Ads by Google X

رواية اللعنات العشر الفصل السابع عشر 17 - بقلم وفاء هشام

الصفحة الرئيسية

 رواية اللعنات العشر الفصل السابع عشر 17 - بقلم وفاء هشام 

اللعنات_العشر 
17

"كان أكثر من يتألم لكل ما يحدث هو مروان فصديقه الوحيد يعـذب الآخرين .. يعـذبهم فى العالم الذى ظنه مأوى له من مساوء العالم الحقيقى ... فى العالم الذى كان يشعر فيه بأنه يحلق عاليا ... بالرغم من الصعاب التى واجهته فيه إلا أنه شعر بالمتعة والسعادة من كل شئ قد حدث
لم يكن يتوقع أن ذلك العالم سيكون هو سبب تعاسته هو ومن يقربونه يوما"

 ضوء قوى يزعج عينيه ... فتح وأغلق عينيه عدة مرات حتى اعتاد على الضوء
نظر حوله فإذا به يجد نفسه فى غرفة جدرانها باللون الأبيض وبجانبه طاولة بيضاء عليها مزهرية
ونافذة كبيرة عليها ستائر خفيفه يحركها الهواء بخفة
حاول تحريك جسده ولكنه شعر بالألم
نظر حوله ثم ضغط على جرس التمريض بجانب السرير

دخلت الممرضه وقالت: حمدالله على السلامة يا أستاذ مروان
مروان: أنا فين وإيه اللي جابنى هنا 
الممرضة: حضرتك عملت حادث سير إمبارح والأستاذ اللي خبطك جابك على المستشفى
مروان بتذكر: أيوة آدم .. هو موجود
الممرضة: أيوة مستنيك من إمبارح 
مروان: ممكن تناديله بعد إذنك

أمائت برأسها موافقة ثم خرجت وبعد قليل دخل آدم 
سحب الكرسي ووضعه بجانب سرير مروان وجلس عليه دون أن يتحدث

مروان: آدم أنا عارف إنى غلطت بس أقسم بالله أنا  ... 
آدم بمقاطعة: أقسم بالله أختى انصدمت فيك
مروان بحزن: مش أنا مكنش أنا يا آدم  أنا مستحيل أئذى إسراء ولا حتى بكلمة واحدة
آدم: وأنت بتقولى الكلام دا ليه دي حياتها وهي حرة تسامحك أو لا دا اختيارها
مروان: طب طالما كدا منعنى أشوفها ليه؟ 
آدم: علشان خايفين عليها منك
مروان: بس أنتم كدا هتأثروا على قرارها 
آدم وهو يقف: أنا آسف يا مروان بس أختى خط أحمر 
مروان: يا آدم أنا ... 

لم يسمح له بأن يكمل وتركه وحيدا يبكى على حاله وعلى ما وصل إليه 
لقد فقد زوجته وصديقته الوحيدة وبسبب ماذا بسبب الكتاب الذى ظن أنه غَيَّر حياته إلى الأفضل فى السابق ولكنه عاد مجددا سالبا منه كل شئ 

عاد آدم إلى المنزل وأخبر والديه وإسراء بما حدث 
إسراء بقلق واضح: طب هو كويس؟ جراله حاجه؟
آدم بمشاكسه: إيه دا أنتى خايفه عليه يا إسراء؟
إسراء بتوتر: م...مش قصدى بس ...
آدم: على فكرة عايز يرجعلك كلمنى وعايز يصلح كل حاجه
إسراء بدموع: بس الجـرح كبير أوي يا آدم مستحيل يلم بالسرعة دي
آدم: أنا عارف بس أنتى قولتيلى إن هو ملوش ذنب
إسراء: معرفش يا آدم مبقتش فاهمة ولا عارفة حاجة

احتضنها آدم وهو يخفف عنها ووالدتها تدعو لها بصلاح الحال 

*فى المستشفى*
كان مروان يجلس وحيدا فوالداه قد سافرا ولم يخبرهما بما حدث له حتى لا يقلقا
فُتِحَ باب الغرفة ودخل شخص وظل يقترب حتى وقف بجانب السرير 
لم ينتبه له مروان الا أن قال: ألف سلامة يا صاحبى 
مروان بإنتباه: سليم! 
سليم وهو يجلس: اه سليم ... سليم اللي بقى مدمن بسببك وكان هيموت 
مروان: مكنتش أنا يا سليم أنا عمرى ما أعمل كدا 
سليم: صح زي بردو عمرك ما تخون مراتك وعمرك ما هتسيبها مش كدا 
مروان بضعف: أرجوك يا سليم أنا فيَّ اللي مكفينى 
سليم بصراخ: أنت اللي عملت كدا فى نفسك حبك للكتاب وتعلقك بيه خلاه يستغلك وينفذ اللي هو عايزه ومقابل دا كان إيه  ..  إنك خسرت كل حاجه وكل حد كان جنبك 
وضع مروان رأسه بين يديه وقال: كفاية يا سليم كفاية   عايزنى أعمل إيه يعنى كان بيساعدنى كان قريب منى، صاحبى الوحيد فى وسط كل الخذلان اللي قابلته فى حياتى، حتى أنت  كنت بتكرهنى وبتتنمر عليا وضربتنى أنت وصحابك ودلوقتى جاي تلومنى إنى قربت منه لمجرد إنى لاقيت منه اللي ملقيتهوش فى حياتى الطبيعية 
سليم بتوتر: مروان أنا .. 
مروان بصراخ: محدش فيكم فاهمنى كلكم بتلومونى على إنى حبيته وصاحبته ومحدش فاهم السبب *هدأ وقد تساقطت الدموع من عينيه* حتى إسراء اللي تعرف كل حاجه عنى معذرتنيش وسابتنى 
سليم: لا أنت اللي سيبتها  ...  إسراء كانت بتدافع عنك دايما وشايفه إنك مش مذنب بس أنت جرحتها أوى يا مروان 
مروان: كل حاجه انتهت معدتش ليه داعى الكلام *نام وشد الغطاء على وجهه* امشى يا سليم سيبنى لوحدى زى ما كنت على طول شكل الوحدة مكتوبة عليا ومش مكتوبلى إنى أفرح  فى الدنيا دي، بدعى ربنا أنه ياخدنى علشان أرتاح من كل دا بس قبل ما يحصل عايزه يسامحنى ويحنن قلب إسراء وتسامحنى، وأنت كمان أنا آسف يا سليم 

نظر له سليم بحزن ولم يستطع أن يجيبه ثم تركه ورحل 
بكى مروان على حاله كثيرا وتوقف عقله كليا لا يستطيع التفكير ولا يستطيع الخروج مما وقع فيه 

*فى اليوم التالى*
*منزل رعد وآسيا*

فتح رعد الستائر فدخل ضوء الشمس إلى الغرفة 
سحبت آسيا الغطاء على وجهها حتى لا تزعجها أشعة الشمس 
اقترب منها رعد وهو يزيل الغطاء 
رعد بمرح: حبيبى قوم يلا علشان نلحق اليوم من أوله 
آسيا بضيق: لا سيب الغطى 
رعد: يلا بقى يا آسيا أنتى هتنامى اليوم كله 
آسيا بصراخ: يووه بقى قلتلك لا سيبنى فى حالى 
رعد بحزن: فى إيه يا آسيا؟ 
آسيا بهدوء: مفيش سيبنى دلوقتى 
رعد وهو يقترب منها: آسيا أنتى زعلانه منى؟ 
آسيا بغضب: ابعد عنى  *هدأت قليلا* رعد بعد إذنك سيبنى دلوقتى بجد أنا مش كويسة 
رعد: إيه اللي حصل طيب؟ 
آسيا: مفيش يا رعد بس أنا مش مظبوطة بعد إذنك سيبنى بس علشان منتخانقش
ضمها رعد بقوة وهو يقول: مقدرش والله أنا جنبك لحد ما تبقى كويسة 
أمسكت فى ملابسه وبكت وهي تقول بألم: شوفت أحمد تانى، بقى يجيلى كتير يا رعد بس بيبقى زعلان وكل مرة أشوفه يبقى بشكلي القديم وفى الأخر يكتشف اللي كنت بعمله 
رعد: آسيا كل حاجه اتغيرت ...  أحمد مات وميعرفش اللي حصل ومحدش عارف حاجه غيرى وأنا عمرى ما هغـدر ولا أستخدمه ضدك متخافيش ممكن دا يكون بسبب الكتاب مش أكتر أحمد بيحبك ومش هيزعل منك متخافيش 

اختبأت فى حضنه حتى أفرغت الشحنة السالبة التى تراكمت بداخلها من تتابع الأحداث فى الأوقات الأخيرة 

رعد بمرح: يلا بقى زينة مستنية علشان نخرج
ابتعدت وهى تمسح عينيها: هنروح فين؟ 
رعد بسعادة: هنروح الملاهى وبعديها هنتغدى برة وهجبلك شوكلاته وغزل البنات وكل اللي نفسك فيه 

ابتسمت وأمسكت وجهه بين يديها واستندت بجبهتها على جبهته وقالت: أنت أحلى حاجه حصلتلى فى حياتى ونعمة كبيرة أوي ..  أنا بحبك أوي يا رعد ومهما عملت عمري ما هقدر أوفيك حقك فى كل اللي عملته واللي بتعمله علشانى 
قَبَّل جبهتها بحب وهو يقول: وأنتى أحلى عوض ممكن الواحد يتعوض بيه فى الدنيا 
ضحكت فاحتضنها بقوة ثم نهضا ليمضيا يومهما بحب 

*فى منزل سليم*

كان يجلس فى غرفته يفكر فيما حدث لقد أرهقته تلك الزيارة نفسيا .... هل يستحق مروان كل هذا حقا؟ أم أنه مجرد ضحية أخرى من ضحايا ذلك الكتاب اللعين؟ 

طُرق باب الغرفة ودخل والده وهو يقول: سليم فى حد عايزك 
انتبه إلى والده وقال: مين يا بابا؟ 
دخلت مبتسمة وهي تقول بصوتها الرقيق: إزيك يا سليم
صُدِم من رؤيتها ثم انتفض من مكانه وهو يهم واقفا وقال بتوتر: دعاء!  أنتى إيه اللي جابك هنا؟  أقصد أنتى  ...  هو... 
ضحك والده وقال: إيه يا ابنى اهدى شوفتى يا بنتى أهو على الحال دا بقاله مدة 
سليم وهو يقترب منهم: مفيش حاجه يابابا أنا كويس 
والده: هصدقك ماشى   ....   تشربى إيه يا بنتى 
دعاء: شكرا يا عمو 
سالم: لا إزاي لازم تشربى حاجه 
سليم بضحك: اشربى يا بنتى علشان منتضربش
دعاء: خلاص تمام يبقى عصير 
سالم: تمام وهخليهم يحضروا الغدا كمان علشان تتغدى معانا 
دعاء: يا عمى لا ملوش لزوم  ...  يا عمى
سليم بضحك: تعالى هنا خلاص هو لما بيروح مبيرجعش 
دعاء بضحك: طيب أوي باباك ربنا يباركلك فيه
سليم: يارب... مليش غيره بعد ماما الله يرحمها 
دعاء: الله يرحمها  ...  أنت معندكش أخوات 
سليم: لا أنا وحيد 
دعاء وهى تنظر حولها: بس أوضتك حلوة 
سليم وهو يجلس على كرسي: أها أنا رتبتها بنفسى 
دعاء: زوقك حلو يعنى 
سليم بضحك: يعنى بس كئيب شوية
دعاء بحماس: بالعكس دا حلو أوي
سليم: إنتى أحلى
دعاء بخجل: هو .. إحنا ...  مش لازم نشوف بباك 
سليم وهو ينهض بضحك: أيوة يلا بينا ونشوف هيغدينا إيه 
نزلوا إلى الحديقة الخلفية فوجدوه يجهز أغراض الشواء 
ساعده سليم ودعاء كذلك وهو يختلس النظرات لها من حين إلى آخر
كانت ذاهبة للإطمئنان على حاله بعد ما حدث فانتهى الأمر بحفل شواء مرح 

*فى منزل حسناء*

سيف بإبتسامة: أنا يشرفنى إنى أطلب إيد بنت حضرتك وهكون أسعد إنسان فى الدنيا إذا وافقتى 
والدة حسناء: الشرف لينا يا ابنى  حسناء كلمتنى عنك وعلى اللي عملته معاها ومساعدتك ليها ربنا يكرمك ويوقفلك ولاد الحلال 
سيف: يعنى أجيب الوالد والوالدة ونشرب الشربات 
والدة حسناء: على خيرت الله 

ابتسم سيف بسعادة ونظر إلى حسناء بحب فلقد خطفته من الوهلة الأولى لم يكن من الصعب عليها تملك قلبه وهو يرى أنه فعل هذا بقلبها أيضا ...

بعد أسبوع 
*فى منزل والدا إسراء*

أدهم بصراخ: قولتلك مش هترجعلك أنت مبتفهمش
مروان: افهمنى بقى أنا بحب إسراء ومستحيل أتخلى عنها 
أدهم بسخرية: ما اتخليت خلاص واللي حصل حصل
مروان: غصب عنى أقسم بالله غصب عنى ليه محدش عايز يفهمنى حرام عليكم
أدهم: ومش حرام عليك اللي عملته فى أختى 
والد أدهم: كفاية يا أدهم  وأنت يا مروان اقعد يا ابنى خلينا نتفاهم 
مروان ببكاء: يا عمى بالله عليك أنا بحبها وعايزها والله ما كنت فى وعيي بالله عليك صدقنى
والد أدهم: مصدقك يا ابنى  وزي ما أبو هنا سامح آدم أنا كمان هسامحك بس راضي إسراء
أدهم: يا بابا بس  ...
والد أدهم: مفيش بس اهدى شوية يا أدهم مش عايزين نخرب على أختك  ...  وإنتى يا إسراء إيه رأيك يا بنتى

نظرت له إسراء بحزن وهي ترى حالته رق قلبها له فهي لازالت تحبه بل حبها له يزيد يوم بعد يوم  ولكنها لا تستطيع تخطى ما فعله 
ماذا تفعل؟  عقلها مشتت لا تستطيع التفكير 

مروان: أرجوكى يا إسراء أنا بحبك 
إسراء: بس اللي بيحب حد مش بيـإذيه يا مروان 
مروان: حقك على قلبى أنا تحت أمرك فى أي حاجة تقوليها بس بالله عليكى أرجعيلى أنا محتجلك 

نظرت إليه قليلا وتمنت لو قفزت الأن إلى داخل حضنه ولكنها نهضت وأسرعت إلى غرفتها مغلقة الباب خلفها ثم استندت عليه وهي تبكى 

والدها: معلش يا ابنى اللي حصل مش قليل أنا لحد دلوقتي مش مصدق
مروان بحزن: فعلا اللي حصل مش قليل 

كان الكتاب فى منزل مروان 
فُتِح وظهر إعصار فى الغرفة وانقلبت رأسا على عقب 
تقلبت صفحاته وظهر صوت يقول "انتهت الخمس الأولى وها أنا ذا أعود من جديد لتكن الخمس الأخرى أشد وأسوء وأكثر تخريبا للعلاقات"

أما إسراء فكانت تجلس مكانها لم تتحرك حتى شعرت بثقل فى قلبها وجسدها وسمعت صوتا يتخلل إلى عقلها ويقول: عودي إليه 
أجابت وهي تمسك رأسها بألم: أسكت أنت السبب فى كل اللي بيحصلنا 
قال: عودي فقط وسترين ماذا سأفعل به
إسراء بألم: مش هرجع كفاية بقى 
قال: عليكِ ذلك حتى تكتمل لعنتي

سيطر على عقلها وقلبها فرفعت رأسها بلا وعي 
قال: سأعاقبه لأجلكِ وسأجعله يتمنى المـوت ألف مرة ولكن عليكِ الأن أن تخرجي وتوافقي على طلبه بالعودة 
إسراء بدون وعي: حسنا 

خرجت إسراء لتقابل مروان الذى هم بالذهاب وقالت بحزم: أنا موافقة نرجع 
مروان بعدم تصديق: بجد يا إسراء
إسراء: أيوة 
مروان بسعادة: وعد مش هيتكرر تانى وهخلى بالى ومش هزعلك أبدا أبدا 
قال الصوت لها: رأيتِ سأجعله ذليلا لأجلكِ
ابتسمت وقالت: اتفقنا 


  •تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent