Ads by Google X

رواية ورد الصعيد الخاتمة - بقلم سلمى محمود

الصفحة الرئيسية

   

 رواية ورد الصعيد الخاتمة - بقلم سلمى محمود



الخـاتـمـه
                                    
                                          
ورد الصعيد 🕊
الخاتمه 🕊 



لو قال الإنسان كل يوم: (أستودعُ الله الذي لا تضيع ودائعه نفسي وأمانتي وخواتيم أعمالي وبيتي وأهلي وأحبتي ومالي وجميع ما أنعمَ الله بهِ علي)، لحفظ الله لهُ كلّ ذلك. 



الحمد لله الذي أذِنَ لنا بيومٍ جديد لنعبده ونشكره ونتوب إليه. 



نتذڪر اخواتنا في فلسطين بالدعاء حتى تنزاح تلك الغُمـه. 



صلوا على الحبيب والشفيع سيدنا النبي محمد ﷺ ♡. 



_______________________ 



رائحة البخور ڪانت تغمر ڪل القصر وصوت إذاعة القرآن الڪريم تعلو في المڪان وحالة سڪون ورضا نفسي تُسيطر على الجميع. 



الجميع يتحرك هنا وهناك لتلك الوليمه بمناسبة تريقة فارس الحُسيني. 



ڪانت في غرفتها تجلس على السرير تُربت على وجنتي ابنتها برفق شديد وهي تقوم بإطعامها، ومن حين لأخر تنحني تطبع قبله على وجنتيها. 



إنتهت من إطعامها و وضعتها في سريرها برفق تنظر لملاڪها الصغير النائم تهتف بحنان: 
_ ياروحي انا على ملاك امها ياناس  ، ماشوفتش في برائتك... مخلفه نسمه. 



اخذت نفس تخرجه على مهل وهي مازالت تتأملها، تُڪمل حديثها: 
_ الي يشوفك دلوقتي ما يشوفڪيش وانتي مطلعه عين امي صويت وصريخ وڪل شويه تاڪلي وعاوزاني صاحيه جمبك الاربعه وعشرين ساعه. 



تحولت نبرتها لنبره مُغتاظه: 
_ هموت ناقصه عمر بسببك يابنت الجذمه، دا اخواتك الصبيان ڪانوا اهدى منك حبايب امهم، انتي بلوه اتبليت بيها ياقلب امك. 



ڪل ذلك وملاڪها البريئ نائمه بسلام تترك الفرصه لوالدتها للتنفيس عن غضبها، ولڪن عندما تستيقظ سوف تأخذ حقها. 



همت بالعوده لإڪمال حديثها، فَلن تجد فرصه أفضل من هذه لتأخذ حقها من تلك الصغير، ولڪن جاء مُنقذها الذي ڪان يقف من البدايه يُتابع الحديث الدائر بين الام وابنتها، حتى ردد بهدوء: 
_ صدقيني لو زعلتي حبيبة ابوها تاني انا هعلقك على الحيطه ڪلو إلا هي. 



نظرت له بغيظ وتوسطت خصرها بيدها: 
_ ايوه ماهي خلاص راحت عليا يا بيه وخلفتلك ضُرتي بإيدي  ، اروح انا لحبايب امهم وهسيبهالك تشبع بيها. 



نظر لها بخبث واقترب منها ببطئ، لاحظت نظراته، فإبتعدت للخلف تنظر له بتوتر: 
_ مالك انت بتقرب كده 



ظل يقترب منها ونظرات الخُبث تعلو وهي تعود للخلف حتى اصطدمت بالحائط، فحاوطها بذراعيه ويقترب منها بخبث: 
_ وحشتيني. 



ابتسمت ببلاهه: 
_ وانت ڪمان وحشتني يا رحيمي. 



غمز لها بمڪر يُردد: 
_ تعرفي ان الهندسه مهمه جداً في حياة الانسان. 

   
                
نظرت له بعدم فهم لينحني يحملها يهتغ بخبث: 
_ تعالي بقا اشرحلك اهمية الهندسه فصل فصل علشان التقدير يكون عالي. 



صرخت وهي تضربه في ڪتفه بخفه: 
_ اه يا قليل الادب، عاوز تستفرد بيا إڪمني واحدانيه... ابعد يا رحيم. 



هتف ببرود وهو يتجاهل ڪل ضرباتها: 
_ اللاه مش بتقولي اني واحشك؟!. 



هتفت بحنق من تصرفاته الغير مفهومه: 
_ يابني وانت دماغك دي مافيهاش افڪار ڪريتڤ ومحترمه؟!. 



علت الابتسامه الخبيثه وجهه وهم بالرد عليها لتعلو صرخات الصغيره، لتلتفت له بغضب وانحنت تقبض على ڪتفه بأسنانها ليصرخ بقوه: 
_ اه... اه يابنت العضاضه... اوعي يابت.. ااااه.... ڪتفي يامجنونه. 



حررت اسنانها تنظر له بشر وابتسامه شامته على شفتيها: 
_ اتفضل ضُرتي صحيت. 



ضحك ببلاهه وانزلها بخفه وانحني يقبل وجنتيها: 
_ حبيبة قلبي بتغير من بنتها. 



اقتربت منه تقبض على ملابسه تهتف بتحذير: 
_ اي واحده تقرب منك هشيلها وهشيلك من على وش الدنيا.



وربت على ڪتفه بحده: 
_ خُد بالك... وڪل عيش واعرف اني براقبك. 



وتحرڪت للخارج بغضب وترڪته ينظر لأثرها ببلاهه يضرب ڪف بأخر من تصرفاتها المجنونه التي لم تتغير. 



علت صرخات الصغيره أڪثر وڪأنها تُنـادي على والدها حتي ينتبه لها، تلك مُدللة أبيها وتستخدم سلاحها الفتاك وهو الصراخ حتى ينفذ ڪل طلباتها. 



التفت يتحرك لسريرها الصغير ليراها تبتسم له وترفع ذراعيها ليحملها، انحنى يحملها ويقبلها بعمق: 
_ ايه الحلاوه دي يابنت اللذينه... طالعه حلوه ڪده لي!



تعالت ضحڪات الصغيره ببراءه وهي تعبث في وجه والدها وهو يقضم وجنتيها من حين لاخر: 
_ يلا يا حبيبة ابوڪي نڪمل لعب تحت علشان احرق دم امك. 



وللعجب هزت الصغيره رأسها وتوافق والدها على هذا الحديث الذي ابتسم بشر وهبطوا للاسفل. 



______________________________ 



ڪانت تتحرك لداخل المطبخ بنشاط ترى الجميع بنشاط، الجميع يشارڪون في إعداد الطعام، أردفت بحماس: 
_ صباح الخير يا قمرات عيلة الحُسيني. 



التفت الجميع لها يرددوا التحيه بإبتسامه، لتتحرك تجلس على الطاوله التي تتوسط المطبخ وتقوم إعداد الطعام وتجهيزه. 



لتسمع صوت والدتها تردد بتساؤل: 
_ اومال رحيم فين يا ورد... ما شوفتوش طول اليوم. 



رفعت بصرها تنظر لها بإبتسامة سُخريه على وجهها: 
_ هيڪون فين يعني يا ماما... مع ضُرتي الي خلفتها. 



تعالت ضحڪات رجاء وهي ترى تذمر ورد وغيرتها الشديده من ابنتها التي تلتصق دائماً لوالدها وتصرخ ان اقتربت منه. 




        
          
                
هتفت بحنق تُڪمل حديثها: 
_ مش عارفه البت دي ڪارهاني لي؟! دا انا امها!!. 



ضحك الجميع على هذا الحوار الدائر يومياً، اقتربت منها اختها وهي تتحرك بهدوء بسبب حملها، جلست بإرهاق على الڪرسي تهتف بجوع وهي تتحسن معدتها: 
_ ها عاملين أڪل ايه؟! انا جعانه اوي اوي، مأڪلتش بقالي ساعه يا عالم يا ظالمه!. 



نظرت لها دُنيـا بتشنج وقبضت على السڪ/ين بيدها تهتف بشر: 
_انتي عارفه!! انا عاوزه أقوم اجيب بطنك دي قدامي وارتاح واخلص، احنا داخلين على مجاعه بسببك يا شيخه. 



نظرت لها فريده بتذمر وهي تتناول ورق الڪُرنب تقضمه بتلذذ: 
_ في اي يا دُنيا انتي بصالي في اللقمه الي باڪلها... أموت من الجوع احسن؟!. 



ضربتها نبيله على يدها بحده تهتف بضيق: 
_ بطلي أڪل بجا يا فريده، حرام عليڪي.. جولتلك مية مره بطلي تاڪلي الڪُرنب ني.. هتتعبي إڪده. 



وضعت الطعام من يدها تُردد بحنق: 
_ سديتو نفسي خلاص مش عاوزه أڪل. 



وربعت يدها امام صدرها تُطالعهم بضيق وهي ترى الجميع يتجاهلها لتمر خمس دقائق حتى صاحت بضيق: 
_ يووووه انا جعانه بقا، هاتولي أڪل. 



ضحك الجميع عليها فهي مُنذ بداية الحمل وهي تأڪل بشراهه. 
دخلت ابنتها صاحبة التسع أعوام بعيونها الخضراء مائله للازرق تُشبـه جدتها جميله وهي جميله. 
سُميت تالين.. تلك الصغيره التي تُشبه جدتها بشده. 



تحرڪت للداخل تتهادى بخفه تقترب من والدتها تهتف بهدوء: 
_ ماما حضرتك أڪلتي صح؟!  لان ميعاد الدوا بتاع حضرتك ده ميعاده. 



ربتت فريده على وجنتة ابنتها بحنان من تلك الملاك التي انجبتها تهتف بحنان: 
_ ايوه يا روح ماما... هطلع معاڪي اهو. 



ما ان همت ان تتحرك حتى ڪان صوت الصراخ يشق الارجاء. 



_____________________________
في غرفة جميلة ڪانت تجلس امام تؤاميها بعدما انتهو من تسميع احد سور القرآن التي عڪفت على ان يحفظوها مُنذ ان ڪانُ بعمر الثلاث سنوات. 



ڪانت الفتاتان تُرددان اخر آيات السوره ثم صرختا بحماس وهم يحتضنان بعضهم البعض، لتهتف حور بحماس: 
_ هيييه احنا شاطرين يا سيدرا.. حفظنا تلات اجزاء.. براڤوا علينا. 



رددت توأمتها سيدرا: 
_ ايوا احنا شاطرين اوي مبارك لينا. 



ڪانت جميله تُطالعهم بحنان من صغارها، هتفت بهدوءوهي تصفق بيدها لتجذب انتباه الصغار الذي جلسوا امامها بهدوء، يستمعون لما تقول، فهم بعد ڪل مره يقرأون فيها القرآن تُخبرهم والدتهم بأمر ديني. 



هتفت جميله بهدوء: 
_ احنا دلوقتي في اي يوم من سنه؟! 



نظرت للفتاتان ليصرخوا بحماس: 
_ وقفة العيد..اخر ايام رمضان 




        
          
                
هزت جميله رأسها تبتسم لهم وتهتف بإستحسان: 
_ وبنودع شهر الكرم ونستقبل العيد بفرحه وسعاده لازم نختم رمضان وننهيه نهاية تليق بالشهر الفضيل...لازم نستغل اليوم ده في الدعا ندعي كتير اوي وبحماس كده ونصلي وتطلعوا مع بابا تطلعوا صدقات وتوزعوها على المحتاجين 



ونودعه زي ما رسولنا الكريم كان بيعمل...‏ كان الرسول يودع رمضان بقوله : 



‏اللهُمَّ لا تجعله آخر العهد مِن صيامنا إياه ، فإن جعلته فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا، الحَمدُلله علىَ التمام ، الحَمدُلله علىَ البلاغ الحَمدُلله علىَ الصيام والقيام، اللهُمَّ اجعلنا ممن صام الشهر إيمانًا،و احتسابا وأدرك ليلة القدر ، وفاز بالأجر .") 
فاللهم لا يجعله اخر العهد ولنا لقاء مع رمضان... يلا بقى ندعي ونصلي ومتنسوش التسبيح... عرفتوا هتعملوا اي ياحبايب مامي؟! 



بعدما انتهت من حديثها نظرت للفتاتان اللتان ڪانوا يتابعون بحماس وعقلهم الصغير يضُج بالافڪار التي عزموا غلى تنفيذها حتى يحبهم الله،  ليهزوا رأسهم بحماس، هتفت بحنان: 
_ بناتي الحلوين عرفوا هيعملوا ايه صح؟!. 



هزت الفتاتان رأسهم بحماس وانطلقوا يحتضنوها: 
_ ايوه يا ماما عارفين وربنا هيحبنا صح!. 



هزت رأسها وهي تُلثم وجنتة ڪُلاً منهم بحنان. 



شعرت بيد تحاوطها و قُبله توضع على وجنتيها لتبتسم بسعاده وهي تلتفت لزوجها. 
ڪان ادهم يقف مُنذ البدايه يتابعهم بأعين تلتمع بالرضى من ثمرتة التي تزدهر مره ورا الاخرى. 



التفت له جميله بإبتسامه جميله ونظره تزداد عشق واحترام يوم بعد يوم لهذا الهُمام الذي روض خوفها ومرضها واصبحت اسيرة لجامه العاشق لها. 



هتفت بهدوء وهي ترفع نفسها تطبع قبل على وجنتيه: 
_ صباح النور والياسمين يا حبيبي. 



ابتسم بقلبه قبل عينيه لجنيته الصغيره: 
_ صباح الفل يروحي. 



فك حصار يده من فوق خصرها وانحنى لاميراته يفتح ذراعيه لهم لتنطلق الفتاتان لابيهم يتعلقون في رقبته يُـرددون بسعاده: 
_ بابي وحشتنا خالص اوي. 



قهقه بخفه وهو يضمهم له بقوه يقبل ڪُلاً منهن على وجنتيها يهتف بفخر: 
_ انا مبسوط بيڪم اوي يا حبايب بابي انڪم وفيتوا بالوعد اول ما تميتو سبع سنين حفظتوا تلات اجزاء من القرآن بسرعه، انا مبسوط اوي علشان ڪده انهارده هنخرج نشتري فساتين قمر لاجمل اميرات. 



صرخت الفتاتان بسعاده وتحرڪوا للخارج ليخبروا الجميع بإنجازهم. 



تنهدت براحه وهي تنظر لهم وهتفت بحنان: 
_الولاد ڪبروا يا ادهم. 



ابتسم وهو يغمز لها بمڪر: 
_ بس انتي لسه زي ما انتي... فرسه. 



شهقت بخجل وهي تضع يدها على فمها واحمرت وجنتيها بشده، ليتعالى قهقهاته بقوه: 
_ انتي لسه بتتڪسفي مني بعد العمر ده ڪله،  دا انا ادهم يابت.. العشق يابت... يعني الحب الحب.. الشوق الشوق.. بولبيف بولبيف. 




        
          
                
ضحڪت بقوه وهي تهز رأسه بيأس: 
_مافيش فايده منك يا ادهم... مش ڪده احنا ڪبرنا. 



اقترب منها وهو يحتضنها ويقبل رأسها: 
_ حبيبة قلبي حبي ليڪي ڪل ماده بيڪبر وتڪبري في عينك اڪتر واڪتر. 



نظر في زُرقة عينيها يُردد بعشق: 
_- كاَنَت عَيناها تتألّقان فِي الأعماق كمياهٍ أدفأتها الشَّمسِ. 



ابتسمت بخجل تردد بهمس: 
_ ڪل مره تثبتني بڪلامك مش بعرف ارد. 



ربت عليها وهو يشدد من احتضناها مره اخرى: 
_ عينك يا جميله... عينك بسرح فيها بشوفها ڪأني بشوفها اول مره، بتسحب الڪلام من قلبي.. عينك دي الي دوبتني. 



هربت الڪلمات واصبحت عاجزه امامه، ڪالعاده، اردفت بحنان: 
_ ربنا يديمك سند وامان ليا ياسيد الناس. 



صوت طرقات على الباب وانفتح باب الغرفه ليدخل ابنهم الاڪبر أيهم ذو التسع أعوام يهتف بخوف: 
_بابا.. ماما.. إلحقوا.. يوسف ابن عمتو ورد بيصرخ جامد. 



_____________________ 
عندما سمعت صوت صراخ صغيرها ليسقط قلبها هلعاً وتحرڪت للأعلى بسرعه والجميع خلفها، لتجد رحيم الذي ڪان يهبط بإبنتها وعندما سمع صراخ يوسف التفت يصعد للاعلى بسرعه. 



وصلت الغرفه وجدت رحيم يقف و أمامه يوسف الذي ڪان يقف في رڪن من الغرفه يحتضن نفسه بيده وهو يصرخ بقوه بعد ان حطم الغرفه من حوله يهتف بخوف: 
_ ابعدوا عني... ابعدوا عني... بلاش والنبي ياعمو... ياورد... يامااااماااا.. الحقيني. 



بڪت ورد بقوه وهى تراه في حالته تلك مازال عالقاً في تلك الحادثه، حاولت الاقتراب منه فإبتعد عنها وهو مازال في دوامته السوداء: 
_ ابعد عني ياعمو... ارجع... انا خايف... يا ورد... الحقييييني. 



حاول رحيم الاقتراب منه ليتعالى صراخ الصغير أڪثر وأڪثر ظناً منه انه احد المجرمين الذين يردون الاقتراب منه فتحرك مبتعداً. 



اقتربت منه ورد بسرعه تلتقطه في أحضانها تُشدد عليه وتربت عليه بقوه، تهمس في أذنه بصوت مرتعش: 
_ اهدي يا يوسف... اهدي ياحبيبي... ماما هنا جمبك.. خلاص مشيوا... محدش هيقدر يقرب منك... خلاص ياحبيبي... انا جمبك اهو ومش هسيبك ابداً. 



ڪان الصغير يصرخ داخل احضانها حتى بدأ ينتبه لصوت والدتها، وبدأت تنقشع تلك الغمامه تدريجياً ليسمع اصوات الجميع حوله، والطمأنينه يقتحم قلبه، ليفتح عينيه ويجد الجميع حوله ليتعلق في احضان والدته بقوه حتى سقط مغشي عليه. 



تنهد ورد براحه وهي ترى رحيم يحمله ويضعه في سريره ويجلس جواره. 



تحرك الجميع للخارج وترڪوهم مع يوسف، جلست ورد جواره تربت على خصلاته تهتف بوجع: 
_ انا تعبت يا رحيم... تعبت وانا شايفه يوسف ڪل يوم بيتعذب وبيصرخ... عدى على الحادثه يجي عشر سنين ولسه بيصحي مفزوع ڪل يوم والتاني يصرخ من الخوف. 




        
          
                
رفعت رأسها للأعلى تهتف بحزن: 
_ منهم لله الي ڪانوا السبب، ربنا ينتقم منهم واشوف عدل ربنا بيتحقق فيهم بحق حرقتي على ابني. 



ربت رحيم على يدها يهتف بهدوء: 
_ اهدي ياورد انتي عارفه الدڪتوره قالت اي PTSD يعني إضطراب ما بعد الصدمه الي مر بيه يوم الحادثه مڪانشي سهل ڪانت مرعب لراجل ڪبير، ما بالك بقا بطفل عنده سنتين عانى من ده، والدڪتوره قالت لازم هو يخرج من الحاله دي بنفسه علشان يقدر يعيش، بس يوسف بيعمل العڪس، حابس نفسه في الاوضه دايماً وساڪت ومش بيرضر يتڪلم مع حد، لازم يطلع من الدايره دي ويقعد مع إخواته أڪتر. 



نظرت له بحيره ولا تعلم ماذا تفعل، ربت على يدها يهتف بهدوء: 
_ تعالي ننزل تتحت يالا وسيبيه يصحى براحته، هو لما بيصحى بيبقى ناسي ايه الي حصله، سيبيه يفوق براحته ونتعامل معاه عادي علشان مايحسش بشفقه من حد. 



هزت رأسها بقلة حيله وهبطت معه للاسفل تارڪه يوسف يغط في نوم عميق. 



__________________ 



ڪانت تقف امام الغرفه تختلس النظر للداخل وهي ترى حالته وهو يتحرك هنا وهناك يصرخ ويخشى ان يقترب منه احد، وهي تقف تُتابع ڪل ذلك بخوف. 



انتظرت تلك الصغيره حتى غادر الجميع وأمسڪت بمقبض الباب وتحرڪت للداخل بخطوات هادئه وهي تنظر حولها، حتى اقتربت من سريره وصعدت جواره تنظر له بحزن، مدت ڪفها الصغير ومسحت حبات العرق التي تناثرت على جبهته وهزته برفق تهمس:
_ يوسف اصحي... يالا يا يوسف... ڪفايه نوم. 



جعد حاجبيه بإنزعاج وهو يفتح عينيه يعتاد الضوء ونظر حوله بإستغراب فهو لا يتذڪر متى نام من الاساس، وقبل ان ينخرط في موجة افڪاره اصطدم بوجهها وهي تُطـالعه بسعاده: 
_ صباح الخير يا يوسف... ڪل ده نوم انا قربت ازهق. 



ردظ بدهشه: 
_ تاج انتي بتعملي ايه هنا؟!  وعمو فارس فين. 



نظرت له بضجر وربعت يدها امام صدرها: 
_ هربت منه بإعجوبه اول ما دخل ياخد شور جيت بسرعه ليك، انت وعدتني انك هتجبلي هديه لو نجحت.. وانا نجحت وطلعت الاولى ڪمان... فين هديتي بقا؟!  انا عاوزه هديه ڪبيره اوي اوي اوي. 



ضحك بخفه وهو يتابعها، رفع يده وربت على رأسها: 
_ تاج تأمر ويوسف ينزل، اتفضلي استنيني بره هغير هدومي واجي. 



هزت رأسها بحماس وتحرڪت للخارج مُسرعه وهو يتابعها بهدوء، هبط من السرير و وقف امام خزانة ملابسه ينتقي منها ملابسه وخلال خمس دقائق ڪان يفتح باب الغرفه ويبحث بعينيه عنها حتى وجدها تظهر امامه فجاه تردد بحنق: 
_ ڪل ده تأخير يا يوسف... بابا لو ڪان عدى ڪان علقني انا وانت. 



رفع حاجبيه للاعلى: 
_ يابت انتي معندكيش صبر ليه هاا؟! دول خمس دقايق



تجاهلت حديثه وظلت تنظر له بحماس وتريد القفز من مڪانها، ڪأن هو يتابع ذلك ويعرف انها تريد ان تعرف اي هديه اشتراها لها. 




        
          
                
هتف بهدوء وهو يتحرك مبتعداً عنها: 
_ يالا يا تاجي ننزل انا جعان اوي. 



نظرت له بغيظ وتحرڪت مسرعه خلفه تصرخ بغضب: 
_ انت مستفز.. انا عاوزه الهديه بتاعتي يا يوسف. 



اڪمل طريقه متجاهلها تماماً فلحقت به بغضب. 
في الاسفل ڪان رحيم يجلس وهو يضم تسنيم له وينظر لورد بتسليه، تأففت ورد بضيق: 
_ ما خلاص بقا يارحيم انت هتفضل قافش في البت ڪده. 



لاعب حاجبيه بمڪر: 
_دي حبيبة ابوها ومڪانها في حضني.. 
اخفض بصره لصغيرته يقبل وجنتيها ويدغدها: 
_ صح ياقلب بابا مش انتي حبيبى بابا وبس؟!. 



ضحڪت الصغيره بقوه وقبلت والداها من فمه وضحڪاتها تتعالى وخلفها ضحڪات رحيم ما ان رأى ورد تڪاد تنفجر من الغيره. 



ربتت رجاء على يدها تهتف بهدوء وهي تڪبت ضحڪاتها: 
_ اهدي ياورد.. دي بنتك بردو!.



اشارت ورد لهم بحنق: 
_ شايفين بتغيظني ازاي... هتفرسني البت دي. 



ربتت فريده على يدها بهدوء وانحنت تأخذ الطبق من امامها: 
_ معلشي ياحبيبتي استحملي... الله حلو اوي البيتي فور يا ورد.. رهيب. 



التفت ورد تطالعها ببرود قبل ان تتحدث دنيا: 
_ ادهم معلشي رن على وهيب شوفه فين خرج بالشباب من الصبح ومجاش. 



_ جاين في الطريق.. انا كلمته من شويه... اخد الشباب وداهم التدريب بدري علشان بليل يبقول فاضين للحفله. 



هزت رأسها بإستحسان لتتسائل جميله: 
_ اومال هدير فين؟!  لسه نايمه!!  معقوله!!. 



مصمصت دنيا شفتيها تردد بسخريه: 
_ نايمه اي؟! هدير صاحيه من بدري بتتشقلب في الاوضه وعماله تزين في الاوضه ومشغله اغاني وعايشه حاله حب معاه واخداها وهتقع على بوزها. 



علت قهقهات الجميع لتهتف فريده بحذر: 
_ ما تناولوني طبق من دول انا جُعت اوي. 



نظر لها الجميع بشر لتهتف نبيله بضيق: 
_ يابتي بقا



تحرك ياسين يحاوطها يطبع قبله على وجنتيها ويحاوطها بحنان: 
_ صباح الفل ياروحي. 



ابتسمت بحنان وقبل ان تتحدث ڪان يسحب الصحن من يدها وينظر لها بحده: 
_ هتنفجري مني قريب، انا حاسه انك مش هتنزليلي عيل... دا انتي هتنزلي كحك وبيتي فور وڪُرنب وبشاميل وبيتزا وكريبات وبلا ازرق.... ارحميني يا فريده. 



نظرت له بحده و وزعت بصرها على الجميع تشملهم بنظرات ساخطه، تهتف بشر: 
_ والله هتتحاسبوا على الي بتعملوه فيا... وهشتكيكم واحد واحد يالي ساحبين اللُقمه من بوقي.. يامجوعني انا وابني... حرام عليكم ياعالم ياظالمه... دا انا خسيت في الحمل دا بسببكم... هخلف سخطه ياعالم يا مفتريه... حسبي الله ونعم الوكيل فيكم!. 



وجلست بإنهاك واضح بعد هذا المجهود تسحب الصحن من يدي ياسين مره اخرى وتأڪل بعنف وهي تشملهم بنظرات حارقه. 




        
          
                
وعلى الجانب الاخر ڪان الجميع يطالعها ببلاهه، عن اي طعام هذا؟! تلك التي تأڪل ثمانِ واربعون ساعه في الاربع والعشرون ساعه في اليوم؟!  مخزون البيت الفارغ بسببها وبسبب حملها؟! انها تأڪل وهي نائمه؟!. 



وتعبيرات ياسين التي لا تُفسر.. ڪان يحاول وضع تعبير على وجهه.. اعتقد انها بوادر الاصابه بالشلل؟!. 



_ السلام عليڪم. 
هتف بها يوسف وهو ينظر للجميع بدهشه من الصدمه الباديه على ملامحهم والسڪون الذي يعم المڪان. 



انتبه الجميع له يردوا عليه التحيه بهدوء ويطالعون فريده بيأس، فتحت ورد ذراعيها تهتف بحنان: 
_ تعالى ياروح ورد... صباح الفل والجمال على عيونك يا احلى يوسف. 



ابتسم يوسف بحنان لتلك التي تغدقه بحنانها اڪثر من اولادها، ليقترب منها يُلقي نفسه في احضانها لتضمه بقوه تربت على ظهره بخفه، تحاول بث الطُمأنينه والقوه لهذا الصغير. 



خرج من احضانها وجلس وسط العائله يتحدثون عن الهدايا التي سيقدموها لفارس. 



_____________________________
في السياره ڪان يمسح وجهه بعنف ويتنفس بغيظ ورأسه يمتلئ بالافڪار لقتل هؤلاء العواجيز الصغار 



_ بقولك اي يا عثمان اسمع الكلام ومالكش دعوه بي تولين بنت عمي علشان والله هزعلك. 



قالها ذلك الصغير ذو التسعة اعوام يزن وهووينظر لعثمان ابن عمه رحيم بشرز، جواره اخيه زين يردد ببرود: 
_ شوف يا عثمان انا ماليش دعوه بالامور التافهه دي بس الي يزعل اخويا هفرمه. 



نظر لهم عثمان بضيق وهتف بعند: 
_ لا بقولكم اي محدش يراجعني في كلامي انا مجنون.. تولين بنت الحاج ياسين تخصني والي هيقرب منها هعلقه. 



اكد محمد على ڪلام اخيه وهو يهتف بتحذير: 
_ خلوا بالكم من نفسكم علشان انا حطيتكم في البلاك ليست. 



اقترب زياد وهو ينظر للتؤام بحده ويردد ببرود: 
_ انتو سمعتوا اخواتي قالو اي؟!.. اتقوا شرنا احسنلكم. 



التفت زين لهم يُطالعهم بغضب: 
_ عاوزنها بحر دم قولوا. 



ڪان وهيب يُتابع ڪل ذلك وهو يڪاد ينفجر من الغيظ، اوقف السياره والتفت لهم يطالعهم بضيق وهتف بحده: 
_ في اي يا شوية اشباح مالڪم؟! ابلع ريقك ياخويا انت هو.. هتقوموا تضربوا بعض ولا اي؟! 



هتف زياد ببرود: 
_ شوف ولادك ياعمي علشان حطتهم في دماغي. 



ڪان وهيب ينظر لهم بصدمه وعينيه مفتوحه على وسعها: 
_ انتو مالڪم... في اي انت وهو انتو عارفين انتو عندكم كام سنه للهبل ده؟! انسوا الڪلام ده يا حبيبي انت وهو عيب تتڪلموا في الڪلام ده.. وتولين اختڪم الصغير... هااا؟!  اختڪم 



هم يزن بالرد عليه ليقاطعه وهيب بصرامه: 
_ولا نفس خلصنا... واياك حد يتكلم في الموضوع دي تاني... بدل والله ما اقلب عليڪم. 




        
          
                
طالعه الجميع بتذمر الا ذلك الصغير، هتف وهيب بنفاذ صبر: 
_ وانت يا استاذ زياد هستأذن حضرتك تتعامل معانا احسن من كده شويه بلاش التناكه دي الله يتسرك... انا عمك بردو. 



قلب عينيه بملل دون ان يجيبه، اعتدل وهيب في جلسته وهو يعيد تشغيل السياره مره اخرى لينتبه لهذا الصغير الذي يجلس جواره يحمل كتاب في يده يطالعه بإهتمام، ليتسائل وهيب بإبتسامه: 
_ حبيب عمك يا فهد... طول عمرك شبه هدير احسن حاجه انك مشارڪتش في الخناقه دي. 



رفع الصغير بصره من فوق الڪتاب يهتف بملل: 
_ وانا لي انزل بمستوايا لمستواڪم المبتذل المتدني... انتو بيئه انا مالي؟!. 



القى جملته ببرود تام واعاد نظره للڪتاب تارڪاً عمه يطالعه بدهشه: 
_ مبتذل ومتدني؟! هو مش الواد ده عنده سبع سنين ولا انا بيتهيألي؟!. 



ضرب ڪف بالأخرى وتحرك بالسياره عائداً للمنزل يدعو الله ان يصبره على تلك العائله. 



____________________________ 



ڪانت تقف فوق السلم تحمل احد فروع الزينه بين يدها وصوت طرقات على الباب حتى رمت الفرع من يدها تهتف بضجر: 
_ في اي يا فارس كل شويه رزع رزع رزع.. صدعتني ياخي. 



صدح صوته من خلف الباب يُردد بتذمر: 
_ استسمح روح الويدنج بلانر الي جواڪي وتسمحيلي ادخل اخد دوش مش كده... انتي مقوماني بعماصي يامفتريه. 



نظرت للباب بضيق وهتف بزهق وهي تنحني تلتقط الفرع: 
_ بقولك اي يا فارس انا عاوزه اخلص تزين الاوضه اومال هفاجئك ازاي.. مافصلنيش بليز. 



رفع شفتيه للأعلى يهتف بتشنج: 
_ بليز؟!  الله يرحم جدك ياختي. 



عاود الطرق على الباب بعنف: 
_ افتحي يابت علشان مكسرشي الاوضه على دماغك. 



صرخت بغضب: 
_فارس متعصبنيش بدل والله هولع في الهدايا انا اصلا مجنونه



ضرب الباب بقدمه بعنف يصرخ بها وهو يتوعد لها، لكن سينتظر حتى تفتح الباب. 
اما هي ڪان تغني بإندماج وهي تتحرك هنا وهناك داخل الغرفه تغني: 
_ مخصماك وابعد عني انا مش طيقاااك مخصماااك. 



صرخ بها بغضب وهو يركل الباب بضيق: 
_ عارفه انا هسفلت وشك بالارض بس اشوفك. 



ضحكت بخفه واكملت عملها، اما هو فتحرك لغرفة اخرى يأخذ حمام دافئ يستريح فيه. 



_______________________
دخل المنزل وهو يُلقي السلالم بضجر والشباب يتحركون خلفه بإرهاق، هتفت دنيا بقلق: 
_ مالك يا وهيب في اي؟! في حاجه حصلت ولا اي؟! الولاد بخير؟! 



نظر لها وهو يرفع حاجبيه بإستهزاء: 
_ اطمني عليا انا ياختي مش عليهم؟! محدش هيموتني بدري غيرهم. 



نظر له زياد ببرود: 
_ متقاطعشي بس انت ياعمي. 



نظر له وهيب بصدمه والتفت لاخيه الذي يكبح ابتسامته: 
_ شايف ابنك؟! شايف تربيتك؟! الواد تنح وبارد... نظراته مخيفه... كان هيقتلني مرتين قبل كده. 




        
          
                
نظر رحيم لصغير يهتف بمعاتبه: 
_ زياد احنا مش اتكلمنا قبل كده؟! قولنا نحترم الاكبر مننا ونتكلم بإسلوب كويس؟! اي الطريقه الي بتتكلم بيها مع عمك دي؟! 



قبل ان يجب والده كانت والدته تقبض على اذنه وتهتف بضيق: 
_ يابني انا تعبت معاك؟ مش نحترم نفسنا شويه؟!  انت ڤامبير؟! عاوز تشرب دمنا؟! هو انتو معلين ضغطي لييه؟! 



صرخ محمد وعثمان بضجر: 
_ واحنا مالنا يا ست انتي!! 



صرخت بغيظ:
_ علشان انتو تنحين ومستفزين ياولاد المستفزه. 



كان الجميع يتابع الحوار الدائر بإستمتاع، تحركت تولين تتهادى في مشيتها تحمل احد الملابس في يدها تهتف بهدوء: 
_ ماما؟!  البس دا ولا دا بكره... الاتنين حلوين. 



هتف عثمان ببلاهه: 
_ البسي الازرق لون عنيكي وانا بحب لون عنيكي



لكزته والدته في كتفه بضيق: 
_ اتلم اتلم... ايه... ما تقوم تبوسها احسن. 



نظر له ياسين بحده وقبض على ملابسه وهتف بشر: 
_ بنتي نو.. فاهم... اقعد حمب ابوك علشان محسروش عليك



تأفف بضيق وهتف بحزن مصطنع:
_ كلكم مش بتحبوني وعاوزين تكسروا قلبي وتشوفني بتعذب قدامكم... 



صرخ به وهيب:
_ بس بس بس ياعم فريد الاطرش... اجيب جيتار واعزفلك بقا ونطير شعرك... 



وقف وصرخ في الاطفال بغيظ: 
_ انتو لسه عيال.... في اي يا معاقين ذهنياً انتو... هتجننوني. 



وتركهم وصعد للاعلى بغيظ وخلفه زوجته التي تضحك بقوه
_________________________________ 



دخلت الغرفه خلفه وهي تتنفس بهدوء حتى لا تضحك، التفت لها يُطالعها بغيظ: 
_ اضحكي يا دنيا... اضحكي قبل ما تموتي مني. 



هزت رأسها نافياً واقتربت منه تُربت على كتفه بخفه: 
_هدي حالك يا وهيب مالك بس معصب نفسك ليه؟! 



مد يده يخلع تشيرته وهتف بضيق: 
_ العيال دي فظيعه... دول عواجيز صغيره والله... دول بيتخانقوا على تولين بنت ياسين... دول بيتفقوا على بعض... ينهار ابيض... دول عصابه. 



هتفت بهدوء: 
_سيبهم يا وهيب دول لسه صغيره يعني... مش هنحكم عليهم سيبهم براحتهم.. وانا هتكلم معاهم. 



_ تولين و تاج يفضلوا قدام عيني انا مضمنشي العيال دي. 



ضحكت بخفه لينظر لها بخبث: 
_ الاه هو الجميل محلو ليه انهارده؟! 



لاعبت حاحبيها بمكر: 
_انا طول عمري حلوه بس للي يقدر. 



اقتري منها وطبع قبله على وجنتيها: 
_ كل سنه وانتي طيبه يا دنية حياتي... عيد مبارك ياقلبي وينعاد علينا بالفرح والسعاده. 



ابتسمت له بحنان: 
_ وانت طيب وبخير يا حبيبي... انا جبتلك جلبيه جديده علشان تصلي بيها العيد بكره وجبت لزين ويزن زيك. 




        
          
                
وتحركت مبتعده تجاه الخزانه تُخرج منها الحقيبه وتُعطيها له، مد يده يلتقط العبائه وهتف بإستحسان: 
_ تسلم ايدك ياحبيبتي.. جميله اوي



وضع العبائه جانباً يجلس على السرير يهتف بهدوء: 
_ نخرج بقا نشتري شكولاته وحلويات علشان العيد وهدايا للولاد ونجهز العديات. 



اقتربت منه تحاوط عنقه تهتف بدلال: 
_ طب ودنيا حبيبتك مالهاش نصيب... فين عديتي. 



ابتسم بحنان: 
_ لاء دي هديه وهتعجبك بس مش دلوقتي بليل تكون وصلت. 



ضيقت عينيها بغيظ: 
_ طب مش هتقولي كلام حلو؟! 



هز رأسه نافياً يهتف بهدوء: 
_ كلام حلو اي بس دا وقته دا انا تعبان وصايم اتقي الله. 



التقطت الوساده من جواره ولكمته بها بعنف: 
_ ياشيخ بقا اتقي الله نفسي اخلص عليك.... نام ياوهيب نامت عليك حيطه... متزعلشي بقا لما ابص بره. 



تعالت قهقهاته بقوه: 
_ بت يا دنيا... استني يابت.. طب بحبك. 



هتفت بضجر:
_ لاء خلاص بطلناها الشغلانه دي... نام ياوهيب وخاف على نفسك. 



نظر لأثرها ببلاهه: 
_ مجنونه وتعملها... يلا انام بس واصحي اصلحها جامد اوي. 



_________________________ 



كان يمسك يدها ويساعدها على الجلوس برفق يهتف بحنان: 
_ براحه ياحبيبتي... انتي تعبتي نفسك انهارده... قولتلك متنزليش من الاوضه. 



هتفت بإرهاق: 
_ اعمل اي بس يا ياسين.. انا تعبت من قعدة السرير.. بحس رجلي بتورم اكتر من القاعده.. قولت انزل معاهم شويه.. مش كفايه مصومتش. 



هتفت جملتها الاخيره بتذمر، ليتحرك يجلس جوارها وهو يدلك كتفها برفق: 
_ ياحبيبتي مش الدكتور سمحلك انك تفطري وقالك متصوميش علشان غلط عليكي؟! وانتي بردو عملتي الي في دماغك وكنتي بتصومي لحد اما تعبتي واتحجزتي في المستشفى. 



_ مهو انا مبحبش افطر في رمضان دا هو شهر في السنه، ومحدش ضامن عمره اذا كنت هعيش لرمضان الجاي ولا لاء! 



تأفف ياسين بغضب وتحرك مبتعداً يُردد بحده: 
_ يووه يافريده؟!  انتي ما بتزهقيش من الكلام ده؟! مش قولتلك مية مره متحبيش السيره دي على لسانك ولا انتي بتحبي تعصبيني وخلاص؟! 



اقتربت منه تهتف بإبتسامه هادئه: 
_ يا ياسين ياحبيبي دا نقدر ومكتوب..... وبعدين المزت مش شر... لو مطلعتش اوعى تتجوز عليا. 



نظر لها بضياع والدموع بدأ تتجمع في عينيه، وفكرة فقدانها تضرب رأسه بشده، لتفرد ذراعيها تسحبه لاحضانها ليتشبث بها كالغريق، وهي تربت على ظهره بخفه، هتف بخوف: 
_ اوعي يافريده تعمليها... اوعي تسيبيتي اوعي اموت وراكي... اوعي تسيبيني انا وتولين.. احنا مالناش غيرك. 




        
          
                
شددت من احضانه: 
_ ادعيلي دايماً يا ياسين... 



بدل الادوار وحاوطها هو يحاول بثها الامان وهي تتعلق به بخوف. 



_________________________



حل المساء وكان الجميع يجلس على طاولة الافطار ينتظرون آذان المغرب كلاً منهم مُنشغل بالدُعاء يودعون الشهر الفضيل بحزن لفراقه وسعاده لاستقبال العيد. 



على النصف الاخر من الطاوله كان الصراع الدائم على أميرات العائله



كان تاج تحتل مكانتها بين يوسف الذي ينظر لزين بغضب: 
_ لم نفسك يازين مش هتفوق عليا. 



ابتسم زين بخبث: 
_ لي بس ياجو انا معملتش حاجه. 



ضرب يوسف بيده على الطاوله بخفه وعينيه مثبته على الجميع حتى لاينتبه له احد واعاد ببصره لزين يهمس بحده: 
_مش انا الي تلعب معاه يازين علشان انت عارف زعلى وحش. 



ربت زياد على كتف زين يهتف ببرود:
_ هو انت لي يابن عمي مصمم اني اعملك عاهه؟!  ها؟!  ماتتهد شويه بقا واعقل. 



لاعب وين حاجبيه بمكر: 
_ مقدرش دا انا اتحرق لو محرقتش دمكم. 



شاركه توأمه يردد بمشاكسه: 
_ يا اعداء الفرحه عاوزين اي دا انا عملكم مفاجأه جامده. 



نظر له الجميع بشر ليردد بسرعه وخوف: 
_ لاء متقلقوش انا مش مستغني عن روحي. 



هتف أيهم بتحذير: 
_ عارف يا يزن لو عملت حاجه زي العيد الي فات.. محدش هينزلك من على الشجره وهتفضل متعلق عليها للصبح انا بعرفك. 



هز رأسه بخوف والجميع يراقبه بإستمتاع وترقب لاحدى مفاجأته المجنونه. 



قبضت على ذراعه تهتف بهمس وحماس: 
_ جو جبتلي الهديه بتاعتي؟ 



ابتسم يوسف بحنان وهو يهتف بتأڪيد: 
_ هو جو بينسى حاجه خاصه بتاجه.. هديتك جاهزه 



ابتسمت بحماس: 
_ انت احسن جو في الدنيا. 



_ وانتَ تاج اليوسف. 



_____________________



في صباح اول ايام عيد الفطر واصوات التڪبيرات تملئ المكان والبهجه تغزو الاجواء والجميع بدأ في الاستيقاظ استعداداً للصلاه وهم يهللون ويكبرون بسعادة 



تسحب هو بهدوء وهو ينظر حوله خوفاً من خروج احد اعمامه حتى وصل للغرفه الذي يبيت فيها مع أشقائه وابناء اعمامه في ليلة كل مناسبه. 



تحرك لداخل الغرفه وتسحب حتى وقف بينهم ونظر حوله وجدهم ينامون بعمق ليضحك ضحكه ظن انها شريره ولكنها كانت اسخف ضحكه لشرير. 



مد يده في جيبه يخرج علبة المفرقعات في يده و وضعها بينهم وقام بإشعالها وتحرك للخارج بسرعه وهو يغلق الباب ويضحك بقوه. 




        
          
                
واذا بأصوات المفرقعات تعلو في المڪلن بصوت عالي ليستيقظ الشباب بخوف وفزع وهم يصرخون ويلتفون حول انفسهم. 



تحرك عثمان يقبض على الباب يحاول فتحه ولكن يزن كان يقبض غلى الباب بقوه. 



صرخ محمد بخوف: 
_ في اي هنموت... هنموت يازياد... هموت قبل ما اعيد... هموت شحاات... يالهوووي يامااا. 



كان ايهم ينظر للباب بغضب وهو يتوعد بداخله للفاعل.. حتى صرخ زياد بغضب: 
_ ييزززن!!! 



نظر لهم زين بخوف: 
_ هتوحشني اوي ياخوي.. الله يرحمك كنت اهبل. 



اما في الخارج كان يزن يبتسم بخبث وهو مستمتع باصوات الصرخات والمفرقعات... حتى سمع صوت صراخ قادم من غرفة عمه ليلطم على وجنته بخوف: 
_ قتلت مرات عمك يا يزن... هيموتك.. دول عيله بتاكل لحم البني ادم... يعني مش هتسمي عليك... اه ياحوستي السوده يانا ياماا. 



وترك الباب وتحرك لغرفة عمه ياسين بسرعه وخوف... اندفع الجميع خارج الغرف... 
توقف رحيم بصدمه وهو يتحرك لغرفة الشباب يردد بخوف: 
_ في لي انتو كويسين؟!  اي الدخان ده 



هتف زياد بشر: 
_ مافيش حاجه يابابا دا يزن كان بيعيد علينا 



وقبل ان يستفهم احد عما حدث كانت صوت صراخ فريده يتعالى مره اخرى لتُسارع ورد للغرفه وهي تُردد بخوف: 
_ استرها يارب.. دي فريده شكلها بتولد. 



تحركت للغرفه ولحقت بها جميله... اقتربت ورد من اختها بقلق:
_ اهدي يافريده اهدي ياحبيبتي هتبقي كويسه. 



رددت فريده بنفس منقطع والم يعصف بعظامها يكاد يقتلها: 
_ مش قادره ياورد... روحي بتروح مني الحقيني. 



هتفت جميله بخوف: 
_ دي ولاده ياورد... قولي لادهم يجهز العربيه لازم تطلع على المستشفى. 



انحنى ياسين الذي كان يمسك بيدها يربت عليها وهو يكاد يموت رعبا عليها.. 
عندما هم بحملها صرخت بوجع شديد: 
_ نزلني... نزلني يا ياسين مش قادره... اااااه... الحقوني 



هتفت ورد بجديه: 
_ مش هنلحق نروح المستشفى احنا هنعرف نسعفها يا جميله... ياسين اطلع بره وخلى دنيا تسخن مايه وتيجي 



هز رأسه بخوف وتحرك للخارج ليستقبله اخوته بلهفه: 
_ في اي يا ياسين.. فريد كويسه؟! 



هتف ياسين يبخوف: 
_ ادعولها.. ورد وجميله معاها جوه... بيقولوا هتولد. 



ربت رحيم على كتف يهتف بمواساه: 
_ متقلقشي ان شاء الله خير وهتقوم بالسلامه هي والي في بطنها 



اقتربت منه سيدرا وحور..هتفت سيدرا: 
_ متقلقش ياعمو... خالتو فريده هتقوم بالسلامه ان شاء الله انا عارفه ان ربنا بيستجيب دعائي. 



هزت حور رأسها بتأڪيد: 
_ ايوه يا عمو... انت بس غمض عينك وحط ايدك على قلبك وادعي ربنا اول ماتفتح عينك هتلاقي خالتو هي والنونو قاموا بالسلامه 




        
          
                
نظر لهم بتأثر وانحنى يضمهم لاحضانه بقوه.. ربت ادهم على رأس صغاره: 
_ حبايب بابا... ربنا يباركلي فيكم. 




عند الشباب اقترب ايهم من يزن وهو يقبض على ملابسه ويسحبه للخارج دون كلمه والجميع يضحك بقوه على يزن وهو يصرخ بغيظ. 



بعد ساعه خرجت جميله من الغرفه وهي تحمل الصغير وتهتف بسعاده: 
_ مبارك يا ياسين ولد زي القمر. 



ابتسم الجميع بسعاده وبدأوا يهنئوا ياسين... اقترب منها يتسأل بلهفه وخوف: 
_ وفريده؟ هي كويسه صح؟! 



هزت رأسها بتأكيد وتحرك للداخل بلهفه... اقترب ادهم منها يحاوطها ويقبل قمة رأسها: 
_ حبيبي الدكتوره الشاطره... انا فخور بيكي. 



ابتسمت بسعاده: 
_ كل سنه وانت بخير يابو العيال.. عيد مبارك. 



_ وانتي طيبه يا جميلة الاميرات 
وانحنى يطبع قبل على وجنة الصغير يهتف بمشاكسه: 
_ مش نفسك في بيبي زيه؟! 



صرخت بهلع وهي تعطي الصغير لدنيا: 
_ لا ياخويا انا بصمت بالعشره كفايه كده انا لسه صغيره 



وتحركت مبتعده وهو خلفه يضحك عليها 



اقترب فارس من هدير يهتف بمشاكسه: 
_ بما اني اخدت هديتي بمناسبة اني اترقيت... تعالي احكيلك اخر مهمه على السريع كده 



ضربته في كتفه بغيظ: 
_ قلة ادب... كده كتير اوڤر... اتقوا الله بقا... روح صلي العيد ياشيخ فارس 



نظر لاثرها ببلاهه: 
_لاء البت دي بتبوظ مع الاستخدام... لازم ابدلها واشوفلي نوع تاني الي هو الاشقر الحلو ده



وقبل ان يكمل تخيلاته مع نفسه وجد يوسف يقترب من ابنته ليصرخ به بغضب... لينظر يوسف له بخوف ويركض للاسفل وهو خلفه يصرخ بابنته: 
_ انا مش قولتلك مالكيش دعوه بالواد ده؟! 



هتفت بغيظ:
_ ميحضنيش ويقولي كل سنه وانتي طيبه... يا ظالمه. 



توقف مكانه ينظر لها بصدمه ليصرخ بغضب، ليسمع يوسف يهتف من وراء العمود: 
_ هدي حابك ياحمايا ليطقلك عرق... لسه عاوزينك كام سنه وبعدها اتكل. 



سبه بغضب وتحرك يركض خلفه وهو يتوعدله. 



في داخل غرفة ياسين كان يجلس جوارها يقبل رأسها من حين لاخر يتأكد من سلامتها: 
_ حمد لله على سلامتك يانور عيني 



هتفت بوهن: 
_ الله يسلمك ياحبيبي... شوفت ابننا 



ابتسم بحنان: 
_ اه ياحبيبتي شوفته.. ماشاء الله ربنا يحفظه لينا 



هتف رحيم بهدوء وهو يحمل الصغير: 
_ هتسميه اي بقا



هتف ياسين وفريده سوياً: 
_عابد ان شاء الله



اومأ رحيم بإستحسان: 
_ نورت عيلتنا ياعابد باشا الحُسيني 



التفت لورد التي تتابعه بسعاده وهتف براحه: 
_تعرفي من يوم مادخلتي على حياتي وانتي مليتها بالورد بالورد... وخليتي رحيم الحُسيني يدوب في هواكي... ورزقتيه بأجمل اربع هدايا وكملتي حياته... عاوز اقولك انك اجمل نعمه من ربنا ليا ياوردي. 



كانت تحلق في السماء من فرط سعادتها.. تحركت تقف جوارها تهتف بعشق: 
_ كده نهاية الحدوته طلعت حلوه والدار امان... بحبك يارحيم



سند برأسه على ࢪاسها يتنهد براحه: 
_ بحبك ياورد. 



_________________



وكده نقول الحمد لله نهاية رحلتنا مع عيلة الحُسيني اتمنى تكونوا انبسطتوا بيها ومتعتكم وسرحتوا معاها
متنسوش بقا تقولولي رأيكم في الروايه🥹♥

 
        


google-playkhamsatmostaqltradent