رواية قلوب تائهة الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم سهام صادق
الــــفـــصـــل الـــثــالــث والـــعـــشــرون
وكأن للقدر مفاجأت تائهه لا تخطر علي أذهاننا ، ليجمع ويفرق كما يشاء وما علينا نحن سوا الوقوف امام تلك المفاجأت لنري هل ستسعدنا ام سيكون شعور اخر لا نتوقعه
وقفت متأمله في صوت كانت تعرفه كثيرا، لتلتف بأعينهاا لتري صاحب ذلك الصوت ..
لتبتسم هبه بحب : ياااا يامريم اخر مكان متوقعتش للحظه اني اقبلك فيه ، وحشتيني بجد
مريم بحب : وانتي وحشتيني اكتر ياهبه ، مبروك علي خطوبتك ببشمهندس احمد
لتبتسم هبه بخجل : الله يبارك فيكي .. لتنظر اليهاا بتسأل لتقول : انتي كنتي فين المده ديه كلهاا ، انا سألت عنك كتير لدرجة اني فقدت الامل اني الاقيكي
لتشيح بوجهها سريعاا ، لتقع عينيها عليه وهو يتحدث مع ضيوفه بأبتسامته وجاذبيته المعهوده .. لتتنهد قليلا : اتجوزت!
هبه فرح : مبروك ياحببتي ، وانا كلها مده قصيره واحصلك ... لتتذكر شيئا قد جاء ببالهاا : انتي عرفتي منين صح ان انا واحمد اتخطبنا
لتعود بنظرهاا علي ادهم ، وهي شارده ... لتنظر اليها هبه بدهشه : انتي ودكتور ادهم اتجوزتوا !
لتبتسم مريم بحزن وهي تهرب بأعينها اليه .. لتتذكر لحظه زواجهم لتبتسم بألم .. وهي تحرك لها رأسها بالأيجاب
.................................................. ...............
كانت جميع نظراتهاا توحي بالعتاب والألم ، لم يكن كما يقولون فارس الاحلام المنتظر، ولكن كان فارس الاحلام المرسوم ، فارس الاحلام الذي يصنعه هو كي يصبح في نظر احداهن الشخص المناسب .... تذكرت يوم انا رأته وبدء يلعب معها لعبته
اهلا ، اهلا بشمهندسه الهام ، نورتي الشركه
لتبتسم له بجديتها المعهوده : اهلا يافندم ..
ليظل هو يتفحصهاا بعقله قبل قلبه .. ليصبح قلبه تائه بين رغبات عقله ..... وما انا انتهي حوار العمل .. حتي بدأت اللعبه الجديده .... التي لم ينكر يوما انه لم يحبهاا ، فقد كانت لها بريق لامع تخطف الانظار ولكن لم يكن عليه ومعه.. هو عزت شوكت اشهر رجال الاعمال ...... وفي النهايه اصبحت زوجته التي فرض عليها الزمن ان يكون قدرهاا
ابتسمت بسخريه وهي تتذكر ايامها معه ، لتشرد في يوم ان طلقها لتبتسم براحه كما يبتسم العصفور الحر عندما يطلقه سجانه لينعم بحريته ...... كما كانت كثيراا تظن ان كلمة طلاق بالنسبه للمرأه اصعب شئ ..ولكن عندما نطق هو بها اليهاا .. كانت مثل الطفله الصغيره التي يكافئهاا والديها بالعروس الكرستال ...... ليقف الزمن ثواني وتتلاقي اعينهم
ويقترب هو منهاا بغرورهه وثقته المعتاده : بلاش تعصي ادهم عليا يا ألهام ، ادهم ابني انا
لتضحك بسخريه : ابنك ، غريبه ياعزت .. انت تعرف ايه عن الابوه عشان تقول ابني .. لتضحك ثانية لتقول : تقريبا متعرفش غير بس متعتك والستات ، اما ولادك الفلوس ممكن تربيهم ، ممكن تجيب مربيه او عشره مش هتفرق وتربي ولادك .. لتتطلع اليه بأحتكار وهي تقول : او واحده تتجوزها وتكون ليهم داده مش صح ... اما انت بقي لازم تفضل في العالم بتاعك ومزاجك ومش فارقه ... تصدق انا بستغرب انت بقيت اب ازاي ، والغرابه ان ادهم مش زيك ولا حتي اياد الي كان ممكن يبقي زيك مبقاش نسختك .. اظاهر انت نسخه شاذه ياعزت
ليتطلع اليها بحده ....وقبل ان ينطق بأي كلمه ، كان ادهم يقف امامهم : السواق وصل يالولو ، يلاا عشان يوصلك انتي ومريم ، لان مريم شكلهاا تعبانه
لتتطلع اليه الهام بحب : ربنا يخليك ليا ياحبيبي .. لتعاود النظر للعزت الذي كان يشتعل غضبا من كلامها الذي لم تتفوه بشئ خطئ منه...
ليقف امامه ادهم وبصوت هادئ : كرامة مراتي من كرامتي وكاد ان ينطقها لاول مره منذ زمن .. ولكنه أدرك سريعا غلطته وقال : ياعزت باشا ، واظن لما هتهنها كأنك بتهني تماما ... عن اذنك سهره سعيده ..
ليتركه بمفردهه ، وهو يلعن كل شئ واولهم هي (مريم )
.................................................. ........
جلست بجانبه في سيارته ، ليتطلع اليها من حين لاخر وهو يري عيناها الشارده وكأنهاا تفكر في شئ هارب منها ، لتحرك بأيديها يمينا ويساراا وكأن المسأله اصبحت معقده بالنسبه لهاا
ليضحك بصوت عالي : مالك ياهبه ، انتي اتجننتي ولا ايه ياحببتي
لتتطلع الي وجهه بغيظ : يعني انت كنت عارف مكان مريم فين ، ومرضتش تقولي لما جيت سألتك
لينظر احمد امامه ليتابع طريقه :مش بالظبط كده
هبه: يعني ايه مش فاهمه
احمد بتنهد : يعني عارف اه الموضوع من بدري ، بس يوم مسألتيني كنت لسا معرفش ...ليلتف بوجهه اليها : انتي ليه شغله بالك بالموضوع
هبه بتفكير : أممممم ، اصل غريبه دكتور ادهم ومريم يتجوزوا شئ غريب .. طب ازاي ده تقريبا دكتور ادهم مشفش مريم غير في المرتين الي خبطها فيهم .. يعني حب من اول نظره ، طيب لو فعلا حب من اول نظره ليه محدش عرف بجوازهم ...
احمد بهدوء : مافيش حاجه غريبه ياحببتي مع الحب متستعجبيش ، طب ما انا حبيتك من غير ماأعرف .. ليضحك قليلاا وهو ينظر الي وجهها
لتقول بدعابه : طب ما انا حبيتك من غير ما اعرف حبيتك ازاي
ليبتسم هو : بس انتي كنتي بتحبيني من زمان .. ليغمز لهاا وهو يضحك
هبه بعبوس : لاء انت بقي الي كنت بتحبني الاول
ليقف بسيارته ، امام بيتها ويتطلع اليهاا : مش مهم مين فينا الي حب التاني الاول ، المهم اننا دلوقتي مع بعض .... ويقف بهم الزمن للحظات .. ليذوبوا معا في نظرات اعينهم ... ليقترب منهاا قليلا ويكاد ان يقبلها .. ليبتعد عنها سريعاا : يلاا عشان متتأخريش ، وهبقي اكلمك لما اوصل البيت
لتنظر اليه بخجل شديد .. وتهبط من سيارته وهي تتابعه بأعينهاا .. ليتنهد هو بشرود : ويتذكر حبه الزائف سابقاا لندي... لينهر نفسه علي ماكان سيفعله ، فحتي لو اصبحت زوجته .. فهي الان امانة معه حتي تصبح زوجته امام الناس
.................................................. ...........
ظلت تتأمل المكان ، وكأن الزمن لم يمر عليه يوما ، وكأن الزمن قد مر عليهم هم فقط ... لتتطلع بأعينهاا علي مكان جلوسه .. وتسير بخطوات بطيئه لم تعرف لماذا اصابها الخوف الان ولماذا سوف تخاف فهي لم تصبح المراهقه التي تسرق من الزمن لحظات للقاء حبيبها .. ليرفع بوجهه قليلاا .. ليري قدومهاا .. ويبتسم ...
صافي : ازيك يا مازن !
لتجلس أمامه ، وهي شارده في ماضي قد أنتهي : لسا فاكر مكانا المفضل
ليتطلع الي اعينها : وعمري ما نسيته
وبعد صمت طويلا داما بينهم .....
مازن :أطلقتي من احمد ليه
نظرت الي أعينه ..التي تتأملها بأسي لتقص له كل شئ ، كل شئ عن زوج خاين ، زوج لا يفرق معه سوا نفسه ، زوج قد أعاد اليها أبنها مقابل المال ، زوج قد اهانها طيلة سنون زواجهم .. ليرمي لهاا ورقة طلاقهاا بعد ان تركهاا في بلدا غريبه ... لتبكي مع كل كلمه كانت تنطق بها تُذكرها بجميع لحظاتها معه
ليتطلع الي وجهها الباكي ، في ألم : علي فكره أنا سمتها رهف
لتبتسم من بين دموعها : وعلي كده طالعه ليك ولا لمامتهاا ..لتشيح بوجهها بعيدا عن موضع اصبعه الذي يزينه خاتمها
مازن بشرود:مي ماتت ، بعد ماولدتهاا علطول ، للاسف كان عندها القلب ، والدكاتره منعوها انها متخلفش بس كان نفسها تجيبلي طفل .. افضل افتكرها بيه
لتتطلع الي معالم وجهه بأسي : انا أسفه يامازن ، مكنش قصدي افكرك بيهاا
ليبتسم هو : انا أصلا منستهاش ، بشوفهاا ديما في رهف ، لانها نسخه مصغره منها
لتشيح بوجهها بعيدا ، حتي لايري الدمعه التي فرت منها بدون ان تشعر ، عندما رأت في عيناهه حبه لزوجته.... لم تدري لماذا قد غارت ، فهو لم يخطئ عندما بدء حياته من دونها وتزوج .. فماذا كانت تنتظر ، انا تعود له لتجدهه مازال ينتظرهاا
.................................................. ...............
جلس يتابع اعماله بتركيز تام ، الي ان جاء طيف من ملامحها امام اعينه ، ليزيح بنضارته الطبيه ، ويظل شارد بهاا قليلاا ، ليتذكر اعين طفله عندما اخبرهه انه قد رئها ليبتسم له ابنه ، ويطلب منه ان يلتقي بها ، فهو يريد ان يسمع صوتها ويحدثهاا .. فقد كانت اول أمرأه تشعرهه بالحنان بعد وفاة والدته ويحبها....لم يعتقد ان الصدفه سوف تجمعه بها في ذلك الحفل ، الذي تم اقامته بسبب الصفقه التي حدثت بين شركته ومجموعه شركات ادهم ، ليحادثه عقله : اكيد موظفه عندهه .. ليشرد قليلاا ويتذكر يوم ان قالت له انها تعمل في احد الشركات التي تخص مجموعة الصفوه (التابعه لأدهم).. لينهر عقله بأنه لم يتذكر هذا إلا الان .. فقد بحث عنها كثيرا ، ولكنه نسي امر عملها تماما ...ليمد يدهه ويلتقط صورة طفله القابعه امامه ليتأملها وهو يراها ايضا امامه ،ليبتسم بشرود بعد ان علم كيف سيصل الي طريقهاا
لتدخل سيكرتيرته الخاصه : مستر جلال ، الاجتماع هيكون بعد يومين مع شركه الصفوه للأستثمار ، سكرتيرة مستر ادهم اتصلت وبلغتني بالميعاد
.................................................. ...............
مازالت الاعين والنظرات تحاوطهاا ، والكل يتحدث عن زوجة صاحب العمل ،التي تعمل معهم كمجرد موظفه عاديه لا تفرق شيئا عنهم ، ليظل البعض يتأكد من الخبرالمعلن امام اعينه في مجلات مشاهير المجتمع ، ويظل البعض الاخريتأكد ممن شاهد ذلك بأعينه في الحفل التي حضرها ، لتظل هي تشاهد العيون المسلطه عليهاا ، وتسمع احاديثهم الجانبيه ، وكأنهاا اصبحت حديثهم جميعا ، لتبتسم بسخريه علي حالهم ، لتأتي اليهاا سكرتيرته التي تحولت تماما من كائن بغيض الي أحد يود ان يفرش لها الارض وردا كما يقولون
وقفت تنظر حولهاا ، متأمله مكتبه الفارغ .. لتسير بخطوات بطيئه نحو مكتبه الوثير لتظل تتفحصه بعنايه دقيقه .. وبعد لحظات كان فضولهاا يحاوطها ان تجلس علي كرسيه ، لتلهو بعض الشئ في متعلقاته .. ولكن ليس للاطلاع بل بالعبث قليلاا ،شعور طفولي قد سيطر عليها بدون ان تشعر ... لتظل تمسك بأحد الاقلام ،وتجذب احد اوراقه لتسطر عليها رسمتهاا ، وكادت ان تنهض من مكانهاا عندما وجدته لم يأتي حتي الان .. لتري الباب يفتح ويقف هو امامها
عزت بحده : لاء وكمان قاعده علي كرسي ابني ، وكأنك ورثتي الشركه ، او شريكه فيها ، لاء فوقي يابنت عبدالله ، انتي ولا حاجه وعمرك ما هتبقي في المكانه ديه ، والي في بطنك الي ربطانا بيه ده ، بكره تولدي واخدهه وارميكي في الشارع ، ليضحك بسخريه وهو يري دموعها ...
لتتطلع اليه بأعين باكيه : انت ليه بتكرهني كده
لينظر لها ساخرا : عشان انتي بنته فاهمه ، حظك انك بنته
ليتطلع لها بحده : انتي لسا واقفه قصادي ، يلاا من وشي ، مش علي اخر الزمن راسك هتبقي براسنا
ليقف خلف والدهه ، بعدما هز رأسه لها بأن تصمت .. ليقول : خلصت كلامك يا عزت باشا ، واهنت مراتي براحتك .. ليتنهد بضيق : قولتلك قبل كده كرامة مراتي من كرامتي .. يعني لما بتهنها بتهني انا ، والعموم نورت المكتب ياعزت باشا
ليصمت عزت قليلاا ويتطلع اليه ، وهو يعلم بأنه قد خسر ابنه للمره المليون ، ولم يبقي احد خاسر في ذلك الكرهه سواهه ... ليلتف اليهاا ويتأمل ملامح وجهها الباكيه ، ليغادر المكتب بل الشركه بأكملهاا ... لتقف هي امامه : انا اسفه ، اني سببتلكم خلافات مع بعض ، وصدقني كان غصب عني ....ليقاطع حديثها وهو يضع انامله علي فمها بحنان : هووس متتكلميش ، مكتبي ده هو مكتبك ، والكرسي ده تقعدي عليه براحتك ، واظن لو متمتعتيش في خير جوزك وهو عايش ، عايزه تتمتعي بيه امتا
لتنظر له بدموع : بعد الشر عليك ، متقولش كده .. انا مش عايزه حاجه انا عايزاك .. لتقف اخر كلمه في حلقهاا
ليبتسم هو علي حبها له الذي مازالت تحمله .. :لسا بتخافي عليا يامريم ..
مريم بطيبه : متزعلش منه يا ادهم ، ده مهما كان باباك ، صدقني باباك طيب بس للاسف ساعات من ضعف نفسنا الشيطان بيسطر علينا ويلعب بينا زي ماهو عايز ، لحد ما بنعيش ونموت واحنا في دنيا غافله
ليجلس علي احد الارائك بتعب : انا تعبان اووي يامريم ، بقيت تايه مش شايف اي حاجه قدامي غير سراب
لتقترب منه بطئ وهي تتطلع الي ملامح وجهه المتعبه.. : انت كويس يا أدهم
ادهم بشرود : أنا بقيت محتاجك اووي يامريم ، اوعي في يوم تفكري تسيبي ايدي ، خلينا نعاتب بعض نزعل ، نثور نغضب ، بس اوعي في يوم تبعدي وتسبيني سامعه .. ليبتسم بألم :انا عارف اني ظلمتك ، وجيت عليكي كتير ، وهدمت حبك ليا بأيدي ، ومهما بتعملي وتثوري عليا مش بزعل بحسك انك بنتي الي لازم احتويهاا
لتبكي امامه بصمت .. ليقف امامهاا ويحتضنهاا : اخبار حبيبي او حبيبة بابا ايه
لتتأمل ملامح وجهه بحب : احنا كويسين طول ما انت معانا وجنبنا
لم يتمالك نفسه ، سوا ان يقربهاا منه ثانية ويحتضنهاا بشده ، لتبكي هي علي كتفيه ، فالاول مره تراهه بهذا الضعف ، الضعف الذي جعلها تعصف بكل شئ ، حتي لا تبقي هي ايضا جلاد ينصب عليه .. ليرفع وجهها قليلاا : بتعيطي ليه دلوقتي ، مش كنتي بطلتي عياط وبقيتي مريم القويه
مريم بدموع : اوعي تضعف يا ادهم ، وتكرهه بابا ، والله مكنش راجل وحش ، لو كان عايش لحد دلوقتي كنت فعلا هتصدق كلامي
ادهم بشرود : ماهو ده الي مخليني تايه ، مش قادر اصدق ان الراجل الي عرف يربي بنته كويس ، ويربيها احسن تربيه وبرغم كل حاجه قبلته ، حافظ عليها وعلمهاا ، مش قادر اصدق ان البنت الي رضيت تشتغل اي حاجه عشان تصرف علي والدتهاا وترعاها ، ولا قادر اصدق ان الي بتدعيلي حتي لو ظالمهاا ....ليصمت قليلا ليقول : شوفتي انا تايه ازاي
.................................................. ............
كانت اعينه مازالت تتفحصهاا ، وهو يتتطلع الي جسدهاا برغبه شديده ، ليبتسم لهاا : انتي تؤمري يا مدام نانسي
لتتطلع اليه بشمئزاز ، تحاول ان تداريه تحت ابتسامتها المزيفه : عايزاك تنشرلي الصور ديه ، ولازم تنشرهالي في اسرع وقت ، وياريت يكون في العدد الي جاي
فهمي : صور ايه ديه يامدام نانسي
لتعتدل هي من جلسته : هيبقي سبق صحفي لمجلتكم هايل ..
ليتطلع هو الي الصور ... لتبدء شفتاهه في التبسم : تحبي تشربي ايه يا مدام .. لمون صح
نانسي بضحك : طبعاا محدش هيعرف ان انا الي ورا الصور ديه مفهوم
فهمي ، بتأمل للصور : طبعا يا هانم !
.................................................. ................
كان يحتضنهاا بين ذراعيه ، لتصبح انفاسه تحاوطهاا ، لتغمض عينيهاا قليلاا ، وهي خائفه لا تعلم لماذا اصبحت تخاف من حياتها ، وكأن كل شئ معه اصبح مهدد ، ليشعر هو بهدؤئهاا ويقول بدعابه : بطنك بدأت تظهر ياحببتي ، قربتي تبقي شبه الكوره
لتضحك وهي تبتعد عن حضنه .. ليجذبها له ثانية ليهمس بصوت حاني : بس عجباني برضوه في كل الحالات ياطفلتي
لتبتسم هي ، وتمسك بأحد أيديه وتضعهاا علي بطنهاا التي بدأت بالفعل في الظهور : سامع بابا بيقول ايه ، ماما هتبقي شبه الكوره
ليضمهاااليه بشده .. ليشرد قليلاا في يوم قد فكر للحظه ان يتخلص منه ويحرم نفسه من اجمل شعور يتمناهه المرء .. : كنت خايف مكنش اب كويس ، كنت خايف اكون زيه ، وابني يكرهني
لتتطلع الي وجهه الذي اشاحه بعيدا عن أعينها : كتير كنت بحتاجه يبقي جنبي ، عارفه كنت بعوض نقص احتياجي ليه في اياد ، كنت كل ما احس اني محتاج حضنه ، وايدهه تطبطب علياا وتوجهني ، كنت الاقي نفسي مع اياد ، افضل ازعقله واعقبه ، كنت عايش معاه تقريبا دور الاب قبل الاخ
ليتأمل وجهها بحب : خفت اووي يامريم ، اكون اب ولا حاجه بالنسبه لولادي ، وكأن وجودي زي عدمه
ليقول بشرود : نظرتهاا عمري ماهنساها، وهي بتبصلي انا واياد ، كان اياد لسا طفل بيتعلم المشي ، قالتهاا اخر جمله في حياتها
ياتري مين فيكم ياولادي هيكون زيه ، فضلت تبصلنا احنا الاتنين وكأنها كانت بتدور علي عزت تاني ، مكنتش عارف ليه نظرتهاا كانت فيها ألم كده ، بس بعدين فهمت هي كانت خايفه ليه ....... تصدقي لو قولتلك اني مش بكرهه ، عمري ماكرهته
لتتطلع الي نظرات اعينه قليلاا .. : انت مش زي باباك ولا هو زيك ، احنا الي بنقرر هنعيش بأي دور وبأي وش ، في الي بيكون عايز يعيش زي الصنم مبيسمعش غير شيطانه ، وفي الي بيكون عايز يعيش انسان زي ما ربنا خالقه ... وكلنا بنحدد دورنا وكل واحد هو الي بيحكم علي نفسه الدور الي هيعيشه ، وفي الاخر الرساله بتنتهي .. وقلوبنا التايه بترجع مطمئنه من تاني ... وعقلنا بيقف عن البحث في عالم فاني .... وبكده كل واحد بيوصل لرسالته ...
ليتأملهاا بحب شديد ، ويلمس وجهها بحنان .. : انتي احلي حاجه ربنا بعتهالي بجد يامريم ، ده انا حتي ساعات بستغرب ان ربنا بعتك لياا ، ليبعد بوجهه قليلا ليقول بندم : مع اني كنت بعصيه احيانا ليصمت قليلا وكتير كمان ، وبنسي انه مطلع عليا وشايفني
لتتطلع هي الي الفراغ الذي امامهاا بشرود : ساعات ربنا بيمد ايدهه ليناا ، عشان يساعدنا والشاطر هو الي يقدر يجري علي فرصته قبل ما تضيع ، لان الفرصه ما بتجيش غير مره واحده ... وكل واحد حسب فرصته في الي ممكن ربنا يبتليه بمرض عشان يختبر صبرهه ورضاهه وديه بتكون فرصته في الدنيا ، وفي الي بتمر عليه الدنيا بمواقف للعبره ، عشان تنبهه ويفوق ، وفي الي ربنا بيقابله بالناس الي روحهم شبه عشان يقدروا يمدوا ايديهم لبعض ويكملوا مع بعض .... وفي الي بتتوفر ليه كل الفرص ديه ، وللاسف بيكون الاوان فات ... والفرص بتكون خلاص راحت .. والحياه انتهت
ليظل يتأملهاا طويلااااا ... ليقول بحب(يوم جوازنا مصلناش مع بعض تيجي نقوم نصلي واكون انا أمامك)
يتبع بأذن الله
********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية