدث بهم شئ جديد ٠٠
ركضت (شجن) كالعادة حول النادى كعادتها فلم ترى (وليد) فى اليومان الماضايان اندهشت لذلك ولكن ارتسم على ثغرها ابتسامة بسيطة فهو قد مل من تتبعها اذاً وعلم أنه لا جدوى من ملاحقتها شعرت بسعادة ولم تنتبه لذلك الجسد الصلب الذى كادت أن تصطدم به لكنها عادت إلى الخلف مسرعة حتى لا تصطدم به ورفعت نظرها له لتجده كان زميل لها فى الجامعة معجب بها وكان يضايقها كثيراً فى الجامعة من أجل أن يرتبط بها شعرت بتوتر كبير وقد وجدته متفاجئ من وجودها هنا وهو يقول
-أيه المفاجأة الجميلة دى ؟!
اتسعت اعين (شجن) وقالت متلعثمة
-ا٠٠ الحمد لله ٠٠ أنا كويسة جداً
-ياااه أنا أول مرة اجى هنا جاى مع واحد صاحبى
تمتمت قائلة
-يبقى لازم اغير النادى ده
فتابع هو
-لازم تفطرى معايا
ابتلعت (شجن) ريقها ثم رأت (وليد) من على بعد الذى ييدو أنه يبحث عنها بعينيه فقالت مسرعة
-مش هينفع اصلى فطرت مع جوزى ٠٠ عن أذنك هو بيدور عليا هروحله
قالتها ولم تنتظر رده وركضت نحو (وليد) بينما شعر زميلها ذاك بضيق وخيبة أمل شديدة ٠٠
وقفت (شجن) خلف (وليد) وأمسكت ذراعه لكى تتأبطه وقالت
-صباح الخير يا (وليد)
قالتها وقد ارتسمت على شفتاها ابتسامة بسيطة لكى يراها زميلها ذاك اندهش (وليد) من تصرفها وسئلها قائلاً
-هو أنا بحلم !!
عندما تأكدت من ابتعاد زميلها ذاك سحبت يدها المتأبطة بذراع (وليد) ثم تنفست الصعداء فنظر لها (وليد) بشك وقد علم بفراسته ومن نظراتها صوب شئ معين أن بالتأكيد كان يوجد شخص ما يضايقها فأمسك رسغها وسئلها بحدة
-مين بيضايقك ؟!
-م٠٠ مفيش
قالتها متلعثمة مما زاد الشك تجاهها فقال بصوت غاضب
-(شجن) متنرفزنيش ٠٠ مين ضايقك
-مفيش بجد ٠٠ مضايقنيش أنا بس كنت عاوزة اهرب منه
رفع احدى حاجبيها ثم كرر
-تهربى ! طب اللى هو مين ده ؟!
-يوووه يا (وليد) هو تحقيق واحد كان زميلى ايام الجامعة وكان رخم شوية سمج حبتين كان معجب بيا وأنا مش بحبه كان عاوزنى افطر معاه فقولتله جوزى مستنينى هناك وجتلك عشان يحل عنى انتهى التحقيق
شعر بمشاعر مضطربة غيرة ولكنها على الاقل لا تكرهه كما تكره زميلها ذاك أى غباء يقوله لنفسه مادام ارتضيت به زوجا من قبل على الأقل هو يعجبها أخذ نفس عميق ثم أمسك يدها وقبلها وقال
-بحبك
سحبت يدها مسرعة ونظرت حولها فى حرج ثم قالت
-(وليد) أنت اتجننت أيه اللى بتهببه ده
-انتى مش لسه قايلة يا بنت الحلال أنى جوزك
ثم فرد ذراعيه كى تدخل بهم فهزت رأسها بآسى ثم قالت
-دى هبت منك ٠٠ الصنف عالى
-وأنا برده بتاع الكلام ده ٠٠ برئ يا بيه
ضيقت عيناها وهى لا تصدقه فابتلع ريقه وهو ينظر للأعلى ويطلق صافرة فقالت
-أنت دكتور ع ما تفرج اصلاً٠٠ بس صحيح هو أنت هددت المدرب بتاع التنس بتاعى ؟!
-هو الحيوان ده كلمك تانى ؟
قالها بغضب ولكن بكلمته تلك علمت أنه الشخص الذى حذرها منه المدرب فقالت
-لا حرام عليك متعملوش حاجة هو بس كان بيحذرنى أن فى واحد مجنون ماشى يقول أنه جوزى فى كل حتة
-ابن ال ٠٠٠٠
قاطعته قائلة
-جرى ايه يا (وليد) ؟!
وضع يده على فمه وهو يقول
-سكت اهو سكت
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-عن أذنك ٠٠
لم تنتظر رده وذهبت بالغرفة الخاصة بتبديل الملابس كى تبدل ملابسها وتنصرف بينما ظل هو ينظر تجاه سيرها وهو هائم ٠٠
******************
بينما شعرت (عتاب) بأنه يوجد ثقل كبير على قلبها فيجب أن تتحدث مع أحدهم وتخرج ما بداخلها ذاك هى لا تستطيع تحمل ذلك الحزن وحدها ليس هذا فقط بل هى تريد أن يصدقها شخص ما هى قتلته حقاً هى قتلته لما لا يصدق الجميع وجوده لقد تخلصت منه بيدها هى متأكدة أن ذلك المشهد المحفور فى ذاكرتها حقيقى وليس نابع من تخيلتها تعلم أن (ريان) ليس كباقى الأطباء سيصدقها حتماً سيصدقها هى ليست مريضة كما ادعى الطبيب (مروان) ليست مصابة بالفصام لذا خرجت من غرفتها وطرقت باب الغرفة الخاص ب (ريان) وقررت التحدث معه قبل أن يذهب للمصحة ٠٠
عتاب
•تابع الفصل التالي "رواية عتاب" اضغط على اسم الرواية