Ads by Google X

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم لادو غنيم

الصفحة الرئيسية

 

 رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم لادو غنيم 

بما أن الكنبه مكنتش شلينى فـجسمك كفانى’و على فكره أنا عاوزه أبقى مراتك بجد’حتى لو أنتَ مش عاوزنى فـ أنا عوزاك’و’أول ما تخف عاوزاك تتمم جوازك منى أنتَ حقى’و’أنا عاوزه الحق دا’أنتَ قولت أنك شايفنى عفيفه و شايف نفسك مدنس عشان كدا محرمنى عليك’بس أنا شيفاك غير ما أنتَ شايف نفسك أنتَ طاهر و نقى حتى لو ملوث بشويه عيوب فـبقربى منك همحى كل التلوث و هظهر طهارتك بلاش تبعدنا و تحرمنا على بعض:’

ختمت جملتها برفع رأسها على صدرهِ’و’أبصرت بخضرويتيه التى تـهتز بـارهاق القلب و الجسد من حديثها الذي نشرا السرور و الشوق بكيانهِ’

مقابلة عينيهما مثل التقاء الشمس بـالقمر كونا هجين يجمع بين النيران و دفئ الليل هجيناً أوحى الكمال بـكيانهم و برز الشوق منهما’هجيناً أعطا الأنتعاش للقلب’و’الحاجه للجسد:

صدورهما إتحدت بنبضاً متبادل فوق بعضهما’و’أشارة العيون أتجاه رعدة الشفاه التى تسعى لتذوق هذا الشوق الجارف:

فكان الأقتحام حليف”جواد”الذي عانق وجنتها بيدهِ المتعافيه و حذبا وجهها إليه بـرفقاً لـيقبض على ورديتيها بـقبضان لوعتهِ بها:

داخل ملحمة غـرامهما فـوق الإريكه المشتعله بـنيران جرف القلب’دق هاتفه بـرقم الواء فـحاولا فك حصارهما بـجيوشاً تابه ذلك البعد لكنهُ لم يكن أمامهِ سبيلاً أخر خصيصاً عندما عاود الواء الإتصال مـره أخرى’

فـبتعدة عنهِ بـعدما قـاله تزمناً و هو يلهس أنفاسهِ:

لازم أرد دا الواء’؟


جـلسَ على الإريكه و أمسك بـى هاتفه مُجيباً بـبعض الثبات و الإظهار بصوتاً رآسى:

الو أهلاً يا فندم’

الواء بـستفسار:

مالك بتنهج كدا ليه يا حضرة الظابط’

حاولا ضبط أنفاسهِ:

مفيش يا فندم كنت بجرى شويه’

بـتجري الساعه أتنين بعد نص الليل يا “جواد”

هتفَ بـرسميه ممزوجه بـغمرة لحظتهما:

ما هو الجري مبيحلاش غير بـى الليل يا فندم’

هتفَ الأخر بسخريه و كانهِ يدرك ما يحدث:

و الجري عجبك ناوي تكمل و الا هتكتفى’

نظرا بـلهفه إلى “ريحانه” التى تلهو بـاطرافها على عنقهِ:

و الله يا فندم الجري مفيش منه بس لإزم أكتفى الحد كدا عشان الأمور خرجت عن السيطره خالص’


لاء ما هـو باين من صوتك’المهم عايزك تركز معايا شويه و تسمعنى’؟

أشاره لها بعينيه للإبتعد عنهِ قليلاً لـيستطيع التحدث فـضيقت عينيها بـطفوليه رافضه أمرهِ’

روحت فين يا’جواد’ما ترد عليا’

هـتفَ بستفسار فـقاله الأخر:

معاك يا معالى الباشا أتفضل’

ياتره قدرة توصل لمدخل “للبارون”

أرتعد بـلهيب لمساتها حينما شعرا بأطرفها تتغلغل أسفل ملابسهِ العلويه فـحاولا الثبات الصوتى بقدر الإمكان:

المداخل كلها متاحه بس ع لله هـو يتهد شويه

الواء بـستيعاب:

يعنى أعتمد عليك و الا أسلم القضيه لحد غيرك’

لم تكف عن الهو فوق تقسيمات معدتهِ فجذبها من عنقها ناظراً داخل عينيها بـستياء بسبب تلك الحركات التى ترهقهِ مُجيباً بـرسميه:

أنا قتيل القضيه يا فندم بس ع لله الخصم التانى يعرف أن كل حاجه باونها’

الواء بـرسميه:


لازم تعمل أحتياطتك كويس الخصم مش سهل يا حضرة الظابط’

هتفَ عندما تمردت على مسكتهِ و أفلتت عنقها منهِ معاوده مداعبة لحيتهِ:

دا طلع مش سهل خالص و الله شكلنا كدا داخلين على أيام فرهده’

المهم أنك تعمل كل الازم عشان تتجنب أي هجوم أو تدخل يبوظ مهمتك

الهجمات هتجبلى ساكته قلبيه و الله يا فندم’

الواء بـستفسار:

أطلعنى علي التقرير يا حضرة الظابط

هتفَ ببعض الثبات الصوتى:

لاء، دي تقارير خاصه جداً ممنوع حد يطلع عليها غيري’

“الواء برسميه:

هى ايه اللي تقرير خاصه بقولك اطلعنى على تقرير قضية البارون’

وقفا مبتعداً عن الإريكه ليستطيع أجرء تلك المكالمه هارباً من لمساتها التى تجعلهِ يذوب مثل السكر بـى المياه:

معلش يا فندم القواضي دخلت فى بعضها:


الواء بـستفسار:

أنتَ شايف إيه بخصوص المهمه’

نـهضت محرره شعرها البنى الغجري ليسقط علي أكتافها بـشكل انثوي جعلهِ يردف بـلبكه:

شايف أنى داخل على أقتحام ربنا يستر’

أقتحام ايه مش لما ندرس القضيه الأول و نحط الخطط كويس و كل فرد يشوف مكانه هيبقى ايه في المهمه’

لاء كل واحد و مكانه ايه’ المهمه دي خصوصاً مينفعلهاش غيري دي مهمه خاصه جداً’

زمجر الواء بقولاً:

يعنى ايه خاصه جداً دي مهمة أمن وطنى مهمة بدمر بلد بحالها’

وقفت أمامهِ محاصره عنقهِ بيدها تقترب من فـمهِ بغمرة عشقاً’فقاله بـلهثة أنفاس رغم محاولات صمودهِ:

دي دمرتنى خالص يا فندم’

الواء بـستيعاب:

دمرتك هـو أنتَ لسه عملت حاجه يابنى دأنت لسه بتدرس القضيه’

فكَ حصارها مبتعداً خطوه للوراء:


درستها و الله يا فندم بس طلعت صعبه و عايزه كفائه عشان أثبت وجودي’

الواء برسميه:

أتمنا دا عشان شكلنا هيبقى وحش جداً قدام سيادة الوزير’

تنفسا بسترخاء بعدما تركتهِ و دلفت للمرحاض:

متقلقش ساعتك هشرفك’اما بـ النسبه لإخر التقرير أنا قدرة أوصل لمعلومات مهمه “البارون” بيخطط لأستلام شحنة سلاح جديده لو قدرنا نحدد مكان التسليم أعتبر البارون خلص خلاص’

دا خبر كويس جداً بس عايز سريه يا “جواد” الخبر ما يتثربش لحد نهائي’

أكيد يا معالى الباشا من غير ما تـقول’

الواء بستفسار:

عايزك تجيلى بكرا مكتبى أول ما توصل لأن خلاص مفيش وقت لإزم نبقا سابقين خطوت البارون مينفعش يفلت مننا المرادي’

متقلقش يا فندم بالله ما هعتق أمه هـو بس يدخل المصيده و هتكلك عليه بـ القوي’

“الواء برسميه:

أنا و اثق من كفائتك وقدراتك المهم عندي المهمه تتم بنجاح و ميحصلش أي خلل أحنا مش ناقصين نسمعلنا كلمتين ملهمش لازمه من معالى الوزير’


بتلك الحظه المنفرده بـالحديث الجاد’طلة عليه من الحمام بـمنامتها الحريريه السوداء تلك المنامه التى إذابة أكثر جبال صمودهِ: بـ الأخص عندما جلست على التخت بدلال:

فـحاولا الحفاظ على بحتهِ التى تلونت بـالأرهاق:

المهمه دى ربنا يستر عليا منها و الله’شكلى كدا هعمل حظر تجول عشان الأمور خرجت عن السيطره خالص’

تبسم الواء بدعماً:

أنا واثق فيك أنتَ قدها و قدود و متاكد أنك هترفع رأسنا قدام الوزير’

تنهدا ببعض الثبات:

أتمنى و الله يا فندم’

المهم عاوزك تركز و تصفى ذهنك عايزك تبقا حاسب حساب كل خطوه بتاخدها عشان ما تقعش فى المحظور’

فرك جبهتهِ محاولاً ترويض مقلتيهِ عنها:

ما هـو اللى مكلبشنى مكانى كدا خوفى لأقع فى المحظور و أوسخها معايا’؟

الواء بستفسار:

هى ايه اللى توسخها معاك’


تحمحم بادراك مصححاً حديثهِ:

المهمه طبعاً يا معالى الباشا’

الواء برسميه:

عشان كدا بقولك تاخد حظرك و متديش الأمان لإي حد خليك فاكر أن دي مهمه فى غاية السريه و ممنوع منعاً باتاً أطلاع أي حد علي التقرير’

أعتلت الغيره عينيها الخضراويه بضوء الشمس الحارقه لكيانهِ:

تقرير مين اللى حد يطلع عليها دي اللى هيفكر يعمل كدا بالله أموته مرعوب’

تنهدا الواء برسميه:

تمام على خيرة الله متنساش تجيلى بكرا بدري مش عايز كسل و الا تاخير يا حضرة الظابط’أنا عارف أن المهمه دي هتتعبك شويه لكن النجاح اللى هتحصده يستاهل التعب’

تنهدا بـارهاق جسدي من تلك الإنثى المسطحه أمامهِ بدلال:

هى تعبتنى شويه بس يا فندم دأنا ربنا اللي عالم بيا’

الواء ببسمه:

كل التعب دا هيروح لما المهمه تتم بنجاح’


تتم ايه دي لو تمت هبقى وقعة فى المحظور أنا بفكر اكلبش نفسي الحد لما المهمه تتهد و تنام’

ضيق عينيه بتساول:

أنتَ بتقول ايه يا حضرة الظابط’

هتفاً بـرسميه لتصحيح موقفهِ:

قصدي يعنى أنى هكلبش نفسي في الشغل الحد لما المهمه تخلص’

الواء برسميه ممزوجه بـالمكر:

ربنا يوفقك: و بقولك ايه بلاش جري النهارده تانى متنساش أن دراعك متصاب وورانا شغل مهم الصبح

فرك مدمع عينيه بتنهيدة أرق:

و الله يا معالى الباشا بـقول نفس الحاجه بس هنقول إيه بقا الطريق سحلنى معا الحد لما قطع نفسي’بس متقلقش أعتبرنى نمت كلام ساعتك أوامر يا معالى الباشا’

أطفاء الهاتف’و’ستداره للجها المعاكسه لها ذهباً لأريكتهِ لـيفر بـالنوم منها لكنها سألتهُ بستفهاماً مغمغم بـالرقه:

هتنام بعيد ليه’؟

المنطقه عندك ملغه و أنا مش ناوي أموت قبل ما تاكد من توبتى


نـفرت من حديثه بـبحه لإذعه:

و ناوي تتاكد من توبتك أمتا يا حضرة الظابط’

مددَ جسدهِ فـوق الإريكه مُخبئ عينيه بـذراعهِ ليتفادى ضوء القمر:

لما ربنا يريد يا ريحانه’

شعرت بـالجفاء من أقولهِ فشدة الغطاء علي جسدها بـستيعاب مرير تحـتويه بحه واثقه:

لو مفكر أنك جامد و أعصابك تلج فمبقاش بنت حواء أن مسيحت التلچ و خليتك تدوب فيا زي ما الإيس كريم بيدوب فـ البسكوته

قـولى يارب’

أجابتهِ لم تـغير شيئاً فـغفت لتتفادئ حزن قلبها’

:

و بـاليوم التالى فكانت تجلس بحجرة المعيشه تـخبر “نسمه” بما حدث بينهُما بستياء’فـقالت الأخرى بـشكاً:

مش عارفه أقولك إيه بس “جواد” ميطمنش منين عملتى اللي قولتلك عليه و بدأتِ أنتِ بـاول خطوه و منين هـو فضل ثابت و مكمل فى بروده دا لو كان لوح تلج كان ساح يابنتِ’

تـلونت مقلتيهَ بـالحزن فعزمت قائله:


أنا قـولتلك إنى مش فارقه معاه بـس أنتِ اللى قولتيلى حاولى و هـوَ هيحس بيكِ’

ربتت على مرفقها بـدعماً:

هيحس قريب قوي بس الأول لإزم نتأكد أن كان بيبعد عنك عشان زي ما بيقولك شايف نفسهُ مُدنس و إلا عشان حاجه تانيه

حاجه تانيه زي إيه’؟

ملوش فـى البنات مثلاً’

أزي و هـو كان متجوز نـهى’

عادى ممكن يكون متجوزها عشان تكون ستاره لـمشكلته عشان محدش يـعرف أنُه ليه ميول للشباب’

نـفت بـرفضاً:

لاء شباب إيه جـواد باين عليه راجل أوي’

طرحت سؤالها بـستهزاء:

و أنتِ عرفتى منين انُه راجل عشان يعنى طويل و عريض و عندُه عضلات’دى كلها مظاهر ع الفاضى متبقيش عبيطه’

راوضها الشك فـتغلبت على رفضها بقولاً:

حـتى لو كلامك صح هنتاكد أزى’


هنتاكد أزى دى سبيها عليا’

نظرة لها بستفسار فتبسمت الأخرى بـتفكير’

و لـم تمر سوا عدة دقائق و كانَ ” مرعى “يـجلس أمامهم يقطب حاجبيه بـستفسار:

أنا الحد دلوقتى مش فاهم أنتو عايزين مَنى أيه’؟

نسمه بندفاع:

بصراحه كدا يا مرعى عايزينك تبقى بتاع رجاله

أحيـه يا أبو سوسو أحيه بتاع رجاله ليه يا ست البنات شكلى ميديش إنى راجل و الا ناقصلى شنب و الا أستغفر الله العظيم متخلوش الواحد يقول كلام ميصحش بقا يا جدعان’

نسمه بـتمهيد:

أنتَ فهمت كلامنا غلط أحنا عايزينك تعمل نفسك بتاع رجاله عشان نعرف جواد ميته إيه ليه في البنات و الا بتاع رجاله’

حرك رأسهِ بصدمه مغمغه بـالقلق:

جواد باشا نهار أسوح يا جدعان أنتو شكلكم كدا عاملين دماغ ع الصبح هـو مين دا اللى ملوش في الحريم

نسمه بتنهيدة يأس:


الموضوع مريب عشان خاطرنا أسمع كلامنا و ساعدنا عشان نشوف حياة المسكينه دي هتمشي أزي عشان خاطرنا يا مرعى’

مرعى بقلق:

أنا مش فاهم حاجه خالص’

نسمه بطلب:

مش مطلوب منك تفهم حاجه دلوقتي المهم عايزاك تدخل دلوقتي عند جواد أوضة النوم و تحاول تغريه و هنقف نراقبكم و هنشوف بقا هو هيعمل ايه هيتجاوب معاك و الا هيصدك:

مرعى بـستفسا:

أغريه هى وصلت للإغراء و دا أغريه ازي أوريه سيمانتى اللي شبه رجل المعزه اليتيمه و الا اغريه بشعر صدري’و’بعدين دا لو

حصل معجزه و اتجاوب معايا أنا بقا هيبقي وضعى أنا أمشي فى طريق الزيله و اقف على نواصى شارع الهرم أشقط رجاله’

كبتت نسمه بسمتها بقولاً:

متقلقش لو اتجاوب هندخل و نحل الموضوع بسرعه بس يلا بقا عشان خاطرنا بليز يا مرعى بليز عشان خاطرنا

مرعى بقلق

خاطركم علي رأسي بس اللي بتطلبوه مَنى هيبعتنى ملفوف لفة هدايه للمدفن جانب حرامية الكفن يعنى سودا دنيا و اخره


نسمه بتنهيدة:

بلاش تكسفنا بقا عشان خاطري لإنتَ موافق

رغم أن الأمر كانَ مريب و شائك إلا إنهِ لبى الأمر و نهضا قائلاً:

حضرولى الكفن مش هتاخر عليكم كلها دقايق و تلقونى نازلكم محدوف من أول دور’

نـهضتا برفقتهِ و صعدو جميعاً للطابق العلوى و دلف مرعى إلى غرفة “جواد” بعدما طرق عليه الباب و الإذن الأخر لهِ بـالدخول: و بعد دخولهِ ترك الباب مواربً قليلاً لتتمكنهَ من مشاهدة ما سيحدث’

و صارهَ “مرعى”حتى وقفا خلف “جواد” الذي،يقف عاري الصدر يضع ضماضه جديده على جراحهِ’

خير يا مرعى عاوز ايه ع الصبح

هتفَ دون النظر له فتنهدا الأخر بـخوفاً ياكُل جسدهِ:

مفيش أنا كُنت جاي اطمن عليك’

كويس أنك جأت بقولك إيه أمسك الشاش لف هولي علي الجرح مش، طايل الفُه من على ضهري’

حاضر يا باشا’

أخذ الشاش منهِ و بدا بـمحاوطة الأصابه به معا ملامسة أطرافهِ لظهر الأخر الذي تسأل بـرسميه بعد عدة ثوانى:


مالك يالا أيدك مش مظبوطه كدا ليه’

بلع لعابهِ بـربكه؛

مفيش حاجه أنا تمام بس هو الجو حر كدا ليه’

حاول خوض الأمر ليكشف المستور كما طلبتَ منهِ’فـبتعد خطوه للوراء بعدما أنتهى و حرر ازرار قميصه و نزعه منه عليه و حذفه. أرضاً ثمَ أقتربا خطوه من “جواد” متحدثاً ببحه منخفضه ممتزجه بـطريقه لعوبه:

ايه رأيك في شعر صدري’

قطب جواد جبهتهِ بـخشونه:

يقرف تحب أنتف هولك مالك يا لا مش علي بعضك ليه’

رغم قلبهِ الملئ بالخوف لكنهِ أكمل قائلاً:

مالى ما أنا زي الفل أهو هو أنا مش عجبك و الا ايه’

فرك جانب إنفهِ حانقاً:

بالله يا زفت أنتَ لو مظبطش هخدك على القسم و هظبطك ظبطه ميري تطلع مـيـ تين أهلك’

مرعى بادقان للدور تراجع و مدد جسدهِ على الفراش بـصعبانيه:


أنا مش عارف امتى بس هتحس بيا ودلعنى و تعملى اللي نفسي فيه’

اللى نفسك فيه يا روحمك هخلى ناس، متخصصه فيه تعمل هولك بس مش هنا فى المكان المناسب عشان تتمزج’

ئاسى أوي يا جواد بجد’

هتفَ بنعومه فـصدرة قهقها من الفتاتان فـلمحهما “جواد” بطرف خضرويتيه فـادرك ما يحدث’

فقـرره مجاراتهم فـى تلك العبه

ثمَ رسما بـسمه مليئه بـالإغواء إلى “مرعى” و بداء بفك حزام بنطالهِ تزمناً معا إقترابهِ من الفراش:

ئاسى بس هكيفك يا مرعى إستعد بقا للسرير اللى هيولع بينا يا جميل

إتسعت مقلتيهِ الأخر بذهولاً تزمناً بـقولاً:

دي أخرة اللي يسمع كلام النسوان يا مرعى أخرتها أغتصاب علنى يا فضحتك’

ـــــــــــ

ــــــــــ📌✍🏾

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»


تدلى الخوف من عيناي “مرعى” حينما ذاده أقتراب الأخر الذي نـزعَ حـزام بنطالهِ و جلـسَ على حافة الفراش مائلاً إليه فـتراجع الأخر بـخوفاً أشد بـقولاً:

نـهار أسوح هـو الكلام بجد’

لوح بـعيناه للجها المعاكسه بـبحه أشد بـروداً من الثلج:

دلوقتى لـو أنتَ قـومت تجرى منى الست نسمه هتقول عليا دا “جواد” طلع بجد شا_ذ بـرغم أنى مش هبقى قـربتلك بس هـتقول كدا و تأكد ع الموضوع عشان تثبت وجهة نظرها لمراتى مش كدا يا نـسمه هانم’

إبتعدَ عن “مـرعى”الذى تنفس بارهاقً ذو فرحه’أما نـسمه فـدخلت بعدما علمت بـانهُ كانَ يراهُما:

فقتربَ” جواد”منهُما متحدثاً بسخط:

ايه ساكته ليه ما تـتكلمى و قولى تـقريرك عنى يلا سمعى مراتِ أخر أرئك فـى جوزها أن كان راجل بجد و هيعرف يديها حقوقها و الا هيطلع زيه زيها و تاخدها من قاصرها و تشوفلها واحد غيره يبقى راجل بجد’

تدلت العبارات من فمها بـستفسار:

أنا مكنش قصدى أنك تفهم الموضوع بالشكل دا’كل الحكايه أن “ريحانه” صحبتى و بتصعب عليا كل ما تقرب منك تـصدها و تبعدها عنك أكنك فيك مشكله جسديه منعاك من أنك تمارس حقوقك معاها’

هتفَ بسخط:


و أنتِ مالك أمارس حقوقى و الا ممارسهاش الموضوع يخصك في إيه دى أعراض و خصوصيات يا متعلمه’

تدخلا “مرعى” بجديه:

الست نسمه ما تقصدش هما بس كانوا قلقانين عليك’

نظرا لهُ بـضيقاً:

أنتَ تكتم خالص’بقى رايح تساعدهُم دا بدل ما تـهب فيهم و تمنعهُم عن الغباء اللى عملتوه’

“مرعى” بـستفسار:

ما هو أنتَ بردوه أمرك يحير يا باشا حوار أنك مش عايز تقرب من الست بتاعتك يقلق’

ذاده حنقهِ فردفا بغضباً:

بالله كلمه ذياده فـى الموضوع دا و هدور فيكم الضرب و الا ضرب ليه أنا أنام معا السنيوره مراتِ قدامكم عشان تتاكده بنفسكم أن كنت راجل و الا لاء’

نسمه برسميه:

جواد”أنا مكنتش عايزه كل دا يحصل صدقنى’

أخرجى على بره يا “نسمه” و ختصرينى اليومين دول عشان مزعلكيش زعل وحش جامد منى’اما أنتَ بقى يا “مرعى” فحسابك معايا بعدين يلا غوره بره مش عايز أشوف حد منكم يلا’


تسارعت اقدمهم بـالخروج من غـرفتهِ فـاسرع بـغلق الباب بقوه هزت وجدان “ريحانه” الذى عادَ إليها حانقاً ممسكاً بمنتصف ذراعها يعاتبهَ بـصياحاً:

المفروض أعمل فيكِ إيه بعد ما فضحتينى كدا و خليتى اللى يسوه و اللى ميسواش يجيبوه فى سيرتى’أنتِ ايه يابت معندكيش مخ خالص مبتحرميش’

أرتجفَ وجهها بـدموع الندم و قالت:

حقك عليا مكنتش أعرف أن الموضوع هيضايقك كدا’

ترك ذراعها بـسخريه:

صح و أنا إيه اللى هيضايقنى مراتِ راحت حكت لبنت عمتى أنى مبقربش منها فخططهُ و بعتولى راجل عشان يختبرنى و يشوف حكايتى أيه’

أقتربت خطوه منهُ لتخفف عنهُ هـول ما فعلت:

طب اهدَ أنا مش قصدى أزعلك كدا و الله حقك عليا’

نظرا لها حانقاً:

حقى على إيه أنتِ مش مستوعب المصيبه اللى عملتيها’أنتِ كل يوم بتثبتيلي أنى متجوز طفله عمرها ما هتعقل و الا هتشيل مسئوليه’البنت اللى متقدرش تحافظ على أسرار بيتها مينفعش تبقى زوجه لأى راجل’

هتفَ بكلماتً ك المنبه الذي أنار عقلها’و تركها و غادر الغرفه بعدما أخذ قميصهِ و سترتهِ’

اما هـى فـركضت خلفهِ لـتتاسف له’لكن فـور نزولها للحديقه رئة سيارتهِ تـسرع بـالخروج من المنزل’فذاده حزنها و ندمها على ما فعلت’و’ستدارة لـتعود للدخل فـسمعت صوت”غوايش”ياتى من الجها المعاكسه لمدخل البيت’فـظلت تسير خلف الصوت حتى توقفت أمام البدرون’


و بدات بـالنزول خـطوتين للداخل حتى وقفت أمام باب حديدي بـهى قضبان تجعلك ترا من بـالداخل’فـشبت قليلاً لتستطيع الرؤيه فـتسعت مقلتيهَ عندما شاهدة “غوايش” تـصرخ بـركن الحائط و بعد الجرذان يـركضون أمامها:

مرات أبويا’

هـتفت بكنيتها فـنظرة لها الأخرى بـلهفه و أسرعت بـالركض و الـوقوف خلف القضبان تثتغيث بها:

“ريحانه” أفتحيلى يا حبيبتى كويس أنك جاتى أفتحيلى’؟ المتوحش اللى متجوزاه حبسنى’

تـراجعت خطوه للوراء بـحزناً:

ليه عملتى كدا ليه كدبتى عليا و همتينى أن هـو اللى قتل أبويا و كنت هقتله’و أنا كنت هموت بسبب كلامك’طلعتى متفقه معا الزفت اللى كنت متجوزاه عشان تخلونى أخرب حياتى معا “جواد” حرام عليكم ليه تعملى فيا كدا’

تلونت بدموع المكر:

كداب جوزك كداب بيقولك كدا عشان يخليكِ تكرهينى و تكرهى “ياسر” هـو بيكدب عليكِ

أنكرت معا تسمع بحركه رأسيه و كممت اذنها بمرفقيها ببكائً صارخه:

بس بقا كفايه كدب حرام عليكُم عايزين منى إيه أنا خلاص تعبت من كتر الكدب’أنتِ كدابه و “ياسر” كداب أنا بكرهكم بكرهك أنتِ و هـو أنا مبحبش غير”جواد”سمعانى أنا بحب “جواد” هـو الحقيقه الوحيده اللي في حياتى هـو اللى بيخاف عليا و بيعلمنى و بيحبنى بجد مش “ياسر” الكداب بتاعك’


أدركت أن مخططها نال الفشل’فـترنحت للخطه البديله تطلق ضحكاتاً بـسخريه:

“جواد” يحبك أنتِ شكلك كدا مش شايفه نفسك أنتِ طفله يا “ريحانه” حتت عيله متملش عين أى راجل’مفكيش حاجه تـشده ليكِ’أنتِ بـالنسباله حتت بت بيتسلي بيها و بعد ما الشهرين يعدوه هـيرميكِ فى اقربها خرابه و يشوفله واحده حلوه زيه تروق عليه’عارفه ليه عشان جوزك شكله خبره و الراجل الخبر لازمله واحده تظبطه و دلعهُ مش حتت عيله مفهاش ريحة الأنوثى’

نفذت عبارات التقليل منها فكانت ذادت تاثير من نوعاً خاص على الأخرى التى أستقبلت الكلمات بئدراك نابغ’بـقولاً أحتوى على وقارً فريداً:

أنا عارفه كويس أن “جواد” خبره و عرف بنات كتير’بس أنا بالنسباله حاجه نادره بيعاملنى معامله خاصه مش عشان أنا مفيش ريحة الأنوثى’لاء عشان شايفنى حاجه غاليه مش زي باقى البنات اللى زيك’! اما بقى كلامك فانا هاخد بيه و هتغير للأحسن عشان أملى عين جوزى معا انى متاكده أنه مبيشفش غيري’و موضوع الطلاق مش هيحصل عارفه ليه عشان أنا و “جواد” بقينا روح واحده محدش فينا يقدر يبعد عن التانى’اما أنتِ فخليكِ بقا هنا تستهلى كل اللى يجرالك عشان أنتِ واحده حقوده و مفتريه’؟

غلت الدماء بـعروق الأخرى فباحت بأغلى ورقه لديها:

براڤو عليكِ شكل “جواد” علمك حاجات كتير أوى و بقيتى ناصحه’! طب يا ست الناصحه الطلاق هيحصل و أنتِ اللى هتبقى السبب فيه غصبن عنك’أصل مفيش اختيار لا اما تطلقى لا اما أمك تـموت’؟

تضاربة الصدمات بعقلها بشعاعً نارى من الماضى الإليم’فـثقلت خطوتها على الأرض مثل بحتها المتردده بـثقلاً ع السان:


ماما ماتت من زمان’

دا اللى أنتِ تعرفيه’بس اللى متعرفهوش أن هنيه لسه عايشه و مش كدا وبس لاء، دي كمان كانت متجوزه و مخلفه بنت ولد’و لو مش مصدقانى أدى صورتها مبشلهاش من صدرى ابداً من يوم ما صورت هالها’

أخرجت الصوره من حمالة نهدها ووضعتها أمام عين الأخرى التى تمعنت النظر بادقاً’تتامل ملامح تلك المرأه التى مازالت بذات الجمال’شعرت بأن الماضى يعود بتلك الذكريات الدافئه التى جمعتها بها فى صغارها’نـعم كانت تلك الصوره لوالدتها مما أثار جنونها’و’تسبب فى تدفق المياه من شمسيها المغمغه بـحريقاً هدما الذكريات:

ازى عايشه دأنا شوفت بابا و هو بيقتلها’

لاء يأختى أمك بسبع ترواح و مماتتش هى هربت لما فاقت’و رفعت قضية خلع على ابوكِ و كسبتها غيابى عشان تتجوز المحامى اللى ساعدها و هربها من البلد’

أنتِ عارفه الحاجات دى كلها ازى’

كل حاجه باونها يا “ريحانه’المهم دلوقتي لو عايزه أمك تـفضل بخير نـفذى اللى هقولك عليه’

هو إيه’؟

حاجه بسيطه أوى’تـهربينى من هنا و تبقى العين اللى بتراقب كل تحركات” جواد”لياسر’و مش بس كدا لاء دأنتِ بعد ما تخرجينى تطلبى من المحروس جوزك يسبنى أعيش معاكُم و كل يومين تقلبى هولى فـى فلوس اظن جوزك محفظته عمرانه و مش هيبخل عليكِ و لو بخل أيدك البيضه الحلوه دى تتمد و تجبلى اللى أنا عاوزه”


رفضت بـحزناً:

لاء بلاش “جواد” اطلبى اى حاجه تانيه بس بلاش حاجه تكون تخصه

الله دا الحب ولع فى الدره يا بنت القص’لاء أمك عايشه و عارفه فين مكانها و أدي صورتها لو عايزانى أقولك على عنوانها أعملى اللى بطلبه منك و لو بقا عملتى نفسك ناصحه و روحتى قولتى للدكر بتاعك و الله يابنت القص لهخلى ياسر يخفيها و متعرفلها طريق و الا يخفيها ليه أنا هخنقها المرادي بي أيدي الحد لما روحها تطلع’

عاتبها بـلوماً مرير:

أنتِ ليه بتعملى معايا كدا’

زمة فمها ببسمة الكراهيه التى اعتلت وجهها:

عشان بكرهك يا روحمك يلا يابت غوري مش طايقه أبص فى خلقتك جاتك الهم’

أصبحت فـى وضعاً لا تحسد عليه أمام أمراً الأختيار بينهُما يجلب التعاسه و الحزن للطرف الأخر’

ـــــــــــ📌

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اصحاب أجمعين«للتذكره🌿


مرأ اليوم و أتى المساء بـغرفة نـوم “ريحانه” التى

تـجلس على حافة فراشها بنكسراً هدما أحلامها بـرفقة خيالها’تحولت مشاعرها الدافئه إلى نوباتن من الحزن و الحرمان’

تردف مقلتيهَ بدموعاً ك الجمر تحرق وجنتها’و بـاذنيها مازلا صديد صوت زوجة أبيها يضرب مسمعها كلما تذكرتها حينما تلت عليها:

أمك عايشه و عارفه فين مكانها و أدي صورتها لو عايزانى أقولك على عنوانها أعملى اللى بطلبه منك و لو بقا عملتى نفسك ناصحه و روحتى قولتى للدكر بتاعك و الله يابنت القص لهخلى ياسر يخفيها و متعرفلها طريق و الا يخفيها ليه أنا هخنقها المرادي بي أيدي الحد لما روحها تطلع’

تلاشت الأصوات من أذنيها حينما دخلا “جواد” إلى غرفتهما بعد يوم عملاً شاق’و أغلق الباب خلفهِ و حينما إستدارهَ رئها ما يحدث لها بتلك الحاله المخذيه’فـظنَ أنهُ من تسبب بذلك الإنكسار بسبب مشاجرتهُ معها فـى الصباح’

فـتدلى إليها حتى جلسَ على عقبيه أمامها ناظراً لعسليتيها المحترقه بحمرة البكاء فـذاده أسفهِ عليها و شعرا بـالضيق مما تفوه بهِ هذا الصباح’فـتنهدا بستياء مما فعله و قاله ببحه هادئه:

أنا لما قولتلك الكلام اللى قولته الصبح كنت بقوله عشان مصلحتك’عشان أنبهك للغلط اللى عماله تعمليه’أسرار أوضة نومك مينفعش حد يعرفها يا ريحانه’مينفعش تروحى تحكى لحد عن اللى بيحصل بنا ميصحش انك تروحي و تتفقى معا بنت عمتى أنكم تبعتولى راجل عشان تشوفنى شا_ذ و الا طبيعى’الحركه دي قللتنى في نظرهم و خلتهوم يتماده في كلامهم معايا حتى مرعى بقى واقف يسالنى و يحاسبنى أكنى في محكمه’أنا نبهتك ألف مره أن أي حاجة بتحصل بنا ميصحش أنها تتقال لحد’خصوصا موضوع اتمام جوزنا و علاقتنا ع السرير دي حرمات يا ريحانه مينفعش حد يعرف عنها أي حاجة أنتِ تـعرفى أن البنت اللى تحكى عن اللى بيحصل بينها و بين جوزها ع السرير للناس بتبقي أكنها نامت_معاه قدام الناس كلها قال النبي صلى الله عليه وسلم : “إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها”


ربنا حرم أن المرأه تقول اللى بيحصل بينها هى و جوزها من متعه زي ما حرم ع الراجل بردوه أنه يحكى لحد’اللي بيحكوه اللى بيحصل ليهم مكانه أشد وحاشه مما تتخيلي فا ليه عايزه نفسك تبقي من الكارهين عند ربنا’

و في حديث تانى عن

أبي هريرة الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد على الفتاة التي قالت: إنهم ليتحدثون وإنهن ليتحدثن. تعني: إفشاء كل من الزوجين سر الآخر. فقال: “هل تدرون ما مثل ذلك؟ فقال: إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطاناً في السكة فقضى منها حاجته والناس ينظرون إليه:

عارفه يعنى ايه تشبهنا لشياطين بيمارسه الزانه قدام الناس دى حاجه أشد وساخه من أي حاجة ممكن تحصلك في حياتك’فبلاش بالله عليكِ تحكى لحد حاجه عننا تانى أحفظى سرنا عشان ربنا يحفظك و يرعاكى أنا مش هاين عليا أنك تشيلي ذنوب عشان كدا زعقتلك الصبح قبل ما أمشى’

سخاء حديثهِ و معرفتهُ بـالكثير من امور الدين جعلها تذاد حزناً و بكائاً من وراء طلب” غوايش”ذلك الطلب الذي سيكون نـقطه الكراهيه بـقلبهِ لها’

أما هـو فلم يكن يدرك سبب هذا البكاء المرير خصيصاً بعد كل ما قاله’فـحاولا التمسك بوقتاً أضافى من الهدؤ و رحب الصدر’و’أمسك بمرفقيها ثمَ طبطب علي باطن مرفقها بـقبلاتاً ك النسيم وقت الخريف’قبلاتن تشبه تفتح الزهور بـقلبها النابض بجهلاً لا تعرف معناه’اما هـو فنظرا لشمسيها الباكيه فى صمت’و’رفعا أطرفهِ اليسري و جفف تلك المياه الغنيه بـالإلإم’ثمَ رفع ساقيه قليلاً مقبلاً جبينها’ثمَ نظرا لها بـقولاً:

خلاص بقا كفياكى عياطى عينك وجعتك’

نفت برأسها فـتنهدا بزم فمهِ ببسمه أظهرة غمازتين فكيه حينما قاله بوقار مندلع بـبحة الإنجراف الأخلاقى:


واضح كدا أن بوس الكفوف و الراس مبيجوش معاكى سكه ‘تمام نجرب بوس الفروله أهو بى المره أدوق حاجه مسكر بعد اليوم المر اللي قضيتهُ:

ضيقت مقلتيهَ بـستفسار ذاده ملامحها اناقه لكن الأجابه كانت بـقبله لـورديتيها حينما حاوط وجنتيها بيدها يستولى على فمها بـتملكاً رائع’

فـسترخت بين يداه ك سترخاء القناديل بـالمياه الدافئه’و’صارت هـى و التخت قطعتاّ واحده فـأصبح ك الغطاء فـوقها ك التؤام الملتصق يـرتوي من شراب ك الورد من شفتاها’فـلم تمانع فـى أن تظل بهذا القدر من الالتصاق لوقتاً أضافى’فـبادلتهُ عناق العنق بيذراعيها ك الجام يحاصر الخيل’تـقودهِ للغوص أكثر بـكيانها’و’عندما تمكنت منهُما نيران الشوق لأتمام تلك المغامره الخاصه’أرتخت أطرافها لإزرار قـميصهِ تحررها واحده تلو الأخرى حتى تمكنت منهِ و أصبحت يدها اليسار تبحر فوق ضفاف تقسيماتهِ البارزه بـاثاره’: أصبحت أنفاسهم تتصادم ببعضها و نبضات القلوب ك السهام تـخترقهُما بـفيضان حائر من المشاعر المخزنه’

ووسط صراع من نوع الحب الفياض’تـسابقة أطرافها لـحزام بنطالهِ محاوله نـزعهُ مراراً’فـشعرا بيداها بعد محاولة كثيره منها فـبتعدا عن شفتاها بـستفسارً ذو بحه مغمغه بـالمداعبه:

هو الحزام مضايقك فى حاجه’

أرتجفت بقهقهَ مطلقه مرحها:

لاء مش مضايقنى فى حاجه خالص أنا فكرتُه مضايقك أنتَ’

تنحى عنها ناهضاً بتجاه الخزانه بقولهُ المحتوى على ذات البحه:


فقولتى تعملى معايا واجب و تفكى هولى’

جلست بقليلاً من الخجل:

أيوه’

أخرج بنطال و تيشرت من الخزانه تزمناً معا قولهُ:

لاء ما تتعبيش نفسك لما أعوذ افكه هفكه لنفسى’

أنا هدخل أخد دش ع السريع لـو حد خبط ما تفتحيش’

حاضر’

تحمحم بـغزلاً من الطراز الخاضع للأذان:

الفروله كانت طعمه أوى’كان نفسى أكل طبق الفاكهه كلهُ بس أنتِ السبب بقى بفكك للحزام رجعتينى لوعيه’

شقة البسمه الباهظه بـرحاب المشاعر فمهَ’فـغمزا لها بقولهِ المختلط برجوله منعمه بـتمنى:

اشاره أنك قبلت التوبه يارب عبدك بـتعب من الإنتظار’

تدللت برموشها لليسار هاربه من نظراتهِ القاتله لكيانها’بـطلبً:

هـو أنتَ ممكن تنام جانبى ع السرير بعد كدا’


حرك رأسهِ ببسمه مختلطه بمزيج من المشاعر المحاربه لبعضها:

معا أن الوضع هيبقى خطر بس عشانك مـوافق

ثمَ دخلا إلى الحمام’

و بـعد عدة ساعات حيث دقة الواحده بـعد منتصف الليل بين طيات الفؤاد و لذة الحرمان يولد عشقاً مخلد بـوجدان أنثى حره و رجلاً ثائر’

تلك الليله الشتويه كانت أول لليله بـفصل الشتاء الذي يجمع العشاق تحت غطأً واحد يحتويهُما بـعناقً رغماً عنهم يضخ الدفئ بكيانهما’

و’عـلى فراشهم الزهري يستلقيان بجوار بعضهُما تتغلغل العيون ببعضهما’تفصح عما يخبئ القلب بصناديقِ السوداء’

“جواد’أنا سئعانه أوى’

تعالى فـى حضنى أدفيكى’

أمرها بـبحه الترحيب المنبعث من أعماق قلبهِ’فـلم تضيع الوقت الذي سيجمعها بـجسدهِ’و قتربة منهِ تغفوا على ذراعهِ تحاوط خصرهِ بذراعها فـلم يتاخر فـى ضمها إلى صدرهِ لـيتشبع من لذة هذا القرب الضائع بين سلاسل القدر’

أول مـره أحب الشتا’

هتفت ببسمه مناظره بؤبؤهِ فتعمق النظر بها بـستفسار:

أشمعنا’؟


عشان حضنك هيبقى دفايتى’و’كل ما الجو ما هيشتى أكتر كل ما هتاخدنى في حضنك أكتر’يا خيالى’

كلمتها ك البصمه بـوتر قلبهِ الذي أضاء بؤبؤهِ بـسمة الإستحسان’متسائلاً ببحه أشد هدؤاً من لليلة الشتاء:

خيالك ليه بتقولى كدا’؟

عشان أسم جواد معناه الخيال و معنى خيالى’ حصانى

اللى هفضل جانبه و أرعاه الحد لما أعجز’

قطب جبهتهِ بتسأول:

هـو أنتِ ناويه تفضلى معايا الحد لما تعجزي’

أيوه باذن الله’هفضل معاك عشان و جودي معاك هـو اللى مخلينى عايشه

تنهدا بـستحسان لجوابها و قربها أكثر لصدرهِ:

طب يلا نامى عندى شغل مهم الصبح و لإزم أصحا بدري’

عارضتهِ بحركه رإسيه ناظره بعينيهِ متحدثه بـبسمه لم تفارق شفتاهَ:

هتنام و تسبنى’

ناقشها بـهدؤاً معاكس لشخصيتهِ:


عندي شغل مهم و الله عشان كدا لإزم أنام يا ريحانه’

داعبت أوتار قلبهِ بجملتها الصادقه:

هـتوشحنى الشويه اللى هتنام فيهم يا خيالى’

إشعلت طيات الوصال بـقبلتها لـوجنتهِ فـتلونت عينيه بنظرة الأحتياج لماء قلبها الذي يرويه’و’انحنى قليلاً إليها يـحكم بصمتهِ فوق ثغرها ليذوبا تحت غطأً ك المهد الذي جمعهُما بدفئ الشتاء:لم يكن يدرك إلى متى عليه محاربة كينوتهِ المطالبه بـالنيل منها’

كانَ يشعر بها ك اليقطينه بين يداه ناعمه ك نعومة الحرير مثل بيجامتها الحريريه البيضاء التى ترتديها’

غاصَ مثل البحار بأعماقها بـحثً عن مأوى للمساتهِ المبحره بين ضفافها التى تشبه رمال الصحراء الناعمه’

و بتلك الحظه الحاسمه بـعناق العاشقين لثغر بعضهم’ترنحت بشفاها بعيداً عنهِ قليلاً تلهث أنفاسها بيد محتضنه وجنتهِ:

“جواد”

عيونى’

أنا كنت عايزه أقولك حاجه

أوامرى ‘

هتف أثناء مداعبتهُ لخصلاتها البُنيه’فقالت:


هـو أنتَ عرفت كام بنت قبلى’

بتسألى ليه’

عاوزه أعرف كام واحد غيري كانت معاك’

هيفرق معاكِ’؟

مش عارفه بس عايزه أعرف’

تنهداَ بـرسميه:

أتنين’

بس’

أيوه’

نـهى و رحاب’!

ضيق عيناه بـستفسار:

عرفتى منين رحاب’

هتفت بـهدؤ:


مش سر عرفت من أهلك’بس هـو أنتَ كنت بتحبها’

ترنحت مشاعرهِ و ذكرياتهِ فتنهدا بـعمقاً بـحركه رأسيه معلنه عن إيجابيتهِ فـقالت من جديد بسؤالاً أشد حيره:

لو “رحاب” رجعتلك تانى هتعمل إيه هتسبنى عشانها و الا هتسبها عشانى’

سؤالها ذو حدين مغمغم بعين أمتزجت بـحزن مرهق بلمعة البكاء’فـزم فمهِ ببسمه معلنه عن الأحتفاظ بها تزمناً معا لمسهِ ليدها:

“رحاب” ماضى “جواد” اما “ريحانه” فـهى حاضر، و مستقبل “خيالها”

أنتَ بتتكلم بجد يعنى لو “رحاب” بجد رجعتلك هتختارنى و تسبها’

ضيق عيناه بـسؤلاً يحتوى على تعزيز قيمتها:

أنتِ ليه متخيله أنى شايفك قليله أو حاجه ملهاش قيمه’لإزم تعرفى أنك غاليه أوى مينفعش تتقارنى بحد”رحاب”مش احسن منك بالعكس أنتِ أغلى منها و مئامك أعلى منها أما بقى بـالنسبه لقلبِ فـهو طردها من جواه من يوم ما عين ما شافتك يابنت القص’معرفش عملتى فيا إيه سحرتينى و الا جننتينى و الا حكايتك معايا إيه’

تـحمحمت بسؤلاً أشد جرأه:

طب هو أنتَ عملت معاها حاجه يعنى قربت منها و عملت معاها اللى كنت بتعمله معايا دلوقتي’

قطب جبهتهِ ببسمه ماكره:


الباشا قصده ع القتحام الحامى دا’لاء يا باشا متقلقش محصلش’

ترنحت البسمه منها:

بجد قول و الله’

و الله محصل حاجه بنا نهائى’

ضيقت عيناها بسؤلاً أخر:

طب و “نهى” حصل بينك و بينها أقتحام؟

رفعَ حاجبهِ ببسمه أثارة غيظها:

أقتحام إيه ” نهى “إستنزفت معظم مخزونى خلال الست شهور اللى عرفتهم فيها’دى مكنيتش بيحصل معاها اقتحام ع الهادى دا’لاء، دا كان فى تدخل للقنابل و المدفعيه بصى حرب شامله كل حاجه:

تملكت الغيره منها فباحت بـتقليلاً:

على إيه يعنى هى مش حلوه أصلاً’؟

ضيق عيناه بستفزازها حينما قاله:

مش حلوه دى عندها شوية إسلحه بدغدغ حصون العدوه حاجه كدا كلاشنكوف أوى’


تصدق بالله أنك قليل الادب’

عارف’

أنا مش فاهمه أنتَ أزى كدا أنتَ بجد متربتش خالص مش فاهمه أهلك كانوا فين’

كانوا مشغولين بتربية” فارس”و “هشام”

يلا تمم جوازك منى حالاً’

ضيق عيناه بستفهام:

دلوقتى’

أيوه يلا و الا أنا مشبهش الست “نهى”

هتفَ بنفى:

لاء، متشبهيش بصراحه’؟

شرة الغيره من عسليتها بـقولاً:

نعم مشبهش ليه بقا’

أحتوى خصرها بيدهِ مقـربها إليه قليلاً ثمَ تلى عليها عبارتاً ك الدواء على جروحها:


عشان أنتِ قطعة سلاح دهب مفيش فى جاذبيتها و جمالها أنما هى قطعه فلصوه من الفضه متعش فى العقل و الا تدخل القلب’و’لو ع الأقتحام الأكيد هـيحصل بس محتاجين شوية هدنه يا سلاحى عشان لما أمسكك أعمل معاك أحله شغل’و’بعدين أنتِ أمكانياتك ع الهادى حاجه بتمزج القلب قبل العقل’فى مين “نهى” دى اللى بتقارنى نفسك بيها’

بجد يا “جواد” أنتَ شايفنى حلوه و ماليه عينك’

تنهدا بستسلام للكلمات النفاذه بحقائق مسلسله بقلبهِ:

ماليه القلب قبل العين يا “ريحانه” و مدام مليتى القلب فـعيونى مش هتشوف غيرك’

كم من الراحه أن تستمع المرأه لحلاوة الكلمات من فم زوجها من تملكها بـالحلال تحت ضياء الرب و الخلق’كم من الرضا أن تجد الإحتواء من قلب رجلها المملوك لها بمفردها’كم قلب أنثى ينبض بـالحياه عندما تشعر بدفئ الحب من قلب مازلا ينبض بها:

جبتلك حاجه هـتعجبك’

جلسَ على الفراش و أحضر من الكومود هاتفاً زهرى الون’أعطاهُ لها بـقولاً:

أشترتلك التلفون دا عشان لو أحتاجتى لحاجه تكلمينى’و’سجلتلك رقمى و عملتك وتساب’و’فى باقة نت تكفيكى لشهرين ئدام’

جلست بجوارهِ بعين متسعه بـسعاده:

دا تلفونى أنا شكراً بجد يا “جواد”


أحتضن وجنتها بيدهِ بيسمه دافئه:

مفيش شكر أنا جوزك وقت ما تحتاجى لأى حاجه قوليلى هتلقيها حضرة فى دقايق’؟

دفئة وجنتهِ بقبله مليئه بـالحب لهُ ثمَ قالت:

أنتَ أحله خيل فى الدنيا كلها’

طب تعالى بقا أعلمك تستخدميه أزى’و’جبتلك ليه كڤر عشان يحميه عشان ميتكسرش منك’

أخرج الكڤر الزهرى المطبع بـفرشات ملونه بـالحياه’فتسعت بسمتها أكثر و أقتربة أكثر منهِ تضع رأسها علي ذراعهُ تستمع لحديثهِ لتتعلم التعامُل معا هاتفهَ’

ـــــــــــ📌

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين «للتذكره🌿

اما بـاليوم التالى تمام الساعه العاشره صباحاً

بـحجرة الأجتماع بـمقر الداخليه كانَ يجلس”جواد” وسط زملائهِ و معهم الواء، منذر الذي يطلعهم على أخر الأنباء’ووسط الأنتباه الشديد أناره هاتف “جواد” برسالة وتساب’من رقم “ريحانه” فـسحبَ الهاتف بـحظر لكى لا يراه الواء’

ثمَ وضع يدهِ الممسكه بـالهاتف بين فخذيه لكى لا يراه أحداً’و’فتحَ المحادثه التى تحتوى على كلمتها”


جواد’

كتبَ سريعاً:

خير’

مش خير’أنا عاوزه أتكلم معاك’

أنا فى أجتماع مش فاضى’لما أخلص هرن عليكِ

أرسلة لهُ من فوق مخضعها:

لاء لو بطلت كلام معايا دلوقتي ممكن اتعب أنا حسه أن النوبه هتجبلى

راوضهُ القلق حيالها فارسل لها:

طب أهدى متخفيش مش هقفل’

تبسمت بـحتضان تيشرتهِ:

تعرف أنك في حضنى دلوقتي و شمه ريحة جسمك حلوه أوى يا جواد’

دبة الحراره بجسدهِ خصيصاً عندما أكملت الأرسال بجملة:

نفس الأحساس اللى حسيته أمبارح و أنتَ وخدنى طول الليل فى حضنك الدافئ و شامه ريحتك و انا حطه وشه في رقبتك ريحتك كانت حلوه قوي’عارف دى كانت أحله لليله فى حياتى’


ما ترسلهِ لهُ كان بمثابة صواريخً تضرب كيانهِ تهشهش مخزون تمالكهِ شعرا بزبزه كهربائيّة تزلز أعصابهِ الصلبه’فـكتبَ لها حينما تعالت أنفاس صدرهِ:

مش وقت الكلام دا خالص لما ارجع نبقى نتكلم’

راوضتها بسمه خافته على ثغرها و كتبت بخجلاً لمسَ جملتها:

أنتَ طلعت بتحب البيچامات الحرير’ فـ هلبسلك البيچامه الحمرا هتحبها أوى’

ضيق عينيه بـارهاق جسدى مرسلاً:

هنبقى نشوف الموضوع دا بعدين لما أرجع’

أقولك سر’

قولى’

أنا نفسى فى حضنك دلوقتي أوى ما تيجى’

نفسى بس مش هينفع’

حاول

صعب’

طب أتحجج و تعاله بجد وحشتنى و عايزك جانبى


أوى يا جواد”

بتلك الحظه دخلاَ إليهم أحد الظباط يقول بـخبراً من النوع الثقيل:

“بارون الغنيمى” عندنا فى المقر و بالأخص فى مكتب “جواد” و بيزعق و بيقول أن “جواد” خاطف “ريحانه القص” اللى تبقى مرات “ياسر” أخوه”؟

ـــــــــــــــــ

 •تابع الفصل التالي "رواية حواء بين سلاسل القدر" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent