Ads by Google X

رواية قلوب تائهة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية قلوب تائهة الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سهام صادق 

الــــفـــصـــل الـــثـــامـــن عــــشــــــر

وضعت يدها بحنان علي أحد أرجله ، وكما أعتاد منها نظرة له بحب ولكن أول مره يري تلك النظره مختلطه بالعتاب 
ليبتسم هو ، وبعد ثواني كان يلتف خلفه قليلا ليتاكد من صوت أقدامهاا وهي اتيه خلفه ، لتبتسم لهاا ألهام بحب ، لتقول بصوت هادئ : تعالي يامريم ياحببتي ، أخيرا قرر القمر ينزل من أوضته عشان يقعد معانا 
لتنظر لهاا وهي مبتسمه ، وتخونهاا أعينهاا لتتطلع اليه وهو ماثل أمامهاا في صمت ...
ألهام : أنا خليت الخدم يعملوا كل الاكل الي أتوقعت أنك بتحبيه ، تعالي بقي شوفي توقعي في محله ولاا 
مريم بضعف : بس أنا ماليش نفس 
ليضغط هو علي شوكته بغضب ، ليتمالك نفسه قبل ان يجذبهاا الي احد المرايات ويجعلها تتطلع الي وجههاا الذي أصبح شاحب وكأن الدماء تجمدت وتحول لونها الي الاصفر
ألهام بزعل : كده يامريم ، ده انا قولت خلاص هلاقي حد يفتح نفسي ، وبعد ألحاح طويل من ألهام جلست علي يمينه مقابلة لمقعد ألهام ، لتهرب بنظراتها ناحيته وهي تراهه يأكل في صمت
لتتطلع اليها ألهام بحب ، وتضع أمامها الطعام وبصوت حاني : انا عايزه الاكل ده كله يخلص 
لتبتسم لها مريم بحب ، فهي أصبحت تشعر بالأرتياح مع تلك المرأه ، فكم كانت تذكرهاا بأمهاا كثيرا
ألهام : هاا أنا قولت أيه 
بدأت مريم في تناول طعامهاا ، وهي تفكر في القرار الذي أخذته حتي يمر شهور بقائها في هذا البيت بدون أضطراب او مشاجرات ، او دموع قد أتعبتهاا وارهقتها كثيرا ، فهي أصبحت تكره تلك الدموع التي لم تشعرها يوما سوا بضعفهاا
وبعد دقائق من التفكير ، كانت تنهض سريعاا ، لتفرغ تلك اللقيمات القليله التي دخلت معدتهاا ..
ليتطلع لهاا ، وكاد ان يضعف وينهض خلفهاا ، ولكنه ظل قابعاا بعقله وليس بقلبه الذي فر معهاا 
ألهام بهدوء : متقلقش ، ده أمر طبيعي عشان لسا في الشهور الاولي ، انا بكره أن شاء الله هاخدهاا للطبيبه الي حجزتلهاا عندها عشان المتابعه 
ليبتسم لهاا ، ويسمع صوتهاا وهي تعتذر منهم ، واضعه بيدها الصغيره علي بطنها بتعب 
ألهام بحب : تعالي ياحببتي أستريحي ، انا هخلي سمر تجبلك كوبايه اللبن حالا ، عشان تعوضي الاكل ، وبكره ان شاء الله هنروح للدكتوره سواا 
لتتأملهاا مريم بتعب ، وهي تهز برأسها ، وبعد لحظات من صمته قال : أنا داخل المكتب 
لتلتف اليه ألهام : ماشي ياحبيبي
ثم تعاود النظر الي مريم وتقول : تعالي نقعد في الصالون ، لغايت لما سمر تجبلك اللبن ، وندردش سواا
مريم بود : هو أنا ممكن أدخل المكتب ، يعني لو مش هيضايقك
لتضحك الهام : ياحببتي ، ده بيتك انتي قبل ما يكون بيتي ، اوعي تستأذني تاني مره ، روحي لجوزك ، ربنا يصلحلكم الحال
لتنظر لهاا مريم مبتسمه ، وهي شارده في رد فعله عندما تخبرهه بأنها تريد أن تبحث عن وظيفه 
.................................................. ...........
وفي وسط حديثهم ، أمسكت أحد ايديه ووضعتهاا علي بطنها التي بدأت في الظهور وبصوت هادئ قالت : ده بدء يتحرك يا أياد شوف
أياد بحب : أمتا المفعوص ده يجي بقي
شاهي بسعاده : عارف ان المفعوص الي بتتكلم عليه ده ، هو سبب سعادتنا ديه
أياد بشرود وهي يتذكر ذلك الرجل الذي رئه يبكي 
فلاش باك!!
وكما اعتاد ، عندما يشعر بالضيق يذهب سريعاا الي ذلك المكان البغيض ليلقي بنفسه بين تلك الكؤس ليشرب منها حتي يصبح عقله لا يشعر بشئ 
جلس شارداا ، وبعد اول كأس قد شربه غادر المكان سريعاا وبدء يسير في الشوارع وهو شارد ... حتي تعب من السير ليجلس علي احد المقاعد ويضع رأسه بين كفيه وكأنه يريد ان يوقف تلك الافكار التي باتت ترهقه حتي لو قليلا،ليسمع صوت بكاء احدهما ،ليلتف الي ذلك الصوت ، فقد كان رجلاا يبدو من هيئته بأنه من تلك الطبقه التي ينتمي لهاا 
اياد بأرتباك : لو محتاج حاجه ممكن اقدر أساعدك
ليتتطلع له الرجل بين دموعه ، ويشيح بوجهه بعيدا عنه 
كاد أن يتركه ويذهب ، فمن المأكد أن يكون قد خسر أحد صفقاته ، اوخانه أحد أصدقائه ، او مات أحد عزيز عليه ، فأراد أن يتركه ويرحل ، بعد أن راودته هذه الافكار
ليسمع صوته بين الدموع وهو يقول : ليه هما ، ليه يارتني أنا ، ويصرخ بصوت عالي وهو يقول : لــيـــــــــه
أياد بخوف : شكلك تعبان تعالا اروحك 
لينفر منه الرجل الذي يبدو أنه في منتصف الثلاثين : أنا بكره الريحه ديه ، انا بكره نفسي عشان السبب ، ابعد عني ، ليعود بنظرهه له ثانية وبين دموعه : كانت كل حياتي شرب وسهر ، وفسح ، وستات ، نسيت نفسي وابني ومراتي في عالم فاني ، متعلمتش من الدرس ولا سمعت نصيحة مراتي قبل ما تموت ، ومن بين دموعه تذكر جملتها الاخيره وهي تقول : اتقي الله في أهل بيتك ، وفي صحتك وفي أبنك عشان ربنا يحفظلك عليهم 
ليضحك بأسي : بس تقول لمين ، ديه كانت بتقول لشيطان ..
كان ينظر له بأعين تائهه ، وهو يُجمع كلمات هذا الرجل في عقله ، ليقترب منه الرجل ويمسكه من أحد ذراعيه ليهزهه في عنف : ألحق نفسك ، قبل مايجي يوم الي تندم فيه ، بس بعد ما تخسر كل حاجه في حياتك 
أياد بشرود: انا مش فاهم حاجه
الرجل بحزن وكأنه يريد أن يخرج كل ما بدخله لشخص غريب لن يراهه ثانية : قضيت حياتي كلهاا وأن شايف نفسي ، اني لازم أستمتع بكل حاجه ، بأسمي ومركز أهلي ، عيشت حياتي زي ما بيقوله بالطول والعرض ، ومع ان ابويا كان راجل تقي ، بس أنا طلعت فاسد ، حب أنه يجوزني يمكن حالي يتعدل ، بس للأسف كان شيطاني خلاص بقي مسيطر علياا ، جوزني أنسانه كانت أطهر واحلي حاجه مرت في حياتي ، كانت كل ما تيجي تنصحني ،كأنها بتشتمني ، كنت اعاندهاا ليتطلع له باكياا ربنا رحمها من عذابي وريحها مني ، وسبتلي أمانه للأسف فضلت تقولي وهي بتموت : حافظ علي أبننا .... وكأنها كانت حاسه ان الامانه هترجعلها تاني بس كانت بتكلم صنم للأسف ... ليصرخ باكيا بس أنا محفظتش عليه ، ليتذكر يوم انا عاد من احد سهراته شارباا ، وعندما سمع صوت بكاء طفله في حجرته ، من ذاك الالم الذي كلما جاء اليه ندهه الي مربيته لتسكته ولم يفكر يوم بأنه مريض يتألم ، فهو لا يفكر سواا بسهراته وحياته فقط........... لينصدم من الخبر الذي وقع عليه من اباهه وهو يقول : ابنك عندهه سرطان في المخ ، ولازم يعمل العمليه في اسرع وقت ولازم يسافر يعملهاا بره البلد
ليعود بذاكرته وهو يتذكر الطبيب وهو يقول له : للاسف العمليه منجحتش ، ليزيح الطبيب كمامته الطبيه ويذهب ليتركه هو بقلب وأعين تائهه قد أفاقت ولكن بعد ....
أفاق من شرودهه ، وهو مازال يتحسس بطن زوجته ، ليبتسم لهاا ويضمهاا الي صدرهه بحنان 
شاهي بفرح : قول لأبنك يبطل لعب بقي
اياد بضحك : بطل ياحبيبي تتعب ماما ، لتاكلناا 
لتضحك هي ، وتقف امام مرئتهاا وهي تتطلع الي جسدهاا الذي زاد بسبب الحمل : ده انا بقيت شبه الفيل ، يعني شاهي الي كانت ديما محافظه علي رشيقتهاا بقيت كده
اياد بضحك وهو يحتضنها من الخلف: كله عشان خاطر المفعوص الصغير ..
لتتطلع هي بسعاده علي منظرها هذا وهو يحتضنهاا ، وكأن جميع الذكريات السيئه قد مسحتها الايام لتمنحها تلك السعاده وذلك الرجل وتلك الانسانه بتلك الوجهه الجميله 
.................................................. ...........
وبعد صمت طويل ، تتطلعت الي أعينه ، التي كادت ان تفتك بهاا 
أدهم بهدوءوهو يعتدل من جلسته : وياتري فكرتي كويس قبل ما تعرضي عليا فكرتك ديه ، ان انا كنت هوافق ، طلبك مرفوض ياهانم ، وأتفضلي علي اوضتك
مريم بحده : يبقي خلاص انا همشي من البيت ده 
أدهم بعصبيه : قولتلك قبل كده انا كنت ممكن ارميكي زي ما ابوكي رمي امي ، بس للاسف الطفل الي جواكي هو الي مانعني من كده 
مريم : ما انت كده كده كنت هتموته ، ومكنتش عايزه ، اشمعنا دلوقتي بقيت عايزه 
ادهم ببرود: معلشي أصل انا شخص عندي انقسام في الشخصيه 
مريم بغيظ: انا بكره هخرج ، ادور علي شغل ... وكادت ان تنهض ولكن اوقفهاا بيديه التي احاطت ذراعيها ، وبصوت حاد: ومين قالك انك هتخرجي ، او حد هيسمحلك انك تخرجي
مريم بألم ، وهي تدفعه بعيدا عنها : سيب أيدي ، حرام عليك ، انت أكيد مش أنسان ولا عندك رحمه ، أنا مش جاريه عندك أشترتها وملكتها انا أنسانه حرام عليك ، ولو فعلا بابا ظلم مامتك ، فأنت بتكرر نفس الي عمله ، متفتكرش اني في يوم هقدر اسامحك لما تكتشف الحقيقه وتعرف ان بابا مظلوم لاني واثقه في الراجل الطيب الي رباني ، وتعب وشقي عشان يربيني ويعلمني 
أدهم بسخريه وهو يخرج تلك المذكره وبصوت عالي : تحبي اقرالك والدك عمل ايه هاا 
لتلتقط هي منه تلك المذكره وتجلس تقرء تلك السطور التي توقفت عندهاا ، ومن بين دموعهاا تقول : هو بابا كان متجوز مامتك
أدهم بتنهد: أيوه ، كان جوزهاا الاولاني ، جواز مادامش غير يومين وبعدين رماهاا 
مريم : ومرمتنيش ليه ، بعد ما تجوزتني بيومين
أدهم بجمود: للأسف الحقيقه الي متعرفيهاش ، أني مكنتش أعرف اصلا أنك بنته 
مريم : طب اتجوزتني ليه ، ليه مادام انت مكنتش تعرف اني بنت الراجل الي كنت ناوي تنتقم مني ، كنت عايز تقضي معايا وقت لطيف ، لتعود بذاكرتها : طيب معاملتك ليه في الاول كنت ليه بترميني زي الحشره ، لغايت لما تفتكر انك رميني في بيتك وتيجي تطمن عليا دقيقه وتمشي ليه ، انا مبقتش فاهمه حاجه
أدهم بتنهد: مش عارف 
مريم بسخريه : بقي أدهم باشا مش عارف ، لتتطلع له بسخريه : يارتني كنت موت قبل ما احبك ، بس للاسف لسا لحد دلوقتي عايشه ومتجوزاك ، لتضع يدهاا علي جنينه ، وتنظر الي عينيه ... وبعد لحظات كانت تخرج من غرفه مكتبه وهي تائه وكأن وجودها بقربه لا يزيدها سواا شعورهاا بأنها في عالم اصبحت لا تفهم فيه شئ حتي البشر 
.................................................. .............
جلست تلعب بأصباعهاا وهي تنظر الي خاتم خُطبتها الذي ترتديه ، تذكرت اللحظات البسيطه التي جمعتهم سويا بعد خُطبتهم التي لم تصدق حتي الان كيف ومتي حدثت ،الي ان رن هاتفهاا ليخرجهاا من شرودها هذا
وكما اعتادت منه منذ خُطبتهم ، ان يسألها عن صحتهاا وصحة والديها ،ليغلق معهاا بعد ان اطمئن عليها 
لتغلق هاتفهاا بتنهد ، وتدخل عليها والدتهاا 
كريمه : سرحانه في ايه يا هبه
هبه بتنهد : ابدا ياماما ، بس زهقت اووي عايزه ارجع الشغل تاني 
كريمه بحب وهي تربط علي كتف أبنتها : ياحببتي ، حد يلاقي الراحه وميرتحش ، وكمان ده مش قرارك انتي وخطيبك
هبه بشرود : ايوه
كريمه : طيب خلاص ايه بقي الي مخليكي مضايقه وسرحانه ، هو احمد مكلمكيش ولا ايه
هبه بسخريه : لاء كلمني ، وبيسلم عليكوا
كريمه : يسلم من كل شر ، وافرح بيكم قريب يارب 
لتبتسم هبه بشرود ، وهي لا تعلم لماذا يعاملهاا وكأنه مغصوب علي خطبتها
.................................................. ..........
وبعد ان قصت له كل شئ حدث ، كانت صوت ضحكاته هي فقط من تزداد ، ليتنهد بتعب وهو يقول :بقي أدهم عمل فيكي كده .. ليتحول وجهه الي كتله من الغضب وهو يقول : انا ماصدقت خلصت من ابوها زمان ، تيجي هي وتبقي مرات ابني وكمان بيحبهاا ....
نانسي بضيق : بيحبهاا بس ، انا تقريبا كنت فاقده الامل ان ادهم ابنك يحب زينا عادي ، بس دلوقتي هههههه خلاص
عزت بضيق : مجرد وقت واكيد هيمل منهاا ، انا عارف ابني 
نانسي بسخريه : مفتكرش ، شكلك بتقنع نفسك يازيزو
عزت بشرود : بس انا هعرف اقتل الحب الي جواه ده ازاي 
لتضحك هي بسخريه ،وتعتدل من جلستهاا لتقترب منه : فين بقي الاسهم الي قولتلي هتكتبهم بأسمي
ليتطلع اليهاا قليلا ،وهو يتأمل قربهاا هذا ليجذبهاا اليه ويهم في تقبيلهاا ،لتضحك هي وينهضوا سويا لغرفتهم 
.................................................. ........
وبعد وقتا طويلاا ،قضته في البحث عن عمل ،جلست علي احد الأرائك وبدأت تشعر بالتعب ،تذكرت منذ اكثر من سنه جلست في نفس المكان ، بعد ان فقدت الامل لتحصل علي وظيفه ، الي ان عملت في ذلك المطعم ، وياليتهاا قد بقيت فيه لم يكن حدث لها ما حدث وتذهب الي تلك الشركه التي القت بمصيرهاا هذا ... وما من لحظات قضتهاا بين ذكرياتهاا حتي نهضت بتعب وذهبت لتكمل بحثها عن عمل 
اما هو كان ينهر الحارس وسائقه بصوت عالي 
لتأتي ألهام من خلفه : يا أدهم طب هما ذنبهم ايه
أدهم بضيق : الهانم خرجت من الصبح ولحد دلوقتي مرجعتش ، والاساتذه كانوا قاعدين محدش ليه فيهم اتصل اول ماشافهاا خارجه
ليأتي الحارس اليه وبصوت هادئ: يافندم ،صدقني انا حاولت كتير امنعهاا بس الهانم مردتش علياا وهددتني بطردي
الهام بهدوء : خلاص يا أدهم هي زمانها جايه متقلقش 
وما من دقائق ، حتي ظهرت امامه بوجه متعب ،ليتطلع اليهاا بضيق ، وهو يحاول ان يهدء من غضبه حتي لا يصبه عليهاا
الهام : كنتي فين يامريم ،قلقتينا عليكي وتليفونك كمان كان مقفول
مريم بتعب : كنت بدور علي شغل 
لم يفكر لحظه بأنها ستنفذ ما قالته له امس ، ليتنهد هو بضيق ويسحبها من يدهاا الي ان قذفهاا برفق علي احد الارائك 
وبصوت عالي : بتتصرفي من دماغك ولا كأنك متجوزه ، انا هعديلك الي عملتيه ده بس صدقيني يامريم لو اتكرر تاني ، هحبسك وانتي عارفاني
مريم ببرود : علي فكره انا اتقبلت في الوظيفه وبكره اول يوم ، اه وعلي فكره هشتغل جرسونه 
لتنهض من مكانهاا ، سريعاا قبل ان تري رد فعله ، ولكنه كان الاسرع منها ليمسكها من احد ذراعيهاا بقوه :
بلاش يامريم اوريكي ادهم تاني
لتضحك هي ساخره وتقول : مبقتش فارقه ، يعني ادهم التاني ممكن يموتني 
لتأتي اليهم الهام بذعر : خلاص يامريم ياحببتي ، اطلعي انتي اوضتك دلوقتي عشان ترتاحي 
وتتطلع اليه بتحذير ،كي يهدء 
كان يتابع خطواتهاا وهي تصعد درجات السلم بشرود ،ليلتف الي ألهام وبصوت مخنوق : شكلي حولت مريم الطفله الصغيره ... لقطه بتخرشب
ألهام بضحك : هو انت لسا شوفت حاجه ، ده ابسط شئ تعمله عشان ترد جزء صغير بس من كرامتهاا، انت وجعتهاا اووي ياأدهم ... عشان كده اول حد هتعلن عليه العصيان هو انت ولازم تستحمل ... القطه ممكن تفضل هاديه طول عمرهاا بس لما حد بيضايقها بتقلب مره واحده ومن غير ما تحس 
ادهم بتعب وهو يجلس علي احد الارائك : انتي مش شايفه منظرهاا عامل ازاي ، لاء وكمان الهانم عايزه تشتغل جرسونه .....
ألهام بضحك : تصدق مريم ديه بطلع فيك كل حاجه عملتهاا ،هههههه 
ادهم بضيق : انا محدش حرق دمي وتعب اعصابي غيرهاا ، انا ماصدقت خلصت من هم أياد
ليضحك ساخرا : شكلي هربي من تاني .. 
لتضحك ألهام ...وهي تقول : لازم تستحملهاا يا ادهم ،الوجع الي وجعتهلها مافيش ست تقدر تستحمله ، لو واحده تاني مكنتش فضلت لحد دلوقتي علي ذمتك ،مريم دلوقتي عايزه تستقل بنفسهاا وتعمل ليها شخصيه الي انت بنفسك هدمتهاا ، حسستها ان ضعفها ده عار ... فمكنش في ايدهاا غير انهاا تبدء تعصاك .. حتي لوعلي تعبهاا ونفسها .. هتستحمل ومش هتشتكي ابدا عشان متحسسكش بأنها ضعيفه
ادهم بتعب : تفتكري ليه ظهرت في حياتي ، وليه هي الي اتجوزهاا واحبهاا 
ألهام : عشان القدر لازم يصفي لعبة الانتقام .. الي فضلت طول عمرها محوطاك ... 
ادهم بشرود :الانتقام الي تحول لعشق ..... 
.................................................. ........
لحظات قضاهاا يفكر في حياته ، كان يعلم بأن قلبه الذي تحطم من اخري ، سيظلمها هي معه بذنب لم تقترفه ، فمنذ زمن قد أهدر كل مشاعر الحب والاهتمام، حتي اعطاهه الزمن درسا جعله لا يري الحب او المشاعر سوا ضعفاا وعبئا علي صحابه وليس قوه كما كان يعتقد ، ولكن ما ذنبها هي ، لماذا يعاملها بهذا الجفاف ، تنهد بأسي وهو يضع أحد الأقلام علي الاوراق التي أمامه ، ليشرد بعيدا في حياه سيعيشهاا معها وهو لا يعلم هل سيكون لها زوجا كما تتمني ام سيهدم حياته ثانية بسبب ماضي قد انتهي ..... ليضغط علي أزرار هاتفه، كي يُحادثهاا لعله يشعرهاا ببعض حنانه حتي لو لم يكن يحبهاا ، لتنفر اصابعه بعيدا وهي تذكرهه...
بجد يا أحمد ، انا مبسوطه اووي ياحبيبي ، متعرفش ده احسن عيد ميلاد أحتفلت بيه ، واحسن هديه جتلي... لتنظر الي تلك السلسال وتقترب منه لتحتضنه وتهمس في أذنيه : انا بحبك اووي
ليضمهاا بشده الي صدرهه وبصوت حاني : وانا بعشقك ياحببتي
لتبتعد هي قليلاا ، وتمسك بيدهه وبصوت هادئ : قبل ما نطفي الشمع ، لازم نتمني امنيه 
أحمد بحب : أمممممممم ، وهتتمني ايه بقي
ندي : هتمني نفضل طوول العمر مع بعض
ليفيق هو من شرودهه ويبتسم بسخريه ... علي ماضي كان يظن بأنه سيظل حاضره ومستقبله 

يتبع بأذن الله
********

  •تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent