رواية قلوب تائهة الفصل العشرون 20 - بقلم سهام صادق
الـــفـــصـــل الــــعـــشـــرون
وكأن الزمن أراد ان يُعيد ماضي قد مضي، ليحيٍ قلوبا قد فُرض عليها الفراق وأتعبها الحنين واجبرها الزمن علي نسيان ذكريات تاهت كما تاه اصحابها، أغمضت عينيهاا قليلا وهي تضم ابنها بشده وكأنها تريد أن تحكي له كل ماحدث معهاا وتشاركه ألماً قد داوي نفسه بدموع قد جفت ، و تخبرهه بأن هذا الرجل من تمنته ان يكون أباهه ، لتتوقف لحظات بالزمن قد عاد بحنينه وتفر دمعه من عينيهاا وهي تتذكر!
جوازك من بنتي مرفوض يا أستاذ واتفضل أطلع بره ، بنتي مخطوبه وبكره كتب كتبهاا..
لينظر هو الي وجهها وكأنه يقول لهاا ماذا أفعل ، لن أسمح بأن الفراق يحكم علينا ... لتتأمله باعين دامعه وهي تطيل النظر الي أباهاا وحبيبهاا .... لتفتح عينيهاا بعد أن بللتها الدموع .. وتتأمل ملامح طفلهاا .. وبصوت هامس (ياااا بعد السنين ديه كلهاا يامازن ، القدر جمعنا تاني ) ...
.................................................. ............
وكأن عقله .. اراد أن يسرح قليلاا في عالم تائه يبحث فيه عن نفسه ، يبحث عن شخص لا يعلم أين هو، وكأنه ضائع في عالم ليس له نهايه ، ليسترخي بظهرهه قليلاا وهو يشعر بالأختناق .. ليس من أحد بل من نفسه التي دائما تبحث عن المتاعب وتفر إليها وكأنها تريد أن تنهكه طيلة العمر .. ليصبح تائه بقلبه وعقله ، لتدخل عليه سكرتيرته وتبلغه بأن الأجتماع سيبدء بعض دقائق ، لينهض من علي كرسيه
ويسير بخطوات بطيئه ، ليلقي نظرة علي الحضور واولهم أباهه ، وزوجته تلك التي أصبحت شوكه في ظهرهه
ليجلس علي كرسيه ، وهو يتأمل الاوارق التي بيدهه ، ويبدء أجتماعهم ... وبعد ساعه قد أستغرقها أجتماعهم أنتهي وبدئوا بالأنصراف جميعا ويظل هو قابعا في مكانه بصمت .... ليقترب منه أباهه وهو يقول :
ممكن افهم يا أستاذ انت، لسا البنت ديه ليه علي ذمتك ، مطلقتهاش ليه
لينظر اليه ببرود وهو يقول : اولا ده قراري أنا ، ومراتي عمري ماهطلقهاا وأحرم نفسي منها ومن أبني الي في بطنها
ليتطلع اليه عزت بصدمه : ايه ، بنت عبدالله حامل ، وهيبقالي حفيد منهاا ...ليهدء قليلاا ليعيد توازن عقله ليقول : يبقي خلاص بعد ما تولد أرميها من الشارع الي أنت جبتها منه ، وناخد أبننا
لينظر له بشمئزاز وهو يقول : علي فكره ياعزت باشا ، انا مراتي مجبتهاش من الشارع .. ويقترب منه قليلا وبصوت هادئ : عن أذنك عشان عندي شغل .. ثم يعاود الاقتراب منه ثانية ليقول : علي فكره أنا عديت موضوع الخبر الي انت والهانم مراتك .. كنتوا ناوين تنزلوه .. بس ياريت حياتي محدش يدخل فيهاا ....
ليتركه ويذهب .. تحت نظراته التي تكاد أن تحرق كل شئ أمامهاا ... ليقول بغضب : مكنتش عامل حساب لليوم ده
.................................................. .............
وقف ليضمها اليه بشده ، وبعد لحظات كان يخرجها من بين أحضانه ليعاود النظر اليهاا ثانيه وهو يتأملها بأعين لم تستطع تفسيرها ولكن كل ما أدركته بأنها بين يديه ودفئ حبه يحاوطهاا
لينظر لهاا مبتسما وهو يدخل بعض خصلات شعرهاا ، داخل حجابهاا وبصوت هامس : اول مره أعرف أن عينيكي حلوه ياشاهي
لتبتسم له بحب وهي تتامله لتقول : تصدق أول مره تقولهالي ، لتضحك بسعاده وتقول : انا قولت ان كل الناس بتجاملني لما بتقولي عينيكي حلوه
ليقربهاا اليه ليقول : بس النهارده ، انا شايف كل حاجه فيكي حلوه ، شايفك جميله اووي وكأني أول مره أشوفك ..
لتبتسم له بسعاده : بجد يا أياد ، شكلي حلو في الحجاب
ليمسك يدهاا ويقربهاا من احد المرئات وهو يحتضنهاا : لو أنا بكدب المرايه هتكدب
شاهي بفرحه : انا بجد بقيت جميله اووي ... لتلتف اليه وتقول : عارف يا أياد أنا فرحانه اووي دلوقتي .. لتتطلع الي ملابسهاا وتنظر اليه ثانيه وتقول : حاسه اني مرتاحه اووي ، ومحفوظه زي الجوهره الغاليه بالظبط
ليقربهاا منه ... ليقبل جبينهاا ..ويضع يدهه علي بطنهاا ليتحسس طفلهم ،وبصوت حاني : ربنا يخليكم ليا
.................................................. ......
كانت تتأمل ملامحهاا، وهي تحدثها عن حياتهاا .. لتتنهد بأسي وهي تقول : وأطلقت منه ياستي ، عشان مقدرتش استحمل خيانته لياا كل يوم ..
لتنظر اليهاا بأشفاق : كنتي بتحبيه
ألهام بشرود: أمممممم ، تصدقي لو قولتلك اني مش عارفه اصلا اذا كنت في يوم حبيت .. بس عارفه يامريم أحلي حاجه حصلتلي في جوازي من عزت : هو أدهم ، كأنه ابني الي أنا مخلفتهوش .. وأياد برضوه بس أدهم فعلاا أبني وكل حاجه في حياتي .. عارفه انا لو كنت خلفت مكنتش حبيت ابني زي ما بحبه
لتتطلع اليهاا بأستغراب .. لتتأمل هي معالم وجهها وبصوت هادئ: عارفه بعد أنفصالي بوالدهه ، كان ديما يجي يسأل عني ، مفتكرش أنه في يوم نساني .. كانت والدتي الله يرحمهاا تقولي : ربنا ديما بيعوضنا ، وكان أدهم هو الحاجه الي ربنا عوضني بيهاا ...
مريم : ياااااا لدرجادي بتحبي أدهم
ألهام بحب : بكره لما تشوفي أبنك بين ايديكي هتعرفي احساسي ، صحيح أنا مخلفتش .. بس ربيت وحسيت بالاحساس ده
مريم بحب : انتي طيبه اووي ياطنط ألهام
ألهام بعتاب : مش انا قولتلك أعتبريني زي مامتك الله يرحمها ، ان عارفه اني أكيد مش هكون زيها .. بس علي الأقل اعتبريني
مريم : حاضر ياماما ألهام
لتقترب منها الهام بحب وتحتضنهاا... وكأنهاا أمهاا حقاا لتبعث بداخلهاا شعور الدفئ الذي أصبحت تحتاج اليه كثيرا
.................................................. ........
جلست أمامه وهي تهرب بأعينها بعيدا عنه، كانت معظم نظراته موصبه نحوهاا وهو يتأملهاا ، ليتذكر أول يوم قد رئهاا فيه ، كانت فتاه بسيطه للغايه ، بساطتهاا وهدوئهاا اول مالفت نظرهه اليها ، ليتفاجئ بعد فتره بأنها قد تحولت مثلهم تماماً ، تبحث عن أحدث صيحات الموضه حتي لو أنفقت معظم راتبهاا ، ولكن اليوم قد رئهاا مثلما رئهاا اول يوم ، بطبيعتهاا وخجلهاا ... وكأن عيناهه كانت تبحث عن الانسانه التي رئتهاا اول مره ، ليتنهد بأسي وهو يقول :ممكن أعرف انتي ليه رافضه أننا نكتب كتب الكتاب ، ونتجوز بعد شهر
لتتطلع الي أعينه بأعين هاربه وهي تقول : مافيش سبب محدد ، بس ديه رغبتي
احمد : أنتي خايفه مني ياهبه !
هبه : لاء !
أحمد بضيق : طيب ليه ، ممكن أفهم ، ومتقوليش ان مفيش سبب
هبه بدموع : مش عايزه بعد ما تتجوزني تحس انك ندمان بأرتباطك بيا .. انا عارفه انك مبتحبنيش ، ولا عارفه ليه أنا الي قررت ترتبط بيها ، بس كل الي أنا حساهه انه هيجي يوم وهتزهق مني عشان ببساطه انت مش عايزني في حياتك
أحمد بهدوء : وانا ايه الي يجبرني اني ارتبط بيكي
هبه بدموع : مش عارفه !
أحمد : بصي ياهبه أنا مش هقول أني بحبك ، بس في نفس الوقت مقدرش اقول اني مش معجب بيكي .. ليتطلع لهاا مبتسما وبصوت حاني : علي فكره انتي النهارده جميله
ليظل يتأمل وجهها الذي أشاحته بعيدا عنه .. وبصوت ضاحك : عارفه ليه
لتتامله بأعين متسائله وكأنها تريد منه ، ان يخبرها سبب مديحه لها
أحمد بحنان : عشان من بدري اووي مشوفتش هبه ، الي لبساها بسيط وفي نفس الوقت هادي وشيك ، هبه الي حجبهاا البسيط بيخليهاا أحلي ، هبه الي وشهاا مفيهوش غير برئتهاا .. مش مساحيق التجميل الي مبتظهرش جمالهاا ، بالعكس بتخفيه
لتتطلع اليه بأندهاش ، ليتأملها قليلا بتتنهد: عارفه أجمل حاجه في الطفل ايه ياهبه .. العفويه .. ديما بنكون حلوين واحنا أطفال ، وضحكتنا ديماا علي وشوشنا ، ولما بنكبر بنفقد كل ده لاننا فقدنا عفويتنا الي كانت فينا واحنا أطفال ، وبقينا نتصنع كل حاجه ، بعيد عن شخصيتنا وكأننا كرهنا برئتنا ونقائنا لما كنا أطفال ، ونبدء نعاني من كل حاجه ونفضل ندور علي نفسنا القديمه الي كانت بتفرح بأبسط الاشياء وأقلها ، بس دلوقتي للأسف خلاص ...بس عمرنا مادورنا جوانا علي عفويتنا الي اول ما عنينا فتحت وبقيت تشوف الدنيا ، اتحولنا تماماً وبقينا مع عالم كله بيجامل ويغير في نفسه لأما عشان يرضي حد او عشان يرضي نفسه عشان متحسش بأنها أقل من حد.. بس انا عايز هبه القديمه ترجع تاني ، ممكن
كانت تستمع لكل كلامه ، وكأنهاا كانت تبحث حولها عن شخص يعيد لها نفسها من جديد ، لم تدرك يوما أن من أحبته وفعلت ذلك من أجله لتكون أمام أعينه جميله ، هو اول من أرادها أن تبقي كما كانت ، لتبتسم له بحزن وكأنها تعاتب نفسهاا علي يوم قد جعلت شيطانهاا يخدعهااا بدور كانت تكرهه وتنقم عليه ...لتبتعد بوجهها قليلا عنه لتهرب من نظرات أعينه
وبعد صمتاً طويلاا .. قال : لسا مصممه أننا نأجل الفرح
أخفضت برأسهاا خجلاا .. ليبتسم هو بعد ان علم ردهاا
.................................................. .........
وبعد أن أنهكه الأشتياق اليهاا ، لم يشعر بأقدامه سوا وهو أمام غرفتهاا .. حتي أنه نسي أن يطرق عليها باب غرفتهاا ، فأشتياقه اليها أصبح لايتحمله ، فقد منع نفسه من رؤيتها يومين لعله يرتاح قليلا ، ولكن لم يكن بُعدهه عنها سوا عذاب له ،ليقف سارحا أمامها وهو يتذكرها وهي واضعه بيدهاا بحنان علي جنينها لتتحسسه بأبتسامه حانيه ، مشهد رئته عيناهه لثواني معدوده لتشيح هي يدهاا سريعاا وتنظر له بأرتباك ، عما رئه ، ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : هو أنا ممكن ألمسه .. لتبتعد بوجههاا عنه ويكاد أن ينهض ويتركهاا بعد أن علم من نظرة أعينها أنها لاتريد ذلك
لتهمس بصوت هادئ : مش عايزه تلمسه ، ولا غيرت رئيك
ليقترب منها مبتسماا ، ويضع يدهه بحب ، لينظر لهاا بشوق ، وبعد ثواني كان ينحي برأسه ليضع بأذنه علي بطنهاا التي لم تبدء حتي في الظهور ، وكأنه يريد أن يشعر بوجود طفله حوله ، لتتطلع اليه بأعين معاتبه وكأنهاا تريد أن تصرخ وتقول : لماذا فعلت بنا هذا ، فأنا أريدك بجانبي ولكن أنت من هدمت كل شئ
لينفر عقلهاا منه ، وتبتعد عنه بقلب دامع ...
أدهم بأسي : ألهام قالتلي أن الدكتوره بتقول ، انك لازم ترتحي أكتر من كده ، وقبل أن يتحدث في أمر عملهاا
مريم : لو مش عايزني اشتغل عندك ، هدور علي شغل تاني
ادهم بحده : مريم اسمعي الكلام بقي ، انتي متعرفيش أنا كل يوم بقلق عليكم قد ايه ، حتي السواق اصريتي انه ميودكيش ولا يجيبك .. أضطريت أمشي وراكي السواق يبلغني بكل تحركاتك وكل ده بسبب عِندك
مريم بهدوء: انا كده مرتاحه ، ومبسوطه وياريت متتعبش نفسك ولا تفكيرك تشغيله بيا .. لتتطلع له بجمود وهي تقول : ابقي أشغله بأزاي تقدر تنتقم مني
وللحظات وقف يتتطلع اليهاا بغضب يكاد ان يحرقه قبل أن يفتك بهاا ، ليخرج سريعاا من غرفتهاا .. ويتركها بين دموعهاا التي تحجرت في أعينهاا وكأنها أمتنعت عن الهبوط ثانية من أجله
.................................................. ...........
وبعد أن علم بأن رباط أبنه بها أصبح الان اقوي من كل شئ ، فهي الان تحمل في أحشائهاا طفلا منه ، طفلا سيصبح حفيدهه بعد شهور قليلا ... ليحمل أسمه واسم أبنه ، ليقذف بكأسه الذي ينهال منه شربا بغضب وبصوت عالي : أنا فعلا غبي عشان متوقعتش في يوم أن ده ممكن يحصل ، ليتذكر كلمه اخاهه وهو يقول له قبل وفاته بأشهر عندما ألتقي به بعد سنين طويله ، ليطلب منه مساعدته كي يسد دينه من ورثه الذي سلبه منه .. ( ربنا يمهل ولا يُهمل ياابن امي ) ، ليضحك ضحكته المستفزه وهو يقول : ورث ايه الي جاي بعد 20 سنه تتكلم عنه ، الورث ده بتاع ابويا أنا بس فاهم يا أبن حسن مالكش حق في اي حاجه .. ليتطلع اليه بأحتكار وبصوت عالي : خرجوا الراجل ده بره
ليتنهد بضيق وهو يتأمل الفراغ الذي امامه ... وبصوت عالي : ازاي ما عملتش حسابي
.................................................. ...........
وبعد لحظات من الشرود فيهاا وفي حياتهم الأتيه ، تنهد بأسي وهم بالخروج من مكتبه ولكن أستوقفه قدوم صديقه
أدهم : عاملت أيه يا أحمد في الموضوع
أحمد : فعلا البيت بأسم عمهاا ، المحامي بلغني بكده ، والدهاا اتنازل عنه قبل وفاته بشهرين ، بس متقلقش أنا طلبت من محامينا أنه يتابع الموضوع عشان ملكية البيت ترجعلنا بس طبعا من غير ما يعرف انه من طرفك
ادهم بتنهد: انا عارف يا أحمد أن بتعبك معاياا
احمد بعتاب : عيب عليك يا أدهم أحنا قبل ما نكون أصحاب ، انا اخوات يابن خالي ..
ليعاود الحديث ثانية وهو يقول : علي فكره انا قررت أتجوز بعد شهر ، ماهو مش معقول أنت وأياد خلاص سبقتوني وانا أفضل كده
ليضحك أدهم بود : ربنا يسعدك يا أحمد ، كان نفسي أياد يبقي موجود معانا ، بس اظاهر مش ناوي يرجع هو وشاهي غير بعد ما تولد ويطمن عليهاا
.................................................. .............
جلس بجانبهاا وهو يتأمل الفرحه التي أنطفئت من وجهها بعد أن حادثت عمتهاا ..
ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : شاهي أنا مجبرتكيش ولا عمري هجبرك انك تلبسي الحجاب ده أمر يخصك انتي وبس ، ومش معني اني فرحان فأنا ممكن اخليكي تاخدي قرار انتي مش حباه
شاهي بدموع : ديه بتقولي اني هبقي متخلفه ، وبيئه يا أياد
أياد بحزن علي تفكير تلك المرأه العقيم : وانتي شايفه نفسك بقيتي كده يا شاهي
شاهي بدموع : لاء ، بس كان نفسي تفرح وتشجعني ، ديه بتقولي بكره مش هتبقي شاهي الي الكل بيحلف بجمالهاا وشياكتهاا وان كله هيتريق عليا
اياد بحب :اوعي تخلي حد في يوم من الايام يكون سبب انه يشدك من طريق الصح لطريقه هو ، وكمان بقي ياهانم مين قال أنك مش بقيتي جميله ، ده انتي بقيتي اجمل بكتير لدرجة اني عايز اخبيكي من كل الناس ومخلكيش تخرجي من البيت
شاهي بضحك : بمنظري ده بسبب أبنك ، انا عن نفسي مبقتش أحب اخرج ، انا بقيت شبه الفيل يا أياد ... انا خايفه ان تعجبك واحده من بنات أيطاليا وتتجوزها .. وتسبني بعد ما بقيت شبه الفيل بسببك وسبب ابنك
لم يتمالك نفسه من الضحك ، فمن يراهاا وهي تتحدث ، يشعر بأنهاا طفله حقا ، ليقترب منها ويضمهاا الي صدرهه وبصوت هامس : ابقي دوريلي بقي علي عروسه ياشاهي عشان فعلا كده حرام
لتخرج من بين أحضانه ، وتنظر له بعتاب وبصوت حاد : انت السبب .. مش مسمحاك
ليعاود الضحك ثانية ، وقبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يبدء بالرنين ، ليتطلع الي الاسم .. وبعد ثواني
اهلا ، عزت باشا .. اخيرا أفتكرتني ، احنا الحمدلله بخير وحفيدك بخير كلهاا 3 شهور وتبقي جد ياباشا
لينتبه لصوت والدهه وهو يخبرهه بأمر زواج اخاهه ، بعد ان قص عليه سبب هذه الزيجه ومن من ... ليتطلع الي زوجته بحزن ، وبعد أن اغلق مع والدهه .. اقتربت هي منه وبصوت حاني : مالك يا أياد ، هو عمو عزت قالك خبر مش كويس
اياد بشرود : معلشي ياشاهي انا عايز ابقي لوحدي دلوقتي ممكن
شاهي بحب : حاضر
لتتركه هي بمفردهه كما طلب منها ، بعد أن تأملته بعيونهاا
ليجلس علي اقرب اريكه بتنهد ، وهو شارد في أخاهه ، ومافعله ، ولماذا لم يخبرهه حتي الان بأمر زيجته ، هل يخشي منه ، اما ماذا ، فكيف يخشي منه وهو لا يتمني شئ في الحياه سوا أن يراهه سعيدا ، ليحدثه عقله وهو يقول : لان انت أحببتها ، فقد خشي منك ، اما قلبه : انت لم تحبهاا ، انت وجدت فيهاا فقط شئ غريب عن الاخريات اللاتي قبلتهن ، فشعرت أتجاهها بالغرابه ، مثلما نري أي شئ يعجبنا فيلفت أنتباهنا ، فأنت الان تعشق زوجتك وطفلكما ... لا تظن بأنك كنت تحبهاا ... ليفيق من شرودهه وهو يمسك بهاتفه وينظر لرقم أخاهه بشرود ، حتي اتاهه صوته وهو يقول : أياد ، وحشتني
ليخرج صوته بعتاب وهو يقول : ليه ، يا ادهم !
يتبع بأذن الله
********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية