Ads by Google X

رواية الحصان و البيدق الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ناهد خالد

الصفحة الرئيسية

    

  رواية الحصان و البيدق الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ناهد خالد

             

- ابعدى عينك عنى انا مش ناقصه.

 

وبعد ثواني قليله كانت تخرج من المطبخ حاملة زجاجة طويلة  بها سائل ذهبي اللون وكأسان من الزجاج  بهما بعد مكعبات الثلج , وتدللت في مشيتها امام الفتيات المتمنيات أن يملكون نصف حظها الذي يجعل شخص ك "مراد وهدان" يختارها هي ليقضي أوقاته السعيدة معها.




دلفت إلى الغرفة لتجده جالسًا فوق الفراش مستندا بكوعه على ركبتيه ناظراً امامه  بشرود , لتغلق الباب خلفها وابتسامتها الواسعه لما تندثر وهي تضع الزجاجة  و الكأسين على الطاولة الصغيرة الموجودة بالقرب منه,  ثم ذهبت لتجلس ارضًا على ركبتيها فاصبح راسها مقابلا لصدره حين استقام في جلسته, وقالت بتمني واضح وشغف لمع في عينيها:




-طولت المره دي يا باشا ... بقالك شهرين بحالهم ما جيتش ده انا حتى قلت انك نسيتني.

نظر لها بجمود وهو يخبرها:




- بجيلك لما يكون في مصلحه, لكن غير كده هجيلك اعمل بيكِ ايه ؟




اندثرت ابتسامتها قليلا وهي تقول:




- يعني ولا مرة الشوق يرميك ؟؟




قلب عينه بملل وهو يجيبها:




- بلاش تعيشي الدور يا ديحه , انتِ عارفه كويس العلاقه بينا عامله ازاي, شوق  ايه اللي هيرميني بقى؟




  تنهيده قويه خرجت منها قبل ان تقول بحزن واضح في صوتها:




- يعني هو احنا نعرف بعض بقالنا اكتر من اربع سنين ما فيش ولا مره ميلت ليا, ما عرفتش اشدك ليا باي حاجه؟  بعدين هو يعني  اللي حصل بينا قبل كده ما بيجيش على هواك تجربه ثاني؟ ولا وقتها مستمتعتش؟




قست نظراته وهو يردف بجمود أخافها:




- مرة ايه انتِ هتصيعي؟ مكنوش حضن وبوستين دول ! وانتِ عارفة اني وقتها ما كنتش شايفك قدامي وكنت متخيلك حد تاني وأول ما وعيت بعدت عنك, انا يومها كانت حالتي مش تمام غير اني تقلت في الشرب جامد, ولا الزهايمر اشتغل عندك؟  ده انتِ حتى لسه في نص الثلاثينات.




قال الاخيره ساخراً منها بصراحه مقيطة, لتبتلع ريقها بمراره واصطنعت الابتسام وهي تقول:




- عارفه يا باشا مفيش داعي تفكرني, ويا بختها اللي بتصونها كده, بس اهي امنيات ....

صمتت لثواني تبتلع تلك الغصة في حلقها واكملت:

وارجع تاني واقولك يا بختها اللي صاين لها قلبك ونفسك, رغم ان محدش يعني يستاهل انك تعمل كل ده عشانه.

اتاها رده الذي جمدها لثواني وهو يقول:

- بالعكس , هي الوحيده اللي تستاهل ,و ما تستاهلش واحد كل شوية مقضيها مع واحده شكل, ولا واحد عينه بتروح لألف واحده غيرها, ولا تحركوا شهواته, تستاهل حد يكون اول كل حاجه له وياها..

حمحم مجليًا حنجرته وقال بجدية:

المهم خلينا في اللي جايلك عشانه.. في صفقة تانيه هتروح اخر الشهر لجماعه في  كندا عاوزك بقى تقعدي كده وتفرديهم قدامي ونشوف مين المناسب , كمان في واحد من حبايبنا عاوزين نبعتله بنت تجيبلنا تفاصيل يومه ,وتكون واحده بتفهم وتعرف تنفذ اللي مطلوب منها وقت ما نطلبه عشان هو مش سهل واي غلطه منها هيقطع رقبتها, وهتقطع علينا الفرصه اللي احنا عاوزينها.

مدت كفها تلتقط الزجاجة والكاس المجاور له, تصب فيه بعض المشروب ثم أعطته له, ليحرك الكأس بين يديه بحركات رتيبة مصدرًا صوتًا خفيفًا بفعل مكعب الثلج الموجود بالكأس, ونهضت هي ملتقطة هاتفها و فتحته لتبدأ بعرض الصور والفتيات أمامه ليختار من يراه مناسبًا, ليكون ضمن الصفقة المتجهة الى كندا كما اخبرها, مع كتابتها لبيانات كل فتاة يختارها في دفتر خارجي, يأخذه معه ليكونوا على علم بكافة البيانات, حتى إن عصت احدهن أو تمردت اخرى, وبعد ان انتهوا وقد استغرق الامر ساعه تقريبًا, أخذ يخبرها عن ذلك الرجل الذي سترسل له الفتاة ويخبرها عن كافة التفاصيل, لتكون الفتاة المُرسلة على علم بادق تفاصيله حتى تستطيع أن تستدرجه وتوقعه في فخها بسهوله كانت تستمع له باهتمام, رغم عيناها التي لم تبتعد عن ملامحه الوالهة بها ... رغمًا عنها وقعت في حبه , وهُيمت بهِ, ومن يلومها ! في الاخير حتى وان كان اصغر منها بما يقارب العشر سنوات, الا انها سيده ! وهو رجل... رجل رغم صغر سنه إلا أنه وسيمًا بوسامة تجذب أي فتاة له, وتجعلها تتمنى نظرة واحدة منه, غير هيبته ومكانته واسلوبه الجاد الجافي, الذي لا يزيدها إلا وقوعًا بهِ , وبعد ان انتهى من اخبارها بكافة التفاصيل, وعرض لها صورة الرجل والطريقة التي تتعرف بها الفتاه عليه كان قد مر ما يقرب من ساعة إلا ربع ,فنهض وهو يقول:

-اتمنى ما تنسيش التفاصيل اللي قولتهالك,لانها مهمة جداً و لازم تعرفيها للبنت اللي هتروحله , وبرده مش هنسى اقولك انك تفهميها اني كلمتك في التليفون و بلغتك التفاصيل دي , مش اني قاعد معاكي هنا ساعتين برغي .

هزت رأسها وهي تقول:

- ما تقلقش يا باشا ما بنساش حاجه بتقولي عليها.

- كويس.

الكلمة الوحيدة التي قالها قبل ان يخرج من الغرفة ومنها الى خارج الشقة بأكملها, كانت ما زالت في غرفتها حين دلفت اليها "نرجس" إحدى الفتيات التي تعمل معها, وهي تقول بابتسامه ماكره:

- هنيالك, هتلاقي الفرحة مش سيعاكي دلوقتي, بقالك شهرين مركبه لنا الوش الخشب من ساعه الباشا ما غاب ومطلش.

رفعت نظرها تطالعها بابتسامه بسيطه تقول:

- طبعا الفرحه مش سيعاني, اومال هفرح بشوفتك انتِ؟

- طب بس اتمنى يكون الحجر نطق وقالك كلمه حلوه كده ولا كده, رغم اني ما اظنش ان الشكل ده يطلع منه كلام حلو...

قالتها وهي تجلس بجوارها فوق الفراش بعدما أزالت زجاجة الخمر الفارغة عنه, لتسمع صوت "توحة" يقول:

- ما اعرفش اذا كان يقول كلام حلو ولا لا ,بس يا لهوي يا اختي لو قال كلام حلو! ده انا دبت فيه وهو ساكت و ما بيقولش, قلبي دايب فيه ونفسي بيروح لما بشوفه, اومال بقى لو قال!!!

حركت "نرجس" راسها باقتناع وهي تقول:

- بصراحه عندك حق الواد مُز قوي.

ضربتها بكتفها وهي تنهرها:

واد في عينك , لمي نفسك واتكلمي عليه عِدل.

عقبت بغيظ:

- خلاص يا ست المحامية متزقيش, الباشا , البيه , ابن الذوات حلو كده؟

اومأت برأسها برضا:

حلو كده.

تحولت ملامح "نرجس " للجديه التامه وهي تسألها:

- طب واخرتها ايه صاحبتي ؟ هتفضلي لحد امتي معلقه حبالك بيه وهو سايق ولا واخد باله منك ومجرجرك وراه.

تنهيدة عميقة تشمل الحزن والحب في الوقت ذاته خرجت من صافي قبل ان تقول:

بحبه يا نرجس اعمل ايه بس ده انا لما بشوفه قلبي بيطب...

طالعتها "نرجس" بشفقه وهي تخبرها بحزن:





        

          

                

_ وهو مراد وهدان هيبصلك أنتِ؟ ده اخره ساعتين معاكِ ومبتشوفيش وشه غير بعدها بشهر.. بياخد مصلحته ويرميكي.. فوقي.. فوقي لأن ده نابه ازرق ولو فكرتي تلعبي معاه او توقعيه في حبك.. هو اللي هيوقعك على جذور رقابتك...




التوى فمها ساخرا وهي تقول:




_ لا اطمني ما انا ما عملتش ولا حاجة من اللي كنت مخططه لها، خطه ايه بس وهبل ايه! ده لما بيبصلي بحس انه عارف بفكر فيه ايه قبل ما افكر حتى!




نهضت "نرجس" وهي تقول للمرة الأخيره:




_ عمومًا هقولك تاني، حرري نفسك منه وكفاياكي رابطه بيه، وإن كان على المزاج ففي 100 واحده عندنا يا اختي غيرك، اشمعنى انتِ يعني اللي ماسك فيكي كل مره و ما بيجيش غير ليكي!؟




اغتاظت من هجومها وتهكمها فقالت بتحدي:




_ لقى راحته عندي، وانتِ عارفه ان الموضوع ده بالذات بييجي بالراحه!




نظرت لها "نرجس" نظره أخيره ساخطة و غير راضيه قبل ان تخرج من الغرفه، لتحدث "توحة" نفسها بمراره ساخرة:




_ الكل فاكر انه بييجي عشان يعدل مزاجه عندي.. ما حدش عارف ان لمسة الأيد حتى ما بطولهاش. 




وهي تعلم سر قدومه وقد اخبرها به منذ اول يوم اتى لها، الا وهو عين المنظمة التي تقع عليه، ففي قانون المنظمه كل شخص من افرادها يجب ان يسير على نهج معين واسلوب حياه محدد وسلوكيات فاسقة، وكلها تندرج تحت قائمه الفواحش.. من شرب الخمر، للسهر في اماكن الشبهات، لاقامة علاقات مع الفتيات والكثير من المشابهات.. وان تخلف شخص عن احدهم يصير في دائره الشك! وكانه بهذا لديهِ ميول للخروج عن ملتهم! 




لذا فهو يرغم على القدوم اليها مقنعناً الجميع بانه على علاقه بها، فقط ليريح باله ويخرج ذاته من تلك الدائره، التي لم يسمح ان يُوضع فيها وتصبح الاعين تحاوطه من كل اتجاه، فحتى "طارق" يظن ما يظنه الجميع، وان قدومه من وقت لآخر لهذه البنايه ما هو الا لتعديل مزاجه!! 




__________________________




وفي منطقة أخرى..




الشركة الخاصة ب "دياب"، طال العمل اليوم حتى بدأت تشعر بالتعب، فقالت وهي تراه يدون توقيعه على اخر ورقه تخص العمل:




_ مش كفايه كده يا باشا النهارده؟




نظر لها بجانب عينه ثم اردف ساخراً:




_مالك الفتره دي؟ حاسس بقيتِ بتفرهدي بسرعه، انا مش متعود عليكِ كده! ده انتِ كنتِ بتشتغلي باليومين ورا بعض وما كنتيش بتشتكي! جرالك ايه ولا كبرتي؟




توترت وخشت ان يشك بها، فيبدأ بالبحث خلفها، لذا حاولت الثبات وهي تجيبه بمرح:




_ كبرت ايه بس، هو كل الحكايه مش نايمه النهارده كويس و حاسه بصداع رهيب.





        

          

                

تجمدت مكانها وتحول وجهها للون الشاحب وهي تسمعه يقول:




_ لا بقولك ايه روحي بقى اتصرفي خدي حبايه صداع ولا اشربي فنجان قهوة، عشان في طالعه كمان شويه.




ابتلعت ريقها الجاف وهي تسأله باستغراب جلي:




_ طالعه! فجأه كده! بس يعني كنت دايمًا بتعرفني قبلها ب٣ او ٤ ساعات على الاقل! 




ابتسامة  صغيرة متهكمه زينت جانب ثغره وهو يجيبها:




_ مهو اصل انا لقيتك اخر طلعتين كده مش مظبوطه، وكل ما اجي اقولك تطلعي ب 100 الف حجه، فقلت ما فيش داعي اعرفك قبلها ولا انتِ عندك حجه مجهزاها؟! خدي بالك انتِ مش مظبوطة الفتره دي و بتعملي حاجات كتير غريبه، فياريت ترجعي تظبطي نفسك عشان ما تضطرنيش ادور وراكي.. ماشي يا هاجر؟




التقطت انفسها بصعوبه ورسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها بينما تجيبه:




_ تمام يا باشا، هروح اعمل فنجان قهوه بس عشان حضرتك عارف تقريبًا كل اللي في الشركه مشيوا. 




اومأ برأسه دون حديث، لتتجه بخطوات مضطربه الى الخارج وقلبها يدق بعنف حتى كاد يخترق صدرها وعقلها لا يفكر الا في شيء واحد فقط أين سبيلها للهرب الآن ؟! فإن لم تهرب ستخسر طفلها و حياتها بعد ان يعلموا بالحقيقة... وهي تعلم يقينًا أن الهرب أمر مستحيل... 




____________




عاده لمنزله بعدما اوصله طارق والسائق الخاص به، فامر سائقه بأن يصل طارق إلى منزله ثم يعود مرة اخرى، دلف للمنزل ليجد الهدوء يعمه فالساعه قد تعدت الواحدة صباحًا وبالطبع والدته قد خلدت للنوم وكذلك شقيق زوجته الذي يذهب لمدرسته صباحًا باكراً، ولكنه يبحث الآن عنها هي، هل خلدت للنوم هي الأخرى؟ ام مشغوله في عمل شيء ما؟ 

واتاه الجواب حين استمع لصوت خافض لاغاني تنبعث من اتجاه الحديقة الخلفية، فذهب بخطواته لهناك ليراها تجلس بالقرب من حمام السباحة واسفل شجره مزهرة بالزهور الجميلة متدلية فروعها وتعطيها شكل خيمي رائع، وهي اسفلها مستنده إلى الشجره تستمتع بصوت الأغنيه المنبعثة باسترخاء تام، وعيناها ناظره للسماء، اقترب وهو يستمع لصوت الاغنيه الذي يصدح ليقول:




طول عمري بقول

لا أنا قد الشوق وليالي الشوق

لا أنا قد الشوق وليالي الشوق

ولا قلبي قد عذابه، عذابه

طول عمري بقول

لا أنا قد الشوق وليالي الشوق

لا أنا قد الشوق وليالي الشوق

ولا قلبي قد عذابه، عذابه

وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي

ما عرفش إزاي حبيتك

ما عرفش إزاي يا حياتي

وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي

ما عرفش إزاي حبيتك

ما عرفش إزاي يا حياتي

من همسة حب لقيتني بحب 




كانت تنظر للسماء شاردة في كلمات الأغنية، ولا تعرف لِمَ أتى في مخيلتها كل شيء يفعله معها، منذُ خطبتهما وليس فقط الآونة الأخيرة، حتى لمحات الطفولة اللذيذة والتي كان يحاوطها فيها بعنايته وحبه واهتمامه، أتت هي الآخرى تزين حقيبة ذكرياتها... وفجأة لا تعرف كيف أتى ومتى، لكنها وجدت رأسه فوق فخذها حتى أنها شهقت بفزع تحول لتوتر بالغ حين ابصرته هو، لتقول بارتباك:





        

          

                

_ اي... ايه.. ده.. في ايه؟ 




كان مغمض العينان وملامحه مسترخية لأبعد حد، ليقول بهمس:




_ هششش، اسمعي الأغنية.. 




وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي

ما عرفش إزاي حبيتك

ما عرفش إزاي يا حياتي

وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي

ما عرفش إزاي حبيتك

ما عرفش إزاي يا حياتي

من همسة حب لقيتني بحب

لقيتني بحب وأذوب في الحب

من همسة حب لقيتني بحب

لقيتني بحب وأذوب في الحب

وأذوب في الحب وصبح وليل.... 




فتح عيناه الخضراء الداكنة الآن، ونظر لها بوله قرأته في نظراته وهمس بدندنة مع صوت الأغنية:




_ ياما عيون شاغلوني، شاغلوني لكن ولا شغلوني

إلا عُيونك إنت دول بس اللي خذوني، خذوني

وبحُبك أمروني

إلا عُيونك إنت دول بس اللي خذوني، خذوني

وبحُبك أمروني

أمروني أحب لقيتني بحب

لقيتني بحب وأذوب في الحب

أمروني أحب لقيتني بحب

لقيتني بحب وأذوب في الحب

وأذوب في الحب وصبح وليل، وليل على بابه... 




وانهى كلماته وهو يقول لها بصدق حقيقي:




_ متعرفيش انتِ عيون اهلك دول بيعملوا فيا ايه، من اول مرة فتحتيهم ليا وانتِ لسه طفلة عندها شهرين. 




_ عيون اهلك!! 




لم يهتم باندهاشها وانما عاد يهمس مع الأغنية:




_ أما الحب، أما الحب يا روحي عليه، يا روحي عليه

في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب

نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب

في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب

نتعب آه نغلب آه نشتكي منه لكن بنحب

في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب

نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب.. 




وعاد مرة اخرى يعقب:




- نشتكي ايه بس ده احنا اتنفخنا.. 




تنهد بثقل، مغلقًا عيناه لثانية، ثم فتحهما وهو يجذب كفها ليضعه على شعره ويقول بضيق:




_ خلي عندك دم.. عمال اغنيلك واقولك عينك وودنك وأنتِ مش هاين عليكي حتى تعملي اللي المفروض يتعمل في الموقف ده. 




قطبت ما بين حاجبيها متسائلة بغيظ:




 _ اللي هو ايه يعني؟ 




ابتسم باتساع يخبرها:




_ تلعبيلي في شعري.. ده حتى راسي اللي فوق رجلك دي مغرية جداً لأنك تعملي كده. 




ابتسمت رغمًا عنها وهزت رأسها بيأس منه، وبالفعل رغم خجلها وتوترها، إلا أنها مررت اصابعها النحيلة بين خصلات شعره بحركات رتيبة جعلته يغمض عيناه كطفل صغير... 




وصوت أغنية أخرى يصدح في الانحاء.. 




يا حبيبي ياله نعيش في عيون الليل

ياله نعيش في عيون الليل

ونقول للشمس تعالي، تعالي

بعد سنة، مش قبل سنة

تعالي، تعالي، تعالي، تعالي

بعد سنة، مش قبل سنة

دي ليلة حب حلوة

بألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة

ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة

بكل العمر هو العمر إيه غير ليلة

زي الليلة، زي الليلة، الليلة زي الليلة.... 




وهل له أن يعترف الآن انها ليلة من أسعد ليالي عمره على الإطلاق!!!؟ 

_________




منذُ أتت من عند الطبيب عصرًا... وهي تجلس بحالة لا تُحسد عليها.. وحمدًا لله ان "باهر" سيتأخر في عمله اليوم ليأتي صباحًا.. دموعها لم تجف، وقلبها يؤلمها بأن القادم ليس خيراً.. مسحت دموعها بظهر يدها وقد تورمت عيناها من البكاء.. وسكنت ثانية واحدة فقط قبل أن تنهار في بكاء اعنف من سابقه وهي تتذكر جملة الطبيب وهو يقول.. 




" للأسف ظاهر عندي في تحليل دكتور باهر انه عنده نسبة عقم عالية، ورغم ان في أمل في العلاج، إلا أنه هياخد مدة طويلة اوي.. والاغلب هتكون سنين، والنتيجة يا عالم.." 




كيف لها ان تخبره بالحقيقة؟ وكيف لهما ان يتقبلاها، هي من ستجن على أن يكون لها طفلاً، وهو من يتمنى هذا بالطبع، والسؤال الأهم، كيف لها أن تتقبل تنازلها عن كونها قد تكون أم يومًا ما؟ فالطبيب أخبرها صراحة أن يتوقعوا عدم نجاح العلاج بالشكل المطلوب.. والآن عليها الاختيار.. إما "باهر" إما غريزتها وحلمها!!!؟ 




والآن انتهت فصول "فتيات بائسات" فأخبرني عزيزي القارئ بعد ما قرأته في الفصول الست السابقة من هي الفتاة الأكثر بؤسًا؟ "فريال" أم "خديجة"، "هاجر" أو ربما "جاسمين"؟ 


 


google-playkhamsatmostaqltradent