Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سهام صادق 

الـــفـــصــل الــثــالثـــ عـــــشـــر

أحلاما نتصدي بها عن واقعا ، وواقعا نريدهه بأحلامنا
وأيام يطيل أنتظارهاا ، وعمرا يمضي مودعاا لأصحابه
وذكريات تبحر في أعماق قلوبنا، وقلوب تعيش تائهه ، وعيون تود ان تبصر علي ما تتمناهه قلوبنا ، وعقلا سارحاا بين ارواحنا يتمني لو للحظه سكون يتوقف فيهاا صارخا هائجا بأفكارنا وذكرياتنا الهاربه بين بحور قلوبنا
خطوات بطيئه كان يخطو بهاا ،بين صراع لا يود ان يخمد وقف أمام غرفتهاا قليلاا ، لعله يستجمع تلك القرار الذي أتأخذهه عقله ... وبعد لحظات كان يطرق عليهاا الباب لتستجيب هي وتفتح له الباب وتقف تتطلع الي عيونه الهاربه منهااا.... تنهدت طويلاا وهي تتطلع له وقالت :
في حاجه يا أياد 
أياد : عايز أتكلم معاكي ياشاهي ممكن
شاهي بهدوء : وانا كمان كنت عايزه اتكلم معاك بهدوء ، بدل ما أحنا ديماا بنتخانق 
أياد بأرتياح : طيب أنا هستناكي في الصاله 
نظرت الي ملامحه ، وهي تائهه بين طياتهاا ... تنهدت بعمق ، وذهبت خلفه لتعرف ماذا يريد
أياد بهدوء: انا مش عايز أظلمك أكتر من كده ولا عايز اظلم ابني الي جاي زي ما ظلمتك ...
ثم تتطلع بوجهه لأعلي ليري وجهها ، مش عارف هيقدر يسامحني ازاي لما يعرف انه جيه الدنيا بغلطه غلطناها ونسينا عواقبهاا ....ثم اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : انا وانتي غلطنا ... انا غلطت لما حاولت اعقبك واكسر غرورك ، وانتي غلطتي لما سلمتِ نفسك لياا عشان ترضيني ....... اخفض عيناهه ثانية .. وبعد لحظات : اتمني انك تسامحيني 
كانت تستمع له وهي تجمع شتات أوجاعهاا .. وبعد لحظات رفعت بصرها بكبرياء وهي تقول : ياريت لما اولد تتطلقني يا أياد ، وياريت تنهي الرحله عشان عايزه انزل مصر
.................................................. .......
وبعد وقتا طويلاا قضته بين احلامهاا ، استيقظت وهي تبحث عنه بأعينهاا ..... نهضت من علي الفراش وهي تتمني أن تجدهه كما وعدهاا ....
كان جالسا وهو ممدد برأسه للخلف ومغمض العينين ، اقتربت منه وظلت تتطلع علي الملامحه التي طالما عشقت صاحبهاا بكل عيوبه وقسوته ... ابتسمت وهي تتذكر لمسات يدهه الحانيه وهو يطعمها ، اخفضت بجسدهاا قليلاا كي تيقظهه من تلك النومه ، ولكنه كان اسرع منها وجذبهاا اليه وهو يقول : بقالك ساعه واقفه تبصي علياا ، ايه يامريم انا حلو اووي كده
حاولت النهوض من وضعتهاا هذه ، فكم كانت قريبه من انفاسه وبين يديه ، وتستمع لدقات قلبه ... حاولت الابتعاد عنه ثانية ولكن محاولتها أبت بالفشل 
مريم بخجل : ممكن تسيبني 
نظر لهاا مبتسما وهو يقترب من اذنيها بأنفاسه : لاء 
كانت نظراتها له مثل نظرات الطفل وهو يترجي اباهه ..
ابتسم لها ثانية ولكن بصوت عالي : متحاوليش معاياا فاهمه ، عشان مش هسيبك انتي الي جيتي برجليكي وكنتي فاكراني نايم
تطلعت بضكته قليلاا ، وهي شاردة به .... ثم سقطت دمعه من عيناها 
ادهم بخوف : مريم انتي تعبانه 
أخذت تحرك برأسهاا نافية وهي تقول :لاء
أدهم : طيب بتعيطي ليه ،وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمها الي صدرهه بخوف شديد
حاولت ان تبتعد عنه ، ولكن ضمته لها جعلتها تنسي كل شئ حتي خجلهاا واستكانت بين احضانه ، وهي تقول : نفسي ادهم الحنين يفضل علي طول كده
أبعدها عنه قليلاا وهو يضحك بشده وقال : اممممم ، مره ادهم الانسان ومره ادهم الحنين ... اومال انا كنت ادهم ايه بقي قبل ما أكون دول
تأملته قليلاا وهي تري ضحكاته العاليه ، فأخفضت بوجهها بعيدا عن عيناهه التي تتطلع بهاا 
وبدون ان يشعر وجد نفسه يقبلهاا بشده، ثم حملها برفق لتصبح من الان زوجته 
.................................................. ......
لحظات قضاها وهو يتذكرهاا ، يتذكر اللحظات التي تمنهاا ان يتعجل بها الزمن لتكون زوجته .... احبها بشدة لدرجة انه لم يبصبر بعيوبهاا ، ويالها من ذكري أليمه عندما يتذكرها يشعر بمدي غبائه ، تنهد بأسي وهو يسترجع تلك الذكري الأليمه
أدهم : صدقني يا أحمد ندي ، ديه مش بتحبك ديه بتحب فلوسك بس ، بتحب الي هتاخد منه اكتر
أحمد بحده :ولا هي عجبتك يا صديق عمري ، وجاي دلوقتي تفرق بيناا ..... فعلا ندي كان كلامها صح
أدهم بعتاب : انا يا احمد ، انا هسيبك عشان انت شكلك دلوقتي مش في وعيك
أحمد بحده :انا الي دلوقتي بقيت في وعي فعلاا 
نظر له بعتاب ، وهو يغادر شقته وقال : بكره هتعرف الحقيقه يا احمد بس ياريت تعرفها قبل فوات الاوان
وياله من اوان قد أتي ليعصف به ، عندما سمع كلماتهاا وهي تقول : انا بحبك انت يا ادهم ، احمد ده مجرد سِلم كنت عايزه اقرب بيه منك .... انا مستعده افسخ الخطوبه دلوقتي حالا ياحبيبي ...... وكادت ان تقترب منه لتحتضنه 
أبعدها عنه وهو يبتسم لمن أمام أعينه وهويقول : نورت الحفله يا احمد 
كان في عالم اخر ، لا يشعر بشئ سواا بقلبه الذي أصبح ينزف .... تطلع اليها بسخريه وهو يبتسم : مش عايز اشوف وشك في حياتي تاني فاهمه ، اطلعي بره ياحقيره 
عاد بذكرياته ..... وهو يبتسم بسخريه ... عندما شاهدهاا اليوم وهي تمسك بين احد ايديهاا طفلاا ، وملامحها التي ابدلها الزمن وكأنها ليست هي ...
.................................................. .............
وقفت تعد له طعام الافطار ، وهي شارده بليلة امس ، كانت انفاسه مازالت عالقه بجسدها وكأنهاا مازالت بين احضانه ، تنهدت بأسي وهي لا تعرف ماذا هي الان لديه ... 
انتبهت من شرودهاا ،عندما تطلعت للقهوه التي تفور امامهاا .. وبعد ان اعدت الفطور علي المائده ، ذهبت اليه وجدته قد افاق من نومته ويرتدي ملابسه ...انتبهه الي وجودها ونظراتها التي تبتعد عنه خجلا وهي تقول : الفطار جاهز
ابتسم لهاا بعذوبه وهو يلف حول عنقه تلك الرابطه .. وبعد ان انهي ربطهاا اقترب منها ورفع وجهها بين بيديه وقال :أممممم ، ومنزله راسك للارض ليه ..... وانحني بجسدهه ليصبح في مستوي اذنيهاا ليقول : هتفضلي مكسوفه كده مني 
وكاد ان يقبل عنقهاا ... ولكنها كانت اسرع منه وابتعدت عنه لتغادر الغرفه 
أبتسم علي فعلتهاا هذه وهو يبتسم علي افعال ابنته الصغيره وليس زوجته ... ثم غادر الغرفه وهو يقول : افطري انتي كويس عشان تاخدي علاجك ...وكاد ان ينطق بي ياحبيبتي ولكنه تنهد طويلاا وقال : لو احتاجتي حاجه كلميني ... ثم غادر وهو أخذ بقلبها معه الذي يعصف به بعِندهه 
.................................................. .............
نظرات غضب قد امتلكته ، عندما رئهاا تجلس في مكتبه وهي تتطلع له بتلك النظرهه التي يكره ان يراهاا 
أعتدلت من جلستهاا وهي تنظر لزوجهاا وتبتسم 
عزت بهدوء : جيت قبل الاجتماع بنص ساعه ، بس للاسف حضرتك لسا واصل قبل ما الاجتماع مايبدء بخمس دقايق
تطلع له بهدوء تام بعد ان جلس علي كرسي مكتبه ونظر للأوراق التي امامه وقال : اتفضل علي غرفة الاجتماعات ياعزت باشا عشان الاجتماع هيبدء
كانت اعينهاا تتطلع لهما مبتسمه وهي تري كم المشاحنات التي بينهم 
نانسي بهدوء : هو انا هحضر معاكو الاجتماع ياحياتي
عزت بأبتسامه : طبعا ياحببتي ، انتي دلوقتي من اعضاء مجلس الادراه 
اما هو اخذ بأوراقه وغادر غرفته وهو ينظر لهم بسخريه 
وبعد وقت طويلاا قضاهه في تلك الاجتماع ... ذهب الي غرفته وهو يشعر بالأختناق الشديد من كل شئ .. جلس بتعب علي اريكته واتكئ بجسدهه ليصبح متساويا مع الاريكه واغمض عينيه وهو يتذكرهاا وهي نائمه بين احضانه وهو يداعب خصلات شعرهاا بيدهه ويقبلهاا ، تنهد بضيق وهو يشعر بالأحتقار من نفسه عندما تذكر بعض اللحظات التي قضاهاا مع صافي مسبقاا تنهد بأسي .. ونهض من جلسته ليتابع عمله 
.................................................. ........
وبعد لحظات قد قضاها في القلق عليهم ، اسرع بخوف الي الطبيب وهو خارج من غرفتهاا 
تتطلع له الطبيب مطمئنا وهو يقول : متقلقش مستر أياد ، المدام بخير والبيبي كمان بخير .. بس لازم الراحه التامه والمدام متتحركش
أياد بتسأل : بس احنا كنا ناوين ننزل مصر 
الطبيب محزرا : مينفعش دلوقتي مستر أياد ، عشان حالة الجنين مش مستقره لازم نستني لما الحاله تستقر .. عن أذنك
تنهد بأسي وهو يتذكرمنذ لحظات فقط كان سيفقد طفله 
وبعد لحظات كان يتطلع اليها وهي نائمه ، اقترب منهاا وهو يمسك احد ايديهاا ويقبلهاا ...
شعرت بلماسته ، نهضت بتعب وهي تتحسس جنينها وتقول : ابني مات صح ، اكيد انت فرحان دلوقتي عشان خلصت منه
نظر لها معاتبا .. وهو يقول : لاء ياشاهي البيبي بخير ، الدكتور طمني ... بس لازم ترتاحي ومش هينفع ننزل مصر دلوقتي لغير لما حالتك تستقر .....ثم تركهاا وهو يشعر بالأختناق من كلماتها فكيف تظن انه سيسعد عندما يفقد طفله، هل تراهه قاسي بهذه الدرجه ..... 
.................................................. ............
وبعد وقتا قصيراا ، دخلت اليه وهي تقول :انا حجزت لحضرتك الشاليه الي طلبته في الغردقه ، اي اوامر تانيه يافندم
أدهم وهو يترك حسوبه الشخصي : كل الاجتماعات والبنود الي هتتمضي ، حوليها علي بشمهندس احمد .. عشان انا مش هكون موجود في الشركه يومين
هنا بتسأل : هو حضرتك هتغيب يومين يافندم .. ثم تطلعت اليه سريعاا وهي تقول : اسفه يافندم ، اصل حضرتك مش متعود تغيب عن الشركه يوم واحد
ادهم بجديه : اتفضلي يا أنسه هنا علي شغلك 
تطلعت اليه ثانية بخجل .. ثم غادرت مكتبه
وفي تلك اللحظه كان احمد يهم بالدخول ..
أحمد بتسأل: ايه ده يا أدهم هو انت هتسافر،وهتسيب الشركه يومين
ادهم بضيق : هو في ايه ياجماعه ، هو انا مينفعش ارتاح واخد اجازه كل فتره ، اريح اعصابي فيها
أحمد مبتسما : أمممممممم ، وياتري مين سعيدة الحظ الي قدرت تغير أدهم بيه شوكت حفيد شوكت باشا الدمنهوري .. 
أدهم بجديه : وانت ليه فاكر ، اني لما اخد اجازه لازم اقضيها مع واحده ... مش يمكن عايز اكون لوحدي
أحمد بضحك : أممممممم ، معتقدش ان مافيش واحده ظهرت فجأه في حياتك وبدأت تغير أدهم .. ثم قال مبتسما : الي كان بقي لا يطاق .. بس بصراحه انا سعيد بكده واتمني اني اشوفها عشان اشكرهاا علي التغير العظيم الي عملته فيك ده
أدهم بحده وهو ينظر لساعته : عندي اجتماع مهم بره الشركه مضطر امشي دلوقتي 
وقبل ان يهم بالمغادره ...
أحمد بتسأل : صحيح يا أدهم ،انت نقلت مريم انهي فرع من شريكاتنا ولا طردتها خالص
وقف للحظات .. وهو يود ان يتطلع اليه بحدهه حتي لا يذكر اسمهاا ثانية ... فلا أحد لابد ان ينطق بأسمهاا سواه هو فقط ... ثم قال : طردتهاا .... وخرج سريعا قبل ان يفضحه قلبه ويقول : يالك من كاذب ، لقد تزوجتها واصبحت تعشقهاا 
ولكن عِنادك هذا سيجعلهاا تضيع من بين يديك
.................................................. .............
لم يتحمل قلبه ، ان لا يسأل عليه فمهما فعل شئ فسيظل هو اباهه واخاهه الاكبر ، كان يشعر بالخوف الشديد عندما يعلم انه عندما ابعدها عنه ، تقرب منها هو وتزوجهاا .... عاود الاتصال ثانية وبعد وقتا قصير .. كان يحادثه وهو سعيد 
أياد بسعاده : عارف يا أدهم انك كنت خايف علياا ، خايف لتتكرر نفس مأستنا مع عزت باشا ، والمفروض ابطل انانيه واستهتار
أدهم بحب : اوعا تزعل مني في يوم ياأياد صدقني غصب عني .. كان يقول له هذا وهو يتذكر مافعله
أياد: في حد بيزعل من ابوهه يا ادهم ، ثم ضحك قليلا وقال : انت حاله شاذه مع عزت باشاا .. بس انا فعلا قبل ما بشوفك اخويا الكبير بشوفك ابوياا الي ديما واقف في ضهري بيحميني حتي من نفسي
وبعد لحظات من الصمت : خلي بالك من نفسك ، ومن شاهي .. ولما حالاتها تستقر خد طياره خاصه وانزلوه بس خليها تبلغ اسعد باشا بحملهاا يعني عشان محدش يشك 
وبعدما اغلق مع اخاهه ، ظل قليلاا يتخيل اليوم الذي ستنكشف فيه نوايه الماضيه .. التي ابدلتها الايام لعشق وحب لم يتخيل يوما ان يعصف بكيانه 
.................................................. ...........
تنهد السائق بتعب وهو يقول : مش موجوده يا جلال باشا 
جلال بتنهد : انت متأكد ان ده عنوانها يا عم سيد 
سيد بتعب : ايوه ياجلال بيه ، انا لما كنت بوصلهاا كانت بتنزل هناا ، يمكن تكون سافرت عند حد من قرايبها
جلال بقلق : كل ده مش معقول ، طب كانت قالت 
سيد بتسأل : هو حضرتك يابيه انت ومروان بيه الصغير هتسافروا امتا عشان العمليه
جلال بتنهد: بعد بكره ان شاء الله ، ادعيلوه ياعم سيد ان عملية زرع القوقعه تنجح واشوفه بيتكلم قدامي
سيد بدعاء: ربنا يشفيهولك ياجلال بيه ، ومايحرمك منه
جلال بتنهد : يــارب ، ثم قال :ياتري انتي فين يا أنسه مريم 
.................................................. ...........
وقف السائق ، حتي تفتح الاشاره ليكمل مواصلة طريقه 
وبعد لحظات وقفت تلك الطفله الصغيره ، وهي تطلع اليه وتقول ، تاخد مناديل يابيه .. ربنا يكرمك خد مني 
ابتسم لتلك الطفله الصغيره وقبل ان يتحدث اليهاا كان ضابط الشرطه يأخذها من يدها بعنف وينهرهاا
خرج من سيارته سريعاا ، وبعد محادثات دامت بينه وبين ضابط الشرطه .. قال : يلا يافرح تعالي معايا
فرح بخوف : اجي معاك فين ، لاء يابيه احنا كله والا الشرف 
ابتسم لحديثها الطفولي هذا ، فكيف لفتاه في عمرهاا تخشي علي شرفها وهي مازالت في السابعه من عمرهاا 
أدهم بأبتسامه : اسمعي الكلام يافرح ، ومتبقيش زي مريم فاهمه
فرح بتسأل : مريم مين ديه يابيه ، بنت حضرتك
أدهم بشرود: مريم ديه كل حاجه عندي ... ثم انتبهه لشرودهه وهو يقول : والدك ووالدتك عايشين 
فرح : امي بس هي الي عايشه ، وانا الي بصرف عليها عشانه تعبانه، ممكن تاخد المناديل ديه بقي وتديني العشرين جنيه عشان اروح اجبلها الدوا 
أدهم بحنان وهو يمسح علي شعرها : عشرين جنيه بس ، اتفضلي ياستي ادي الفلوس اه
فرح بأبتسامه : كل ديه فلوس ، دول كتير اووي .. لاء انا هاخد حقي وبس وخد اه المناديل .. 
ظل يتطلع الي برائتهاا ، وطفولتها هذه التي تجعلك تشفق عليهاا ... وبعد وقتا طويلاا في احد الاحياء الشعبيه
كان يمسك بيدها وهو يصعد تلك السلالم الباليه ....
كان يتطلع لهذا المكان ، وكأن عينيه لاول مره تري في الوجود مثل تلك العيشه التي لاتشبهه عيشه صاحبهاا
فرح : هي ديه الاوضه الي عايشين فيه ، هروح انده امي عشان تشكرك علي الفلوس والدوا والاكل الي جبتهولنا يابيه ... ثم نظرت لهذا الفستان الذي طالما تمنت ان ترتديه .. وركضت سريعاا الي ذاك الغرفه وهي تخرج ممسكه بأيد والدتها المريضه
نظرت السيده له وهي تتطلع الي اناقته وهيبته ، وقالت : هي بنتي عاملت حاجه يابيه ، اوعي تكون عايز تاخدها مني عشان تشغلها عندك او تشتريها بالفلوس ، خد يابيه فلوسك والدوا والاكل احنا مش محتاجين حاجه من حد 
أدهم بطيبه : يا فندم ، انا مش عايز حاجه ، ثم ابتسم لفرح ابتسامة صافيه : انا بس جاي اقولك ان فرح متنزلش تاني الشوارع ، لان انا هتكفل بكل مصاريفها ومصاريف علاجك كمان
والدة فرح : وليه تعمل معايا كده انا وبنتي ، ومين في الزمن ده بقي بيساعد حد كله بياكل في التاني 
أدهم بأبتسامه: اعتبريني واحد مجنون في الزمن ده ، وعايز يساعد غيره .....وصدقيني انا مش عايز مقابل انا هتكفل بمصاريفهاا ... ثم عاود النظر لفرح ثانية وهو يقول : وهتكملي تعليمك يافرح
اخذت الفرحه تظهر علي وجهها الملائكي الصغير ، واتجهت نحوهه وهي تقول : انت حلو اووي ياعمو ادهم ، ربنا يكرمك يارب ...
ابتسم أدهم لدعوة تلك الصغيره ، وكأن الحياه بدئت تبصرهه بعالم جديد وهو العطاء ....
نظرت الام لفرحة ابنتها وهي تقول : ربنا يجازيك خير يابني 
أدهم بأبتسامه :كل شهر هبعت السواق بتاعي يشوف طلباتكم ، وياريت ترجعي فرح تاني مدرستهاا وانا هتكفل بكل حاجه
ثم رحل ورحلت معه تلك الدمعه التي دائما كانت تسيل علي وجه تلك السيده وهي تشعر بالشفقه علي ابنتها الصغير...
تطلعت بأبنتها الصغيره وهي تدور بذاك الفستان الوردي 
وأبتسمت وهي تتذكر جملتها لطفلتهاا (لا تخافي ياطفلتي ان الله معنا ولن يتخلي عنا ) ...... 

يتبع بأذن الله
*********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent