رواية اللعنات العشر الفصل الخامس عشر 15 - بقلم وفاء هشام
اللعنات_العشر
15
*فى منزل والدا إسراء *
سيف: يا مدام إسراء إهدي خلينى أفهم اللي حصل
آدم: يا سيف بيه إحنا كنا بنجهز الأوض علشان النوم جت مليكة وقالت أن مالك اختفى
سيف بصدمة: اختفى! يعنى إيه اختفى؟
إسراء: زى ما قولتك كدا ابنى اختفى ومش لاقينه
سيف: طب أنتم دورتوا عليه كويس
آدم: أيوة كإنه فص ملح وداب
سيف بتعب: اليوم كان متعب أوى مش قادر أفكر
إسراء ببكاء: ابنى يا ترى أنت فين يا ابنى
آدم: اهدي يا إسراء هنلاقيه إن شاء الله
دق جرس الباب ففتح آدم فإذا به مروان
آدم ببعض الغضب: أنت إيه اللي جابك هنا
مروان: جاى علشان ابنى
آدم: أنت عرفت منين؟
مروان: من الكتاب لازم ننقذه
آدم بصدمة: ننقذه من إيه
مروان وهو يدخل: الكتاب وداه للعصور الرومانية
*القى نظرة على إسراء ثم تابع* الكتاب هيختار عدد معين علشان يروحوا هناك هيرجعوا مالك ويشوفوا الكتاب عايز إيه ويجيبوه
إسراء بغضب: يعنى بيجبرنا صح بيلوى دراعى وبيعذبنى أكتر وأكتر وكمان إيه اللي أنت فيه دا دا ابنك يا أخى ابنك
مروان: مالك ابنى وعلشان كدا جيت بس مش كل حاجه لازم نفقد أعصابنا ممكن نحل المواضيع بهدوء
إسراء: هدوء؟ أنت خليت فيها هدوء أنت واللعنة دى
آدم: يا إسراء اهدى علشان نعرف نفكر .... وأنت يا مروان شوف الكتاب هيختار مين علشان منضيعش وقت
فتح مروان الكتاب ووضعه على الطاولة
ظهر ضوء أزرق خافت ثم ظهرت أسماء الأشخاص بالتوالى
إسراء
أدهم
رعد
ثم اختفى الضوء وانغلق الكتاب
آدم: يعنى إيه ليه يختار تلاته بس
مروان: أنا أعرف منين كلم أخوك بلغه ورعد كمان علشان كلها ساعة وتتنقلوا
ثم تركهم ورحل
آدم: هو دا اللي الكتاب لابسه
إسراء: أنا مليش دعوة بيه دلوقتى أنا عايزة ابنى
اتصل آدم بأدهم فحضر فورا وأحضر سيف رعد وعاد إليهم
أمسكت إسراء الكتاب وقالت: لو ابنى جراله حاجه
آدم: إسراء اهدى
ظهر ضوء أزعج أعينهم ثم اختفى واختفى معه إسراء وأدهم ورعد
*على الجانب الأخر*
وجدوا أنفسهم فى مكان مظلم لا يتضح من حولهم شئ
بدأ المكان يُضاء شيئا فشيئا بالمشاعل
*معلومة تاريخية*
دخل أوكتافيوس الرومانى مصر عام 30 قبل الميلاد بعد انتحار أنطونيو ووكليوباترا، وانتهى بذلك الحكم الإغريقى لمصر، وقد استغل الرومان ثروة مصر وسلبوها وقسموها إلى أكثر من ولاية وفرضوا عليها اللغة اللاتينية، وعندما قسمت الولايات الرومانية أصبح بعضها تابعا للسناتو (مجلس الشيوخ الرومانى) وبعضها الآخر تابعا لأغسطس نفسه، وكانت مصر من نصيب القيصر الجديد.
إسراء: إحنا مش جينا هنا قبل كدا؟
رعد: تقريبا لما لاقينا نفسنا فى معبد حتشبسوت
أدهم: أنتم بتقولوا إيه؟
إسراء: هفهمك بعدين بس خلينا نشوف هنلاقى مالك فين
سمعوا ضوضاء تقترب ومن ثم اجتمع حولهم عدد كبير من الجنود الرومانيين
أدهم: إحنا بدأنا
أخذوهم إلى الامبراطور الذى تعجب مظهرهم ولهجتهم كذلك فهو لا يستطيع فهمهم ولا هم يفهمونه
(الصراحة ولا إحنا هنفهم 😅🤷🏻♀️)
إسراء: جلالتك ألم يأتى طفل صغير إلى هنا
أدهم: إنتى بسألى عن ولد تايه فى العصور الرومانية إنتى بتهزرى يا إسراء؟
إسراء: أنا عايزة ابنى
سمعت صوت بكاء فنظرت بجانبها فوجدته مالك ووجدت أحد الجنود ممسكا به
إسراء بصراخ وهى تشير إليه: دا ابنى بالله عليكم سيبوه
فهم الإمبراطور من حركاتها أنها تعرف الطفل الغريب فأشار إلى الجندي بأن يفلته
ما إن فعل حتى ركض إلى أمه التى احتضنته بقوة
أمر الإمبراطور بإعداد عشاء على شرف الزوار واستقبلوهم فى غرفة واسعة حتى يتم إعداد الطعام
رعد: إيه الأثر اللي المفروض نجيبه المرة دى؟
أدهم: مش عارف ومش فاهم وخصوصا أن الكتاب مش معانا
لم يكد ينهى جملته حتى سقط عليه الكتاب من أعلى
أدهم: أنت لازم تعمل مصيبه وأنت داخل مينفعش تدخل بسلام أبدا
فتح الكتاب ليرى ماذا يريد؟
مرت دقيقة حتى ظهر رسم لعصا خشبية مطلية بماء الذهب ومرصعة بالألماس ولها مقبض مغطى بالحرير
لونها باهت كالعادة إلى أن يحضروها
عندما رأت إسراء الصورة قالت: دى بتاعت الإمبراطور هنجيبها إزاى؟
رعد: على آخر الزمن بقينا حرامية وإيه رئيس العصابة كتاب
نظروا إلى بعضهم فى حيرة وجلسوا يفكرون فى الخطوة التالية
*فى العالم الحقيقى*
*فى المستشفى*
استفاق سليم وهو يشعر بألم شديد فى جسده
نظر إلى الجهة اليسرى فوجد مروان يقف بجانبه ويحمل إبرة ويقوم بإفراغها فى محلول يده
سليم بتعب: بتعمل إيه يا مروان؟
مروان: بس كدا .... صباح الخير
سليم: صباح الخير؟ هو أنا نمت كتير كدا؟
مروان: اها الساعة سبعة صح النوم يا بطل
سليم: أنت حطيت إيه فى المحلول؟
مروان: متخفش دا مسكن كويس علشان بس يهدى الوجع بتاع جسمك
سليم: هو أنت دكتور علشان تدينى المسكن
أمسك بالكانيولا وهم بنزعها فأمسك مروان بيده مانعا إياه ثم قال بهمس مخيف: إياك ... لو عملت كداهزود الجرعة المرة اللي جاية وهخلص منك
سليم بخوف: جرعة إيه؟ أنت اديتنى إيه؟
ابتسم ابتسامة جانبية ثم سار بهدوء حتى وصل إلى الباب وخرج من الغرفة
تسارعت دقات قلبه بخوف وهو ينظر إلى المحلول تارة وإلى يده تارة أخرى
دخلت الممرضة لترى حالته ولكن قبل أن تنطق بأي شئ قال سليم صارخا: شليلى البتاع دي بسرعة
الممرضه: حصل إيه بس
سليم: بقولك شيليها
نزعتها عنه الممرضه فأمسك هو بيده وقال بتقطع: حطلى حاجة .... مروان حطلى حاجة فى المحلول
الممرضة: مروان مين يا فندم محدش دخل الأوضه
سليم بصراخ: بقولك حطلى حاجه فى المحلول روحى نادى للدكتور بسرعه أرجوكى
ركضت الممرضة وخرجت من الغرفة لتحضر الطبيب
عادت بعد قليل وأخبره سليم بما حدث
أمر الطبيب بإجراء فحوصات دم لسليم ليرى إذا كان هناك خطب ما
انتظروا قليلا حتى ظهرت التحاليل ورأها الطبيب
ثم عاد بعد ذلك إلى غرفة سليم
سليم بقلق: طمنى يا دكتور فى إيه؟
الطبيب بأسف: مش عارف أقولك إيه بس فى نسبة من مادة مخدرة فى جسمك والمشكلة إننا معرفناش نحدد نوعها
سليم: يعنى إيه؟ أنا مبخدش حاجه
الطبيب: يبقى كدا كلامك صح الشخص دا بيحطلك حاجة فى المحلول
سليم: طب أعمل إيه هيخلينى مدمن وأنا مش هعرف أوقفه؟
الطبيب: هنحاول نوقفه متقلقش
سليم وهو يضع رأسه بين يديه: أتمنى
*فى العصر الرومانى*
كانوا يجلسون على طاولة ضخمة مُلئت بالعديد من الأصناف يترأسها الإمبراطور الروماني
أدهم: محدش ياكل دا لحم خنز*ير
إسراء: اه عارفة
تعجب الإمبراطور من عدم تناولهم للطعام فتحدث إليهم فقام الكتاب بترجمة ما يقول لهم وسيترجم ما يقولونه له
الإمبراطور: لماذا لا تأكلون
أدهم: نعتذر عن هذا ولكننا لم نأتى لنتناول الطعام
الإمبراطور: إذا لما جئتم؟
رعد: جئنا من مكان بعيد لنحضر أثرا مهما جلالتك ولا يمكننا أن نعود لديارنا بدونه
الامبراطور: وما هو هذا الأثر
أخرج أدهم الكتاب وهو يريه صورة العصا
الامبراطور: هذه عصاي! هل جئتم لسرقة عصاي الخاصة؟
إسراء: لا لا جلالتك لم نكن نعلم أنها ملك لك ولكن لو تكرمت لتعطيها لنا كهدية لنستطيع العودة أو اطلب ما تشاء مقابلها
نظر لها نظرات خبيثة وهم بالحديث فقاطعه أدهم قائلا: ما بال هذه النظرات جلالتك؟ لن أقبل بما يفكر به عقلك القذر
الإمبراطور بغضب: هل دعوتنى بالقذر للتو؟
وقف أدهم بغضب وقال: تنظر إلى أختى بنظرات شهوانية ولا تريدنى أن أدعوك بالقذر يالا وقاحتك
الإمبراطور: أمسكوا هذا الرجل وألقوه فى الزنزانة سيقطع رأسه غدا أمام البلاد بأسرها ليكون عبرة لمن يتجرأ على الإمبراطور
*ثم أمسك بذراع إسراء* أما هذه الحلوة فجهزوها لى لهذه الليلة
أمسك رعد يده وقال: جلالتك هذه ليست من جواريك ولا نساء قصرك لتفعل هذا وأيضا حرم الله هذا الفعل بدون زواج
الإمبراطور: هل ستمنعنى أنت أيضا؟
رعد: أجل ولكن دعنا نصل إلى اتفاق
الإمبراطور: وما هو؟ هات بما عندك
رعد: لنتبارز فإن ربحت أنت فلتفعل ما شئت ولكن أن ربحت أنا ستعطينى العصا خاصتك وستدعنا نرحل من هنا
فكر الإمبراطور قليلا ثم قال: موافق
*من الأثار الرومانية فى مصر*
1-المسرح الروماني: يوجد هذا المسرح في مدينة كوم الدكه، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع للميلاد، وهو يشبه في شكله العام شكل حدوة الحصان أو الحرف (U) بالإنجليزيّة، ويتألف هذا المسرح من 13 صفاً من المدرجات المرقَّمة بأرقام وحروف لتسهيل تنظيم الجلوس عليها، وقد صُنعت المدرجات السفليّة من الجرانيت الوردي اللون، أما باقي المدرجات فصُنعت من الرخام، ويوجد في نهاية المدرج 5 مقصوراتٍ للنوم بقي منها في الوقت الحالي اثنتان فحسب، وقد صُممت أسقفها كقبابٍ محمولة على أعمدة، ويحتوي المسرح أيضاً في منتصفه على مكانٍ للاوركسترا الخاص بعزف الموسيقى.
2- مقبرة كوم الشقافة: تُعرف هذه المقبرة بأنّها أكبر المقابر الرومانيّة الموجودة في الاسكندريّة، وهي تعود للقرن الثاني للميلاد، وتقع على الحدود الجنوبيّة الغربيّة للإسكندريّة القديمة،وقد اُكتشفت هذه المقبرة عن طريق الصدفة في عام 1892م، وتم الكشف عنها نهائياً في عام 1900م، وهي تتكوَّن من سلَّمٍ حلزوني يربط طوابقها الثلاثة، علماً بأن الدرجات السفلى للسلم أكثر ارتفاعاً من الدرجات العلوية؛ فكلما اتجهت السلالم للأعلى يبدأ يقل ارتفاع الدرجات بشكلٍ تدريجي حتى يكاد ينعدم بالقرب من سطح الأرض.
ذهبوا إلى ساحة واسعة أمام القصر أحضروا لكل واحد منهما سيفا
دقت الطبول وبدأ النزال
كان القتال قويا فكلاهما بدا بارعا بإستخدام السيف ولكن رعد يعرف مهارات الساموراي التى تعملها فى اليابان والتى بدت حديثة على الإمبراطور الرومانى
فكان متعجبا من حركاته وطريقة استخدامه للسيف بهذه الخفة مع أن جسده بدا من النوع الثقيل الممتلئ بالعضلات ولكنه كان أكثر رشاقة مما بدا عليه
استمر القتال وصدى ارتطام السيفان يصدح فى المكان والجنود يشجعون ملكهم وهو يزداد حماسة مع كل هذه الهتافات
تعب رعد من محاولة قتاله دون أن يجرحه بالرغم أن الإمبراطور لم يترك فرصة إلا وحاول طعنه فيها
رعد مشجعا نفسه: هنخرج من هنا .... وهنخلص اللعنات .... هرجع لبنتى ومراتى ..... مش كتاب اللي هيفرقنا
فى أثناء تلك المبارزة التى جاء ليشاهدها كل من فى القصر تسللت إسراء إلى الداخل وهى تبحث عن العصا بحثت فى كل غرفة تجدها حتى وجدت نفسها فى غرفة الإمبراطور
نظرت داخلها فوجدت طاولة موضوع عليها وسادة من الحرير ووضعت عليها العصا
التقتتها بسرعة وفتحت الكتاب ووضعتها أمامه بدأت بالإختفاء حتى ظهرت بداخل الكتاب
أسرعت بعدها إليهم حتى عادت إلى الخارج فوجدت رعد يجلس أرضا على ركبتيه ممسكا ببطنه التى تبين أن الإمبراطور قام بجرحها
إسراء بصراخ: لا أرجوك
*ثم رفعت الكتاب إلى أعلى * جبتلك اللي أنت عايزه رجعنا بقى
نظر إليها وأمر جنوده بأن يمسكوا بها وقبل أن يصلوا إليها اختفت هى والبقية وعادوا إلى منزل والدا إسراء
نظرت حولها بصدمة ثم ركضت هى وأدهم وسيف الذى كان ينتظرهم ليطمئنوا على رعد
كان جرحه لايزال مفتوحا وينزف الدماء
سارعوا بلف قماش حول جرحه لإيقاف النزيف وقاموا بطلب سيارة الإسعاف
أخذاه أدهم وسيف إلى المستشفى وبقيت إسراء مع طفليها والبقية
*عند سليم*
كان يجلس على الأرض يضم نفسه وألم يسرى بكامل جسده لا يصدق أن جسده اعتاد على هذا المخدر بتلك السرعة من المفترض أن تكون النسبة ضئيلة لا تحدث كل هذا التأثير
رأى مروان يقترب منه حتى دنى إليه وقال بإبتسامة: تحب أديك المسكن
سليم بتعب: إيه البتاع دا؟ هو تأثيره قوى كدا؟
مروان: جدا دا نوع الكتاب عمله مخصوص ليك
سليم: بس لا لا
مروان: براحتك أنت اللي بتتعذب مش أنا
وقف وهم بالذهاب فأوقفه صوت سليم: استنى
التفت إليه فقال: ادينى المسكن مش قادر
ابتسم لعلمه بهذا فدنى منه مرة أخرى وأخرج الإبرة من جيب بنطاله وأعطاها له
وما هى إلا لحظات حتى هدأ جسد سليم ثم تمدد أرضا ونام بعمق
وقف مروان ونظر إليه: كل واحد ليه نصيب من اللعنات ولازم يدوقه
*عند رعد*
نظف الطبيب جرحه وقام بتضميده له واطمئن سيف عليه ثم ذهب هو وأدهم ليروا سليم فوجداه نائما ولكن الطبيب لم يكن موجودا ليخبرهم بما حدث
أخذ سيف رعد إلى بيته ليستريح فقد مضى يومان ولم يذق طعم النوم
أخذ حماما ثم ألقى بجسده على السرير وغطى فى نوم عميق
أن اللعنات الخمس الأولى كانت بمثابة انقلاب كبير فى حياة المصابين خاصة ومن حولهم عامة
منهم من تأذى ومنهم من أذى .... فقدنا أشخاصا كانوا عزيزن جدا على قلوبنا ومزال الكتاب مستمرا بإلقاء اللعنات هنا وهناك
متى سيتوقف؟
وهل ستستمر هذه المأساة فى الخمس الأخرى أم أن الأمر سيصبح أكثر مأساوية؟
تابعونا...
عملالكم شغل MBC2 أهو 😂😂
•تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية