رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الخامس عشر 15 - بقلم اسماعيل موسى
مقدرتش اخفى قلقى على سادين، انتى ليه خاطرتى بنفسك وجيتى هنا؟
كان لازم اكشف سرك يا صقر، كل يوم الصبح تخرج من الدار ومترجعش غير وقت الليل
انتى لازم تمشى يا سادين حالا مش لازم حد يشوفك هنا
همست سادين لكن انت جسمك متكسر يا صقر؟
انتى شفتى العراك يا سادين؟
__ايوه شفته
وايه رأيك؟
انت قوى يا صقر لكن تنقصك الثقه إلى عند فرغلى لازم تكسب الثقه قبل عراكك مع فرغلى
ابتسم صقر، ودا يحصل ازاى ان شاء الله يا ست سادين؟
__تكسب نزالات يا صقر
عارك ناس مختلفه وجديده، حقق انتصارات وخلى فرغلى للأخر
بداء الليل يتسلل بين أغصان الحشائش وكان لازم سادين تروح
قمت ولبست التيشرت بتاعى وحسيت بنغزة فى صدرى اجبرتنى أقف
همست سادين اتكى على يا صقر، خلينى ارجعك البيت
فرغلى __وكنت واقف هناك بين الحشائش احمل عكازى، شاهد على قصة حب انولدت امام عيني
سمعت خطوات سادين قبل أن ارحل، فوقفت فى مكانى اسمع وارى ما يحدث
لم يكن لدى أدنى شك فى صقر، كنت اعرف أخلاقه
انه عدوى لكنه شريف ويمتلك قلب طاهر ونقى
راقبتهم وهم يغادرون الجزيره وعندما وصلو الحقول المفتوحه قصدت منزلى
انزلت سادين يد صقر من على كتفها، معلهش يا ولد عمى لازم تكمل طريقك لوحدك من هنا، مش لازم حد يشوفنا مع بعض !!
وقف صقر فى مكانه واختفت سادين بين الحقول نحو الدار
وبعد ساعه جلسها صقر على الأرض قصد الدار حتى لا يربط احد بين وصولهم للمنزل
وما كان لليل ان ينطوى دون مفاجأت فقد سرت الهمسات بين جنبات البيوت الطينيه المسقوفه بالخص عن علاقه محرمه تجمع بين صقر وسادين
لقد كانا بمفردهم فى الجزيره وسط الحشائش ولم يتركها الا عن بداية الحقول وكان يحتضنها بذراعه.
تلك الهمسات التى كانت خافته فى البدايه سرعان ما توسعت حتى شملت كل بيوت القريه، بين مصدق ومكذب لم يكن للقريه شغلة الا تلك العلاقه السريه
ان ابن البندر أوقع البنت فى حبه، فأخلاق القاهريين تختلف عن اخلاق الصعيد
لكن الهمس واللمز الذى انتشر توقف عن عتبة دار عبد الكريم
ففى كل مكان يتوقف الخبر عند باب صاحبه
بعد أن استعاد صقر عافيته، اتبع نصيحة سادين كان يبحث عن الاعراس كل ليله وينازل بالعصا وينتصر على كل من يواجهه، وكان يذهب لكل عرس لا يوجد به فرغلى، وراحت سمعته فى الضرب بالعصا تنتشر وتتعدى حدود القريه
وكان موسم الموالد حل، وكان يقصد تلك النزالات شبان من كل البلاد والنواحى وعلى صوب الطبل والزمر يعارك صقر وينتصر والأخبار تصل إلى فرغلى فيزداد غضبأ وحقدآ
فقد كان دائما هو من يتلقى المديح وليس شخص غيره
لكنه كان منشغل بعرس أخيه من ابنة اخ شيخ البلد ولم يمكنه ترك البيت أو القريه
وكان يعرف انه عندما يعود للساحه فأن مكانه محجوز، لا أحد يهزم فرغلى
فى يوم العرس دعا فرغلى كل عائلات القريه وعائلة عبد الكريم أيضآ
لكن عبد الكريم اقسم ان لا يذهب وان لا يضع واحد من أولاده قدمه فى أرض عائلة اولاد صقر حتى يأخذ بثأؤه
فبأى عين يمكنهم ان يذهبو إلى هناك؟
وفى يوم العرس ارتفع الطبل والزمر فى مكبرات الصوت وكل البيوت ارتدت ملابسها الجديده وذهبت إلى الفرح الا بيت عبد الكريم
بعد العشاء كان عبد الكريم قاعد امام البيت جنبه عبد التواب وبقية أولاده، نزل صقر من غرفته يرتدى ملابس جديده وفى يده عكاز قديم يعرفه عبد الكريم
انت رايح فين يا صقر؟
صمت صقر لحظه، رايح فرح فرغلى يا جدى
فرغلى؟ صرخ عبد التواب انت اتجننت آخرة إلى بناخده من عيال البندر
وقف صقر قدام جداه بثبات، احنا لينا حق عند فرغلى ولازم ناخده يا جدى !
صرخ عبد التواب، وانت بقا إلى هتاخد بتارنا؟ تكونش صدقت نفسك يا صقر؟
دا انا نفسى هزمنى فرغلى قدامك ومقدرتش تعمل حاجه
اذا كان فرغلى هزمنى انا فمحدش هيقدر يقف قدامه
همس صقر، انا رايح على كل حال مش هيحصل اكتر من الى حصل
صرخ عبد التواب انت بقيت بتلقح زى الحريم يا صقر؟
متقولها بالمفتشى يا ولد أخوى انت شمتان فيه وفى اعمامك؟
انا معنديش وقت للكلام ده يا جدى، انت لازم تيجى معايا يا جدى، الليله رأسه هتترفع تانى بين الناس
الليله هاخد بتارنا من فرغلى قدام كل الناس
- يتبع الفصل التالي اضغط على (غرام في قلب الصعيد) اسم الرواية