Ads by Google X

رواية غفران هزمه العشق الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم نور زيزو

الصفحة الرئيسية

 رواية غفران هزمه العشق الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم نور زيزو

رواية
♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡
الفصل الرابع والعشـــــــرون ( 24 )
___ بعنــــوان " خديعة القلب " __

ألتف إلى الطبيبة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها من هول الصدمة التى لحقت به وهى تخبره بخيانة زوجته له منذ زوجه ونسبت له بنت ليست بنته، دمعت عينيه بسرعة البرق من فزعه وظل يحملق بالطبيبة غير مُصدقًا ما سمعه فنظر إلفى "عُمر" الذي يقف مذهولًا وهكذا "قُسم" فأشار إلى "عُمر" بهدوء قبل أن يقفد أعصابه كاملًا الآن وقال:-
_ خدها يا عُمر

سحبها "عُمر" من ذراعها لترتجف فزعًا وهى تقول بخوف مُتلعثمة:-
_ غفران أكيد فى حاجة غلط مش اللى فى بالك يا غفران والله 

لم يتمالك أعصابه أكثر وألتف إليها يصفعها بقوة حتى ارتطمت رأسها بالحائط من قوة صفعته وقال بتهديد واضح:-
_ أدعي أنها متكنش اللى فى بالى 

دفعها بقوة إلى "عُمر" فأخذها وذهب، كانت "قُسم" مصدومة فيما تسمعه وكيف يمكن أن تكن هذه الزوجة خائنة من لحظة زوجها حتى انها أنجبت طفلة من رجل أخرى ونسبتها لزوجها، دلف "غفران" بحزن شديد إلى المعمل ليجري تحليل  dna حتى يقطع الشك باليقين 
لم تتحمل "قُسم" الصدمة أكثر من ذلك والقلق يحتل قلبها خوفًا عليه من الصدمة وخوفًا منه على ما سيفعله لينتقم فقالت بتمتمة خافتة:-
_ربنا يستر 

خرج "غفران" من المعمل وسار فى طريقه فذهبت "قُسم" خلفه ولاحظت أنه يتجه نحو طريق الخروج متجاهلًا "نالا" الطفلة الصغيرة الموجودة فى المستشفي تصارع الموت، صعد إلى سيارته فركبت معه حتى قال بجدية:-
_أنزلى يا قُسم ، سيبني لوحدي 

هزت "قُسم" رأسها بالنفي رافضة تاركه وحده بهذه الحالة والحزن يفتك به ويقتل قلبه وعقله الذي لا يتخيل أنها تخونه منذ زواجهما لأكثر من 10 سنوات، تأفف بضيق شديد وأنطلق بسيارته وشريط ذكرياته يمر أمام عينيه عوضًا عن الطريق، طوال العشر سنوات كان يدللها ويلبي كل طلباتها، لطالما نصرها على والدته رغم قوتها لكن "كندا" كانت سيدة القصر وزوجة غفران الحديدي التى لا يهزمها أحد، اسمه وحده وكونها زوجته كانوا قوتها الحقيقية، دمعت عينيه وهو يتذكر محاولات الدائمة فى إسعادها وحنان مع "نالا" التى نُسبت إليه غدرًا، لم يبخل عليها بشيء ولم يعارضها بكلمة، زاد من سرعة سيارته مع دموعه التى تزداد فى جفنه أكثر وأكثر حتى تحدثت "قُسم" وقالت:-
_ غفران براحة 

سمع صوتها ليفوق من شروده وضغط على المكابح مرة واحدة بقوة مما جعلت رأسها ترتطم بالسيارة، نظرت "قُسم" إليه فرأته يترجل من السيارة مُنفعلًا وعلى وجهها بركان ناري من الغضب والكره ليفتح باب السيارة ويسحب "قُسم" من ذراعها بقوة وهو يقول:-
_ أنزلى

دُهشت "قُسم" من رد فعله وقالت:-
_ غفران أنت كويس؟

ألتف إليها بعينيه الدامعة لترى الضعف والهزيمة يحتلان وجهه، برمقته فى صمت بينما هو أنفجر كالبركان الناري فى وجهها وقال:-
_ كويس؟ .. أزاى وأنتوا كلكم زبالة وخونة، هكون كويس وأنا مبسوب ليا بنت مش بنتي، وأنا بتخان رغم كل حلو عملته ليها من يوم ما اتجوزتها، صدري عامل زى البركان

بدأت يصرخ بأنفعال أكثر وقبضته القوية تضرب صدره من الألم الذي لا يتحمل وجوده بداخل ضلوعه وقلبه المُحترق، تابع بنبرة أرعبتها أكثر:-
_ أنتوا كلكم زبالة وخسارة فيكم الرمة والحُب، أنتوا تستاهلوا اللى يدوس عليكم ويذلكم لكن اللى يقدركم ويحترمكم تكسروه لكن لا يا قُسم، لا عاش ولا كان اللى تكسر غفران الحديدي ولا تستغفله، ورب العرش لمحيها من على وجه الأرض هى وبنتها لو طلعت النتيجة سلبية، والله ما هرحم حد والكل هيدفع ثمن وجعي وقهرتي وكسرتي

أقتربت "قُسم" نحوه خطوة رغم صيغته فى الحديث كانت تشمل الجميع من ضمنهم "قُسم" لكنها قدرت وجعه ورفعت يدها إلى وجنته تلمسها بلطف وقالت بعيني دامعة وقلبها يتمزق لأجله:-
_ حقك بس .....
دفعها بقوة بعيدة عنه وقال بغلاظة:-
_ حقي أنا هجيبه حتى لو ههدت المعبد كله 

عاد إلى سيارته وحرك سيارته تاركًا خلفه "قُسم" التى صدمته منها وهو يحرك السيارة فركضت خلفه بهلع خائفة من غضبه وقالت:-
_ غفران ...غفران أستني

ظلت تركض مع السيارة حتى غلبها الأمر وسقطت أرضًا من سرعة السيارة لتصرخ بألم من سقوطها على ذراعها، سمع صرختها من نافذتها المفتوحة فنظر فى المرآة رآها تجلس على ركبيتها وتثني ذراعها تحدق بجرحه بعبوس والألم فى عينيها ويحتل وجهها، شعرت بغصات فى قلبه تمزقه وهو يراها تتألم وعقله يفتك به جنون الخيانة و"كندا" التى أخلص لها لسنوات وأحبها بروحه وعقله وقدم لها كل ما تريده كانت خائنة، أغمض عينيه عن "قُسم" بجحود ومرة أخرى هزمه العشق حين ترجل من سيارته وذهب نحوها مسكها من أكتافها وجعلها تقف فحدقت بوجهه بعبوس شديد وعينيها دامعة على وشك البكاء، أخفض نظره تجاه ذراعها المثني للأعلي ينظر بجرحها وقطرات الدماء التى خرجت منه، تحدثت "قُسم" بهدوء شديد ولهجة دافئة:-
_ غفران

ضمها إليه بمنتصف الشارع دون أن يبالي بأحد يستنشق عبيرها ويشعر بضربات قلبها العاشق إليه ويبكي وجعًا على محبوبه المجروح، كانت تدرك أن أسدها جريح الآن فرفعت يدها إلى ظهره تطوقه بحنان كأنها تطفئ نيران الوجع التي نشبت فى ضلوعه الآن، ليسحب يدها بقوة ويأخذها إلى سيارته ثم عاد إلى القصر فراقبته "فاتن" من بعيد بخوف من انفعال وعصبيته خصيصًا حين صرخ بالخادمة التى قدمت له القهوة وألقاها على الأرض فتمتمت "فاتن" بهدوء شديد قائلة:-
_ ربنا يستر 

نظرت إلى "قُسم" وسألت بقلق:-
_ هو حصل أى؟ 

ظلت "قُسم" ترمقه فى صمت وهو ينتظر الأتصال من "عُمر" يخبره بنتيجة التحليل التى تدمر 10 سنوات من عمره وكأن الهلاك سيقضي على 10 سنوات مروا فى عمره، كان يجلس على الأريكة عاقدٍ يديه فى بعضهما وظهره منحني قليلًا للأمام، الغضب يحتله ولا يحمل أى شيء حتى فنحان قهوته كان ثقيلًا عليه، مرت الخادمة من جوار "فاتن" بفنجان قهوة أخر على ما رفضه بيدي مُرتجفة من خوفه وغضبه، أقتربت مرتعشة وهى تقول:-
_ أتفضل القهوة مظبوطة 

رفع عينيه للأعلى نحو الخادمة كالرمح الذي غرس بها من حدته وقال بهمس:-
_ أنا قلتلك تعملى واحدة تانية .... أمشي غورى من وشي 

قالها بينما يدفع بيده الصنينة كاملة بعيدًا فسقطت فنجان القهوة مرة أخرى وهذه المرة حرق يد الفتاة، تركهما ودلف إلى المكتب فأندهشت "فاتن" من شدة غضبه وقالت:-
_ لا، والله حصل حاجة ولازم أفهم اى اللى حصل فى المستشفي لكل دا، ما هو مش معقول القلبة دى كليها بسبب خناقتك مع كندا، .. صحيح هى فين لتكون نالا جرالها حاجة وهو روحه فيها 

نظرت "قُسم" إلى "فاتن" وقالت بهدوء:-
_ ربنا يستر وتطلع بنته وألا روحه هتروح فيها 

صُدمت "فاتن" من حديثها وترجمت سريعًا سبب حالته وأكتشافه للماضي التى لطالما هربت "كندا" منه طيلة السنوات الماضية فتمتمت بدون وعي من الصدمة:-
_ هو عرف؟

أبتلعت بقية كلماتها بسرعة جنونية لتنظر "قُسم" نحوها سريعًا ولسوء حظها أن "قُسم" سمعت تمتمتها بكل وضوح فقالت بجدية وعينيها مُتسعة على مصراعيها:-
_ أنتِ قصدك اي؟ 

ألتفت "فاتن" لكي تغادر من أمام "قُسم" بخوف من ذلة لسانها لكن أمسكتها "قُسم" من يدها بقوة ؛لتمنعها من الرحيل وأحتدت عينيها بغلاظة وقالت بحدة:-
_ أنطقي يا فاتن، الموضوع مفيهوش سر وكله خلال دقائق هيتكشف بمجرد ما التحليل يطلع

تنهدت "فاتن" بهدوء خائفة من البركان الذي سيلتهم القصر بهذا الحديث والماضي الذي سيحول القصر لرماد كالبيت المحترق وسيهجره الحُب والدفء ويعم الوجع والقسوة، رمقت "قُسم" بخوف شديد وقالت بهدوء:-
_ والله يا قُسم هانم الموضوع كله ...

قاطعتها "قُسم" بحدة شديدة وقالت بغلاظة:-
_ الموضوع كله أنكِ دراتي عليها وشوفتي قذارتها وقبلتي تسكتي، خُنتي ثقة الراجل اللى وثق فيكِ وأمانك على حياته ولحم أكتافك من خيره عشان واحدة زبالة زيها مش كدة، شكوكه كانت فى محلها وهى بكل بجاحة كانت واقفة تناطح وترد عليا بكل بوقاحة 

_ والله أبدًا دا هى مرة وكانت غصب عنها، اللى يسامحه اللى عملها وخدرها بالعصير لكن عمرها ما كانت زى ما في خيالكِ 
قالتها "فاتن" بحزن شديد لتقول "قُسم" بغيظ ولا تصدق هذا الشيء:-
_ هههه غصب عنها وخدرها، مجريتش على جوزها غفران بيه الحديدي ليه عشان يجيب لها حقها ودي مش متجوزة أى حد، ولا هي أى حد أمال لو كانت بنت فقيرة وأهلها على باب الله وبيخافوا من كلام الناس، دى واحدة زبالة وتستاهل اللى هيحصل فيها .....

قاطع كلماتها الحادة صرخت "غفران" من الداخل وهو يقول بانفعال شديد:-
_ أدفنها حية يا عُمر

خرج من غرفة المكتب بعد كلماته لتهرع "قُسم" نحوها وهو يُسرع من خطواته كأنه يسارع الزمن حتى قطعت "قُسم" طريقه للخارج تمنعه من الخروج وقالت:-
_ أستن يا غفران

_ سيبني يا قُسم هقتلها والله لأقتلها
قالها بغضب سافر كالمجنون على وشك فقد البقية من أعصابه،  لم ترى غضبه من قبل وجسده القوي لا تقوى على منعه من الحركة لتستلم للأمر الواقع وتضمه بقوة وعينيها تبكي بحزن على حالة فتشبث بها كطفل رضيع وجهش فى البكاء لتنصرف "فاتن" وبقية الخدم من البهو  وبدأت تربت عليه بيديها بلطف وهو يبكي بقهرة  وألم تمزقه 10 سنوات مخدوعًا فى زوجته وابنته، لوهلة من الوقت خسر ابنته وزوجته وبات مُغفلًا، أدرك للتو لما كانت معه رغم علاقتهما المتوترة وقبولها بوجوده بغرفة وحده لأنه كان المُغفل الأكبر بهذه العلاقة، جلس على الأرض لتشعر "قُسم" بهزمته وسقطت معه فى حضنه لتضم رأسه إلى صدرها وهو يبكي بوجع يدمره من الداخل ....

_____________________

كانت "كندا" ترتجف فى غرفة الممرضة كم الخوف ووحدها من تعرف الحقيقة التى ستظهر الآن فى التحليل وكون "نالا" أبنة لرجل غيره سيقتلها حية بالتأكيد والتحليل لن ينكر الحقيقة التى أخفتها لعشر سنوات ، دلفت الممرضة تأخد الأدوات الطبية من الغرفة لتسرع "كندا" نحوها وتمسك فى ذراعها بهلع تقول:-
_ أرجوكِ تساعدينى؟

تنهدت الممرضة بشفقة على حالة هذه الزوجة الباكية وبكاءها كان إجابة عن التحليل قبل أن تظهر نتيجته، فقالت الممرضة بخوف:-
_ كان نفسي أساعدك بس رجالة غفران بيه محوطين المكان وأنا واحدة على قد حالي مش قد غفران بيه ولا اللى هيعمله فيا لو ساعدتك، أنا مقدرش أهربكِ من هنا

جففت "كندا" دموعها التى لوثت وجنتيها الحمراوتين من شدة البكاء والخوف ثم قالت بلطف:-
_ وأنا مش عايزاكِ تهريبني أنا مكان ما هروح هيجيبني دا غفران الحديدي زى ما أنتِ لسه قايلة، بس ممكن تديني تليفونكِ أعمل مكالمة

نظرت الممرضة إليها بحيرة فى البداية و"كندا" تمسك بذراعيها بيديها المرتجفة مما أثار عاطفة الممرضة ومدت لها الهاتف بقلق أن تكون هذه المساعدة البسيطة سبب فى غضب "غفران" بعد قليل، تركت لها الهاتف وخرجت تكمل عملها فأرسلت "كندا" رسالة صوتية إلى "عفيفي" الذي تحفظ رقمه جيدًا فى عقلها حتى لا تحتفظ بيه فى هاتفها خوفًا من "غفران"، بدأت تتحدث فى رسالتها ببكاء ونبرة مُتلعثمة وخائفة:-
_ عفيفي أنا كندا، معنديش وقت أفسرلك أى حاجة لكن غفران عرف الحقيقة وأن نالا مش بنته ومتحفظ عليا أرجوك أنا عارفة أنه مش هيسيبني غير ميتة لكن بنتي أمانة عندك يا عفيفي، نالا بنتك وأنت الوحيد اللى هتقدر تخاف عليها وتحميها فى الدنيا دى من كره غفران، أوعي تسيبهاله زى ما سبيتها زمان أرجوك، أنا بترجالك متبقاش ندل معانا للمرة التانية، غفران ناره هتأكل الكل وأنا بنتي مريضة ومحتاجة تتعالج .....

قاطع حديثها فتح الباب لتخفي الهاتف خلف ظهرها بخوف عندما رأت "عُمر" بوجهه الحاد وغلاظته، تحدث بهدوء شديد:-
_ تعالي معايا بهدوء وألا متلومنيش على اللى هيحصل فى نالا

نظرت له بخوف وقالت بترجي مُتلعثمة:-
_ هجي معاك لكن يا عُمر بلاش تأذي نالا، البنت صغيرة ومريضة ومالهاش ذنب فى كل اللى بيحصل دا ولا تفهمه 

عقد يديه أمامه بهدوء مُتشابكتين ثم قال بجدية رغم نبرته المُنخفضة لكنها ثابتة بوقاره:-
_ حضرتك أكتر حد عارف أنى عبد المأمور وبنفذ وبس، أرجوكِ أتفضلي معايا بكل هدوء ومتنسيش إنك وجه معرف فى البلد

أعطها قبعة للرأس وقناع للوجه ترتديهما ثم خروجه معًا وهى ترتجف فزعًا من القادم ويحيطها حراسة مُشددة من رجاله بعد أن تركت الهاتف على المكتب فى السر للمرضة، كانت تتدرك أن ذهابها مع رجاله لا عودة منه ومع ذلك نفذت بلا مجادلة أو مقاومة لهما، مُتمنتي أن يرحم "غفران" طفلتها لتصعد بالسيارة معهما فقال "عُمر" بجدية صارمة:-
_ مكنتش ينفع تصنعي عداوة مع غفران بيه الحديدي

تعجبت من نبرته الغليظة وتهديده لها فشعرت بغصة فى ذعرها لتنظر ووجدت الرجل قد حقنها بمخدر بالفعل فأشار "عُمر" لها على السيارة الأمامية لترى "سيلم" يحمل طفلتها الفاقدة للوعي ويصعد بها لتصرخ باسم ابنتها "نالا" لكن منعها الرجل الموجود جوارها حين وضع يده على فمها وهى تقاومه حتى فقدت وعيها تمامًا من تأثير المخدر لينطلق "عُمر" والرجال فى طريقهما ..
_____________________

فى حديقة عامة كان "عفيفي" جالسًا مع فريق عمله ينهي تصوير المشهد الأخير فى فيلمه حتى قاطعه صوت هاتفه بعد أن أستلم رسالة فتح الرسالة وسمعها ليُصدم مما سمعه فهب من مكانه واقفًا بفزع ويحاول أن يرن على الهاتف ليناديه مساعده بدهشة من مغادرته للتصوير:-
_ عفيفي 

لم يجيب لينهي التصوير بينما صعد "عفيفي" لسيارته وهو يستمع للرسالة مرة أخرى ورن على الهاتف لتجيب عليه الممرضة فقال:-
_ فين كندا؟ ممكن أكلمها

أجابته الممرضة بهدوء شديد تقول:-
_ فى رجالة أخدوها من المستشفي هى وبنتها 

جن جنونه وأغلق الهاتف وهو يحاول الأتصال بهاتفها لكنه مُغلق ليضرب المقودة بيده ولأول مرة تأكد له "كندا" أن "نالا" طفلته، لطالما كانت تكذب وتخبره أنها إجهضت الطفل الذي حملت به وأن "نالا" ابنة "غفران"، لم تقولها صريحًا إلا اليوم، ليتواعد بالأنتقام منها ومن "غفران" إذا تجرى على أذى طفلته الصغيرة، ذهب إلى المستشفي الذي أخذ عنوانها من الممرضة وهناك طلب رؤية كاميرات المراقبة وبنفوذه والمال تمكن من ذلك، شاهد "عُمر" وهو يدفعها داخل السيارة الصدمة أن "عفيفي" شعر بغصة فى قلبه من رؤيتها تتلقي هذه المعاملة القاسية، وتسارعت نبضاته خوفًا عليها فأغلق قبضته تلقائيًا من الغضب الكامن بداخله لأجلها ليأخذ رقم السيارة ونسخة من المقطع وغادر....

_________________________

خرج "عُمر" من منزل فى أرض داخل الصحراء مهجورًا وصعد بسيارته لكي ينطلق من المكان وتحدث فى الهاتف بجدية صارمة:-
_ عينيك متترفعش من عليهم 

أنهي الأتصال بجدية ثم أرسل رسالة إلى "غفران" محتواها 
(كندا ونالا خلاص) 

أتسعت عيني "قُسم" على مصراعيها بصدمة قاتلة حين  رأى الرسالة على شاشة هاتفه وأرتجفت خوفًا من معنى الرسالة فهل حقًا قتلها هى وطفلتها المريضة، صعدت إلى غرفته وولجت غاضبة من تصرفها لكن حين رأته تلاشي الغضب وحل مكانه الشفقة والحزن على حال حبيبها،  رمقته "قُسم" بعيني دامعة لا تُصدق أنها ترى هذا الرجل الذي أقسم الجميع على جبروته وقوته ضعيفًا هكذا، مكسورًا وقد هزمه القدر، أقتربت بهدوء شديد نحو أريكته ثم جلست جواره لترى دموعه الحارة بللت لحيته السوداء وعينيه حمراوتين من شدة البكاء مُنكمشٍ فى نفسه عاقدًا كفيه ببعضهما بعد أن تعرض لهذا القدر من الخيانة، لم تكتفي "كندا" بخيانته مع رجل أخر بل تجرأت على الإنجاب من غيره ونسبت الطفلة إليه، تمتمت "قُسم" بنبرة خافتة هامسة إليه:-
_ غفران

رفع عينيه ورأسه المُنحني بإنكسارٍ حاقدٍ بها، تحدثت بضعف مُشفقة على حال عقله الذي جن جنونه بسبب الصدمة وقلبه المهزوم:-
_ أنت كويس؟ حابس نفسك من الصبح هنا لوحدك، متقلقنيش عليكَ أرجوك

دُهشت حين جذبها من ذراعها بقوة نحوه حتى ألتصقت به فوضع رأسه على كتفه يدفنها بهذا العنق الدافيء وسمعت صوت بكاءه ودموعها الساخنة تبلل عنقها، قشعر جسدها من كم الضعف الذي رأته به ورفع يدها إلى ظهره تربت عليه بحنان فقالت بلطف:-
_ أنا هنا يا غفران معاك بس عندي سؤال

رفع رأسه بضعف شديد ثم قال:-
_ ياريت ميبقاش اللى فى بالى يا قُسم، ومتتدخليش فى الموضوع دا نهائيًا

_يبقي هو، كندا فين؟ ونالا عملت فيها أيه؟، أنا مقدرة وجعك وخذلانك وقد أى أنت أتغشت فيها لكن نالا طفلة عندها ١٠ سنين متعرفش حاجة فى الدنيا دى غير أنك أبوها

صرخ "غفران" بجنون وهو يقف من محله ويدفع الطاولة الزجاجية بكل قوته بعيدًا:-
_ مش بنتي

أنتفضت "قُسم" من قوة ضربته والطاولة التى أنكسرت لألاف الجزئيات على الأرض بشهقة قوية، ألتف إلى محبوبته بوجه ناري يشبه الجحيم ويقول بنار بركاني يحرقه من الداخل:-
_ ولازم يدفعوا ثمن خديعتي هى وبنتها، مفيش قوة فى الكون هترحمهم مني، كندا وبنتها أعتبريهم ماتوا يا قُسم مع أن الموت رحمة عن اللى هيشوفوا على أيدي

_هتأذي طفلة مالهاش ذنب
قالتها بذعر بعد أن وقفت أمامه ليقول بتحدِ وعينيه المُتسعة تلتهم "قُسم" :-
_ دفنها حية أرحم من أنها تعيش فى عالم هى فيه عدوة لغفران الحديدي يا قُسم

أبتلعت لعابها من قدر قسوته على طفلة بريئة كل ذنبها أنها ابنة امرأة خائنة، أقتربت منه خطوة تقول:-
_ غفران انا مش هناقشك فى كندا أو اللى تعمله فيها لكن الطفلة ذنبها أي؟

صرخ بحنون وقد جن حقًا قائلًا:-
_ ذنبها أنها شالت اسمي يا قُسم وهى مش من دمي

خرج من الغرفة كالمجنون والغضب يأكل ما تبقي من عقله وقلبه لتدمع عيني زوجته على حاله وظل تنتظر عودتها طيلة الليل ولم يعود حتى فُتح باب القصر صباحًا ودلف "عُمر" لتسرع "قُسم" إليه بخوف وقالت:-
_ غفران فين؟

_ متقلقيش عليه هو كويس وفى الشركة، فاتن لو سمحتي هتديلي بدلة لغفران بيه

صعدت "فاتن" تجهز ما طلبه فرمقته "قُسم" بقلق وكيف شخص منهار مثله ذهب للعمل فقالت بقل:-
_ كويس أزاى؟ وأزاى يروح الشركة وهو فى الحالة دى

تنحنح "عُمر" بهدوء ثم قال بثقة وجدية:-
_بالعكس وجوده فى الشركة هيخفف كتير عن وجعه لكن القاعدة فى البيت هتخلي التفكير يودي للجحيم، حضرتك بس لسه متعرفيش غفران الحديدي ويقدر يعمل اي ولا بتخطي أوجاعه أزاى ؟ لكن من عشرتي له بقول لحضرتك أنه هيبقي كويس متقلقيش، لسه متخلقش اللى يكسر غفران الحديدي، جنابه ياما شاف ومر عليه وأتخطي وعدي وإلا مكنش وصل للمرحلة اللى تخلي الكل يترعب من غضبه ويتجنب الجدال معه

_ أنت فاكر أنك كدة طمنتني، أنت قلقتني أكثر، معنى أنه يتخطي ويكمل أن الوجع متراكم جواه ودا بيزود القسوة ويخلي قلبه حجر حتى لو أقرب الناس
قالتها بخوف شديد من القادم ليبتسم بخفة على كلماتها ثم قال:-
_ من البداية وهو قلبه حجر مع كل الناس إلا كندا ودا اللى وجعه لأن حضرتك متعرفيش هو كان بيحبها أزاى ولا بيعمل عشان أي، لكن فترة أنه يشك فى خيانتها وظهور جنابك دا هيخفف عن صدمته كتير عشان كدة بقول لحضرتك متقلقيش عليه 

نزلت "فاتن" بالأغراض ليأخذها "عُمر" ويغادر القصر بعد ترك "قُسم" فى حيرة من أمرها .......

______________________ 

[[  شركة الحديدي للسيارات ]]

دلفت "ليلي" إلى مكتب "غفران" بهدوء لتراه ينفث دخان سيجارته لأول مرة مما أدهش "ليلي" وغضبه الصامت أرعبهاوجعل أطراف ترتجف، تنحنحت بهدوء ثم قالت:-
_ فى واحد برا مُصر يقابل حضرتك ضرورى

_ بعدين يا ليلي
قالها بضيق شديد مُسيطرًا على غضبه فتابعت بنبرة هادئة:-
_ أديله ميعاد امتى مع أنه رافض أى تأجيل

صرخ بوجهها بغضب سافر:-
_ أنتِ غبية ولا مبتفهميش ، هو مين اللى كلامه بيمشي فى المخروبة دى أنا ولا أى حد معدي عليكِ، قلتلك مش وقتي

أبتلعت لعابها بصدمة ألجمتها من صرخته وإهانته لها لأول مرة يفقد أعصابه هكذا فأستدار بعيني دامعة خائفة من الدخول فى جدال أخر معه ليقول بضيق:-
_ ليلي

ألتفت إليه بصمت شديد فأطفئ سيجارته بضيق متحكمًا فى غضبه حتى قال:-
_ متزعليش، أنا مضغوط النهار دا جدًا و....

قاطعه دخول "عُمر" مُندهش بفزع وقال:-
_  هو عفيفي بيعمل أى برا

أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بصدمة قاتلة وكيف تجرأ على القدوم إليه؟ ظل يرمق "عُمر" بصدمة وكأن صاعقة كهربائية ضرب صدره مع كلمة "عُمر" وقال بتعلثم غير مستوعبًا جملته:-
_ مين اللى برا؟

تنحنح "عُمر" بذعر وقال بهدوء شديد:-
_ عفيفي، أنا هتصل بالأمن يمشوا ....

قاطعه "غفران" بغضب شديد بعد أن تأكد مما سمعه فى المرة الأول وقال بغضب سافر:-
_ جاي يدور عليها، دخله

نظر "عُمر" له بصدمة من موافقته على اللقاء وهو فى قمة غضبه وناره مُلتهبة لم تخمد بعد ليكرر "غفران" كلمته وقال:-
_ خلى يدخل يا عُمر جه لقضاءه برجله......


  •تابع الفصل التالي "رواية غفران هزمه العشق" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent