Ads by Google X

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الثاني عشر 12 - بقلم فاطمه طه

الصفحة الرئيسية

  

 رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم الفصل الثاني عشر 12 - بقلم فاطمه طه

‏”الروح إذا آوت داوَت، وإذا أَحبّت أحيت.”
#مقتبسة
حين تكون لطيفاً من البداية يظن الناس أن لطفك ضعف لأن الذي لا يُظهر فتكه، يعتبرونه عاجزاً أو ساذجاً، لكن عندما تظهر لهم جانبك القاسي أولاً، وتثبت أنك قادر على سحق كل شىء يقف في طريقك، ثم تختار أن تكون لطيفا، يبدأ الجميع في رؤية الأمور بشكل مختلف، فاللطف هنا لا يُفهم كضعف، بل كقوة مختارة، هم يعلمون الآن أنك قادر على تحطيمهم، لكنك تختار ألا تفعل .”
-نيكولو مكيافيلي
‏لن تجد أبدًا غير الحُبِّ تفسيرًا أنَّ المكان
نفسهُ الذي يضيق بواحدٍ يتسع لاثنين.
‏- يوسف الدموكي.
____________
تبكي هدير في أحضان إيناس وهي تجلس على الاريكة في منزل عائلة دياب…
بينما حور كانت في غرفتها تجلس مع أطفال شقيقتها تمنعهم من الخروج إلى الخارج بسبب انهيار هدير لا ينقصهما بالطبع أي شقاوة أو تصرف عفوي قد يخرج منهما..


حُسنية كانت تناظر الصغيرة المسكينة “هدير” بأسى كبير مقدرة حجم الصدمة التي تمر بها الفتاة…….
تحدثت هدير من وسط بكائها وشهقاتها:
-ازاي اكون معاها في بيت واحد ومحسش هي بتعمل إيه؟!؛ ازاي تحضر كل ده وهي قاعدة معايا في البيت عادي وأنا مش حاسة بأي حاجة، ازاي تسبيني وتمشي؟! دي كانت بتقولي أنها مش عايزة تتجوز علشان متسبنيش لوحدي وكنت دايما حاسة بالذنب لما بترفض أي عريس…
كانت إيناس تسمعها بـضيقٍ شديد وهي التي كانت تظن بأنها صديقتها المُقربة اتضح أنها لا تعرف عنها أي شيء، وأنها شخص أخر لا تعرفه…..


تمتمت حُسنية محاولة تلطيف الأجواء قدر المُستطاع رغم عدم اقتناعها هي شخصيًا بكلماتها:
-يمكن عندها مُبرر يا بنتي ونتكلم معاها ونسمعها يمكن يكون عندها كلام تقوله…
ابتعدت هدير من أحضان إيناس هاتفة بنبرة عصبية إلى حدٍ كبير:
-محدش يقولي عندها مُبرر، محدش يقولي عندها مُبرر أنها تسيبني وتسافر؛ أنها تعمل كل ده من ورانا وحتى لو عندها حق في كل اللي فات أو مُبرر تقوله؛ محدش يقولي أن عندها مُبرر تسرق أخوها اللي بيحوش معاها وتسافر بفلوسه…….


صُعقت إيناس هي وحسنية مما يسمعوه، تلك معلومة جديدة تمامًا، كانت إيناس تظن بأن الأمر منحة أو رُبما هذا الرجل التي تعرفه هو من دفع لها ولكنها لم ترغب في إخبارها….
لكن تسرق طارق!!!

شقيقها!!!!
السبب فيما هي فيه من الأساس لولاه لم تكن وصلت لأي شيء….
كيف كانت صديقتها تلك الفتاة؟!.
كيف؟!…
أردفت حُسنية بنبرة جادة وهادئة:
-مهما اللي حصل ما بينكم يا هدير يا بنتي أنتم أخوات، ومصيركم هتشوفوها وهتتعاتبوا وهتتصالحوا من تاني…
تحدثت هدير بنبرة جنونية:
-لو أخر يوم في عمري مش هسامحها على أنها اسيبني وتستغفلني وأنا معاها في بيت واحد، لو أخر يوم في عمري مش هسامحها أنها سرقت أخونا اللي معملش حاجة في حياته غير أنه بيدينا وبس عمره ما خد حاجة مننا…
كادت حُسنية أن تتحدث مرة أخرى لكن سبقتها إيناس هاتفة برجاء حقيقي هذا ليس وقت الحكم أو المواعظ حتى ولو كانت حقيقية، فـ بتلك الطريقة تضع والدتها الملح على جرح هدير..
-خلاص يا ماما مش وقته أنا هقوم أحضر العشاء واجيب ليكي يا هدير حاجة تلبسيها وتغيري هدومك كده كده دياب مش جاي هيبات عند نضال..
قالت هدير بحرج كبير والدموع مازالت تهبط من عيناها:

-أنا بجد مش عارفة أقولكم إيه؟!، أنا جيت شقلبت ليكم الدنيا خالص…
قاطعتها حُسنية بنبرة حنونة:
-متقوليش كده يا هدير يا بنتي احنا أهل وده بيتك، وأنتِ زي حور وايناس بالظبط..
ابتسمت لها هدير فأقتربت منها إيناس ووضعت قبلة على رأسها وجبهتها بحنان وكأنها طفلتها هاتفة وهي تربت على ظهرها:
-قومي اغسلي ووشك وبطلي عياط يا حبيبتي…
___________
يجلس سلامة ويضع سماعات الأذن في أذنيه ويشاهد المقاطع التي تمر أمامه ثم تركهم وذهب إلى غرفته إلى حين أن ينتهي نضال من تحضير العشاء أما زهران ودياب يجلسا على أريكة واحدة………..
وقع على دياب المجئ إلى هنا، والمكوث معهم تلك الليلة بسبب الظروف الطارئة التي حدثت في منزله، مكثت هدير شقيقة طارق مع والدته وشقيقاته…
طارق لا يعرف حتى الآن ما الذي عليه أن يفعله من أجل أن شقيقته تبقى وحيدة في الشقة….
واقترح هذا الحل مؤقتًا على دياب بحرج كبير وعاتبه دياب قائلا بأن هذا منزله أيضًا..
تمتم زهران بجدية وهو يسحب نفس من الأرجيلة:
-والله أنا البت أحلام دي من وهي صغيرة وأنا شايفها سوسة كده وسُهنة ومش برتاح ليها سبحان الله طول عمري ليا نظرة متخيبش في البني أدمين..

جاءه صوت نضال بنبرة مرتفعة وهو يقف في المطبخ ويحدثهم:
-يا بابا أرجوك والله الوضع ما ناقص كلامك هي خربانة لوحدها..
تحدث زهران وهو يتحدث بنبرة مرتفعة هو الأخر حتى تصل له:
-ومدام هي خربانة خربانة جت عليا يعني وكلامي هو اللي وقف في زورك؟!..
غمغم دياب بنبرة كئيبة وحزينة حقًا على صديقه:
-والله يا عم زهران حتى الكلام ملهوش لازمة، طارق مش هيفوق منها تاني، الخذلان والكدب وعدم الأمانة من أقرب الناس ليك دي أكتر حاجة بتوجع الواحد، أنا مش عارف هي ليه عملت كده بجد؟! طارق عمره ما كان وحش معاهم ده هو السبب أنها تكون دكتورة أصلا لولاه مكنتش بقت أي حاجة..
تمتم زهران بنبرة جادة بعدما سحب نفس من أرجيلته مرت أخرى:
-في أرض بتكون بور مهما زرعت فيها زرعتك مش بتطرح وده اللي حصل مع طارق، والله أنا هي مش فارقة معايا ببصلة كل اللي فارق معايا البت الصغيرة هدير هتعمل إيه وأخوها الكبير ملهوش لازمة من زمان…
تحدث نضال وهو يقوم بتقطيع الخضروات:
-المشكلة أن طارق عاجز أوي بجد، كون أنه في دنيا تانية وحتى مش هيعرف ينزل لو نزل هيتحبس علشان سفره قبل الجيش، بجد الوضع صعب بشكل ينرفز ويخليك عاجز عن حله…

تلك الأجواء الكئيبة لا تعجب زهران أبدًا…
لذلك حاول أن يتحدث بنبرة مرحة أو بمعنى أدق حاول تغيير الموضوع:
-والله إحساس العجز وحش حسيت بيه زمان برضو..
تمتم دياب بفضول:
-امته حسيت بيه يا عم زهران قولي؟!.
تحدث زهران وهو يخبره بالأمر بعدما سحب نفس من الأرجيلة:
-ميرفت الله يمسيها بالخير مراتي الثانية، لما كنت بتخانق معاها وتسيب ليا البيت وتروح لأهلها كنت بحس بالعجز…
ضيق دياب عينه وهو يسأله باهتمام لا يناسب قصص زهران:
-ليه بس ياعم زهران إيه اللي بيحسسك بالعجز للدرجة دي كنت بتحبها وبتزعل على فراقها؟!.
تمتم زهران بجدية:
-كل الحكاية أنها كانت نفسها طويل تقعد تسافر وتروح لأهلها في مرسى مطروح وأنا كنت بكسل أسافر الساعات دي كلها وبنقعد كتير متخانقين عقبال ما كنت أخد اخويا الله يرحمه ونروحلها….
ضحك دياب ثم سأله بجدية زائفة:

-مكنتش بتحبها؟!…
قاطعه زهران مستنكرًا وهو ينفي تلك الفكرة:
-لا طبعا دي كانت حب عمري؛ انا عمري ما اتجوزت واحدة الا لما كنت بحبها وعجباني اومال هتجوزها ليه اتشمس بيها؟!.
ابتسم زهران ثم تحدث بجدية:
-بس دي أكتر واحدة حبيتها في اللي اتجوزتهم بعد ام العيال حب عمري رقم واحد، أصل أنا قابلتها في أكتر وقت كنت محتاج فيه حد بعد موت أم العيال.
تمتم دياب بعدم فهم:
-اومال مدام الدنيا كانت حلوة اوي كده إيه اللي حصل؟! وطلقتها ليه؟! ما كنت جيبت ليها شقة هنا تغضب فيها بدل ما تسافر مرسى مطروح وساعات السفر تبوظ العلاقة…
تحدث زهران ضاحكًا وهو يسرد ذكرياته:
-طبعا مش دي المشكلة الوحيدة كانت عندية وودانية كان ليها بنت خالة حرباية وعقربة وكانت بتعتبرها زي اختها وبتسمعلها في كل حاجة، تتحرق مطرح ما هي موجودة، هي السبب تخيل دي الجوازة الوحيدة اللي خلصت معايا بمشاكل كبيرة وكانت منشفة دماغها أوي ومش عايزة ترجع كانت علطول تقولها إني بخونها..
ضيق دياب عيناه وسأله بشك:

-يعني أنتَ مكنتش بتخونها؟!.
رد زهران عليه مدافعًا عن ذاته:
-لا والله الخيانة مش في طبعي، حتى فضلت اقولها خليها تجيب دليل بس الموضوع مكنتش نافع، الله يجحمها مطرح مهي موجودة اللي اسمها وفاء دي..
صمت زهران لثواني ثم تغيرت ملامحه إلى أخرى هاتفًا:
-خلاص قفل على السيرة دي..
غمغم دياب مدافعًا عن نفسه:
-انا ولا فتحت ولا قفلت، أنتَ اللي كنت بتتكلم..
تحدث زهران بنبرة دبلوماسية:
-أنا اللي فتحت وأنا اللي اقفل المهم ده مش موضوعنا في حاجة كنت عايز أكلمك فيها أساسًا…
غمغم دياب بنبرة متهكمة وهو يعقد ساعديه:
-امي مش بتفكر في الجواز واخواتي صغيرين عليك فأعتقد مفيش مواضيع نتكلم فيها…
تمتم زهران بنبرة غاضبة:
-احترم نفسك بقا وخلي علاقتنا حلوة النهاردة بدل ما تأخد صاحبك وتشوفوا ليكم حتة تباتوا فيها وخد سلامة بالمرة.

ضحك دياب ثم أردف ببراءة:
-وهما مالهم يا عم زهران هو أي مشكلة وخلاص العيال متكلموش أنا اللي بتكلم…
هتف زهران بنبرة جادة:
-أنا عايزك تشتغل تحت بدل الواد مصطفى على الكاشير وتأخد اوردرات وكده يعني مؤقتًا…
قاطعه دياب بنبرة واضحة وجادة:
-لا..
تمتم زهران بإصرار واضح وهو يوضح له طبيعة العمل:
-لا في عينك يا دياب أنا مش بأخد رأيك أنا بعرفك أنتَ هتمسك من الساعة ثلاثة لغايت الساعة تسعة والشيفت التاني هيمسكه الواد مصطفى، ولو عايز تكمل على التوكتوك اشتغلك ساعتين عليه بليل بعد ما تخلص وخلاص، لغايت ما ربنا يتوب عليك من الاتنين…
صمت دياب لثواني وكان يفكر في الأمر..
يبدو أنه كان متشبثًا برأيه الخاطئ..
ما المشكلة بالعمل في مكان صديقه ووالده؟!
هو عمل كأي عمل..

سيكون الأمر جيدًا بأن يصبح له بدل العمل اثنان كبديل….
هتف زهران بنبرة هادئة:
-يلا نقول مبروك..
لم يعطِ دياب فرصة للرد وأردف بنبرة عالية:
-مبروك عليك يا نضال، صاحبك هيشتغل معاك اهو هيتلم المتعوس على خايب الرجاء..
أردف دياب مستنكرًا:
-أنا لسه مقولتش حاجة..
تمتم زهران بنبرة هادئة:
-أنا مش مستني رأيك يا حبيبي أنا قولت لمصطفى وعرفتهم في المكان خلاص من قبل ما أقولك أصلا، انا بعرفك علشان تعمل حسابك بس أن وراك شغل من بكرا، وبعدين أنا أهم حاجتين عندي الانضباط وكريمة.
رد دياب عليه ساخرًا:
-وعيالك اختياري..
___________

بعد أن تناول العشاء…
تركهم نضال في الخارج وولج إلى الغرفة حتى يتحدث مع طارق في هدوء، عرف ما فعلته أحلام حينما اتصل به طارق وأخبره بأن يجعل هدير تجلس في منزل دياب مع والدته وشقيقتيه إلى أن يفكر في حل وانتهت المكالمة بهذا الشكل…
أجاب طارق بنبرة مكتومة ومكسورة:
“الو”
سأله نضال بتردد ونبرة حزينة من أجله:
-عامل إيه دلوقتي..
أجاب عليه طارق بنبرة تؤلم من يشعر حقًا، تؤلم من لديه قلب يقظ:
“هكون عامل إيه؟! أنا مكسور وعاجز، اختي كسرتني لما خانت الإمانة اللي شايلها معاها وأنا فاكرها كل ده بتماطل علشان ليها وجهه نظر مختلفة، كنت حتى كمان كام يوم هبعت ليها بقية الفلوس، كنت بحوش معاها الفلوس دي بعيد عن مصاريفهم”..
ابتلع ريقه وصمت لعدة ثواني ثم عاد يُكرر:
“أختى كسرتني، وخليتني عاجز مش عارف أعمل حاجة لاختها التانية، ولا أعرف عنها هي حاجة”.
حاول نضال قول أي شيء غير أن يقوم بتزويد الأمر في عينه:

-يمكن هي…
قاطعه طارق بنبرة واضحة:
“متحاولش تلاقي مُبرر يا نضال علشان مفيش لأني بحاول من ساعة ما قرأت الرسالة بتاعتها ومش لاقي، تعرف أكتر حاجة وجعاني هي إيه؟!”.
تنهد نضال ثم سأله بنبرة خافتة:
-إيه؟!…
تحدث طارق بقهر واضح جعل نضال يتمنى بأنه كان أمامه ليحضتنه أو يخفف عنه، تبًا لتلك المكالمات الهاتفية المؤلمة والمزعجة والتي تجعلك تشعر بأنك بعيدًا:
“أنها مفكرتش تقولي، مفكرتش تقولي أنا عايزة أسافر، عمري ما كنت هبخل عليها، بل بالعكس كنت هفكر معاها، كنت هدفع وهديها، طول عمري عايز أشوفها أحسن الناس وأحسن مني، كل اللي واجعني وقاهرني أنها عملت كده من ورايا سرقتني بدل ما تقولي ساعدني ياخويا أنا عايزة أسافر”.
أسترسل حديثه بنبرة غاضبة:
“عمري ما بخلت عليهم بحاجة، جت عليا أيام كنت هنا مش لاقي أكل وبمشي يومي بالعافية عشلان ابعت ليهم الفلوس اللي تكفيهم وزيادة ومقصرش لا في مصاريف جامعتها ولا في مصاريف البيت ولا في فلوس مدرسة هدير الخاصة ودروسها”…
لم يكن طارق الوحيد الذي يشعر بالعجز كان نضال أيضًا، لأنه لا يمتلك كلمات قد تواسي هذا القلب الجريح من أقرب الأشخاص له….

-أنا مش عارف أقول إيه يا طارق…
قاطعه طارق بنبرة ساخرة:
“أنا نفسي مش لاقي حاجة أقولها، خلينا في المهم، خلي بس هدير اليومين دول عند إيناس وطنط حُسنية”..
سأله نضال باهتمام واضح:
-طب وبعد كده هتعمل إيه؟!..
تحدث طارق بـألمٍ:
“هدير لسه عيلة أنها تقعد لوحدها في البيت ياريتها كبيرة شوية، بكرا هتكلم مع أشرف لازم يشوف حل أو تروح تقعد معاه، لازم يشيل المسؤولية شوية أنا مش عارف أعمل حاجة وأنا هنا”
رد نضال عليه بجدية:
-بس مراته يعني من زمان المعاملة بينها وبينكم مش أحسن حاجة من أيام أمك الله يرحمها، وأخوك ساكن بعيد ودروسها هتكون بعيدة أوي عليها…
غمغم طارق بانزعاج:
“للأسف مفيش حل تاني هو أخوها مهما كان الوضع هيكون أحسن من أنها تفضل لوحدها لحد ما أتصرف، حتى مش عارف هتصرف ازاي وأنا هنا بعيد عنها، أنا هقفل لأني مخنوق جدًا وهكلمك بكرا”..

وعلى هذا المنوال انتهت المكالمة بين نضال وطارق، وبعدها بدقائق جاء دياب من الخارج هاتفًا:
-أبوك نزل شقته وسلامة دخل نام..
تمتم نضال بسخرية:
-يلا ننام أحنا كمان الليلة دي باينها مش هتخلص…
رد دياب عليه وهو يأتي ويستلقي على الفراش:
-منك لله يا أحلام كسرتي بنفس أخوك وضايقتيه.
-متجبش سيرتها علشان أنا بجد موجوع على طارق أوي، والمشكلة أنها اخته ياريت الحركة دي كانت حصلت من الغريب ولا تحصل من أخته لحمه ودمه..
صمت دياب لعدة دقائق يحاول التفكير في هذا الوضع المعقد لكن الأمر صعبًا؛ حاول نضال تغيير الموضوع هاتفًا:
-صحيح أمك هتبدأ الجلسات امته؟!.
رد دياب عليه ببساطة:
-بكرا أول جلسة ان شاء الله.
-ان شاء الله بالشفاء بإذن الله.
غمغم دياب بتمني:

-يارب..
ثم أسترسل حديثه باهتمام وهو ينظر له:
-صحيح مقولتليش..
ضيق نضال عينه هاتفًا باستنكار وهو يستلقي بجانبه على الفراش هو الآخر:
-مقولتش إيه؟!
-عملتوا إيه في حوار سلمى؟!.
رد نضال عليه موضحًا ما حدث:
-معملناش حاجة أنا قولت لبابا ميفتحش الموضوع تاني ومن ساعتها الوضع متعلق المفروض على المسرحية اللي عملها أبويا أنهم هيردوا علينا؛ وأنا قولتله يطنش واعتقد كلام سلمى كان واضح قدامنا يعني هي مش عايزة تتجوز أصلا..
غمغم دياب بنبرة شبة ناعسة:
-والله أنتَ هتندم لو ضيعت واحدة زي سلمى من إيدك، هي اينعم معقدة شوية من حوار ابوها وباين من كلامها بس فعلا هي دي اللي تنفع ليك وحتى شبهك في حاجات كتير ومتتسابش بصراحة..
تمتم نضال ساخرًا:

-اه وإيه كمان؟!…
ضحك دياب ثم تحدث مشاكسًا أياه:
-دي غيرة بقا؟! متقلقش دي مرات اخويا ومتحرمة عليا….
قذفه نضال بالوسادة ووضعها فوق وجهه وهو يضغط عليها:
-نام بقا في ليلتك اللي مش معدية دي أحسن، أنا مش ناقصني زهران نمرة ثلاثة..
ضحك دياب من وسط همه وأبعد الوسادة عن وجهه بصعوبة ثم حاول أن يتنفس جيدًا كما أبعد يد صديقه:
-ده في اعتبار أن سلامة نمرة اتنين صح؟!.
غمغم نضال وهو يسحب الغطاء:
-اسكت بقا أنا دماغي هتنفجر وعايز أنام..
قال دياب هو الاخر بصدقٍ:
-وأنا كمان عايز أنام…
_______________
أتى والدها في الصباح الباكر وهو يحمل العديد من الأغراض المنزلية كاللحوم، الخضروات، المنظفات، البهارات، الأرز، السكر، واحتياجات المنزل الضرورية أو التي يعرفها….

وقام بشراء الفطور حتى يتناوله معها ومع بهية، وبالفعل تناول الثلاثة الطعام ثم جلس على الأريكة يتحدث مع ريناد بنبرة جادة:
-عرفت أنك بتحضري المحاضرات كلها…
تحدثت ريناد بحماس وهي تجلس بجواره مغمغمة:
-ايوة بحضر، وعايزة أطلب من طلب..
سألها محمد بفضول بعدما أخذ رشفة من القهوة التي تتواجد بين يديه:
-عايزة إيه؟!.
غمغمت ريناد برجاء حقيقي:
-عايزة الفون بتاعي..
رد عليها محمد رد قاطع:
-لا..
تحدثت ريناد بعصبية حاولت كبتها قدر المُستطاع هي تحاول أن تمر أيامها لكنها لم تعتاد بعد على ما يحدث:
-هيحصل إيه لو اديتهوني يعني؟!…
كانت تحتاج إلى الهاتف بدأ يتابعها عدد لا بأس به وهي ترغب في أن تقوم بتصوير مقاطع ذات جودة جيدة، ترغب في هاتفها الذي يتواجد به كاميرا رائعة فهي كانت دومًا مهووسة بالتصوير والهاتف الذي يتواجد معها لا يسعفها أبدًا في هذا الأمر..

هتف محمد بجدية ونبرة هادئة:
-خلاص هديهولك…
جاءت بهية من الداخل وهي تسير على عكازها حتى جلست على أحد المقاعد…
نهضت ريناد هاتفه بحماس حقيقي ونبرة شبة صارخة:
-بجد؟!..
عقب محمد على حديثها مؤكدًا للمرة الثانية:
-وهديكي اللاب كمان..
قاطعت ريناد حديثه بامتنان حقيقي:
-ربنا يخليك ليا يا بابا، Thank you…
تمتم محمد بجدية وهو يوضح لها الأمر يناظرها بهدوء وملامح مرتخية:
-مش تسمعي كلامي للآخر؟!! هديهوملك بشرط..
ذهب الحماس والبسمة من وجه ريناد وهي تسأله باستغراب:
-شرط إيه ده؟!.

هتف محمد بثبات:
-لما نتيجة الترم الأول تظهر، واتأكد أنك مش بتروحي علشان تريحي دماغك مني وخلاص أتأكد أنك بتذاكري، أشوف النتيجة بعيني وتكوني جايبة تقدير كويس ساعتها هديكي الفون واللابتوب كمان…
تمتمت ريناد بنبرة منفعلة:
-وإيه علاقة ده بالنتيجة يعني ما في ناس كتير معاها مواد في الجامعة أفرض منجحتش يعني؟! وده أول semester ليا في الجامعة…
هنا خرج صوت بهية هاتفًا بنبرة جادة:
-وأنتِ ليه سايبة الناس اللي بتنجح وماسكة في اللي بيسقطوا؟!..
كان ينقصها حقًا حديث تلك المرأة حتى تقوم بتزويد الأمر في أعين والدها…
تحدث محمد بنبرة جادة:
-مش شرط أنك بتروحي الجامعة وقاعدة في البيت وبطلتي تقابلي صحابك الصيع معناه أنك واخدة الموضوع بجد، لازم أشوف النتيجة بعيني، أنا عمومًا اتأخرت عندي ميعاد ولازم امشي..
هتفت ريناد بغضب واضح:
-أنا مصروفي خلص خلاص، ومحتاجة فلوس..

تحدثت هنا بهية مرة أخرى وكادت ريناد تقتل نفسها بسببها:
-مش أنا لسه مدياكي مئتين جنية من كام يوم تمشي أمورك بيهم؟!..
غمغم محمد وهو يعقد حاجبيه:
-متديهاش فلوس لما مصروفها يخلص هي لازم تمشي قد الفلوس اللي معاها..
أردفت بهية بنبرة بريئة:
-مهوا قولت برضو هي لسه مش واخدة على الوضع الجديد، وقولت مش مشكلة اساعدها شوية تمشي الشهر بس قولتلها بلاش تصرفهم بسرعة زي ما بتعمل بس مفيش فايدة..
تحدث محمد بجمود وهو يضع يده في المعطف الذي يرتديه وأخرج منه عدة ورقات ووضعهم على الطاولة:
-دول خمسمائة جنية، نصهم هيتخصموا من مصروف الشهر الجديد، أنا بس متساهل معاكي لغايت ما تعرفي ترتبي أمورك حسب المصروف اللي معاكي…
أردفت ريناد بغضب كبير وهي تتوجه صوب غرفتها:
-أنا رايحة ألبس احسن واروح الجامعة أرحم علشان كده كتير..
تحدث محمد بنبرة عالية لتسمعها وهي في الرواق:
-يلا لو تحبي اوصلك للجامعة في طريقي لو اتأخرتي عن ربع ساعة همشي وابقي اركبي المترو زي كل يوم…

جاءه صوتها سريعًا:
-لا أقل من خمس دقائق وهكون خلصت والله..
___________
يجلس في غرفته في المستشفى…
يفكر فيما حدث ليلة أمس حينما رأى شقيقة أحلام وذلك الرجل، كانت صدمة فاجعة بالنسبة له بأنها سافرت من دون أن تخبر عائلتها، توقع الكثير من الأمور الغير جيدة التي قد تكون فعلتها بسبب مكالمتها العجيبة تلك وهي تخبره بأنها خائفة لكنه لم يتوقع شيئًا هكذا…
كأنه كان يتعامل مع أمرأة أخرى خلال السنوات الماضية وفقط في الفترة القصيرة جدًا الماضية رأى أمرأة مختلفة تمامًا…
كيف تفعل هذا؟!..
يحاول إيجاد مُبرر واحد يجعلها تصيب عائلتها بالذعر بهذا الشكل والسفر من خلفهم ولكنه لا يجد أي مُبرر..
طرقات خافتة على الباب جعلته يأذن لصاحبها بالدخول فـ ولجت السكرتيرة الخاصة به حينما يكون متواجدًا في المكتب الخاص بالإدارة:
-دكتور جواد مدام رانيا برا…
تحدث جواد باستنكار وهو يكرر اسمها:
-رانيا برا؟!.

وقبل أن يتفوه بكلمة أخرى كانت رانيا تتخطى الفتاة وهي تدخل إليه هاتفه:
-صباح الخير يا جواد…
غمغم جواد بنفاذ صبر وهو يوجه حديثه إلى الفتاة:
-اتفضلي أنتِ يا نسرين..
هزت الفتاة رأسها بإيجاب ثم رحلت وأغلقت الباب خلفها وهنا دخلت رانيا ونهض جواد هاتفًا وهو يكز على أسنانه:
-إيه اللي جابك هنا يا رانيا؟!…
تحدثت رانيا بنبرة جادة وهي تجلس على المقعد الذي يتواجد أمام مكتبه متحدثة ببساطة:
-مفيش حبيت أجي واشوفك، النهاردة عيد ميلادك..
جواد لم يكن رجلًا شغوف بيوم مولده…
ولا يحتفل به..
حتى أنه يتنساه في بعض الأوقات ولولا التهنئات التي تأتي من أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي لكان تنساه للأبد..
أكثر ما يفتقده اليوم هو تحية والده الصباحية في يوم مولده وأحيانًا كان يأتي له بهدية…
حتى رانيا وهي زوجته لم تهتم يومًا بهذا اليوم وسارت على نهجه بأنه لا يحتفل به، حتى أنها كانت تنسى معايده بطريقة شفاهية حتى…

تحدث جواد بسخرية شديدة:
-غريبة يعني مكنتيش بتفتكري عيد ميلادي وأحنا متجوزين جيتي تفتكريه واحنا مطلقين؟!.
ضحكت رانيا ثم أردفت بنبرة مشاغبة:
-شوفت بقا، كل سنة وأنتَ طيب يا جواد أنا كمان جيبت ليك هدية..
أخرجت من حقيبة يدها صندوق كرتوني متوسط الحجم يعود إلى أحدى علامات ساعة اليد العالمية والمفضلة لدى جواد…
بشكل عام هو دقيق جدًا فيما يخص ساعات اليد ورابطة العنق، ويحب شرائهم بشكل كبير أكثر من أي شيء أخر لديه هوس نوعًا ما بهما..
وضعتها أمامه مما جعل جواد ينظر لها بعدم فهم، هي لم تفعلها وهي زوجته ستفعلها الآن؟!.
تلك الزيارة خلفها شيئًا حتما…
تحدث جواد بنبرة واضحة وحادة بعض الشيء:
-خير يا رانيا، الزيارة دي وراها إيه بقا؟!.
ردت رانيا عليه بانزعاج حقيقي استطاعت رسمه:
-عيب يا جواد تتكلم معايا بالطريقة دي، يعني أحنا ولاد عم في الأول والآخر أكيد مش هنقطع مع بعض حتى لو أطلقنا، أحنا قرايب…
عقد جواد ساعديه وأخذ يتأملها كما يتأمل كلماتها الزائفة:

-فعلا؟!.
تحدثت رانيا بجدية:
-أيوة طبعا..
صمت جواد لعدة ثواني ثم سألها بنبرة غامضة وهو ينظر لها من أسفل نظارته الطبية:
-أنتِ إيه أخبارك وأخبار شغلك صحيح ودنيتك…
غمغمت رانيا بتلقائية وهي تنظر له:
-الحمدلله الأمور كلها تمام أنا كنت هفتح فرع جديد في مول **** بس إيجاره غالي جدًا…
هنا بدأت تضح الرؤية قليلًا مما جعل جواد يتحدث بنبرة ساخرة:
-طب لو مش قد الخطوة ومش مستعدة ليها، هتاخديها ليه انتظري شوية..
أردفت رانيا بضيقٍ:
-يعني هو انتشار ليا وحساها فرصة مش هتتعوض بصراحة..
رد جواد عليها من دون تفكير:
-وطبعا جاية ليا مع الساعة علشان اساعدك..

كان يرغب في صنع تمثال لها تقديرًا لوقاحتها وهي تخبره:
-وليه لا؟! إيه المشكلة لما تساعدني؟! أنا بنت عمك، سيبك من إني طليقتك، اعتبرني بنت عمك وبس وواقعة في مشكلة ومحتاجة مساعدة منك، عمو لو كان لسه عايش مكنش أتردد لحظة أنه يساعدني..
تحدث جواد بنبرة جادة وهو ينظر لها نظرات قاتلة:
-بلاش تدخلي من ناحية بابا لأن دي أخر حاجة ممكن أصدقها منك ده أولا، وثانيا دي مش مشكلة أساعد بنت عمي فيها، بنت عمي بتدلع وجاية فاكرة أنها هتديني على قفايا ولا إني مغفل، متفتكريش أنك هطولي مني جنية إلا لو حصلت ليكي مصيبة فعلا أو مشكلة ساعتها ممكن وده هعمله لأجل صلة القرابة مش علشانك…
هتفت رانيا بانزعاج واضح وأنقلبت ملامحها المرتخية تمامًا وهي تتحدث:
-بقا كده؟!.
غمغم جواد بقوة وغضب حقيقي:
-الغريب أنك فاكرة إني هطلع الموبايل وأحولك على حسابك اللي أنتِ عايزاه، أنا مش ساذج يا رانيا ولا مغفل، أنا بس كنت بحب أريحك كونك مراتي وكل جنية أخدتيه مني كان بمزاجي علشان أريح دماغي منك من جهة ومن جهة تانية أنه يخليكي على الأقل تقدري وقفتي جنبك ولما اعوزك ألاقيكي لكن ده محصلش…

تحدثت رانيا بنبرة ساخرة:
-مكنتش اتوقع منك كده..
قاطعها جواد بنبرة جادة وهو يشير ناحية الباب:
-توقعي كده وتوقعي الاسوء من كده لو حابة، وياريت تقومي تمشي ومتخلنيش اشوفك تاني، التكية اللي كنتي عايشة فيها راحت..
نهضت رانيا هاتفة بتهكم واضح بعدما عرفت برحيل أحلام بواسطة طبيبة تعمل هنا قابلتها قبل أن تدخل إليه:
-معرفش إيه المعاملة دي يعني ما حبيبة القلب مشيت يعني مبقاش في حد.
لم يندهش من معرفتها بل تحدث ببرود:
-أصلي محبتش أكرر غلطي تاني واتجوز رانيا نمرة اتنين لأنها مفرقتش عنك كتير، امشي يا رانيا عندي عملية كمان ساعة وعايز أصفي دماغي…
-ماشي يا جواد بكرا تندم…..
رد عليها جواد بنبرة واضحة:
-مش اكتر من الندم اللي أنا فيه إني اتجوزتك في يوم من الأيام..
استشاطت غضبًا فأقتربت من المكتب وانحنت وأخذت الساعة التي أتت بها ثم رحلت…
______________

منذ المكالمة التي دارت بينهما وحديثها بأنه إذا يرغب بها، يتقدم لخطبتها وهو اختفى تمامًا..
للمرة التي لا تعرف عددها…
لم يرسل لها شيء كما لم يجرب الاتصال بها…
حتى أنه توقف عن مشاركة المنشورات على صفحته الشخصية أو ظهور أي نشاط له بأي طريقة…
عاد حمزة يختفي من جديد…
كان لديها موعد اليوم واعتذرت عنه وأخبرت صاحبته وأخبرتها بأنها سوف ترسل لها صديقة أخرى تعمل في ذات المجال وفي الحقيقة من الجيد أن الفتاة تفهمت الموقف ولم تحدث مشكلة..
هب لا ترغب في مغادرة المنزل…
تشعر بالضيق الشديد من نفسها…
لم يكن عليها قول الأمر بمنتهى الصراحة أمامه..
تسرعت في أن تصرح برغبتها…
كان ينقصها فعليًا هو التصريح بحبه أو بإعجابها به لتكون قد أكملت أفعالها الحمقاء…
جاءت والدتها من الخارج فـ كان باب الغرفة مفتوحًا، جلست انتصار على طرف الفراش هاتفة:

-مالك قاعدة لوحدك كده ليه؟!..
تحدثت سامية بنبرة مكتومة:
-عادي مفيش حاجة..
أردفت انتصار باهتمام وهي تعقد ساعديها:
-مش كنتي بتقولي عندك عروسة النهاردة، منزلتيش يعني؟!..
تمتمت سامية بنبرة متوترة:
-أبدًا حسيت إني محتاجة ارتاح فروحت بعتها لواحدة تانية يعني والموضوع مشي..
تحدثت انتصار بتلقائية:
-في حاجة يا سامية؟!.
ارتبكت سامية قليلا وهي تسألها:
-حاجة زي إيه؟!.
هزت والدتها كتفها بلا مبالاة هاتفة:
-حاجة زي أي حاجة أنا المفروض اعرفها، بقالك فترة أحوالك مش عجباني وكل ما أسالك تقولي مفيش، قوليلي يا بنتي متخبيش عليا، أنا امك يعني احنا ملناش غير بعض…

لوهلة كانت ترغب في قص كل شيء لوالدتها لكن امتنعت ورأت بأنها فكرة غير صائبة ابدًا تحديدًا لأنه اختفى ويبدو أنه يبتعد تلك المرأة ولن يعود..
-لا مفيش حاجة يا ماما.
تحدثت انتصار مستنكرة وهي تشير إليها:
-يعني قلبة الوش دي رباني يعني ولا إيه؟!.
أخذت سامية أنفاسها ثم غمغمت بنبرة مختنقة:
-هو مفيش أي حاجة بعملها بتعجبكم؟! قاعدة في البيت مش عاجب أبقى قالبة وشي، اخرج يبقى بخرج كتير، كل حاجة اعملها مش عجباكم..
تحدثت انتصار بعد فهم ثورتها:
-وطي صوتك بس يا حبيبتي أحنا بنتكلم، ومتعليش صوتك وأنتِ بتكلميني، أنا جاية أشوفك مالك مش علشان تهبي في وشي زي البابور…
ثم أسترسلت انتصار حديثها:
-عمك بعتلك الشهرية بتاعتك برا، وسأل عليكي قولتله نايمة…
أردفت سامية بنبرة عفوية:
-اه مهوا اتصل بيا بس مردتش..
ضيقت انتصار عيناها وسألتها بعدم فهم:

-مردتيش عليه ليه بقا؟!.
غمغمت سامية بلا مبالاة أثارت شكوك انتصار هي متأكدة من أن هناك شيء تخفيه ابنتها عنها لكنها لا تعرف ما هو وهي لا ترغب في إخبارها بما يحدث معها:
-أبدًا مليش مزاج أتكلم مخنوقة ومش عايزة أتكلم مع حد وياريت تسبيني لوحدي شوية لأني عايزة أنام شوية…
نهضت انتصار مُردفة بوعيد بسيط:
-ماشي يا سامية لما نشوف أخرتها معاكي إيه يا بنتي واعملي حسابك أنا شوية كده ونازلة رايحة لخالك….
غمغمت سامية بنبرة جادة:
-هاجي معاكي علشان أوصلك بس أنام ليا ساعة كده..
_______________
-هو أنتِ هتروحي الشغل بكرا؟!.
سألت يسرا ابنتها التي تجلس بجوارها على الأريكة هذا السؤال، فأردفت سلمى بنبرة هادئة وهي تأخذ رشفة من مشروبها الساخن..
-يا ماما ما أنا قولتلك الجيم مقفول بسبب التصليحات والحاجات اللي بتحصل غير أنهم كانوا مأجرين واحتمال ينقلوا مكانه…
تحدثت يسرا وهي تدرك الأمر:
-اه صح، أنتِ قولتيلي فعلا بس نسيت.

تمتمت سلمى بنبرة هادئة بعدما تركت الكوب على الطاولة المتواجدة أمامهما وأعادت خصلة شعرها السوداء الفارة خلف أذنيها..
-أنا كلمت أحمد على فكرة امبارح..
” أحمد ”
هذا الرجل الذي يكون شقيق صديقة لها وهو من تقدم لها والسبب في عودة والدها أو لم يكن السبب الحقيقي لكنه عامل محفز…
سألتها يسرا باهتمام كبير وهي تنظر لها:
-وقالك إيه؟!.
أردفت سلمى وهي تحاول إخبارها باختصار كبير المكالمة الطويلة التي دارت بينهما:
-مفيش هو أنا فهمته وضعي مع بابا لأنه ولا كان يعرف حاجة ولا اخته تعرف؛ وبصراحة هو اتفهم الموضوع يعني وقالي خلاص أنه مش هيتصل بيه تاني ولا هيسبب ليا أي ازعاج..
تحدثت يسرا بتخمين:
-تفتكري علشان كده ابوكي اختفى ومجاش من ساعتها؟! ولما يلاقي الواد طنشه مش هيلاقي حاجة يقولها..
تمتمت سلمى بعد صمت طال لثلاثة دقائق تفكر في حديث والدتها:
-بصراحة معتقدش، أكيد بيدور على موضوع جديد لو حاجة يجي يتكلم فيها ده مش معناه أنه هيختفي بالسرعة دي مدام ظهر بعد السنين دي كلها يبقى ملهوش مكان يروحه…

هتفت يسرا بنبرة هادئة محاولة تغيير الموضوع لكن ليس كليًا:
-كنت الصبح بتكلم أنا وخالك…
سألتها سلمى بفضول:
-وقالك إيه؟!.
أردفت يسرا وهي تسرد لها تفاصيل المكالمة:
-قالي أنه مضغوط جدًا في الشغل ومش هينفع ينزل، وقالي أنه لما ينزل، هينزل مرة واحدة يعني نحدد كتب الكتاب والفرح بتاع جهاد علشان يحدد الاجازة يكون فيها، لأنه مش هينفع يجي علشان موضوع مدحت ويسافر وبعدين ينزل تاني علشان كتب الكتاب والفرح…
غمغمت سلمى بتفهم ونبرة عقلانية:
-خلاص تمام اتكلمي مع سلامة ومع بنتك وحددوا الميعاد وعرفوه علشان يظبط أموره…
تحدثت يسرا وهي تنظر لها نظرة ذات معنى:
-طب مش المفروض نتكلم معاهم كمان في موضوعك أنتِ ونضال…
ردت عليها سلمى بضيقٍ ورفض قاطع:
-مفيش كلام ومفيش موضوع متحاولوش تعملوا موضوع من الهواء، ردي عليهم إني مش بفكر في الجواز وبعدين يعني من أمته أستاذ نضال بيفكر فيا يعني ده اللي اعرفه أنه كان هو وبنت عمه شبه مخطوبين يعني وبيحبها..

عقبت يسرا على حديث ابنتها بنبرة جادة:
-يمكن ده كام كلام وبس عمر ما حد منهم قال حاجة زي كده، ولو كان في حاجة اكيد مكنوش هيجوا يطلبوا إيدك وبعدين أنا عمري ما شوفت بين سامية ونضال عمار..
صمتت سلمى لثواني ثم عقدت ساعديها هاتفة بانزعاج واضح:
-ميخصنيش عموما في عمار مفيش عمار أنا مش هتجوزه لا هو ولا غيره…
ردت عليها يسرا بنبرة واضحة:
-مش كل الرجالة أبوكي يا سلمى زي ما في رجالة وحشة في رجالة كويسة وأنا شايفة نضال شاب كويس يعني ومحترم وعقلاني كده زيك مش خفيف زي سلامة حتى…
أردفت سلمى عليها بإصرار واختناق شديد:
-ماشي أنا مش عايزة اتجوز ومش بفكر في الجواز وياريت نقفل على السيرة دي أنا هقوم ألف الخمار وانزل علشان ادي الحقنة لطنط بهية…
بينما في الداخل كانت جهاد غاضبة ترتدي إسدال الصلاة الخاص بها، وهي تحمل الهاتف بعدما قرأت رسالته النصية…
“أنا أمنية حياتي تقلعي يا جهاد”.
-السافل، قليل الأدب والله ليأخذ شبكته، لا وبعتها واختفى وقفل تليفونه فاكرني مش هرد عليه، فاكرني مش محترمة ولا إيه؟! والله لاوريه…..

لفت الحجاب الخاص بالاسدال الأسود وخرجت من الغرفة..
استوقفها نداء والدتها التي لم تكن تظن بأنها راحلة ظنت بأنها سوف تؤدي فرضها:
-عايزين نكلم سلامة علشان نحدد ميعاد كتب الكتاب…
قاطعتها جهاد بقوة وغضب كبير:
-ولا نكلم ولا نحدد، ده ليلته معايا مش معدية، وهديله شبكته حالا…
-في إيه يا بنتي بس؟!…
لم تلبِ نداء والدتها وخرجت من المنزل مما جعل يسرا تتحدث بعدم فهم:
-قومي البسي الخمار يا سلمى وانزلي وراها شوفي بنت المجنونة دي رايحة فين، أنا رجلي مش شايلاني البت دي والله لاوريها على اللي هي فيه ده..
______________
-ها إيه رأيك عرفت هتعمل إيه؟!.
رد دياب عليه ببساطة:
-لا معرفتش..
تحدث نضال ساخرًا وهو يقف أمام المطعم الخاص بالمشويات الذي يمتلكوه…

-يعني إيه؟! هو أنا بقالي ساعتين بشرح وبكلم نفسي؟! وبعدين هو أنا قولت إيه غير أنك هتقعد على الكاشير وهتستلم الاوردرات بالتليفون ده أنا بعملها لما مصطفى بيتعب وقبل ما مصطفى يجي علشان كان اللي قبله بيغيب كتير…
غمغم دياب بنبرة متعالية:
-لا يا بابا أنا مش هرد على تليفونات أنا ودني بتوجعني مقدرش طول اليوم أكون حاطط تليفون على ودني بزهق ده وأنا خاطب كانت خطيبتي بتضايق…
قاطعه نضال بسخرية:
-أنتَ هتحكيلي قصة حياتك يا دياب في إيه..
تحدث دياب بنبرة هادئة:
-اه وشوف حد يرد على التليفونات أنا مبعملش حاجتين في وقت واحد، معنديش تركيز، همسك الكاشير بس ولو مش عجبك همشي ومش هشتغل..
غمغم نضال بجدية وهو يضع يده على كتف صديقه:
-عارف يا دياب أنا شوفت كتير وقليل مشوفتش حد ناقص أبوس إيده علشان يشتغل…
هتف دياب بهدوء:
-معلش اصلي بتكبر عليك عايز اشوف إحساس الواسطة علشان مجربتهوش قبل كده وبعدين أنا وسطتي مش أي واسطة أنا وسطتي أبو كريمة، المعلم زهران يعني أي حاجة مش هتعجبني هروح أقوله أو اتصل بيه، ده اللي يرص حجر لأبوك يكسب قلبه..

تمتم نضال بسخرية وهو ينظر له ويضيق عينه:
-وده من امته العمار والحب اللي ما بينكم ده؟!، أنتم كنتم عاملين زي الضراير..
عقب دياب على حديث صديقه بمرحٍ:
-زمان بقا كُنا فعل ماضي وبعدين أنا وهو بقينا سمنة على عسل من ساعة ما فكرنا نجوزك، وهنجوزك وتبقى أبو زهران الصغير أو دياب مش هنختلف…
وقبل أن يتحدث نضال، على ما يبدو صديقه يرغب في أصابته بجلطة كما يفعل شقيقه ووالده..
-أخت العروسة جت..
رفع نضال رأسه لينظر ناحية ما ينظر له دياب، فوجد جهاد تقترب منهم وهي تحمل كيس بلاستيكي أبيض ويظهر ما يتواجد بداخله مثل وضوح الشمس بأنها عُلبة مجوهرات..
تحدث دياب بنبرة خافتة لم يسمعها سوى صديقه:
-هو السَبت عند العروسة اتقطع ولا إيه؟! ولا هما غيروا الروتين..
رد نضال عليه بنبرة خافتة هو الاخر:
-التغيير مطلوب في العلاقة علشان ميزهقوش..
أقتربت منهما جهاد هاتفة بانفعال:

-أنا روحت البيت ملقتش حد يفتحلي البوابة واضح أن مفيش حد هناك ولا مرات عمك حتى هناك وروحت الجزارة عمو زهران مش موجود ولا أنتَ، وقالولي أنك هنا
تحدث نضال بابتسامة حاول رسمها تحديدًا وهو يراها تسير بالاسدال تلك المسافة التي لا تعد صغيرة يبتعد هذا المطعم عن شارع خطاب قليلًا:
-ازيك يا جهاد، هو في حاجة ولا إيه؟!.
غمغمت جهاد بنبرة مُنفعلة:
-أيوة فيه، دي الشبكة اديها لاخوك قليل الأدب اللي مش محترمني قوله إني بنت ناس ومحترمة وعيب أوي اللي بيعمله ده، اديله شبكته ومش عايزة اشوفه ولا ألمحه تاني حتى..
أردف نضال بعدم فهم ودياب كان صامتًا ويكتم ضحكة بصعوبة لا يدري لما:
-اهدي بس وتعالي اقعدي..
ردت جهاد عليه بعصبية:
-محدش يقولي أهدي…
رفع نضال بصره ليجد سلمى واقفة على الرصيف الآخر وعلى ما يبدو أنها كانت تحاول العودة حينما رأته، هي لا ترغب في أن تقابله تلك الفترة…
أشار لها نضال بأن تأتي بعفوية وتحدث:

-أختك واقفة هناك…
استدارت جهاد هي الأخرى وأشارت لها هاتفة باستنكار:
-تعالي..
جاءت سلمى مُجبرة وهي تعبر الطريق ثم أقتربت منهم هاتفة بنبرة مكتومة:
-السلام عليكم..
رد نضال ودياب في الوقت نفسه وخرج صوتهما وكأنه صوت رجلًا واحد:
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وجهت سلمى حديثها إلى شقيقتها بعصبية هي الأخرى:
-ممكن افهم في إيه؟! ونزلتي كده ليه؟!!! أمك قلقت عليكي نزلتي ومفهمتيش حد في إيه؟!.
قالت جهاد بنبرة قوية:
-نزلت علشان أديهم شبكة الباشا اللي مختفي ومبيردش عليا بعد عملته السوداء.
تحدث نضال وسلمى في وقتٍ واحد:
-عمل إيه؟!..

شعرت جهاد بالخجل من إخبارهم ثم قالت بنبرة كانت على وشك أن تبكي فيها:
-أبقوا اسألوه هو عمل إيه…
هتف نضال سائلا سلمى بجدية:
-طيب في إيه يا سلمى؟!.
نظرت له سلمى وهي تتجنب التواصل البصري الصريح معه بعد كل ما حدث الأيام الماضية:
-والله معرفش، هي كانت قاعدة في أوضتها فجأة خرجت ونزلت ومفهمناش حاجة..
“جهاد!!”
كان هذا صوت سلامة الذي يأتي بعدما أصطف بسيارته أمام المطعم ثم اقترب منهم بملامح غاضبة وجامدة فهو أتى ليخبر شقيقه ما حدث معه لكنه لا يعلم ما الذي تفعله جهاد هنا:
-أنتِ بتعملي إيه هنا؟!.
قال سلامة تلك الكلمات وهو يتفحصها بحذائها المنزلي والاسدال، وهيئتها الغريبة عليها…
فـ جهاد التي تتعمد دومًا أن تكون في أشد حالاتها أناقة حتى ولو كانت ذاهبة إلى شراء الخضروات…
غمغمت جهاد وهي تعطيه الكيس البلاستيكي ليأخذه منها بصدمة:

-بعمل اللي كان المفروض يتعمل من زمان…
قاطعها سلامة ساخرًا:
-بدل ما تكوني خايفة وقلقانة عليا علشان موبايلي اتقفل وأنا بكلمك جاية تديني الشبكة علشان اتأخرت في الرد..
ردت عليه جهاد بقوة ولم تستوعب كلماته جيدًا:
-لا وأقلق ليه بعد اللي قولته؟!..
كان الثلاثة يراقبون الحوار بفضول كبير وهذا ما جعل سلامة يرد عليها:
-قولت إيه يا بنتي؟!..
ضحكت جهاد مستهزئة:
-اه؛ كلهم بيقولوا كده برضو لما حد يواجهم…
غمغم سلامة بنبرة مُنفعلة:
-بقولك إيه أنا مش طايق نفسي الموبايل أتسرق وأنا ماشي في الشارع وخارج من الشغل وبكلمك، جه موتوسيكل خده من ايدي وروحت عملت محضر..
قاطعته جهاد بنبرة جادة:
-من أخلاقك وتصرفاتك ونيتك..

تحدث سلامة بنبرة غاضبة:
-يا بنتي متنرفزنيش…
هنا أردف نضال باهتمام:
-معلش بس لو هنزعجكم ونقطع المشكلة رقم ثلاث ألاف بتاعتكم تقول أيه اللي حصل براحة علشان أفهم؟!.
رد سلامة على حديث شقيقه بانزعاج واضح:
-يا عم كنت راكن العربية بعيد في بارك كده، وماشي في الشارع ماسك التليفون في ايدي بس كنت مش ماسكة برضو بإحكام وبكتب وبسجل ريكوردات ليها وبكلمها جه موتوسيكل في ثواني لطش الموبايل مني، ولقطت نمرة الموتوسكيل وروحت عملت محضر بس…
نظر له دياب ونضال بأسى.
عقبت جهاد على حديثه بجدية:
-الشبكة معاك ابقى هاتلك تليفون جديد يا أستاذ سلامة بقا وريح دماغك..
قاطعها سلامة بغضب كبير:
-بت أنتِ أنا ساكتلك من الصبح وعامل حساب أننا في الشارع، بقولك مسروق ومش طايق نفسي، وبعدين أنا كنت بكلمك، وبنتكلم في حوار القاعات، وبسمع الريكوردات بتاعتك وبقولك أقلعي السماعة علشان بتقعد توش ده اللي فاكره يعني ولا جيت جنبك ولا اتخانقنا إيه بقا اللي أنتِ عاملاه ده؟!!.

“طيب أنا همشي أنا”
قال دياب تلك الجملة ورحل حينما شعر بأن وجوده هنا غريبًا..
شعرت جهاد بأن هناك دلو من الماء المثلج ثم إسكابه فوق رأسها..
كان عادة سلامة أن يرسل لها رسائل متقطعة…
“أنا أمنية حياتي تقلعي يا جهاد….
كان هناك رسالة أخرى يقوم بكتابتها بعدها..
“أم السماعة دي علشان بتقعد تزن في ودني مع صوتك ومش سامعك كويس من يوم ما جبتيها وانا مش عجباني”..
ويظن سلامة بأنه قد أرسل الأخرى..
أما جهاد عادت خطوتين إلى الوراء تحت نظرات الجميع هاتفة وهي تحاول أن تدافع عن نفسها رغم إدراكها بأنها حمقاء تحديدًا بسبب شكوته المكررة من السماعة، كيف ظنت به بأنه يقصد شيئًا أخر؟!
-أيوة ميصحش تكسر بخاطري كل شوية والسماعة اللي بحبها تقعد تقولي شيليها…
كان من نصيب سلمى الحديث تلك المرة ساخرة:
-يعني أنتِ عاملة كل ده علشان السماعة؟! والله أنا غلطانة إني نزلت وراكي من أساسه…

أردف نضال متعجبًا:
-مش ملاحظة أنك بالغتي شوية يا جهاد ده أنا قولت الواد عامل مصيبة وكنا هنتبرى منه…
تمتم سلامة بسخرية وهو ينظر إليها نظرات غاضبة:
-اهو الحمدلله شهادة الناس الغريبة أنا مجيبتش حاجة من عندي…
قالت جهاد بابتسامة مرتبكة:
-ممكن أخد الشبكة؟!.
أردفت سلمى ساخرة:
-لا متديهاش الشبكة وخلصونا والحوار ده بدل ما أحنا هنفرج المنطقة علينا كل شوية…
تمتم نضال بنبرة هادئة:
-كوني محضر خير..
صاحت سلمى مستنكرة وبعفوية شديدة وكأنها تتحدث مع شخصًا أخر غير نضال:
-هما دول نافع معاهم خير ولا شر..
غمغم سلامة وهو يمد يده بالكيس البلاستيكي إلى جهاد مرة أخرى:

-خدي الشبكة، وربنا يهديكي.
قالت جهاد برقة وهي تأخذ الكيس منه:
-حقك عليا المهم طمني حصل إيه؟!…..
قبل أن يتفوه سلامة بأي شيء تحدث نضال:
-طب ادخلوا اقعدوا بدل ما احنا واقفين كده والناس داخلة وخارجة..
غمغمت سلمى بنبرة جادة:
-هي تروح أحسن بدل ما هي نازلة بشبشب البيت بس لو عايزة تقعد براحتها أنا ماشية عندي ميعاد..
سأل نضال بعفوية شديدة وهو ينظر لها:
-رايحة فين؟!…
كررت جهاد السؤال مرة أخرى:
-استني نروح مع بعض وبعدين أنتِ رايحة فين يعني؟!..
تحدثت سلمى بحرج كبير وهي لا تعلم لما يسألها هذا السؤال ما شأنه إلى أين سوف تذهب؟!..
لكنها أجابت كونها تتحدث مع شقيقتها..

-رايحة لطنط بهية علشان ميعاد الحقنة بتاعتها مش مروحة، نص ساعة كده وجاية…
نظر لها نضال بتفكير وهنا قالت جهاد:
-خلاص هستناكي أروح معاكي هقعد افهم حصل إيه، وقولي لماما أن مفيش حاجة وابقي عدي عليا…
____________
في صباح يوم جديد..
استيقظت سامية من النوم وأخذت تقلب في هاتفها بأعين بها بقية نوم…
لكن شيء واحد جعلها تفتح عيناها على أخرها…
رسالة من حمزة…
“ابعتيلي رقم عمك علشان أخد ميعاد وأطلب إيدك منه”
 

   •تابع الفصل التالي "رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent