رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الثالث عشر 13 - بقلم اسماعيل موسى
فتحت رسالة سادين
_كيفك يا ولد عمى؟
اتمنى تكون كويس وان تكون عادت لك قوتك، سمحت لنفسى ان اكتب لك لأننى احتاج ذلك
ولأن فرصة ان تحدث معك وجه لوجه قد تكون معدومة
انا فرحت لما شوفتك راجع الدار واخيرآ قدرت اتنفس
انا بحملك مسؤلية انك ترفع راسنا تانى وسط الناس بعد ما ما العار طالنا
هو انت يا ولد عمى ترضى ان بنات عمك يمشو فى البلد مطأطين الراس وكل واحده ملهاش اصل تلقح علينا الكلام؟
انا بموت من نظرات الناس بعد نكسة والدى وهزيمته، اقلك انا كنت عارفه انا ابوى هيخسر لكن البنات هنا محدش بياخد برأيهم، والدى اتكسر يا صقر، اتكسر قوى قوى انا حاسه بيه
لازم تقف قدام فرغلى فى اسرع فرصه وتاخد حقنا
خد حقنا يا صقر وانا…… بامنحك نفسى، يوم ما تكسر فرغلى ولد مدكور انا هصرخ قدام البيت كله انا هتجوز صقر
وممكن تسأل نفسك ايه الجنان ده؟؟
وليه أعرض نفسى للخطر علشان خاطر وأحده يمكن مش عجباك ولا فكرت فيها كزوجه
اقلك ليه يا ولد عمى؟
لأنى مكسورة قوى وكل ليله بنام والدموع فى عنيه
ومفيش حاجه فى ايديه اقدمها ليك الا نفسى….
اهزم فرغلى يا صقر ومتفكرش فى اى حاجه تانيه
لا والدتك ليلى هانم ولا والدى ولا اى حد، فوز يا صقر وانا فى انتظارك، ومتنساش تتخلص من الرساله.
قريت الرساله وانا بابتسم حسيت بمشاعر مختلطه، انا فعلآ رجعت البلد علشان كده
لكن مكنتش متوقع ان الوضع متأزم اووى للدرجه دى
وحسيت بالحزن على سادين وعلى بنات عمى وكل حريم الدار، لأول مره اعرف انهم منتظرين منى الكتير وشايفين فيا المنقذ لكل متاعبهم
كانت ليله مظلمه ومن شراعة الغرفه النجوم تلمع مثل القناديل، فى الخارج امتدت الحقول التى تحوى أسرار وخطايا ومطاريد وكنت اسمع نباح كلب او صياح ديك
نقنقة ضفدع وبدت النخلات خارج الدار كاشباح تحرس مقبرة متحركه.
الصبح على طاولة الفطار عرفت ان فيه عرس كبير عند اولاد صقر
قال جدى شيخ البلد المعفن وافق يجوز بنت أخوة لاخ فرغلى
بيركب الموجه شيخ البلد هكذا وصفه جدى، فى الماضى كان بيستعر من عيلة اولاد صقر ودلوقتي بيناسبهم
وكان عبد التواب غضبان وسعيد بيلعن ويسب ولم اعقب انا
خلصت اكل وشربت الشاى وخرجت إلى الحقول، كنت عايز اقعد على شاطيء النهر
عقلى كان مشغول وكنت محتاج التقط أنفاسى بعيد عن الصخب والعراك
وخدتنى رجليه للمطرح إلى اضربت فيه بالرصاص وكان عقلى مشوش وانا بتذكر الشخص إلى ضربنى بالرصاص وجرنى على النهر، كنت بحاول اتذكر شكله لانه مش غريب على، والشخص إلى شالنى على كتفه كنت فاقد الوعى وعنيه مغبشه ولما كنت بفتح عنيه مكنتش اشوف غير اكتاف قويه وانفاس بتركض
انا كنت هموت هنا واتكتبلى عمر جديد، وكانت الشمس دافيه وشقشقة العصافير تحيط بى
قلعت جلبابى ومسكت عكازى وكان جنبى جذع شجره مقطوع، قعدت اضرب فيه بكل قوتى لحد ما جسمى تعرق
ولاحظت انى بتعب بسرعه وانفاسى مش ملاحقانى
وكان لازم الاقى حل قبل نزال فرغلى، معقول تكون الرصاصه أثرت علي؟
وعلى شاطيء النهر المنعزل بعيد عن الناس حيث تنمو حشائش الحلفه والغاب والغبيره والسعدى وجدت بقعه غطتها الرمال فى فيضان النهر، كانت محاطه بسياج من الحلفه كأنها معزوله عن العالم.
مكان مثالى للركض وهكذا فعلا، ركضت فى الرمال التى تغطى قدمى، ركضت بلا توقف، الف وادور فى مساحه تتعدى المائتى متر حتى انقطعت أنفاسى ثم سقطت على الأرض والعرق يغرقنى
بعد شويه ركضت تانى لحد ما الليل نزل، ثم قصدت الدار وكان هذا سرى الصغير بعد كل يوم تشرق فيه الشمس
اتناول افطارى ثم اخرج ولا أحد يعرف وجهتى
اضرب جذع الشجره المقطوع بالعكاز
ثم اختفى داخل الجزيره واركض حتى تغيب الشمس
مضى أكثر من أسبوع على هذا الحال
وكانت قدرة تحملى تتزايذ بأستمرار، حتى اننى كنت اركض أكثر من ساعتين متواصلتين، وبداء جسدى ينحت وعضلاتى تشتد والتعب يفارقنى رويدا
- يتبع الفصل التالي اضغط على (غرام في قلب الصعيد) اسم الرواية