رواية اللعنات العشر الفصل الرابع عشر 14 - بقلم وفاء هشام
اللعنات_العشر
14
أشعر بألم فى صدرى بالقرب من قلبى
أرى ضوئا خافتا متقطعا يمر من فوقى
أشعر بأنفاسى تتابع فى بطئ وكأنها تحارب لكيلا تتوقف
ودقات قلبى كذلك خافتة تنتظر اللحظة المناسبة لتعلن عن غيابى
أسمع همهمات من حولى الأصوات غير واضحة والرؤية كذلك....
دعاء ببكاء: بالله عليكى دخلينى
الممرضة: مينفعش حد يدخل العمليات أرجوكى استنى هنا لحد ما نخلص
دخلت وتركتها فتقدمت أسماء واحتضنتها
دعاء: أنا السبب سليم لو جراله حاجه مش هسامح نفسى
أسماء: سليم فداكى بنفسه وإن شاء الله يكون كويس اهدى بس
دعاء: ربنا ينتقم منك يا شادى كل دا بسببه
أسماء: اهدى طيب
*مرت ساعة كاملة *
خرج بعدها الطبيب ليطمئنهم على سليم
الطبيب: الحمد لله خرجنا الرصاصة هو مكانها كان خطير شوية علشان القلب بس الحمد لله على كل حال
دعاء: يعنى هو كويس يا دكتور ويقدر يخرج
الطبيب: هى العملية نجحت الحمد لله بس مينفعش خالص يخرج دلوقتى لحد ما حالته تستقر
دعاء: طب أنا ممكن أشوفه صح؟
الطبيب: أكيد بس لما يروح أوضته
تركهم الطبيب ورحل ودعاء تحمد الله
*فى قسم الشرطة*
كان سيف فى مكتبه وقد وضع رأسه بين يديه وألم فظيع يهاجم رأسه
دخل أحد أصدقائه إلى المكتب
زياد: سيف أنت كويس
سيف وهو يرفع رأسه: اه فى حاجه ولا إيه
زياد: رايح المستشفى وصلنا بلاغ بمحاولة اغتيال
سيف: مين؟
زياد: المجنى عليه اسمه سليم سالم
وقف سيف بفزع: إيه سليم؟ هو كويس جراله حاجه
زياد: متقلقش أنا عارف أنه صاحبك .... الدكتور قال أنه بقى كويس بس هنروح علشان الإجراءات ونعرف المتهم
سيف: طب روح أنت وابقى بلغنى باللي وصلتله وأنا هخلص اللي ورايا وهحصلك
زياد: صحيح عملت إيه فى قضية المخدرات اللي أنت ماسكها؟
سيف: الولا ابن عمها اعترف على أبوه وأخواته وقبضنا عليهم وهي هتخرج لما الإجراءات تخلص فهروح أبلغها
زياد بغمز: بس شكلك مهتم أوي بالقضية دى
سيف برفع حاجب: روح شوف أشغالك
زياد بضحك: سلام يا برووو
لملم سيف أغراضه ثم ذهب للغرفة التى وضع بها حسناء فهو لم يدعها تدخل إلى الزنزانة أبدا فهى لن تتحمل هذا (محطهاش وحط رعد ابن ال...🙂)
دخل الغرفة بعد أن طرق الباب فوجدها تجلس على السرير وقد وضعت وجهها بين كفيها
دخل بهدوء وجلس على إحدى ركبتيه أمامها وقال بصوت هادئ حانى: إنتى بتعيطى؟
رفعت رأسها واصطدمت عينه بعينيها الدامعتين
سيف: بتعيطى ليه العيون الحلوين دول مينفعش يعيطوا
ضحكت وهى تمسح دموعها
حسناء: لا عادى بقت تعيط كتير
سيف: من هنا ورايح مش هيعيطوا
حسناء بإبتسامة: خير يا حضرت الظابط
سيف: خلاص كلها كام يوم وتخرجى من هنا
حسناء بعدم تصديق: أنت بتتكلم بجد؟
أومأ رأسه فتحمست وقفزت عليه فوقع أرضا وهى فوقه
ضحك هو بقوة أما هى فنهضت بحرج وهى تتأسف
سيف بضحك: خلاص متتكسفيش أوى كدا ما إنتى هتبقى مراتى قريب
حسناء بصدمة: إيه؟
تربع على الأرض واتكأ بذراعه على فخذه وسند رأسه على يده وقال: اها هتجوزك ما إنتى خطفتى دا *أشار إلى قلبه* من أول نظرة
حسناء بإرتباك: بس .... أنا
سيف: اسكتى يا لبخه اسكتى أنا كلامى مع والدتك
ثم نهض وقال وهو ينفض ملابسه: لما تخرجى إن شاء الله هاجى اتقدملك بس يارب توافقى بس
حسناء: أنا ....
سيف: قدامك تلات أيام لحد ما تخرجى فكرى كويس مع إنى واثق إنك هتوافقى .... سلام يا نوئة
حسناء بغضب: متقوليش نوئة
ضحك وهو يلوح لها بيده وخرج من الغرفة فأغلقها العسكرى خلفه
جلست على السرير والإبتسامة قد ارتسمت على شفتيها ثم نامت على ظهرها وهى تحرك قدمها بمرح وتمد ذراعها إلى فوق وتتخيل أنها ترقص مع سيف فى حفل زفافهما ويتحدثان معا
وضعت يدها على وجهها بخجل وضحكت بصوت عالٍ
*فى المستشفى*
دخلت دعاء لتطمئن على سليم
جلست على حافة السرير ووضعت يدها على فمها وهى تبكى وتشعر بتأنيب ضمير فكل ما حدث كان بسببها
دعاء: حقك عليا يا سليم أنا السبب فى كل اللي حصلك أنا آسفه بجد
سليم بألم: بطلى ندب بقى
دعاء: سليم إنت كويس
سليم: متخافيش أنا بخير
دعاء وهى تضغط على ذراعه: بيوجعك صح
سليم بألم: ااااه حرام عليكى
دعاء بأسف: آسفه والله حقك عليا .... *ثم دمعت عيناها* كل دا بسببى
سليم: قومى من جنبى إنتى جاية تندبى هنا
دعاء: الاه ما أنت انضربت بسببى
سليم: يا ستى كويس والله العظيم كويس .... وكمان دا أنا افديكى بروحى
دعاء: هاه
سليم: هاه إيه بس إنتى مفهمتيش خالص
دعاء: فهمت إيه؟
سليم: لا قومى اطلعى برة بقى أنا واحد متصاب ومش قادر
دعاء: منا مش فاهمة
سليم: من الأخر ابقى اتصليلى بالوالد أخد منه معاد علشان آجى أشرب الشاى أنا وبابا معاه
دعاء: ليه هو أنتم معندكوش شاى فى بيتكم
نظر لها بوجه يكاد ينفجر من الغيظ
دعاء: إيه معندكوش سكر طيب؟
سليم بصراخ: دا إنتى اللي هتجيبيلى السكر
أمسك كتفه بألم
دعاء: خلاص خلاص حاضر هعملك اللي أنت عايزه بس اهدى
سليم: أيوة بالله عليكى دا أنا غلبان وأمى ميتة ومحتاج حنان
دعاء: ومين حنان دى بقى إن شاء الله
سليم: امشى اطلعى برة امشى .... أنا اللي هجيب الهم لنفسى أنا عارف
دعاء بضحك: خلاص أنا آسفه هقعد ساكته
سليم بإمتعاض: بحب متخلفه عقلية
دعاء: أنت قولت إيه؟
سليم: مقولتش
دعاء: طيب براحتك
نظر لها ثم أدار وجهه إلى الجهة الأخرى وابتسم وهو يفكر بهذه المجنونة اللتى امتلكت قلبه بهذه السرعة
وقفت أسماء خارج الغرفة تنتظر خروج دعاء
جاء زياد من خلفها وقال: لو سمحتى يا آنسه
التفتت له: أيوة فى حاجه حضرتك؟
زياد بإبتسامة: أنا الظابط زياد وجيت علشان الحادثة اللي حصلت لأستاذ سليم
أسماء: أهلا وسهلا وأنا أسماء صاحبة دعاء وشاهدة على كل حاجه حصلت وأنا هقول لحضرتك على اللي حصل
زياد: تمام أوى ممكن تتفضلى معايا
أسماء: أكيد
جلسا فى كافيتيريا تابعة للمستشفى وأخذ أقوالها
وأخبرته أيضا معلومات عن شادى ووعدها بأن يمسكوه قبل أن يفعل أي شئ خطير
عادت أسماء إلى الغرفة فوجدت دعاء بإنتظارها أخبرتها ما حدث ثم عادا إلى منزلهما بسيارة شرطة وحراسة أمام منزل أسماء لحمايتهما
*فى غرفة إسراء*
كانت قد احتجزت نفسها فى غرفتها القديمة لا يرافقها سوى الظلام والدموع اللتى تغرق وسادتها منذ ما حدث
دخل آدم إلى الغرفة ليطمئن عليها مثل كل ليلة
جلس بجانبها وهو يمسح دموعها ففتحت عينيها ونظرت إليه بحزن
آدم: هو مروان يستاهل كل الدموع دى يا إسراء؟
إسراء: مروان يستاهل روحى يا آدم
آدم: بعد كل اللي عمله
إسراء: دا مش مروان .... مروان عمره ما جرحنى لا بقول ولا فعل
آدم: بس دلوقتى عمل
إسراء: مش مروان يا آدم .... الكتاب قالى أنه هيفرقنا لما لبس مروان ولما قولتله مروان بيحبنى قالى بس أنا مش مروان
آدم: بمعنى؟
إسراء: بمعنى إن الكتاب ممكن يكون بيلبس مروان تانى وبخليه يعمل كدا
آدم: بيتحكم فيه وفى تصرفاته؟
إسراء بحزن: أيوة
آدم وهو يزيح خصلات شعرها: طب طالما عارفة كدا طلبتى الطلاق ليه؟
إسراء بغصة: علشان مقدرتش يا آدم ... مقدرتش أستحمل كل اللي بيعمله واللي زود الموضوع إنه اتجوز عليا وأنا مش جماد يا آدم علشان أشوف كل دا واسكت أنا تعبت
آدم بحزن: خلاص يا حبيبتى اهدى .... إن شاء الله كله هيتغير للأحسن بس إنتى اهدى
إسراء ببكاء: ابنى مات يا آدم
ضحك آدم بخفة وأخذها فى حضنه: إنتى بتعيطى على كله مرة واحدة بس كل حاجة شوية صح
ضحكت وأومئت برأسها وهي تمسح دموعها
آدم: متخافيش بكرة الأمور تتصلح وترجعى إنتى ومروان وتخلفى تانى وتالت وتقرفينا بعيالك
إسراء بضحك: أقرفكم براحتى مش أختك
قبل رأسها وقال: أحسن أخت فى الدنيا
ربطت على كتفه وعانقته وهى نائمة فى حضنه
آدم: عارفه يا إسراء ... هنا وحشتنى أوى
إسراء بحزن: الله يرحمها يا آدم
آدم بدموع: أنا كل لما أفتكر اللي عملته معاها قلبى بيوجعنى أنا بحبها أوى يا إسراء بحبها
ضمته بقوة وهو يبكى تعرف جيدا كم المشاعر التى كان يكنها لهنا كل ما حدث كان خاطئا ماكان يجب أن تموت هكذا ليس بهذه الطريقة المؤلمة
*فى قسم الشرطة*
استدعى سيف آسيا وابنتها ليراهم رعد
انتظروا فى مكتبه قليلا حتى أتو به من الحجز
عندما دخل إلى الغرفة وقف أمامهم بحزن وزينة بين أحضان والدتها تشعر بالخوف
رعد بحزن: زينة حبيبتى تعالى إنتى وحشتينى أوى
تشبثت فى والدتها أكثر وهى ترتعد خوفا
آسيا بحنان: بس يا حبيبتى بابا بقى كويس متخافيش
ربطت على ظهرها ثم تحركت معها حتى وقفا أمام رعد أمسك يدها وضمها إليه وهى عانقته بحب متناسية خوفها
زينة: بابا أنت هترجع امتى
رعد بحزن: وقت ما أكون كويس هرجع علشان متخافيش منى تانى لا إنتى ولا ماما
أخذها سيف ليحضر لها بعض الحلوى تاركا آسيا ورعد فى المكتب
ظل رعد واقفا مكانه مطأطأ الرأس يشعر بالحزن مما فعله لا يملك شيئا ليقوله ليدافع به عن نفسه فقد حمل نفسه كل شئ
اقتربت منه ورفعت رأسه وأمسكت وجهه بين كفيها وقالت: أنا عارفة أن اللي حصل غصب عنك .... أنا مش زعلانه منك يا رعد أنا بحبك
نزلت دموعه فى صمت ثم ارتمى فى حضنها مفرغا كل الألم الذى بداخله من مجرد تخيل فقط أن شيئا سيئا كان سيحدث معهما بسببه
بعد قليل كانت تجلس على الأريكة وهو قد نام على فخذها وقد أطلقت أصابعها تتغلغل بين خصلات شعره
رعد: لما كل دا يخلص هاخدك ونسافر نروح لمكان بعيد ميكنش فيه حد غيرنا
آسيا: هتخطفنى يعنى
رعد: أيوة هخطفك من الدنيا كلها وهخبيكى فى حضنى
آسيا وهى تقبل جبينه: وأنا معاك فى أي مكان هتروحه يا رعد أنا خلاص مبقاش ليا غيرك وعمرى ما هطلب غير كدا
نظر إليها ثم قال: آسيا إنتى مفكرتيش تتحجبى
آسيا بتوتر: ف .. فكرت بس ... أنا
رعد بإبتسامة: عايزك تتحجبى وعايز نغير من حياتنا علشان ترضى ربنا يمكن اللي بيحصل دا درس علشان نفوق ونرجع
آسيا بدموع وهى تحرك رأسها: حاضر
ابتسم وأغمض عينيه وهو يقول: نفسى كل دا يطلع كابوس وأفوق منه الاقينى نايم على سريرى وإنتى جنبى وشعرك مفرود وضوء الشمس بيضايقك فأحط إيدى على عينك علشان ميقلقكيش
آسيا: طب ما تشد الستارة
فتح عينيه فى ذهول ونظر إليها: إنتى فصيلة ليه
آسيا بضحك: ما هو علشان إيدك متوجعكش
رعد: ملكيش دعوة بإيدى أنا راضى يا فصيلة
ضحكت آسيا بعلو صوتها فأغمض عينيه مرة أخرى ثم ضحك معها هو الأخر
*فى المستشفى*
كان سليم نائما فى غرفته
دخل شخص ما الغرفة مرتديا بالطو الأطباء وكمامة لتخفى وجهه
اقترب من السرير وأخرج إبرة معبئة من جيبه وقام بوضعها فى المحلول الخاص الموصل لإحدى أوردة سليم وقام بتفريغه
انتهى ثم نظر إليه وخرج من الغرفة
سار بعد أن نزع البالطو والكمامة فى طرقات المستشفى وهو ينظر خلفه من حين لآخر
ارتطم بشخص ما فأمسكه حتى لا يسقط
سيف: مروان؟ أنت بتعمل إيه هنا
مروان: لقد كنت .... *حمحم عدة مرات ثم قال * جيت أطمن على سليم
سيف بشك: لا فيك الخير .... طب وهو سليم صاحى
مروان: لا علشان كدا رجعت على طول
سيف بشك: طب وأنت عرفت منين أن سليم حصله كدا
مروان بإبتسامة: مش غريبة على صديق الكتاب
ثم تركه ورحل وهو يضع يديه فى جيب بنطاله
أصاب القلق قلب سيف فتحرك تجاه غرفة سليم واطمئن عليه كان نائما ومؤشرات الحياة على الأجهزة إيجابية
تنهد براحة ثم غادر المستشفى وعادا ليرى ماذا حل بعصافير الحب الذى تركهما فى مكتبه
*فى مكتب سيف*
آسيا بضحك: الطبلة دى
رعد: لا دا قلبى بيدق ورا المقسوووم
آسيا بضحك: أنت فايق يا رعد أوي
رعد بمغازلة: أنت اللي قمر يا جميل .... إنتى محلوية النهاردة ليه كدا
آسيا: أنا طول عمرى حلوة
رعد بتأكيد: حصل أنا مراتى غزال .... وأنا النهارده غزالتى رايقه
آسيا بضحك: شكلك نسيت أن إحنا فى القسم
رعد: أنا لا يهمنى إقسام ولا غيره
آسيا: رعد أنت بتعمل إيه؟ اقعد يا بابا وبلاش تهور
رعد: تهور إيه بس أنا هقولك كلمتين وخلاص
آسيا: عرفاهم الكلمتين دول وصماهم
رعد بضحك: اه يانى منك
دخل سيف إلى الغرفه وقال بغضب: أنت عامل مكتبى أوضة نوم ولا إيه
رعد: والله ما حصل إحنا كنا بنغنى بس
سيف: بتغنى؟ دا القسم كله ملموم على الباب برة
رعد: يا فضحتى
سيف: فضحتك؟ أنا اللي غلطان إنى طوعتك ... يا عسكرى
العسكرى: أفندم يا باشا
سيف: خد الأستاذ رجعه الحجز
العسكرى: أمرك يا فندم
عانق رعد زوجته بحب ثم طبع قبلة على خدها وذهب مع العسكرى
آسيا بتوتر: آسفه والله بس كنت عايزة أطمن عليه
سيف: مقلتش حاجه بس مش تقلبوا مكتبى فرح
آسيا: خلاص يا سيف بيه حقك عليا .... أنا عارفه رعد لما بيكون قلقان أو متوتر بينسى دا بالغنا فحقك عليا
سيف: يا ستى ابقى خليه يقرأ قرآن أحسن
آسيا: عندك حق حاضر
سيف بهدوء: أنا آسف هجيبلك زينة علشان تروحوا
أحضر لها ابنتها ثم ركبت سيارتها عائدة إلى منزلها
جلس سيف فى مكتبه بتعب لقد كان يوما شاقا كان سيهم للعودة إلى منزله فأتاه اتصالا من آدم
سيف: خير يا آدم
انتفض سيف من مكانه وهو يقول: بتقول إيه؟
*فى منزل مروان*
كان يجلس على كرسيه الهزاز وهو يمسك قلما بين يديه ثم قال: اللعنة الخامسة "الإدمان"
صمت قليلا ثم تابع: سأشتاق إليك كثيرا يا سليم حظا موفقا مع لعنتى
•تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية