رواية الوشم السائر الفصل الرابع عشر 14 - بقلم اسماعيل موسى
جعان لحجات كتير يا نيرة لكن ولا حاجه فيهم من الى فى دماغك
انا دماغى وحشه اوى يا نيره اوسخ مما تتخيلى وكل حاجه عندى لازم تتم زى ما انا عايز والا ميبقاش ليها لازمه
تقدرى تقولى مزاجيتى بتحكمنى والى تحكمه مزاجيته للأسف متقدرش تتوقع أفعاله ولا تعرف تفرق بين الحجات إلى ممكن ترضية والى ممكن مش ترضيه…
وتسألت نيره بنبرة مستفزة يعنى انا مش عجباك يا عونى؟
وأدركت ان الحوار بطريقة ما حاد عن مسارة وربما ذلك ما كان جزء منى يربو اليه، جزء لا يمكننى السيطره عليه وعندما ينطلق يصل إلى مرادة، ان ما نرغب فيه تحديدآ اما جاء بعد فوات الأوان واما يكون الوقوع فيه محفوف بالخطر وكلاهما بالنسبه لي مجرد لعبة متعددة الاحتمالات
شابكت يدى امامى على الطاوله وهمست تعجبينى لكن بطريقتى، وطريقتى.. ممم مختلفه وربما صعبه وانا فى الوقت الحالى غير مستعد لتضيع وقتى على تجربه فاشلة
ابتسمت نيرة، ولو كنت قلت حاجه غير كده كنت هقولك انت كداب، انا شايفه نظراتك لى يا عونى واى ست بتفهم نظرات الراجل لما يكون عايزها
قات اها، يعنى هتكون نظراته ايه مثلا؟ مريبة؟ غامضه؟ شهوانيه؟
صمتت نيرة مده طويله ذهاء دقيقه وعلى وجهها ابتسامه استطلاعيه
انت نظراتك مختلفه ياعونى، انت نظراتك قاتله، نظرات اجراميه، نظرات انتقامية مذلة ودا النوع إلى انا بعشقه يا عونى
همست، علشان كده قتلتى جوزك؟ لأنه مكنش من النوع إلى بيعجبك؟
تركت الكلمه تلف وتدور دون أن أبدى ردة فعل معينه
اذا دخلت وكر الدبابير من العار ان تخشى لسعته
ثم اردفت بأبتسامه مزاحى تقيل صح؟
صمتت نيره هى الأخرى وعينيها تخترق وجهى دون أن ترمش وتمكنت للحظه ان ارى قسوة قلبها فى ملامحها
ثم همست بنبرة غامضه، يا راجل دا انا افتكرتك بتتكلم جد؟
وظلت الابتسامه مرسومه على وجهها ثم انقلب وجهها للوضع الضاحك الدفين واردفت بصوت خافت وبنبره حزينة، قلت اخيرا لقيت راجل بيفهم…..
وكان على الصمت ان يحول بيننا للحظات قبل أن ترتعش شفاهنا بأبتسامه وليده ثم اطلقنا ضحكه جنونيه فى وقت واحد جعلت القطط المتشردة أسفل الطاوله تجفل وترتعب
امرأه مثل نيره من الممكن أن تقتلك دون أن يرمش لها جفن ومن الممكن أن تمنحك متعة مؤقته لم تروى فى القصص ولم تكتب فى الروايات
نفى النفى إثبات، لكن نيره لم تنفى اى شيء كأنها تقول ليس لدي ما أخجل منه، اذا كنت قبطان حاذق ابحر بين ضفتى واتحداك ان تعود الى البر
ولا يمكننى ان انكر بأى شكل من الأشكال ان تلك الحورات تستهوينى فأنا اكره الغباء المتزن فى حوارات المقاهى، ان ما ممرت به خلال مشوار حياتى يدفعنى بصورة موكدة للترحيب بأى حوار هزلى يستفز مخيلتى ويصيبنى بالفضول المؤذى
اذا كنت نيره نجحت فى إثارة فضولى فأعتقد اننى أيضآ اتربع فى وسط عقلها
عقلها الهاديء والعاصف، الطيب والقاسى عقلها المجنون
__تشربى شاى؟
ايه الطريقه البلدى دى يا عونى؟! انت قاعد مع امرأه فائقة الجمال وانيقه، يا اخى اختار الفاظك اذا كنت ترغب فى إثارة فضولى
ابتسمت كنت اعرف ان ألحق معها فى تلك الملاحظه، ناديت النادل
اتنين شاى خفيف سكر زياده لو سمحت، وتركت عيونى تعبث بملامح وجه نيرة أكثر من عشرة مرات حتى احمر وجهها من اللهفه
ايه رأيك اعزمك على واحد شاى فى شقتى يا عونى؟
_قلت ملوش لزوم يا نيره
همست يعنى هى جات على الشاى يا عونى
قلت مش هتعرفى تعملى شاى
قالت اعتقد انى اعرف شايك يا عونى اكتر من النادل نفسه
دفعت الحساب للنادل متضمن شيك الشاى ثم نهضت ووضعت يدى فى جيب بنطالى، ان فكرة التراجع فى اخر لحظه ليست من شيمي
يتبع….
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الوشم السائر) اسم الرواية