رواية عقاب ابن الباديه الفصل الثاني عشر 12 - بقلم ريناد يوسف
عقاب الفصل الثاني عشر
مر يومان وفي اليوم الثالث اقترب قصير من الاولاد وامر احدهم:
- ياولد خد حدا معك واطلعو جيبولي ملكة الأفاعي بس ماتكون عفيه وعجوز ودي وحده صغيرونه توا سمها جديد مو واجد بيها سم.
رابح:
-راح تحوي من ياعم؟
-راح نحوي هلال ورجوة يارابح حان الوقت، تعرف احنا بصحرا والحناشة والعقارب هايمة في كل شبر وكل ساعه في احتمال ان حدا منهم ينلدغ، ودي احويهم ليطمن قليبي.
إنتفض سالم فور ان سمع أنه سيحوي رجوة.، فهي صغيرة وهو لا يتحمل ان تتألم وقال له:
-اتركلي رجوه ياعمي انا بحويها.
قصير:
-وليش انت تحويها؟
-لان رجوه رجيجه ماتتحمل وانت قاسي ومو بعيده تزيد اعليها السم تموتها.
-سم يسمك قليل الحيا،
وبعدين لا ماتخاف البنيات اعمارهن طويله مايموتن.
- مو قصدي نغضبك ياعمي بس انا عارف رجوه تخاف منك وبلكي تكرهك
فياليتك تعطيني مهمة حوي رجوة
قصير:
- احويها وماتوجع راسي انا ماناقصني وجيج.. ابدي معها من اليوم بس تيجي الحيه
سالم: لا راح ابدي من غدوه وراح ابديها بعقرب موش بحيه، اترك امر الحوي ليا واشقى انت بهلال.
وغادر مع رابح وآدم وهم. يسوقون الاغنام للمرعى، وقبل ان يغادرون الخيام كانت رجوة ذات الست سنوات تنادي عليهم وتلحقهم.
إقتربت منهم وأمسكت بيد سالم وأخذت تطوح بها بسعادة وهي تغني، فنظر لها هو وقد انتفض قلبه لفكرة انه سيأذيها بيده، فازدرد لعابه بصعوبة فلاحظ ذلك رابح حالته وقال له:
- اتركها لبوها قلبك رجيج اعليها ماراح تتحمل ولا راح تعرف، ولا راح تحويها زين. ولو ما حويتها عمك بيقطع راسك
سالم:
-بوها مايحبها ويجوز يأذيها، وقتها ويش اسوي انا؟
رابح:
- ولا تسوي شي اخذت الشر وراحات.
نظر اليه سالم بغضب فضحك رابح ولكز آدم بكوعه وهو يهمس له:
- شفتلي اللي مرمرة العشق كيف يكون شكله ياعقاب؟
آدم:
-- اتركه يارابح خوي يغوا ويعشق براحته، وبعدين بنت عمه هو ماعشق غريبه..ولو عالعشق الكل عاشق وغاوي من ساسة لراسة، تحب نقول ولا نخلي الطابق مستور؟
وضع رابح يده علي فم آدم وهو يهمس له:
- صكر فمك بتفضحنا الله يفضح سرك سوق الشواهي سوق انا الغلطان دايرك راجل ونعاطي فيك سري .
انتهى اليوم وعاد الأربعة في نهايته، وتفرقوا كل على مكان، سالم ذهب لخيمة ابويه ورابح ايضاً، أما آدم فرأته يدلف إلى مبناه الغريب، والذي ينتابها فضول دائم لإكتشاف ماخلف بابه،
فتلفتت حولها وتسحبت رغم انها تعلم جيداً انه منطقة محظورة على جميع اهل البادية، وكانه عالم خاص به هو فقط، وفضلولها الطفولي أبي الا تلقي نظرة على هذا العالم وتكتشف مافيه.. ولحسن حظها وجدت الباب مفتوحاً قليلاً، فقامت بدفعه بروية فاصدر الباب صريراً جعل آدم ينتبه لها، فضم حاجبيه ونهرها بغضب وهو يقول لها:
-رجوه ايش جيبك هنا ردي خيمتكم هيا
رجوه:
-ارجى بس اريد اشوف مرة، بس مرة ايش هانا..انهت جملتها وفتحت الباب اكثر ومدت قدمها للداخل في محاولة منها لعبور الباب الذي يفصلها عن عالمه الغريب..
آدم بعصبية:
- رجوة قلتلك وخري وما تتقدمي خطوة للداخل وارجعي خيمتكم، نريدش وجيج..
فخليك بنت زوينة وحلوة واسمعي كلامي وروحي.
لم تستمع له ودخلت على اية حال.. وهي تضحك له كي تخلصه من الجدية التي يتحدث معها بها، فهي معتادة ان يتبسم لها الجميع إن ضحكت وينسون سبب الغضب أو الإعتراض وتفتح لها ضحكتها البريئة كل الابواب الموصدة، وحتماً ستأتي بثمارها المعتادة هذه المرة ايضاً.
فنظر لها بنفاذ صبر و عاد ينظر لحاسوبه وينهي مايفعله عليه وهتف لها دون ان يلتفت :
-رجوه ليش راسك يابس والعناد تم يجري بعروقك؟
تميتي نسخة من سالم فالصالحة والطالحة كنك شربتي من طبعه شرب..قولتلك ارجعي خيمتكم وانفدي بروحك والله لو شافك الشيخ منصور وللا عمي قصير هان بيقطع راسك ويرميكي للذيابه تاكلك.
رجوه:
-فرجيني مرة وحده ويش عندك ونروح يا ماسخ
آدم: رجوه اني مانحب وجع الراس ولا كثر الحكي، عاودي ولا تتقدمين برجليكي المعفرات هادين وإلا نطلع بروحي انجيبلك جدك الشيخ منصور أو بوكي
رجوة:
-آدم انت حنون وتحب رجوة وماراح تقول لجدي منصور ولا لبوي..وانا كمان نحبك وااااجد ونسمع كلمتك من اليوم، وما راح قولك لا على ولا شي وحتى مشاوير بروحلك سلمك حباب خلي رجوه تشوف دارك وتعرف ويش عندك.
تبسم آدم فلقد غلبت انزعاجه منها بثرثرتها ونظرة الجراء المتوسلة التي في عينيها وقال لها:
- تم ياصغيرونة تعالي ياحظي وشوفي اللي ودك تشوفيه وقولي ايش ودك تعرفي بس سريع قبل لا حد يجي.
رجوة اشارت على الحاسوب:
ايش هاد؟
آدم :
هاد كمبيوتر.
واشارت على التلفاز وايش هاد؟
- هاد تلفزيون ايجيب اخبار الناس البعيييييدة بلكل،
ويجيب في غناوي ويجيب في حجات غريبةلما تكبري رح تعرفيهن كلهن.
واشارت على المكتب
-وكل هادي طاولة تاكل عليها بروحك ولا عندك عرس؟ وانفجرت في الضحك، فضحك على كلامها واجابها:
-يا ام اللسانين هادا ينقال عليه مكتب وانا نكتب ونذاكر اعليه
نظرت اليه بعدم فهم وتجاوزت كلامه واشارت على
خزانه الملابس
-وايش هاد الصندوق الطويل، انا ريت كيفه فالجامع لما جابوه وحطو فيه الحرمة اللي ماتت
ضحك ادم:
- هاد صندوق ينقاله دولاب.
رجوه:
-فيه عفريت متل صندوق لموات؟
اجابها آدم وهو يضحك عليها:
- اي فيه واااجد عفاريت.
تفحصت الخزانة لثوانِ ثم تحركت وصعدت على السرير واخذت تقفز عليه:
-الله يا ادم فراشك وووووواجد سمح وناعم خليني نرقد معاك الليله بالله عليك.
ادم بنفاذ صبر:
-العفريت اللي في الصندوق الطويل يطلع وياكلك مايخلي فيك نتفة وتو سلم.. رجوه
ارمحي لخيمتكم ليطلعلك.
انهى جملته وضرب شيئ صلب على الخزانة في غفلة من رجوه فقفزت من فوق السرير بخوف وخطفت نعليها من الأرض وفرت هاربة من الغرفة وهي تقول:
واااااك اعليا عفريت آدم راح يطلع من الصندوق دسوني دسوني يامعزوزه تعي خبيني
ضحك آدم على جبنها وقام واغلق باب الغرفة خلفها وعاهد نفسه الا ينساه مفتوحاً مرة أخري فهي لن تتوب عن المجيئ برأسها اليابس ولن تسلم الجرة في كل مرة، وهو لن يسمح بأن يقوم الشيخ منصور بتوبيخه بسبب ايا كان.
دخلت رجوه خيمتهم ووجدت امها كالعادة تجلس وهلال على حجرها وتطعمه بيدها، فنظرت اليهم وذهبت للزواية جلست وطلبت من معزوزه اختها ان تحضر لها الطعام، فقامت معزوزه التي كانت تمشط شعرها واحضرت لها الطعام والماء أولاً لتغتسل من الأوساخ العالقة في يديها، ثم اجلستها على حجرها وبدأت تطعمها تماماً كما كانت تطعم امها اخيها هلال.. وهذا ماجعل رجوه تصبر علي ماتراه من امها وأخيها وإلا لكان انفجر قلبها الصغير منز زمن، ولكن الله يعوض الحرمان. من الاشياء بأشياء تكافئها أو تزيد عليها روعة.. ومعزوزة كانت الام الحنون لرجوة وعوضتها عن كل شيئ..
عدت باقي ساعات النهار وخيم الليل ونام الجميع وحان الوقت، فقد قام قصير للحية اخرجها من السلة وجعلها تفرغ كامل سمها في يده على مراحل، يضغط على جسدها فتلدغه مرة بعد مرة إلي ان تاكد انها لم يتبقى فيها سوى القليل، فتوجه لإبنه بقلب يرجف بعد أن اخلى الخيمة من الجميع الا منهما هم الأثنين وقرب الحية من اذنه وكأنه يقربها من قلبه هو، وضغط على جسدها فاطبقت في اذن هلال الذي قام صارخاً، فأعاد قصير الحية واخذه بين ذراعيه يهدئ من روروعه ويطمئنه، وأما مكاسب فكانت جالسة خارج الخيمة، تعرف بان وليدها بالداخل يؤذي ولا تستطيع ان تكون بجواره، أو بمعني ادق لن تتحمل.. على الرغم أنها شهدت على حوي جميع بناتها، لكن مع هلال الأمر مختلف كلياً.. وحتي قصير بدأ يرجف مع ارتجاف جسد ابنه الوحيد وكأن الشتاء استقر في جسده، وكأنه لأول مرة يحوي طفل أو لا يعلم مالذي سيحدث له.. وكأنه نسي كل شيئ عن الحوي!
أما في الجانب الآخر..
دلف سالم إلى خيمة رجوه فقد قرر ان يبدأ معها اليوم فور ان وجد العقرب المناسبة، فوجد معزوزه مستيقظة في إنتظاره بعد ان اخبرها لدي عودته بان اليوم هو اليوم الاول لحوي رجوه، فأدخلته وحملت صغيرتها على حجرها واقترب منها سالم بيد ترجف بعد ان جعل العقرب تفرغ جميع عقد سمها في يده ماعدا عقدة واحدة، فقربها منها وجعلها تلدغها في قدم رجلها، فهذا هو الجزء الاصلب في الجسد والذي لن يؤلمها كباقي جسدها، وفور ان غرزت العقرب ذنبها في قدم رجوه انتفضت صارخة فضمتها معزوزه ورمي هو العقرب وضغط على قدمها، فنظرت اليهم وهي تصرخ ولا تفهم ماذا هناك، فإذ بها بين اكثر اثنين في العالم تطمئن وهي معهم ومتاكدة ان لن يؤذيها شيئ في حضرتهم، فمن أين أتى الألم إذا؟
إعتدلت تسألهم ماذا حدث لها وهي تمسك بقدمها الذي أصبح كالجمرة وحين اخبرها سالم أنه حواها نظرت اليه نظرة عتب جعلت قلبه يتفتت من الندم علي قراره هذا، فبالرغم من أنه لصالحها إلا انه في نظرها الآن هو من آذاها، لازالت صغيرة ولن تفهم، والذي يعلق في عقول الاطفال لا يتغير بسهولة، فأخذ يشرح لها الأمر، ولكن المها كان أقوى من استيعاب اي شيئ سوى أن سالم ادخل السم لجسدها ولم يأبه لكونها قد تموت.
انقضت الليلة بين رعب قصير ومكاسب على ابنهما بعد ان غلبها خوفها ودخلت لقصير الخيمة رغم تحذيراته وبقيت مع ابنها وبين حال قصير الذي لا يقل عنها..
أما سدينه فكانت في خيمتها مع ابنتيها، نعم فلقد رزقت بأخرى وأصبحت مكسورة العين والجناح بعد أن اعتقدت انها من سيتربع على عرش قصير وتتحكم فيه وفي كل شيئ، ولكن للقدر دوماً تدابير أخري، فزهد فيها قصير وبدأ يفكر جدياً هذه الأيام في الزواج بثالثة، هي تعلم ذلك حتى وإن لم يتفوه به، فهو دائم الحديث عن الصبية وأن هلال لابد له من أخ، فبدأت تستعد لمن ستأتي وتخلص منها ماكانت تنوي فعله في مكاسب، وحولت كل إهتمامها على ابنتيها مسك وعنبر، وقررت من بعدهم أن يذهب العالم للجحيم حتى قصير وسواء تزوج أم لا هي لم تعد جزء من إهتماماته لا هي ولا بناتها فلن تكترث.
مرت الليلة بسلام بالرغم من انها كانت أسواء ليله في حياة قصير ومكاسب وسالم ومعزوزه، ولكنها مرت، وفي الصباح بدأ إعتياد الاجساد على السم إو بدأت المقاومة مع بعض الاعشاب وبعض الروتين المعتاد في حالات الحوي ومع الإهتمام الزائد ايضاً..
سمعت معزوزه في الصباح الباكر صوت رابح ينادي على سالم، فتسحبت وخرجت تُسكته فسالم ورجوه الاثنين لم يغمض لهما جفن إلا الآن، فقد كانت هي تتألم وهو يدور حول نفسه وكأن السم يجري في جسده هو.
معزوزه:
- وطي حسك يارابح الزوز سالم ورجوه تو غير ارقدو.
رابح:
- جيت نطمن عليهم ويش سوا سالم؟
-كانت ليلة قمرها غايب وسمورها صايب ، اقليبنا داب من الوجع على رجوه.
نظر اليها وإلى عينيها الزابلتين من قلة النوم وهمس لها:
-سلامة لقلوب واصحابها، هوني على روحك كل شي بيصير زين.. بس يفيق سالم خبريه اني مشيت للمرعى انا وآدم بروحنا اليوم وهو مايجي، خلي اليوم جوار رجوه، لأنه حتى لو جا معنا ماراح يكون هاني البال وكل فكره يمها وكيف صارت ويش سوت، فخليه باقي يوفر اعلينا واعلى روحه وجع الراس.
معزوزة- مايصير الا خير بخبره.
- وانتِ ادخلي ارقديلك شوي عيونك دبلانات متل عيون ريم اصغيره هلكها الجري وودها تستريح
- تبسمت معزوزه من التشبيه والوصف وردت عليه:
-بس اسوي فطور لاخواتي ويفطرن برقد شوي..ابقى افطرك معهن قبل لاتروح.
رابح- لا انا اخدت معي خبز وغموس وبفطر مع آدم هناك.. بس انتي كلي زين، وديري بالك اعلى روحك
- حاضر.. وانت كمان دير بالك اعلى روحك، وأمانه اذا مريت اعلى نبقه طراحه جيبلي شوي نبق نفسي فيه
- ابشري اليوم عندك النبق، ولو بمشي لاخر الدنيا لاجيبهولك.
تبسمت معزوزه وظلت على وقفتها وهو تبسم أيضاً وغادر سريعاً وهو يشعر بأن قلبه يقفز بين ضلوعه فرحاً، وهذا حاله كلما رأها، ويبدوا أن القدر قد بدأ ينسج لهما ما يُنسج بين العاشقين، وفي إنتظار أن يكتمل.
مر أسبوع وبدأت رجوه في التعافي وقررت اليوم ان تخرج للمرعى فقد اشتاقت لرابح وسالم وحتى آدم الصامت دوماً واشتاقت لاحاديثهم، للهوهم ومواضيعهم المهمة التي تراها اكثر عمقاً من مواضيع الفتيات التي تقتصر حول الطبخ والغزل والتنظيف والعناية بالشعر ولعب الحجلة..
فتهللت اسارير سالم حين رآها قادمة من بعيد، وتوقع ان تمسك بيده كالعادة فقد اشتاقت قبضة يده لكفها الصغير، ولكنها فاجأته حين امسكت بيدي راجح وآدم والقت عليهم السلام وتجاهلته هو، وطوال الطريق لم تنظر إليه وإن حاول فتح حديث معها نظرت اليه بغضب ولا ترد وكأنه عدو لدود.. وكان هذا جزاء خوفه عليها، وهمس لنفسه بأنه سيتحمل كل ماتفعله معه، وسيحاول أن يفهمها الأمر بكافة الطرق، وسيعتذر لها اليوم بكل ماتحبه من أشياء وافعال إلى أن ترضى عنه مرة أخرى.
وبالفعل سالم فعل كل مايلزم حتى رضيت وصفحت عنه هذه الملعونه الصغيره، وعادت تلاصقه كالسابق وتتعلق بذراعه، واقسم على أن يكمل ابيها حويها فهو لن يتحمل أن يخوض كل هذا مجدداً، لانها في المرة القادمة لن تصفح وستفشل كل محاولاته في إلاعتذار لهذا الرأس اليابس العنيد.
مرت الايام وحان وقت إختبارات آدم لنهاية العام، فأنتقل للمدينة كما يفعل في ايام الإختبارات، وقصير معه بالتأكيد، فللآن لم يحن وقت تركه بمفرده يتحرك في الجوار.
وانتهت الإختبارات.. وفي وقت ظهور النتيجة إستطاع آدم ان يعرفها عن طريق حاسوبه.. فخرج للشيخ منصور بهذه البشري التي يعلم أنها تفرحه كثيراً وامام الجميع اخبره بحماس:
- ياشيخ انا نجحت وعلاماااتي كبيرره واااجد.
تهللت اسارير الشيخ وهو ينظر له بفخر ويقول:كفو كفو
- والله انك سبع السباع وراسك نظيف ورفعت راسي فيك ياابن الغالي.. والحين تمنى علي واطلب اللي نفسك فيه.
آدم:- بس رضاك عني ياشيخي ماني طالب شي.
- زين، اترك امر هديتك اعليا وراح تشوف اللي يسر خاطرك، والحين جهز انت والشباب لليلة سمر غدوه وإحتفال وليلة لكافة القبيله وقول لقصير يذبح كبشين كبار من عندي.. ونظر للمتواجدين في المجلس وسألهم:-
وانتم فيكم حد بيهادي وليدنا بشي؟
فرد عليه من استطاع.. انا بهاديه بكبش من عندي، وانا بكبش، وكبش من عندي.. وانا بذبحله كبش بعد..
منصور:
- ابشر ياعقاب، الحين ماصارت الليله سمر لقبيلتنا وبس، لا بل صارت ليله راح نجيب فيها كل احبابنا وهلنا من باقي القبايل..ومازالت هديتك عندي محفوظه ومادخل لكباش بعطيتك انت.
ذهب آدم يخبر سالم ورابح ويجهزون للحفل، وقد اشعره الشيخ منصور بسعادة منقطعة النظير، فهو يفعل معه مالا يفعله مع غيره، وبعد أن اخبر سالم ورابح ذهب ليزف الخبر لصدره الحنون وبئر اسراره وحضنه الآمن الذي وجده بعد ان تخلى عنه الجميع، للشيخة عوالي التي لم يصادف في كل القبيلة احن ولا اطيب منها.. أم الجميع المعطائة بلا مقابل المُحبة بلا سبب..
يتببع
•تابع الفصل التالي "رواية عقاب ابن الباديه" اضغط على اسم الرواية