رواية رفيق دربي الوحيد كاملة بقلم اروى عبر مدونة دليل الروايات
رواية رفيق دربي الوحيد الفصل الاول 1
كل يغيره الزمان وصاحبي باقٍ على عهدي يصون زمامي.
فردوس: “الله، ده مين بقى الصديق المحظوظ اللي بتقوله الكوبليه ده يا عاصم يا حبيبي.”
عاصم: “معرفش يا ماما، بس هو كوبليه جه في بالي قولته. انتي عارفة مليش حد قريب مني.”
فردوس: “طيب يا حبيبي، ليه كده؟ انت فاضلك سنة على التخرج ولسه ما تعلقتش بحد بعد محمود صاحبك.”
عاصم: “القلب وما يريد يا أمي، محمود كان صاحبي ورفيق دربي الوحيد، بس الظروف بقى خلت كل واحد فينا في طريق.”
فردوس: “آه لو أعرف الظروف دي يا عم عاصم كنت ساعدتك، بس غامض زي أبوك بقى. أعمل إيه فيك؟ المهم يلا فوق عشان نفطر سوا.”
ياريت أقدر أقولك يا أمي عن سبب الفراق، بس إزاي أقدر أقولك إنه اللي كنتي بتعتبريه ابنك التاني خاين وبيبيع صاحبه؟ وإني برضو مش عارف أكرهه وعندي أمل إنه راجع وهيبرر موقفه، ومش عايز صورته تتهز قدامك يا حبيبتي عشان عارف غلاوته عندك.
يحيى: “صباح الخير يا عصوم، مالك يا عم وشك حزين ليه كده على الصبح؟”
عاصم: “ولا حاجة يا بابا، يومي طويل بس النهاردة وشايل الهم هيخلص إزاي.”
ياسمين: “محتاج يبقى عندك قردين وأبقى شيل هم يومك هيخلص إزاي وإيه المصيبة الجديدة اللي هيعملوها خلال اليوم.”
فردوس: “برضوا بترخمي عليه، مفيش فايدة فيكي أبدًا.”
ياسمين: “أعمل إيه؟ لقيته شايل الهم بدري، فبنبأه بالمستقبل، فميستعجلش على الهم جاي جاي.”
عاصم: “بقى كده ماشي يا ستي، تسلمي خليكي في قرودك وأنا هخليني في جامعتي، هستأذن أنا بقى عشان متأخرش على المحاضرة.”
المسافة بين بيتي والجامعة كانت تأخذ مني ما يقارب ساعتين، وكانوا كافيين إنهم يرجعوا لي شريط ذكرياتي مع محمود، حيث كان رفيق ضحكي وزعلي وهمومي في هذا الطريق. لم أنسى ما قاله عند الفراق إن الأيام هتنسيني كل حاجة حصلت سواء حلوة أو وحشة، وأدي عدت خمس سنين والأيام ما نستنيش بل زادت الهموم أكتر.
—
*في الجامعة*
شفيق: “بقولك يا عمر، متعرفش عاصم ماله النهاردة حزين أوي كده ليه؟”
عمر: “أصل النهاردة عيد ميلاد محمود.”
شفيق: “محمود مين؟”
عمر: “ده كان صاحبه الروح بالروح وكل حاجة مع بعض، بس للأسف سابه ومحدش عارف مشي ليه. وأهو عاصم على الحال ده بقاله خمس سنين، كل ما يجي يوم عيد ميلاده يبقى منكد كده عشان واحشه، بس في نفس الوقت مبيطقش سيرته.”
شفيق: “دي حكاية عجيبة بشكل، والله صعب عليا.”
عمر: “بيصعب علينا كلنا بس نعمل إيه، نصيبه. قفل على الحوار، عاصم جاي.”
عاصم: “إيه يا شباب، سكته ليه كده أول ما جيت؟ امشي في حاجة مهمة بتتكلموا فيها؟”
شفيق: “ولا حاجة مهمة ولا حاجة، ده كنت بقول لعمر عن الولد الجديد المنقول من جامعة تانية لهنا وهيبقى معانا في نفس المدرج.”
عاصم: “بس غريبة، إزاي منقول وهيخش على سنة التخرج على طول؟”
عمر: “صحيح والله، الجامعة غريبة. المهم يلا عشان المحاضرة هتبدأ والدكتور كده مش هيدخلنا يا شباب، وأنا مش مود تهزيق الصراحة.”
دخلنا المحاضرة وقعدنا مع بعض، وبدأ الدكتور بالشرح، ولكن قاطعه العميد وقال: “معلش يا دكتور، في طالب جديد حابب أعَرفك بيه وهيحضر في المدرج ده من النهاردة، هو لسه مش عارف النظام عشان كده جيت معاه تأذن له يدخل.”
رحب الدكتور بالعميد وسمح للطالب بالدخول بكل سرور. لكن الطالب حسيت إنه أعَرفه، نظراته كانت كلها حزن وقهر كأنه في حاجة مهدداه، لكن لما قربت أكتر وشوفته وِش اتصدمت إنه —
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رفيق دربي الوحيد) اسم الرواية