رواية قلوب تائهة الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سهام صادق
الـــفــــصـــل الثــاني عـــشـــر
لحظة لقاء قد اتساوت بكل شئ ، لحظة قد تجمعت فيها دموعها لتعبر عن مدي شوقها،لحظة قد عجز اللسان فيها ان يرسل كلماته التي تمني دوما ان يُنطق بهاا ، وابتسامه قد عادت لقلب قبل شفتاهه، ودفئ قد افتقدته الروح ، وايدِ تمنت لو ان يأتي يوم لتحتضن مفتقدهاا ، شعورا كثيرا كان يحاوطهاا ولكنه ليس سواا شعور يعبر عن فرحة صاحبه ...
نظرت لطفلها بشوق شديد ، وهو نائم بين ذراعيهاا، ظلت تتأمل ملامحه التي افتقدتها منذ زمن ، وياله من زمن كان قاسي عليها عندما حرمها من طفلها ، اقتربت منه بحزر لكي لا توقظه ووضعت قبله حانيه علي جبينه ... وبعد وقتا قصير، كانت تمسك بهاتفهاا وهي تنتظر ان يُرد عليهاا وبعد لحظات
أدهم : مازن أخباره ايه دلوقتي
صافي : مش عارفه أشكرك أزاي يا أدهم ، بس كل الي قدر اقولهولك ربنا مايحرمك من اعز الناس عندك ، عشان بجد أصعب حاجه لما الروح تفقد اصاحبهاا
أدهم : متشكرنيش ياصافي ، الظروف هي الي ساعدتني اني اقدر ارجعلك ابنك من تاني ، حافظي عليه اووي ياصافي
صافي بهدوء : وانت حافظ علي الي بتحبهم ، عشان ميجيش يوم تندم انك ضيعتهم من ايديك .... ثم نطقت بكلمتها الاخيره وهي تقول : مع السلامه يا أدهم
وكأن كلماتها الاخيره قد لمست قلبه ، تنهد بأرتياح وهو يبحث عن مفاتيح سيارته ليذهب اليها
.................................................. ...........
وبعد رحله طويله ، استغرقوهاا للذهاب الي ايطاليا
تتابعهم الحامل وهو يحمل متعلقاتهم الخاصه ، انتهي الحامل من وضع ما يحمله ، وتتطلع لهم مبتسما وهو يتمني لهم لحظات ممتعه ... ثم تركهم وانصرف
ظلت تتأمل الغرفه بنظرهاا ، فقد كانت غرفه واسعه تحتوي بداخلها علي غرفتين للنوم ، تنهدت بأرتياح شديد ، ودخلت الي غرفتهاا وهي تشعر ببعض التعب
كانت نظراتهاا اليه توحي بالكثير من الألم ، وكلما تتطلع الي أعينها شعر بمدي حقارته ، فهو قد حرمهاا من اجمل لحظات عمرهاا ، ولكن ماكان يبرره لنفسه انا لست المخطئ فقط
وكأن القلب يريد ان يدافع عن نفسه ليقول : اصبحت انا الان مخطئ عندما ، صدقت بحبك وعصفت بكل شئ لكي أرضيك ، هل نسيت عندما كانت تبتعد عنك وتتركك بالأيام دون ان تحادثك ، ماذا كنت تفعل كنت تتهمني بالأهمال ... وعندما اصبحت تمتلكني ماذا فعلت بي ...... يالك من وقح
تنهد بضيق شديد ... وكأن عقله أصبح مدافع عنه
كنت عايز أكسر غرورهاا
نطق القلب متألما وهو يقول : انت فعلاا كسرتني وكسرت نفسك معايا بذنب هتفضل تفتكرهه طول عمرك
وضع يديه علي اذنيه وهو يشعر بالصداع الشديد ، لم يشعر بنفسه سواا وهو جالس في تلك البار لينسي نفسه بين كؤسه البغيضه
.................................................. .............
وقف يتابع حركاتهاا ، وهي تسجد بخشوع ، وكلما تأملهاا وهي تسجد أبتعدت عيناهه سريعاا وهي تشعر بالخجل الشديد من صاحبهاا ، كان صوتهاا عالي نسبيا وهي تناجي ربها بعد ان انهت صلاتهاا ، وعندما نطقت بأسمه في الدعاء سادت الحسره قلبه ، فحتي في صلاتها لا تنساهه ... اما هو يهرب بفكرهه بعيدا حتي لا يتذكرهاا قلبه ... التف ليغادر الغرفه سريعا كي لا تري تلك النظرات التائهه
ولكن استوقفه صوت ندائهاا عليه ، ابتسمت بحب وهي تقول : ممكن تقرب شويه يا ادهم مني
وقف للحظات ،يتأكد ممن طلبته منه .. وعندما قررت طلبهاا بخيبة أمل ... اشاحت بوجهها وهي مازالت جالسه علي سجادة الصلاه
اقترب منها قليلا ، وبعد لحظات هبط بركبتيه وهو ينتظر أن يعرف ماذا تريد .. ثم قال بصوت متهدج : انتي تعبانه يامريم
ابتسمت له بحب شديد وهي تهز له رأسها نافية ... ومدت يديهاا الصغيره وأمسكت بيدهه .. وشرعت بالتسبيح عليها
وكلما ذكرت اسم الله علي أحد اصابعه .. وجد جسدهه يرتشع .. وكأنه كان يفتقد منذ زمن مائا يريد ان يرتوي بيه
ظل يتأملهاا ... وشعور الراحه التي طالما بحث عنها قد وجدها واصبحت تسري بين عروقه .. أغمض عينيه وكأنه يعيد ذكريات ماضيه حينما كان يري والدته تسجد ويسجد بجانبها وعندما تنهي صلاتهاا ، تبتسم له وتضع يدها علي رأسه بحنان وتضمه بين أحضانهاا
نظرت إليه تتأمل ملامحه ، وبداخلهاا شعور بالتمني أن يزرع الله في قلبه الهدي ويرشدهه الي طريق الصلاح بعيدا عن هذا العالم المزيف
فتح عينيه برفق ، عندما أحس بأن حركة اصابعهاا قد توقفت
نظر لهاا طويلاا .. وكأنه يبحث عن اشياء بعيده تسير امام اعينه... وبعد لحظات قال : ليه عملتي كده
مريم بأبتسامه : عشان تشاركني في الثواب
ويالها من كلمة قد سقطة علي اذنيه ، خدعها في كل شئ وهي تبحث له عن أجرا يتقرب به لربه ،يحطم قلبه بيدهه كي لا يحبهاا ، يتركهاا وحيده وهي لا تنساهه وتذكرهه في صلاتهاا ..... نهض من امامها وهو يقول بهروب : انا كده أطمنت عليكي ، عايزه حاجه مني يامريم قبل ما امشي
وقفت امامه مثل الطفله الصغيره التي تترجي اباها ان يبقي معاها بدموعها ، ولكن سريعا ما أشاحت بوجهها وهي تقول : هو انا هفضل محبوسه هنا
أدهم : وانتي عايزه تخرجي ليه
مريم بحزن : عايزه أرجع اشتغل تاني
أدهم بحده وهو يقربها منه : خروج من هنا مافيش ، وشغل برضوه مافيش فاهمه
كانت دموعهاا هي من استطاعت ان ترد عليه ، ابتعدت عنه وهي تمسح دموعهاا وتقول : بس انا بقيت بخاف اووي صدقني ، مبضحكش عليك
حاول ان يلطف الوضع قليلاا بينهم وقال : انتي مش طفله صغيره يامريم ، الاطفال بس هما الي بيخافوا ولا انا متجوز طفله
نظرت له بعتاب شديد .. وهي تخرج بعض الكلمات من حلقها بصعوبه : صح انا مش طفله صغيره ، ولازم اعيش ديما لوحدي
وقبل ان يضعف قلبه .. التف بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : تصبحي علي خير... ثم تركهاا ورحل من عالمها الذي يخشي ان يقع فيه بدون ان يشعر ..
تنهدت بأسي .. وهي تقول بين دموعها التي انسابت بعد رحيله : يارتني كنت طفله صغيره ، كنت أشفقت علياا وفضلت قاعد معاياا
.................................................. ............
وقفت تتطلع له بخجل شديد ، وهي تقول بشمهندس احمد
ألتف الي مصدر الصوت ، وهو ينظر لها متعجبا في حاجه ياهبه
هبه بتردد: بصراحه ، كنت عايزه أسأل حضرتك علي مريم
أحمد : مريم مين ، وبعد ان تذكرها : اه مريم مساعده بشمهندس اياد
هبه : ايوه يافندم .. بقالها مده كبيره مبتجيش الشغل ، وبتصل بيهاا ديما تليفونها مقفول ، ممكن تقولي عنوان شغلها الجديد الي الشركه حولتهاا ليه
أحمد : للأسف معرفش يا أنسه هبه ، لان موضوع النقل ده تم عن طريق ادهم
هبه بخجل : لو مش هضايق حضرتك ، ممكن تسألي مستر أدهم عن مكان نقلها
احمد : حاضر يا أنسه هبه ، عن أذنك
.................................................. ..............
وقفت تنتظر ان يتطلع بأعينه اليها ، حتي لو قليلاا ، وبدون أن يرفع نظرهه عن ما امامه من اوراق .. قال بصوته الجاد: أتفضلي اقعدي يامدام نانسي
نانسي : لو مشغول ممكن ،اجيلك في وقت تاني يا أدهم باشا
تطلع بنظرهه قليلا اليها .. وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك المنظر بملابسهاا التي تجلس بها امامه .. وقال بعد ان نظر الي الأوراق التي امامه ثانية : خير يامدام نانسي
نانسي بتصنع للحزن : هو عزت حبيبي مقلكش أني كنت عايزه ارجع أشتغل هنا تاني في الشركه
أدهم بجديه وهو ينهض من علي كرسيه : عزت باشا عنده شريكاته الي بيدرهاا ، تقدري تشتغل عندهه يا مدام ..
ثم ألتف اليهاا بأحتقار وهو يهم بالمغادره .. وقال : مضطر امشي عشان عندي اجتماع مهم ، وابقي وصلي تحياتي لعزت باشا
وقفت تتابعه بعيانهاا ، وهي تستشيط غضبا من تجاهله لهاا ، تطلعت الي ملابسهاا وهي تقول : شكل المهمه صعبه ، عشان أقدر اوقعك يا أدهم باشا ، بس مافيش حاجه بتصعب علي نانسي
.................................................. ................
أفاق من نومته هذه ، وهو يشعر بالصداع الشديد ، تطلع بجانبه وجدهاا نائمه بجوارهه ..أخذ يتذكر ماحدث ليله أمس ولكن كل ما يتذكرهه هو عندما خرج من حجرته وذهب ليحتسي مشروباا ، أستيقظت من نومهاا وهي تبتعد عنه وقالت بأرتباك : أصلك كنت جاي تعبان من بره ، وفضلت ماسك في أيدي تقولي متسبينش خليكي جنبي ، ومحستش بنفسي غير دلوقتي
وكادت ان تغادر الغرفه وتتركه : ياريت تخف الشرب شويه ، يعني عشان صحتك ...
أياد بتعب : متشكر ياشاهي
أشاحت بوجهها بعيداا ، وخرجت سريعا من غرفته قبل ان تفتضحها عيناهاا من الخوف عليه
تنهد بتعب شديد ، ولاحت أبتسامة علي شفتاهه عندما تذكرهاا .. ولكنه سريعاا ما رفضها عقله
تنهد بأسي .. وهو يخشي أن يكون فعل بهاا أخاهه شيئاا لا ذنب فيه سوا انها قد أحتلت جزء من تفكيرهه
.................................................. ......
دموعا لم تجف واعين قد تورمت من كثرة بكاء صاحبتهاا
نهضت من علي الفراش وهي تشعر ببعض السخونه تسري في جسدها النحيل ، تحركت بضعف نحو حمام غرفتهاا لتنعم ببعض الماء لعله يريح جسدهاا ، وبعد ان انهت حمامهاا ، ارتدت ملابسهاا بصعوبه وقد ازدادت سخونه جسدهاا
أستقلت علي الفراش بصعوبه ، وجسدهاا بدء يرتعش .. حاولت ان تنهض لتبحث عن دواء .. ولكن اعياء جسدها قد منعهاا ... ظلت تتألم بصوت ضعيف .. لم يكن ألم حرارتها اقوي من ذاك الألم الذي جعلهاا تشعر بأنهاا إذا فارقت روحهاا جسدهاا لن تري أحد بجانبها سوا تلك الجدران ... سالت دمعه من عيناها وكأنهاا تشفق علي حال صاحبتهاا ، ونامت والعرق يصب علي وجههاا بسبب السخونه
كان ينهي عمله ، وعندما تذكر دموعهاا التي كانت تترجاهه ان يبقي بجانبهاا ، تنهد بأسي شديد وهو يمنع قلبه من ذاك الشعور، قرر ان يتابع عمله .... ولكن بعد مده قصيره كان يستلقي بسيارته ليذهب اليهاا
كان البيت يعمه السكون التام ، خشي بأن تكون قد تركته ورحلت ، ترجل الي غرفتهاا وهو يندهه عليهاا
أبتسم عندما وجدهاا نائمه بتلك الملابس التي تعبر عن مدي برائتهاا ، ولكن قد انتابها لشئ قد كانت تندهه علي أحد
اقترب منهاا وهو يراهاا تتفوهه ببعض الكلمات ، وضع يدهه علي جبينهاا وهو يشعر بالأسي ... فقد تركها بمفردها وهي مريضه
ومنذ زمن بعيد قد ترك مهنه الطب التي كانت يوما ما حلما من أحلامه وتخلي عنها من اجل ان يحافظ علي تلك الثروه ، بدء يفحصهاا وهو يشعر بالخوف عليها ، فتحت عيناهاا ببطئ شديد ،ثم اغلقتها ثانية
.................................................. ...........
جلست بجانبه ، وهي تتصنع الزعل
عزت : مالك يانانسي ياحببتي
نانسي بحزن مصطنع : يرضيك كده يازيزو أبنك ياعاملني المعامله ديه ، ده كان ناقص يطردني
عزت بهدوء : يانانسي ، انا قولتلك تعالي اشتغلي معايا ، انتي ليه مصممه انك تشتغلي عنده
نانسي بأرتباك : ما أنت عارف يازيزو ، انا قبل ما اتجوزك وأشوفك ياحياتي ، كنت شغاله سكرتيرة لبشمهندس احمد ، وانا بصراحه عايزه أرجع اشتغل تاني هناك وسط صحابي
عزت : يانانسي ياحببتي ، انتي دلوقتي مراتي .. ومينفعش تشتغلي زي اي موظفه
نانسي بضيق : كده يا عزت ، يعني انت مش عايزني أشتغل ، اخص عليك أخلفت وعدك معايا وقولتلي هخليكي سيدة مجتمع
عزت وهو يقترب منهاا لكي يقبلها : خلاص ياقلب عزت يبقي تعالي اشتغلي معاياا ، بدل ما انتي ديما وحشاني كده
نانسي بدلع : بس انا يا زيزو مش عايزه حد يقول عشان هي مراته ، والكلام الا انت عارفه ... هاا ياحياتي هتكلمه ارجع تاني الشركه انت مهما كان عزت باشاا
عزت بتنهد : ربنا يسهل
نانسي بخبث : ميرسي يازيزو ياحياتي ، ثم اقتربت منه لتضع قبلة علي خد ذاك العجوز وهي تضحك علي غبائه امام انوثتها التي اصبحت سلاحهاا امامه
.................................................. ...........
وضع يدهه يتحسس حرارتها ثانية ، تنهد بأرتياح عندما وجدهاا تنخفض ، تتطلع الي ملامحهاا المتعبه ، وبدء يزيح خصلات شعرهاا عن عيونهاا ، اقترب منهاا قليلا وبدء يغطي جسدها برفق ، ونهض من علي الفراش ليحضر لهاا شئ ساخن تأكله ، وبعد ان خلع سُترته وازاح برابطه عنقه
بدء يعد لهاا الطعام .... وهو يبتسم بعذوبه لما يفعله هو
انتبهه علي صوت هاتفه
أدهم : ايوه يا أحمد
احمد بأستغراب : فيك حاجه يا أدهم انت تعبان
أدهم بضحك : ما انا كويس اه ، وبكلمك
أحمد بأرتياح : اصل عمرك ما اتأخرت علي الشركه ، فقلقت ...
أدهم بتنهد: انا مش جاي النهارده ، وخلي هنا تلغي كل الاجتماعات
احمد بقلق : لاء يا أدهم أكيد فيك حاجه ، نص ساعه واكون عندك في الفيله
ادهم بضحك : قولتلك انا كويس صدقني ، وكمان انا مش في الفيله ... ثم انتبهه لصوت انفاسهاا المتقطعه خلفه وقال : سلام دلوقتي
التف اليهاا ، وهو يقول بحده مصطنعه : قومتي ليه من علي السرير
نظرت له بعتاب شديد وكادت دموعهاا تتساقط .. ولكنها سريعاا أشاحت بوجهها وقالت : متقلقش عليا انا كويسه ، وكمان انا مش طفله صغيره
ضحك بشدهه علي تذكرها لكلماته وظل يتطلع اليهاا وهو يقف امامهاا : شكل قلبك أسود يامريم
نظرت له بخجل من تلك النظرات واخفضت رأسهاا
ادهم : روحي ارتاحي ، عشان اجيبلك الشُربه ، وعلي فكره انا الي عاملها بأيدي
وبعد لحظات معدوده ، كان يطعمها بيديه وهم يتحدثان
أدهم : كنتي لازم تتصلي بيا لما حسيتي انك تعبانه
تتطلعت عيونهاا اليه وكادت ان تتحدث
أدهم بتنهد : من بكره هيجبلك شغاله ، تفضل جنبك
مريم بتعب : بس انا مش عايزه حد يخدمني ، انا بعرف اخد بالي من نفسي كويس
أدهم : انتي مش شايفه نفسك بقيتي ازاي ، وكمان انا مش مستعد اجي مره تانيه الاقيكي بالمنظر ده
تتطلعت اليه بحب شديد وهي تري خوفه عليها، الذي يمنع عيناهه ان تظهرهه كان قلبها يحدثها بهذا ... وبدون ان تشعر ابتسمت له
ادهم بضحك : بتضحكي علي ايه
ومن شدة ارتباكهاا قالت : اصل افتكرت شكلك وانت بتعملي الاكل وواقف ماسك المعقله في ايد ، والتليفون في الأيد التانيه
أبتسم رغما عنه ...وقبل أن يفتضح أمرهه .. قال : طيب يلاا عشان تشربي الدوا بتاعك وبطلي ضحك
ثم تابع بالحديث وقال : شكلي بسببك هرجع أمارس مهنه الطب تاني
تطلع الي أعينها التي تنظر لها بغرابه وقال : مالك بتبصلي كده ليه
مريم بخجل : اصلي مش مصدقه انك طبيب
أدهم بسخريه : كنت
مريم بتسأل : طب سيبت مهنه الطب ليه
التف بوجهه بعيدا عنهاا وهو يقول : ارتاحي دلوقتي وانا هفضل بره اتابع شوية شغل في التليفون
تتابعته بأعينهاا الي انا غادر الغرفه ... ووضعت رأسهاا علي وسادتهاا بأبتسامه حب وهي تتذكر نظرات خوفه عليهاا ، بدء عقلهاا يسبح معهاا في عالم احلامهاا ، وقلبهاا لا يتوقف عن الرقص بنغمات دقاته فرحا ، فاليوم اجتمعوا معاها الاثنان ... ونامت وهي تبتسم مثل الطفل الصغير
عاد اليهاا ثانية ، وهو يري أبتسامتهاا الصافيه علي وجهها النائم .. أبتسم علي برائتهاا هذه واقترب منهاا بحزر شديد ، ووضع قبلة حانيه علي جبينها بألم يعتصر قلبه بسبب عِند صاحبه .
يتبع بأذن الله
*********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية