رواية قلوب تائهة الفصل السادس عشر 16 - بقلم سهام صادق
الـــفـــصـــل الــــســـادس عـــشـــر
كانت كلماته مازالت تتردد في أذنيهاا ، لم تكن تصدق بأن من احبته بل وعشقته بجنون اول من يقتلهاا بدون رحمه ، لم تتمالك قدماهاا فسقطت علي ركبتيهاا لتنكمش بجسدها مثل الطفل واضعه وجهها بين كفيها ، باكيه بمرارة لاول مره تشعر بأن روحهاا هي من تبكي ، تحسست بطنهاا بأيدي مرتعشه وكأنها تُطمئن نفسهاا بوجدهه داخل رحمهاا، وضمت نفسها بذراعيهاا وكأنها تحمي نفسهاا من شبح يطاردها ، لتلمس بيدها الضعيفه موضع يداهه وهي تبكي وكأنهاا تبكي علي كل شئ جميل قد عاشته معه ... لتبتسم بمراره بين دموعهاا وهي تتذكر
مبرووك يامدام ، انتي حامل
سقط تلك الخبر علي مسمعهاا ، وهي تنظر بعيناها علي نتيجة التحاليل ، فاليوم قد علمت بخبر أن بداخلهاا جنين منه ينبت في رحمهاا ، تخيلته وهو يطير بها فرحاا ويحملهاا بين ذراعيه ويهمس في أذنيهاا بكلماته التي باتت تعشقهاا ، ويهبط بقدميه ليتحسس ذاك الطفل منه ويضع أذنيه علي بطنهاا ليبتسم لهاا بسعاده ، رسمت احلامهاا ونسجت خيوطهاا وهي تحلم بكل شئ ، لم تشعر بنفسهاا سواا وهي تقف أمام مرئتها وترتدي له احد الملابس التي قد جلبهاا لهاا ، تأملت نفسها بذاك الفستان ذات اللون الفيروزي العاري ، أبتسمت بخجل وهي تتطلع علي نفسهاا في تلك المرئه ، وبدأت تعد له طعام العشاء لتطفئ الانوار ليبقي الضوء الوحيد المضاء هو ضوء الشموع ....
ليدخل هو من باب عيشهم الجميل ، ويتطلع الي المكان بوجه مبتسم ، وتزداد ابتسامته عندما رئهاا تقف أمامه مثل الملاك ، ويالها من ملاك قد سلب قلبه ، ليضمهاا بين أحضانه ويهمس في أذنيهاا .. وحشتيني
ترفع بوجهها خجلا وهي تتأمله ، وتحث لسانهاا ان ينتظر قليلاا حتي ليفضحهاا الان وتكشف له عن تلك المفاجأه : وانت كمان وحشتيني اووي يا أدهم
وتمسك بأحد أيديه ، وبصوت هادئ : أنت أتأخرت كده ليه
أدهم بتنهد : أضطريت اروح الشركه الاول .. ويتطلع لوجههاا : كل الاكل الحلو ده ليا ، أممممم انا جعان بشكل
لتبتسم له بسعاده ، ويجلسون سوياا وهم يتبادلان نظرات الحب بينهم
ادهم بهمس وهويتطلع اليهاا : وليه الشال ده طيب ، علي فكره الفستان هيكون أحلي من غيرهه ، ليزيحه من علي كتفيهاا وهو يبتسم علي خجلهاا هذا
مريم بخجل : انت بتبصلي كده ليه
أدهم بحنان وهو يطعمها بشوكته : يعني الاقي القمر قدامي ومبصلهوش
تطلعت اليه بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتهمس بصوت هادئ : متسافرش تاني وتسيبناا
ليتطلع لهاا بحنان ، وينحني قليلا بجسدهه : ليقبلهاا علي أحد وجنتيهاا .. ويقول : غصب عني والله ياحببتي ، بس المره الي جايه هتسافري معايا
لتبتسم له بسعاده وهي تقول : قصدك هنسافر معاك
ليتطلع الي وجهها بأستغراب .. لتخرجه هي من دهشته وتقول بصوت هامس وهي تمسك أحد أيديه وتضعهاا علي جنينهاا : انا حامل يا أدهم
لينظر لهاا بنظرات لم تستطع تفسيرهاا أهي نظرات فرح أم دهشه أم ماذا ... لتتطلع الي وجهه ثانية وهي تقول : أنا فرحانه اوي يا ادهم ، عشان ربنا أستجاب لدعائي وهجيب طفل منك
لينهض سريعاا ، تحت أنظارهاا ... ويتتطلع الي معالم وجهها ،ليقول بعد ان اشاح بوجهه بعيدا عنها حتي لا تري ضعف عيناهه.... وهو يقول بصوت صارم : الطفل ده لازم ينزل يامريم سمعاني
لتنهمر دموعهاا ،فهل هي هذه الاحلام التي رسمتهاا وعشتها منذ قليل ، ام هي الفرحه التي قتلهاا بكلمه واحده ، وقفت امامه وهي تهزهه بأحد أيديها وسط دموعهاا وتقول : انت مش أدهم صح ، او الكلام الي سمعته غلط قول اني سمعت غلط يا ادهم
ليمسكها بأحد ايديه بقوه ويقول بصوت حاد : الطفل ده هينزل سامعه ، قولت هينزل وبكره هتعملي العمليه
لتبتعد عنه وسط دموعهاا وهي تقول : انا مش هنزل ابني ، مش هنزل النعمه الي ربنا ايدهاني .. وتابعت بكلامهاا وسط شهقاتها : انا دلوقتي اتأكدت اني فعلا مجرد بيعه وشروه ، وخلاص وقتي انتهي لما صلاحيتي انتهت ، بس انا مش مهم عندي نفسي دلوقتي لتضع يدها علي بطنهاا وهي تقول : سيبني اروح لحالي ، وارجع مملاكتي الصغيره واعيش لوحدي تاني
ليتقدم هو نحوها بجمود : انا الوحيد الي اقرر وقت صلاحيتك انتهي ولا لاء سامعه ، وانا الوحيد الي اقرر فاهمه ، ومش هقرر كلامي تاني بكره هتروحي معايا المستشفي عشان تنزليه
لم تدري بنفسهاا سواا وهي تصرخ فيه وتقول : اتجوزتني ليه مادام مش عايزني اكون ام لأولادك ، اتجوزتني ليه وحرمتني من لحظه اتمنتهاا طول عمري اني افرح لما اكون ام من الانسان الي بحبه ، حبك ليا ده كان كدب صح ، كنت بتكدب عليا زي ماكدبت علياا اول مره كلمتني فيهاا عن مشاعرك ، صح رد
ليطلق هو ضحكاته العاليه وهو يقول : وتفتكري ازاي هحبك ، هاا ازاي هحب الانسانه الي ابوهاا كان سبب في دمار اغلي حد عندي عارفه مين امي ، ليعود بضحكاته وهو يقول : بس تصدقي طلعت ممثل بارع كمان ، لاء والفيلم كمان طلع مظبوط بكل حاجه ، ليقترب منهاا ببرود ويلمس وجههاا ويقول : بكره ياحلوه هرجعك لمملاكتك الزباله تاني ، بس بعد العمليه ، وقبل ان يغادر سجنه الذي صنعه بيديه يلتف اليها ويقول : اوعي تفكري في لحظه انك تهربي سامعه ، عشان بلاش اعرفك مين هو ادهم شوكت .. فزي الشاطره كده تبقي مطيعه للأخر عشان الفيلم قرب يخلص ياحلوه .....
ليتركها وسط دموعهاا ، وكلماته ، فكل مادار حولهاا الان كان مثل الكابوس فكيف والدها الرجل الطيب يتهمه بأنه سبب في تدمير و الدته ، لتغرق هي في وسط دموعهاا ،الي ان نامت منكبه علي الارض وهي تضم جسدها النحيل ، لتستقيظ علي لمسة يدهه التي باتت تكرهها ، لتتطلع اليه بعينيهاا الباكيه ، وهو يسحبهاا من يدهاا ويقول بصوت جامد : 5 دقايق تكوني جاهزه مفهوم ، ليخرج من غرفتهاا ويتركهاا وهي تشعر بالكره من نفسهاا ، فبحبهاا هي قد انتقم منهاا ونجح في تمثيل خطته ، ولكن ماذنب هذا الطفل الذي لا ذنب له مثلهاا تماما ، وما الذنب الذي اقترفه والدها ليكون انتقامه هو فيهاا ...، لم تدري بنفسها سوا وهي تهبط ساجده لخالقها وسط دموعهاا وتقول : يارب وماخاب من قال يارب
لتخرج بعدها له وهي تجر ورئهاا كل كلمات الانكسار التي قد حطم قلبها بها قبل ان يحطمهاا ، لتنظر له بحسره وهي تتابع خطواته وتقول بصوت ضعيف : بس هو مالهوش ذنب ، عاقبني انا بذنب معرفش عنه حاجه
ليتطلع لهاا ساخرا ,ويجذبهاا من يدها ويقول : يلا عشان انا مش فاضي ، وضيعت وقت كبير
وما من دقائق ، كانت تجلس بجوارهه في السياره وهي تتطلع للشوارع وكأنهاا تودعها ، ضمت كفيهاا بين ارجلهاا في خوف وهي تنظر له نظرات رجاء قبل ان تكون عتاب .. ليشيح هو بوجهه ويصرخ في قلبه بأن يصمد حتي لا ينزعه من بين ضلوعه .. لتصل بهم السياره الي المشفي التي اول ما رئتها اشاحت بوجهها وتشبثت في كرسيهاا
ليقول هو بصوته الجامد : يلا يامريم
لتنظر له وكأنها تنادي شخص بداخله كي يعيد لها أدهم الذي احبته ، ليجذبها هو من يدهاا ويحركها خلفه مثل الطفل الصغير ... لتجد نفسهاا داخل تلك المشفي وكأنها ذاهبه الي قبرهاا ، لتتطلع في وجه الناس وكأنها تبحث عن يد تساعدها منه ، لتجدهه يبتسم لذلك الطبيب ويترك يدهاا ليتحدث معه ، وأعينه مازالت عالقه بهااا لتجلس هي علي اقرب مقعد وهي تبحث بداخلهاا عن روحهاا التي تنسحب منها ببطئ
ادهم : حياتها عندي اهم سامع يا أشرف ، انا اخترتك انت عشان واثق فيك
ليبتسم له صديقه وهو يقول : متخافش يا أدهم ، ولا اقولك يا دكتور
ادهم بجمود : خلي بالك منهاا سامع ،ومش هكررتاني اي غلطه ممكن اقفل المستشفي
ليبتسم أشرف بخوف وهو يقول : شكلك بتحبهاا وخايف عليها اووي ، ليقترب من أذنيه وهو يقول ضاحكا : هما رجال الاعمال كده يغلطوا واحنا في الأخر الي بنصلح غلطهم
لتطلع هي الي وجههم ، وهم يخططوا عليها وعلي طفلها في القضاء عليهم.. لتتنهد هي بدموع .. وهي تتطلع الي قدومه ، وكادت ان تنهض هاربه منه وليحدث ما يحدث ، فوجدت احد الممرضات وهي تقول : يلاا يامدام ، عشان تجهزي قبل العمليه
لتتطلع لها بخوف ودموعها تتساقط : دلوقتي
لتنظر لها الممرضه بشفقه وهي تقول : معلشي ياحببتي ، هو انتي كنتي فاكره ايه ، هياخد الي عاوزه ويتجوزك اول ما يعرف انك حامل ، كلهم كده فاكرين بفلوسهم يقدروا يشتروا كل حاجه ، لتتنهد وتقول :يلا بقي هي ساعه وكل حاجه هتخلص وتروحي لحالك
لتجذبهاا الممرضه من يدهاا ، وتلتف هي ناحيته وكأنها لأخر مره تترجاهه ، وتفر من يد الممرضه وتذهب اليه وهي تقول : خليني أمشي من هنا يا أدهم ، متعملش فينا حاجه ، صدقني همشي ومش هتشوفني خالص ، ولو بابا زي ما بتقول كان سبب في تدمير والدتك ..هو دلوقتي بين أيدين ربنا وهو الحاكم الاعظم ، سيبني وانا أوعدك مش هتعرف عننا حاجه ، لتقترب منه وهي تقول : متخليش غضبك ، ينسيك انك بتغضب ربنا ، أنا مش خايفه علي نفسي صدقني ، انا خايفه عليك من ذنب هيفضل في رقبتك طول العمر، بلاش يا أدهم .. لتتطلع الي نظرات وجهه وهو يلتف بعيدا عنهاا ، لتدخل هي تلك الحجره وهي لا تري شئ سوا ذاك السواد الذي اول مره تبصر عليه
ليلتف هو بين دموعه ، التي حبسهاا طيله الوقت لتفر هاربه علي محبوبته التي نسي معاها كل شئ حتي هدفه الاساسي ، بأن يجعلهاا تعشقه ثم يرميهاا كما رمي والدها امه وتركهاا بين اوجعهاا ....
ليتذكر يوم أن رأي مذكرات والدته في مكتب والدهه
مذكراتهاا التي كتبتهاا بدموعهاا قبل حبر قلمهاا ، ليري كلمات قد سطرها الزمن ليحياها من جديد
اول مره شوفته فيها حبيته ، وازاي محبهوش وهواصبح بطلي ، مش هنسي لم وقف قدام عزت بكل قوته وبعده عني ، عزت اه ، عزت الي حاول كتير يتجوزني بفلوسه وقوته ، كنت بنت عاديه وبسيطه اهلي كانوا ميسورين الحال كان عندنا مزرعه جميله اووي ، عمري ماهنسي ريحه الريحان والياسمين ، ياا لو الزمن يرجع من تاني ، كنت فضلت ليلي الصغيره ، البنت الهاديه الجميله ، كنت اول مره أروح حفله كانوا كل الناس بيتكلمواا عنهاا وعن الناس الي هتحضرهاا والشاب الوسيم الي هيكون امير الحفله ، كنت واقفه مع بابا زي التايهه وسط الضحكات ، وناس مش متعوده اشوفهم في قريتي البسيطه والجميله ، لحد ما شوفت اكتر شخص كرهته في حياتي ، بس في نفس الوقت كنت بشفق عليه من نفسه مش هنكر أني لما عشت معاه حبيت فيه حاجات مكنتش شيفاها قبل كده ، بس للأسف مقدرتش أنسي خيانته ولا السجن الي كان عايز يحبس فيه أغلي حد عندي ونفوذه الي أستخدمها عشان يخسرنا كل أملاكناا ونبقي تحت طوعه ، اما عبدالله كان الانسان الي قلبي دقله ، برغم محاولات عزت الكتير بس عبدالله هو الي كان حلمي اني اكمل عمري معاه ، شوفت فيه الحنيه والطيبه برغم بسطته ، بس مكنتش عارفه ان تحت قناع الطيبه انسان خاين ، دابحني بطعنته ، مش قادره انسي يوم ماجيت استنجد بيه يتجوزني واعيش معاه في اي مكان المهم ابعد عن عزت وسيطرته علي بابا ، لحد دلوقتي صوت اقدام رجليه وهو جي يخدني لقبري ، وهو بيمسك ايدي وبيسلمني لعزت ويقوله متلزمنيش خدهاا ونظرته ليا وهو بيقولي : أنتي طالق
يااا علي نظرات عزت وهو بيقولي ،شوفتي اه باعك اه الي فضلتيه علياا، كان كل كلمه بينطقهاا كنت بكرهه ودني عشان سمعتهاا ، لحد ما لقيت نفسي بين احضان راجل وانا بدور علي الانسان الي بحبه ،بس هو فين هو باعني كمان ليه وسلمني لسجاني ،لحد ماجيت انت يا أدهم بدأت احس بالحياه تاني ، بس خايفه لتكون انت كمان عزت التاني وتبقي زي ابوك ..
ويتوقف عقله .. علي أن يكون نسخه مصغره لوالدهه ، ظلت كلمة أمه تتردد في أذنه (خايفه لتكون انت كمان عزت التاني ) ... لينهض من علي كرسيه ويذهب سريعا اليها
نظرت للطبيب بخوف ، وهو يرتدي كمامته الطبيه ، تأملت المكان حولهاا وجدته وكأنه يخنقها ، لم تدري بنفسها سوا وهي رافعه نظرهاا لاعلي بدموعهاا ، الي ان نامت من أثر الحقنه المخدره بعد أن قاومتها بجوفنهاا لتظل مستيقظه وتحمي جنينهاا ........ لم تدري بنفسهاا سوا وهي علي الفراش الابيض ، وهو جالس بجانبها يتأملهاا بخوف
نظرت اليه ، ثم أشاحت بوجهها سريعاا وهي تقول : مش خلاص عاملت الي عايزه ، أبعد عني وسيبني في حالي
لتضع يدهاا علي جنينها وتقول : أرتحت خلاص لما انتقمت مننا ، أخرج بره حياتي أنا بكرهك بكرهك يا أدهم
ليقترب منها بألم وهو يقول : أبننا لسا عايش يامريم ، أنا مش أنسان عديم الرحمه ، او ظالم ، بس صدقيني لو عيشتي لحظه من حياتي هتبقي أسوء من كده
مريم : انت الي أخترت تكون كده ، متلومش علي الظروف ، عمر اليتيم ماكان فاقد لحنان الابوه او الامومه ، بالعكس بيدي ولاده كل حاجه كان بيتمناهاا ،بيديهم الحنان والحب الي كان بيتمنه مش الحرمان
ليتطلع الي وجهها بجمود وهو يقول :هستناكي بره ، هبعتلك الممرضه تساعدك ، ليخرج ويتركهاا وسط دموعهاا
لتدخل اليهاا الممرضه مبتسمه وهي تقول : شكله بيحبك اووي
لتستمع لكلماتهاا وهي تتمتم بخفوت : مابقتش فارقه ، الحب بقي مختلط بالكرهه
لتخرج له ، وهي تراهه شاردا ، لتبتعد بنظرهاا بعيدا عنه وتقول : انا عايزه اروح بيت اهلي
ليجذبهاا اليه ، ويمسك أحد أيديها المرتجفه ، لتبتعد عنه سريعاا وهي تشيح بوجهها
أدهم بجمود : الي يريحك ، ليسبقهاا هو بخطوات بطيئه وتسير هي خلفه
الي ان وقفت امام باب سيارته وهو يفتح لهاا الباب
مريم : انا عايزه اروح البيت الي جبتني منه ، وسيبني في حالي ، واظن ان لعبتك أنتهت
ليبتسم هو ساخرا و يقول : لاء لساا لعبتي منتهتش ، وانا الوحيد الي اقرر امتا هتنتهي ، اتفضلي اركبي
لتقف مصدومه من وقاحته هذه ، وما من ثواني كان يجذبها داخل سيارته ، وينطلق بهاا الي قصرهه الي عالم ثاني ستدخله معه
لتظل قابعه في السياره ، وهي تتأمل المكان الجديد وبصوت باكي : انا مش هعيش معاك تاني ، انت اكبر كدبه كدبتها علي نفسي ومش هسمح لنفسي اني ارجعلهاا تاني
ليتطلع لها ببرود ، وهو يقول بسخريه: لما تبقي تولدي ، ابقي اطلعي من العالم بتاعي وعيشي في عالمك
لتصرخ في وجهه ، وهي تقول : يااا لدرجادي كنت مغفله وانا متخيلاك بصوره تانيه ، للاسف انا السبب في كل الي بيحصلي ، بس صدقني مش هكون مريم الضعيفه تاني ومش هسمحلك تاخد ابني ...
ليضحك هو ، ولاول مره تكره ضحكته وتشمئز من كل شئ فيه ليقول :برافو ، بجد برافو
ليخرج من سيارته ، وهو ينده علي الخادمه لتخرج معاهاا الهام مبتسمه : وحشتني يا بني ، ثم تتابع بنظرهاا علي مريم وتهمس في اذنيه وهي تقول : مش قولتلك انت مش بتحبها بس انت بتعشقهاا ، بس هقول ايه عذبت نفسك وعذبتهاا ودمرت حياتك بأيدك ، وانت دلوقتي الي هتجني كل ده بنفسك
ليتنهد هو بأسي ، ويتطلع اليها بألم ، ويردف سريعا الي مكتبه ليغلقه عليه وهو يشعر بالوجع ، فالأن قد جعلهاا تكرهه بل وتبغضه ،وجعل مريم نسخة مصغره من امه
ليتذكر اليوم الذي أكتشف فيه بأنهاا هي أبنة الرجل الذي عزم طيله السنين الماضيه أن ينتقم منه بأغلي شئ لديه ، ليبتسم بحسره وهو يتذكر أنه في اليوم الذي قرر أن يعلن زواجهم أكتشف فيه ماكان يبحث عنه ...
.................................................. .........
لتبتسم في وجه زوجهاا ، وهي تنفث دخان سجائرهاا ، يعني البنت الي كان متجوزهاا هي بنت الراجل الي كان بيدور عليه
عزت بسخريه : البيه كان جاي يحطني قدام الامر الواقع ويقولي أتجوزت ميعرفش اني كنت عارف بجوازه وساكت ، بس علي أخر الزمن انا هخلي بنت عبدالله تعيش في فلوسي ، لاء وكمان أدهم الي تتجوزه ، الا أدهم
نانسي بضحك : وتفتكر هيعمل معاهاا ايه
عزت ببرود : أكيد هيطلقها ، ويرميها في الشارع الي جات منه ...
لتنظر في عيناهه بخبث وهي تقول : هو ليه بيكرهك كده يازيزو
ليتنهد عزت بأسي وهو يقول : أبني مش بيكرهني يانانسي سامعه ، مافيش أبن بيكره ابوه
لتبتسم نانسي بخث : ياحبيبي متضيقش نفسك
وتهمس بصوت واطي : كانت تفرق أيه عني ديه ، عشان يحبهاا هي ويتجوزهاا ... لتتطلع الي زوجهاا بسخريه ، وتعود لتدخن ثانية وهي تبتسم بداخلهاا ،وهي تتخيل اليوم الذي ستكون فيه شريك أساسي في الشركه ، وتصبح معظم ثروته التي جناهاا بين يديهاا
يتبع بأذن الله
*********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية