Ads by Google X

رواية معدن فضة الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم لولي سامي

الصفحة الرئيسية

  رواية معدن فضة الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم لولي سامي

البارت ٢٦
جحظت عيون غالية وتمتمت بصوت مسموع قائلة / 
_ الف حمد وشكر لك يا رب.
سمعها أخيها فاروق من الناحية الأخري فسأل بلوم متعجبا /
_  بتحمدي ربنا أن ابني اتكسر يا غالية.
انتبهت غالية لما نطقت به فحاولت تصحيح موقفها فقالت /
_  لا يا حبيبي بعد الشر عليه انا بحمد ربنا انها جت على قد كدة .
زفر فاروق زفرة عالية ثم قال بصوت حزين /
_  اه صحيح الحمد لله انها جت على كدة ده كانت حادثة جامدة ولولا ستر ربنا كنا هنضطر نعمل عملية ونركب شرائح  ،بس الحمد لله الدكتور طمنا متقلقيش كلها شهرين أن شاء وهنيجي ،
انا بس قولت اتصل بيكي علشان هناخر الخطوبة شوية.
تنفست غالية الصعداء حتى شعرت أنه سمعها ثم أسرعت قائلة / 
_ وماله يا اخويا براحتكم خالص اهم حاجه صحة حازم والف حمد الله على سلامته تاني .
أنهت المحادثة وكادت أن تقفز من الفرحة فاجرت هاتفا اخر بفؤاد التي أخبرته بالأمر فقال بصوت فرح لفرحتها / 
_ الحمد لله دلوقتي تقدر نتكلم ونتفق براحتنا ولو على طلب كتب الكتاب هخليه هو اللي يطلبه ان يكون مع الخطوبة ماهو برضه مش معقول يدخل ويخرج عليكم وانتوا اتنين حريم لوحدكم ولا ايه غالية؟؟
شعرت أنها ليست بمفردها من تفكر في هذا الامر فهو طلب شائك وسيظل بتاريخ حياة ابنتها الزوجية انتبهت من غفلتها على حديث فؤاد قائلا/
_  هتفضلي لوحدك كتير يا غالية ؟؟ 
مش آن الأوان بقي تسمحيلي ابقي سندك بعد ربنا ؟؟
بكرة البنت هتروح مع عريسها وهنفضل انتي وانا لوحدنا نتعكز على بعض.
شعرت غالية بتوتر شديد برغم أنها مازالت تكن لوالد ماسة كل الحب والاشتياق ولكنها حقيقة تحتاج من تستند عليه وخاصة أمام أخيها بعد أن تفعل فعلتها الشنعاء من وجهة نظره.
فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول/ 
_ علي العموم انا بكرر طلبي يا أم ماسة ومش عايز منك رد دلوقتي ،هسيبك تفكري وتحسبيها واعرفي أن اللي فات مش زي اللي جاي .
علي العموم بلغي خطيب بنتك أن شاء هقابله الاسبوع الجاي يوم الجمعة أن شاء الله واتمنى الاقي ردك في وقتها ،
استودعكم الله.
أغلقت غالية الهاتف وهي بحالة شرود تام وعقلها مشوش .
هل فعلا السابق ليس كالتالي ؟
تعلم أنها ضعيفة أمام أخيها وأولاده وجبروتهم وأنها تحتاج لمن يقف بجوارها ويكون لها ولابنتها السند بعد الله فخالها فهو سيكون ندبه في حياتهم وحياة ابنتها تحتاج للدرع الواقي تحسبا لأي ظروف .
ولكن هل صبرت كل هذه الأيام حافظة على العهد ووفيه لزوجها لتخونه في اخر العمر .
استقامت لتقف أمام صورة حبيبها وزوجها مراد كما تفعل دائما عندما يستصعب عليها الامر فهو كان ومازال مرشدها ومنقذها ففي حياته كان يرددها للصواب وفي مماته تشعر كأنه يرشدها باحلامها .
ظلت تحدق بصورته وملامحه التي اشتاقت لها كثيرا ثم أطلقت تنهيده حارة ثم قالت/
_  وحشتني اوي يا مراد ،
وحشتني يا ابو ماسة ،
تعبت اوي يا حبيبي بعدك ،
اخويا اللي كنت بتحنيني منه اتجبر عليا وعلي بنتك اوي .
فاكر ماسة انت اللي سمتها وقولت تكون ماسة حبنا ،
حمدت ربنا كتير عليك علشان كنت اكبر نغمة في حياتي ولحد دلوقتي ذكراك بس اكبر نعمة في حياتي .
مش قادرة اعيش مع غيرك علشان مش قادرة انساك ،
بس دلني اعمل ايه يا حبيبي قصاد اخويا .
خايفة يأذي بنتي لو في يوم اشتكت بعد الجواز ومتلاقيش اللي في ظهرها ،
انا عارفه أن اخوك راجل وهيوقف في ظهرها من غير حاجة بس حقها اللي معايا من ورثي انا مش هقدر احميه من اخويا وخايفة اظلمها لو في يوم من الايام اخويا أو ولاد عملوا حاجه وانا مقدرتش اقف في وشهم .
دلني يا مراد زي ما عودتني دائما ،
دلني يا حبيبي.
استمعت على طرق علي باب غرفتها فسمحت لابنتها بالدخول فقالت لها / 
_ تعالي يا ماسة الحمد لله يا حبيبتي ربك مكملها معانا بالستر الفترة امتدت بدل شهر بقت شهرين واحتمال ثلاثه.
تسائلت ماسة باندهاش / 
_ ازاي يا ماما؟ 
ثم أكملت بسخرية قائلة / 
_ ايه خالي رجع في كلامه ولا حازم ابنه قاله مبحبهاش!؟
ضحكت غالية بصوت عال ثم سحبت ابنتها وجلسا على الفراش لتسرد لها ما حدث وعلي ميعاد مقابلة عمها لمحمد .
.............................................
بعد أن أعاد يزن الطرق مرة أخري علي جرس منزل غرام ولم يجد اجابه التفت يزن الي أخيه ناظرا له بحزن وتأثر قائلا بسخرية /
_  للاسف شكلهم غيروا رأيهم يا......
قبل أن يكمل جملته استمع لصوت قفل الباب يفتح وصوت امرأة ترحب بهم /
_  اهلا اهلا نورتونا.
التفت يزن ليرى امرآة في منتصف الاربعينيات يبدو أنها كانت تتصف بالجمال في شبابها تبتسم وترحب بهم ثم تنحت للخلف قليلا لتسمح لهم الدخول .
وبالفعل بدأوا جميعهم بالدخول وقدموا علبة الشيكولاه والهدايا الأخرى ثم أكملوا طريقهم كما أشارت لهم وجلسوا جميعهم فرحبت فاطمة ام غرام بهم لترد اخلاص عليها وتعرفها بنفسهم /
_  البيت منور باصحابة يا حبيبتي،
اعرفك بينا أنا اخلاص والدة چواد .
وربتت على قدم ابنها بجوارها ثم التفتت للجهة الأخرى تقدم يزيد قائلة / 
_ وده يزيد صاحب ابني ويعتبر ابني التاني .
ثم مالت قليلا للامام تشير ليزن قائلة/ 
_ وده بقي يزن حبيبي اخو يزيد وابني برضه .
ابتسمت فاطمة ام غرام تود أن تسأل عن والد أو والدة يزيد الحقيقين وكأن اخلاص قرأت ما تفكر به فاطمة والدة غرام لتردف قائلة/ 
_ اكيد بتسالي عن ام يزيد ويزن ! 
انا عايزة اعرفك بينا اكتر احنا سوريين وعايشين هنا من زمان وتقريبا كل قرايبنا في سوريا يعني تقدري تقولي زي المصريين كدة مقطوعين من شجرة وبالنسبة ليزيد ويزن دول زي ولادي وبرضه ملهمش حد هنا غيري انا وابني ودول اضمنم براقبتي.
بدأت فاطمة تشعر بالقلق فلم تتوقع أن يكون زوج ابنتها سوري فعبست ملامحها قليلا ليشعر بها يزيد وينظر تجاه چواد وكأنه يطلب المساعدة لينظر له جواد وقد فهم ما يشير إليه ثم بدأ بالتحدث قائلا /
_  انا شايفك قلقتي اول ما قولنا أننا سوريين.
زمت فاطمة شفتاها ثم ادعت الابتسامة قليلا وشعرت بالحرج لتجيبه قائلا/ 
_ لا ابدا يا ابني انتوا شرفتونا طبعا ،الموضوع مفاجأة مش اكتر .
ثم استأذنت قليلا لتذهب لغرفة ابنتها فدلفت الغرفة عليهم قائلة بنوع من العصبية موجهه حديثها لغزل/ 
_ انا مش قولتلك تيجي ورايا اتفضلي ورايا .
ثم التفتت لغرام سائلة إياها سؤال استنكاري/
_ انتي جبتيلي سيرة أن يزيد سوري قبل كدة في كلامنا!؟
رمشت غرام باهدابها فما كانت قلقة منه قد حدث فامأت برأسها بالرفض فلم تنطق الام كلمة غير أنها أشارت لغزل بأن تأتي خلفها مباشرة.
بينما بالصابون ظل يزن وچواد يطمئنوا يزيد حتى دلفت فاطمة مرة أخري تقدم لهم ابنتها فقالت/ 
_ نورتونا والله ،
ده بنتي غزل اخت العروسة .
استمع يزن للاسم ليرفع رأسه فيصطدم بها أنها هي بينما هي تبتسم وتبدأ بالسلام على فرد تلو الآخر حتى أصبحت أمامه فجحظت عيناها فور رؤيتها له وكأن عقلها توقف عن العمل .
نكزتها والدتها قائلة / 
_ سلمي على استاذ يزن يا غزل  وهاتي العصير .
انتبهت غزل على حديث والدتها فسلمت عليه بنظرات خائفة بينما هو كان يبتسم بشماته وكأنه قد ظفر ما يتوق إليه.
استأذنت غزل لتدلف لغرفة العروس أو بالأحرى تحاول الهروب بحجة اخبار العروس بحضورهم ثم تذهب لتحضر العصير كما آمرتها والدتها .
فور ولوجها من الصالون استأذن يزن قائلا / 
_ بعد اذنك الحمام منين ؟
تعجب كل من كان جالسا فمعروف عن يزن أنه لايدلف الي حمام غريب 
وصفت له فاطمة مكان المرحاض ليعلق يزن معتذرا / 
_ بعتذر بس حضرتك عارفة السكر وعمايله عن اذنك.
تأثرت فاطمة لحالة فهو شاب في مقتبل العمر ويتصف بالوسامة الشديدة لتجيبه بتأثر قائلة /
_  لا يا حبيبي خد راحتك ربنا يشفيك.
جحظت عيون چواد ويزيد مما استمعوا إليه من يزن لنظروا لبعضهم ويتوقعوا حدوث مصيبة جديدة .
فيغلق يزيد عينيه ويمسح على وجهه داعيا أن يمر اليوم على خير.
بينما اخلاص اقتربت من چواد هامسه له /
_  يزن عنده سكر من امتي .
ليجيبها چواد من بين أسنانه باقتضاب وبصوت خافت /
_  من النهاردة ،
اسكتي يا ماما الله يكرمك وادعي اليوم يعدي علي خير.
رحبت بهم فاطمة مرة أخري فحاول چواد أن يشتت فكرها عن يزن وأفعاله فسألها عن والد غرام فمنذ أن حضروا لم يجد رجل واحد لذلك لم يتحدث أحدهم وتركوا والدته تبدأ بالحديث مع والدة غرام لتجيبه فاطمة قائلة بتأثر / 
_ والد غرام وغزل الله يرحمه كان وحيد أسرته وانا ليا اخ واحد بس مسافر مع اسرته السعودية وبصراحة من بعد والدهم حاولت اكون لهم الام والاب ومختلطتش خوفا عليهم.
اثناء استرسال فاطمة في ذكرياتها كان يزن دلف من الممر ليجد غرفتين بجوار بعضهم استمع لصوت صادر عن غرفة منهم فتوقع أن الفتيات بهذه الغرفة ليدلف للغرفة المجاورة ووارب الباب قليلا ووقف خلفه مختبئا ينتظر اللحظة الحاسمة حتى استمع لصوت فتح باب الغرفة المجاورة وصوتها وهي تقول / 
_  متخافيش هروح اجيب العصير عقبال ما تطلعي.
وقبل أن تخطو خطوة إضافية وجدت من يسحبها لداخل غرفتها واغلق الباب خلفهم واسندها عليه وقبل أن تشهق كان قد كمم فمها بيده والصق ظهرها بالباب مقتربا هو منها فجحظت عيناها واضطربت اواسرها وارتفع صوت خفقان قلبها لا تعرف هل من أثر المفاجأة أم من اقترابه المهلك لاوسارها .
أما هو فظل ينظر داخل عيونها عن قرب وقد شعر برجفة قوية تهز قلبه وشعور ملح من الاقتراب أكثر فابتلع ريقه بصعوبه وارتفعت صوت أنفاسه وحاول ادعاء الثبات قائلا/
_  مالك اتفاجأتي ؟؟
اومأت برأسها وما زالت جاحظة عيونها .
ليحاول بعثرة مشاعرها أكثر فنظر لها من أعلاها لاسفلها قائلا/ 
_ بس جوة البيت غيييييير.
رمشت باهدابها وشعرت بالخجل الشديد فحاولت التملص منه بينما هو يدعي الثبات فقال ببحة مهلكة /
_  هشيل ايدي لو صوتي هقول انتي اللي سحبتيني لاوضتك.
امأت برأسها فازاح كفه عنها فسحبت نفسا عميقا ثم قالت بغضب متناسبة كل ما مر منذ لحظات /
_  انت ازاي تدخل أوضتي بالشكل ده؟
نظر يزن لأركان الغرفة نظرة تقيمية ورفع شفتيه السفلى عاليا وهو يسير بالغرفه قائلا / 
_ ده بقي اوضتك ؟؟ 
مش ولا بد.
ثم وصل إلي المرآه حيث تضع كل مستحضرات التجميل الخاصة بها فأمسك بالعطر الخاص بها وكاد أن يفتحه ولكنها اقتربت منه فجأة لتأخذه منه قائلة / 
_ لو سمحت متمسكش حاجتي .
رفع يده لاعلي بزجاجة العطر مختبرا طولها قائلا/ 
_ لو قادرة تاخديه اتفضلي خديه.
حاولت الارتفاع قليلا علي أطراف أصابع قدميها ولكن طوله كان فارعا فاقتربت فجأة تحاول التشبث به والقفز لاعلي ولكنها كادت أن تسقط لولا أن لحق بها واجتذبها بسرعة خاطفة من خصرها لينقذها من السقوط فجاءت يده على فتحة الفستان التي بالظهر لتشهق وتتقدم للامام لتلامس يده بجلدها الحريري لتصبح بداخل احضانه متلاصقة بصدره فاختلطت أنفاسهم معا وتسمرت نظراتهم بعيون بعضهم وتوقف الزمن لا يعي أحدا فيهم ماذا حدث أو كيف حدث .
زاد التوتر والاضطراب لديه عند تلمسه  نعومة ملمسها واقترابها المهلك له ليرتفع دقات قلبهم معا ويختلط صوت خفقانه معلنا عن ناقوس الخطر الذي بدأ يدق في عقل غزل وخاصة عند تمرير يزن لابهامه علي جلد ظهرها فاغلقت جفونها لتحاول استعادة ثباتها ولتقلل من تأثير لمساته ونظراته بها  التي شوشت عقلها وبعثرت مشاعرها العذراء ويا ليتها لم تغلق جفونها فأصبحت اهدابها بمثابة أسهم تشير لاتجاه نظراته لاسفل ، 
فإذا به يتبع الاسهم وتستقر نظراته على شفاهها فلم يشعر بحاله الا وهو منقض عليهم يقبلها  ويقتطف عذريتهم.
بعد برهه استعادت غزل ادراكها ليدب الرعب في اواسرها فحاولت التملص من احضانه وظلت تدب بقبضتها على كتفه لعله يفيق .
شعر اخيرا يزن بضرباتها الهشه ليبتعد قليلا لاهثا أنفاسه المضطربه ناظرا لعيونها بشراسه وغضب فقد قطعت اجمل لحظات حياته مدعيا روح الانتقام قائلا من بين أنفاسه المضطربه /
_  علشان ....... علشان تبقي تلعبي معايا بعد كدة .
ثم ابتعد قليلا والتفت معطيا إياها ظهره يلتقط أنفاسه ويحاول استعادة ثباته فأغلق عينيه محاولا تنظيم نفسه بينما هي تقف في حالة ذهول مما حدث كيف له أن يتجرأ لهذا الحد ظلت تهدأ من روعة أنفاسها وصوت لهثانها يصل إليه لتقول من بين أنفاسها المضطربه والعالية مدعية الحزم والغضب/ 
_ لو سمحت اطلع بره حالا.
استدار ينظر لها وهو مشتت المشاعر لا يعرف كيف ومتى  حدث  هذا ولا يعرف هل يعتذر أم يكمل ما ادعاه.
ولكن قبل أن يتخذ قراره بالرحيل نظر لها قائلا/
_  انا طالع بس يا ريت تحطي ايشارب على ظهرك  علشان اللي قاعدين بره وإلا هعتبر أن اللي حصل حالا ده عاجبك وبتقدمي دعوة تاني لتكراره.
ثم خرج مسرعا تاركا إياها بعيون جاحظة من تبجحه ووقاحته المتزايدة لتدبدب بقدمها على الأرض تحاول اخراج غضبها ثم تذكرت اختها لتضرب جبهتها وخرجت مسرعة فقد تأخرت عن اختها كثيرا.
دلفت للمطبخ تحضر صينية العصير ثم خرجت لتقديمها لتجد والدتها مازالت تسرد قصة حبها مع والدها وضعت الصينية وهي تنظر له بغضب بينما هو ينظر لها بتشفى ويغمز لها بعينه فتزداد اشتعالا وغضبا وتضغط على شفتاها.
لاحظت والدتها وقوفها فقالت لها / 
_ فيه ايه يا غزل امال فين الجاتوه؟ 
واستعجلي اختك شوية.
كانت قد نسيت أمر الحلوى نهائيا فعادت لتجلبه وتخبر اختها بالاسراع .
بينما كان يزن في غاية السعادة يشعر بنشوى كبيرة وكأنه ظفر بمكافئة غالية القيمة وما احلاها من مكافأة كما شعر أنه قد استرد حقه وأكثر عند تحسسه لجيبه فابتسم متذكرا ما فعله.
أما يزيد وچواد كانا يشعران بالجنون ينظران لبعضهم ثم ليزن  الذي كان يبتسم لهم فقط فتتزايد لديهم الشعور بالفضول لمعرفة مصائبة الجديدة.
خرجت غرام وكأن الشمس قد اشرقت فجميعهم لاحظوا يزيد وهو يستقيم واقفا ينظر بابتسامة وعيونه تلمع باتجاه ما لينظروا جميعا لنفس الاتجاه فيروا قدوم غرام وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل من أثر نظراته فتقدم هو ليقدم لها بوكية الورد الخاص بها وهو ينظر لعيونها التي سلبته لبه فقال مغازلا لها/ 
_  ايه الجمال ده بجد مقدرش على كدة.
رمشت باهدابها تخفي خجلها وابتسمت قليلا دون أن ترد بكلمة واحدة ثم تقدمت لتسلم علي اخلاص التي أزاحت يزيد قليلا قائلة/
_ روح شوية كدة يا يزيد انا عايزة العروسة القمر ده جنبي .
لينتقل يزن علي اريكة غزل ليصبح هو وهي بالاريكة بمفردهم بينما يزيد يترك مساحة لغرام بالجلوس بجوار اخلاص لتصبح هي بالمنتصف بينهم .
ظلوا فترة للتعارف حتى قطع يزيد حديثهم موجها حديثه لفاطمة قائلا /
_  انا يسعدني ويشرفني يا طنط اطلب ايد الآنسة غرام .
نظرت فاطمة لابنتها بفرحة بينما غرام نظرت للاسفل بخجل ليهمس يزن باذن من تجاوره قائلا / 
_ عقبالك.
ابتلعت غزل لعابها بصعوبة وادعت أنها لم تستمع إليه .
بينما فاطمة برغم شعورها بالراحة لهم إلا أنها قلقة بشأن تغيير الجنسية فقالت بتردد /
_ انت يا ابني بسم الله ما شاء الله متتعيبش بصراحة بس مسألة انك سوري مقلقاني حبتين يعني لو افترضنا حبيت تزور اهلك واخدت بنتي معاك اجيبك انا منين؟؟
متأخذنيش يا ابني دانا قعدت عمري كله احابي عليهم.
كاد أن ينطق يزيد لولا أن أوقفه چواد وكأنه يدافع عن قضيته التي خفق بها من قبل فقال/
_  بعد اذنك يا يزيد انا هرد.
التفتت فاطمة تنظر لچواد الذي اعتدل بتحفز وكان حواسه كلها تأهبت فهو يري نفس الموقف يتتكرر مع تغيير الاشخاص والمكان فقال بملامح عاليه حاول أن يخفيها / 
_ لو حضرتك بتفكري في الجنسية انا شايف انك تبصي للموضوع من رؤية تانية خالص ،تبصي مثلا من منطلق أن يزيد بيحب بنتك وشاريها ومستعد يعمل علشانها اي حاجه واللي بيحب بجد متخافيش منه ولو علي الضمانات حقك تكوني عايزة تضمني لبنتك عيشة كويسة مع راجل بيحبها ويصونها واعتقد ده اهم حاجه من مجرد أنه يكون نفس الجنسية أو يكون حتى من نفس المنطقة أعتقد لو حتى من نفس المنطقة وبنتك مش متصانة في بيته مش هتقدري تحوشي عنها ولا ايه؟
تحدث دفعة واحدة وكأنه في حرب يريد الفوز فيها شعر وكأنه يتحدث عن ذاته ويا ليته تحدث بهذه الجرأة يومها .
بدأت تهدأ أنفاسه ويلاحظ نظرات كل المتواجدين توجه إليه فربتت اخلاص على كتفه تحاول تهدأته فهي تعلم جيداً سر هذا التعصب .
اما يزن فقد مال على من تجاوره قائلا بصوت هامس بتباهي وفخر / 
_ چواد صاحبي جامد زيي.
ابتسمت غزل قليلا بعد تأثرها من حديث چواد. بينما فاطمة شعرت بالخجل من تفكيرها فقالت محاولة التبرير والدفاع عن وجهة نظرها / 
_ كلامك مظبوط وعلي عيني وراسي واهم حاجه فعلا يكون ابن حلال ويصون بنتي ويراعيها بما يرضي الله ،بس متأخذنيش الكلام سهل، 
اعرفكم منين علشان اطمن واتأكد من كل اللي بتقوله ده؟؟
ابتسم چواد وشعر أنه على وشك الفوز فيكفي أنه وجه تفكيرها لهذا السبيل فقال بطريقة اهدأ قليلا وهو مازال مبتسما /
_  طبعا حقك تطمني قبل اي شىء وهنا اقدر اقول اننا تقريبا اتفقنا علشان كده حضرتك تقدري تسألي علينا في مكان العمل ومكان الإقامة كمان ولو عايزة تسألي عننا في السفارة لو في مننا أي مشاكل ولا لا يعني متاح لك تطمني باي طريقة تريحك المهم اننا نريح قلوبهم ونفرح بيهم أن شاء الله.
ارتاحت فاطمة لهذه الاقتراحات والتي تبدو من حديثة كم ثقته في أنفسهم بينما ظلت غرام تتابع ما يحدث أمامها بقلب قلق وخوفا من أن يتطور الأمر لشئ اخر.
شعر بها يزيد والذى كان يتابع ملامحها المضطربه فأراد أن يطمئنها أنه لم ولن يتخلى عنها مهما حدث فأكمل بعد حديث چواد قائلا/
_ چواد تقريبا قال كل اللي نفسي أقوله حقيقي،
 بس اسمحيلي اضيف بعض الاشياء اللي ممكن تعتبريها ضمانات لكن أنا بعتبرها حقها .
نظر تجاه غرام مع آخر كلمة ثم التفت لوالدتها واردف مكملا/ 
_ انا ممكن اكتبلها شقة تمليك باسمها واتنازل لها عن نص نصيبي في المحلات لو ده يرضيك ويرضيها وتحسي منه أنه ضمان كفاية أن لا يمكن ابهدلها في يوم من الايام.
صعق الجميع من هذا العرض المغري حتي هي لم تتوقع منه هذا فنظرت له بإعجاب وتباهي بينما چواد نظر له بتشجيع وابتسم ثم ربت على كتفه ليبث له موافقته ومساندته بالرأي.
بالجهة المقابلة كان يزن يشتعل من كل هذه التنازلات فهو يري أن لا شىء يستحق التنازل عن مجهوده ومستقبله مقابل الحب فاقترب من غزل هامسا بلهجة ساخرة والحديث يخرج من بين اسنانه باستهجان /
_  ده بقي اخويا جامد اوي برضه بس لما بيحب مبيشوفش قدامه.
نظرت غزل تجاه يزيد بفرحة وتقدير لمحاولاته للظفر باختها  ثم قالت وعيونها تكاد تخرج قلوبا  بفرحة/ 
_ باين عليه اوي ،كفاية بوكيه الورد اللي جايبه لأختي.
نظر لها يزن وشعر بالغيرة من كلماتها ونظراتها تلك لا يعرف لما ليقول بحنق / 
_ علي فكرة بوكية الورد انا اللي مختاره.
نظرت له غزل بسخرية وعدم تصديق قائلة / 
_ وسعت منك اوي.
رفع يزن حاجبيه قائلا بتوعد / 
_ شكلك مش مصدقاني بكرة تشوفي.
لتنظر له غزل وتعي مدى اعتراضه للأمر فأطلقت زفيرا ثم همسات قائلة / 
_ والله انا شايفة أنه هو بس اللي بيشوف مش زي ناس تانية عامية.
نظر لها بغضب وتوعد ثم اعتدل للامام فوجد فاطمة والدتهم تتحدث قائلة/ 
_ والله انا بعد اللي قولتوه مفيش كلام تاني ولا انتي رأيك ايه يا غرام.
نظرت لغرام التي اشتعلت وجنتيها خجلا ونظرت للاسفل لم تنطق بكلمة واحدة لتردف فاطمة بابتسامة قائلة /
_ علي البركة أن شاء الله نقرأ الفاتحة دلوقتي على كلامنا ونحدد ميعاد تلبيس الدبل ويكون اخويا جه أن شاء الله.
تهللت اسارير كل من بالجمع فچواد سعد كثيرا لشعوره بالفوز في معركته متمنيا ليزيد ولغرام كل خير 
بينما يزن برغم اعتراضه ولكنه فرح بفرحة أخيه ورأي أنه قد اختار الاختيار الصائب وغزل كادت أن تخرج قلوبا من عيونها واستقامت تحتضن اختها وتبارك لها داعية لها بصلاح الحال ثم عادت الي مكانها مرة أخري ليتابعها يزن ويشعر بالفرح من مجرد فرحتها .
بينما يزيد وغرام ظلوا ينظرون لبعضهم البعض مهنئين أنفسهم بالنظرات ثم بدأوا ورفعوا أيديهم جميعا لقراءة الفاتحة وعند نهايتها استقام كلا منهم يهنأ الآخر ليغتنم يزن فرصة انشغال الجميع ويقترب من غزل واضعا يده على ظهرها فشهقت وجحظت عيونها فازال يده سريعا ثم اقترب من اذنها ليهمس لها قائلا /
_  لو عايزاني اصلح غلطتي فورا انا مستعد .
أدارت وجهها إليه متفاجأة من كم بجاحته بينما هو كان يبتسم بساذجة عالية وعيون خبيثة فإذا بها تصرخ قائلة بصوت عال /
 ماااااما.
عم الصمت فجأة وانتبه الجميع على صوتها وطريقتها فاستداروا ينظرون تجاهها.
توقف قلب يزن واتسعت حدقتيه متمتما لذاته /
_  يا بنت المجانين.
........................

  •تابع الفصل التالي "رواية معدن فضة" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent