رواية اللعنات العشر الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم وفاء هشام
اللعنات_العشر
26
سيف: يعني لولا الشخص دا كنا هنشرب قهوة على روحكم
سليم: وأنت مالك مبسوط كدا ليه
سيف بضحك: لا مفيش بس مش متخيل منظركم حقيقي
مروان: سيبكم منه هو اليومين دول اللعـنة بتاعته عملاله شغل حلو فى عقله
سيف: متغلطش طيب
آدم: المهم دلوقتي الراجل اللي بيقول هيساعدنا دا هنلاقيه فين؟
مروان: هنروحله على العنوان اللي فى الرسالة بس الأول لازم رعد يكون معانا
لم يكد ينهى جملته حتى رن هاتف آسيا
آسيا: ألو ... جين! خير فى حاجه
انتفضت من مكانها وصرخت: رعد!
جلست على الأريكة ووضعت يدها على فمها ونزل خطين من الدموع على وجنتيها
إسراء بخوف: خير يا آسيا حصل إيه
آسيا بإرتجاف: رعد ... رعد فاق
سليم: يوووه أنتم الستات مشاعركم غريبة تزعلوا تعيطوا تفرحوا تعيطوا فى إيه
دعاء وهى تحتضنها: اسكت أنت دي دموع الفرحة
سليم: فرحة إيه بس دا أنتم غاويين نكد
دعاء: ماشى بعدين
مروان: الحمد لله كدا نقدر نتجمع
آسيا وهي تمسح دموعها: هكلم الدكتور وأطمن على حالته وهروحله على أول طيارة
إسراء: خير إن شاء الله
"بدأت الأمور تتحسن حتى لو كان تحسن طفيف يبقى هناك أمل"
مر أسبوع لم يمل الكتاب من محاولة تدمير ما تبقى من حياتهم فيفشل حينا وينجح أحيانا ولكن تبقى الإرادة لديهم هي الدافع الوحيد للمتابعة والمضي قُدماً مهما حدث
عاد رعد من اليابان برفقة آسيا ولكن كان على كرسي متحرك وأخبرها الطبيب أنه سيعاني صعوبة فى التحدث والسير لبعض الوقت حتى يتعافى تماما من أثر الصدمة التى حدثت للمخ نتيجة انسحاب الدم المفاجئ
تجمعوا فى قصر سيف وبعودة رعد أصبح الوقت المناسب للذهاب إلى عنوان هذا الشخص لمعرفة ما لديه من معلومات
سيف: لازم نفضل مع بعض ونبقى هاديين إحنا مش عارفين إيه اللي هنواجه هناك
مروان: أيا يكن مش هيبقى أكتر من اللي اتعرضناله
سيف: تمام هنروح فى عربيات خاصة أنا وسليم وآدم وأدهم فى عربية ومروان مع إسراء وآسيا ورعد ودعاء فى عربية ونتوكل على الله
ركبوا السيارتين منطلقين إلى وجهتهم
استغرق الطريق ساعة كاملة حتى وصلوا إلى غابة قديمة أشجارها مخيفة منها المشجر ومنها المـيت مجرد قطعة خشب بشكل مخيف
ترجلوا من السيارة وأكملوا على أقدامهم إلى داخل الغابة وآسيا تدفع بكرسي رعد
ساروا بداخلها قليلا حتى وصلوا إلى منزل مهترء ومهجور يبدوا أنه قد بُني منذ سنوات طوال
اقتربوا منه وتقدم سيف وبجانبه مروان
فتح سيف الباب الخشبي القديم فأصدر صوت أزيز يدل على أنه لم يُفتح منذ وقت طويل
دخلوا فى ثنائيات منتهيين بأدهم الذى ما إن دخل حتى أُغلق الباب من خلفهم
انفزعوا من هذا وصرخت الفتيات
نظروا حولهم ليستكشفوا المكان
كانوا فى غرفة واسعة مظلمة تملئها الأتربة وخيوط العنكبوت المنتشرة فى زواياها
أرضيتها الخشبية بها كسور وتبين أنه يوجد سلم طويل أمامهم
توقفوا حيث هم ولم يتجرأوا على المضي قُدماً
سيف: إحنا جينا وطالبين مساعدتك ... كلنا هنا زي ما قولت
انتظروا قليلا ولكن لم يتلقوا أي شئ
مروان: ممكن ميكنش هنا؟
سليم: يعنى كان المفروض نبلغه إن إحنا جايين ولا إيه هو إحنا كنا نعرفه
جائهم صوت غليظ مرعب يقول: توقف عن السخرية وإلا لن يعجبك ما سأفعله
التفتوا لينظروا خلفهم ليجدوا شخصا مثني الظهر يتكأ على عصا خشبية وقد ارتدى عبائة طويلة لها كلنسوة قد غطى بها رأسه فلم تتبين ملامحه
تقدم فأفسحوا له الطريق فمر من بينهم حتى وصل إلى السلم وقال: اتبعونى
نظروا إلى بعضهم بشك بينما هو بدأ فى صعود السلم
تقدم مروان خلفه فتشجعوا واتبعوه
دخل هذا الرجل غرفة وقام بإشعال موقد صغير فى منتصفها
تقدم وجلس على كرسي موضوع أمامه منضدة ووقفوا هم مجتمعين أمامه
الرجل: تبقت له لعـنة واحدة وهي ستكون من نصيبك أنت صحيح *قال هذا وهو يشير إلى أدهم*
أدهم: أيوة
الرجل: اللعـنات كانت الانفـصام .. القتـل.. الخـيانة .. الشـك.. الإدمـان .. الغـرور .. لعـنة الماضي و الجـفاء، أليس كذلك؟
مروان: صحيح بس أنت بتقولنا ليه كدا؟
الرجل: عليكم إنتظار اللعـنة الأخيرة ستحدث قريبا وبعدها يمكنكم أن تعرفوا مكان الخير
آدم: قصدك إيه
الرجل: سأخبركم قصة قديمة، منذ زمن طويل كان هناك ساحـر مجنـون قرر فى يوم أن يقوم بسـحر على كتابين جمع فى أحدهما الخير والحب فأصبح كتاب الخير وجمع فى الأخر الشـرور التى تقمع فى النفوس البشرية وسُمي بكتاب الشـر وبعد مـوته تنازع الكثيرون على الكتابين معتقدين أنه يحقق لهم أحلامهم جاهلين بالقوة الحقيقية التى يحملانها حتى جاء شاب نبيل وقام بإخفاء هاذين الكتابين بعيدا عن أيدي كل من يريدونهما ليعم السلام وينسى الأخرون قصتهما
*هذه القصة من وحي خيال الكاتبة *
مروان بصدمة: أنت تقصد إن ...
قاطعه الرجل: أجل هناك كتابان عندما وجدت الكتاب الأول كان كتاب الخير قام بمساعدتك وأصبح صديقك هذا من شيمه أما الذي عاد الأن فهو النسخة الشريرة كتاب الشـر
مروان: بس .. بس ليه هو اللي ظهر دلوقتى وكمان هو عارفنا وكل حاجه كانت بتظهرلنا مع الكتاب الأول متسجلة فيه
الرجل: لأن الكتابان مرتبطان ببعضهما البعض كل ما يُكتب أو يظهر فى إحداهما يقابله ظهوره فى الأخر
أما فَلِما ظهر لأنك قمت بفتح كتاب الخير وعندما عاد إلى سباته تنشط كتاب الشـر ذاتيا وعاد إليكما ليمضي فترة من الوقت مثلما فعلتما مع كتاب الخير ولكن من اسمه فهو يريد الإستحواذ وليس مجرد مغامرات
مروان: طب إحنا نعمل إيه دلوقتى؟
الرجل: عليكم إيجاد كتاب الخير وتنشيطه من سباته هو الوحيد الذي يمكنه أن يدلكم
سيف: ونقدر نلاقيه فين؟
الرجل: عندما تنتهي اللعـنات العشر سيدخل كتاب الشـر فى سبات لمدة أسبوع عليكم آن ذاك أن تجتمعوا فى دائرة وليتحدث كل منكم عن لعنـته وعندما تنتهون سيريكم الطريق ولتعلموا أنه ساعدكم من قبل ولكنه لن يكون فى كامل قوته حتى يستيقظ
آدم: ساعدنا إزاي؟
الرجل: عندما ذهبتم للقطب الشمالي وكادت الذئـاب أن تفـتك بكم أرسل إليكم من يساعدكم
آسيا: يعنى دا مكنش من سكان القرية؟
الرجل: لا بل مبعوث من الكتاب ... لقد اشتاق صديقك للقياك يا مروان ويحاول جاهدا الإستيقاظ لمساعدتك ولكن كتاب الشـر يمنعه لذلك عليكم إيجاده، عندما يدخل كتاب الشـر فى سبات مجددا عليكم الإسراع لأنه إذا استيقظ قبل أن تجدوه لن يكون هناك فرصة أخرى أمامكم
كاد مروان أن يتحدث ولكن هبت رياح قوية محملة بالأتربة وأوراق الشجر
غطى الجميع عينيه بإستخدام ذراعه وهم يحاولون التنفس بصورة طبيعية
تردد إلى مسامع مروان جملة واحدة فى هذه الأثناء ألا وهي "صديقك ينتظرك يا مروان"
هدأت الرياح حتى اختفت فأزالوا أذرعتهم عن أعينهم فوجدوا الرجل العجوز قد اختفى
نظر مروان حوله بهيستيريا وركض ليبحث عنه فى المنزل
اهتز المنزل الخشبي دليلا على أنه يوشك على الإنهيار
سيف وهو يجذبه: مشي خلاص لازم نخرج البيت بينهار
جذبه سيف وأخرجه من المنزل وما أن وطئت قدميهما خارجا حتى إنهار المنزل تماما وأصبح مسوايا للأرض
نهضوا ونظروا إليه فوجدوا مكانه فارغا لا يوجدا بقايا أخشاب ولا أي دليل على أنه قد كان هناك منزل فى هذه البقعة
تسرب الخوف إلى قلوبهم وهم غير مصدقين لما حدث
تحاملوا على أنفسهم وعادوا إلى السيارتين محاولين تمالك أعصابهم
أمسك كل من سيف ومروان مقود سيارته وتحرك سيف ببطئ ومروان من خلفه
عادوا إلى قصر سيف جلسوا دون أن ينطق أحدهم بحرف واحد
كل منهم يفكر هل ما حدث كان حقيقيا أم هو حلم جماعي اشتركوا فيه
مروان: كتابين؟ دا بيفسر كل اللي بيحصل قولتلكم صاحبي عمره ما يـأذينا
سيف بغضب: هو دا كل اللي همك إن صاحبك طلع برئ ومش همك كل اللي حصل معانا
مروان: أنا مقولتش كدا بس دا فرق معايا شخصيا، اسمعوا إحنا هنلاقي الكتاب هو قوي وهيقدر يتغلب على الشـر أنا واثق فيه
سليم: حتى لو عايزين على كلام العجوز منقدرش نعمل كدا قبل ما اللعـنة العاشرة تظهر
إسراء: هو ممكن الكتاب يمنعنا إننا نلاقيه
مروان: أكيد علشان كدا العجوز نبهنا وقال لازم نعمل كدا وقت السبات بتاعه
أدهم: طب هو لو عرف إننا روحنا مش كدا هيأخر اللعـنة بتاعتى ويتمادى فى تفعيل اللعـنات التانية
نظروا جميعا إليه بصدمة وكأن ما قاله قد غاب عن أذهانهم ولم يفكروا فيه
آدم: هو ممكن يعمل كدا؟
آسيا بضحك: توقع منه أي حاجة
مروان: طب ... دلوقتى المفروض نتعامل عادى علشان لو معرفش ميعرفش من توترنا
إسراء: لو افترضنا إن كتاب الخير هو اللي بعت الراجل العجوز يبقى هيكون حريص إن الكتاب الشرير ميعرفش أكيد مظبط كل حاجه صح
سيف: هنفترض كدا ونطبق اللي قاله مروان ولا كإن حاجة حصلت لحد ما لعـنة أدهم تبدأ اتفقنا
الجميع: اتفقنا
سيف: حلو أوي عايزين نفضل على تواصل دايما علشان لو حصل حاجه ونترقب لعـنة أدهم علشان متحصلش خساير كتير
أدهم: وأنا هعمل اللي تقولوا عليه بس المهم دلوقتى هو الكتاب فين؟
مروان: فوق فى الأوضه بتاعتنا أنا وإسراء
آدم: هو أنتم هتفضلوا قاعدين هنا؟
سيف: أيوة هما وآسيا ورعد علشان دول أكتر علاقتين الكتاب حريص إنه يدمـرهم فأنا طلبت منهم يفضلوا هنا
آدم: تمام كدا أفضل ... بس مليكة ومالك؟
إسراء: وحشونى أوي بس هكلمهم فيديو كول مش عايزاهم يتصدموا تانى كفايا اللي شافوه منى ومن مروان لحد دلوقتى
مروان: معلش يا آدم خليهم مفكرين إن إحنا مسافرين لحد ما نخلص الموضوع
آدم: متقلقوش وكمان ماما فرحانه بيهم أوي ووالدتك كمان أهو بيسلوهم
سيف: مروان قوم هات الكتاب خلينا نشوف هيعمل إيه تانى
نهض مروان وصعد إلى فوق ليجد باب غرفته مفتوحاً
نظر منه بحذر فوجد الكتاب مفتوح ويظهر منه ضوء أحمر
سمع صوتا يقول: كيف لهذا أن يحدث؟ من أين جاء هذا الشخص الذي ساعدهم؟ لقد خططت لِيُقْــتلوا أربعتهم كيف؟
يجب علي إنهاء هذا وبسرعة يجب أن أجعل اللعـنات تقضى عليهم سأنهي لعـناتي العشر وبعدما أستفيق من سباتي القصير سأجعلهم يقتــلون بعضهم البعض سيمـوتون جميعا هم وأقربائهم وستشهد هذه البلاد سلسلة جـرائم متعددة وبأبـشع الطرق التى لم يرو مثلها من قبل
تراجع مروان وقد تسارعت أنفاسه وازدادت ضربات قلبه
هل عليه إخبارهم بما سمعه؟ لا لا سيعرف إذا فعل سأخبرهم عندما يغفو أما الأن سنسير حسب الخطة
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه على ثلاث مرات
التفت ودخل إلى الغرفة فرأى الكتاب لا يزال مفتوحا فقال بسخرية: مش عارف تنام كويس ولا إيه؟
قال: أتسخر منى؟
مروان: أكيد لا بس شايفك غضبان
قال: لا دخل لك ... ماذا تريد؟
مروان بإبتسامة جانبية: وكإنك مش عارف
قال: لا تسخر مني وإلا سأدمـر حياتك
مروان: وكإنك مدمـرتهاش حرام عليك كفاية بقى
قال: لن أتوقف حتى أنهيكم جميعا
مروان بصراخ: ليييه عملنالك إيه
قال: البشر أسوء المخلوقات وهذا العصر ترتكبون فيه أبشع الجـرائم فى حق أنفسكم وحق الأخرين فلما لا أفعل أنا أيضا
مروان: وإحنا ذنبنا إيه الدنيا زي ما فيها الوحش فيها الحلو ليه تاخدنا بذنبهم ليه
قال: أنا لا أرى إلا السئ لا تجادلنى
مروان: أنت مستحيل تكون صديقي أنت ولا حاجه
ثم التقطه ونزل إلى أسفل بغضب
قال: لن أتركك يا مروان وسأجعلك آخر ضحاياي حتى تتألم مع كل شخص تفقده فى حياتك
مروام: مش هسمح بدا وهنتغلب عليك بأي طريقة مش هنتقاد ليك
قال: لن تستطيع
مروان: سنرى
جلس على كرسيه ووضع قدما فوقا الأخرى
سيف: إيه يا مروان لاقيت حاجة
مروان: لا بس الكتاب دا ناويلنا على شر ما بعده شر
آدم: عرفنا دا من أول لعـنة
مروان بأسف: أذيـتنا كتير ولسه مستمر مع إننا مأذينـاش حد بل بالعكس ممكن الناس هما اللي أذونا بس أنت مش شايف غير لعـنات البشر فى الزمن دا وجاي تطبقها علينا وتعيشنا فيها علشان تأكدلنا إن البشر مؤذيـين مع إننا عارفين بس لا إزاي
أدهم: أنت مستني إيه مش دوري هو اللي جاي اصدمني وخلصني
قال: لا أحد يخبرنى ماذا أفعل والأن فلتستعدوا لمغامرة جديدة
دعاء بصراخ: ارحمنا بقى
قال: هذه المرة حتى تعودوا عليكم المكوث أربعاً وعشرون ساعة فى الصحراء
ثم ظهرت أسمائهم
مروان
سيف
أدهم
إسراء
رعد
آسيا بخوف: رعد لا دا تعبان
لم تكد تنهي جملتها حتى إختفى الخمسة أشخاص المذكور أسمائهم
آسيا: حرام عليك كفايا بقى .. رعد
دعاء: متخافيش هيخلوا بالهم منه
قال: والأن هل يمكن لأربعتكم التعامل مع لعـناتكم
نظروا إلى بعضهم بخوف وتراجعوا ليركض كل منهم إلى غرفة وأغلق بابها من الداخل ثم ألقى بالمفتاح من أسفل الباب " دعاء ... آسيا ... آدم .. سليم "
توسط الكتاب غرفة المعيشة وضحكة شريرة قد خرجت منه وهزت القصر بأكمله وازدادت حتى وصل صوتها إلى المحتجزين فى غرفهم
انقلبت الغرفة رأسا على عقب والأربعة يحاربون لعـناتهم
والخمس الأخرون داخل الكتاب يهربون من أفـعى عملاقة تكاد أن تفـتك بهم
قال بشـر: كدت أنتهي منكم كدت أنتهي
يتبع....
•تابع الفصل التالي "رواية اللعنات العشر" اضغط على اسم الرواية