رواية قلوب تائهة الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم سهام صادق
الــــفـــصـــل الـــخـــامــس والــــعـــشـــرون
لحظات وقف فيها ليصرخ في وجهه ليقول بصوت حاد : انا يا ادهم ، انا ابوك تخوني ومع مراتي
ليسير ادهم بخطوات بطيئه ،ليظل يتأمل والدهه ليقول : لو هي قدرت تخليك تصدق اني خاين ، فبجد هي نجحت وقدرت تكسر الشرخ الي بينا وتهدمه ، اما لو انت جاي تسمع مني الحقيقه ، فلسا في امل ان الشرخ يتصلح
ليقترب منه عزت قليلاا ليقول : مكنتش فاكر ان طعنة الغدر هتكون منك انت يا ادهم ، وانك تستغفلني
ليصمت ادهم قليلاا ليقول : يبقي هي فعلاا قدرت تكسر الشرخ الي بينا ، وتقريبا انت مش جاي تسمعني انت جاي ومصدق اللعبه
ليصرخ عزت بحده ليقول : وهي هتعمل كده ليه ، فاهمني هتعرض صور ليك وليهاا ليه عشان تفضح نفسهاا قدامي ، ديه اكيد الضربه الي كنت عايز تضربهالي وتشككني في اقرب حد ليا
ليضحك ادهم : اقرب حد ليك ، وبشكك فيهاا ... فعلاا مافيش امل ان اي حاجه تتصلح بينا
عزت بحده : انت الي بتهدم كل حاجه بينا يا ادهم ، من ساعة ما تجوزت البنت ديه ، وحياتنا بقيت للاسوء
ادهم ببرود : ههههه ، ضحكتني ياعزت باشا ، حياه ايه الي اتحولت للاسوء ، ومن امتا حياتنا كانت حياه ، ها قولي حياه ازاي .. كل واحد في عالم لوحده ... وكأننا اغراب عن بعض
ليتنهد عزت قليلا ليقول : انت السبب ، انت الي بعدت عني انت واخوك ، وفضلتوا تعيشوا بعيد عني
ادهم بسخريه : عايزني اعيش ازاي مع اب ، كان السبب في عذاب اقرب حد ليا ، سامع امي
عزت بصراخ : امي امي امي ، ايه هو انا مش ابوك .. وكمان امك الي بتتكلم عنهاا ديه انت اتجوزت اكتر حد برضوه اذاهاا .. وحبيتهاا ولاا انا الي لازم بس اكون غلطان
ليصمت ادهم قليلاا ليقول :مع ان موضوع مراتي مش موضوعنا دلوقتي ، بس احب افرحك .. انا ومريم هنسيب بعض عشان تقدر تستريح
ليتنهد عزت قليلاا ليقول : انت ونانسي ايه الي بينكم ، ليصمت قليلاا ليقول : انت الي قربتهاا مني عشان تقدر تاخد كل حاجه ، وافضل انا ولا حاجه وتحت رحمتك
انا مكنتش قادر اصدق ، لما سمعت منهاا ان ابني بيحاول يخدعني ..بس هي طلعت اشرف منك وأعترفتلي بكل حاجه ، ومن حقها اني اغفرلهاا
ليظل أدهم يتأمله بريبه ليقول : وصدقتهاا طبعاا ، صدقتها عشان عايز تصدق كده ...
عزت بغضب : ومصدقهاش ليه ، انت كرهك ليا بقي عميك ، اما هي عمرهااا ما تمنت غير سعادتي
ادهم بهدوء : انا مبسوط اوي ، عارف ليه عشان صدقتهاا وكدبتني ، نانسي كسبت اخر جوله بينا .. واظن ان الجولات خلاص خلصت
.................................................. ............
جلست امامه بقهقهتهاا المعتاده ، وهي تضع ساقا علي ساق ، لتظل تنفث بدخان سيجارتهاا وهي تقول : ميرسي خالص يا فهمي بجد انت ،عرفت تظبط الصور جداا ولعبت اللعبه صح
ليبتسم فهمي برغبه : انتي تؤمري يانانسي وانا عليا انفذ ، والمجله ورئيسها تحت امرك
لتنهض هي من مكانها وتقترب من احد اذنيه لتقول : ده العشم برضوه يافهمي .. وتبتعد عنه سريعاا وهي تقول : انا همشي بقي
فهمي برغبه : ايه ده هتمشي علطول كده ، ده انا حتي عاملك سهره تجنن ياحياتي في البيت عندي ، ولا انتي عايزه تكثفيني
نانسي : معلش بقي يافهمي ، الايام ديه لازم افضل في البيت ومتأخرش عشان عزت ، ممكن يشك بس اوعدك قريب اوي هنكون مع بعض
ليقترب منهاا فهمي : وانا هستني اليوم ده بفارغ الصبر
نانسي بدلع : مش اكتر مني ياحياتي
لتذهب هي تحت اعين فهمي التي تتفحصهاا ،
ليقف شادي امام مديرهه ليقول : هي مدام نانسي ، كانت هنا
فهمي بحده : وانت مالك يا استاذ انت ، يلا اتفضل علي شغلك .. وياريت تنتبه لشغلك عشان مش عجبني اليومين دول ، وغلطه بسيطه منك هتسيب المجله فورا مفهوم
نظر اليه شادي بحنق ، وهو لا يدري لماذا قد تغير معه فهمي هكذا ، وكيف لا يتغير والافعه قد دخلت هنا ايضا
.................................................. .......
لحظات من القلق قضاها ، وهو ينتظر امام غرفة العمليات ، وهو ينتظر ان يطمئن عليهاا ، ظلت الساعات تمر ولكن بدون جدوي
لتقف الهام بجورهه وهي تقول : متخافش يا ادهم ان شاء الله خير
ليخرج الطبيب بأسي ليقول : ربنا يعوض عليكم .. ليذهب ويتركهم تحت مسمع تلك الكلمه
لتتأمل الهام وجهه بحزن وهي تربط علي احد كتفيه لتقول : ربنا يعوضك عليك ياحبيبي ، لسا العمر قدامكم طويل
لينظر لها ادهم بألم ليقول : الرابط الوحيد الي كان بيربطنا ببعض ، خلاص راح ، الطفل ده هو الامل الوحيد الي كان ممكن حياتنا تستمر عشانه
لينكس برأسه ارضا : ان لله وان اليه راجعون
.................................................. ..........
وكأن لحظات قربهم ثانية .. لم تأتي لمجرد احياء الماضي فقط ، بل لصنع حاضر ومستقبل ليجمعهم معا بعد ان فرقهم الزمن في ظل ماضي قد سحق بقلوبهم
جلس امامها يتأملهاا ، ليشيح بوجهه بعيدا علي الطفلان وهم يمرحان معاا
لتتطلع صافي الي نظرة اعينه بحب لتقول : اتعودوا علي بعض اووي
ليضحك مازن : مبقاش في حد علي لسانها غير مازن ، كل ما اقولها ما انا معاكي اه يارهف .. تقولي انا مش عايزاك انت انا عايزه مازن التاني .. شكلهاا باعتني خلاص
لتبتسم صافي بحب : ومازن برضوه بقي كده ، مبيقدرش يعدي يوم لغير مايفضل يقولي انا عايز العب مع رهف
لينظر مازن الي عينيهاا ليقول : طب وانتي ياصافي ، مازن مبقاش يوحشك
لتصمت صافي قليلاا وهي تعلم ما يرمي اليه ، ولكن : مازن ده كل حياتي ، لو بعد عني ثانيه ممكن اموت
ليبتسم مازن اليها : مش قصدي مازن الصغير ، قصدي مازن الكبير ياصافي ، وبلاش تهربي بعينك بعيد عني .... ليتنهد قليلا ليقول بعد لحظات من الصمت : انتي لسا بتحبيني ياصافي
لتتطع هي الي اعينه ، وتظل تتأملهماا .. وكأنها تترك لعيناها المهمه لتقول له كل شئ .. لا يستطيع لسانهاا ان ينطق به
ليقطع هو صمتها : انا عمري ما نسيتك ياصافي !!
.................................................. ..............
لم تكن تظن انهاا قد احبته هكذا ، وكيف لا تحبه وهو كان جزء منهاا جزء من نبضهاا وجسدهاا ، وجزء منه هو ايضاا ، ظلت تتطلع الي الفراغ الذي امام اعيناها وهي تتحسس مكانه السابق ، لتذرف دموعاا قد ارهقتهاا كثيراا ، ليدخل هو عليهااا ولاول مره تراهه ضعيفاا ، حائراا هكذا
ليقف امامها بألم ليقول : الدكتور طمني عليكي ، وقال ممكن تخرجي علي بليل ان شاء الله
مريم بتعب : عايزه اطلب منك طلب واحد يا ادهم ، ممكن تنفذهولي
ليتأملها بحب ليقول : اطلبي يا مريم ، وتأكدي اني هنفذهولك
مريم بألم : انا عايزه ارجع لحياتي القديمه ، ممكن
أدهم بوجع : حاضر يامريم
مريم بهدوء : هو ينفع اخرج دلوقتي
أدهم بعتاب : لدرجادي مش طايقه وجودي جنبك
ليقول كلمته الاخيره ، ويذهب تاركا ايها بمفردهاا
لتسقط دموعهاا بغزارهه بدون ان تشعر بهاا ...
.................................................. ......
جلس امامه بأرتياب ، ليقول بصوت حاد : اه نانسي مشيت وسبتنا ، اتفضل اتكلم يا احمد
احمد : مش معقول يا خالي ، عايز تصفي كل الشراكه الي بينا ، وتنفصل عنا ، طب ليه
عزت بضيق : عشان اسيب الاستاذ يتمتع براحته ، واريحه مني .. ومادام هينفصل عن البنت ديه فمبقاش خلاص حاجه تخصه تهمني ، وكويس اوي ان الطفل الي كانت ربطانا بيه مات ..
احمد بأسي : لدرجادي ياخالي ، هان عليك ادهم
عزت : انا الي خليت ادهم يبقي اقوي مين ، بس دلوقتي خلاص لازم اعلمه الادب ....
احمد بعتاب : قبل ما همشي ياخالي احب اوريك صوره ، واحب افهمك حاجه كويس .. ليخرج احد الصور ليقول : بص الصور الي في المجله وبص علي الصور ديه وقولي....في اختلاف بينهم ، مش هتلاقي لان الصوره الحقيقه هي الي معاياا ... ديه صوري انا وندي ، للاسف نانسي عرفت تستغل الموضوع ده كويس كانت فاكره ان محدش هيقدر يكشفهاا ونسيت ان الصور كانت معايا نسخه منها وزي ما ندي ادتهالها ، كان معايا انا النسخه التانيه ،اوعي تقولي يا خالي انك نسيت ندي .... ليصمت قليلاا ليقول : بس ندي بالنسبه لنانسي ولا حاجه ...انا هسيبلك الصور وانت اتأكد بنفسك ... وتقريباا الحقيقه بقيت واضحه قدامك .. عشان تعرف انت متجوز مين كويس ...
.................................................. ...............
لحظات طويله من الصمت دامت بينهم ، لتقف تائها بأعينهاا وهي تعيد ذكرياتهاا في بيتهاا القديم ، لتظل تتذكر كل شئ ، قد مرت بيه هنا ، حتي أتي بها المطاف .. الي الحب الذي نبت في قلبها هنا ، هنا كانت تعود الي بيتها لتظل تتذكر اللحظات البسيطه التي تراهه فيهاا ، لتجلس علي فراشهاا وهي شارده في حلما ، لعنت نفسهاا انهاا تمنت يوما ان يتحقق ..
ليضع حقيبتهاا جانبا ليقول : هابعتلك حد من الخدم يفضل معاكي
مريم : ياريت يا استاذ ادهم ، تخرج من حياتي ، زي ما انا خرجت منهاا ، واظن ان الي مكنتش عايزهه من الاول خلاص راح ، والرابط الي بينا انقطع .. ومتشغلش نفسك بيا انا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عن حياتي
لينظر لهاا بألم شديد .. ويتركهاا مودعاا بقلبه قبل عيناهه .. ليلتف اليهاا قبل ان يغلق اخر باب بينهم ليقول : لو احتاجتي حاجه هفضل ديماا جنبك ومعاكي ، وهبقي اطمن عليكي من بعيد عشان مضيقكيش
لتسقط دمعه من عيناهه ، ويذهب ليتركها بين ماضي قاسي وحاضر اليم ومستقبل غامض .. لتجلس علي الارض بأنهيار وهي تبكي بين جدران بيتها القديم .. الذي عادت اليه ثانية .. لتظل وحيده فيهاا
.................................................. ............
لحظات من الصمت دامت بينهم ،وهي تسمع صوت انفاسه.. ليتنهد قليلاا ويقول : انتي معايا ياهبه
هبه بحزن : ليه هنأجل الفرح يا احمد
احمد بشرود : غصب عني صدقيني ، اوعدك اني هعملك اجمل فرح لاحلي عروسه
هبه بأبتسامه حزينه : الي تشوفوا يا احمد ، المهم اننا نفضل مع بعض
احمد بحنان : اوعي تزعلي مني ياحببتي ، صدقيني انا نفسي النهارده قبل بكره يكون بيجمعنا بيت واحد
هبه بحب : انا مش زعلانه يا احمد صدقني
احمد بدعابه : طب فكري تزعلي كده ، عارفه هعمل فيكي ايه
هبه : هتعمل ايه !
احمد بهيام : هاجي احضنك واخبيكي بين ايدياا ، ليضحك قليلاا ليقول : بس في الاخر هشدك من ودنك عشان بتزعلي مني
لتضحك هي قليلاا ، وقد نست كل شئ ، لتبقي الابتسامه علي وجهها بعد ان بدء الحزن يسيطر عليهاا ، لتتنهد قليلا لتقول : ربنا يخليك ليا !
ليغلق معهاا الهاتف ... لتظل انفاس صدرهه تتصارع وهو يمسك ذلك الخطاب القديم .. ليظل يتطلع اليه وهو يتذكر!!
بتقولي ايه يا نيره ..
نيره : صندوق ماما الله يرحمهاا افتحه ، هتلاقي في المجوهرات بتاعتهاا ، عشان تديها هديه لهبه هي كانت موصيه بكده يا احمد
احمد : يااا انتي لسا فاكره الموضوع ده ، ده انا نسيته حتي نسيت مكان الصندوق
نيره بضحك :شكل هبه نسيتك كل حاجه ، كان نفسي اجي قبل الفرح بمده عشان ابقي جنبك بس غصب عني ، ان شاء الله هنوصل انا وحازم والأولاد قبل الفرح بيومين
لينهي حديثه مع اخته ...ويظل يتذكر مكان الصندوق ، ليدخل الي غرفة والدته التي كانت دائما مغلقه ، تحمل بين جدرانها كل ذكرياتها ... ليبحث عن الصندوق .. وبعد وقتا طويلا كان يجلس علي سرير امه وهو يتفحص الصندوق ، ليظل يتتطلع بأعينه داخل الصندوق .. ليمسك بعد الاوراق والصور ... لتقع عيناهه علي خطاب قديم ...واسم المرسل .. ليظل يتفحص كل كلمه قد سطرت فيه ..
اخت زوجي الغاليه مها ، لقد اصبحت اشتاق اليكي كثيراا ، انتي والاولاد ، انتظر قدومك بفارغ الصبر بعد تلك الغربه الطويله عائده الي الوطن بسلام ...
ليلي : انا عارفه انك الوحيده الي ممكن تجاوبيني علي أسئلتي ، وتريحيني من الضياع الي بقيت عايشه فيه ، وطول حياتي مع عزت حاسه انه مخبي عني حاجه ، حتي عمي من ساعة جوازي انا وعزت وبقي مقطعنا ، مش هنكر انه حنين معايا اووي انا وولادي ، وديما بيسأل علينا ، بس النهارده اكتشفت حقيقه مش قادره اصدقها .. عبدالله فعلااا اخوي عزت .. انا مش قادره اصدق ، وفكرت كتير ان اوجه عزت بالحقيقه ديه ، بس انا واثقه انه هينكرهاا ومش هعرف حاجه وهفضل مش فاهمه حاجه ، ارجوكي يامهاا فهميني بجد .. انا عارفه انك مش زي عزت ومش ههون عليكي اني افضل مخدوعه ، اكيد انتي حاسه بيا عشان ست زي ... وعارفه قد ايه صعب تبقي عايشه حياه مخدوعه فيهاا ، انا مش قادره اصدق ازاي عبدالله اخوه عزت وهو خبي ليه علياا ، وليه بيكرهه كده وبيحاول يكرهني فيه لحد ما فعلا بقيت اكرهه بعد الي حصل .. اكيد عزت حكالك وانتي عارفه كل حاجه حصلت .....
لتترك توقيعهاا في النهايه ....ليلي
ليظل يبحث بعيناهه عن شئ اخر ، يثبت صحة تلك الكلام
ولكن بالتأكيد لا يوجد وحتي لو وجد شئ اخر ، بالتأكيد قد وقع بين ايدي خاله لتظل الحقيقه مخفية عنهم جميعاا ، فهو يعلم ان خاله وامه اخوات من الاب فقط ولكن الام مختلفه ... فأم والدته قد توفت بعد ولادة امه سريعا ، ليتزوج والدها بأم خالهاا لتتوفي هي ايضا بعد انا كان عمر خاله20 عاما
نظر الي الخطاب قليلاا ، وكأنه يبحث عن شئا بعيد جداا ، ولكن كيف ولماذا كل هذه الاسرار ....
.................................................. ................
ظلا شاردا بذهنه ، لا يشعر بشئ سواا صوت انفاسه المضطربه ، ليحرك يداهه علي وجهه بألم ، لتقترب هي منه لتقول : انت لسا زعلان مني يازيزو، زعلان من نانسي حببتك
عزت بشك : ليه ادهم ردت فعله كانت عاديه ، ليه مثرش علياعشان يثبت ان كلامك ده كدب .. ليتطلع اليها بشرود : مافيش حد بيرتكب حاجه غير لما بيفضل يحاول يثتب للي قدامه انه مظلوم ، حتي لو مكنش كده بس لازم يثور عشان يبعد الشك عنه ، بس ابني قبلني بهدوء ، وفضل ساكت
نانسي بدموع : انت مش مصدقني ياعزت ، طب انا كنت هعرفك ازاي ، انا معرفتكش غير لما ابتديت احضر الاجتماعات عشان اسجل الملاحظات ، لو كنت فضلت في العلاقات العامه ، عمرك ماكنت هتشوفني ... ادهم ده طماع وعايز كل حاجه ، بس صدقني انا حبيتك واتجوزتك عشان بحبك مش عشان الفلوس
لتتطلع اليه بأعين متفحصه لتقول : انت فعلا هتستقل عنه بشركاتك
عزت بهدوء : وانتي شاغله نفسك ليه بالموضوع ده
لتتنهد هي بضيق ، وتحادث نفسهاا لتقول : شكلي قلبت الطربيزه علياا ، وانا الي هطلع في الاخر خسرانه ...
.................................................. .............
عادت الي وحدتهاا ثانية ، عاده الي جنتها الصغيره ، جنتها التي خرجت منهاا بقلب لا يملئه سوا الحب ، لتعود بقلب ضائع قد فقدته معه ، ولكن مازال قلبها يبحث عنه ، قد مر عليهاا اسبوعاا وهي لا تراهه ، لا يطمئن عليهاا سوا من الهام ، وكأنهاا قد صدق كذبتها بأنها تريد ان يتركها في حياتها وحيده ، ولكن مازالت تحتاجه .. والان اصبحت تحتاجه بشده ، لتمسك احد صورهه ، وتظل شارده في تلك العينان ، لتسبح بداخلهما وهي تبحث عن ما احبت في خلف تلك القوه التي اصبحت تعلم تماما انهاا ساتر لضعفه ، لا احد اصبح يري ضعفه سواها ، لتتنهد بألم وهي تخبر قلبها بأن قرارها هذا هو الصائب ، حتي لا يموت ثانية
لتسمع صوت جرس بابها يدق ، لتقوم بفزع ، فمن سيأتي اليهاا ، نعم ان الوقت مازال مبكراا ولكن قد ارتابها شئ من الخوف
نهضت سريعا من علي فراشها عندما اخبرها قلبها بأنه هو ، لتسير بخطوات سريعه حتي تُهدء من شوق قلبها وحنين عيناها لرؤيته
لتتطلع الي الشخص الماثل امامها لتقول : استاذ جلال ، حضرتك عرفت عنوان بيتي ازاي ، خير!
جلال بأبتسامة عذبه : طب ممكن ادخل ، ولا هفضل واقف علي الباب كده
مريم : اسفه مقدرش ادخل حضرتك ، لاني لوحدي اعذرني
جلال بأبتسامه : وانا متفهم موقفك .. ليتطلع اليها قليلا ليقول : بأختصار ، انا عارف انك سبتي الشغل مع ادهم ، وكمان هتنفصلواا ، فبصراحه .. لينظر اليها بأرتباك : انا مش عارف اكمل كلامي دلوقتي ، ده الكارت بتاعي فيه عنوان الشركه وتليفوناتي ، هنتظرك ان شاء الله في الشركه
ليتطلع اليها قليلاا .. ويذهب بعد ان اخجله لسانه من ذلك الارتباك
.................................................. ............
كانت تحادثه بحذرا شديد ، وهي تلتف حولهاا يمينا ويسارا ، لتقول بصوت هامس : انا لازم اقبلك ياشادي ، في اسرع وقت
شادي بخبث :فين في شقتنا
نانسي : لاء ياشادي ، بلاش شقتنا عشان عزت دلوقتي بقي يشك فيا
شادي بسخريه : ما انتي الي قلبتي كل حاجه عليكي ، وافتكرتي انك نصحه ، ونسيتي ان جوزك مش حتت عيل ممكن تضحكي عليه ، زي كده تماما
نانسي : مش وقت عتاب ياشادي ، انت ايه عمرك ماهتنسي ، انا دلوقتي محتجالك اووي .. نسيت نانسي حبيبتك ياشادي
شادي بألم : للاسف لاء ...
لينتهي حديثهم ، ويغلق معها الهاتف وهو يشعر بأنه فعلا لعبتها فقط ، تستخدمها متي ارادت .. فهو من سمح لها بذلك وجعلها تستغل حبه لها
.................................................. ........
لحظات من الالم قضاهه وهو يتطلع اليه بوجه حزين علي حاله ، ليتأمل ملامح وجهه ليقول : انت ايه الي بتعملوا في نفسك ده يا ادهم ، مش شايف نفسك بقيت ازاي .. هتموت نفسك من الشغل
أدهم بتعب : انت شايف قد أيه مجموعتنا بدأت يهتز اسمها في السوق ، غير الاسهم الي ساحبهاا عزت باشا ، يعني لازم نوقف علي رجلنا من تاني
أحمد بأسي : بتزور مريم ، وبتسأل عنهاا
ادهم بألم : ألهام حولت معاهاا كتير ، تخلي معهاا واحده من الخدم ، للاسف رفضت ، حتي حسابهاا في البنك مسحبتش منه حاجه ، مبقتش عايزه مني حاجه ، الهام بتقولي عايزه تشتغل .. ليتنهد بضيق : الهانم لسا تعبانه وعايزه تشتغل
ليتطلع له أحمد بأشفاق : رغم ضعفهاا ، لساا قويه من بره
أدهم : انا السبب في ان حياتها تبقي كده ، حتي الحاجه الوحيده الي كانت رابطه بنا راحت
ليتأمله احمد بأشفاق ، ثم يغادر، ليتركه في عالم قد اجبرهه ان يظل يحارب فيه بمفردهه ..ليتذكر امر المحامي .. ليرفع هاتفه وهو يقول : عايزك تجمعلي كل المعلومات عنه مفهوم وفي اسرع وقت ..
ليتحدث بهمس : ياريت شكي يطلع صح
.................................................. .
بدء يفيق من المخدر، لينظر حوله وهو يتفحص المكان بأعينه ، ليجد زوجته واولادهه حوله ، وهم يتأملونه بأسي
ليتأملهم قليلاا .. ليخرج صوته حتي يخرجهم من هذا الصمت ليقول : انا مش حاسس برجلي ليه ، يابكر هو ايه الي حصلي ..
لينظر له أبنه بدموع : اصل !
ليدخل عليهم الطبيب : سلامتك ياحج ، انت راجل مؤمن ولازم ترضي بقضاء ربنا
ليهبط بأحد أيديه بدموع ، وهو يتحسس ذلك الفراغ ليقول : يعني بقيت عاجز في أخر أيام عمري
لتقترب منه زوجته باكيه : متعملش في نفسك كده يامنصور ، ده أمر ربك ...
ليتأمل منصور وجههم بحزن : كان لازم ربنا ياخد حق اليتيمه مني ،ربنا مبينساش حق حد
لتنظر إليه زوجته بألم : قولتلك يامنصور ، بلاش سكه الشيطان
لينظر لها منصور بألم . : يُمهل ولا يهمل ، يُمهل ولا يهمل !!
يتبع بأذن الله
********
•تابع الفصل التالي "رواية قلوب تائهة" اضغط على اسم الرواية