رواية عقاب ابن الباديه الفصل العشرون 20 - بقلم ريناد يوسف
عقاب ابن الباديه الفصل العشرون
هم آدم بمغادرة المشفى مع قصير وسالم قرر البقاء مع الشيخ منصور ليكون مكان عقاب إن حدث شيئ ما.
قصير:
- هيا يارجوه قومي راجعين للديار.
رجوه
- لا مانريد الروحة من هنا اتركوني مع سالم وروحو انتو
منصور:
- الله في سماه اذا ماقمتي تو ياقليلة الحيا لننزل علي راسك اليابس بعصاتي انطرطشها.ونفتكو منك فزي غوري الله لا يربحك ولا يربح بوك اللي جابك.
رجوه-
جدتي عوالي اللي جابتني موش بوي، وبعدين ودي نفهم ليش كلكم تكرهوني، وشايط رزكم مني؟ ايش فيها يعني لما نقعد مع سالم
سالم:
- رجوه خلاص عاودي مع بوكي وعقاب، وانا ماراح انطول ومعاود الباديه وهنجيبلك معي كل اللي تحبيه وزايد، وانت ياعقاب بالله عليك وانت معاود جيب لرجوه كل الحلوى اللي انجيبهالها كل مره وانت تكون معاي وعارفهم، وكتر جيب الطاق ثلاثه حتي يكفيها لحين رجوعي.
رجوه بفرحه:
- والله والله احلا سالم ابو الشجاعة والكروم والجود ،ولو بيدي انخليك انت شيخ قبيلتنا والله توكل اهلها الحلو كله.. تعرف ياسالم المشيخه انخلقت الا لأمثالك ،مو لناس ماتعرف غير دبح التيوس والكباش وهما غير على كروشها.
رفع قصير حاجبيه بصدمة وهو ينظر للشيخ منصور الذي مال يستند بجبينه على عصاه واردف لقصير:
- قصير خذ هالبلوه وفارقوني بهي اللحظه والا ماراح يصير خير..
قصير:
- كلي اسف وندم ياشيخي والسماح منك والله لاعيدلك تربيتها من اول وجديد وانقصلك... وهنا صاحت رجوه:
- والله مافي شي ينقص واذا حدا قرب يمي
لنقول واااك وياقومي والقوم اللي جار قومي ونلم عليكم جميع الناس، مافي غير رجوه كله عايز يقصقص فيها كنكم وكني ؟
ضرب الشيخ منصور بعصاته الارض فنظر سالم لآدم وقال له بخوف علي رجوه:
- فيش ترجى اسرع وخدها وامشي ، مستني يموتوها..؟ فامسك آدم ذراعها وتحرك بها مبتعداً وهي لازالت تتوعد بصوتها العالي لكل من تسول له نفسه بالإقتراب نحوها وقص شيئ منها.
أما منصور ففور مغادرتها المشفى امر سالم بأن يسرع نحو الصيدلية وياتي له بحبوب للصداع وكوباَ عملاقاً من القهوة قبل ان ينفجر رأسه.
فذهب سالم علي الفور وهو يتعجب على موقف الجميع من رجوه، ولم يرونها مزعجة إلى هذا الحد وهو الوحيد الذي يري احاديثها شيقة وجميلة وكلامها مضحك ومجالستها الطف مافي الكون، وحتى أسئلتها الكثيرة لا تمثل له إزعاج من اي نوع!
عاد لجده بالقهوة والحبوب واعطاهم له وذهب ليرى جدته عوالي إن كانت تحتاج لشيئ هي أو أم آدم، وبعد ان اجاباه بانهم لا يريدون شيئ اخذ يتنقل طوال الوقت بين غرفتهم وغرفة ابو آدم يطمئن عليه وعلى أن حالته مستقرة ويعود يتفقد عايدة، تماماً مثلما كان عقاب يفعل.
أما منصور فبعد ان شرب قهوته إستأذن ودخل لعايده واخبرها بطريقة حاول ان تكون لطيفة وهينة.. بأن محمود حالته الصحية تستدعي السفر للضرورة، وإن السفر غداً فقالت له والدموع تملأ عينيها:
- بص ياشيخ انا مؤمنه بقضاء ربنا وقدره، انا عارفه إن الزعل او الاعتراض مش بيمنع قدر.. انا صابره ومحتسبه وأودعت حبايبي من زمان اوي في أيادي ربنا وربنا مش بتضيع عنده ودائع.. انا بس طالبه اني اشوفه، اشوفه على اي وضع هو فيه، اشوفه حتى لو شوفتي لحالته هتتعبني.. ومتخافوش عليا انا لو محمود سافر من غير ماأشوفه وجرتله حاجه وقتها التعب اللي هتعبه واللي قلبي هيعيشه مفيش حد يقدر يتصوره.
نظر منصور لعوالي يشتشيرها في الامر بعينيه، فأومأت له بالموافقة فقرر أن يستجيب لطلب عايده مادامت عوالي وافقت، فهي رات حالة. محمود وتعلم اكثر منه إن كانت زوجته ستتحمله أم لا.
خرج يستشير الطبيب المعالج في الأمر واخبره بانها أمنية قد تكون الأخيرة قبل رحيل احدهم للأبد، فرق قلب الطبيب وقرر أن يسمح لعايده برؤية زوجها للمرة الأخيرة قبل سفره،
فأمر احد العاملين أن يقوم بأخذها لغرفة العناية المشددة بسريرها فهو ذات دواليب تتحرك.. وبهذا لا تشكل الحركة خطورة على حالتها فهي تعاني من الكسور والكدمات وليست حالتها بهينة.
وأصبحت عايده امام محمود، هي علي سريرها ممددة وهو على سريره جسد هامد لا حياة فيه.. فقط اجهزة موصولة به تصدر اصوات.
لم تتمالك نفسها فبكت بصوت مرتفع واخذت تنادي عليه، ظانة انه فور ان يستمع لصوتها سيجيبها على الفور كما كان يفعل،
ولكن هذه المرة لم تتلقى منه اي إجابات، للمرة الأولى تنادي بإسمه ولا يرد عليها، للمرة الاولى تحتاجه ولا تجده.
وبمجرد ان فعلت هذا حتى اضطربت اصوات الألات وكأن نبضات قلبه وأنفاسه تجيبها بدلاً عن لسانه،
وما إن حدث ذلك حتى قام الطبيب بإخراجها على الفور خوفاً علي حالتها وحالته.
وعادت عايده محملة بخوف جديد فمهما كان تخيلها لحالته لم تصل مخيلتها لأن يكون راقد بلا أدنى حركة، فألم الواقع يفوق ألم التخيل بأضعاف.
وإخذت عوالي تخفف عنها وحينما تأزمت حالتها قام الطبيب بإعطائها إبرة مهدئة فنامت على الفور وأخذت عوالى تقرأ على مسامعها آيات من القرآن الكريم لعل روحها تستكين وتهدأ كما استكان جسدها.
أما عند عقاب وقصير فقد وصلا للبادية بعد ان اشترى آدم لرجوه كل ما طلبته وأشارت عليه وأكثر رغم إعتراض ابيها على كل ذلك الدلال، ولكن هذا امر سالم وهذه رجوه ولا احد يستطيع ثني آدم عن تلبية رغباتهم.. فهدر بها قصير وهي تبتعد بما لا تستطيع حمله بمفردها:
- عاطي خواتك من اللي معاكي وما تاكليه كله بروحك ياام كرش وتوصي بهلال.
فردت عليه بعند وعصبيه:
- والله لا هلال ولا ام هلال يدوقوه، وليش تقول اعطي هادا وهادا وانت مو دافع فيه قرش بالاساس، انت حتي كنت تعترض وقت يشتريلي عقاب وجاي هنا تاخدهم مني، والله اهون علي افتحهم ونوكلهم لخواتي المعيز،وللا انكبهن علي الرمال ولا انا ولا حد ياكلهم.
انهت حديثها وجرت وتركت قصير يستشيط غضباً وتوعد لها بعقاب يردعها عن تصرفاتها ويحجم عنفوانها، ولكن ليس الآن، فالآن هناك عمل أهم لابد أن ينجز، ولكن النية موجوده.
فدلف مع آدم لغرفته وفور ان أوصل آدم التيار الكهربائي لجهازه سأله قصير :
-بتعرف تراسلهم من هاد الجهاز ولا ادذلك عالجهاز التاني من المبنى بالحضر؟
- لا ياعمي انا نعرف انراسلهم من اي جهاز.
- بس ياوليدي هم رادين هناك كيف فيك تشوف الرد هنا ولا راح تراسلهم. من أول وجديد؟
- لا ياعمي انا مراسلهم من ايميل
والايميل نقدر نفتحه من أي جهاز وأي مكان.. وتو لحظه ونعرف ويش ردهم... هااا اهم رادين بالموافقه والاسعار ومواعيد التسليم ورقم حسابهم المصرفي وودهم تحويل القروش لحتى يأكدون الطلبيه.
هاه ياعمي ودي حساب يكون فيه المبلغ لنتمم عمليه التحويل منه لحسابهم من هنا منغير اي تعب.
صمت قصير قليلاً يفكر واردف في النهايه:
- والله محتار ياعقاب.
- خذ وقتك وفكر بس لا تتاخر ساعه او ساعتين عالاكثر الشركه هي اهم شي عندها الالتزام واحترام للمواعيد، هي قدرت وردت والمفروض احنا نردو يابأي يا بلا، بس الرد يكون سريع احترماً لهم.
-اتركني ادورها براسي مره كمان ياعقاب.
- دورها ياعمي واني بإنتظارك
فخرج قصير وعاد بعد قليل وجلس بجانب آدم ولا زالت الحيرة بادية على ملامح وجهه:
أكد آدم حجز الطلبية وحدد لهم ميعاد ارسال النقود وخرج بعدها قصير للخارج يتفقد احوال القبيلة، وجلس بجوار الرجال يتجاذبون اطراف الحديث في امور البادية،
وكان رابح من ضمن الحضور، فمرت معزوزه من أمامه وكعادة عيناه تبعاها حتى غابت عن انظاره، وفور إلتفاته مرة اخرى للمجلس وجد من كان يراقبه، ولم يكن سوى إبن عم ابيه محراب، والذي إنتظر أن يتوقف قصير عن الكلام ليلتقط انفاسه وتحدث على الفور منتهزاً الفرصه:
- ياعمي قصير طالبك بشي وودي ماتخجلني.. وفور ان سمع رابح هذه الكلمات حتى وضع يده على جنبته وصرخ مستغيثاً:
- ااااه غيثوني ياهووو شقتي راح تموتني.. ففزع الجميع على هذا الذي كان من دقائق بكامل عافيته واخذوا يتسائلون ماذا حل به، وكلُ شخص حالته بتشخيص مختلف، ولما وجد أبيه ان حالته تزداد سوء نظر لقصير مترجياً:
- ياقصير خذه للطبيب مانعرف هالوليد ويش جاه اسرع ماتأخر بيه ليصيرله مكروه.. اما آدم فخرج من غرفته علي صوت رابح الذي ميزه على الفور ولما رأى حالته اسرع اليه وهو يسأله بخوف:
- خوي ايش فيك وايش جاك تو كنت زين؟
- امال عليه رابح وهمس له بجانب أذنه:
- خدني لعند جدي فى التو والحال غزالتي صياد قانصها واذا ماعجلت راح يرمي سهامه.
ففهم آدم وقام بحمله على الفور واخبر الجميع بأنه سيأخذه للمشفى ورفض ان يصاحبهم احد من اهل القبيلة ولا حتى ابو رابح، وفور ان إبتعدا عن الانظار إعتدل رابح في جلسته وقام بضرب السيارة بقبضته قائلاً:
-يعرفني العوويل رايدها وبس لمح عيني تراعيها سبق يخطفها مني.
آدم:
- ويش حصل فهمني؟
- محراب الكلب كان وده يخطب معزوزه اليوم بالمجلس.ويحرق قلبي
- غلطتك لانك رايدها ومارهنتها لغاية تو وتعرف زين ان الرهن من القماط يصير، وكل ماتشتكيلي الشوق وانقولك خلي بوك يخطبهالك تقولي لسه ماآن الأوان ولسانا صغار، كيف صغار وانت عديت العشرين وهي عدت التسعطاش واللي متلكم معاه وليد وتنين؟
- والله ياعقاب هاد اللي صار وهي لما كلمتها قالت ارجى شوي حتى تكبر رجوه عارف هي امها واختها في نفس الوقت،الله لا يكسبك ياعمتي مكاسب.، وتو ياخوي قاعد انحاول نلحق روحي.
-ويش راح تعمل تو؟
- راح اطلبها من جدي الشيخ منصور وعملت هالتمثيليه حتى مااسمع طلب محراب ليد معزوزه وتركبني العيبه اذا طلبتها بعده، هو يطلبها من ابوها وانا اطلبها من جدي ووقتها الخيره تكون ليها واللي تختاره هو اللي راح يتجوزها.
- طلعت تعرف تفكر ياذيب.
-اسكت بالله عليك انا ماذيب ولا شي انا حمار وانتظرت لحين انحط النصل ع رقبتي وبكلمه من قصير لمحراب انموت وتنقطع انفاسي.ونهيم فالوديان كيف البهيم
- الله لا يقدر.. ومعزوزه راح تكون ام عيالك لا تخاف.
- اذا تريدها ام عيالي اسرع ياعقاب وغلاوة خوك انا قايدة ناري.
- حيه عليه وعلى معزوزتك لو زودت سرعه عن هكي هننقلبو ولا نلحقو جواز ولا طلاق حتى وفرح محراب ومعزوزه راح يصير ع اربعينا
رابح بغضب:
- لا تقرن اسمها باسمه احسن مانطيحك بره السياره طيح الله حظك وحظه. الخزي عليه قال اسمه محراب والله اللي كيفه ينقاله مخراب.
تبسم آدم وأسرع بالسيارة حتي يصل سريعاً، فبجانب تعجل رابح للفوز بحبيبته هو ايضاً إشتاق لأمه ورائحة حضنها كثيراً ويود أن يحظى بالكثير من الأحضان وايضاً يريد الإطمئنان على ابيه.
ووصل الإثنان للمشفى واسرع رابح يتخطى المارة ويبحث عن جده منصور في كل مكان حتى رآه فجرى نحوه وجلس بجانبه وهو يلتقط انفاسه بصعوبة وقال له:
- حياك الله ياشيخ.. كيفك وكيف صحتك وكيف احوالك.. ياشيخ اليوم جايك طالبك بشي واتمنى ماتردني.
الشيخ منصور أجابه وهو ينظر إليه بغرابة ويتعجب من حاله:
- الله محييك يارابح.. ابشر ياوليدي طلبك مجاب من قبل لا تطلبه بس هدي حالك والتقط انفاسك وخبرني ويش طلبك؟
- طالب بت عمي قصير معزوزه تكون زوجتي وام عيالي ياشيخ على سنة الله ورسوله.
- ابشر يارابح غالي وطلبك بالإيد عطيناك بت عمك، هي الفرش وانت الغطا، ويش تامر بعد؟
- تبسم رابح بفرحة وأمال على يد جده يقبلها وهو يقول له:
- اطال الله عمرك ياشيخ، مايؤمر عليك ظالم.. ريحت قلبي ياجدي الله يريح بالك.
نظر منصور لآدم الذي كان يقف بعيداً يتبسم وسأله:
-احكيلي ياعقاب ويش صار جعل رابح ينكلب ويجي يطلب بت عمه كيف ماتكون راح تتزوج اذا مالحقها؟
- إبتلع آدم لعابه وهو يسمع تلميح الشيخ منصور الذي ينم عن فطنته لما يحدث ورد عليه:
- انا مانعرف ياشيخ بس هو فجأه تعب وجبته للمشفى لنشوف ويش بيه وبنص الطريق طاب، قلتلا بنرد للقبيله قال لا ودي جدي منصور بشي ضروري كمل وجينا.
منصور:
-اي اي.. بعرف انا وقت الرفيق يغطي علي رفيقا.. بس يارابح اذا دريت انك جاي تخطب فوق خطبة غيرك ماراح يصير زين.
رابح:
- والله ماحدا خطبها قدامي ولا قال شي.
- لكنك دريت بإن غيرك رايدها صح؟
- واذا دريت ماانا رايدها والسابق فايز.
-اذا ماتعديت عالأصول انا عطيتك، واذا متعدي عالأصول مالك مره عندي.
- ماتعديت ياشيخ بس تحايلت وهاد يفرق.
- ماانك قليل يارابح.. بس الغلط عليك مارهنتها قبل وصبرت كل هالسنين.
وهنا تدخل سالم الذي كان يستمع للحديث وهو يرى حال رابح الذي يحاول جاهداً اخذ فرصته في طلب معزوزة ونظر للشيخ وقال له مستغلاً الوضع:
- وأنا ودي ارهن رجوه بت عمي قصير ياشيخ، ودي ارهنها من تو قبل ماحدا يسبقني لها.
منصور:
- لا ياعيون جدك بلوه ماراح يسبقك ليها حدا ولا حدا راح يهوب صوبها من الاساس، مين يريد لروحا وجيج الراس..كان ودي انقولك تريس لكن انخاف اترد لعقلك والبنت اتبور.ههههه عطيناك والله معاك.. إمبارك عليك رجوه ياتيس رجوه.
وهنا ضحك الجميع على سالم الذي تقدم من جده وقال له:
- يعني من الحين صارت خطيبتي واحكم عليها متل مااريد وامرها صار بيدي وماحد يتدخل بيني وبينها؟
- دير بالك تعرفها انك رهنتها وتفتح عيونها من تو ، رجوه قليلة عقل وما تتعامل مثل العالم والناس، انت رهنتها مني وانا عطيتك وخلي الامور تسير كيف ماهي سايره لا تقول ولا تعيد.
- امرك ياشيخ.
وجلس الجميع بجانب الشيخ منصور معادا آدم الذي ذهب لأبيه اولاً تفقد حاله الذي لم يجد عليه شيئ، ثم ذهب لأمه الحبيبة.
أما فى القصر
يحي:
- عايزه تنزلي الشركه تعملي إيه فيها يامديحه؟
- هشوف ايه اللي بيجرا فيها هي مش بقت شركتي انا كمان ولا إيه؟ وبعدين بصراحه انا مش مأمنالك لا انت ولا مراتك وحاساكم بتعملوا حاجه من ورايا.. ومديحه ميتلعبش من وراها.
-اقعدي يامديحه واقصري الشر احسنلك وبلاش تفتحى على نفسك ابواب غضبي.
-لا مش هقعد ومش هقصر الشر ومش خايفه من غضبك ولا غضب غيرك، ماهو مش اخلص انا وانت تبرك عالصيده بنفس، لا دانا اروح فيكم اللومان انت ومراتك.
فريال:
- هتعملي إيه يعني ياست مديحه؟
- نظرت مديحه نحوا أولاد يحيي الثلاثة ونقلت عيناها بينهم ورست على كارمن الأحب لقلب والديها، والتي كانت نائمة على الأرض تلون في هدوء شديد واردفت:
- هشوف اكتر مكان يوجع واضرب فيه، والبركه فيكم عرفتوني ايه اكتر حاجه توجع والضرب بيكون ازاي.
فنظر الاثنان لبعضهم فريال ويحيي، وابتلعا غصة لمجرد التخيل تكونت فى حلوقهم والخوف كسا ملامحهم فى لحظة، ورد عليها يحيي متمتماً بغضب دفين:
- طبعاً مش هعاتبك على كلامك ولا هستبعده لأن اللي تقتل اخوها تقتل أي حد، ودلوقتي اتفضلى قدامي عالشركه لما أشوف هتعملي فيها إيه، وبالنسبه لتهديدك انا مخفتش منه انا بس مش عايز وجع دماغ ليس إلا.. انما اولادي انا اعرف احميهم كويس، والحمد لله احنا الاتنين الإجرام بيجري فدمنا يعني فلحظه لو حسيت انك هتعمليها بجد انا ممكن مخليش الفكره تلف فى دماغك كلها وانهي حياتك قبلها.. الا اولادي يامديحه فاهمه.
تحركت مديحه وهي تبتسم بظفر دون أن تتفوه بحرف واحد، وتبعها يحيي بعد أن نظر لفريال ونظر للأولاد بمعنى انتبهي عليهم جيداً.. فجلست فريال وهي تنظر لأولادها وقررت انها لن تدع الخطر يحدق بهم لجزء من الثانية، فهي ليست من الأمهات قليلي الحيلة، وعلى الفور هاتفت اختها طالبة منها تركيبة السم التى اعطتها لمروان إبن محمود، وحثتها على الإسراع في تجهيزها فالأمر لا يحتمل الإنتظار
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية عقاب ابن الباديه" اضغط على اسم الرواية