Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سهام صادق 

الـــفـــصــل الـــرابــــع عـــــشــــــر

لحظه قد أجتمعت فيهاا البسمه لترتسم علي وجهه قد افتقدتهاا منذ الزمن ، وكلمة قد عصفت بقلوبُ لتجعل الحب ينبض ثانية، ودعوة قد أحيت روحاا عادت الي أصحابهاا من جديد، وعطاءٍ أنبعث بشعاع ليبعث بدفئه حياة ، ودفئ قد حاوط قلوبُ لم تبحث عن سواه.... في عالم لا نحيِ فيه سوا بقلوبُ تائهه
لحظات وقف فيها ليتأملهاا وهي نائمه علي تلك الاريكه ، اقترب منها بحزر شديد حتي لا يفزعها من نومتها هذا وحملها بين يديه ليضعها علي فراشها، كان دفئ أنفاسه يحاوطهاا، فتحت عيناها ببطئ لتطمئن بأنه قد عاد اليهاا ، وبعد ثواني قليله اغمضت عيناها ثانية لتعود الي أحلامهاا
كانت كل حواسه تبتسم لفعلتها هذه ، فمعها يشعر القلب ببرائتها ، وتشعر العين بالصفاء، وتشعر الروح بالنقاء،ويشعرالجسد بالدفئ.... تطلع اليها بحبٍ شديد قد أجتمع في قلبه وكأنه غزواً قد أُحتلي ذاك القلب الذي طالما تعود علي الوحده وأصبح ييقن بأنه سيظل وحيدا طيلة عمرهه، ولكنه الان أصبح ينعم بدفئ ساكنه ولكن الي متي سيظل سجاناً لتلك العصفور الذي لا يبحث عن شئ سوا حبه ، وياله من يوم لو علمت سبب زيجته بهاا ، سيتحطم قلبه قبل أن تنكسر جناحيهاا وتهرب منه نافره من حب أصبح ينبت في قلب قد مات منذ زمن وعاد ليحي من جديد ... تنهد بأسي .. وبدء يقترب منها وهو يلمس وجهها بأنامله ... حتي أستيقظت ثانية وهي تبتسم له بنعاس شديد
أدهم وهو يهمس في أذنيها : صباح الخير ياكسلانه
وكأنها الأن بدئت تفيق حقا، وأنتبهت أن قربه هذا منهاا ليس حلماا باتت تحلمه كل يوم ، تتطلعت اليه ثم عادت النظر الي ملابسهاا التي ترتديها أمامه ، أنتفضت من مكانها وهي تبحث عن الغطاء الذي كان أمام موضع عينيهاا
ابتسم لفعلتها هذه ، وأقترب منها أكثر ليضمهاا الي صدرهه ويقول : مش معقول يامريم هتفضلي تتكثفي مني لحد أمتا ، علي فكره أنتي مراتي وانا جوزك ... والمفروض عادي يعني
أستكانت بين ذراعيه ، وهي تستمع لكلماته الحانيه ، وتشعر بأنفاسه الهادئه وكأن وجودها قريبة منه هكذا يجعلها لا تلاغب بشئ سوا أن تظل هكذا طيلة حياتها
عاود الحديث معها ثانية وهو يقول : قومي جهزي نفسك عشان مسافرين
تطلعت اليه قليلا ، وكأنها تريد منه أن يكمل حديثه
أدهم مبتسما : هنسافر الغردقه يومين ، ثم عاد ضاحكا وهو يقول : عايز أخطفك يومين تسمحيلي بكده ياطفلتي الصغيره
أبتسمت له بعفويه شديده ، وهزت رأسها بسعاده بالغه ، وأقتربت من أحد وجنتيه لتقبله قبلة قد شعر بدفئها قبل لمستها ... لتغيبه بها في عالم يصارعه منذ أن أصبحت ملكه 
كادت أن تنهض من علي الفراش ، ولكن يدهه كانت أسرع منها فجذبها إليه ليقبلها بشوق شديد قد أفتقده قلبه
وبعد أن أنتهي من فعلته هذه ، أبعدها عنه قليلا ليري معالم وجهها الذي بات يعشقهاا ، وضحك بشده علي هيئه وجهها الذي أصبح يشع دما من خجل صاحبته 
أدهم بضحكه عاليه: قومي جهزي نفسك يامريم قومي ، ده أنتي شكلك هتطلعي عيني ... 
أما هي في لمح البصر ، كانت أمام مرئات حمامها وتضع يدها علي قلبها الذي اصبح يدق سريعا، فكل لمساته تجعلها تفقد توازنها ، فهي لحد الأن لم تنسي فعلته البارحه وانها أصبحت زوجته حقا ، تنهدت بسعادة وهي تري وجهها يبتسم قبل قلبها لأفعال صاحبه
أما هو كان يمسك أحدي المجلات التي وقعت عليها أعينه بدون قصد .. ورئي صورهه في بعض الحفلات السابقه
تنهد بحزن ، فهو لا يستحق كل هذا الحب منها ، فهي لم تكذب عندما قالت أنها تحبه ، وقبل أن يجدها أمامه كان قد أعاد تلك المجلات لمكانهاا كي لا تشك بأنه عرف أمر حبها وعشقها له منذ زمن 
.................................................. ......
أهتماما لم تعهدهه من قبل ،تطلعت اليه وكأنها تبحث عن أياد الذي تعرفه ، ولكن ماوجدته الأن أمامهاا شخصا أخر يعتني بهاا ويرعاها ، وكأن الايام قد أبدلته لشخصا أخر.. وبعد لحظات كانت تبتعد عنه وهي تقول : خلاص أنا شبعت ، وكمان أنا عايزه أتحرك عشان زهقت طول اليوم قاعده مبتحركش
أياد: معلشي ياشاهي أستحملي ، ثم عاد بالحديث وقال : أتصلي بوالدك عشان يعرف خبر حملك 
ألتفت بوجهها بعيدا عنه ، وهي تتذكر بأنها الان في شهرها الثالث.... ثم عاودت النظر اليه وهي تقول : طبعا لما هننزل مصر ، بطني هتكون أبتدت تظهر .. وقبل أن تكمل حديثهاا وجدته يقول : مش هننزل مصر دلوقتي لغير بعد ماتولدي 
شاهي بصدمه : بس لسا فاضل 6شهور ، هنفضل هنا المده ديه كلها
أياد: مضطرين ياشاهي ، ديه غلطتنا أحنا ، وأحنا الي لازم نتحمل عواقبها
ولأول مره لم تستطع تحمل كلماته وهي تسمعه وهو يلومها علي غلطتها أيضا كما يلوم نفسه ...
نظرت له ببكاء، وهي تقول: انا عارفه أني أنا كمان غلطانه ، ويمكن غلطتي أكتر منك ... بس أنا للأسف مكنتش بلاقي حد يفهمني ايه الغلط وايه الصح ، اتولدت لقيتني بدون أم عارف لم تعيش حياتك كلها تدور علي حد يخدك في حضنه ويهتم بيك ، ومتلاقيش ، أنت الوحيد الي حسستني بالأهتمام حسستني بالحاجه الي ممكن أضعف قدامها ومن غير ما أفكر في عواقبها ، بس للأسف أهتمامك بيا مكنش غير زي الطفل الي بيهتم بلعبته شويه وبعدين يزهق منها ، عشان في لعبه جديده عجبته ... عارف أنت مشكلتك أيه أياد
كان يستمع لكلماتها ، ولاول مره يشعر بكل حرف تتفوه به ... تتطلع اليها قليلا بألم ، واخفض وجهه خجلا من نظرات عيونها .. ثم تابعت هي بالحديث وقالت : مشكلتك أنك شايف كل الناس زي اللعبه ، او العربيه الي ممكن تغيرهاا كل لما تلاقي حاجه جديده نزلت السوق وعجبتك .. مبتفكرش غير في حياتك انت وبس وكأنك عايش في عالم لوحدك ..... 
ثم تنهدت بأسي وهي تمسح دموعهاا : انا بكرهك بكرهك يا أياد .....
كم كانت كلماتها وجع كبيرا أسقطته علي قلبه قبل قلبها ، لم يتحمل سماع كلماتها ونظرات عيونها ... فأبتعد عنها وقبل أن يغادر ألتف اليهاا وكأنه يعاتبها .... ثم تركها وأنصرف بقلب أصبح لا يشعر به ...
أما هي ظلت تتطلع الي الفراغ الذي تركه ، وظلت تبكي ألما علي قلبهاا الذي جرحته بكذبة كلامتها ... فهي لم تحب أحد سواه 
.................................................. .........
وقفت مثلاا الطفله الصغيره تتضحك بعفويه علي منظر المياه التي تداعب قدميهاا .. كان يقف بعيدا يتأمل فرحتها بهذا المكان ، كانت بكل ضحكه وأبتسامه تشعرهه بضعفه وضعف قلبه أمامها ، كانت عيناهه تتطلع بهاا وكأنها تود أن تختطفهاا وتحفظهاا بين جفونهاا ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يقف خلفهاا ويضمها لصدرهه ويهمس يين أذنيهاا 
مبسوطه يامريم
مريم بفرحه : اووي اووي يا ادهم ،ثم التفت اليه وهي تقول :من وانا طفله بتمني اني اجي مكان زي ده ويكون في بحر وسما ورمل واقعد علي الشاطئ وافضل احكي للبحر عن كل حاجه ،عارف انا عايزه اعمل ايه دلوقتي
ظل يتطلع اليهاا وهو يتأمل وجهها البريئ: عايزه تعمل ايه
ابتسمت له بصفاء كالطفل الصغير ، وجلست علي الرمل وبدأت تلعب بعفويه بحبات الرمل الناعمه وهي تبتسم
ادهم بضحك وهو يجلس بجانبهاا : طيب تعالي ياستي نلعب سواا
تطلعت اليه بحب ، وبدئواا يعيشون سويا لحظات من عمرهم قد اخذها منهم الزمن سابقا ......وبعد لحظات كان ينفد ايديهاا من الرمل ،ويحملهاا ليهمس في أذنيهاا كفايه لعب بقي 
.................................................. ..........
وقفت تتطلع الي سكرتيرته ، وهي تقول : بلغي مستر أدهم ، اني موجود يا أنسه
تطلعت إليهاا السكرتيره بأستنكار ، وهي تحدث نفسهاا : طول عمرك رافعه مناخيرك في السما ، وعزت بيه رفعها أكتر ، صبرنا يارب ...
نانسي بتأفف : انتي يا أنسه يلي أسمك هنا .. ركزي شويه اووف
هنا بهدوء: مستر أدهم مش موجود، ومش هيكون موجود في الشركه ليومين .. في حاجه تانيه يامدام نانسي
نانسي بغضب: مسافر، ليه وفين.. المفروض ان في أجتماع النهارده 
هنا ببرود: أظن مش من أختصاصي ، ان أسأل أدهم بيه مسافر فين وليه ، وعلي العموم يامدام نانسي كل الاجتماعات هيرئسها الأيام ديه بشمهندس أحمد لحد ما مستر أدهم يرجع بالسلامه ... وعلي فكره الاجتماع بعد ساعه يامدام
نانسي بتأفف: أوووف ، مصيبه تاخدك 
ابتسمت لها وهي تسمع همساتها وقالت: شكرا يانانسي ، سوري قصدي يامدام نانسي
تطلعت لها بنظرت حارقه ، وهي تهمس وتقول : ياتري مسافر ليه وفين ... وقبل ان تنصرف أنصدمت في أحداهما ... تطلعت اليه وهي تقول : اسفه يابشمهندس
أحمد ببرود: ولا يهمك يامدام نانسي
ثم تابع حديثه لهنا وهو يقول : جهزي الأوراق عشان الأجتماع ياهنا
.................................................. ..........
أستيقظت من نومهاا ، فلم تجدهه بجوارها ، نظرت الي الساعه التي بجانبها فوجدتها قد تجاوزت منتصف الليل .. لم تشعر بقدماهاا سواا وهي تقف تتطلع اليه وهي تراهه يصلي ودموعه تتساقط ... وكأن دموعه تريد أن تتطهرهه من ذنوب قد أرهقته .. وقبل ان ينهي صلاته ويراهاا وهي تتطلع اليهاا ذهبت سريعاا الي الفراش ، ودثرت نفسها بالغطاء كما كانت وأغمضت عيناهاا .. ليظن أنها مازالت نائمه ...
وبعد ثواني معدوده ، كان يضع رأسه علي الوساده وهو يتنهد بحزن ، تطلع اليها وهي نائمه بجانبه ، ثم عاود النظر الي الفراغ الذي كان يتطلع به وبدء يشرد بذكرياته
هو بابا ليه ياماما كل ما بيجي من بره ، مبيقدرش يطلع السلم ويفضل يضحك ضحكه غريبه ، وريحة بوئه بتكون وحشه
كانت نظرات أمه مازالت عالقه بذاكرته وهي تنظر له بحسره، ولاتستطع ان تجيبه علي سؤاله... أفاق من شرودهه عندما شعر بحركاتها وعيونها التي تتطلع اليه 
أقترب منهاا ليحاوطها بذراعيه ، وكأنه يُريد أن يهرب بها بعيدا عن عالمه الذي أصبح يكره صراعه 
تطلعت اليه بحب وهي تقول : مالك يا أدهم ، انت زعلان
أدهم بهمس: في حد يزعل ، وهو جنبه القمر ده 
تطلعت اليه بخجل ، وهي تشيح بوجهها ، ثم عاودت النظر اليها ثانية وقالت: علي فكره انا بعرف أكتم الاسرار، أحكيلي وانا صدقني هسمعك
أبتسم لها بسعاده، واقترب منهاا ليقبل شفتاها بنهم شديد ، وبعد لحظات كان يضمهاا لصدرهه وهو يقول : أحكيلي يامريم عن باباكي ومامتك
تطلعت اليه بحزن وبدأت تشرد في ذكريات حياتهاا ...
كان يتطلع الي معالم وجهها ، وهو يضمها بشدهه وكأنه يريد أن يقول لهاا سأبقي بجانبك الي ان أفارق الحياه ، ستظلي طفلتي الصغيره التي أستمد منها الأمان
مريم بحنان : بس هي ديه حياتي الجميله الي قضتهاا مع اهلي وكانت اجمل ايام لما بتفكرها بتمني الزمن يرجع من تاني وافضل مريم الطفله الصغيره الي مامتهاا قبل ما تعاقبهاا عشان عملت حاجه غلط ،بتكون جريت علي حضن باباها عشان يحميهاا ....وبدون ان تشعر وجدت نفسهاا تبكي 
ادهم بحنان :طب بتعيطي ليه دلوقتي
نظرت له ببكاء وهي تقول : عشان لو بابا كان عايش مكنش عمي بعني ليك
أدهم بتنهد: كنوزالدنيا كلها يامريم متكفيش ان حد يقدر يشتريكي ، أنتي غاليه اوي يامريم 
تطلعت اليه من بين دموعهاا ،وهي تبتسم .. ثم قالت : هو أدهم الطفل كان ازاي يا أدهم
تتطلع لها بضحك شديد ... وهو يقول : مريم انتي بجد مش معقول ، عارفه انا بحس وانا معاكي بي ايه ..
مريم بتسأل : بي أيه
ادهم بضحك : انك بنتي ، وانا باباكي ههههههههه
نظرت له بأستنكار وهي تقول : بنتك
ادهم بضحك : انتي عارفه فرق العمر بينا كام
مريم بتسأل :كام يعني 6 سنين
أدهم بضحك : لاء 10 ياستي
تتطلعت اليه بطفوله ، ثم قالت : مش كتير يعني ، عشان كل شويه تحسسني اني طفله
تطلع اليهاا بنظرات خبث ، قد فهمتها هي فأبتعدت عنه ..وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
ضحك عليهاا بشده وهو يقول : مش بقول طفله 
ثم نهضت من علي الفراش وهي تقول : انا هقوم أصلي 
ادهم بتسأل: بس لسا الفجر فاضل عليهاا نص ساعه
تطلعت اليه بسعاده وهي تتذكرهه وهو يقف بين يدي الله... وقالت قبل ان تنصرف : لي حكايا وأحاديث طويله مع الله
أبتسم لحديثهاا وشرد في حياته الجديده التي دخلتها هي ببرائتهاا وطيبتها وسط خبثه وعالمه المزيف ... ليتحول معاهاا كل شئ وكأن الخريف يتحول ربيعا مزهراا .. ولكن مازالت هناك بقاياا للأوراق المتساقطه 
.................................................. ...........
لحظات عصفت به ،لعالم قد هرب منه منذ زمن .. تطلعت اليه بخجل شديد وهي تنطق بأسمه : احمد ، قصدي بشمهندس احمد
تتأملها بأستنكار وهو يقول : ازيك يا ندي
ندي بندم :انا الحمدلله ، ازيك انت .. ثم تطلعت الي اصابعه وقالت بحزن : اتجوزت ولا لسا
احمد ببرود وهو يشيح بسبابته التي يرتدي فيها تلك الدبله المزيفه: عن قريب أن شاء الله
ندي بحزن وهي تتطلع لموضع دبلته : مبروك علي الخطوبه، ربنا يسعدك ... ثم تطلعت علي ذاك الطفل الذي تحمله وقالت: ده شادي ابني ..
أحمد : ربنا يخليهولك أنتي وباباه ، صحيح اخبار معتز باشا ايه
نظرت اليه باسي وهي تقول : أتطلقنا من سنه ، عشان خلاص مبقتش اعجبه ...
نظر لها أحمد بأسي وهو يقول : ما هو ده اخرت الي يبيع نفسه بالرخيص ، في النهايه بيتباع برضوه بالرخيص يامدام ندي .... ثم أرتدي نظارته السوداء وهو يلتف بظهرهه ويقول : فرصه سعيده يامدام
ثم تركهاا وهي تتطلع عليه بحزن وهي تقول : عندك حق يا احمد ... وأحتضنت طفلها بأسي وكأنهاا تريد أن تحتمي به من زمن قد عاقبهاا علي طمعها ولكن بعد أوان قد فات
.................................................. ..........
لم يشعر بنفسه سوا وهو جالس علي مكتبه بشرود تام ..
الي أن وجدها تقف أمامه بخجل وتقول بصوت هادئ: اسفه يابشمهندس بس حضرتك قولتلي أنك هتبلغني بفرع الشركه الي اتنقلت فيه مريم ، وشكل حضرتك نسيت
تطلع اليهاا بشرود ، وظل يحدق بها دون أن يتفوهه بكلمه 
شعرت بالأحراج من نظراتها المصوبه عليهاا ، وكادت أن تغادر مكتبه ولكنه استوقفهاا بصوته الجاد وقال : انسه هبه تتجوزيني
لم تستطع ان تخفي دهشتهاا من طلبه هذا ، ظلت تتطلع اليه وفجأه وجدها تغادر الغرفه سريعااا .... اما هو فظل يضحك علي منظرهاا عندما عرض عليهاا طلبه
وعاد لشرودهه ثانية، وهو لا يعلم لماذا عرض عليها هذا الطلب ولماذا هي ....
انتبه لشرودهه علي صوت رنين هاتفه 
مال صوتك يا أياد ، أنت كويس وشاهي كويسه
.................................................. ...........
كانوا يقفون سويا ، وهما يتطلعان الي موجات الماء المتراطمه ، تطلع بوجهها وجدها شارده وكأنها في عالم أخر
كانت نظراته كفيله أن تجعلهاا تلتفت اليه مبتسمه وهي تقول : بتبصلي كده ليه 
أدهم بابتسامه : أصلك عجباني
تطلعت اليه بخجلهاا المعتاد ، ولكي تغير مجر الحديث قالت : احنا هنمشي بكره صح
أبتسم بشده وهو يري خجلها ، وتغيرها لمجري حديثهم ... حاوطهاا بذراعيه لكي يسيروا سوياا علي الشاطئ وهو يقول : اعمل فيكي ايه ها قوليلي
مريم بطفوله: هو أنا عاملت حاجه
ادهم بضحك : قولي مبتعمليش حاجه ، وبدء يقُلد نبرة حديثها وقال : هو أنا عاملت حاجه
نظرت له بغضب .. وهي تبتعد عنه ، وأنحنت بجسدها النحيل وهي تمسك بيدها قطرات المياهه ، واسكبتها عليه 
أدهم بضحك : ماشي يامريم ،وانحني هو أيضاا 
ليمزحون سوياا ، بضحكات قد أعطاهاا لهم الزمن لينعموا بهاا ....وبعد لحظات رن هاتفه .. ليقطع عليهم لحظاتهم الهادئه..... لتبتعد هي عنه وتسير بمفردهاا وهي شارده
حتي رأت من يجعلهاا تبتسم ، لتنحني لها لتقبلها وهي تقول بصوت حاني : أسمك ايه ياحببتي
الطفله بهدوء : اسمي مريم
مريم بأبتسامه : وانا برضوه أسمي مريم
أبتسمت لها الطفله وهي تقول : يعني انتي اسمك زي أسمي
مريم بأبتسامه : ههههه اه انا اسمي زيك اسمك 
الي انا جائت والدتهاا وأخذتها ، بعد أن ودعتهاا بملاطفه
كانت عيناهه تتابعهاا ... وهو يتحدث بهاتفه ، الي ان رئهاا تبتسم لتلك الطفله ، انهي حديثه .. وذهب اليها وهو يقول : مش عيب تتمشي لوحدك وتسبيني ، ثم أقترب من أحد أذنيهاا وهو يقول : عندي ليكي مفاجأه حلوه 
تطلعت لأعينه ، لتعرف ماهي تلك المفاجأه .. فتابع بحديثه وهو يقول : متحوليش ، مش هتعرفي حاجه دلوقتي ، ثم تتطلع الي ساعته وقال : فاضل 3 ساعات .. تعالي نروح نتغدا وبعدين أوريكي المفاجأه
مريم بطفوله: بس أنا عايزه أعرف ماليش دعوه
أدهم بضحك : أستحاله ، ومتحاوليش معايا ... وامسك خصرهاا ليجعلها تلتف اليه ، وتصبح امامه ليضمها بذراعيه ، لتنعم بدفئ حضنه وتغمض عيناها وهي تستمع لدقات قلبه الهاربه اليهاا هي وحدهاا ،في عالم لايبحث عن شئ سواا الحب....

يتبع بأذن الله
**********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent