رواية اللعنات العشر الفصل التاسع عشر 19 - بقلم وفاء هشام
اللعنات_العشر
19
*فى منزل مروان*
عاد بعد أن أخذ الطفلين إلى والديه دخل إلى غرفته فوجد ...
مروان بصدمة: إنتى بتعملى إيه؟
إسراء وهي تنفث الدخان من فمها: إيه مالك مخضوض كدا ليه؟ تاخد نفس
مروان: نفس؟ إنتى مين؟ إنتى مستحيل تكونى إسراء إيه اللي جرالك
أطفأت السيجار وقالت: هي مراتك تايهة وبتدور عليها ولا إيه كل شوية تسألنى نفس السؤال
طب أنا هريحك أيوة أنا إسراء وحابة نفسى كدا
مروان: حابة نفسك بالقرف دا إزاي
إسراء: قرف! علشان بهتم بنفسى؟
مروان: لو كان موضوع اهتمام بس مكنش هيحصل مشاكل
إسراء: متكبرش الموضوع يا ميرو ... تحب نخرج؟
فرد ظهره على السرير وقال بتعب: لا مش قادر
أمالت عليه وهى تقول: طب تحب أعملك مساج؟
مروان وهو يغمض عينيه: إنتى مش إسراء وهتفضلى بالنسبالي غريبة لحد ما اللعـنة دي تخلص فمتحاوليش
إسراء بغضب: طالما مش عايزنى مسبتينيش أخرج ليه
مروان: علشان اللي كنتى لابساه
إسراء: أومال عايزنى ألبس إيه؟ هسهر فى نادي بعباية؟
مروان: تصبحى على خير
إسراء بغضب: أنا بكلمك
مروان: وأنا نمت
جلست بغضب ونظرت إليه بكره
نهضت وذهبت إلى المرحاض غسلت وجهها ونظرت إلى نفسها فى المرآة والكحل يسيل على وجنتيها
قالت بغضب: ماشى يا مروان يا أنا يا أنت
*عند الفجر*
تحرك رعد وآسيا ومعهما ابنتيهما إلى المطار
وصلوا وانتهوا من الإجراءات وصعدوا إلى الطائرة
سندت آسيا رأسها على النافذة وهي تتنهد بخوف
رعد وهو يُقَّبل يدها: حبيبى مالك؟
آسيا: خايفه يا رعد قلبى مقبوض
رعد: ليه بس يا روحى
نظرت إليه وقالت: آخر مرة روحت هناك خسرت أخويا خايفة أخس ....
وضع إصبعه على شفتيها ليمنعها من الإكمال وقال: مفيش حاجه هتحصل إن شاء الله كله هيبقى تمام
إحنا رايحين كتغيير جو مش أكتر وكل الماضي خلص خلاص انسي بقى وخلينا فى دلوقتى
أومئت رأسها برضى ووضعت رأسها على كتفه تحاول إبعاد تلك الأفكار عن مخيلتها
*فى منزل سليم*
دق جرس المنبه معلنا تمام التاسعة
مد يده بنعاس وأغلق المنبه ... تململ فى فراشه بإرهاق وهو يمد أطرافه ليحصل على النشاط
نهض وجلس على السرير وهو ينظر حوله وكأنه يتذكر من هو
طُرق الباب ودخل والده وهو يقول: يلا يا سليم ورانا شغل
سليم وهو يفرك عينيه: إيه؟ شغل إيه؟
والده: يادى الزهايمر اللي بيجيلك أول ما بتصحى دا فوق يا سليم وحصلنى
أغلق الباب فأكمل سليم بحثا فى غرفته بعينيه
مرت دقائق حتى تذكر كل شئ ثم نظر إلى الساعة ونهض مسرعا وهو يقول بفزع: يلاهوى الإجتماع
دخل المرحاض بهرولة ... ارتدى ملابسه وخرج راكبا سيارته وانطلق إلى الشركة
جاءه إتصال فأجاب دون أن ينظر
سليم: ألو ... أسماء! خير مال صوتك ...دعاء!
أوقف السيارة فجأة وقال بغضب: حصل إمتى الكلام دا
.... طب اقفلوا على نفسكم كويس معلش هخلص وأجيلكم على طول ... تمام مع السلامة
أغلق الخط وألقى الهاتف بغضب: ابن ال ... والله لوريك
انطلق مرة أخرى واتصل على سيف وقال: أنت مش قلت إنك هتقبض على شادى
سيف: فى إيه يا ابنى على الصبح
سليم: شادى اتهجم على دعاء وصاحبتها تانى لسه مكلمانى وقالتلى
سيف: معلش يا سليم فى مشاكل فى الشغل هروح وأشوف الموضوع متقلقش
سليم بهدوء: مالك فى حاجة ولا إيه؟
سيف: لا مفيش هبقى أكلمك وأقولك الموضوع وصل لإيه
سليم: تمام مع السلامة
أغلق الهاتف وأكمل طريقه إلى الشركة
أغلق سيف الهاتف وتنهد بتعب
والدته: مالك يا ابنى
سيف: مفيش يا ماما
والدته: مفيش إزاي بس وأنت مهموم كدا
سيف: شوية مشاكل بس وهتتحل أن شاء الله ... هقوم ألبس علشان أنزل
والدته بقلق: ربنا معاك يا ابنى ويوقفلك ولاد الحلال
ابتسم سيف من كلام ولادته
اااه كم هي طيبة القلب وحنون جدا مختلفة تماما عن والده فهي من عائلة بسيطة أحبها والده وإختارها زوجة له
لم تغيرها الأموال ولا النفوذ ودعواتها دائما تنتشله من الضياع الذى تأخذه فيه الدنيا
كم أحبك يا أمى
*فى منزل أدهم*
سما بفزع: أدهم إصحى بسرعة
نهض بفزع وقال: فى إيه يا سما
سما: هنا تعبانة أوي وحرارتها عالية
أدهم: إيه؟ طب جهزيها بسرعة وناخدها المستشفى
اردتوا ملابسهم وأخذوها إلى المستشفى
رأتها الطبيبة وقامت بحجزها هناك
سما برجاء: مش هقدر أسيبها بالله عليكى
الطبيبة بأسف: مقدرش أخرجها الحرارة عالية ولازم تفضل هنا صدقينى أكتر من كدا هنفقدها
أدهم بسرعة: لا يا دكتورة خليها وبالله عليكى اعملى كل اللي تقدرى عليه
الطبيبة: أكيد متقلقوش أن شاء الله هتكون بخير
سما ببكاء: بنتى يا أدهم
احتضنها ونزلت دموعه هو الأخر: متخافيش هتبقى كويسة إن شاء الله هتبقى كويسة
كان مروان يستعد للذهاب إلى العمل ولم يلحظ ما كتبه الكتاب
خرج من منزله وأغلق الباب بالمفتاح
نهضت بعدها إسراء وحاولت فتح الباب فوجدته مغلقاً غضبت واتجهت إلى الغرفة مرة أخرى
أمسكت الكتاب وقالت بغضب: أنزل أنا إزاي دلوقتى
قال: لا تقلقى استعدي أنتِ وسأساعدكِ
قفزت بمرح ثم اتجهت إلى الخزانة لتخرج شيئا ترتديه
قال الكتاب بشر: سأنهى هذه العلاقة وإلي الأبد
*فى اليابان*
ترك رعد آسيا لتستريح هي وزينة قليلا وذهب إلي المتجر لشراء أغراض سيحتاجونها
عاد بعد الإنتهاء فأدخل الأغراض فى المطبخ ثم ذهب إلى غرفته
عندما فتح الباب وقف مصدوما عندما رأى...
رعد بصدمة: آسيا!
رفعت رأسها ونظرت إليه وفمها ملطخ بالـدمـاء
اقترب منها وجلس أمامها وهو ينظر إلى القطة المقتو_لة أمامها
رعد برجفة: آسيا!
آسيا ببكاء: أنا آسفه
أخذها فى حضنه وهو يشعر بغصة فى قلبه وبكى هو الأخر
آسيا: أنا خايفة رعد أنا خايفة
رعد: متخافيش مش هيحصل حاجه
أمسك وجهها بين يديه: كله هيبقى تمام متخافيش
نظر حوله بقلق ثم التقط هاتفه واتصل على مروان
كانت الساعة فى مصر حوالي السابعة مساءا
مروان: أهلا رعد عامل إيه؟
رعد بتوتر: مروان هو الكتاب أظهر حاجة عن اللعـنات
مروان: ليه فى إيه؟
رعد: أصل آسيا ... بص شوف وكلمنى بس بسرعة
مروان: حاضر هروح وأقولك
أغلق الهاتف وأمسك يدها
رعد: أومي معايا
أخذها إلى المرحاض وجعلها تغسل فمها ويدها ثم فتح المياة فى حوض الإستحمام ووضعها فيه
أحضر لها ملابس جديدة وتركها لتأخذ حماما
خرج هو ووضع القطة فى كيس أسود ثم ألقاها فى القمامة
نظر حوله ليتأكد أن أحداً لم يره ثم عاد إلى الداخل مرة أخرى
*فى مصر*
عاد مروان إلى منزله وأسرع إلى الداخل
أمسك الكتاب وقلب صفحاته فوقعت عينيه على الآتى
اللعـنة السابعة "لعـنة الماضي" والإسم المكتوب أسفلها هو إسم آسيا
التقط هاتفه ليبلغ رعد ولكن أوقفه صوت الكتاب يقول: أين زوجتك يا مروان
أنزل مروان الهاتف عن أذنيه ونظر حوله ثم خرج وألقى نظرة فى المنزل بأكمله ولكنه لم يجدها
نظر إلى الكتاب وقال بغضب: هي فين؟
قال الكتاب: تلهو مع بعض الأصدقاء فى إحدى الملاهي الليلية
وقف مكانه بصدمة وشعر ببرودة فى أطرافه
وقال وهو يشعر بدوار: العنوان إيه؟
ظهر له العنوان فنزل مسرعا وركب سيارته وانطلق بها
أوقف السيارة ووقف أمام الملهى
أخذ نفسا عميقا ثم دخله
صوت الأغاني كان عاليا والشباب يرقصون هنا وهناك ويشربون المشروبات المـسكرة
اشمئز مروان من كل هذا فكل شئ هنا محرم
استغفر ربه وبدأ يبحث عنها
تجمد مكانه عندما وجدها ترقص مع أحد الشباب مرتدية فستانا قصيرا وتبدو ... تبدو مثل هؤلاء القوم الذين يحيطون بها
اتجه نحوها بغضب متحركا بين كل هؤلاء دافعا أي شخص يظهر أمامه
وصل إليها وجذبها من ذراعها بقوة حتى كاد ينخلع فى يده
نظرت إليه بغضب: أنت اتجننت؟
مروان: إنتى لو مجيتيش معايا دلوقتى هتشوفى الجنان اللي على أصوله
إسراء بصراخ: مش جاية معاك سيب إيدى
كان يجذبها وهي تأبى فنفذت أعصابه وهو يرى الجميع ينظر إليهما فقام بصفعها
فقدت وعيها فأمسك بها وحملها بين يديه وخرج بها من ذلك المكان
وضعها فى السيارة ونزع جاكيت البذلة الخاصة به ووضعه على جسدها
قاد السيارة عائدا إلى المنزل
*فى اليابان*
آسيا بغضب: ابعد عنىىىى
رعد: مش هبعد واهدى بقى
آسيا: سيبنى أخرج
رعد: وإنتى كدا مستحيل
آسيا: جعانه يا رعد مش قادرة
نزع قميصه وقال: أنا قدامك لو جعانه كلى
آسيا وهي تلهث بجوع: مستحيل
وقف أمامها وأمسك وجهها بين يديه: أنا وعدتك هبقى معاكى فى أي وقت وعمرى ما هسيبك وزي ما استحمليتنى وقت اللعـنة بتاعتى أنا كمان هعمل كدا وأكتر كمان
آسيا: يا رعد ...
احتضنها وهو يوجه رأسها نحو عنقه
حاولت منع نفسها ولكنها لم تستطع وقامت بعض رقبته لتشرب دمائه
تألم هو فاحتضنها أكثر حتى يخف ألمه
*فى الصباح التالى*
فى مصر
نهضت إسراء وهي تشعر بألم فى جسدها
نظرت حولها ونهضت بصدمة وهى تتذكر ما حدث
وضعت يدها على فمها ونزلت دموعها فى صمت
دخل مروان فوجدها هكذا
اقترب منها وجلس بجانبها وهو يلمس خصلات شعرها
إسراء ببكاء: عملت ذنب كبير يا مروان
احتضنها وقال: اهدي مكنش بإيدك مش إنتى يا إسراء مش إنتى
شددت من احتضانه وقالت: لا أنا غلطت يا مروان غلطت
مروان: واللي غلط يصلح غلطه صح
إسراء: ااااه يا مروان
حزن على حالهما وإلى ما وصلت إليه الأمور ما كان يجب لكل هذا أن يحدث ما كان يجب هذا
*فى اليابان*
استفاقت آسيا لتجد نفسها سجينة فى حضن رعد
ابتعدت قليلا ونظرت إليه لترى شحوب وجهه وجسده
وضعت يدها على فمها بحزن وبكت
اقتربت منه وعانقته وهي تبكي
فتح عينيه بتعب وقال بصوت خافت: متعيطيش طيب
آسيا: أنا آسفه آسفه
رعد: أنا كويس
حركت رأسها بالنفي: لا مش كويس
أبعدها قليلا ثم نهض ليجلس بإرهاق: متخافيش
آسيا: شربت منك كتير
ابتسم وقال: وإيه يعنى؟ هتحضريلى الفطار وهعوض اللي خسرته ولا هتسيبينى كدا
مسحت دموعها بكف يدها وقالت: من عينيا هحضره لحد ما تاخد حمام
ابتسم لها فقَبَّلَته بحب ثم تركته وذهبت لتحضر الفطور
تنهد بخفوت والتقط هاتفه ليرى إذا اتصل مروان
فوجد رسالة منه محتواها أن اللعـنة السابعة من نصيب آسيا وأرسل له اسم اللعنة
تنهد بحزن ثم نهض ليأخذ حماما
حاول الكتاب جاهدا أن يفسد هاتان العلاقتان من خلال لعنة قدمها للرجلين ولكنه لم يفلح فقرر أن ينهيها هذه المرة وإلى الأبد بلعنة أشد على زوجاتهما فماذا ستكون النتيجة؟
•تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية