Ads by Google X

رواية رقه و شده الفصل العاشر 10 - بقلم زينب سمير

الصفحة الرئيسية

 رواية رقه و شده الفصل العاشر 10 - بقلم زينب سمير 

10..

فتحت مربية إياد كالعادة الباب وفي إيديها إياد وحاجته، أخده منها يحضنه وبتسأل- رقـة جوه؟
بصت المربية وراها ورجعت تبصله- أه بس..
شاورلها تسكت ودخل، أخدت المربية إياد مرة تانية وأختفت..
دخل لقاها قاعدة في البلكونة وعيونها على الشارع تحت تحديدًا عربيته، قبل ما تنكمش ملامحها فجأة وتلف راسها تبصله
أبتسم، لسة بتحس بوجوده زي زمان
رددت اسمه بدهشـة- صهيب! 
قعد على كرسي قدامها بكل راحة- وحشتيني، بقالي أسبوعين مش عارف أشوفك
أتنهدت بإرهاق و- صهيب لو جاي علشان تقول وتعيد في نفس كلام كل مرة ياريت تأجلها المرة دي أنا تعبانة ومفيش حيل أجادل
القلق ظهر في عيونه وبلهفة- تعبانة لية؟ عندك أية؟ تحبي أتصل بدكتور
نفت بسرعة و- مفيش داعي دا أرهاق عادي.. كمان ملكش دعوة بيـا أصلًا
كتم ضيقه من كل محاولاتها إنها تقطع أي روابط بينهم، وأي مشاعر
قام من غير كلام وقرب منها لحد ما وقف وراها مـد إيده يحطها على راسها بدأ يدلكها 
- شكله كان يوم طويل
من غير ما تحس بدأت تتآوه براحة وتخليه يكمل، فكرها بأيام زمان لما كان بيعمل نفس الحركة في كل يوم، لأنه بالنسباله كل أيامها مرهقة ومتعبة
- في حاجة تانية بعيد عن أرهاق الشغل، في أية؟
بصت قدامها ومتكلمتش، 
- أهلك نازلين؟
سكوتها أثبت صحة كلامه، راجعين من دبـي، لأي إن كانت المدة لكنه عارف تمامًا إنها هتكون تحت ضغط طول الفترة دي
- خايفة يطلبوا مني أروح معاهم دبـي، المرة دي مش هلاقي حجج، هما اللي معاهم أسباب مقنعة هيقولوا طلاق ومش طلاق وبقيتي لوحدك، وهناك أحسن علشان إياد
كان بيسمعها وبيكتم ضيقه، مش لاقي سبب يعبر بيـه عن رفضه القاطع للفكرة
لحد ما نطقت اسم إياد، فبسرعة- أنا مقدرش أسمحلك تبعدي بابني يارقـة، دا مكنش أتفاقنا
بصتله بلوم، هي في عالم وهو في عالم
وهو كان كل قصده بس إنه يخليها جنبه، حتى لو حجته إتفاق وهمي بينه وبينها
مش مهم الوسيلة، المهم الغاية!
إنتبه لنظرتها، فهم علتهم اللي لسة بيقول عايز يحلها فوضح بسرعة- مكنش أتفاقنا إنك تقطعي بينا كل الوصل كدا، أنا مستحمل فكرة إننا مطلقين لأننا لسة مع بعض في نفس البلد، كل أسبوع بأجي بحجة أخد إياد علشان أشوفك، أي لحظة ممكن الباب المقفول يبقى موارب بينا، لكن لو مشيتي كل أمنياتي دي هتتحول لكابوس
متسافريش لدبـي يارقـة، أرجوكِ
هزت كتفها بجهل، بقلة حيلة
مبقاش عندها حيل حتى تقول 'لا' قدام أهلها مرة تانية
- مش هقدر أقف في وشهم المرة دي، أخر مرة لما أصّريت أتجوزك، قالولي هتندمي، وأنا مسمعتش ليهم، أنت مش متخيل كمية الشماتة اللي أخدتها منهم بسببك، كمية الكلام اللي أتقالي، إني أخطأت الأختيار..
ظهر الندم في عيونه
كان عارف، أزاي في لحظة نسي هي ضحت بقد أية علشانه، 
مسك إيدها بسرعة وبلهفة- أديني فرصة تانية، وأنا أوعدك المرة دي مش هخليكي تندمي، أرجعيلي يارقـة
بعدت إيدها عنه بسرعة، قامت تقف و- محدش بيقع في نفس الغلط مرتين، وأنت أكبر غلطة أنا غلطتها ياصهيب
****
بعد يومين، دخل عمار عليه و- زي ما طلبت مني عرفتلك عيلة الجّمال هيتجموا فين إنهاردة، مطعم*** الساعة تسعة، المطعم محجوز كله كالعادة بس أنا أتصرفت
شكره وهو بيبص لاسم المطعم بشرود، يمكن دي تكون أول فرصة يقرب فيها من رقـة تاني
إنه يكون معاها في أوقاتها الصعبة زي ما دايمًا كانت معاه،

الساعة تسعة، في مطعم فخم، دخلت رقـة ومعاها إياد إتقدمت من تربيزة قاعد فيها راجل وسـت في منتهى الشياكة باين عليهم نوع من القوة والقسـوة، وشـاب وبنت أصغر شبههم شوية، والبنت قاعد جنبها راجل ومعاهم طفلة، أخدت نفس عميق قبل ما تحس باللي وقف جنبها، بصت جنبها قبل ما توسع عيونها بتعجب
وبهمس- صهيب، أنت بتعمل أية هنا؟
أخد منها إياد يشيله و- جاي أسلم على حمايا وحماتي
بصتله برفعة حاجب وقبل ما تعترض قال- أية؟ متنسيش إن العدة لسة مخلصتش وأنتِ يعتبر لسة مراتي
- وأنت من أمتى بتحب حماتك وحماك!
حط إيده على وسطها يحركها لقدام و- من دلوقتي، أسكتي بقى وأمشي
قربوا يسلموا عليهم بعد كدا كلهم قعدوا سـوا، بص أبوها ليها ولصهيب و- أخر الأخبار عندي إنك متطلقين، أية اللي جايبك هنا؟
- حضرتك عارف شهور العدة دي موجودة علشان نحاول نصلح فيها اللي أتكسر وندي فيها بعض فرصة، وأنا ورقـة بنحاول نستغل المـدة دي كويس
- رقـة مش هترجعلك، الجوازة دي من أولها غلط في غلط، بس هي عندية وركبت دماغها كعادتها وأدي النتيجة.. لو بس تسمعي كلامنا مرة واحدة
وشغلك، بخصوص الشراكة اللي بينا وبين الشاذلي، لسة مش عارفة تتكلمي معاهم
- شروطهم صعبة و..
زعق فيها- مش عايز أعذار
حس صهيب برعشـة جسمها فمد إيده يمسك إيدها يربت عليها، وإيده التانية ضمها بغل
- ورق الشراكة دا يتمضي عليه يا أما.
تدخل صهيب بسخرية- يا أما أية؟ هتهددها بأنك هتعزلها من مكانها؟ وهتخلي مين مكانها؟ حضرتك؟ ولا حضرته؟
بص لأخوها..
و- لا مين بالظبط؟
بص لكل اللي في الترابيزة قبل ما يكمل بنبرة أقوى- كلكم عارفين قبل رقـة.. أن شركات الجّمال رقـة وبس اللي موقفاها على رجليها، وفي فرق كبير بين شركات هنا اللي بتديرها وشركاتك اللي في دبـي علشان كدا عايز تاخدها عندك علشان توقفلك شغلك على رجله بعد ما ابنك وجوز بنتك خربولك الدنيا
ولكن حضرتك بدل ما تطلب دا منها بأدب.. جاي كمان تهدد فيها وتزعقلها، الشاذلي دي شركة مكانتش تتجرأ تقول لرقـة لا، بس بسبب أفعالك معاها في أخر مشروع هي رافضة إنها تكرر الشراكة تاني
الغلطة غلطتك وأنت اللي مطالب بحلها
مش رقـة نهائي..
بصتله رقـة بدهشـة، منين عرف كل المعلومات دي، من أمتى مهتم؟
- أنت جاي هنا تهددني؟ وبأي صفة!
حط إيده على كتفها يحاوطها و- بأني لسة في مقام جوزها، وإنها أم ابني..
شاورلها تقوم و- كملوا عشاكم، بالهنا والشفا لكن أحنا مضطرين نمشي
أبوها- رقـة أنتي راضية باللي بيعمله الأستاذ دا؟ هتكوني قد رد الفعل اللي هتحصل بسبب كلامه؟
بصت لصهيب ورجعت تبص لبابها، أزاي كل الكلام دا مفرقش معاه، لسة بس مصّر إنه الأقوى
- هتهددني كالعادة إنك تسحب مني منصبي؟ ياريت، أعملها، بس أنت مش هتقدر ياجمال بيـه
أبتسمت له ببرود لأول مرة، وهي بتتكلم..
لية هتخاف تاني؟ ومن أية؟
كدا كدا عمالة تخسر، مهيجراش حاجة لو خسرت المرة دي كمان
****
خرجوا من المطعم فبسرعة بعدته و- أنت أية اللي جابك، وأية خلاك تقول اللي قولته دا أنت عارف أنت عملت أية، هتخسرني أية
قرب منها يحاوط كتفها و- مكنتش عايز أسيبك لوحدك معاهم
صرخت فيه- ما أنت كل مرة كنت بتسيبني لوحدي، أشبعنا المرة دي
- أكتشفت غلطي، مكنتش بقدر أشوفك وسطهم دايمًا على أعصابك ومشـدودة فمكنتش بحضر، غلطتي.. كان لازم أضمن راحتك أنتي، أبعدك أنتي عنهم ولو منجحتش أفضل جنبك..
غلطتي وكنت بحاول أصلحها
- بعد ما فات الآوان، لو فاكر كل اللي بتعمله دا هيغير حاحة تبقى بتحلم، أحنا خلاص ياصهيب أنتهينا
- مش لازم نرجع، بس سيبيني أكون معاكي، زي ما كنتي دايمًا واقفة معايا
بتوهان- بابا عَندي، ممكن يسحب المنصب مني فعلًا، عناده ممكن يخليه يعمل أي حاجة، لية بس أتكلمت لية
- علشان لازم يعرفوا قيمتك الحقيقية، متقلقيش لو عمل كدا فعلًا أبواب شركتي مفتوحالك، أنتي عارفة إني أصلًا مش اللي ماسكها علشان مش فاضي وعمار مبقاش بيقدر يتابع فيها زي الأول لأنه دايمًا معايا، همسكك الإدارة، هكتب كل حاجة باسمك، هسيبك تعملي فيها اللي أنتي عايزاه لو عايزة تقفليها أقفليها، تغيري نشاطها.. 
هجيب العالم كله تحت رجلك، هخليكِ تكبري وتكَبري شغلك أكتر من مجموعة الجّمال نفسها
بس متفكريش تنحني لأهلك تاني، تسكتيلهم لأنك مفكرة ملكيش حد يدافع عنك
أنا مش هسمحلك تعملي كدا

بيقول كل الكلام اللي ياما أتمنت تسمعه، حتى لو من غير فعل، ياما أتمنت وقفته دي معاها، حد يطمنها، يقف جنبها، يقدر خوفها، رقـة الجّمال اللي مكنتش بتحس إن ليها قيمة غير من خلال الشغل بسبب كلام أهلها فمكانتش بتحاول تعمل حاجة غير إنها تكبر فيه
جـه حد دلوقتي أخيرًا يقولها إنها ليها قيمة عنده، حاببها زي ما هي، عنده أستعداد يقلب العالم على آسره علشانها
جـه صهيب أخيرًا
بس بعد أية!

- مش عايزة حاجة منك، مش عايزة حاجة من حد بس سيبوني في حالي، أرجوكم
صرخت وهي بتمشي بعيد عنه وهو بيبصلها بتنهيدة عميقة، لسة الطريق طويل
بس هيقطعه
****
'شجار يجمع بين صهيب فاروق وطليقته رقـة الجّمال، حيث شُهدوا بالأمس بملامح محتدة ونبرات صوت عالية يتشاجرون أمام إحدى المطاعم و..'

رمـى المجلة بعنف على التربيزة قدامه و- هي كانت ناقصة الحكاية
- لأن أسباب طلاقكم مجهولة لدلوقتي الكل بدأ يطلع تفسيرات من دماغه و..
- وهما مالهم، نزل بيان إن أي موقع أو جريدة هتنزل أي إشاعات بعد كدا هنرفع عليها قضية، وأي تدخل في حياتنا الخاصة مش هسكت عليه، هما أخرهم شغلي.. شغلي وبس
- ماشي بس أنت بعد كدا خد بالك
مرر إيده على شعره كام مرة بضيق و- متعرفش الأجواء عند رقـة أية؟
عمار بجهل مصطنع- وأنا هعرف منين بس
بصله برفعة حاحب و- فعلًا أنت هتعرف منين، هتعرف زي ما عرفتلي أمبارح فين مكان العشا، وعرفتلي قبلها أمتى أهل رقـة جم، وعرفتلي إنهاردة إنهم مسافرين خلاص وأبوها معملش حاجة و..
خلص بقى وقولي درة قالت أية
عمار بحرج- أوعى تقول لرقـة إن درة بتعرفني حاجة دي ممكن تموتها، ودرة بتعمل كدا لما حكتلها كل حاجة وعرفتها إنك عرفت غلطك وعايز ترجع رقـة
هز راسه بتفهم و- متقلقش
- درة بتقول إنها مهتمتش بالأخبار، ولا حتى بأن باباها رجع في كلامه..
****
خبط على باب مكتبها و- أدخلي يادرة
أتفتح الباب ودخل صهيب أتنهدت و- أنت كل شوية هتنطلي هنا، عايز أية المرة دي ياصهيب
- عايز تدينا فرصة نتكلم شوية
- هنتكلم نقول أية؟ هتفضل تقولي إني ملكك.. ملكك، ومليش مفر منك، وإن طلاقنا دا ولا هز فيك شعرة وهترجعني قبل العدة ما تخلص، عمومًا مستني إية أقل من أسبوع والعدة هتخلص، رجعني، ولا مستني قبلها بساعة علشان اللعبة تزيد متعة!

كلام غبي، 
هو كله غبي،

- رقـة أنا
رفعت صباعها بتحذير و- إياك تقول مكنتش تقصد، أنت كنت قاصد كل حرف قولته، الكلام دا عبارة عنك، دي شخصيتك، وأفكارك، متحاولش تنفي
- مش هنفي، بس.. التعبيرات خانتني، مش دا كان قصدي
نفت براسها و- مش مصدقالك، أنت فعلًا كنت شايفني حاحة بتملكها، لعبة عجباك وحاببها، كل تصرفاتك من أول يوم جواز بتثبت دا، حاجة عايز تشكلها على مزاجك، تحركها لفين ما يجي بالك
نفى براسه و- مكنش دا قصدي أبدًا، كنت بعمل كدا علشان.. علشان أسباب تانية، أنا كنت عايزك تكوني معايا في كل مكان علشان حابب وجودك جنبي، كنت بتحكم في - بعض - تصرفاتك علشان كنت عايز أريحك
- تريحني! كنت بتزيد تعبي
- مكنتش فاهم دا، فكرتك فاهمة أنا بعمل أية
- هفهم منين وأنت كل حاجة كنت بتأمرها أمر
- دا اللي بعتذر منه، طريقتي كانت غلط، تصرفاتي كانت غلط، كنت بقصد بيها حاجة بس بتوصلك حاجة تانية

أزاي في لحظة عايز يفهمها إنها غلط؟ بقالها أربع سنين بتترجم تصرفاته غلط؟ عايز يمحي أربع سنين قضتها في عذاب وتعب وأفكار متلخبطة ملهاش نهاية
بعذر حتى لو كان حقيقي!
عايز كلمة أسف تمحي كل جراحها؟ 
يبقى بيحلم
- قولت اللي عندك وأنا سمعته، بس أنا لسة عند قراري مفيش حاجة أتغيرت، إنسى إننا نرجع ياصهيب

وخرج خالي الوفاض.. 
كالعادة

بعد تلت أيام، بص على تاريخ اليوم قبل ما يمشي وهو بيزفر بإحباط، يوم.. ساعات وبس وتنتهي العـدة
وتنقص فرصه للنص

  •تابع الفصل التالي "رواية رقه و شده" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent