Ads by Google X

رواية بك احيا الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم ناهد خالد

الصفحة الرئيسية

   

  رواية بك احيا الفصل الخامس و العشرون 25 - بقلم ناهد خالد

“المقتل الثاني”

“مابين الوقعة والنجدة لحظة تكن هي الفاصلة”

ابتلع ريقه بهدوء قبل أن يلتف لها بحاجبان مقطبان وهو يهتف بجدية زائفة:

_ مين مراد؟ كان معاه؟

للتو عاد تنفسها اليها، للتو استطاعت ان تأخذ انفاسها الذاهبة، زفرت نفسها بهدوء قبل أن تجيبه:

_ لا مش حد، انا بس اتلخبطت كان قصدي اناديلك.

ابتسم لها باصطناع قبل ان يحرك رأسه بلا معنى، ويلتف ذاهبًا.

وعلى باب المطعم توقف حين استمع لصوت طارق من خلفه ينادي عليه، فالتف له بملامحه التي عاد الغضب اليها الان ليحتل كل انش بها، ابتلع “طارق” ريقه بتوتر من ملامحه التي لا توحي بالخير ابدًا، واقترب منه حتى اصبح امامه فاردف بهدوء:



_ رايح فين بس يا باشا، مش كفايه اللي حضرتك عملته امبارح، احنا مش عايزين شوشرة اكتر من كده.

ابتسام ابتسامة صفراء وهو يجيب باقتضاب:

_ لا ما هو اللي انا عملته امبارح كان قبل ما اعرف اللي هو عمله بالضبط، ده له حساب وده له حساب ث


تاني،وانت عارف ما بحبش ابيت حساب حد عندي.

حاول طارق كبح انفعاله وهو يردف بضيق خفي:

_ هتعمل له ايه تاني؟ ما انت كسرت رجله وشوهت معالم وشه، في ناقص حاجه ما عملتهاش ولا ناوي تقتله المره دي يا باشا.

جعد “مراد” ملامحه باشمئزاز وهو ينظر ل”طارق” بجانب عينيهِ مردداً باستهزاء:



_ انا بحس ان بعد كل الكلام الي بتقوله في الأول ونبرتك دي، ماينفعش بعد كده ترجع تقول يا باشا.. يعني انت اللي باشا.

تنحنح طارق بحرج مردداً:

_ العفو يا باشا اكيد ما اقصدش، بس انا خايف على سعادتك، مش حابب نعمل شوشره هنا كمان والعين تبقى علينا وخصوصًا انك مش حابب تظهر شخصيتك الحقيقيه.

_ طارق اي كلام هتقوله وفره، عشان مامنوش فايده انا قلت هيتأدب يبقى هيتأدب.

حاول “طارق” الحديث مرة أخرى، لكن نظرة واحده من “مراد” كانت كافية لتجعله يصمت تمامًا، وتركه يذهب فما باليد حيلة وكان الله في عون ذلك الوحش!

___________________

دلفت للمطعم وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة فاوقفتها خديجه وهي تسألها باستغراب:

_ مالك يا رنا؟ داخله بتبرطمي ليه؟ وشكلك متضايقه في حاجه حصلت في الطريق؟



اجابتها رنا بغيظ كان كافيًا لحرق ما حولها وهي تقول:

_ لا مش في الطريق ام 44 اللي انا ساكنه قصادها دي مش هترتاح غير لما اخنقها واخلص منها، الوليه دي ما بتتهدش كل يوم نتخانق، وكل يوم اسمعها كلام زي السم في جنابها، انها تتهد وتبعد عني ابداً وكأن جتتها نحست، خلاص بقى كيف عندها انها تتهزق مني كل يوم الصبح بتفور دم بنت ال****.

هزت خديجه رأسها بياس على مشاجره رنا وجارتها التي لا تنفك عن حشر انفها في حياه الاولى لتخبرها بمواساه:

_ معلش يا رنا، هدي نفسك شويه ووسعي خلقك، انتِ كده ممكن بجد في خناقه تعملي فيها حاجه وتجيبي لنفسك مصيبه، يا ستي اعتبري نفسك مش سامعاها وخليها تقول اللي تقوله يمكن لما تلاقيكي متجاهلاها تتهد شويه وتبعد عنك.

اجابتها رنا بضيق:

_ غصب عني انت ما بتسمعيش كلامها يا خديجه، بجد مستفزه بتقعد تخبط بالكلام وتحسسني زي ما اكون فتاة ليل عايشه معاها في العماره، حاطه نقرها من نقري، في الطلعه والنزله أي حد داخل عندي، حد طالع من عندي بتشوفني حتى لو داخله لوحدي من غير اي سبب تلقح بالكلام وانا اعصابي ما بتتحملش يا ستي.

اقتربت منها خديجه وهي تربط على ظهرها برفق:

_ معلش يا رنا معلش حاول تتحملي وتهدي نفسك، ولو عرفتي تنقلي انقلي يبقى احسن واهو تبعدي عنها.

نظرت لها بحزن حقيقي وهي تخبرها بابتسامه متألمه :


_الفكره مش في النقلان يا خديجه، والفكره مش بس في جارتي دي، اي مكان هروحه مجرد ما يعرفوا ان انا مطلقه وعايشه لوحدي هتلاقي واحد واثنين وعشره بيجيبوا في سيرتي، في الطلعه والنازله هتلاقي ده بيبص بصة مش ماتعجبنيش وده بيلقح بكلمه ماحبهاش، لو فضلت اهرب من كل مكان اروحه عشان حاجه قابلتني، يبقي مش هلاقي مكان اقعد فيه.

طالعتها “خديجه” بنظرتها الحزينه هي الاخرى وهي تسألها بتعجب مستنكره:

_ للدرجادي ؟!

تنهدت “رنا” بثقل وهي تجيبها:

_ اه للدرجادي، ما تعرفيش انتِ نظرة المجتمع للست المطلقه، والأحسن ليكِ ماتعرفيهاش، يلا خلينا نبدأ شغلنا، هروح اغير هدومي.

تابعتها خديجه بنظراتها، وهي حقًا حزينه على حال تلك الفتاة التي ظنت عندما راتها للوهله الاولى أن حياتها خاليه من أي مشاكل قد تقابلنا كبشر، لتتبين فيما بعد انها ليست بافضل حال منها!!

________________

وهل ذهابه له بمفرده يعد جرأه ام تهور؟!

في بداية الامر يبدو وكأنه يحمل كلا الاحتمالين، ولكن الحقيقه انه جرأه لمن يدرك مقدار قوته، وتهور لمن يشك بهذا.

ولأن “مراد”يدرك جيدًا ما هو قادر على فعله، فلم يكن ذهابه للوحش كما يُلقب، تهور ليس محسوبًا بل هي جرأه محسوبه، ولتأكيد الأمر فما يحدث الان خير دليل انه لا يندرج تحت بند التهور!


لولا تلك القماشه التي حُشرت عنوه في فمه، لاستمعت الحاره باكملها لصوت صراخه الان ولكن الفضل يعود للقابع فوقه! ليس باكمله ولكن بقدمه التي يضغط بها على ظهر الاول بقوه كادت تمنعه من التنفس، ويفعل بهِ الافاعيل..!!

وبعد عن انتهى من فقره التعذيب التي اعدها للقابع ارضًا، انحنى نصف انحنائه وهو يهمس لذلك الذي يتلوى المًا، بملامح قاسيه تدب الذعر في قلب كل من يراها:

_امبارح انا كسرتلك رجلك وعملت الصح في وشك، ما كنتش اعرف لسه اللي انت عملته معاها، اللي حصل لك بقى دلوقتي حسابك على كل اللي انت عملته امبارح، وصدقني لو بس لمحت ضلها وما ممشيتش من الشارع التاني، المره الجايه هاخد روحك وانا ما بهددش انا بعمل.. ونصيحه أخيرة مني، بلاش تتعامل معايا، انتَ ما تعرفنيش.. ويوم ما هعرفك بيا اعرف انها هتبقى آخر دقيقه في عمرك.

انها حديثه والتف خارجًا من المنزل بكل هدوء، كأنه لم يفعل شيء تاركًا خلفه جثه على قيد الحياه…!!!

_____________

اواخر يناير لعام ٢٠١٩..

اسبوعان آخران مروا….

وإن كنت تريد التعرف على ما حدث فيهما لدى ابطالنا فلنبدأ اولاً ب…

“مراد وخديجه”…


ما زالت العلاقه بينهما كما هي لم يحدث فيها تطورًا، ولكن مع مرور الأيام يزداد الشك بداخل خديجه ولا تعرف لِمَ احيانًا تتساءل عن السبب الحقيقي وراء شكها.. لكنها لا تدري تشعر وكأنه هناك شيء خفي بداخلها يهمس لها بأن الواقف امامها ليس سوى شخصًا من الماضي، شخصًا تعرفه جيدًا وتدعو الله ألا يكون هو…

وعن “مراد” فقد نجح في اخفاء ما فعله في ذلك الوحش، وحين سألته خديجه حين عاد يومها عن أين ذهب؟ اخبرها بكل هدوء وثقه انه كان لديه عمل ما تذكره فذهب ليقضيه، وقتها لم تقتنع باجابته لكنها حين لم تسمع فيما بعد شيئًا يخص ذلك الرجل ولم يتعرض لها شعرت بصدق حديثه، او ربما قررت تجاوز الامر فعل أي حال لم يحدث ما يثير شكوكها.

حدثها “باهر” منذ أيام عن أمر مكوث “فريال” معها بعدما اخبرها بما حدث في شقة الأخيره، ولأن خديجه لم تخبره بحالتها الماديه الحقيقيه التي تعيشها، ولم ترد ان يعرف شيئًا عن سوء وضعها تحيرت في قبول فريال للعيش معها، ولكنها بعد يومين شعرت بسخافة فعلها، فعلى أي حال لا يجب ان ترفض مكوث صديقتها معها، لذا تحدثت شخصيًا مع فريال ودعتها للقدوم والعيش معها، فاخبرتها الاخرى ان تعطيها يومان حتى ترتب اشياءها مره اخرى وتأتي اليها مع باهر، ومن المقرر ان تاتي فريال بعد الغد…

وعن “فريال” فلم تستطع منع نفسها من محادثه ابراهيم مره اخرى، رغم حزنها الشديد من طريقته في الحديث معها آخر مره وعدم اهتمامه بها ولامبالاته التي أوجعت قلبها، وعلى أي حال فهي كانت تعلم جيدًا انها إن لم تهاتفه فهو لن يفعل، لذا فلم تشاء ان تصنع فجوه بينهما، وللمرة التي لا تحسب لها عددًا تنازلت، وقررت هي محادثته، وكالعاده.. رده بارداً، غير مهتما، ومقتضبًا، وكأنه لا يريد تلك المحادثه وهي كالعاده تتجاهل..!!!


وعن “باهر وجاسمين” فقد ظهر الحساب الشخصي لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمام “باهر” ذات ليلة، او بمعنى أدق بحث هو عنه حتى وجده، فتصفحه ووجدها قد نشرت صوره لها من ذلك الحفل بذلك الفستان اللعين، وقد اظهر كل مفاتنها بلا استحياء، فلم يستطع منع ذاته من التعليق على تلك الصورة، ولأنه يعلم ان تعليقه لا يجب ان يراه العامه، فبعث لها على الرسائل الخاصه رساله مختصره كان مضمونها ” على فكرة الفستان وحش والصورة وحشة” وتلك الرساله جلبت مشاجره كبيره بينهما تلك الليله.. استمرت لنصف ساعة تقريبًا حتى هدأت الأمور بالأخير، وقد اقتنعت جاسمين بحديثه، وأن تلك الصوره لا تبرز جمالها بل هي بالحقيقه تقلل منها وتجعل تفاصيل جسدها الخاصة متاحة للجميع كما أخبرها، وللعجب لم تعترف له بانها اقتنعت بحديثه، ولكن بعد دقائق كانت تمسح ذلك المنشور وازالت صورتها من على الحساب الخاص بها، وهو قد ارضاه ذلك بشكل او باخر فلم يهتم كونها لم تعترف بأحقيته في الحديث، فيكفي انها قد اقتنعت واخذت خطوه تثبت له اقتناعها بحديثه، ومن ذلك اليوم وتوالت الرسائل الشخصيه بينهما بمبرر وبدون مبرر، حتى بدأ يحكي لها عن مسار يومه ومشاكل عمله، وتحكي له عن صديقاتها وروتينها اليومي وما الى ذلك… ونشأت بينهما صداقه ما زالت تحبو حبوها الأول..

________________

_ محتاجه حد يفهمني ليه معظم الوقت وانا واقفه قدام زين او لما بيحصل موقف ما بينا بحس ان شايفه مراد قدامي، انا يمكن ما اعرفش مراد وما شفتوش لما كبر ولا عارفه شخصيته بقت عامله ازاي دلوقتي، بس الغريب ان انا بشوف الطفل اللي عنده 13 سنه… بشوف نظراته.. بحس بيه، رغم ان انا اصلاً في مواقف كثير قوي انا ناسياها، يا دوب اللي فاكراه ما بيني وما بين مراد اربع، خمس مواقف هي كل اللي انا فاكراهم من طفولتي معاه، ليه بشوفه في حد تاني؟ لما ناديت باسمه يومها كان جوايا يقين ان هو ده مراد، نظرته وقتها، طريقة كلامه، قربه مني، لمسته ليا، كل ده خلاني أحس انه لا مستحيل ما يكونش هو، لما وقف قلبي وقف معاه ما كنتش متخيله لو فعلاً هو وقف عشان ناديته باسمه الحقيقي وطلع هو الشخص ده كان رد فعلي هيكون ايه.. ده انا لمجرد اني تخيلت ان ممكن يكون هو حسيت اني مش قادره اخد نفسي! انا حيرانه وتايهه مش عارفه ايه اللي بيحصل حواليا؟ ومش عارفه ليه انا بحس كده!؟ عندك تفسير يا دكتور؟!


قالتها خديجه بحيره حقيقية، وهي تنظر “لكمال” طبيبها النفسي والذي وضع عويناته جانبًا ممسدًا مقدمة انفه باصبعه قبل ان يجيبها على تساؤلاتها قائلاً:

_ اولاً حابب اقول لك إنك مانسيتيش مواقفك مع مراد، انتِ اتناسيتِ يا خديجه، عقلك قصد انه ينسى كل ذكرياتك معاه، ماعدا كام موقف كده هم اللي فضلوا في ذاكرتك ما قدرتيش تنسيهم، منهم يوم موت ساره، لو بطلتِ تحملي مراد ذنب موت اختك هتلاقي نفسك بتفتكري كل ذكرياتك معاه.

_ مش عاوزه افتكر.. مش عاوزه افتكر اي حاجه بتربطني بيه، ولو اقدر انسى الكام موقف اللي لسه فاكراهم هعمل كده.

قالتها بعداء واضح ليهز كمال راسه يائسًا وهو يخبرها بثقه:

_ عرفتِ بقى انك مش ناسيه، انتِ اجبرتِ عقلك انه ينسى عشان انت مش متقبله اي موقف يجمعك بيه، زي ما قلتي.. ده مش موضوعنا دلوقتي ولا موضوعنا المهم هو زين وحكايته الأهم انتِ لسه بتشوفي ساره؟!

اومأت برأسها بضعف وهي تخبره:

_ رغم اني بقيت باخد الادويه.

_ خديجه انا ماقلتلكيش إن الدوا هو اللي هيخليكِ ماتشوفيهاش تاني، مش الدوا لوحده هو اللي هيساعدك، الأهم هو اللي انا طلبته منك قبل كده، انك تقنعي نفسك انك مالكيش ذنب في موت ساره قدرتي تعملي ده؟

هزت راسها نافيه بارهاق واجابته:

_ للاسف لأ، حاولت.. حاولت كتير بس ماقدرتش، في صوت في دماغي دايمًا بيقطع محاولاتي دي، ويقولي ان مهما عملت مش هقدر اكفر عن ذنبي في اللي عملته، مش هقدر اريح ضميري ناحيتها.


اخبرها ” كمال” بجديه بحته:

_ خديجه انتِ عمرك ما هتقدري تسامحي نفسك، ولا هتعرفي تقنعي نفسك انك ملكيش ذنب غير لما تعملي حاجه الاول.

نظرت له بلهفه وهي تسأله:

_حاجة ايه؟

اخترقها بنظراته وهو يجيبها بثبات:

_ لازم الأول تقتنعي ان مراد ماكانش يقصد يقتل ساره وتسامحيه، لازم كل الحقد والغضب اللي جواكِ ناحيته يختفي، بل بالعكس وتحني لطفولتك مع اكثر شخص كان قريب منك.. مع صديقك الوحيد!

انتفضت واقفه وهي تلتقط حقيبتها وقالت ببرود، قبل ان تختفي من امامه:

_ اعتقد يا دكتور انك عارف كويس ان الي بتقوله مستحيل.. انا عندي اعيش عمري كله بشبح ساره ولا إني اسامح الشخص اللي دمر حياتي وحياه اختي، هنتظر بره عشان اقفل العياده.

_________________

اغلقت العياده وسارت في طريقها للعوده لمنزلها حتى وصلت اخيرًا مقررة اخذ حمامًا دافئًا ليزيل عنها تيبس عضلات جسدها من البرد اولاً، ومن افكارها التي ستهلكها ثانيًا..


فتحت باب الشقة وهي تعلم جيدًا أن شقيقها ليس موجودًا الان فحتمًا لم يعد بعد من دروسه، كادت ان تغلق الباب خلفها، ولكنها شهقت بفزع حين وجدت الباب يرتد ليفتح على مصرعيهِ وترى ذلك الوحش البشري امامها بمظهر لا يدل ابداً على ان القادم خيراً.

كان مظهره مثيرًا لكثير من التساؤلات، ملامح وجهه مشوهه فعليًا ما بين ندوب، وآثار لكدمات قديمه قليلاً، وما بين جرح غائر يأتي من أسفل أذنه لمنتصف وجنته، ولم يغفل عنها عرجه بسيطة في قدمه حين تقدم مغلقًا الباب خلفه، ومن صدمتها لم تصرخ على الحال بل صرخت بعد ان أغلق الباب وقد سمحت له في خلال تلك الثواني ان يقترب منها مكممًا فمها بكفه، ليمنع صوتها من الخروج، شد وجذب استمر لفتره ليست هينة بينهما لا تدري ما اراده وما نوى على فعله، لكنها تدري انه لم يرد خيرًا، ولم يرد حتى الحديث كالمرة الأخيره، او حتى تهديدها كما فعل، يبدو أن الأمر هذه المره اكبر وأعنف، استمعت لهمسه وهي تحاول التخلص من قبضته وهو يخبرها:

_ورحمة ابويا وامي، لاحسره عليكِ زي ما حسرني على رجلي ووشي، وهطلع على جتتك كل اللي هو عمله فيا، واضح انك غاليه قوي عند البيه لدرجة انه يعمل كل ده عشان بس خبطت راسك في الحيطه، تمام.. خلينا نشوف بقى هيعمل ايه لما….

قطع حديثه وهو يمرر نظراته القذره على جسدها لتتسع عيناها ذعرًا وهي تدرك مقصده، قلبها كاد أن يتوقف، وهو يكمل :

_الحقيقه كنت جاي اشوه وشك، او حتى اكسر عضمك زي ما عمل فيا، بس انا شايف انه في حاجات تانيه ممكن تتعمل وهتبقى احسن بكتير.. ما تقلقيش كده كده بعد اللي هعمله لا هو ولا الجن الازرق هيعرف مكاني، شكل البيه بتاعك ده واصل.. مش حته عيل شغال في مطعم زي ما هو واضح، ومش فارق معايا اعرف هو مين ولا حكايته ايه.. اللي فارق معايا اني اعرفه انا مين.. معلش بقى يا حلوه ان كنت جيتي في الرجلين بس هي الدنيا كده ناس بتخلص ذنب ناس.


لقد ادركت الان نيته وما نوى فعله، ولأن غريزتنا كإناث تكمن في الدفاع عن شرفنا لآخر نفس بنا هذا ما اكسبها قوه مضاعفه لتحاول الفكاك منه، وقد نجحت حين رفعت قدمها بغته تركله في اسفل بطنه ليتأوه بعنف مرتدًا للخلف، ولأنه كان يسد طريق خروجها من الشقه لم تستطع الوصول للباب، ولسوء حظها وقبل ان تاخذ اي خطوه كان يعتدل واقفًا مره اخرى متجهًا ناحيتها، فاجبرها على التراجع والدلوف لِمَ خلفها والذي لم يكن سوى المطبخ!

فركضت سريعًا اليهِ وقد شعرت حينها بانها وقعت في فخٍ احمقٍ صنعته بنفسها!

فان كانت قد ركضت الى أحد الغرف لاستطاعت بسهوله ان تصرخ بعلو صوتها من أحد النوافذ ليأتي الجيران لنجدتها، ولكن الآن فقد فقدت فرصتها في النجده بأحد فإن حدث ما حدث في ذلك المطبخ لن يسمعها احد من الخارج مهما حاولت، لذا وباقل من ثواني كانت تفكر في الحل دون تردد ولو للحظه…

وبالخارج ابتسم بشر حين رآها بحماقه تتجه لذلك المطبخ المغلق، ولقد اعطت له فرصه على طبق من ذهب، فاتجه لباب المطبخ بكل ثقة متاكداً من تحقيق غايته… خطوه والثانيه كان يتخطى بها باب المطبخ.. ليصرخ حين شعر بشيء حاد يخترق صدره ولم يكن هذا الشيء سوى سكينًا تحمله خديجة بيدها طعنته به في صدره بكل غل وحقد ودفاع عن ذاتها…

سقط هو ارضًا غارقًا بدمائه، وارتدت هي للخلف ناظره للسكين الذي بيدها وهو يقطر دمًا ينسال على طول زراعها…

 

  •تابع الفصل التالي "رواية بك احيا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent