رواية غرام في قلب الصعيد الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم اسماعيل موسى
مات عبد الكريم، سقط فجأه وخطف وعقل عبد التواب لا يمكنه ان يستوعب كيف يسقط انسان سليم معافى هكذا فجأه، كان يأكل مع والده منذ ساعه ويدوبك تركه يطل على الزرعه البحريه التى تحتاج الرى وعندما عاد وجده ميتآ
الموت لا يمكن توقعه ولا يكمن الهرب منه، انه قريب جدا فى كل اللحظات وليس معنى أن عقلك شغلته الحياه انه لا ينظر إليك كل صبيحة يوم؟انه يطوف باحبائنا كل ليله فامليء عينك منهم فقد لا تراهم مره اخرى الا فى صور الاستديو ومقاطع الفيديو، عبد التواب الذى كان اى خلاف مع عبد الكريم والده فى معظم قراراته وجد نفسه فجأه كبير عيله
وجد نفسه يفتقده من اول لحظه، لو كان والده حاضرا لسأله ماذا نفعل الان وكيف نتصرف !!
وكانت النساء تصرخ فى كل ناحيه وتنوح نياح حزين وعبد التواب ضائع وشارد، غسل الميت، غسله امام الجامع ونودى فى مكبر الصوت من كان له عليه دين فليخبرنا لنسدده
وصل الخبر إلى صقر عن طريق عوض العلاف، هاتف عبد التواب وطلب منه أن لا يدفن جده الا فى حضوره
لكن عبد التواب رفض، رجلك مش هتدخل البلد تانى يا صقر وملكش عندنا أرض ولا زرع
انا مش عايز أرض انا عايز احضر دفنت جدى
جدك انت إلى موته بعملتك يا صقر، هتقتل إلقتيل وتمشى فى جنازتة دا حتى يبقى حرام، سيبنا فى حالنا يا صقر وكفايه إلى حصل…
راحت سادين تبكى وتنوح، لم يكن جدها فقط بل كان والدها وصديقها والان فقدت الشخص الوحيد الذى من الممكن أن يساعدها على الرجوع إلى القريه واصلاح العلاقات التالفه
ولم يكن صقر اقل حزن منها فقد احب جده رغم الوقت القليل الذى قضاه معه
وكانت سادين لازالت مريضه تتعافى وصقر يعتنى بها ولا يتركها الا لفترات قصيره، لشراء الطعام او قضاء حاجه مهمه
ورغم انها كانت تتمشى فى الشقه إلا أن المجهود يتعبها
_البقيه فى حياتك يا سادين، انا حاولت ننزل البلد لمن والدك رفض
جدى مات يا صقر من غير ما اشوفه، انا حاسه بألم كبير
معقول مش هقدر اشوفه او اسمع صوته مره تانيه؟
_انا حاسه ان الدنيا مستكتره عليه الفرح يا صقر
والدنيا لا تستقصد احد ولا تستكثر على احد شيء وغير عابئه بذلك المخلوق المتقزم الذى يحملها خسائرة ونكساته، فأنت بالنسبه لها شخص غير مهم على الإطلاق ولا تراك
_كل حاجه هتبقى كويسه يا سادين
هتبقى كويسه ازاى بس يا صقر ؟ انا حاسه روحى هتخرج منى
وتذكر صقر يوم فقد والده وكيف كان يشعر فهمس بضعف دى حاجه خارجه عن ارادتنا يا سادين وملناش يد فيها
ربما كان عليه ان يحتضنها حتى تهداء وتستكين لكن علاقتهم كانت لازالت سطحيه حتى الآن
وكل شخص منهم ينام فى غرفه مفرده، فقد كانت زيجتهم بالنسبه لهم مجرد مهمه نبيله كل واحد منهم تحمل جزء منها
وكان يشعر بالحرج للتقرب منها فهو لا يعرف ردة فعلها
ساد سكون الشقه برمتها، سادين قاعده على الكنبه
وصقر قاعد قصادها مش عارف يعمل ايه، سادين تقدرى تمشى؟
امشى اروح فين يا صقر؟
هننزل الشارع انا مخنوق وعايز اشم هوا
لم تكن افضل فكره لكن سادين وافقت، واستغرقت وقت طويل فى تغيير ملابسها وعندما دخل صقر عليها الغرفه
كانت تعدل نقابها، الجورب فى قدمها والحذاء قريب منه
انحنت سادين وتألمت، امسك صقر بيدها
اجلسها على المقعد ثم البسها الحذاء وهمس يلا بينا
……
بقى صقر يسيب بنات الناس المهمين البشوات ورجال الأعمال
البنات إلى ذى القمر يتجوز دى؟
وكادت ليلى ان تضحك من فرط السخريه، اذا كانت مش ولابد اكيد هيطلقها بسهوله وتاخدلها قرشين ما انا عارفه ابوها كلب فلوس
وكانت علاقتها بلارا لازالت متوتره رغم ذلك سألتها انتى شفتى البنت دى عندما كنتى فى الصعيد؟
حاولت لارا ان تتذكر لا يا ماما مشفتهاش
مشفتش حد اصلا كنت قاعده فى غرفتى، طيب انا عايزاكى تروحى تشوفيها
اتصلى بصقر وروحى زوريهم، مختار بيقول ان شكلها سيء جدا وربما مشوهه
همست لارا طيب واحنا هنسيب صقر اخويا عايش بعيد عننا كده؟
صقر لازم يعتذر يا لارا قبل ما يرجع
يتعذر ليه اذا كان مش غلطان يا ماما!؟
صرخت ليلى اسكتى انتى متعرفيش حاجه ومش فاهمه
حاجه
انا عارفة صقر يا ماما وعارفه انه مش هيرجع غير لو انتى كلمتيه
هيرجع غصب عنه يا لارا صقر متعود على الاكل المريح واللبس والنوم المريح وكمان بيصرف كتير ومش هيقدر يتحمل الوضع ده
فتحت لارا فمها بأبتسامه، طيب ما صقر معاه الفيزا بتاعته ودى فيها فلوس كتير جدا
شردت ليلى للحظة صقر مستخدمش الفيزا بتاعته، انا كلمت البنك ووضحولى انه ملمسش قرش منها ومعملش اى عملية سحب
وانتى تكلمى البنك ليه يا ماما؟
علشان أوقف الفيزا طبعا واجبره يرجع لطوعى
وقفلتيها يا ماما؟
ايوه وقفتها، دى فلوسى ومش هسمحله يصرفها على اى حد
مش ممكن البنت تضحك عليه ويشتريلها حاجه غاليه
نهضت لارا، لكن دا مش تصرف حضارى يا ماما، انتى بتستخدمى طرق ملتويه، خلافك مع صقر ملوش علاقه بالماديات، صقر لازم يكون معاه فلوس يأكل ويشرب ويسكن
من غير ما يحتاج حاجه من حد
صويت ليلى عينين قاسيتين على وجه لارا
اسكتى انتى بدل ما اوقف كارتك كمان؟
فتحت لارا حقيبتها والقت بالكريدت كارد على الطاوله بغضب
خديه اهوه انا مش عايزاه
وهتصرفى من فين يا فالحه؟ الجامعة والشوبينج وادوات التجميل؟
صرخت لارا من على السلم هتصرف ياماما متشغليش بالك
وكان صقر يساعدها فى تلك الحالات فقد كانت لارا دومآ سريعة الغضب لكن صقر الان هو من يحتاج إلى المساعده
اجرت ليلى مجموعة اتصالات بعدها ابتسمت فى سخريه ورينى هتعمل ايه بقا يا صقر بيه
ولم يكد صقر يصل الشقه حتى هاتفه صديقه يخبره انه يحتاج الشقه فورا ودون تأخير لأن ظروف شديدة آلمت به
الصبح هسيب الشقه حاضر..
- يتبع الفصل التالي اضغط على (غرام في قلب الصعيد) اسم الرواية