رواية معدن فضة الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم لولي سامي
البارت ٢٥
مع إشراقة جديده للشمس قد يتمنى الجميع إشراقة جديده بحياتهم فالبعض يخطط ليومة راسما آمالا جديده قد تتحقق متفائلا بأحلام رأها في منامه.
والبعض يري أنه يوما إضافيا لألامه التي غالبا قد تعود عليها ويراها أنها أصبحت عادة متوقعا أنها ستدوم طيلة عمره وليست أمامه إلا التماشي معها .
واخر يري في اليوم الجديد ماهو الا فرصة جديدة للنيل من ثأر قد اعتبره مهمته الاولى.
قضت غالية والدة ماسة ليلها في قلق عارم بين تفكيرها فيما قاله فؤاد عن ماسة وفي نتائجة تعلم أن نتائجة وخيمة وأنها ستقضي ايام في عراك دائم مع أخيها ولكن قد حسمت قرارها عندما اختارت حياة ابنتها ومستقبلها فهي تعلم كل العلم أن أبناء أخيها ليس بهم من يصلح لابنتها فهم تربوا على جنى المال بشتى الطرق ولا يعرفون للمشاعر سبيل.
مع انبثاق اول شعاع للنهار ذهبت غالية لغرفة ماسة تحاول ايقاظها فهزتها قليلا حتى تململت ماسة بفراشها وتمطعت قليلا فجلست غالية بجوارها علي الفراش تربت علي كتفها قائلة لها/ اصحي حبيبتي كدة وفوقي علشان عايزاكي في كلام مهم .
استشعرت ماسة جدية حديث والدتها فتثائبت ماسة واغلقت فمها بكفها ثم اعتدلت بجلستها قليلا لتصبح في مستوى والدتها قائلة بتساؤل وهي تفرك في عيون ا من أثر النعاس / خير يا ماما في ايه؟
ابتلعت غالية ريقها ثم قالت/ انا كلمت عمك وخالك علي محمد.
اتسعت حدقتي ماسه وارتسمت الابتسامه على محياها والتمعت عيونها بلمعة الفرحة ثم تسائلت / ها يا ماما وقالولك ايه .
زاغت نظرات غالية قليلا تحاول ترتيب كلماتها ثم سحبت نفسا عميقا واخرجته على مهل بينما ماسة تتوق لسماع نتيجة المحادثة فقالت غالية بتروحي محاولة ايصال الفكرة لابنتها / بصي يا بنتي احنا عارفين موقف خالك من زمان وأنه كان رايدك لحد من اخواته .
قطعت ماسة حديث والدتها وقالت بانزعاج / بس انا لا يمكن اتجوز حد منهم دول ميعرفوش يعني ايه قلب ولا مشاعر كل حاجه عندهم بكام
دول طمعانين فينا مش اكتر يا ماما.
حاولت غالية تهدأة ابنتها وطمئنتها أنها تعلم ما تريد قوله فربتت علي فخذها وقالت لها / عارفه يا حبيبتي ومقدرش اغلطك وعلشان كده اتصلت بعمك فؤاد واللي بصراحة قالي حل بس مش عارفه هنفذه ازاي .
عقدت ماسة حاجبيها سائلة بفضول / حل ايه ده يا ماما وليه مش عارفه هنفذه ازاي؟
زمت غالية شفتاها ثم أطلقت زفرة عالية وبدأت تقص عليها مخطط عمها / لما بلغت خالك بموضوع محمد ثار وغضب وقال تعتبري مخطوبة لابنه وهيجي اخر الشهر يلبس دبل ويكتب الكتاب فاتصلت بعمك اللي رفض كلام خالك وقالي موافق طبعا علي مقابلة محمد وهيجي يقابله ولو لاقاه كويس وهو عجبك يبقي نكتب الكتاب على طول من غير خطوبة .
شقت الابتسامه شفاه ماسة ولمعت عيونها بالفرحة ثم هبت فجأة تحاول الوقوف فامسكتها والدتها سائلة / رايحة فين لسه مخلصناش كلامنا .
رفعت ماسة أكتافها بفرحة ثم قالت / هبلغ محمد أنه يجي يتقدملي بقي .
سحبتها الام للاسفل لتجلسها قائلة / بالبساطة ده اقعدي يا هبلة.
قضبت ماسة جبينها مندهشة من حديث والدتها لتعلق قائلة / في ايه تاني يا ماما مش عمي قال هو ده الحل الوحيد!؟
حركت الام رأسها يمينا ويسارا دليل على عدم الفائدة ثم قالت / افتكرتك هتفهميني على طول.
ثم استطردت بالحوار قائلة / هو معنى أن لازم ده يتم وبسرعة اني ارخصك وانا اللي اطلب منه أنه يستعجل في كتب الكتاب !؟
لا طبعا مينفعش ،
لازم اعززك ويحس أنه اخيرا اخدك بعد ما اتحايل علينا كمان وفي نفس الوقت منزودش عن الوقت المحدد بس المشكلة بقي نحقق المعادلة الصعبة ده ازااااااااي؟
انهدلت أكتاف ماسة للاسفل وانطفأ حماسها أمام المعادلة الصعبة التي اوضحتها لها والدتها لتنظر للوالدتها بعيون زائغة وكأنها لا تعرف حل لهذه المعضلة وتطلب منها العون.
فزمت غالية فمها ثم ربتت على فخذها لتطمئنها وقالت/ ربك هيعدلها أن شاء الله انتي بس ابقي بلغي محمد ان عمك وافق يقابله وهنبلغه بالميعاد أن شاء الله.
امأت ماسة برأسها دون أن تنبت بكلمة وعقلها في حالة تيه لا تعرف كيف تتصرف.
.....................................
صباحهم اليوم مختلف عن أي يوم فهاهو يستيقظ قبل أخيه منذ الفجر وهذا على غير العادة.
يعد خططه ويرتب أفكاره فقد قرر ان هذا اليوم هو يوم الثأر.
تعجب يزيد عندما رأي أخيه بكامل ملابسه جالسا علي الأريكة بالردهة فور ولوجه من غرفته للذهاب للمرحاض فغير اتجاهه وذهب إليه يسأله بفضول عن سبب هذا التغير قائلا / في حاجة في المحل ولا ايه؟
انتبه يزن من غفلة تفكيره والتفت لأخيه موضحا موقفه قائلا بوجه مقتضب وصوت خالي لا ينم علي شئ / لا ابدا انا بس ورايا مشوار مهم هخلصه بدري وارجعلك .
تعجب يزيد أكثر من جدية حديث يزن ومنظره ليسأله مجددا / مالك ؟ شكلك مش طبيعي !
لو في مشكلة قولي ونحلها سوا.
حاول يزن التخلص من تفكير أخيه حتى يتركه فحاول الابتسامه قليلا ثم قال/ لا ابدا مفيش مشكلة عقبال ما تحلق وتجهز انت اكون انا ظبطت شوية في العربية علشان تليق بالعريس بتاعنا .
ربت يزيد على كتفه قائلا/ عيب داحنا اخوات .
على العموم مش هضغط عليك علشان تقولي بس هستناك متتاخرش انت عارف محتاجك ازاي النهارده.
ابتسم يزن واستقام قائلا/ متقلقش هاجي على طول.
ثم خرج موليا أخيه خلفه يدعو له بصلاح الحال.
وصل يزن الي الكلية قبل ميعادهم الاصلي بنصف ساعة وظل منتظرا داخل سيارته ولكن لم يأتي احد حتى الآن وحسب جدول المحاضرات فالمفترض أنها أمامها عشر دقائق فقط على ميعاد المحاضرة الأولى.
ولكنه لم ييأس فقد قرر ان يكمل وصلة الانتظار ربما لم تحضر المحاضرة الأولى .
بعد مرور خمس دقائق لمح فتاة يعتقد أنه رآها مع غزل من قبل تسرع بخطواتها فهبط من السيارة ووقف أمامها يحاول سد الطريق ثم قال لها / انا اسف يا انسه بس حضرتك زميلة غزل؟
عرفته زميلاتها جيدا فهو ملامحه مميزة لا تنسي فقالت له وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة من أثر العدو / أيوة انا ولو بتسال عليها هي مش جاية النهارده علشان خطوبة اختها وعن اذنك علشان متأخرة جدا .
وتركته وهرولت سريعا داخل الكلية للحاق بميعاد محاضرتها الأولي.
بينما هو شعر وكأن مخططه باء بالفشل ولكن فإن غدا لناظره قريب .
فتوعد لها بالغد واستقل سيارته ذاهبا الي أخيه ليكمل معه استعداده لخطبته.
.............................................
استيقظت ميار تشعر بألم رهيب بجسدها فولجت الي المرحاض لتنعم بحمام دافئ يزيح هذة الآلام ثم ارتدت ملابسها وانطلقت الي عملها بينما حسن يغط في نوم عميق لا يشعر بها فقد اعتاد على النوم بميعاد متأخر بسبب عدم انشغاله بعمل اخر .
وصلت ميار الي المدرسة وقابلت ماسة التي شعرت أنها على غير عادتها فقد كانت صامته اغلب الوقت وذهنها منشغل دائما وهذا مغاير لطباع ماسة .
بينما ماسة ظلت تفكر بحديث والدتها وعند رؤيتها لميار كادت أن تقبل عليها وتخبرها بالمشكلة ولكنها شعرت بالحرج الشديد وكأنها تريد ان تقول لها اخبري اخيك أن يتقدم لي ويتزوجني باسرع وقت.
شعرت بالتردد حتى سألتها ميار عن حالها وسبب تغيره فحاولت التهرب قائلة/
ابدا انا بس ماما قالتلي انها موافقة تقابل محمد هي وعمي .
عقدت ميار جبينها باندهاش ثم سالتها/ وده حاجه تفرحك ولا تزعلك؟
ازداد توتر ماسة وابتلعت ريقها ثم قالت/ لا طبعا تفرحني ،انا بس اللي متوترة شوية خايفة عمي يتقل علي محمد .
ربتت ميار على يدها مطمئنة إياها وقالت/ متخافيش محمد ناصح وهيعرف ازاي يتفاهم معاه وكمان انتي تتقلي بالدهب ومتقلقيش خالص خدي وقتك كله وانا هقول لمحمد ميستعجلش ويسيبك براحتك .
_ لا
نطقت بها ماسة محاولة إنقاذ الموقف فالود ودها بأن تخبرها بضرورة تعجله ولكن لم تستطع فابتلعت ريقها وحاولت تصحيح كلمتها قائلة /
_ ااااه ....... قصدي..... لا متقولولوش حاجة ليزعل ويفتكرني مش عايزاه وبتحجج،
سبيه براحته لما نشوف هيتفق مع عمي علي ايه .
ابتسمت ميار وفرحت لشعورها بمحبة ماسة لأخيها ودعت لهم بصلاح الحال وبأن يتم جمعهم علي خير.
ثم اتجه كلا منهم لحصته لإكمال يومهم بينما أمسكت ميار هاتفها لتخبر أخيها بموافقة والدة ماسة على مقابلته ولكن عندما يحدد عمها ميعاد يناسبه.
فرح محمد كثيرا وانهى مكالمة أخته سريعا حتى يهاتف ماسة ويفرح معها بقرار والدتها.
فور صدوح رنين هاتف ماسة معلنا عن اتصال من محمد تصببت عرقا ولم تعرف بماذا تجيب عليه .
اذا استمع لصوتها سيعرف تلقائيا أنها تخفي شئ ما .
ظلت واقفة تنظر للهاتف بينما هو لم ييأس يعيد الاتصال مرارا وتكرا حتى قررت أن تجيبه وتتحجج وتحاول إنهاء المكالمة سريعا بحجة الحصة والأطفال ففتحت الخط محاولة تغير نبرة صوتها قائلة بصوت فرح متصنعة السعادة / محمد عرفت أن ماما وافقت انك تقابل عمي ؟؟
لم ينتبه محمد بنبرة صوتها بسبب فرحته بل جاراها في الحوار قائلا / أيوة اخيرا لسه عارف من ميار وقولت اتصل افرح معاكي.
حاولت تصنع الاهتمام بالأطفال فقالت / بس يا ولد عيب كدة .
ثم وجهت حديثه له معتذرة قائلة/ هكلمك تاني يا محمد علشان الولاد هيضربوا بعض باي.
قبل أن يرد عليها كانت أنهت هي المحادثة وتنفست الصعداء في انها نجحت بالخطوة الاولى وهي أبلاغه بموافقة والدتها دون التطرق لاي حوار اخر ،كما أنها أنهت الحوار دون أن يستشف من نبرتها اي شعور.
عادت ماسه من العمل لتبلغ والدتها بأنها أبلغت محمد بموافقة عمها على مقابلته دون التحدث عن كيفية الإسراع في الخطوات لتربت غالية على كتفها وتطمئنها أنها ستحاول أن تتفق مع عمها في التحدث بهذا الأمر ولكن بطريقة لا تخجلهم أمسكت غالية هاتفها لتتحدث مع فؤاد لتحديد موعد لمقابلة محمد ولكنها وجدت هاتفها يصدح معلنا عن مكالمة من تجاه أخيها قبل أن تشرع في مهاتفة فؤاد .
جحظت عينيها وتسمرت مكانها لا تعلم ماذا تفعل ،
هل تنهي المكالمة وتتحدث مع فؤاد اولا ويتخذوا قرارهم؟
ولكن ماذا لو كان يريد أن يخبرها بتقديم ميعاد الخطبة لولده فقررت أن تجيبة اولا قبل مهاتفة فؤاد حتى تعلم ماذا يريد وتخبر به فؤاد ليفكر معها كيف تتصرف .
ففتحت المكالمة لتجيبه وبعد نصف دقيقة جحظت عينيها وشهقت شهقة عالية ثم قالت /...................
........................................
استيقظ چواد في ميعاده وأمسك بهاتفه يتذكر أنها أرسلت له عدة رسائل ولكنه لا يريد حتى فتح أحدهم شعر أنه يريد الابتعاد بعد أن كان يوهم ذاته أنه يحاول التقرب .
بدأ يستعد للذهاب للمحال بينما كانت اخلاص تعد الافطار جلسا سويا على المائدة كلا منهم ينظر للآخر بصمت أكثر من تناول الطعام هي تريد السؤال عن خطيبته من باب مجاملته ولكن قلبها ولسانها لم يطاوعها وإذا تحدثت عن حاله أنه يبدو لها غير مستقر فربما كانت السبب في مشكله ما بينهم فآثرت أن تصمت عن ما تريد الإفصاح عنه.
وهو أيضا يريد التحدث معها حول شعوره تجاه هذه الخطبة ولكن خوفا منه أن تؤكد شعوره أنه هناك أمر ما غير عادي في مثل هذه الظروف وربما حاولت التحدث معها بدلا منه وقد تستقبل هايدي محاولاتها بطريقتها الفجة فحبذ أن يصمت من أن يبدأ مناقشة قد يكون متوقع اتجاهها .
ظل كلاهما صامتا وبرغم أن هدف كلا منهم إراحة الاخر ولكن شعر كلا منهم بعدم الراحة فالصمت لم يكن سبيلهم معا في يوم من الايام
فتأكد لكلا منهم أن هذا الموضوع قد يكون سببا للشفاء والبعد وليس للراحة.
فعزم كلا منهم على فعل شيء لكسر حاجز الصمت هذا والوصول لنقطة التقاء ولكن قبل الخوض في هذا يجب أن يتأكد كلا منهم من شعوره فعزم چواد من التوصل لسبب هذه التناقضات في معاملته هو وخطيبته .
اما اخلص عزمت على استمرار الدعاء له بأن يريح باله ويسهل له صالح الأمور ويبعد عنه شرها.
انتهى الافطار مؤكدا على والدته التجهز لحين العودة وتوجه چواد الي المحال فاليوم يزيد ويزن يعتمدوا عليه بسبب خطبة يزيد والذي أكد علي وجود چواد معهم فهم بدون عائلة ويعتبروه هو ووالدته عائلتهم .
دلف چواد من باب المحل ليرحب بالعمال كعادته ثم استقر بداخل مكتبه ليخرج هاتفه يحدث نضال بدون أن يطرح عليه السلام قائلا / الله يخرب بيت اللي ياخد مشورتك تاني يا اخي.
اعتدل نضال على مكتبه وتعجب من بداية المكالمة فسأل باندهاش / ليه بس يا چواد باشا ايه اللي حصل للدخله الجامدة ده.
چواد معاتبا / قعدت تقول اتجوز واخطب وهتنسي
والليلة اسودت اكتر لانا نسيت ولا فرحت ولا حاسس اني خاطب اصلا.
ضحك نضال بصوت عال وما زال عيونه تراقب شاشة المراقبة لدخول الطلاب من باب الجامعة ثم قال بمزحا/ طب ما النكد برضه مطلوب يا ابني وهو ده اللي بينسي اللي مبينساش.
تحدث چواد بجدية قليلا قائلا/ انا بتكلم بجد يا نضال انا مش بشكي من طلبات الهانم ولا أسلوبها النكدي والمستفز انا بضيف لكل اللي فات ده فتورها الغريب في المعاملة معايا وفي نفس الوقت حماسها الرهيب في إظهار مشاعر مش موجودة أصلا علي السوشيال ميديا .
يعني ممكن بكل بساطة متردتش على تليفوني والاقيها بعده تنشر بوست بكم احساسها بالحب لما خطيبها يتصل بيها ايه كم التناقض ده.
استشعرت نضال جدية مشاعر چواد واندهش من حديثه ليتسرب إليه شعور لا يريد أن يفصح عنه لصديقه ولكن چواد سبقه وقاله ليستطرد چواد حديثه قائلا/ انا حاسس انها بتحاول تضرب بيا حد تاني وتظهرله قد ايه هي سعيدة يمكن يغير ويتحرك.
زم نضال شفتيه ثم قال له/ طب انت محاولتش تتقرب أو تتكلم معاها؟
وكان بسؤاله اشغل فتيل الغضب لدى چواد ليتحدث الآخر بنبرة غاضبة/ اتزفت وحاولت وبتصدني بطريقة تغيظ والمشكلة الأكبر البجاحة في المعاملة الهانم كمان مبتعترفش أنها غلطانة.
_ طب ما تسيبها يا چواد انت لسه على البر بسيطة يعني.
نطق بها نضال محاولا حل الموضوع بطريقة سلمية برغم عدم ارتياحة لهذا الحل ولكن چواد نطق بما يجول بخاطره / ويرضيك ابقي كبري !؟
انا زي ما بقولك حاسس ان في حاجة مش مظبوطة بعد ما اخطبها وتشعلل غيري اسيبها بالبساطة ده ؟
انت ترضاها على نفسك ؟
_ بصراحة ابدا .
نطق بها نضال ثم أردف قائلا / طب بص علشان ده سمعة بنت وقبل ما نظلمها لازم نتأكد الاول
سيب الموضوع عليا وانا هجبلك ارار امها ولو عايز اتابعلك تليفونها كمان أتابعه وليلتها سودة لو طلعت زي ما توقعنا.
چواد براحة لهذا الحل / تمام تابع تليفونها ولو حصل فعلا وطلع شكه في محله يكفي اني اخسرها كل مخططها.
ثم تغير اتجاه المكالمة حول خطبة يزيد .
.................................................
ليلا استعد چواد ووالدته وتوجها لمنزل يزيد ويزن للذهاب لخطبة يزيد الذى كان متلهفا ومستعدا منذ فترة ويجلس مشتعل من الغيظ علي الاريكة منتظرا أخيه يزن الذى ظل ساعتين يبدل في ملابسه وكانه هو من سيخطب ليس أخيه .
صدح رنين هاتف يزيد بجواره ليجيب على الهاتف قائلا بنبرة غاضبة / البيه بيجهز جوة تقولش هو العريس !
ضحك چواد من الجهة المقابلة للهاتف ثم قال/ طب وقت ما تخلصوا انا تحت ولا تحبوا اسبقكم علي بيت العروسة ؟
_ لا دانتوا قاصدين تفرسوني بقى.
ما تتلم يا چواد وكفاية عليا يزن.
ضحك چواد بصوتا عال بينما أجاب يزن من داخل غرفته بصوتا عال قائلا/ الحق عليا عايز اشرفك.
اجابه يزيد بصوت عال وغاضب وكأنه يكشف مخططه / عايز تشرفني ولا بتجهز علشان لو لاقيت بنت حلوة .
ثم وجه حديثه لچواد عبر الهاتف قائلا / قولي انت كمان جبت الجاتوه ؟
اجابه چواد مطمئنا وفي ذات الوقت يذكره بالنواقص / جبت يا سيدي متقلقش بس برضو متنساش لسه هنعدي على محل الورد فخلصوا علشان منتاخرش على الناس.
زفر يزيد زفرة عالية قائلا بقلة حيلة / قول للي جوة ده انا بدأت أفقد الأمل أنه يخلص اصلا.
خرج يزن على آخر جملة قائلا / انا خلصت خلاص يا سيدي وبكرة تقول اخوك شرفك.
واعمل حسابك انا اللي هختار بوكيه الورد علشان حضرتك متعرفش ايه اللي بيعجب البنات ،يلا بينا.
وبالفعل توجه يزن ويزيد بسيارتهم وخلفهم سيارة چواد واخلاص تجاه محل الزهور يبتاعا بوكيه ورد من اختيار يزن كما ابتاع چواد علبة شيكولاه من النوع الفاخر وتوجها جميعهم الي منزل غرام التي كانت علي اعلى درجة من التوتر والقلق .
فبرغم انقضاء يومها مع اختها في البحث عن فساتين لهم بين المحلات اختارت غرام فستان بسيط جدا باللون النحاسي فهي ترى أن هذا اللون يليق جدا مع بشرتها بينما اختارت غزل اللون الوردي حتى عادوا للمنزل بعد العصر تقريبا لتبدأ كلا منهن في الاستعداد فقد رفضت غرام رفض تام الذهاب لمركز تجميل وقررت الاعتماد على ذاتها فهي دائما لا تحب التبرج الذائد برغم انها عكس اختها تماما فقد عادت غزل يبدو عليها الضيق الزائد بسبب رفض اختها الذهاب لمركز التجميل وبدات كلا منهن الاعتماد على ذاتها في التزين بينما والدتهم اهتمت بالمنزل وإعداد بعض الحلوى برغم أرسال يزن الكثير من الحلوى وبعض المعجنات من افخر المحلات منذ الصباح إلا أنها أصرت على تجهيز بعض أنواع الطعام المتميزة بها تعبيرا عن فرحتها بهذا اليوم وبرغم انشغالهن جميعا وتقريبا لم يشعرن بانقضاء الوقت إلا أن غرام كانت في حالة من التوتر والقلق العارم مع احساسها بالسعادة الغامرة لا تعرف كيف امتزج هذان الشعوران معا !
هل بسبب سرعة القرار برغم تمنيها له ام أنه أمر طبيعي من الموقف ذاته.
انتهت غرام من تزين نفسها وجلست على الفراش بغرفة غزل
التى ظلت تغير وتجرب وتبدل في زينتها ثم تزيل ما وضعته لتجرب طلة أخري واختها تجلس بالفراش خلفها تنظر لها بدون أن تراها كل ما ينتابها مزيدا من التوتر والقلق كلما اقترب الوقت .
حتى سمعا كلاهما صوت رنين جرس الباب لتهب غرام واقفة تنظر لأختها بعيون متسعة والتفتت غزل لها تنظر لها وتقول وهي تبدب بقدمها على الأرض / انا لسه مخلصتش مكياج عاجبك كدة مش كنا رحنا الكوافير .
ثم انفرج باب الغرفة لتجدا والدتهم تدلف عليهم بابتسامة واسعة وتقول / بس الله ما شاء الله عليكم قمرات الله اكبر .
ثم التفتت لغرام قائلة / مبروووك يا حبيبتي ،خليكي هنا لحد ما اندهلك.
ثم التفتت لعزل قائلة / خلصي وحصليني بسرعة عقبال ما افتحلهم الباب .
ثم انصرفت لتفتح الباب تاركة خلفها فتاة مضطربة وأخرى متذمرة.
...............................
منتظرة تفاعلكم وتعليقاتكم بجد اللايك والكومنت اللي مش بياخد منك ثانية بيفرق معايا كتير جدا 🌹🌹🌹
•تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية