رواية مملكة انطونيوس الفصل التاسع 9 - بقلم حبيبة محمد
الفصل التاسع الحرب ما قبل الأخير
الدنيا هي " منزل بالإيجار "
مهما ظننت أنك تملكها فأنت واهم ؛ ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً ما ؛
والآخِرة هي "منزل تمليك "
بيدك الآن بناؤه فلتُحسن العمل ؛
هناك أناس بسطاء يعيشون معنا على الأرض
لا مال ؛ ولا جاه ؛ و لا منصب في هذه الدنيا الفانية ..
و لكن .. !
أملاكهم في السماء عظيمة ؛ قصورهم تُبنى
و بساتينهم تُزرع ؛
فأكثروا من خبايا العمل الصالح ..
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
&____________________________&
" هيا جيس اذهب إلي الغابة والعب مع ابن خالتك حتى انتهي انا ووالدك من الحديث"
اماء جيس إلي والدته بالموافقة ثم نظر إلى والده أثناء سيره بطرف عينيه بلوم وحدة ثم ذهب خارج المنزل.
زايكوس بحدة وصوت عالي
"لقد اخبرتكِ ألف مرة ان لا تتدخلي في اى قرار اتخذة بأمر القطيع، ولكنكِ تصريين على التدخل في ما لا يعنيكي «بيلَّا».
تنهدت بيلَّا بأسف على زواجها فهو كان طوال الوقت عنيد ولا يضع لأي احد اهمية في حديثه ويقوم بتنفيذ اي شيء يأتي في رأسة، ولكن عليها أن تمنعة عن فعل ما في رأسه هذه المرة لأنها سوف تصبح كارثة سيندم عليها كل فرد في القطيع تحدثت بيلَّا بجدية وعلامات التردد تكسو وجهها
" من المستحيل ان تذهب وتترك القطيع هكذا ونحن نحتاج إليك، انتَ تعرف ان مصاصين الدماء منتظرين ان يروا اي ضعف في صفنا لكي يقوم بالهجوم علينا ومع ذلك انتَ تصر على الذهاب وترك القطيع لكي تحضر السولجان من الجهة الشرقية، هيا اخبرني زايكوس كيف تفكر في امر كهذا! "
زايكوس بحدة وعصبيته المعتادة
"نحن نحتاج إلي السولجان بيلَّا لكي يحصل جيس علي الحكم من بعدي ولكي يكتسب منه القوة"
بيلَّا بعصبيه كادت ان تصل إلي عصبية زوجها وملامح الغضب الشديد تظهر على وجهها
"وكيف تعرف ان السولجان في الجهة الشرقية، السولجان مفقود منذ زمن منذ أنتهاء الحرب الاخيرة بين مصاصين الدماء والمستذئبين، زايكوس ارجوك فكر بعقلك ولو لمرة واحدة
لا تترك القطيع من اجل امر كهذا، احضر السولجان في اي وقت آخر"
ذهب زايكوس خارج الغرفة بغضب وقام بتكسير اى شيء امامه لعله يفرغ غضبه في اي شيء
وترك زوجته (رفقيته) تقف وعلامات الدهشة تظهر على وجهها من افعال زوجها (رفيقها) الذي تجعلة كمراهق فى سن الخامسة عشر من عمره وليس قائد لقطيع او ذئب يبلغ السادسة والثلاثون من عمره.
كان يرى كل هذا الحديث من النافذة القريبة من الغرفة وعزم على حماية والدته من افعال والده مهما كلفه الامر.
&____________________________&
"هذا ليس المبلغ الذي اتفقنا عليه "
سوف اعطيك ما من ثروتي الذي يكفيك إلي خمسين عاماً، ماذا تريد اكثر من ذلك؟
لقد اتفقنا عندما اضع جهاز التحكم على احد الشباب انك سوف تغنيني لمائة عام وليس خمسين يا جيفار انت ملك ويجب عليك ان تتصف بصفة الملوك وتكون صادق في وعدك لي.
نعم فعلاً يجب ان اكون صادق في وعدي
''اصغي إليا ايها الساحر اللعين لانني لا اتذكر اسمك هل سوف تقبل ان تأخذ نصف ثروة تغنيك عن اي شيء لخمسين عام ام تريد ان تبقى مثل هؤلاء البشر فى الزنزانة''
نظر له جِينير بغضب وتحدث بضعف وعدم قدرة على الاعتراض على الامر
"حسناً يا سيدي هيا اعطني الثروة"
اشار جيفار إلي احد الحراس قائلاً بنبرة مرحة قليلاً
"اذهب يا عزيزي واحضر نصف الثروة إلي عزيزنا جينير"
لم يستغرق وقت طويل حتى عاد الحارس ومعة اكياس مملوءة بالثروة (التي تشبه النقود في عالم البشر لكنها أكثر إفادة حيث تعطي لمالكها كل شيء يريده من طعام او اى شيء يريدة لمدة سنوات معدودة)، قام الحارس بإعطاء هذه الاكياس إلى جينير، ثم ذهب من أمامه تاركاً القصر وذهب.
&________________________&
صمتٌ يعم المكان، ها هم قد عادوا إلى نقطة البداية مجدداً، وكأنهم لم يصلوا إلى شيء كل شخص يفكر في مصيره القادم
هل سوف يعود إلى ديارة ام لا؟
تأفف إسلام بضيق من الصوت الذي يصدح من خلف زنزانته، حيث كان يعمل العمال وراء الزنزانة في زراعة الارض بالشُعب المرجانية
فكان صوت الادوات الحديدية التي تشبه العصا بشكل كبير تقوم بإخراج صوت عالي:
يووووه هو حبس ودوشة، يعني حتى مفيش هدوء، وبعدين بقى في الاحنا فيه دا هنعمل اي؟
نظر له ادهم برفعة حاجب وتحدث بنبرة سخرية:
سبحان الله الصوت مش جي غير من عندك كلنا بعيد عن الدوشة وانت في قلبها، كل واحد بياخد على قد عمله يا إسلام يا بني.
كان يظهر عليه مظاهر الحزن الشديد والألم والندم الشديد، حيث كان يجلس بعيداً عن قضبان الزنزانة (داخل الزنزانة في احد الزوايا) حتى لا يتمكن احد من رؤيته ولا يقوم بمشاركة احد الحديث ويتجاهل احاديث ادهم وإسلام في محاولتهم في تخفيف الاجواء وصنع جو لطيف، كان يغوص في ذكرياته القديمة اليوم الذي منعه والده فيه من الذهاب وراءه إلى البحر الاحمر
Flash back
في غرفة صغيرة في منزل يقبع وسط الغابة كان يتحدث محمد إلي سامر قبل ذهابه للصيد من البحر الاحمر غداً:
زي ما انا قولتلك يا سامر متجيش ورايا يا بني انا خايف عليك، عشان خطري المرادي لو انا حصلي حاجة مين هيراعي اخوك، اخوك ثانوية عامة لزماً مصاريف ولزماً اجبلوا حاجات والحاجات دي بفلوس
سامر وهو يستخدم إحدى مواهبه الخاصة وهي التمثيل، حيث قام بالتمثيل على والده:
ايوة طبعاً يابابا انا مش هاجي وراك وزي ما انتَ ما قولت مينفعش اروح معاك عشان اخويا الصغير.
نظر محمد إليه بنظرة شك ثم قام بمد يده ليصافح ابنه في حركة يقوم بها المصريون عند وعدهم لآحد حيث يقوموا بمد ايديهم ومصافحة الشخص الاخر قائلاً
وعد يا سامر
قام سامر بمد يده ليصافح والده قائلاً
وعد يا بابا
ذهب محمد من امام ابنه ثم تحدث وهو يعطي ظهره لابنة ووجهه بجهة الباب:
يا سامر عشان خاطري متجيش ورايا، انتَ وعدتني والمسلمون عند وعودهم
نظر له سامر بملامح لطيفة ولكنه يخفي سخريته ببراعة لانه يستغل مهارته في التمثيل
خلاص يابابا زي ما انتَ ما قولت انا وعدتك، وانا لما بوعد بنفذ، ولو سمحت ممكن تخرج من الاوضة عشان عايز استريح شوية على سريري
ذهب محمد من الغرفة وهو يتحدث بصوت منخفض
اى لازمة لو سمحت في الجملة يا خويا، انا لو كنت كسرت عنادك دا من وانتَ صغير مكنتش هتبقى كدة.
في المساء حيث انتظر سامر ذهاب والده بفارغ الصبر، بعد ان اشتد الحديث بينه وبين والده للمرة الثانية ولكن هذه المره كان يشهد الحديث اخيه الصغير وصديق والده جاسر
انتظر سامر مدة من الوقت التي تقارب ساعتين حتى يذهب إلى والده لانه تأخر بشكل كبير وحيث ظهرت ملامح الخوف على وجه سامر بشكل كبير وانه لم يستخدم التمثيل كعادته،حاول اخيه منعه من الذهاب ولكنه لم يصغي اليه، ذهب سامر إلى جراج المنزل واحضر دراجته (عجلة)، ولكنه توقف على صوت اخيه الصغير وهو يرقد نحوه، ويخبرة انه يريد المجيء معه :
يا سامر استناني انا جاي معاك
لم يعره سامر اي اهتمام وكاد يذهب بدراجته حتى قفز اخيه الاصغر على مقعد الدراجة،
نظر له سامر نظرة غضب ولكنه لم يتحدث وذهب بالدراجة إلى الجهة الجنوبية للبحر الاحمر.
قام بركن دراجته عندما وصل إلى المكان، وذهب يبحث عن ابيه كالمجنون الذي هرب من المصحة،
اقترب سامر من البحر بشكل كبير حتى اصبحت الماء قريبة من قدمه:
متجيش ورايا يا جِيفين خليك هنا وو
لم يكمل باقي حديثه حتى رأى الامواج تعلو بشكل كبير حاول سامر الابتعاد عنها والرقد لكنه لم يستطيع وغرق في البحر.
Back
هبطت الدموع من عين سامر وهو يردد في نفسه
«المسلمون عند عهودهم»
كانت وردة تتابع حالات سامر المتغيرة، فكان يبكي، ثم يبتسم، ثم يردد كلام غير مفهوم، لم تتمالك وردة نفسها لكي ترضي فضولها ثم اردفت قائله:
"مالك يا سامر"
قام سامر بمسح دموعه ثم التفت إلى وردة وهو يحاول ان يبدو طبيعياً
نعم يا وردة في حاجة؟
ابتسمت وردة ابتسامة بلهاء مردفة وهي تحاول مدارة الموقف فهي ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها للاحراج من قبل الاشخاص لكي ترضي فضولها
"لا ولا حاجة كنت بسأل بس''
نظر لها سامر بإستغراب على نبرتها وملامح التردد والبسمة البلهاء التي تقبع على وجهها
" كنت بتسألي على اي؟ ''
التوتر ملأ وجهها وبدأ العرق يظهر عليها بشكل واضح حاولت وردة اخراج نبرتها طبيعية دون خوف او توتر
"اصل انتَ كنت من شوية بتعيط ومن شوية بتبتسم بعد كدة عيطت تاني!"
"متقلقيش يا وردة كلنا عارفين ان سامر مجنون، صح يا سامر"
نظر سامر لإسلام بحزن، ولم يعطيه اي جواب على سخريته، ثم عاد بنظرة إلي زنزانته
ولكن صوت ادهم اخرجه منها قائلاً بتساؤل
«مالك يا سامر زعلان من اى مش عاويدك يعني ان انتَ تسيب إسلام يتريق عليك من غير ما ترد
في حاجة مزعلاك»
الماضي الماضي يا ادهم وحش اوي، وبدأ سامر في البكاء بصوت عالي، واصبحت حالته سيئه، فمن كثرة كتم الماضي وعدم تخطيه سبب له أذى نفسي وعدم الثقة في النفس.
حاول الجميع التخفيف عنه قليلاً، ولكن اي أحد منهم يبدأ بالكلام، يقوم سامر بالبكاء اكثر وهو يتذكر ماضيه.
صرخ بيه مصطفي بصوت عالي كي يفيق من هذه الافكار التي تجعله قد يتسبب في ازمة قلبية من كثرة البكاء
"احكي يا سامر احكي وريح نفسك، انا سامعك
احكي وخلص نفسك من الماضي البيسببلك كوابيس، لعل وعسى ممكن تتخطاه لما تحكي لحد"
"مش هينفع يا مصطفى انا مش عايز افتح الجروح الانا دفنتها وعرفت اعيش من بعدها ولو تذكرتها او حكيتها انا ممكن يحصلي حاجة، انا وحش انا وحش يا مصطفى انا كنت بحب نفسي جداً ومكنتش بهتم بكلام حد، وعمري ما كنت اتصور ان العند دا ممكن يوصلني لموت ابويا
وكل دا بسببي يا ادهم"
زاد بكاء سامر بعد الحديث الذي رواه لمصطفى واصبحت عينيه منتفخة من كثرة البكاء.
_ خلاص اهدى يا سامر كل دا ماضي وعدى، ثم انتَ غلطت وعرفت غلطك و إن شاء الله مش هتكرره تاني، لزماً تتخطى عشان تعرف تعيش حياتك يا سامر واكيد يعني يا سامر انتَ مكنتش تقصد ان كل دا يحصل، خلاص بقى عشان خطري بطل عياط عشان متأذيش نفسك ويجيلك ديق تنفس.
_يا مصطفى بقولك انا بسببي ابويا مات
نور وهي تتدخل في الحديث لعلها تخفف عن سامر قليلاً
"قتلت ابوك ازاي يعني مسكت سكينة ودبحتو مثلاً، اكيد لأ عشان كدة متاخدش كل حاجة عليك انتَ يا سامر"
_لأ يا نور هيا كل حاجة فعلاً عليا عشان انا اللي كنت عنيد ومبهتمش بكلام حد، وما اهتمتش بكلام ابويا لما قالي متجيش ورايا، متروحش الجهة الجنوبية للبحر وانا وعدتو وخلفت وعدي وروحت لما لقيتو اتأخر، هتقوليلى كل دا عشان خايف على ابوك، هقولك لأ عشان كان عندي فضول اعرف الاساطير اللي بتتقال على البحر دي حقيقة ولا لأ، وفعلاً لما غرقت في البحر وما اهتمتش بأخويا الصغير لما قالي لأ متروحش يا سامر، وساعتها لقيت بابا ايوة لقيت بابا بس بسببي خلتهم يعرفوا مكنا بسبب ان انا لما وقعت على الارض كل السحرة التفتو ليا عشان يقتولني بس بابا خلاني اجري حماني وهو مات في المملكة دي لكن السحرة كانوا رابطينوا بحاجات غريبة واتقتل اتقتل قدامي يا نور، واكتشفت بعدها ان هما كان بيحللو جسدو عشان يعملو عليه اختبارات لو مكنتش روحت مكنش حصل كل دا"
وبعدها فقد سامر الوعي.
&___________________________&
صفوف متتاليه من مصاصين الدماء والمستذئبين
، سوف تتكرر نفس الحرب التي قامت منذ قرون
بعد ان اعتقدو انهم قضوا على هؤلاء السحرة
ولكن انهم ما زالوا موجودين، وحاولوا الهجوم على مصاصين الدماء وقاموا بإرسال جواسيس في القصر الدموي واختطاف ابنة الحاكم (جوليكا)،واختطاف السولجان كل هذا فعلوه بإستخدام الكترونيات متطورة لم يشهددها مصاص دماء او مستذئب من قبل
هاهم الآن مستذئبين ومصاصين الدماء في ايدي واحدة ومستعدين للهجوم فهم الآن على الحدود الجنوبية للبحر الاحمر.
&__________________________&
سيدي ماذا سنفعل لقد جاءت إلينا رسائل من الجاسوس ان مصاصين الدماء والمستذئبين سوف يقوموا بالهجوم علينا، وانهم اقتربوا من حدودنا.
كانت تظهر عليه علامات اللامبلاه
"لاتتلق يا عزيزي نحن معانا بعض الاشياء التي سوف تجعلنا نفوز في هذه الحرب بسهولة، فقط احضر لي مصاصة الدماء تلك "
«امرك سيدي»
ظهرت مصاصة الدماء جوليكا (الذي كان يسميها سامر إيمان)، ولكن هذه المرة مختلفة حيث كانت ترتدي جوليكا الجهاز التي تستطيع من خلالة فِهم حديث اي شخص
نظر لها جِيفار بحدة ثم هتف بسخرية
"لا تقلقي عزيزتي سوف يأتي والدك لأخذك ولكن وانتِ جثة"
هيا يا عزيزي قم بإزاله القبة وارفع مملكتي إلى سطح الارض مجدداً، فلدينا ضيوف وعلينا مقابلتهم
امسك جِيفار السولجان ثم هتف بسخرية
"لم تحصل علية عزيزي زايكوس على جثتي وروحي ان حصلت عليه سوف انتقم لك يا ابونا انطونيوس المقدس يا حامينا ويا مؤسسنا ومؤسس كل جزءٍ في المملكة سوف ننتقم لك ونريهم الجحيم بعينه، ولم نظل مختبئين في البحر طوال حياتنا، وسوف يندم اى كائن قام بأذيتنا''
هيا خذها من هنا يا عزيزي وانت تعلم مايجب عليك فعلة، الوداع عزيزتي جوليكاً، صدقاً سوف اشتاق إليكي كثيراً.
" وانا لم اشتاق إليك ايها الحقير "
هذا ما خرج من جوليكا وهي مكبلة بالسلاسل التي تقوم بسحب قوتها شيئاً فشيئاً.
نظر لها جِيفار بسخرية وتحدث بنبرة سخرية
_ لا تتحدثي هكذا يا عزيزتي مع من اكبر منك
الم يعلمك والدك هذا بالطبع لا لأنه شخص حقير وعجوز ولا يعرف اي من هذا فأنا لا الومك على طريقتك.
&________________________&
بشر كثيرون يحيطون بالمكان والشرطة واقفة في اعلى الحدود محاولة ابعاد الناس عن هذه المنطقة الخطرة، وكان من ضمن هؤلاء الناس حامد وزينب ومؤمنة
اختفي صوت العالي الصادر من الناس والشرطة،
على علو امواج البحر وظهور قصر كبير، نعم يا عزيزي انها مملكة انطونيوس ولكن على سطح الارض.
&___________________________&
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مملكة انطونيوس) اسم الرواية